إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

    (1)

    ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟!


    على طريقة:
    - لا صحة للهجوم على دار فاطمة (عليها السلام)، وإلا فأين شجاعة علي (عليه السلام) ؟
    - لا صحة لرزية الخميس، وإلا فأين علي (عليه السلام) ليأتي النبي (صلى الله عليه وآله) بالكتف والدواة ؟
    - لا صحة لوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) المقدسة، وإلا فلماذا اعترض محمد بن الحنفية على علي بن الحسين (عليه السلام) ؟
    - لا صحة للمهديين (عليهم السلام)، وإلا فلماذا لم نسمع بهم من علمائنا وأهلنا الماضين ؟
    - لا صحة لدعوة السيد اليماني، وإلا فلماذا لا يصدق بها المراجع ؟
    - لا صحة لبطلان الانتخابات وإلا سيعود حزب البعث أخزاه الله للحكم؟
    - لا.....، لا .....، لا .......



    والقائمة بكل تأكيد ستطول، بل تطول كثيراً ولا تقف إلا عند إحساس المستشكل بالحياء من الاكتفاء بمقابلة الدليل الواضح بالإشكال عليه والخجل من عجزه عن تقديم دليل ينقضه، ولكن كم هم الذين يمتلكون حياء وخجلاً في أيامنا هذه ؟!
    بنفس هذا التفكير الساذج (إن صح تسميته تفكيراً أصلاً) يحاول البعض إثبات شرعية التقليد ووجوبه وجعله عقيدة تدين بها شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وأما الدليل على كونه كذلك فليس آية من كتاب الله (الذي فيه تبيان كل شيء) أو رواية قطعية في دلالتها وصدورها، وإنما هو: "لو لم يكن واجباً فماذا تصنع الناس" ؟


    هل سمع أحد منكم بثبوت عقائد أو واجبات في الدين بهكذا استدلال؟ هذا من جهة.

    ومن جهة ثانية:
    لنفرض أنّ الناس لا تعرف ماذا تصنع فعلاً بالنسبة لأحكام دينها،
    ولنفرض ثانياً، أنّ الله وخلفائه (وحاشاهم) لم يبيّنوا حكماً أو حلاً يوضّح للناس تكليفهم عند غيبة خليفته عنهم،
    ولنفرض ثالثاً، أنّ ذلك الخليفة (وحاشاه) تركهم وأدار ظهره لهم نهائياً،
    ولنفرض رابعاً، أنّ الناس لم تكن مقصّرة في غيبة ذلك الخليفة الإلهي،
    ولنفرض خامساً، أنهم يشعرون بالحاجة الملحة لبعض معارف الدين وشرائعه، وأنّ حياتهم بدأت تتعقد وبحاجة إلى حلول دينية،


    لنفرض كل هذا وغيره، ولكن منطق العبودية الحقيقية لله ماذا يفرض هو بدوره؛ هل الوقوف على القطعي من الدين الواضح (المصاحب ربما لخسارة شيء من الدنيا)، أم ابتداع دين موسّع بعقائد وأحكام جديدة لمواكبة المرحلة والدنيا كما نسمعه كثيراً في العقود الأخيرة من رجال الدين فضلاً عن غيرهم ؟


    قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون، إلا الكف عنه والتثبت، والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد، ويعرفوكم فيه الحق، قال الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون") الكافي: ج1 ص40 ح10

    ومن جهة ثالثة: ...........
    تاتي ان شاء الله.



    المصدر: صفحة الشيخ علاء السالم على الفيس بوك - alaa alsalem



    ---


    ---


    ---

  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم


    (2)


    ومن جهة ثالثة:
    إنّ الحاجة الملحة للناس في تبيان الأحكام في العصور الأخيرة، بكل تأكيد كانت موجودة أيضاً بعد حدوث الغيبة الكبرى ومضي قرن أو قرنين عليها ولو بنسبة أقل، ولكنها على كل حال كانت موجودة والفرق بين حاجة أهل تلك القرون وحاجة أهل القرون الأخيرة هو في السعة والضيق ليس إلا، والسؤال: ماذا كان يصنع الشيعة في تلك القرون ؟


    إنّ أي متتبع للكتب الفقهية الكثيرة لعلماء الشيعة في تلك الأيام وبالرغم من أنها ترفع حاجة الشيعة ولو بنسبةٍ ما (وليست بصورة تامة؛ لأن النقص ضريبة حتمية لغيبة المعصوم بكل تأكيد)، ولكن في ذات الوقت لا يجد المتتبع شيئاً اسمه التقليد أو مسألة فقهية ولو واحدة تفرض وجوبه وبطلان عمل المكلف بدونه كما هو الحاصل اليوم؟



    وللتأكد من ذلك بوسع الجميع الرجوع إلى الكتب الفقهية المدوّنة في ذلك الوقت كالهداية والمقنع للشيخ الصدوق (ت: 381 ه)، والمقنعة للشيخ المفيد (ت: 413 ه)، والانتصار للسيد المرتضى (ت: 436 ه)، والمبسوط والنهاية للشيخ الطوسي (ت: 460 ه)، والسرائر لابن إدريس الحلي (ت: 598 ه)، وكذا غيرهم "رحمهم الله". وإذا عرفنا هذا، إذن حقَّ لنا أن نتساءل عن زمن ظهور غيمة التقليد في سماء المنتظرين وإيجابه عليهم بل تصويره عقيدة يجب عليهم الإيمان بها ؟


    الحقيقة الغائبة على الناس اليوم هي أنّ التقليد لم يعرف سبيله إلى الكتب الفقهية لدى الشيعة إلا في عهد قريب جداً، فقد كان له ذكر محدود في بعض الرسائل الفقهية في القرن الثالث عشر الهجري أثناء النزاع الأصولي - الأخباري، ثم طفر ليكون المسألة الفقهية الأولى على يد السيد محمد كاظم اليزدي (ت: 1337 ه)، الذي افتتح عهد الكتب الفقهية على طريقة الرسائل العملية الفقهية المعروفة اليوم، فهو أول من صدّر رسالته الموسومة بـ"العروة الوثقى" بوجوب "الاجتهاد والتقليد"، جاعلاً إياها مسألة رقم (1) في الفقه الشيعي.


    يقول الشيخ علي خازم عند ذكره الكتب الفقهية وأبوابها: (الكتب الفقهية: العبادات ١ -كتاب الاجتهاد والتقليد ... وهذا الكتاب لم يلحق بالفقه إلا في العصور الأخيرة فيما كان يبحث عنه في أصول الفقه) مدخل إلى علم الفقه عند المسلمين الشيعة: ص53.

    ثم احتذى حذوه من جاء بعده، وصارت رسالة اليزدي الفقهية مدار اجتهاد وتعليقات المجتهدين من بعده إلى يوم الناس هذا.

    ومن جهة رابعة: .............
    تاتي ان شاء الله.



    المصدر: صفحة الشيخ علاء السالم على الفيس بوك - alaa alsalem

    ---


    ---


    ---

    Comment

    • محمد الانصاري
      MyHumanity First
      • 22-11-2008
      • 5048

      #3
      رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

      (3)


      ومن جهة رابعة:
      هم يقولون: إنّ المكلف يجب عليه التقليد لأجل تحصيل أحكام الله، فها قد انطلى هذا التبرير على الناس المساكين وقلّدوا، ولكن هل حصّلوا على أحكام الله الواقعية فعلاً ؟!

      أعتقد أنّ من قرأ مثال الصلاة والصيام في المناطق القطبية أو القريبة منها المتقدم، عرف بكل وضوح أن ما تم تقديمه للمكلفين من فتاوى هي مجرد أوهام لا ترتقي أن تكون ظنوناً فضلاً عن أن توصف بأنها أحكام الله، وهكذا الحال في مسائل تتعلق بالفروج والأموال، فمعاملة واحدة مثلاً: يراها أحد المجتهدين شرعية والمال المكتسب منها حلالاً يراها آخر رباً محرماً والمال المأكول منها سحتاً.

      وهذا مثال للفتاوى التي يوجبون على الناس تقليدهم فيها حتى يحصلوا على أحكام الله (كما يقولون)، تتعلق بالأعراض والأنساب، يعرضها السيد كمال الحيدري:
      [المسألة :هل يمكن للشخص الزواج بالمرأة التي زنى بها - وهي محصنة ذات بعل- بعد طلاقها من زوجها، مع جهله بأن الزنا بذات البعل يوجب الحرمة الأبدية؟ وما هو مقصود بعض الفقهاء من عبارة (لا يجوز على الأحوط وجوباً) في مثل هذه الحالة؟
      الــجواب :المشهور عند فقهاء الشيعة حرمة الزواج - في هذه الحالة - بشكل أبدي، بلا فرق بين العلم بالحرمة والجهل بها، وهناك من يحتاط احتياطاً وجوبياً في ذلك بمعنى أنه لم يجد دليلاً معتمداً على الحرمة لكن لا يستطيع الإفتاء بالجواز؛ لوجود بعض المبررات لديه والتي أهمها: شهرة الفتوى بالحرمة، وفي الوقت نفسه هناك من الفقهاء من لا يحرم الزواج في هذه الحالة. وعليه: فإذا كان هذا الشخص يقلّد من يفتي بالجواز فالأمر واضح، وأمّا لو كان يقلّد من يفتي بالحرمة المؤبدة فسوف يحرم عليه العقد عليها بعد طلاقها. وأما إذا كان يقلّد من يقول بالحرمة احتياطاً وجوبياً فيمكنه عندئذٍ الرجوع إلى أحد الفقهاء الأحياء الذين أجازوا ذلك
      ] ( ).



      واضح أنّ الفعل وفق رأي (بعض المجتهدين) زنا محرم والأبناء الناتجون منه هم أبناء زنا، ونفس هذا الزنا - برأي أولئك - حلال وشرعي والأبناء شرعيون وفق رأي (بعض آخر من المجتهدين) !!


      والسؤال: ما هو حكم الله في هذا الفعل الواحد، هل هو زنا أو حلال عند الله، هل الأبناء ولد زنا أي ولد حرام، أم أن مولدهم طاهر وشرعي ؟
      سيجيب المجتهدون (بقسميهم) بعدم العلم !


      أيضاً: هذه فتوى للسيد السيستاني في مسألة تتعلق بالأعراض والأنساب:
      [رجل لقح بويضة امرأة خارج رحمها بمنيه ثم وضعت البويضة المخصبة داخل رحم زوجته فولدت ولدا فهل عملية التلقيح هذه محرمة ؟
      الجواب : لا بأس بها في حد ذاتها مع الغض عن المقارنات
      ] فقه الحضارة – السيد السيستاني: ص21.


      ونفس هذا الفعل الذي لا بأس به وحلال بنظر السيستاني، يعتبر فعلاً محرماً بنظر مجتهد آخر، كما أنّ بعضهم يرى أن أم الولد هي من نما في رحمها وأولدته، ويرى بعض آخر أنها صاحبة البويضة، وحال من أولدته كحال المرضعة التي تستحق الأجرة على عملها لا غير!!


      وأكيد سيطل علينا بعض ثالث برأسه، ويرى أن الولد المسكين يجب عليه الاحتياط، ويعتبر كلا المرأتين أمّاً له، كما يعتبر أبناء وبنات كلٍّ منهما أخوة وأخوات له احتياطاً !! وأما إذا وصل الأمر للإرث وباقي الحقوق فربما ينبغي لأصحاب الرسائل العملية أن يفكروا بكتابة رسالة عملية احتياطية خاصة بالولد لحل مشاكله !!
      والأمثلة كثيرة جداً تحتاج موسوعة ذات أجزاء لجمعها.



      طيب، أوليس أن إيجابكم التقليد على الناس كان لأجل تحصيلهم أحكام الله (كما أوهمتموهم)، فأين ذهب عذركم، وأين هي أحكام الله التي منحتموها لهم ؟!
      عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (... وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشواً من رأيه ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهباً، إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له: لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات، ركاب شبهات خباط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لا ملئ بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق) الكافي: ج1 ص55.

      الجهة الخامسة تاتي ان شاء الله.



      المصدر: صفحة الشيخ علاء السالم على الفيس بوك - alaa alsalem

      ---


      ---


      ---

      Comment

      • محمد الانصاري
        MyHumanity First
        • 22-11-2008
        • 5048

        #4
        رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

        (4)

        ومن جهة خامسة:
        إنّ أصل الدين وأساسه هو خليفة الله، قال الإمام الصادق (عليه السلام) للمفضل بن عمر: (.. ثم أخبرك أن أصل الدين هو رجل، وذلك الرجل هو اليقين، وهو الإيمان، وهو إمام أهل زمانه، فمن عرفه عرف الله ودينه وشرائعه، ومن أنكره أنكر الله ودينه، ومن جهله جهل الله ودينه وشرائعه، ولا يعرف الله ودينه بغير ذلك الإمام، كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله) مختصر بصائر الدرجات: ص80.


        وبكل تأكيد، فإنّ غيبة حجة الله من بين أظهر الناس خسارة لا تعوض أبداً، ولكن السؤال: هل لغيبته سبب، أم لا ؟
        عن أبي جعفر (عليه السلام): (إنّ الله إذا كره لنا جوار قومٍ نزعنا من بين أظهرهم) علل الشرائع: ج1 ص244.


        وإذا كان البعض يحاول أن يحصر السبب بالخوف من العباسيين الظلمة (أخزاهم الله) آنذاك، فمعلوم أنّ دولتهم انتهت منذ مئات السنين !
        وإذا خطر في بال أحد أنّ سبب غيبته وطولها هو قلة الشيعة يومذاك، فمعلوم أنهم بالملايين منذ سنين طويلة خلت، بل يكفي أن نعرف أنّ أحد مراجع الدين اليوم فاق عدد مقلديه السبعين مليوناً وأكثر، في ذات الوقت الذي يخبرنا آل محمد (عليهم السلام) أنّ الفرج مرتبط باكتمال الحلقة ! فكم هو العدد المطلوب توفره فيها ؟

        عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها، وهي راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بها جبرئيل يوم بدر ......) الغيبة للنعماني: ص321.


        حقاً، إنه لأمر يثير الدهشة والحيرة والأسى، أن نعرف أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) ينتظر توفر عدد قوامه عشرة آلاف، وإذا أضفنا له عدد أصحابه المقربين (313) فسيكون المجموع: (10.313) فرداً، في ذات الوقت الذي نرى فيه الملايين الكثيرة من الناس تدعي انتظاره، وتدعو لأن تكون من أنصاره ؟
        ماذا يجري، وإلى أين تُساق الناس ؟
        حقيقة، إننا ما لم نصارح أنفسنا ونجيب هذا السؤال، فإننا مخدوعون حتماً، مأكولون من الأكتاف كما تؤكل الشياه تماماً، ومسوقون إلى مصير مظلم لا يعلم وحشته وخطره إلا الله والمعتبرون بما سلف !
        لست الآن بصدد البحث التفصيلي عن الغيبة في هذا المختصر المعقود لبيان شرعية التقليد من عدمها، وما أردته فقط إلفات نظر المؤمنين إلى ما أشار له آل محمد (عليهم السلام) وابنهم بقية الله (عليه السلام) بالتحديد في توقيعاته التي تقطر ألماً، والتي توضح أن الإمام المهدي (عليه السلام) مغيَّب وليس غائباً، مُنتظِر وليس مُنتظَر فقط.



        يكفي أن نعرف أن التوقيعات الخارجة منه (عليه السلام) طيلة الغيبة الصغرى التي استمرت ما يقرب من السبعين عاماً عدد بسيط جداً، وقد أجهد الشيخ الصدوق نفسه في جمعها في كتابه "كمال الدين وتمام النعمة" فبلغت (52) توقيعاً، ولو أردنا أن نتحدث بلغة الأرقام فإنه خلال كل (16 شهر، أي سنة وأربعة اشهر) يخطر في بال واحد من الشيعة أنّ لديه إماماً فيوجه إليه سؤالاً ؟!!


        إنها لحقيقة مخجلة حقاً، لذا ليس غريباً أن نقرأ الأوصاف التي يطلقها (عليه السلام) على الأمة التي تنسب نفسها إليه:
        عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال: (خرج التوقيع من الناحية المقدسة حرسها الله - بعد المسائل - : بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون ...) بحار الأنوار: ج91 ص3.


        أيضاً: مما ورد في كتابه (عليه السلام) إلى الشيخ المفيد: (... ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون. أنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ...) الاحتجاج: ج2 ص323.



        وإذا كان هذا هو حال الشيعة في أوائل الغيبة، فالله وحده أعلم وخلفاؤه الكرام بالحال الذي وصل إليه من يدعون التشيع اليوم في تعاملهم مع الإمام المهدي (عليه السلام) !!
        ثم إذا كان أحد سبل معرفة الإمام من آل محمد (عليهم السلام) هو إجابته عن الحلال والحرام والعظائم كما ورد في محكم روايات الطاهرين (عليهم السلام)، فقد أفقد المجتهدون أي شعور بالحاجة إلى الإمام (عليه السلام) في أنفس الناس، إذ لم يتركوا شيئاً إلا وخاضوا فيه، والأمر المهم بنظرهم أن لا يبقى سؤال موجه لهم بلا إجابة منهم (فذلك يخدش الأنا والمقام) حتى وإن كان الجواب وهماً او احتمالاً يطرح في أمر عقائدي خطير، بل وصلت الجرأة إلى اقتحام أشد المساحات خطراً مما خص الله بها خلفائه، أعني إحكام متشابه الكتاب الكريم، فخاضوا فيه أيضاً ونثروا أوهامهم بين الناس وصورها دائرة معارف إلهية !


        عن المعلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في رسالة: (.. وإنما القرآن أمثال لقومٍ يعلمون دون غيرهم، ولقومٍ يتلونه حق تلاوته، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه، وأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس شيء أبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله، وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوّام بكتابه، والناطقين عن أمره، وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم، ثم قال: "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ". فأما عن غيرهم فليس يعلم ذلك أبداً ولا يوجد، وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الأمر؛ لأنهم لا يجدون من يأتمرون عليه ومن يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة خواص ليقتدى بهم، فافهم ذلك إن شاء الله وإياك وإياك وتلاوة القرآن برأيك، فانّ الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور، ولا قادرين على تأويله، إلا من حده وبابـه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله، واطلب الأمر من مكانه تجده إن شاء الله) وسائل الشيعة (آل البيت): ج27 ص190.


        وإذا قُدّر للغفلة غير المطبقة (المستوجبة لشيء من الحياة في وجدان الأمة) أن تترك مساحة لبعض التوقيعات بالظهور يومذاك ولو بنحو قليل، فإنّ العقود الأخيرة من الغيبة وبجريرة عقيدة تقليد المجتهدين (وأخذ آرائهم وظنونهم بل أوهامهم ديناً) ألغت كل ما يخص الإمام المهدي (عليه السلام) وما له علاقة حقيقية به نهائياً، ولم يتبقَ منه (عليه السلام) في أذهان الناس وقلوبهم سوى الاسم فقط ووضع اليد على الرؤوس عند ذكره ربما، خصوصاً بعد أن طرحوا أنفسهم نواباً له وأنهم يسدون مسده، ولديهم من القواعد ما يملاؤون بها حياة المنتظرين المساكين في كافة جوانب الدين، بل أغلبنا ربما سمع بعضهم وهو يتحدث لجمهور الشيعة قائلاً: لدينا من القواعد ما نستطيع من خلالها أن نعطي أحكاماً للناس تسيّر أمورهم ولو استمرت غيبة الإمام آلاف أو ملايين السنين القادمة !



        وهكذا أطبقت حلقة نسيان الأمة لإمامها المظلوم المغيّب واستحكمت، وماتت القلوب وقست بكل أسف، كما وصفها الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: (... ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنما يصلى ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب ...) الكافي: ج8 ص40.


        وهكذا، تم خداع الأبناء واختطافهم شيئاً فشيئاً ونسوا والدهم الحقيقي، نعم ماتت القلوب ولم تعد تشعر بالحاجة إلى الإمام (عليه السلام) أصلاً، فالقائد الديني موجود وتقليده واجب بل عقيدة، كما أنهم انتهوا أخيراً إلى إيجاب انتخاب القائد السياسي، ولا أدري أي مساحة بقت لم يملؤوها بأوهامهم وتركوها لكي تُعرِّف الناس بخسارتهم وتقصيرهم وتذكّرهم بأن لديهم إماماً مغيّباً، فيدعوهم ذلك إلى الالتجاء لربهم الرحيم والتضرع إليه بإرجاعه لهم وطلب رضاه عنهم !!


        إنّ عودة آل محمد (عليهم السلام) أمر حتمي لا ريب فيه، وهذا ما وعد الله به ووعده حق، ولكن نحن من جعلنا عودتهم تكون بالنحو التالي:
        عن الفضيل بن يسار، قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهال الجاهلية. قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به) الغيبة للنعماني: ص307.

        والحمد لله رب العالمين.



        المصدر: صفحة الشيخ علاء السالم على الفيس بوك - alaa alsalem

        ---


        ---


        ---

        Comment

        • محمد الانصاري
          MyHumanity First
          • 22-11-2008
          • 5048

          #5
          رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



          ما تقدم من حلقات اربع في اجابة السؤال الذي يطرحه البعض بكثرة: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟!
          هو أحد فقرات كتاب صدر أخيراً وتم نشره في الموقع الرسمي للدعوة اليمانية المباركة، اسمه ((بحث في أدلة التقليد))،


          يعرض الكتاب ما استدل به المجتهدون على شرعية التقليد، او قل عقيدة التقليد كما صوروها للناس،


          والحقيقة التي يجدها القارئ بكل وضوح ان ما زعموه من دليل هو مجرد امور متشابهة، مختلف فيها من قبلهم، غير قطعي على مستوى الصدور والدلالة في نفس الوقت وباعترافهم هم قبل غيرهم، وبالنتيجة لا ترتقي حتى لاثبات ابسط المسائل الفقهية فضلاً عن اثباتها لامر اوجبوه على الناس الى مستوى ان عمل العامل بدونه باطل شرعاً !!


          ولا اطلب من القارئ له اكثر من الانصاف واحترام عقله ..


          يمكن قراءة الكتاب وتحميله عبر هذا الرابط:



          والحمد لله رب العالمين.


          المصدر: صفحة الشيخ علاء السالم على الفيس بوك - alaa alsalem


          ---


          ---


          ---

          Comment

          • ansari
            مشرف
            • 22-01-2011
            • 9069

            #6
            رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

            وفق الله شيخنا الكريم علاء السالم وجزاه الله كل خير

            والف شكر وتحية للاخ الغالي محمد الانصاري على نقل هذه التحف اليمانية من افواه انصار الله انصار الامام المهدي عليه السلام اتباع يماني وقائم آل محمد عليهم السلام الامام احمد الحسن عليه السلام

            Comment

            • محمد الانصاري
              MyHumanity First
              • 22-11-2008
              • 5048

              #7
              رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

              المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ansari مشاهدة المشاركة
              وفق الله شيخنا الكريم علاء السالم وجزاه الله كل خير

              والف شكر وتحية للاخ الغالي محمد الانصاري على نقل هذه التحف اليمانية من افواه انصار الله انصار الامام المهدي عليه السلام اتباع يماني وقائم آل محمد عليهم السلام الامام احمد الحسن عليه السلام
              حياك الله اخي الحبيب
              بخدمتكم ان شاء الله .. شكرا على متابعتك حفظك الله من كل سوء

              ---


              ---


              ---

              Comment

              • المهتدية بأحمد
                مشرف
                • 27-04-2012
                • 632

                #8
                رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

                http://www.almahdyoon.org/arabic/doc...aht-taklid.pdf
                تم التحميل

                كتاب قيم، جزاكم الله عن محمد واله خير الجزاء
                sigpic
                قال الامام احمد الحسن ع:
                لنفتح صفحة جديدة ونقول نحن من الان نحب في الله ونبغض في الله لنكون بذلك احب الخلق لله سبحانه.



                Comment

                • محمد الانصاري
                  MyHumanity First
                  • 22-11-2008
                  • 5048

                  #9
                  رد: ماذا تفعل الناس لو لم يكن التقليد واجباً ؟! - للشيخ علاء السالم

                  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهتدية بأحمد مشاهدة المشاركة
                  http://www.almahdyoon.org/arabic/doc...aht-taklid.pdf
                  تم التحميل

                  كتاب قيم، جزاكم الله عن محمد واله خير الجزاء

                  حياكم الله اختي المهتديه
                  وفقكم الله لكل خير وشكرا على مروركم الكريم

                  ---


                  ---


                  ---

                  Comment

                  Working...
                  X
                  😀
                  🥰
                  🤢
                  😎
                  😡
                  👍
                  👎