إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مشاهد خيالية لعالم واقعي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • 3aLa SaBiL Al NaJaT
    عضو نشيط
    • 14-05-2011
    • 510

    مشاهد خيالية لعالم واقعي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وآله الطاهرين الأئمة والمهديين
    السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى آل الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته

    اقدم لأخوتي الأنصار حفظهم الله تعالى وللضيوف القراء هذه القصة الخيالية وهي في ست حلقات وكل حلقة سميته مشهدا لأنها اشبه بمسرحية حيث تكون المشاهد الخمسة الأولى مشاهد خيالية بحتة ماعدا المشهد الأخير فهو مشهد خيالي لواقع فعلي واسأل المولى تعالى ان تروق لكم وتعجبكم.

    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""


    مشاهد خيالية لعالم واقعي

    المشهد الأول


    الأخ الأصغر :
    انه حقا كان يوما عصيبا فقد زلزلت قبل ايام ما تحت اقدامنا من أثر هذه الواقعة وكادت تقع وتنطبق علينا السماوات انه فعلا كان يوما عظيما لم نشهد مثله ولم تمر البشرية بتاريخها الطويل بيوم مثل هذا ابدا. ولكن لم افهم علة هذا الأحتجاج وما يراد منّا من وراءه. يا الهي كم أنا متعب أشعر وكأن روحي تنطبق عليّ وتخرج وتذهب عني وبلا رجعة

    الأوسط عمرا :
    وأنا مثلك لم أفهم شيئا ولكن نفسي تحدثني و تتساءل وتقول: لما يحتج علينا ؟ فنحن بالنسبة له لا شيء ولا نعد شيئا ؟ لا افهم الهدف من وراءه

    الأخ الأكبر :
    لا انكر اني لم اسمع شيئا واني اعلم جيدا انه قد وصلتني المعلومة وسمعت الصيحة ولكني لا أكترث بها.

    الأخ الأصغر :
    ترفّق بنا اخي! أتريد أن تنزل علينا غضب الباري تعالى من وراء قولك هذا؟

    الأخ الأكبر :
    [ بتوتّر وعصبية ]
    اسكت انت! لأني اراك مستسلما لكل شيء ، اية صرخة او صعقة او صيحة تنزل من السماء ترتعد جوارحك من وراءها وكأنها نازلة عليك لوحدك لا على الآخرين. أية حياة تعيشها انت ملؤها الخوف وعدم الأستقرار.

    الأوسط عمرا :
    قد اوافقك الرأي او لا اوافقك فأني بين هذا وذاك ولكن أراك جرئ بما فيه الكفاية وفي الحقيقة فأنا في داخلي تراودني هذه الجرأة ولكن في الظاهر اسكت لأني أخاف كذلك مثل أخي الأصغر

    الأخ الأصغر :
    ما شاء الله عليكما كم انتما شجاعان وكأنكما تقفان بوجه رب السماوات! ومن انتما كي تتجرءا على الذي خلقكم من العدم ؟

    الأوسط عمرا
    لا يا اخي لا تعاملني مثل اخي الأكبر فأنا لا اصل الى مستوى جرئته ولكن احيانا اتساءل لما احتج علينا رب السماوات السبع ولما يمتحننا اصلا ولست مثل اخي الأكبر أدّعي اني سمعت ومن ثم انكر كل شيء ؟

    الأخ الأصغر :
    ذلك اليوم العصيب اهتز فيها ما تحت اقدامنا وكادت تنطبق علينا السماوات. واستغرب من برودة اعصابكما وعدم اكتراثكما او انفعالكما مع الحدث.

    الأوسط عمرا
    لا يا اخي انا لم اعرض بالمرّة عن الحدث فأرجو ان لا تضعني في خانة اخي الأكبر

    الأخ الأكبر :
    ما هذه المهزلة ؟ كفاكما كلاما فلقد ذقت ذرعا من اتهاماتكما.

    الأب :
    [ سمع النقاش الحاد فنهض من مكانه من الغرفة المجاورة الى الصالة حيث الأخوة كانوا مجتمعين فيها ].
    ما بكم ابنائي؟ ارجو ان لا تهدموا علاقاتكم الأخوية بسبب تباين افكاركم وعقائدكم فأنتم ثمرة هذا البيت فأنا ووالدتكم تعبنا كثيرا من أجلكم الى ان زرعنا شجرة هذا البيت التي اخضرت ببركة جهودنا وكنتم انتم الريحان والزهور والثمار التي جنيناها بعد كل هذا الكد والمشقة.

    الأخ الأصغر :
    شكرا للرب تعالى وشكرا لك يا ابي وشكرا لأمي. والله لن نقدر ان نوفي لكما فضلكما علينا ويكفي علينا انكما كنتما سبب وجودنا الذي أفاضه الله تعالى علينا.

    الأخ الأكبر :
    بدأت فترة المواعظ وعلينا ان نسمع كالطفل الصغير

    الأب :
    لا يا بني فرغم انه اصغر منك عمرا الا انه لم يخطأ في قوله ولكن اتمنى انت تدوم اخوّتكم لحفظ الأسرة والحفاظ على بنيانها

    الأخ الأكبر :
    [ يدير وجهه ساخرا تجاه أخيه الأوسط عمرا ]
    وانت ايضا فهل في جعبتك مواعظا تعظنا بشيء منها وتفيض علينا بقسط من علومك و افضالك؟

    الأوسط عمرا :

    [ ينظر لأخيه الأكبر مبتسما ويردّ عليه ويسود وجهه الأرتباك و الخجل وهو يقول:]
    لا يا أخي اني لا أتدخّل في مثل هذه الأمور رغم خلافي البسيط معكما فأختلف معك على افراطك في الجرأة وأختلف مع اخي الأصغر في تشدد مواقفه.

    الأب:
    ارجو منكم الهدوء يا اولادي لأني لا ارغب في هذ البيت نقاشات حادة تهدم اواصر الأسرة ومن ثم نضيّع كل ما بنيناه

    الأوسط عمرا:
    [ رافعا يديه فوق رأسه ويمسحه بهما قائلا ]
    ولكي لا اكون سببا في اثارة المشاكل فسأترككم لأرى ماذا أعدت لنا أميّ
    [ يخرج الأوسط عمرا ويترك أباه مع أخويه ]

    الأخ الأصغر :
    ابي هل تسمح لي ان اوضح فقط فكرتي ان سمحت ؟

    الأب :
    تفضّل بنيّ فأنا اسمع من كل واحد منكم وجهات نظركم حتى لو كانت مختلفة معي ولكن بشرط الحفاظ على روابط الأسرة

    الأخ الأصغر :
    ابي اسأل المولى تعالى ان يحفظك ويديم فضلك علينا ويطيل عمرك انت ووالدتي ولا يفجعنا بكما ابدا.
    ابي العزيز، ان لم تكن الأسرة في خدمة الله تعالى فهي ليست بأسرة وان ضيّعنا ما لله تعالى فلن يفيدنا البناء الآخر ان لم يكن هو الآخر لوجه الله تعالى. فأية اسرة هذه وفيها من يتجرأ على رب الأرباب ؟

    الأخ الأكبر :
    [ يقاطع كلام اخيه وبعصبية ويشوب كلامه نفاق مقصود يبغي من وراءه الإقلال من شأن اخيه امام ابيه قائلا: ]
    أترى يا ابي ؟ لقد ضقت ذرعا به و لولاك لكان لي معه كلام آخر فكلما يتحدث اشعر انه يتحدث بمثابة أب لنا وكأننا اطفال بين يديه او أننا ايتام و لا أب لنا فهو بهذه الطريقة حتى يتجاوز على مقامك في البيت يا أبتاه.

    الأخ الأصغر :
    لقد اتهمتني اتهامات واهية والعياذ بالله ان اجعل نفسي في مقام أبي عليكم واني احترمك كأخي الأكبر وكل املي ان لا تتوه ويحلّ عليك غضب الباري

    الأخ الأكبر :
    انت لا دخل لك بحياتي واشكر نصيحتك ووفرها لنفسك فأني لست بحاجة اليها

    الأب :
    [ واقف يصغي ولا يرغب ان يقاطع كلام ابنه الأكبر ولا ابنه الأصغر وينظر اليهما بعين سواء ]

    الأخ الأصغر :
    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    [ يستاء بصمت من تصرفات اخيه الأكبر ومن سكوت وبرود اعصاب والده وعدم ردع اخيه الأكبر عن حدّه ]
    اظن الأفضل ان اخرج فقد اقترب موعد لقائي مع صديقي لعله هو كذلك عنده آراءه عما حدث في ذلك اليوم العصيب و اسأل الله تعالى لك الهداية يا أخي

    الأخ الأكبر :
    [ ينظر اليه بلا رضا ويظهر من قسمات وجهه انه يتمنى ان يغيب أخوه الأصغر امام انظاره. يترك ( الأخ الأصغر ) والده و اخاه ويهمّ بالخروج من المنزل ]

    الأب :
    [ يضع يده على كتف ابنه الأكبر]
    هيا بنا بنيّ لنرى ماذا اعدّت أمّك لنا
    [ يخرجان من الصالة صوب المطبخ و بهدوء]

    """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

    ( يتبع )
  • حزن احمد
    عضو نشيط
    • 18-06-2013
    • 244

    #2
    رد: مشاهد خيالية لعالم واقعي

    بارك الله فيك القصه جدا مشوقه ومعبره في نفس الوقت الله يوفقك لكتابه القصص وانا من اشد التابعين لك لاني محب لقراءة القصص
    وان شاء الله ننتظر المزيد من قصصك المشوقه

    Comment

    • 3aLa SaBiL Al NaJaT
      عضو نشيط
      • 14-05-2011
      • 510

      #3
      رد: مشاهد خيالية لعالم واقعي

      بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى آل الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته



      المشهد الثاني




      [ يلتقي الأخ الأصغر بصديقه الذي كان ينتظره في احد منتزهات المدينة ويسلّمان على بعضهما ويتصافحان ]
      الأخ الأصغر :
      [ بعد حديث طويل وتبادل الآراء فبدأ ( الأخ الأصغر) بفتح موضوع النداء قائلا : ]
      أكاد أجنّ من يومي ذاك فما زلت لا أفهم ملابسات ما حصل في ذلك اليوم


      الصديق:
      [ ضاحكا وواضعا يده على كتف الأيمن للأخ الأصغر وهو يهزه قائلا: ]
      لا يا اخي لا تقلق فذلك اليوم لم يكن مفزعا ابدا بل هي فرصة كبيرة لنجني من وراءه الكثير ولكني آمنت بشروطي وقبلت هذا الاحتجاج


      الأخ الأصغر :
      بشروطك ؟!!!


      الصديق:
      نعم ... اكيد بشروطي


      الأخ الأصغر :
      وهل لك الحق ان تشترط على من خلقك ؟


      الصديق :
      لا تستعجل يا صديقي فما زلت لم اكمل كلامي


      الأخ الأصغر :
      وما فائدة التكملة بعد وضعك للشروط ؟


      الصديق :
      اسمعني صديقي العزيز
      فنحن ومجموعة من اصدقائي حيث نحمل نفس الأفكار واتمنى ان تكون انت كذلك واحدا منا.
      فنحن سنكون اقرب الناس ونسكن عند رب الأرباب وسوف نلتقي به متى نشاء وسنراه كما نراك و سنستمتع بجنانه من دون الناس


      الأخ الأصغر :
      كيف ؟


      الصديق :
      نحن سمعنا النداء وقلنا لصاحب النداء ( بلى ) ولكن سنؤمن وبشروطنا وهو ان نراه.


      الأخ الأصغر :
      ترون من ؟


      الصديق :
      [ ضاحكا ومستبشرا وهو ينطق بنبرة طويلة قائلا ]
      صاحب النداء يا صديقي


      الأخ الأصغر :
      استغفر الله ربي واتوب اليه. اخي انت تكفر بصاحب النداء فصاحب النداء ليس جسما كي تراه

      الصديق :
      لا يا اخي اياك ان تضلك جماعة ( الزاهد ) فهم يؤمنون بأن صاحب النداء ليس له اعضاء و هو نطق من غير لسان وليس له فم كي يحوي لسانه وليس له رأس كي يحوي اعضاء رأسه بل حتى نفوا عنه اليد والرجل وبقية الجسد


      الأخ الأصغر :
      ومنذ متى وانت مؤمن بهذه الأفكار التي لم اعهدها منك سابقا ؟


      الصديق :
      نعم هذا كان قبل النداء اما بعد النداء فنحن عصبة مؤمنة اجتمعنا واتفقنا على صورة ربّنا الذي نريدها حيث توافق افكارنا ومطالبنا ونريد ان نسمع النداء من فم خالقنا مباشرة ونتبرك بهذا الحدث العظيم


      الأخ الأصغر :
      يا الهي اين أوليّ بوجهي ؟ ففي البيت يقتلني اخي بأستهتاره وبرودة أبي وتذبذب اخي الأوسط والآن وانا ابتلى بصديقي وهو يقول انه مؤمن ولكن بشروطه. رحماك يا ربي رحماك.


      الصديق :
      [ مبتسما ومستبشرا وهو يتحدث بنبرة طويلة ورفيعة وفيها نوع من استغراب ]
      ما بك صديقي العزيز لما وجهك مكفهر هكذا ؟
      فلقد فزنا والله وأظن ان رب الأرباب سيقبل منّا طلبنا ويقدّر اخلاصنا له ويقدر حتى الأسباب التي دعتنا لهذه المطالب. فلا تيأس اخي فنحن عباد الله الوحيدون القريبون منه.


      الأخ الأصغر :
      [ ينظر بوجه صديقه ويرى أمارات الغفلة في عينيه وفي كل وجهه وعلى غفلة يرى ( الزاهد ) قادم اليهما من مسافة بعيدة ]
      انظر يا صديقي امامك فهذا هو ( الزاهد ) قادم الينا


      الصديق :
      يا للزاهد من جديد.
      والله لا اخاف عليك الا من هذا ( الزاهد ) واخشى ان يفسدك ويجعلك من حطام جهنم


      الأخ الأصغر :
      دعك من هذ الكلام فلنسمع من ( الزاهد ) ما عنده من جديد فهو ملمّ بجمع الأخبار المستجدة وإلا ما توجّه الينا بهذه الخطوات المتسارعة.


      الصديق :
      [ مستنكفا ]
      فلنسمع منه. اللهم استجير بك من الرافضين


      الزاهد :
      السلام عليكم
      [ الأخ الأصغر يرد السلام ويتقدم اليه مصافحا سائلا عن احواله وعن آخر المستجدات ]


      الأخ الأصغر :
      تفضل اجلس هنا بيننا على هذه الصخرة فأكيد انك تحمل الكثير من الأخبار ولكن لما انت هكذا حزين ؟ هل حصل لك امرا مكروها لا سامح الله ؟


      الزاهد :
      [ يجهش بالبكاء ]


      الأخ الأصغر :
      [ ينتظر قليلا كي لا يعكر صفوة ( الزاهد ) وهو مستغرب لحاله ولكنه يشك في داخله ان ما يحصل للزاهد هو امر يتعلق بعقيدته ]
      [ ( الصديق ) ينظر للزاهد بأرتياب ويستنكر عليه ومن اعماقه على تصرفه ويراقب و بتوتّر حركاته وسكناته والحقد والكراهية يبديان على قسمات وجهه ]


      الأخ الأصغر :
      [ بصوت ملتمس ]
      هوّن على نفسك اخي ( الزاهد ) فحقا قد اقلقتني لعلّ هناك امرا فضيعا يحصل ونحن نغفله


      الزاهد :
      [ بعد هدوء حاله وسكون جوانحه ]
      اكيد كلّكم سمعتم النداء قبل ايام


      الأخ الأصغر :
      بلا شك سمعته وسمعه غيري ولم يكترث به الكثيرون بعد ان سمعوه وعقلوه


      الزاهد :
      اليوم حصل المختارون من المستجيبين والملّبيين للنداء نتائجهم


      الأخ الأصغر :
      المختارون!
      اية نتائج ؟


      الزاهد :
      [ كان يتحدث وهو جالس مطأطأ الرأس وكان كث اللحية ، كثيف و اشعث الشعر وواسع الوجه وكأنه كان عائدا من سفر بعيد ومنهك والغبار على وجهه وشعر رأسه والصديقان واقفان امامه ].
      [ يرفع ( الزاهد ) رأسه بتثاقل شديد وينظر في وجه ( الأخ الأصغر) قائلا: ]
      نعم المختارون
      فهم النخبة الأولى التي وصلتهم نتائج استجابة نداء رب الأرباب.
      فرجل يدعى ( احمد ) حصل على النتيجة الأولى ويحمل ( درجة 1 ) من بين الملبّين والمستجبين للنداء وهذه الدرجة تعني المقام الأول من بين العباد وبعده حصل رجل وامرأة والرجل يدعى ( إيليا ) و الأمرأة هي ( ابنة احمد ) وهناك ( ابناء من ذرية ايليا وابنة احمد ) حصلوا على بقية نتائج التلبية ولكنهم تخلّفوا عن جدهم ( احمد ) وأبويهم ( ايليا وابنة احمد ) بالدرجات.
      وغدا سيحصل باقي عامة الناس نتائجهم لأن هذا اليوم كان مخصصا لهذه الصفوة المباركة. وسنكلّف بمبايعة المختارين كقادة لنا وخلفاء لرب الأرباب وعلينا الأصغاء والطاعة واعلان الولاء. وما يقوله المختارون يعني ما يقوله الله تعالى.


      الأخ الأصغر :
      ومن اين لك هذه الغيبيات لما يجري غدا عند استلام النتائج ؟


      الزاهد :
      وهل تظن انّ مثلي يمتلك شيئا من الغيبيات؟
      فهذا كلام المختارين قد أبلغونا به وهم اشراف هذه الأمة وارفعهم عند الله تعالى منزلة.


      الأخ الأصغر :
      [ ترتجف فرائسه وخائف مما يحصل وهو يقول و يتلعثم ]
      ولكن لم افهم سبب بكاءك ولما انت حزين بعد سماعك هذا الخبر ؟


      الزاهد :
      [ يجهش بالبكاء ثانية من غير ان يرفع رأسه هذه المرة وهو يغطي رأسه بكفيّه مطأطأ وناظرا بين قدميه قائلا وبصوت مبكي وهو يهزّ رأسه: ]
      يا ويلي يا ويلي يا ويلي


      الأخ الأصغر :
      [ ينظر للزاهد تارة واخرى لصديقه وهو يقول: ]
      ولما تولول يا اخي ؟


      الزاهد :
      وكيف لا أولول . هل تعلم ماذا تعني نتائج هذا اليوم ؟



      الأخ الأصغر :
      تعني!
      ما قصدك ؟ وماذا تعني ؟


      الزاهد :
      تعني اننا في مؤخرة القوم ، الله اعلم كم هو رقم تسلسل نتائجنا واية درجة قد حصلنا ؟!!
      يا ويلي .... يا الهي ... الهي كم انا نادم عندما تأخرت عليك ولم ألبّ نداءك بإخلاص وها أنا اليوم اجني سوء عملي وما فرطته في جنبك ولم أكن من بين هذه الصفوة المباركة


      الأخ الأصغر :
      [ بدأ يفهم ويتيقّن ما قاله ( الزاهد ) وتذكّر حواره مع اخوته في ظهيرة هذا اليوم وهو كان يقول: ]
      ( انه حقا كان يوما عصيبا فقد زلزلت قبل ايام ما تحت اقدامنا من أثر هذه الواقعة وكادت تقع وتنطبق علينا السماوات انه فعلا كان يوما عظيما لم نشهد مثله ولم تمر البشرية بتاريخها الطويل بيوم مثل هذا ابدا. ولكن لم افهم علة هذا الأحتجاج وما يراد منّا من وراءه. يا الهي كم أنا متعب أشعر وكأن روحي تنطبق عليّ وتخرج وتذهب عني وبلا رجعة ).

      [ وبدأ يتمتم مع نفسه وهو يقول : ]
      يا الهي فأني كذلك كنت من المتسوّفين واعترفت بأني لم افهم علّة الأحتجاج فلم يخرج منّي هذا الكلام الا نتيجة عدم اخلاصي لرب الأرباب وكنت من الغافلين. فكان من الأجدر ان اسلّم تسليما ولا اشك بشيء ولا استفهم حول الأحتجاج من اساسه.
      يا الهي ...ماذا حلّ بيّ ؟ فأذا اصبح حال ( الزاهد ) على هذا الحال ، فما عسى حالي ان يكون؟ )
      [ وبدأ هو كذلك يبكي ورمى برأسه على كتف ( الزاهد ) وهما يبكيان معا ].


      الصديق :
      [ واقف امامهما متجهم الوجه وبدأ يصرخ بأعلى صوته وهو يقول ]
      هراء ... هراء هذا الكلام كله هراء
      لا توجد هناك صفوة ولا اعترف بهذه ( ما تسمّى صفوة ) وهذه النتائج غير صائبة ولا معقولة وارفضها رفضا باتّا فعصبتنا اقرب الى الله تعالى وافضل من بقية الناس
      [ ثم أدار ظهره عليهما وبدأ يبتعد عنهما رويدا رويدا وهو يتمتم واحيانا يرفع صوته صارخا ]
      هذا هراء ، مستحيل ان يحصل هذا
      هراء ... هراء ... هراء
      [ وبينما كان ( الصديق ) يمشي ويبتعد بسرعة عنهما واذا به يلتفت التفاتة قصيرة نحوهما وهو يشير ويلوّح بسبابته اليهما وكأنه يحذرهما او يهددهما ثم استدار بظهره وهو يمشي غاضبا و منحني الظهر قليلا ]
      [ في هذا الأثناء رفع ( الزاهد ) و ( الأخ الأصغر ) رأسيهما بسكوت و من غير بكاء وهما ينظران للصديق المغرور المخدوع وهو يبتعد ويتمتم بالكلام. و قام ( الأخ الأصغر) من مكانه كي يحضن ( الزاهد ) و هو يحاول بصعوبة ان يستجمع قواه المنهوكة كي يرفع الرجل المنهوك الجالس على صخرة في المنتزه الجميل وهو يشده للأعلى قائلا: )
      هيا اخي ( الزاهد ) هيا بنا نذهب اسأل المولى تعالى ان يغفر لنا تسويفنا وإفراطنا في عملنا الذي خسرناه في جنبه تعالى.
      [ فيقومان ببطأ ويمشيان بتثاقل وهما يستندان على بعضهما البعض في مشيتهما ]

      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" ""






      الله يبارك بك اخي حزن احمد اسأل الله تعالى ان يجعلني في خدمتك واتمنى لك كل التوفيق والتسديد

      Comment

      • 3aLa SaBiL Al NaJaT
        عضو نشيط
        • 14-05-2011
        • 510

        #4
        رد: مشاهد خيالية لعالم واقعي

        بسم الله الرحمن الرحيم

        السلام على الحسين وعلي بن الحسين وآل الحسين عليهم السلام واصحاب الحسين رضي الله عنهم

        ملاحظة/
        هناك اخطاء نحوية حصلت في المشهد الثاني وصححتها ووضعتها بين قوسين واعتذر ان كانت هناك اخطاء اخرى وانا غافل عنها وهي:

        الصديق :
        نعم هذا كان قبل النداء اما بعد النداء فنحن عصبة مؤمنة اجتمعنا واتفقنا على صورة ربّنا الذي ( التي ) نريدها حيث توافق افكارنا ومطالبنا ونريد ان نسمع النداء من فم خالقنا مباشرة ونتبرك بهذا الحدث العظيم

        الزاهد :
        [ كان يتحدث وهو جالس مطأطأ ( مطأطئ ) الرأس وكان كث اللحية ، كثيف و اشعث الشعر وواسع الوجه وكأنه كان عائدا من سفر بعيد ومنهك والغبار على وجهه وشعر رأسه والصديقان واقفان امامه ].
        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""


        المشهد الثالث



        الأخ الأصغر :

        [ يجلس بجانب والدته حزينا ونادما وأمّه تنظر اليه وقلبها يتقطّع عليه قائلة: ]
        ساعدك الله يا بنيّ
        قم بنيّ وتناول قليلا من الطعام كي يشد عضدك فلا يجوز وانت على هذه الحالة و منذ مدّة.


        الأخ الأصغر :
        [ يرفع رأسه ببطأ وينظر في وجه امّه وهو يقول بصوت منكسر: ]
        امّاه ! لولا الكفر بالنعمة لأمتنعت عن تناول الطعام فأنت ترين ان والدي حصل على ( درجة اكبر من 600 ملايين ونيف ) واخي الأكبر على ( ست مليار ونيف ) واخي الأوسط على (درجة قريبة من 700 ملايين ) وانت حصلت على (درجة اقل بقليل من نصف مليون ) وانا ( بدرجة اعلى بقليل من درجتك ) وتريدين مني ان لا احزن !
        فأن افترضنا نحن معا سيشملنا عفو ربنا ومغفرته فكيف لا احزن على ابي و بقية اخوتي وهم في المراتب المتخلفة من العباد ؟


        الأم :
        [ تنظر للأعلى وترفع كفّيها قائلة : ]
        عفوك يا الهي عفوك
        [ ثم تستدير ناحية ولدها وهي تقول: ]
        وما هي نتيجة صديقك الذي وضع شروطا للأيمان برب الأرباب ؟


        الأبن الأصغر :
        حصل على رقم يعد من المليارات ولكنه ما زال يرفض النتيجة ويظن انه من العشر الأوائل.
        أمّاه! ما بيّ من الفواجع لا تجعلني ان اضحك او ابتسم حتى للحظة واحدة الا حينما انظر لحال هذا المغرور فحاله مضحك ومبكي في نفس الوقت.


        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """


        المشهد الرابع



        الأخ الأصغر :
        [ يعد نفسه للقاء الكبير ويهمّ بوالديه واخوته حضور ذلك اللقاء المهم وهو يقول: ]
        بالله عليك يا أبتاه اخرج معي فاللقاء مهم جدا واتمنى ان تحضر معي وكذلك انتم اخوتي


        الأب :
        [ جالس في مكانه من غير حراك ويرفع رأسه الثقيل المتكأ على بدنه السمين بتثاقل و هو يقول: ]
        بنيّ لا ترهقنا بما لا نقدر عليه اذهب مع الزمرة التي انتم متفقون على رأي واحد وعقيدة واحدة ودعني يا بنيّ فأنا ... واخويك سيخرجان معي فنحن على موعد مع الجماعة التي تؤمن بما نعتقد



        الأوسط عمرا :
        وانا كذلك سأبقى مع ابي ولا طاقة لي بالخروج معك واقولها صراحة فأني لا اتحمّل الزمرة التي انت ستخرج معهم لأنهم لا يقدّرون اراءنا وكثيرو الأنتقاد لأفكارنا ورؤانا فمن الأفضل ان اخرج مع ابي لأني سأكون اكثر اطمئنانا


        الأخ الأكبر :
        نعم انا كذلك سأخرج ولكن ليس لي اي رأي ولكن سأخرج مع هذا الجمع رغم اني لا تعجبني الجماعة التي سيخرج ابي معهم ورغم ذلك افضل ان ابقى مع ابي




        الأب :
        بنيّ يكفي علينا اننا سمعنا النداء وأجبنا بالإيجاب وكلنا قلنا ( بلى ) فأذهب انت وجهتك ونحن نذهب وجهتنا وسنمضي على العهد كسائر الناس.


        الأم :
        ليس كذلك يا رجل. قم وحرض اولادك بالخروج معنا كي نذهب و نمضي العهد الكامل وغير مبتور، فإياك ان تسوّف في العهد و توقع ابناءك في الهاوية.


        الأب :
        لا يا امرأة تكفي استجابتنا الأولى و ليس من الضروري ان نشهد على بقية المختارين فيكفي ان نمضي على وثيقة المختار الأول


        الأم :
        لا يا رجل فعليك ان تعهد لكل الصفوة فشهادتك ستكون ناقصة ، ومن لم يعهد لآخرهم كمن لم يعهد لأولّهم


        الأب :
        لا اتفق معك يا امرأة فالأول سيرضى عنا وسيشفعنا وهذا العمل الذي انت وابني هذا [ وهو يشير الى ابنه الأصغر ] الذي ستقدمان عليه ما هو الا عمل اضافي انتم ابتدعتموه.


        الأم :
        لا يا رجل لم نبتدع نحن شيئا ، العياذ بالله ان نفعل ذلك ، فنحن بلّغنا من قبل المبلغّين والذين وراء هذا الجمع والأجتماع الألهي الكبير

        [ يتوسل الأبن الأصغر من ابيه واخوته ان يحضروا معه ومع امّه ولكن من غير جدوى فهم بدأوا يتعذرون بشتى الأعذار. تلبس الأم عباءتها وتهم بالخروج مع ولدها الأصغر ]


        الأخ الأصغر :
        اماهّ! هل ستأتين معي ؟


        الأم :
        لا بنيّ انت اذهب واني سأعرج على صديقاتي المؤمنات وسأذهب معهن ان شاء الله لأن النساء سيجتمعن معا سوية في هذا الحدث الكبير.


        الأخ الأصغر :
        جيد اماهّ! سهّل الله امرك انت وصديقاتك ، وانا بدوري على موعد بصديقي ( الزاهد ) لأنه هو الذي ابلغني بهذا اليوم الذي سيصبح يوما مشهودا ومن هناك سنقصد هذا الاجتماع الكبير.


        الأم :
        كان الله معكم. توكّل على الله تعالى رافقتك السلامة.
        [ تبتعد الأم عن ابنها ويفترقان ]


        الأخ الأصغر :
        [ يلتقي بالزاهد في المنتزه وكان يرافقه أخيه ]

        السلام عليكم
        [ يرد ( الزاهد ) وأخوه السلام ]
        انا سعيد بحضور اخيك يا ( الزاهد ) كي يشهد هذا الحدث العظيم فهلمّا بنا نذهب ]


        الزاهد :
        صديقي العزيز سوف اكلف اخي هذا بالحضور معك واني لن احضر لأن ورائي عمل هام اقوم به واني كلّفت اخي هذا ان يمضي نيابة عني وهو كذلك سيمضي على العهد


        الأخ الأصغر :
        وهل هذا يجوز ؟
        كنت افضّل ان تترك كل اعمالك وتحضر هذا الحدث الذي سيجري اليوم بنفسك اخي العزيز وبحضورك ستعبّر عن اخلاصك الحقيقي.


        الزاهد :
        اظن يجوز توكيل اخي فهو سيمضي نيابة عني واني موافق على كل ما يراه اخي هذا وقد وكّلته ان يمضي نيابة عني وسأكون مخلصا لهذا العهد طول عمري لأن هذا الميثاق عبارة عن خارطة الطريق للوصول الى شاطئ الأمان والفوز برضا الله سبحانه وتعالى. وشغلي اليوم ليس شغلا خاصا بيّ بل عمل لوجه الله تعالى وفي خدمة الله تعالى.


        الأخ الأصغر :
        لا عمل يضاهي عمل هذا اليوم يا اخي وكنت اتمنى ان تحضر بنفسك.


        الزاهد :
        اختلف معك صديقي العزيز. فأني ارى عملي هذا خالص لوجه الله تعالى وانت تعلم اني احب تلك الصفوة التي انتخبها الله تعالى وشرّفهم على بقية عامة الناس. فأنا لست من المعادين كما تعلم ، ولا اعتبر نفسي متخلفا عن هذا الجمع الكبير


        الأخ الأصغر :
        انت ترى والله يرى والصفوة ترى والخير فيما يراه الله و الصفوة يا صديقي العزيز هيّا ودعنا نمضي ونكون معا.
        [ يتخلّف ( الزاهد ) و( الأخ الأصغر ) ينصحه من غير جدوى فيتركه ولكن يلحق به أخ ( الزاهد ) ]
        [ يقضي ( الأخ الأصغر ) طول النهار مع اخ الزاهد ومع الألوف من الحضور وهم يشهدون ذلك الحدث العظيم وملائكة الرحمن محلّقة بالجمع وتكتب وتشهد على الناس اعمالهم في ذلك اليوم العظيم. ويشهد ( اخ الزاهد ) لأخيه ( الزاهد ) بأنه موقن ومؤمن بما اختاره الله تعالى ويشهد كذلك ( الأخ الأصغر ) لصالح الزاهد بأنه سمع منه وتسليمه لما مدوّن في العهد او الوثيقة. ينتهي مراسم ذلك اليوم العظيم قبل الغروب وتهّم الناس بالعودة الى منازلهم ]


        الأخ الأصغر :
        [ كان يرافق ( اخ الزاهد ) اثناء العودة وغطت احداث ذلك اليوم المشهود على حديثهما ولكن اراد ( الأخ الأصغر ) ان يستفهم من اخي الزاهد في امر رآه مهم جدا فقال لأخ الزاهد: ]
        اهنئك انك مضيت على الوثيقة وانت تشهد على الصفوة المباركة من احمد وايليا وابناءهما كقادة واوصياء واولياء علينا.


        اخ الزاهد :
        وابادلك نفس التهنئة واسأل الله تعالى ان يشملنا بعفوه بعد تسويفنا الأول بعد شهادتنا وامضاءنا لهذه الوثيقة.


        الأخ الأصغر :
        نعم وبلا شك فالملائكة كانت شهودا علينا هذا اليوم ونحن نعاهد الله تعالى على الوثيقة. ولكن يا رفيقي هل انتبهت لذلك السر ؟


        اخ الزاهد :
        نعم انتبهت ولكن اظن ان السر لم يكن مهما لأنه ما زال سرا ولسنا مكلفين به لأني سألت الصفوة عن الشخصية او الشخصيات التي تتستّر وراء هذا السر فكان ردهم بأني سمعت لأسماء اثنى عشرة منهم وليس لي الحق ان اسأل اكثر فقالوا لي حسبك.
        فأظن انهم سكتوا عن كشف السر لأنهم ليسوا حجة.


        الأخ الأصغر :
        اخي انت وقعت الوثيقة لتوّك اليوم. فكيف تفتي من هوى نفسك ؟ ألم تكتب انك لا رأي لك الا رأي الصفوة ؟ فلا تفسر كلامهم ( حسبك ) بهوى نفسك وفقك الله.


        اخ الزاهد :
        لا اعرف ولكن لما سكتوا ؟. ولما قالوا حسبنا ان نسأل عن السر ؟


        الأخ الأصغر :
        اخي السر هو سر فكيف تسأل عن كشفه ؟
        فلو اراد الله تعالى كشفه لنا لما جعله سرا من اساسه؟
        فأصبر وفقك الله فلابد هناك ابتلاءا وراء هذا السر فما علينا الا ان نقبل بالسر كما هو وكن على يقين سيأتي يوم سيكشف الله تعالى عن هذا السر لأن من المستحيل ان يبقى السر سرا الى ان تنتهي الحياة بالمرّة. واسأل المولى تعالى ان يلطف بنا عندما ينكشف السرّ ولا نعترض عليه ونفشل في الامتحان. اللهم الطف بنا برحمتك يا ارحم الراحمين.


        اخ الزاهد :
        المهم سأبقى على عهدي واكون ملزما بالصفوة من احمد وايليا وابنائهم البررة وسأقف على عتبة السرّ فهو سرّ ولن أتخطّاه ولا اظن اني مبتلى به او أسأل عنه.


        الأخ الأصغر :
        اخي الكريم انت امضيت لنفسك وكذلك نيابة عن اخيك ( الزاهد ) فأنت بقولك هذا ستضر اخيك فعليك ان تنقل اليه التفاصيل كما هي و التزامك بالسر في العهد الممضي فعلينا ان نعلن وفاءنا للعهد اي للأسماء المعلنة من الصفوة المباركة وكذلك نعلن وفاءنا للسرّ مهما كان هذا السرّ وبذلك يكون التزامنا بالعهد كاملة ولا يكمل هذا الوفاء الا بضم السر المستودع في ( ابنة احمد ) الى العهد.
        [ يسكت ( اخ الزاهد ) ولكن يظهر انه لم يقتنع بكلام ( الأخ الأصغر ) ويمضيان وهما ما زالا يتحدثان طول الطريق عن السر المستودع في ( ابنة احمد ) ]

        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""

        ( يتبع )
        Last edited by 3aLa SaBiL Al NaJaT; 16-11-2013, 02:26. سبب آخر: اخطاء نحوية

        Comment

        • 3aLa SaBiL Al NaJaT
          عضو نشيط
          • 14-05-2011
          • 510

          #5
          رد: مشاهد خيالية لعالم واقعي

          ( بقية المشهد الرابع )

          الأم :


          [ تجلس بجانب زوجها في غرفة الأستقبال وهي تقول: ]
          أرأيت زوجي العزيز اننا لم نبتدع ما كان مقررا في الوثيقة فنحن كنّا مأمورين بأمضاء الوثيقة وهي عبارة عن عهد اخلاص لربّنا ان كنّا حقا نريد ان ننصر الله تعالى على ذواتنا قباله سبحانه وتعالى.


          الأب :
          نعم كان كلامك صحيحا ولكن ...

          الأم :

          يا رجل لا رأي امام رأي الله تعالى فالعذر غير مقبول في مثل هكذا مواقف.
          واتمنى انك امضيت ورضيت بالصفوة المباركة.


          الأب :
          [ يرد على زوجته على مضض وبصوت شبه مسموع وكأنه لا يرغب ان يبيّن لها عن كيفيّة امضاء العهد ]
          نعم ... امضيت وقبلت بالفائز الأول واعترف انه هو القائد وسوف اذعن له واذكره في صلواتي كي يغفر الله لي ويشفّعني به. [ ومن ثم يسكت لفترة وتسبقه زوجته بأستجوابه ]


          الأم :
          وبقية الصفوة؟ لما ساكت يا رجل؟ هل امضيت وهل امضى ولديّ معك؟
          [ يقوم زوجها من مكانه وكأنه يرغب بالهروب ويرد ّ عليها بينما كان يبتعد عنها وهو مدبر قائلا: ]


          الأب :
          أمضينا على الوثيقة يا امرأة أمضينا. وأمضى ولديك. وهل بمقدورنا ان نرفض فلقد وجدنا اسماء الصفوة مذكورة فيها فكيف بأمكاننا ان نرفض ما مدوّن فيها؟
          [ وزوجته تنظر اليه من خلفه و هي شبه مندهشة وخائفة ان تشوب الظلمة اخلاص زوجها ووليدها في قبول العهد ]


          الأم :
          [ ترفع يديها الى عنان السماء وهي تدعو قائلة: ]
          ارجوك يا الهي ان تقبل منه ومن ولديّ فأنك لطيف كريم
          [ وتدمع عينيها وتميل بجسدها مطأطأة الرأس وتتركه بخطوات متسارعة وتهمّ بالخروج من الصالة وهي شبه منحنية ، ماسحة بكفيها ما ذرفت على خديها ]

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

          المشهد الخامس

          [ بعد مرور فترة طويلة نسبيا على امضاء العهد وقبول ما فيه وبعد ما وثّق في ميثاق معلن ]


          الأوسط عمرا :
          [ يسأل اخاه الأصغر عن سبب ذلك التصرف الأرعن لصديقه ( الصديق ) ]
          اخي ماذا دهاه صديقك هذا يقال انه نفي من الوجود بعد ان امضى العهد. فهل توضح لي ما جرى ؟


          الأخ الأصغر :
          هو اشار الينا مرّة بسبابته في آخر لقاء لي معه وكان معي ( الزاهد ) حين تركنا وهو يلوّح لنا وكأنه كان يهددنا.
          لقد تفاجأ بالعهد والأسماء الموثقة في الوثيقة وأمضى عليها كسائر الناس ولكنه سرعان ما دخل في نقاش حاد مع جماعة مؤمنة بالوثيقة. ويظهر انه اخلّ بعهده واعترافه بالميثاق.
          فأستغل هذا الشقاق الذي حصل فجمع اصحابه الذين هم على عقيدته فأفنوا مجموعة من المبايعين تعبيرا على حقدهم للصفوة الطاهرة وانتقاما للمؤيدين لهم ولقى حتفه هو كذلك في الحادث وثلة من اصحابه. وادعت هذه العصابة الباغية انهم سئموا هذه الحياة واستعجلوا بلقاء الله وهم يرغبون ان يحلّوا ضيوفا على الله تعالى عن قرب وينظرون في وجهه تعالى ويتفحّصون جماله.


          الأوسط عمرا :
          وهل حقا لله وجه ؟


          الأخ الأصغر :
          لا يا اخي هؤلاء فئة ضالة اصحاب بدعة فالله تعالى اجل واعظم ان يرى بالعين وليس كمثله شئ ولا تدركه الأبصار ابدا. والحمد لله اننا انتهينا من فتنة ما يسمى ( الصديق ) رغم ان له اصحاب كثيرون يدينون بدينه اخزاهم الله وهم ما زالوا يتنعمون بنعم الله تعالى ويعيشون بيننا



          الأخ الأكبر:
          [ كان يتحدث مع ( اخيه الأصغر ) هذه المرّة بأحترام وأدب ويقدّر شأنه قائلا: ]

          الحمد لله الذي لم يعجّل عقابنا وعفا عنّا والا كنت سأخلد في نار جهنم ابد الآبدين



          الأخ الأصغر :
          ارجو ان تستفيد من هذه المحنة التي مررت بها وتستثمرها جيدا و ان لا تخطأ ثانية فما زلت تخطأ بالقول بقولك ان الرب لم يعجّل عقابنا وعفا عنا ، فربّ الأرباب ما زال لم يعفو عنا بشكل قطعي ولكن تفضّل علينا وأجلّ العقاب مؤقتا لكي نعيد الأمتحان ثانية فسمح لنا الإعادة الى اجل مسمى.



          الأخ الأكبر :
          وهل سنمتحن ثانية وينادينا من جديد ؟



          الأخ الأصغر :
          لا يا اخي لن يعاد النداء ولكن سمعت من الصفوة التي انتخبهم الله تعالى والذين فازوا بأعلى المراتب بأننا سنغادر هذا العالم الى عالم جديد ونبدأ حياة جديدة وسيكون ذلك العالم بمثابة امتحان ثان لنا



          الأخ الأكبر :
          عالم آخر ؟!! كم أتوق ان ارى ذلك العالم الجديد ؟ هل حقا سيحدث ذلك؟



          الأخ الأصغر :
          نعم. هذا قدرنا المكتوب ولا محيص انه سيحدث مادام الخبر منقول عن المختارين وهم الصفوة الطاهرة.



          الأخ الأكبر :
          كم انا سعيد لهذه السفرة الغريبة المجهولة ؟ وانا بطبعي احب المغامرة واتمنى ان يحدث ذلك في اقرب فرصة. ولي شوق ان ارى كيف ستكون اجواء تلك الحياة المجهولة وكيف ستكون اشكالنا وعلاقاتنا بل اني اتوقع بأننا سنفاجأ بكل شيء غريب وغير متوقع



          الأخ الأصغر :
          لا اظن ستكون مفاجأة لنا ولن تكون غريبة علينا.



          الأخ الأكبر :
          لا يا عزيزي انت قلت حياة اخرى وفي مكان اخر غير كوكبنا هذا. فبلا شك ستكون مفاجأة كبرى.


          الأخ الأصغر :
          اسمعني اخي ! كل كلامي منقول من الصفوة المختارة ولهذا اكون جازما معك واقول لك اننا لن نفاجأ في حياتنا الجديدة ، لأن وبأختصار سنولد هناك من جديد وسننسى هذه الحياة التي نحياها ، وما دمنا سننسى ، فأّذن لا مفاجئات مرتقبة وسنشعر بأننا خلقنا ولأول مرة هناك ، ولن نعلم عن حياتنا هذه الا عن طريق خبر من السماء. فسيعلمنا الله تعالى ولكن بأختصار شديد بأننا عشنا سابقا حياة اخرى في مكان آخر وبالعكس ستكون معرفتنا عن هذه الحياة التي نعيشها الآن هي الغريبة وسنفاجأ هناك بها، ولكن لن نبلّغ بتفاصيلها كيف كنا او كيف عشنا وكيف كانت علاقاتنا الأجتماعية وكيف ... وكيف ؟


          الأخ الأكبر :
          يأست من هذا الكلام وقتلت روح المغامرة فيّ.


          الأخ الأصغر :
          اتق الله اخي ! فنحن لن نذهب هناك للسياحة. أ نسيت ؟ فنحن سنبتلى هناك وابتلاءنا هناك هو امتحاننا القادم. حذار اخي ! جاهد جهدك كي تفلح وحاول ان تبتعد عن روح المغامرة هذه ، اخشى ان ترديك في المحذور والعياذ بالله.


          الأخ الأكبر :
          لا تخشى اخي. رغم اني سعيد وأترقّب تلك الحياة المجهولة القادمة بكل لهفة و أتوق اليها ولكن ...
          [ يسكت قليلا وهو يتمعّن الى ان قاطعه اخيه الأصغر قائلا: ]


          الأخ الأصغر :
          لكن ... ماذا ؟ بماذا تفكر اخي ؟


          الأخ الأكبر :
          اريد ان اقول .... [ وهو مبتسم شبه ضاحك و يتحدث بسذاجة قائلا: ]
          حتما سيكون امتحانا سهلا لأننا أخذنا دروسا من امتحاننا الفاشل في عالمنا هذا واني سأحاول جاهدا ان لا اقع في نفس الأخطاء. فسأهذّب نفسي الأمارة في ذلك العالم الجديد واجتهد بما في وسعي كي اقترب من الله وافوز برضاه



          الأخ الأصغر :
          ليس كما تظن يا اخي ، يظهر انك تنسى بسرعة وسأعيد قولي ثانية بأننا سننسى عالمنا هذا وحتى اننا سوف لا نتذكر بعضنا البعض ان كنا هنا اخوانا ولا حتى نتذكّر ابوينا. ولهذا فالأمتحان ليس سهلا ابدا كما تظن. ولكن الله تعالى أراد ان يكمل الحجة علينا يوم تنصب المحاكم العليا ويجزى كلا منا حسب عمله



          الأخ الأكبر :
          ومن اين لك كل هذه الغيبيات ؟



          الأخ الأصغر :
          من الصفوة المباركة

          """"""""""""""""""""""""""""""""""""""
          ( يتبع )
          Last edited by 3aLa SaBiL Al NaJaT; 17-11-2013, 17:29.

          Comment

          • 3aLa SaBiL Al NaJaT
            عضو نشيط
            • 14-05-2011
            • 510

            #6
            رد: مشاهد خيالية لعالم واقعي


            بسم الله الرحمن الرحيم

            والحمد لله رب العالمين
            اللهم صلّ على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما


            سلام الله على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى ال الحسين وعلى اصحاب الحسين


            المشهد السادس ( الأخير )



            الأخ الأصغر :
            [ بينما كان مجتمعا مع جمع من الناس وفي وسطهم شيخ يحاضر حول العلّة من خلق الأنسان ، استجدّ سؤال في بال ( الأخ الأصغر ) والذي كان دائما يبحث عن جوابه. فأستغل الفرصة كي يسأل الشيخ المحاضر بعد ان انهى محاضرته في ذلك الجمع. فأستأذن الشيخ سائلا: ]

            شيخنا جزاك الله خيرا عن هذه المحاضرة القيّمة حيث استفدنا منها جميعا سائلا المولى تعالى ان يكتبها لك في ميزان حسناتك ، ولكن يحضرني سؤالا بين آونة وأخرى فهل تتفضل عليّ بالرد مشكورا ؟


            الشيخ :
            تفضّل بنيّ وأسأل !


            الأخ الأصغر:
            لقد شغلتني هذه الآية الشريفة.
            ما معنى هذه الآية القرءانية شيخنا الفاضل؟
            عن قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ


            الشيخ :
            سأجيبك على سؤالك ولكن الأفضل ان انقل لك من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله فأسمع هذه الرواية.

            عن زرارة قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} قال: (اخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا وهم كالذر فعرفهم نفسه وأراهم نفسه ولو لا ذلك ما عرف أحد ربه وذلك قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.

            حادثة ابن الكواء مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام)

            ما ورد عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: (أتاه ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلّم أحدا من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال علي (عليه السلام): قد كلم الله جميع خلقه برّهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب ( فثقل ذلك على ابن الكواء) ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له: أو ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيه : {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} ؟ فقد أسمعهم كلامه، وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله - يا بن الكواء – {قالوا بلى} فقال لهم: إني أنا الله لا إله إلا أنا، وأنا الرحمن، فأقرّوا له بالطاعة والربوبية، وميّز الرسل والأنبياء والأوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم، فأقرّوا بذلك في الميثاق، فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك: شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.


            الأخ الأصغر :
            شكرا يا شيخ لقد فهمت ولن يثقل عليّ مثل ما ثقل على ابن كواء فكل شيء صادر من اهل بيت نبيّه صلوات الله عليهم اجمعين مقبول ومطاع والحمد لله تعالى


            الشيخ :
            بارك الله بك اخي وجعلنا واياكم من متبعي رسول الله وآل رسول الله صلوات الله عليهم وحشرنا معهم وشفّعنا بهم.


            الأخ الأصغر :
            امين يا رب العالمين اللهم احشرنا في زمرة محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين.
            [ وبعد دقائق ترك ( الأخ الأصغر) الحسينية ذاهبا للبيت فوجد والدته مشغولة بالصلاة والدعاء وهي رافعة يديها للسماء قائلة : ]
            اللهم اهد زوجي واجعل بقية ولدي كأخيهم الأصغر مؤمنا مقرّا بولاية علي واولاد علي صلواتك عليهم ومن الصالحين.


            الأخ الأصغر :
            [ يتقدم صوب أمّه و يقبل يديها ورأسها قائلا: ]
            تقبّل الله يا أمّاه وأسعدك الله دنيا وآخرة


            الأم :
            [ تمسح على رأس ولدها الأصغر قائلة :]
            الله يرضى عنك يا بنيّ.

            بنيّ هل حقا صديقك قتل؟


            الأخ الأصغر :

            لا يا امّي انه ليس صديقي فلقد تركته منذ مدة ، من يوم انت اعلنت ولاءك لآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين ثم تبعتك من بعد بيعتك هذه وتركنا دين آباءنا وأجدادنا بعد ان عرفنا الحق في علي عليه السلام وابناء علي المعصومين ومنّ الله علينا مؤخرا بولاية احمد الحسن عليه السلام.
            فهذا الضال ( الصديق ) كان يكفّرني بعد ان سمع بتشيّعنا لعليّ وابناء علي الأئمة والمهديين المعصومين عليهم السلام وكان يدعوني الى دينهم الوثني فهم يصورون لأنفسهم في السماء الها مجسّدا يشبه هبلا و يعبدونه.
            فلقد فجّر هذا الملعون نفسه وهو يلبس حزاما ناسفا بين جمع من الناس المسالمين وقتل العديد منهم. والجرحى من فيهم بترت منه ساقا وأخرى يدا ومنهم من فقد ت منه عينا ، و كان قد كتب وصيته في رسالة نشروها مؤخرا يقول فيها : ( انه ذاهب للجنة كي يتعشى مع رسول الله (ص) هناك على مائدة الرحمن وكتب ويقول : سيرفع الله اجري بعد ان انتقمت من الروافض اشد الأنتقام وسأتزوج من حور العين).


            الأم :
            اللهم احشره مع فرعون ويزيد وحجاج وفي الدرك الأسفل.
            فما ذنب هؤلاء الأناس المسالمين وهو يفتك بهم. لا غفر الله عنه ابدا. ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وانا لله وانا اليه راجعون



            الأم :
            ولقد انقطعت اخبار صديقك ( الزاهد ) فهل لديك خبرا عنه ؟



            الأخ الأصغر :
            امّاه! صديقي ( الزاهد ) يعيش في مكان بعيد ويصعب عليّ لقاءه ويقال انه قد انضم الى جماعة صوفية وهم يقولون انهم يتبعون الأمام زين العابدين عليه السلام في زهده ولكن ليّ عليهم علامات استفهام لأن لم يتضح لي موالاتهم القطعية لأهل البيت عليهم السلام فهم ما زالوا لايفرّقون بين اعداء اهل البيت عليهم السلام والموالين الحقيقيين لهم.



            الأم :
            رحماك يا ربّي رحماك. الهي برحمتك التي وسعت كل شيء إهد هذه الأمة التي تاهت وضيّعت طريق خلفاءك في الأرض يا ارحم الراحمين.

            وكيف عرفت هذه المعلومات عنه؟



            الأخ الأصغر :
            عن طريق اخيه فأني على اتصال به ونتبادل الرسائل ورغم انه يختلف عن اخيه واحسن منه فكرا فقد اعلن تشيعه لعلي واولاد علي الأئمة عليهم السلام ولكنه وقف عند الأمام احمد عليه السلام فوقع في فتنة واقفية زماننا هذا. وهم الذين يقولون بأن الأمام الحجة ابتر لا ذرية له.



            الأم :
            بنيّ ناقشه في وصية رسول الله ( ص ) عسى ولعله يؤمن ويهديه الله تعالى.



            الأخ الأصغر :
            فعلت ذلك يا اماه! ولكنه مصر ان رسول الله لم يكتب الوصية يوم رزية الخميس واوصى شفهيا لعلي عليه السلام وولديه الحسن والحسين عليهما السلام ثم بدأ كل امام يوصي للأمام الذي بعده



            الأم :
            بنيّ ذكّره بوصية ليلة الوفاة فهي وصية واجبة وامرنا الله تعالى بها في كتابه الكريم وحاش لله ان لا يعمل رسول الله ( ص ) بها وهو سيد المتقين



            الأخ الأصغر :
            اماهّ! لم اقصّر في ذلك وشرحت له ان الوصية عند الممات واجبة بنص قرءاني وتختلف عن باقي الوصايا ، ولكنه مصمم في خلافه ويقول انه لن يصدق اقوالنا فنحن فئة قليلة ومراجع الشيعة لم يؤيدونا في دعوة امامنا احمد الحسن ( ع ) يماني محمد ال محمد ( ص ) ومهدي المذاهب الأخرى التي تؤمن بولادته في اخر الزمان ورسول سيد المسيح ( ع ) المعزي (ع ) عند النصارى ورسول ايليا ( ع ) عند اليهود ولكنه ما زال يكابر ويسخر منا بجهل ومن غير علم.



            الأم :
            بنيّ لو كان فيه خيرا لأسمعه الله تعالى فالمهم انت قمت بواجبك التبليغي آجرك الله تعالى على عملك هذا وكتبه تعالى لك في ميزان حسناتك.

            بنيّ حاول ان تتحدث مع اخوتك وحتى مع ابيك فكأني انظر لصلاة ابيك وأخيك الأوسط مجرد حركات واحيانا كثيرة لا يستيقظون لصلاة الفجر وحتى صيامهم الواجب ليس كالمطلوب. والله اخاف عليهم كثيرا يا بني اخشى ان يقضوا اعمارهم في هذه الدنيا الفانية وهم لا يأخذون معهم زاد الآخرة. فأخويك وخاصة الأكبر مستغرق في ملذات الدنيا وقيادة افخر السيارات ويعود اخر الوقت من الليل كعادته والأهم من صلاتهم وبقية عباداتهم هو الكفر بالجبت والطاغوت وبيعة من فرض الله تعالى علينا ولايتهم وطاعتهم.



            الولد الأصغر :
            امّاه! صدّقيني تعبت معهم وهم لا يسمعونني وكلما اتحدث اليهم يضعون اصابعهم في آذانهم ، فما زال ابي يعارض كفرنا بالجبت والطاغوت وما زال مخدوع بسامري هذه الأمة ولا يعي ما نحن عليه و هو يجهل اي طريق سلكه فهو ورث دينه عن ابويه واجداده من غير تفكّر وتدبّر وبقي اخي ( الأوسط ) على دين ابي وهو اصلا لا يبالي على اي دين يكون فهو يظن انه يمكن التقرب الى الله تعالى بشتى الطرق حتى لو كان عن طريق الجبت والطاغوت. اما اخي الأكبر فمع الأسف فلا ينفع معه هذا النمط من الحديث فهو يؤمن بفكر منضو في منظمة ماركسية يحملون افكارا غريبة لا تمت بواقع شعبنا من شيء.



            الأم :
            بني ما هي تلك المنظمة ؟




            الأبن الأصغر :
            هي منظمة يسارية الفكر تتبنى افكارا اقتصادية استمدوها من فلسفة عوجاء يطول عليّ شرحها لك في هذه العجالة. فهي فلسفة مادية استمدوها من حركة المادة وهم يقولون ان المادة طورت نفسها بنفسها وأولها جاءت نتيجة صدفة وآخرها انها طورت نفسها بنفسها رغم انها مادة صماءة غير عاقلة وفسرّوا تاريخ البشرية من المشاعية البدائية الى يومنا هذا من حركة المادة هذه وتطوّرها وهم ينكرون ان هناك خالقا خلف كل هذه الخليقة و خلف قوانين الطبيعة التي تتحكم بالخليقة ان كانت صماءة او عاقلة؟ وهي منظمة سياسية كافرة بالله تعالى.



            الأم :
            لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اللهم اهد ابني هذا وفك عنه قيد الشيطان الذي أضلّ طريقه.
            ( وأدارت بوجهها الى ولده وهي تنظر اليها بعينين دامعتين )
            بنيّ لما يحصل كل هذا لنا ؟



            الأخ الأصغر :
            امّاه! كانت هذه الآية القرآنية تشغلني دائما وأرى سرّ اعمالنا مكمونة فيها فكانت لي فرصة في هذا اليوم وفي الحسينية ان استفسر عنها فسألت أحد الشيوخ هناك؟



            الأم :
            ما هي تلك الآية بنيّ ؟



            الأخ الأصغر :
            قال تعالى :
            وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
            فسأل احدهم ويدعى ابن الكواء امير المؤمنين عليه السلام قائلا :
            هل كلّم الله تعالى ولد ادم عليه السلام قبل موسى عليه السلام ؟
            فأستشهد امير المؤمنين بالآية الشريفة بأن الله تعالى احضر ذرية ادم عليه السلام فقد أسمعهم كلامه، وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله - يا بن الكواء – {قالوا بلى} فقال لهم: إني أنا الله لا إله إلا أنا، وأنا الرحمن، فأقروا له بالطاعة والربوبية، وميز الرسل والأنبياء والأوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم، فأقروا بذلك في الميثاق، فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك: شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين

            فكلنا أجبنا مولانا ربّ العالمين يا أمّاه ، ولكن لا اعرف كيف أجبنا ؟ فهل أجبنا بإخلاص ؟ ام أجبنا بريبة ! يعني هل اننا أجبنا ونحن مشككين والعياذ بالله تعالى ؟ أم أجبنا وإننا والعياذ بالله أخلفنا الوعد بعده.
            اني في حيرة يا أماه وأنا خائف ، كيف كان حالي في الذر الأول هل كنت من الأشقياء ام مع السعداء؟



            الأم :
            [ فبكت ( الأم ) المؤمنة وبكى (الأخ الأصغر ) وهو يضع رأسه في حضن أمّه ، وفهما لما آلت احوال الناس الى هذا الدرك واصبحت بعيدة عن ذكر الله تعالى ].
            [ فرفعت ( الأم ) يديها للسماء وابنها واضع رأسه في حضنها وهي تقول :]

            الهي بحق عظمة جلالك وبحق محمد واله صلواتك وسلامك عليهم وبحق فاطمة الزهراء عليها السلام وبحق السر المستودع فيها وبحق الحسين الشهيد المظلوم عليه السلام ان جعلتنا من المخلصين لك وابني هذا في الذر الأول وفي دنيانا هذه وفي الرجعة ان شملتنا بالرجوع يا رب العالمين وان تهدي بقية اسرتي وتعفو عنهم يا عفو يا كريم



            الأخ الأصغر :
            [يرفع ( الأخ الأصغر ) رأسه من حضن أمّه وينظر في وجهها وهو يمسح دموعه قائلا: ]
            أماه ! فهمت الشطر الثاني من دعاءك ولكن لم افهم الأول منه فقد انتهى حياتنا في الذر الأول قبل ان ننزل في دنيانا هذه. فما فائدة هذا الدعاء وأنت تسألين رب العالمين ان يجعلنا مخلصين له تعالى في الذر الأول ؟



            الأم :
            بني ألم تسمع هذا الكلام الذي يردد في الأدعية المأثورة:
            يا مجيب العبد قبل سؤاله.
            فأن الله سبحانه وتعالى يعلم انه سيأتي يوم ندعوه فيه ونسأله حتى لو كان سؤالنا ودعاءنا متأخر عن زمانه. فهو كريم متفضّل يجيب العبد قبل ان يسأل و محيط به ويعرف كيف وعن ماذا سيسأل ومتى سيسأل.



            الأخ الأصغر :
            معجب بأيمانك يا أماه يا ليتني كنت احمل جزءا من يقينك هذا وثقتك الكبيرة برب العالمين

            ( انتهى )

            """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """

            كتبت هذه المشاهد الخيالية
            في يوم السبت المصادف
            28 ذي الحجة 1434 ه ق
            2 نوفمبر 2013 م
            ستوكهولم- السويد
            ابو سجاد

            """""""

            ملاحظة 1 :
            قبل كل شيء اشكر الله وما توفيقي الا به سبحانه وتعالى وأبدي شكري لأخي العزيز الأنصاري eshab_alkehef_313_5_24 الذي ابدى رأيه في القصة حيث عرضت عليه المسودة قبل حوالي اسبوع من نشرها في الموقع. واشكر نصائحه التي الهمتني في الكتابة بعد ان نصحني بأضافة مقاطع اكثر اثارة تشد القارئ ولا يملّ منها وان توظف القصة في خدمة الدعوة المباركة. وهذا التشجيع من اخي الطاهر دفعني لأضافة بعض المقاطع المثيرة لشدّ القارئ وتوظيف القصة بشكل اوسع لخدمة الدعوة حيث كان هذا التوظيف في المسودة بشكل أضيق مما طرح بعد النشر. وأسأل المولى تعالى ان يسدده ويوفقه ويكون خير عونا لي ولكل الأنصار اخوة وأخوات واتمنى ان تكون القصة في خدمة اهداف الدعوة المباركة.


            ملاحظة 2 :
            اعتذر كثيرا من اخوتي الأنصار لأن بعد مراجعتي للمتن وجدت اخطاءا نحوية لا سبيل لأصلاحها وأخطأت في النص الذي يخص شخصية ( الزاهد ) فكان من المفروض ان يحضر الأجتماع الكبير حتى يكون النص موافقا لرواية امير المؤمنين عليه السلام مع ابن كواء حيث شهدت الملائكة على ما أقرّت الناس على الوثيقة فلا يجوز تخلف (الزاهد) الذي لا يوافق الرواية ولهذا سأضيف هذا الملحق من النص ولكن اعتذر لا قدرة لي ان اغير النصوص الحوارية بين ( اخ الزاهد ) و ( الأخ الأصغر ) حيث من خلال حوارهم يتبين ان الزاهد لم يحضر الأجتماع الكبير فأعتذر من جميع الأخوة الأنصار وارجو ان تعفو عن تقصيري.

            الملحق بعد تغيير النص:

            [ يتخلّف ( الزاهد ) و( الأخ الأصغر ) ينصحه من غير جدوى فيتركه ولكن يلحق به أخ ( الزاهد ) ]
            [ يقضي ( الأخ الأصغر ) طول النهار مع اخ الزاهد ومع الألوف من الحضور وهم يشهدون ذلك الحدث العظيم وملائكة الرحمن محلّقة بالجمع وتكتب وتشهد على الناس اعمالهم في ذلك اليوم العظيم. ويشهد ( اخ الزاهد ) لأخيه ( الزاهد ) بأنه موقن ومؤمن بما اختاره الله تعالى ويشهد كذلك ( الأخ الأصغر ) لصالح الزاهد بأنه سمع منه وتسليمه لما مدوّن في العهد او الوثيقة وفجأة يرى ( الأخ الأصغر ) حضور ( الزاهد ) في هذا الجمع معللا حضوره بأنه قضى نصف عمله وخشي ان يكون مسوّفا فحضر لكي يقرّ ويمضي بنفسه الوثيقة وبعد اقراره وامضاءه يترك ( الزاهد ) صديقه ( الأخ الأصغر ) و اخيه ويترك الجمع الكبير لكي ينجز بقية عمله الذي تركه ولم ينجزه بالكامل.
            ينتهي مراسم ذلك اليوم العظيم قبل الغروب وتهّم الناس بالعودة الى منازلهم ]


            ملاحظة 3 :
            اخوتي القراء الأعزاء

            عقيدة عالم الذر مستمد وبلا شك من القرءان الكريم ومما مذكور في الروايات المنسوبة لرسول الله صلى الله عليه واله ومن العترة الطاهرة عليهم السلام

            امّا هذه المشاهد الحوارية فهي خيالية بحتة لم تستمد لا من الروايات ولا من اي مصدر آخر ولهذا ارجو ان تبرؤوا ذمتي وعدم الأستناد عليها على انها هي الواقع الذي حصل في الذر الأول وأخشى ان احمل بذلك ذنبا لأني سأكون هو من حمل اليكم هذه التصورات غير الحقيقية. فهذه المشاهد ما هي الا مجرد صورا خيالية تقربنا للأيمان بذر الأول واننا خضنا الأمتحان الأول ومن ثم بعثنا الله تعالى على وجه هذه البسيطة وهي عالم الدنيا للتحضير للأمتحان الثاني والتي ستكون نتيجتها صورة للأمتحان الأول في الذر الأول.
            وطريقة الحوار بلا شك مستمد من واقعنا الدنيوي تعبيرا عن الحوار المنسي في عالم الذر وهذا الحوار الخيالي الأفتراضي الذي قطعا لا يشبه حوارنا في الذر الأول فهو فقط يعطينا فكرة بحوار لنا نسيناه في الذر الأول ويكشف لنا مدى اخلاصنا لله تعالى وعلاقاتنا في ذلك العالم المنسي الذي جعل الكثير من الناس يفشلون في ذلك الأمتحان ، ومن ثم تفضل الله تعالى علينا بأمتحان ثان في هذه الدنيا ولكن مع الأسف ستعاد نفس النتائج للفاشلين في الأمتحان الأول في ذلك العالم المنسي ويكون هذا الأمتحان فضل ونعمة على المفلحين.
            وممكن ان نستفيد من الحوار الأفتراضي الخيالي الذي جرى في عالم الذر بين الأخوين الأكبر والأصغر حول عالم الدنيا وكيفيتها وصورتها بأنه يشبه حوارنا الحالي عن عالم الرجعة كيف سيكون من مختلف جوانبها المادية او الروحية والذي سيكون عالما مختلفا عن اذهاننا وتصوراتنا الدنيوية.
            ولتقريب الصورة بشكل افضل فمن المستحسن قراءة ما كتبه السيد الأمام احمد الحسن عليه السلام في هذا الخصوص.

            الأخ المشرف ( يا هو ) جزاه الله خيرا كتب مقالة ونشرها في الموقع تحت عنوان (ومضات يمانية عن العالم المنسي (عالم الذر)))
            وهذا هو رابط المقال الذي تجدون فيه كلام السيد الأمام احمد الحسن عليه السلام بشيء من التفصيل حول موضوع الذر الأول وأسألكم الدعاء


            الرابط :


            http://vb.almahdyoon.org/showthread.php?t=19561

            Comment

            • أم رقية
              عضو جديد
              • 16-05-2013
              • 68

              #7
              رد: مشاهد خيالية لعالم واقعي

              وفقك الله لكل خير وسدد خطاك ونفع بك الدين والدعوة المباركة وتقبل منك انه سميع الدعاء
              قصة حقا مشوقة ورائعة ورغم انها من نسج الخيال الا انها تعبر عن واقعنا بكل حذافيره ومانسينا من عهود قطعناها على انفسنا في عالم الذر الاول
              الملاحظة الثانية بشان الزاهد كانت مهمة وانا احيي فيك هذا التدارك ودقة الملاحظة ولكن حبذا لو كانت الاضافة دخلت في القصة مند البداية لانها كانت ستكون اكثر تناسقا مع باقي الحوار
              طرح هذا الموضوع اعتبره سابقة في عالم القصة الخيالية فلم يسبق لي ان قرأت مثله من قبل
              اتمنى لك التوفيق والمزيد من العطاء ونحن في انتظار جديدك

              تحياتي

              Comment

              • محمد الانصاري
                MyHumanity First
                • 22-11-2008
                • 5048

                #8
                رد: مشاهد خيالية لعالم واقعي

                قرات القصة الاولى
                جزاك الله خير الجزاء
                وساقرا الباقي بحول الله وقوته

                ---


                ---


                ---

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎