إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

هل مضمون الوصية معلوم سلفاً ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    هل مضمون الوصية معلوم سلفاً ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    هل مضمون الوصية معلوم سلفاً ؟
    يزعم بعض من يدعي علماً أن لا حاجة إلى أن يوصي محمد (ص) عند الاحتضار، فحديث الثقلين أو الغدير مثلاً يغني عن كتابتها، ولما كان مضمونها معلوم سلفاً فلا حاجة إلى أن يكلّف نفسه بكتابتها !!
    وكان جواب السيد أحمد الحسن (ع) لمثل هؤلاء المدعين هو التالي:
    [ إنّ بعضهم يدّعون أنهم يعلمون ما في وصية رسول الله (ص) التي لم يكتبها حسب زعمهم، وبأنها مجرد تأكيد لبيعة الغدير ولحديث الثقلين المجمل، ولهذا فهو (ص) لم يهتم لكتابتها ولم يكتبها بعد حادثة الرزية بحسب زعمهم ولو للمساكين الذين يقبلونها كعمار وأبو ذر والمقداد، ولم يكتبها حتى لعلي (ع) لتصل لمن يقبلونها بعده لكي لا يضيع ويضل كلّ من في أصلاب الرجال وتعصم الأمة من الضلال.
    ولا أدري من أين علموا أنّ الوصية مجرد تكرار أو تأكيد لحادثة الغدير أو غيرها من الحوادث والأقوال السابقة لرسول الله (ص) كحديث الثقلين المجمل، مع أنه (ص) نبي ورسول من الله والوحي مستمر له ورسالته لهداية الناس مستمرة حتى آخر لحظة من حياته، فهل أن الله أخبرهم مثلاً أنه لم يوحي لمحمد قبل احتضاره بيوم أو بشهر أو بشهرين شيئاً جديداً وتفاصيل جديدة تخصّ أحد الثقلين وهو الأوصياء من بعده وأسماء وصفات بعضهم بما يضمن عدم ضلال الأمة إلى يوم القيامة، مع أنّ هذا الأمر موافق للحكمة. وإذا لم يكن قد أوحى الله لهؤلاء المدعين شيئاً، فلماذا الجزم أنّ الوصية كانت مجرد تكرار لما سبق ولهذا كان الأفضل ترك كتابتها بعد رزية الخميس بحسب زعمهم ؟
    هل هذا يعني أنّ عمر يقرر لرسول الله أنّ الأفضل عدم كتابة الوصية في يوم الخميس كما يزعم من اعتبروا أن اعتراض عمر على كتابة الكتاب كان بتوفيق وتسديد، وأنتم تقررون لرسول الله أنّ الأفضل عدم كتابة الوصية بعد يوم الخميس، ولا تُعدمون القش لإيقاد ناركم، فمن الرسول بربكم محمد بن عبد الله (ص)، أم عمر وجماعته، أم أنتم يا من تسميتم بالتشيع ؟ ].


    ولم تفرغ سلّتهم من الإشكالات على كتاب محمد (ص) العاصم لأُمته من الضلال، فاخترع بعضهم إشكالاً مفاده: إما أن يكون موسى بن جعفر (ع) قد أوصى في سجنه قبل الوفاة لمن بعده وكتب وصيته، أو أنّ محمداً (ص) لم يكتب وصيته ؟!! ولمثل هذه السفاسف، كان (ع) يقول:
    [ نحن أثبتنا وجوب الوصية عند الاحتضار وبالدليل، وهم الآن ليس لديهم دليل نقض، إذن ثبت دليلنا، وثبتت وصية رسول الله (ص) الوحيدة بحسب هذا الدليل على وجوب كتابتها.
    أما الإشكال على وصية رسول الله (ص) بعدم وجود وصية عند الاحتضار لموسى بن جعفر (ع) مثلاً لكونه مسجوناً، فالله يقول: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ (البقرة: 286)، فالمريض لا يصوم، ومن يُعدم السبيل لا يُكلّف كتابة الوصية عند الاحتضار، فموسى بن جعفر لم يكن بوسعه والرسول (ص) ليس كذلك، بل كان كتابة الوصية بوسعه، فيجب عليه الكتابة.
    هذا إضافة إلى أنّ وصايا وروايات الأئمة (ع) لم تصل كلّها، فقد ضاع كثير من أُصول الشيعة الروائية كما يعلم الجميع.
    هذا إضافة إلى أنه لا يضرّ أن لا يكتب موسى بن جعفر (ع) وصيته عند الاحتضار؛ لأن وصية الرسول (ص) عاصمة للأُمة من الضلال إلى يوم القيامة، فلا يجب أن يوفر الله ظرفاً لموسى بن جعفر (ع) ليوصي عند الاحتضار، ولكن الله وفّر الوقت والفرصة والسعة لرسول الله (ص) عند الاحتضار ليوصي، وقد أوصى ونقلت الوصية ].

    والآن، هل فرغت جعبتكم من الإشكالات على الوصية المقدسة، أم لا زالت !!

    المصدر : كتاب مع العبد الصالح ج2
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎