إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خظبة صلاة الجمعة في سيدني بتاريخ 21 ذي القعدة 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خظبة صلاة الجمعة في سيدني بتاريخ 21 ذي القعدة 1434

    محمد(ص) هو البرزخ بين الحق والخلق
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ولاقوة الا بالله , اللهم صل على محمد كما احرزت به من الاهوال وكسرت به الاصنام ورحمت به الانام , وصل على محمد كما بعثته بخير الاديان واعززت به الايمان , وتبرت به الاوثان , وصل على اهل بيته الطاهرين الائمة والمهديين معدن كلامك ووحيك وخزان علمك ,استنقذت بهم من الحيرة وارشدت بهم من اهتدى ,وزكيت بهم من تزكى, حملوا على المحجة وكابدوا اهل العزة والشدة من جهال القوم , فصل عليهم افضل وأكمل ماصليت على احد ممن اطاعك ونصح لعبادك انك غفور رحيم وسلم تسليما .
    اللهم اخرجني من ظلمات الوهم , واكرمني بنور الفهم , اللهم افتح علينا ابواب رحمتك وانشر علينا خزائن علومك برحمتك يا ارحم الراحمين .
    قال تعالى: وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء انه علي حكيم.
    قال الامام احمد الحسن ع : التوحيد الحقيقي لايكون بالانتهاء عند الصفات التي يجمعها اسم الله , فلا تكون كلمة لا اله الا الله هي نهاية التوحيد بل بداية , ونهاية التوحيد وحقيقة التوحيد (هو) , وكما قدمت الهاء لاثبات الثابت والواو لغيبة الغائب , فهو الشاهد الغائب سبحانه وتعالى عما يشركون .
    فأذا عرفنا بأن الله اسم جامع لصفات الكمال ويشير الى الذات وهو حجاب يسعى العبد الى رفعه بالتحلي بصفات الكمال ليعرف بان تمام المعرفة هو العجز عن المعرفة وكما بينه الامام احمد ع . سيتبين لنا بان التوقف عند الذات يكون بمثابة التوقف عند منتصف الطريق .
    وفي قول الامام الصادق ع لهشام بن الحكم اشارة لذلك حيث قال ع: ,ياهشام الله مشتق من اله , واله يقتضي مالوها والاسم غير المسمى , فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا . ومن عبد الاسم والمعنى فقد اشرك وعبد الاثنين , ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد . افهمت ياهشام ؟ قال : زدني , قال : لله تسعة وتسعون اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها الها ولكن الله معنىً يدل عليه بهذه الاسماء وكلها غيره .
    الامام ع يبين لهشام بان عبادة المعنى هي الموصلة لمعرفة الحقيقة (هو) كون الاسم يشير الى معنى عام يأله اليه غيره لسد النقص وقد يتحقق هذا ببعض الخاصة من خلقه الذين حصل لهم الكمال في اعلى درجات الممكنات لخلقه سبحانه وهم محمد ص واهل بيته ع .
    وفي رواية الامام الباقر ع يتبين ان محمد ص هو التجلي الاول للاهوت المطلق في الخلق ويتوضح بان من اراد معرفة اللاهوت المطلق فسيعرفه بصورته في الخلق او الله في الخلق وهو محمد ص .
    عن محمد بن مسلم قال سالت ابا جعفر ع عما يروون ان الله خلق ادم على صورته فقال : هي صورة , محدثة , مخلوقة واصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة , فأضافها الى نفسه كما اضاف الكعبة الى نفسه والروح الى نفسه (ونفخت فيه من روحي ).
    ومن يعتقد بان اسم الله لايطلق على غير الذات الالهية المقدسة اذا لم يُرَد به الالوهية المطلقة فلا يقال عنه الا جاهلا او مغالطا كون اسم الرحمن ينصرف الى الذات المقدسة بلا قرينة كما في اسم الله , ومرتكزهم في ذلك القول هو التبادر ومادلت عليه اللغة العربية ومانقل منها والكل يعرف بان ماوصلنا من قواعدها كان بالاستقراء الناقص والذي فيه من احتمالية وقوع الخطأ علاوة على ان العقيدة لاتؤخذ بهكذا طريقة سقيمة مجحفة تقول بالظن والملازمات العقلية وتعرض عن النصوص الشرعية . وعلينا ان نعرف ايضا بان المعبود سبحانه يُعرف بالاسماء والصفات ولكنها لاتدل عليه دلالة تامة .وليست هي هو سبحانه ولكنها تدل عليه وكما بينه الامام احمد ع .حيث قال ع :
    فهو سبحانه تجلى بها وبالاسم الاعظم الاعظم (الله) الذي يجمعها ليعرف ويعبد هو سبحانه وتعالى لا لتعبد هي , فبها يعرف ويعبد , فمن قصَرَ معرفته سبحانه على الاسماء والصفات لم يصل الى تمام التوحيد الذي لايكون الا بتمام الاخلاص له سبحانه وتعالى , بل ان من عبد الذات سيجد نفسه في النهاية من هؤلاء المشركين (وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون ).
    وقال ع : التوحيد الحقيقي يتحقق بعد معرفة فناء جميع الاسماء والصفات في الذات الالهية , ثم فناء الذات الالهية في الحقيقة اي فناء الالوهية في حقيقته سبحانه , ولايتحقق هذا الامر الا بفناء الانا وشخصية الانسان فلا يبقى الا الشاهد الغائب سبحانه وتعالى عما يشركون.
    وسبيل المعرفة الموصل للحقيقة هو اللاهوت اي الله في الخلق وهذا ماادركت مراده ملائكة الملك العلام في مسألة الاستخلاف الالهي لخليفة له بين خلقه سبحانه , وعرفت لابد ان تتوفر صفة اساسية لهذا الخليفة وهي ان يكون صورة الله بين خلقه وبغير ذلك لايكون خليفة فتراها اعترضت بذات القانون الالهي بان يكون الخليفة مسَبَحا مقَدَسا محمودا.
    فكان الرسول الاعظم محمد ص وجه المرسِل وصورته ورسوله ليس في هذا العالم الجسماني وحسب بل هو رسول الله سبحانه قبل ان يُخلق بقية الخلق . قال الامام احمد ع :
    وخير الخلق محمد ص يمتد بصفحة وجوده من سرادق العرش الاعظم الى السماء الدنيا فأول مراحل التجلي هي : النقطة الاولى (البرزخ) أو سرادق العرش الاعظم , ثم مرحلة التجلي الثانية وهي وعاء النون او العرش الاعظم , ثم مرحلة التجلي الثالثة وهي وعاء الباء أو الكرسي , ثم مرحلة التجلي الرابعة وهي النقطة الثانية في الخلق , وجميع هذه المراحل الاربعة هي محمد ص فهو نقطة النون والنون , وهو الباء ونقطة الباء , أو قل هو الفيض النازل من الحق الى الخلق وهو اي محمدا ص في المراحل الثلاث الاولى ( سرادق , العرش , الكرسي ) برزخ بين الحق والخلق فهو يخفق فساعة لايبقى الا الله الواحد القهار وساعة يعود الى الانا والشخصية , أما في مرتبة العرش العظيم فهو مستقر في الخلق وهو عبد الله .
    وبسبق محمد ص وتقدمه في عوالم الخلق وبمعرفة ذلك ولو بصورة تناسب عجزنا وفقرنا لما بينه قائم ال محمد ع سيتبين لنا وبكل وضوح ان محمدا ص هو سيدها, وسنتعرف على نزر يسير من كيانه القدسي العالي المقام الذي لولاه لما كانت العوالم فكلها متقومة به , وهو ص تجلي وصفة للحقيقة , وهذا التجلي هو لحاجة الخلق له. , قال الامام احمد ع : القيوم لايكون حقيقة الا بمن يقوم عليه .
    وقال ع : ويجب الالتفات الى أن النقطة الاولى هي القران وهي الحجاب الذي بين محمد ص وبين الله (كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق ) وعند الفتح (فنظر في مثل سم الابرة ) قال تعالى : (انا فتحنا لك فتحا مبينا ), رفع هذا الحجاب بأن احتواه محمد ص فأصبح القرأن ومحمد ص واحدا , وهو يخفق بين فناء فلا يبقى الا الله الواحد القهار وبين عودة الانا والشخصية الانسية . فيكون محمد ص المخلوق الاول ( قل ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين ), وفي هذه المرتبة لايعرف القران الا محمد ص , ولايعرفه حتى افضل الخلق من بعده .
    فان عرفنا ماتقدم تبين لنا أن محمدا ص هو مرتبة البرزخ بين الحق والخلق , ولذلك توهم به لما راه ابراهيم ع والملائكة وظنوا أنه الله سبحانه وتعالى , وذلك لانه صورة تحاكي الذات الالهية وتظهر اللاهوت المطلق للخلق ليعرفوا ( ...وبطلعتك في ساعير وظهورك في فاران ...) وقال ص : ( الله خلق ادم على صورته ).
    يامن استوى برحمانيته فصار العرش غيبا في ذاته , محقت الاثار بالاثار , ومحوت الاغيار بمحيطات أفلاك الانوار , يامن احتجب في سرادقات عرشه عن أن تدركه الابصار , يامن تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته الاستواء , كيف تخفى وانت الظاهر , أم كيف تغيب وانت الرقيب الحاضر , انك على كل شئ قدير والحمد لله وحده .
    بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا .



    الافراط والتفريط
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين , مالك الملك مجري الفلك , مسخر الرياح , فالق الاصباح , ديان الدين ,والصلاة على خيرته من خلقه محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما . وبعد ...
    قال تعالى : وما ارسلنا من رسول الا ليطاع بأذن الله ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما .
    الاساس في بناء الشخصية المؤمنة التي تحمل الدين رسالة سماوية يقتضي الواجب ايصالها لبني البشر, هو ان يكون حافظا لعهده مؤديا لما استحفظه الله تعالى, وان ترتب على ذلك ضرر في الواقع الخارجي نتيجة قوله وتمسكه بالثوابت الاسلامية .
    ورد عن النبي الاعظم ص انه قال : من خان امانة في الدنيا ولم يردها الى اهلها ثم ادركه الموت , مات على غير ملتي ويلقى الله وهو عليه غضبان .
    وقال ص مامعناه : من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية .
    فالأصل الذي تغيَبَ عن مراة فطرة الانسان نتيجة الغبش والتشويش هو دفع ولي الله عن حقه وارتضاء الناس بأي قيادة بديلة منكوسة , التي جعلت الامر العبادي يتأرجح بين افراط وتفريط نتيجة القول بضلال العقول كون ذلك سمتهم وكل من هو دون المعصومين ع, وتجد في أقوالهم الصبغة الظنية التي في احسن مراتبها تحسب على انها من وحي اوهامهم الملوثة بطابع الانا والبعيدة عن الفهم الصحيح والنبع الصافي فكان النتاج مجاً غير مستساغ, وارغموا اتباعهم على تجرعه بعد ان وجدوا لامناص لهم من ذلك بسبب التحجر المعرفي والموروث الابائي المترسخ في كيانات ظلمانية لاتكاد تفقه شئ , وهو نفس الموقف الابليسي الرافض بأن يكون ادم ع واسطته وشفيعه الى الله تعالى .
    قال الامام علي ع : ان العهود قلائد في الاعناق الى يوم القيامة فمن وصلها وصله الله , ومن نقضها خذله الله , ومن استخف بها خاصمته الى الذي أكٌدها وأخذ خلقه بحفظها
    .قال الامام احمد الحسن ع : لابد في التوحيد من العدل أي وضع الشئ في موضعه فلا افراط ولاتفريط وكلا الحالتين (الافراط والتفريط ) باطل .
    وقال ع في مسألة الافراط أنه: يؤدي بالانسان الى التعطيل والخروج عن التوحيد لان نكران معرفته سبحانه هو بعينه نكرانه سبحانه , ولايَعرف سبحانه الا بوجهه الذي واجه به خلقه وهم حججه ع الانبياء والاوصياء . وهذا الافراط في الواقع كفر وشرك وان لم يصرح به من يعتقده فهو كفر ,لان الكفر هو الستر وتغطية الحقيقة وحجبها , وهؤلاء المفرِطون يغطون حقيقة الانبياء والاوصياء ويحجبونها وينكرونها فهم كافرون بها , ولما كانت هذه الحقيقة هي وجه الله الذي به يعرف كان هؤلاء كافرين بالله في حقيقتهم وواقعهم وكل بحسبه يتدرجون في مراتب الكفر .
    وهو ايضا (اي الافراط) شرك , لان من يساوي حجج الله وهم الانبياء والاوصياء ع بمن سواهم يكون قد ساوى وجه الله واسماءه الحسنى بعامة خلقه حيث انهم ع وجه الله الذي واجه به خلقه واسماؤه الحسنى في الخلق , فتسويتهم بمن سواهم في ادنى مراتبها يؤدي بالانسان الى فقدان مرتبة كمال ومعرفة بالله سبحانه. اما في اعظم مراتب تسويتهم بمن سواهم , فانه يؤدي بالانسان الى الجهل بالله سبحانه وتعالى .
    اما التفريط : فيؤدي بالانسان الى الشرك , لانه يعطي للانبياء والاوصياء ع - وهم وجه الله- مرتبة الالوهية المطلقة والاستقلال عن الله سبحانه وتعالى والغنى عنه سبحانه .
    وهو ايضا كفر , لانه يؤدي بالانسان الى ستر وتغطية حقيقة الله سبحانه وتعالى وحجبها , لانه ساواه بمن سواه من خلقه والله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ.
    فالانسانية على هذه الارض ترددت في هذه المراتب الاربعة من الشرك والكفر , فكل بني ادم مشمولون بهذه المراتب الاربعة من الشرك والكفر الا عباد الله المخلصين وهم الانبياء والاوصياء ومن تابعهم وتغذى بعلومهم الالهية التامة , حتى وصل الى مراتب الايمان العشرة .
    والشرك والكفر المقصود به في قوله ع وبالرغم من وضوحه ليس في كل مراتبه يكون فيه الانسان قد خرج من ربقة الايمان . ويبقى الامر في عهدة من اراد الايمان بحجج الله ع بالرجوع الى فطرته التي يتوجب عليه عدم تلويثها ان اراد النجاة وان لايعيش الضعف الذي يجعله غير متذكر للعهد والميثاق .
    فالالتزام بالعهد والميثاق رابطة وسطية ان صح التعبير بين الانسان ونجاته الاخروية فأن اعرض وابى فقد جعلها خاوية متدلية في وادٍ سحيق وقرر حينها البقاء على شفير جهنم المحيط بالكافرين .
    ومن تذكر واعترف بفضلهم ع ولازم امام زمانه وكان من المخلصين العاملين بين يدي قائم ال محمد ع في النصرة والتمكين له, حتى يقر قلبه بذلك ويصدقه عمله بانه قد دخل حصن الله عز وجل بلا اله الا الله بشرطها وشروطها وخليفة الله في زماننا هذا احمد ع وصي ورسول الامام المهدي محمد بن الحسن ع من شروطها .فطوبى له .
    قال الامام علي ع : واصطفى سبحانه من ولده – ادم- انبياء اخذ على الوحي ميثاقهم ,وعلى تبليغ الرسالة امانتهم ,لما بدل اكثر خلقه عهد الله اليهم, فجهلوا حقه , واتخذوا الانداد معه, واجتالتهم الشياطين عن معرفته , واقتطعتهم عن عبادته , فبعث فيهم رسله , وواتر اليهم انبياءه , ليستأدوهم ميثاق فطرته.
    اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني .
    وصل اللهم على محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما . والحمد لله وحده
    بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر .


    أخوكم علاء صالح الكاظمي

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎