إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ادلة الدعوة : الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ شيخ عبد العالي المنصوري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • هيئة الاشراف العلمي للحوزة
    هيئة الاشراف العلمي العام على الحوزات المهدوية
    • 07-02-2012
    • 74

    ادلة الدعوة : الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ شيخ عبد العالي المنصوري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    دروس مادة
    ادلة الدعوة: الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ كتاب للامام احمد الحسن ع

    الاستاذ : شيخ عبد العالي المنصوري

    رابط الكتاب

    والحمد لله وحده
    Last edited by اختياره هو; 10-10-2013, 11:52.
  • ya fatema
    مدير متابعة وتنشيط
    • 24-04-2010
    • 1738

    #2
    رد: ادلة الدعوة : الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ شيخ عبد العالي المنصوري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    الوصية الكتاب العاصم من الضلال
    (الدرس الاول)
    التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

    يمتاز هذا الكتاب بمنهجية رصينة تثبت قطعية صدرو وقطعية دلالة الوصية في نفس الوقت بعيداً عن المناهج الرجالية المبتدعة، كما انه على الرغم من إتقان ورزانة الجواب نجده يمتاز بالبساطة ويعود لامور بديهة لا تفتقر الى مقدمات كثيرة، فهو عليه السلام ينطلق من امور عقائدية متسالم عليها ويبني عليها الجواب، ولكون تلك الامور العقائدية رصينة فما بني عليها رصيناً ايضاً، وهذا ما سنعرفه من خلال بيان طريقة الاستدلال التي قدمها يماني آل محمد عليه السلام.
    وقبل ان نبين طريقة الاستدلال لنبين بعض الروايات تنفع في فهم واتقان الجواب.
    1. تأكيد النبي ص على الكتابة للوصية
    النبي ص يطلب دواة وكتف ليكتب لا يوصي بلا كتابة

    1. أخرج البخاري: [عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، ونسيت الثالثة] صحيح البخاري: ج4 ص31، باب دعاء النبي إلى الاسلام.
    2. وفيه: [عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: ائتوني اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يردون عليه، فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصاهم بثلاث قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة أو قال: فنسيتها.
    3. ... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلموا اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا] صحيح البخاري: ج5 ص137 - 138، باب مرض النبي.
    4. وفيه: [عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم: هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا. قال عبيد الله: وكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم] صحيح البخاري: ج7 ص9، كتاب المرضى والطب.
    5. وفيه: [عن ابن عباس قال: لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال: هلم اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده، قال: عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: قوموا عني. قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم] صحيح البخاري: ج8 ص161، باب قول النبي لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء.
    6. وأخرج مسلم: [عن سعيد بن جبير قال قال: ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت: يا ابن عباس وما يوم الخميس ؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: ائتوني اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا ما شأنه أهجر استفهموه، قال: دعوني فالذي أنا فيه خير أوصيكم بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، قال: وسكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها.
    7. ... عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بالكتف والدواة (أو اللوح والدواة) اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً فقالوا: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.
    8. ... عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا. قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم] صحيح مسلم: ج5 ص75، كتاب الوصية.
    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

    Comment

    • ya fatema
      مدير متابعة وتنشيط
      • 24-04-2010
      • 1738

      #3
      رد: ادلة الدعوة : الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ شيخ عبد العالي المنصوري

      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
      الوصية الكتاب العاصم من الضلال
      (الدرس الثاني)
      التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

      2. روايات تؤكد كتابة الوصية:
      أ‌- من كتب السنة:
      1. العجلوني: [3187- يا علي ادع بصحيفة ودواة فأملى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب علي وشهد جبريل ثم طويت الصحيفة. قال الراوي: فمن حدثكم أنه يعلم ما في الصحيفة إلا الذي أملاها وكتبها وشهدها فلا تصدقوه فعل ذلك في مرضه الذي توفي فيه] كشف الخفاء: ج2 ص383.
      2. الزرندي الحنفي والقندوزي: [عن إبراهيم بن شيبة الأنصاري قال: جلست إلى الأصبغ بن نباته فقال: ألا أقرء عليك ما أملاه علي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ فأخرج لي صحيفة فيها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به محمد رسول الله (ص) أهل بيته وأمته، أوصى أهل بيته بتقوى الله، ولزوم طاعته وأوصى أمته بلزوم أهل بيته، وان أهل بيته يأخذون بحجزة نبيهم وان شيعتهم آخذون بحجزهم يوم القيامة، وإنهم لن يدخلوكم في باب ضلالة، ولن يخرجوكم من باب هدى] نظم درر السمطين: ص240، ينابيع المودة: ج2 ص365.
      3. [روى ابن عباس قال: دخلت على عمر في أول خلافته ... قال: من أين جئت يا عبد الله ؟ قلت: من المسجد قال: كيف خلفت ابن عمك ؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر قلت: خلفته يلعب مع أترابه قال: لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت، قلت: خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان ويقرأ القرآن، قال: يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شئ من أمر الخلافة ؟ قلت: نعم قال: يزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نص عليه قلت: نعم وأزيدك سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أمره ذرو من القول لا يثبت حجة ولا يقطع عذراً، ولقد كان يزيغ في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقاً وحيطة على الاسلام لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبداً] شرح نهج البلاغة: ج12 ص20.
      عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
      : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

      Comment

      • ya fatema
        مدير متابعة وتنشيط
        • 24-04-2010
        • 1738

        #4
        رد: ادلة الدعوة : الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ شيخ عبد العالي المنصوري

        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
        الوصية الكتاب العاصم من الضلال
        (الدرس الثالث)
        التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

        ب - من كتب الشيعة:
        1. الكليني: [5- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع): الْوَصِيَّةُ حَقٌّ وقَدْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّه (ص) فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُوصِيَ] الكافي: ج7 ص3.
        2. الصدوق: [1- حدثنا جعفر بن علي عن أبيه، عن جده الحسن بن علي الكوفي، عن جده عبد الله بن المغيرة عن سالم عن أبي عبد الله (ع)، قال: أوصى رسول الله (ص) إلى علي (ع) وحده، وأوصى علي إلى الحسن والحسين جميعاً ...] علل الشرائع: ج2 ص386.
        3. وعنه أيضاً: [4- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشْعَرِيُّ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسْتَفَادِ أَبِي مُوسَى الضَّرِيرِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّه ألَيْسَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) كَاتِبَ الْوَصِيَّةِ ورَسُولُ اللَّه (ص) الْمُمْلِي عَلَيْه وجَبْرَئِيلُ والْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ (ع) شُهُودٌ. قَالَ: فَأَطْرَقَ طَوِيلاً ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ قَدْ كَانَ مَا قُلْتَ ......] الكافي: ج1 ص281.
        4. وعنه ايضاً: [5- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: أَوْصَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) إِلَى الْحَسَنِ وأَشْهَدَ عَلَى وَصِيَّتِه الْحُسَيْنَ (ع) ومُحَمَّداً وجَمِيعَ وُلْدِه ورُؤَسَاءَ شِيعَتِه وأَهْلَ بَيْتِه ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْه الْكِتَابَ والسِّلَاحَ ثُمَّ قَالَ لِابْنِه الْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّه أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ وأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وسِلَاحِي كَمَا أَوْصَى إِلَيَّ رَسُولُ اللَّه ودَفَعَ إِلَيَّ كُتُبَه وسِلَاحَه وأَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَه إِلَى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِه الْحُسَيْنِ وقَالَ: أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّه (ص) أَنْ تَدْفَعَه إِلَى ابْنِكَ هَذَا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِه عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا بُنَيَّ وأَمَرَكَ رَسُولُ اللَّه (ص) أَنْ تَدْفَعَه إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وأَقْرِأْه مِنْ رَسُولِ اللَّه (ص) ومِنِّي السَّلَامَ ...] الكافي: ج1 ص298.
        5. كتاب سليم: [عن سليم بن قيس، قال: سمعت سلمان يقول: سمعت علياً (ع) - بعد ما قال ذلك الرجل ما قال وغضب رسول الله (ص) ودفع الكتف - : ألا نسأل رسول الله (ص) عن الذي كان أراد أن يكتب في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان ؟ فسكت حتى إذا قام من في البيت وبقي علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) وذهبنا نقوم أنا وصاحبي أبو ذر والمقداد، قال لنا علي (ع) : إجلسوا. فأراد أن يسأل رسول الله (ص) ونحن نسمع، فابتدأه رسول الله (ص) فقال: (... وأن الله قد قضى الفرقة والاختلاف على أمتي من بعدي، فأمرني أن أكتب ذلك الكتاب الذي أردت أن أكتبه في الكتف لك وأشهد هؤلاء الثلاثة عليه، ادع لي بصحيفة). فأتى بها، فأملى عليه أسماء الأئمة الهداة من بعده رجلاً رجلاً وعلي (ع) يخطه بيده. وقال (ع) : إني أشهدكم إن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين ثم من بعدهم تسعة من ولد الحسين. ثم لم أحفظ منهم غير رجلين علي ومحمد، ثم اشتبه الآخرون من أسماء الأئمة ، غير أني سمعت صفة المهدي وعدله وعمله وأن الله يملأ به الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ثم قال النبي : إني أردت أن أكتب هذا ثم أخرج به إلى المسجد ثم أدعو العامة فأقرأه عليهم وأشهدهم عليه. فأبى الله وقضى ما أراد.
        ثم قال سليم : فلقيت أبا ذر والمقداد في إمارة عثمان فحدثاني. ثم لقيت علياً (ع) بالكوفة والحسن والحسين عليهما السلام فحدثاني به سرا ما زادوا ولا نقصوا كأنما ينطقون بلسان واحد] كتاب سليم بن قيس: ص398 - 399، تحقيق الأنصاري.
        6. سليم بن قيس عن علي (ع): [يا طلحة، ألست قد شهدت رسول الله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة ولا تختلف، فقال صاحبك ما قال: (إن نبي الله يهجر) فغضب رسول الله ثم تركها ؟ قال: بلى، قد شهدت ذاك. قال: فإنكم لما خرجتم أخبرني بذلك رسول الله وبالذي أراد أن يكتب فيها وأن يشهد عليها العامة. فأخبره جبرائيل: (أن الله عز وجل قد علم من الأمة الاختلاف والفرقة)، ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف وأشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان وأبا ذر والمقداد، وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم إلى يوم القيامة ...] كتاب سليم بن قيس: ص211، تحقيق الأنصاري.
        7. سليم بن قيس عن ابن عباس: [لقد دخلت على علي (ع) بذي قار، فأخرج إلي صحيفة وقال لي: يا بن عباس، هذه صحيفة أملاها عليّ رسول الله وخطي بيدي. فقلت: يا أمير المؤمنين، إقرأها علي فقرأها، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله إلى مقتل الحسين u وكيف يقتل ومن يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه. فبكى بكاء شديداً وأبكاني. فكان فيما قرأه عليّ: كيف يصنع به وكيف يستشهد فاطمة وكيف يستشهد الحسن ابنه وكيف تغدر به الأمة. فلما أن قرأ كيف يقتل الحسين ومن يقتله أكثر البكاء، ثم أدرج الصحيفة وقد بقي ما يكون إلى يوم القيامة] كتاب سليم بن قيس: ص434، تحقيق الأنصاري.
        8. الشريف الرضي: [حدّثني هارون بن موسى، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عمّار العجلي الكوفي، قال: حدّثني عيسى الضرير، عن أبي الحسن، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (ص) حين دفع الوصيّة إلى عليّ (ع): يا علي أعدّ لهذا جواباً غداً بين يدي ذي العرش فإنّي محاجّك يوم القيامة بكتاب الله، حلاله وحرامه، ومحكمه ومتشابهه على ما أنزل الله، وعلى تبليغه من أمرتك بتبليغه، وعلى فرائض الله كما أُنزلت وعلى أحكامه كلّها ....] خصائص الأئمة: ص72.
        9. المجلسي عن ابن طاووس: [عن الكاظم، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (ع): كان في وصيّة رسول الله في أوّلها: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد محمّد بن عبد الله (ص) وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع)"، وكان في آخر الوصيّة: "شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمّد (ص) إلى عليّ بن أبي طالب (ع) ، وقبضه وصيّته وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران عليهما السلام وضمن وأدّى وصيّ عيسى بن مريم، وعلى ما ضمن الأوصياء قبلهم، على أنّ محمّداً أفضل النبيّين، وعليّاً أفضل الوصيّين، وأوصى محمّد وسلّم إلى عليّ، وأقرَّ عليَّ وقبض الوصية على ما أوصيت به الأنبياء وسلّم محمّد الأمر إلى عليّ بن أبي طالب، وهذا أمر الله وطاعته، وولّاه الأمر على أن لا نبوّة لعليّ ولا لغيره بعد محمّد، وكفى بالله شهيداً"] بحار الأنوار: ج22 ص482.
        10. المجلسي: [كتاب الطرف للسيد علي بن طاووس، وكتاب مصباح الأنوار بإسنادهما إلى كتاب الوصية لعيسى الضرير، عن موسى بن جعفر (ع) قال: قال لي أبي: قال علي (ع) لما قرأت صحيفة وصية رسول الله (ص) فإذا فيها: يا علي غسلني ولا يغسلني غيرك .....] بحار الأنوار: ج22 ص546.
        11. قطب الدين الراوندي: عن محمد بن الفضيل عن الرضا (ع) في حديث دخول الكوفة واحتجاجه مع علماء اليهود والنصارى، ورد فيه: [... فانّ رسول الله (ص) لما كان وقت وفاته دعا علياً وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خص الله بها الأنبياء والأوصياء] الخرائج والجرائح: ج1 ص351.
        12. محمد بن الحسن الصفار: [حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر (ع) قال: ذكرت الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي، فقال: ... إنّ محمد بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى شئ مما في وصية فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخه له] بصائر الدرجات: ص198.
        13. وعنه أيضاً: [حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي قال: ذكر عند أبي عبد الله u الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي، فقال: ألا تسألونهم عند من كان سلاح رسول الله ، إنّ محمد بن علي كان يحتاج في الوصية أو إلى الشئ فيها فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخها له] بصائر الدرجات: ص198.
        14. الخزاز القمي: [... عن الزهري قال: دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) في المرض الذي توفي فيه ... ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلاً بالستر، فسمعته يقول فيما يقول: عليك بحسن الخلق، قلت: يا ابن رسول الله إن كان من أمر الله ما لا بد لنا منه - ووقع في نفسي أنه قد نعى نفسه - فإلى من يختلف بعدك ؟ فقال: يا أبا عبد الله إلى ابني هذا وأشار إلى محمد ابنه أنه وصيي، ووارثي، وعيبة علمي، معدن العلم، وباقر العلم ... قلت: يا ابن رسول الله هلا أوصيت إلى أكبر أولادك ؟ قال: يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالكبر والصغر، هكذا عهد إلينا رسول الله ، وهكذا وجدناه مكتوباً في اللوح والصحيفة ...] كفاية الأثر: ص243.
        عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
        : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

        Comment

        • ya fatema
          مدير متابعة وتنشيط
          • 24-04-2010
          • 1738

          #5
          رد: ادلة الدعوة : الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ شيخ عبد العالي المنصوري

          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
          الوصية الكتاب العاصم من الضلال
          (الدرس الرابع)
          التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

          3. إن المقتضي للايصاء موجود والمانع مفقود
          إن النبي ص طلب ليكتب كتابا عاصما لامته من الضلال، والامة غير محصورة بمن عاصروه وعاشروه بل جميع هذه الامة، فمن هنا أُريد للكتاب أن يكون سنداً مكتوباً، لكن في رزية الخميس اتهم النبي ص بالهجر فاعرض عن كتابته في ذلك الموقف بأمر الله سبحانه، فالذي منعه من كتابة الكتاب هو الوحي، ولكن هل يوجد مانع يمنعه من الكتابة، فقد اشكل البعض على الامام الكاظم ع بكونه مات في السجن ولم يوصي فلو كانت الوصية واجبة فلماذا لم يكتب الامام الكاظم وصيته ؟؟
          يقول الامام احمد الحسن (ع) في مقام الجواب عن ذلك: [ نحن أثبتنا وجوب الوصية عند الاحتضار وبالدليل، وهم الآن ليس لديهم دليل نقض، إذن ثبت دليلنا، وثبتت وصية رسول الله الوحيدة بحسب هذا الدليل على وجوب كتابتها.
          أما الإشكال على وصية رسول الله بعدم وجود وصية عند الاحتضار لموسى بن جعفر (ع) مثلاً لكونه مسجوناً، فالله يقول: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ (البقرة: 286)، فالمريض لا يصوم، ومن يُعدم السبيل لا يُكلّف كتابة الوصية عند الاحتضار، فموسى بن جعفر لم يكن بوسعه والرسول (ص) ليس كذلك، بل كان كتابة الوصية بوسعه، فيجب عليه الكتابة.
          هذا إضافة إلى أنّ وصايا وروايات الأئمة (ع) لم تصل كلّها، فقد ضاع كثير من أُصول الشيعة الروائية كما يعلم الجميع.
          هذا إضافة إلى أنه لا يضرّ أن لا يكتب موسى بن جعفر (ع) وصيته عند الاحتضار؛ لأن وصية الرسول (ص) عاصمة للأُمة من الضلال إلى يوم القيامة، فلا يجب أن يوفر الله ظرفاً لموسى بن جعفر (ع) ليوصي عند الاحتضار، ولكن الله وفّر الوقت والفرصة والسعة لرسول الله عند الاحتضار ليوصي، وقد أوصى ونقلت الوصية
          ]. مع العبد الصالح:ص35.
          إذن؛ الامام الكاظم ع كان عنده مانع يمنعه من الايصاء والكتابة، ولكن هل يوجد مانع عند النبي ص يمنعه من الكتابة بعد ان ثبت وجوبها ؟
          يقول السيد أحمد الحسن عليه السلام: ((والآية فيها لفظان واضحان في أنّ الوصية فرض واجب عند حضور الموت: (كَتَب، وحقاً على)، فلا يصح أن يعرض عنها صاحب الشريعة؛ لأنّ الإعراض عنها أمر قبيح، فكيف يعرض محمد (ص) عن الوصية عند الموت مع أنه كان لديه الوقت الكافي لكتابتها حتى بعد أن مُنع من كتابتها على رؤوس الأشهاد يوم الخميس، فهل أُعدم رسول الله شاهدين عدلين من الأصحاب مع وجود علي u وسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وغيرهم ممن كانوا يؤيدون كتابة الكتاب ؟! أم هل أُعدم الوقت وكان عنده قرابة ثلاثة أيام بلياليها ؟!
          لا أعتقد أنّ شخصاً يحترم رسول الله (ص) سيقول إنه ترك كتابة كتاب (الوصية) وصفه هو(ص) بأنه عاصم للأمة من الضلال إلى يوم القيامة ....... وهذا أمر بديهي، فهل من يشقّ عليه صيام يوم من شهر رمضان يُعرض عن صيام هذا اليوم مطلقاً، أم يصومه في يوم آخر يمكنه صيامه فيه ؟ وهل من لا يتمكن من أداء الصلاة في مكان لوجود النجاسة فيه يمتنع عن الصلاة، أم يصليها في مكان آخر ؟
          وكتاب رسول الله عند الاحتضار (الوصية) أمر عظيم أعظم من الصوم والصلاة فرَضَه الله على الرسول بقوله تعالى: (كُتِب، وحقاً على)، ووصفه رسول الله بأنه يعصم الأمة من الضلال إلى يوم القيامة، فكيف يتركه رسول الله (ص) مطلقاً بمجرد أن اعترض عليه جماعة في يوم الخميس ؟!
          في الحقيقة أنه أمر عظيم وخطير أن يُتهم رسول الله بترك كتابة الوصية عند الاحتضار، حيث إنه يمثِّل اتهاماً للرسول بأنه ترك ما أمره الله به مع تمكنه من أدائه والقيام به، فالله يوجب كتابة الوصية على سيد وإمام المتقين محمد مرتين بآية واحدة بقوله: (كتب، حقاً على) ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 180]، ويأتي فلان أو فلان اليوم ليقول: إنّ محمداً ترك الوصية التي تُشخِّص الثقلين !!
          وهكذا بكل بساطة يتهم رسول الله بأنه يعصي الله؛ لأنّ الوصية الوحيدة المروية لا توافق هواه، ولأنّ فيها ذكر المهديين واسم أولهم، هكذا فقط لأنها لا تعجبه يقول إنّ رسول الله (ص) لم يوصِ، هل هناك اتباع للهوى أبين من هذا ؟!!
          ).

          دفع توهم:
          وبعد ذلك يدفع ما قاله بعض علماء الشيعة فيقول: (وغير صحيح قول بعض من يدعون العلم من الشيعة: (إنّ ترك كتابة الوصية مطلقاً راجح لأنّ من اعترضوا - أي عمر وجماعته - في رزية الخميس على كتابتها وقالوا يهجر أو غلبه الوجع لن يتورعوا بعد وفاة رسول الله عن الطعن بسلامة قواه العقلية عند كتابته للوصية كما فعلوا في رزية الخميس).
          وقولهم هذا غير صحيح؛ لأنّ هذا يمكن أن يحصل فيما لو كُتبت الوصية وأُبرزت وأُظهرت لهؤلاء المعترضين، أما لو كُتبت لعلي وأُشهد عليها مَنْ قبلها من الأصحاب دون أن تبرز لهؤلاء المعترضين فلن يكون هناك طعن بالرسول (ص) ، وفي نفس الوقت يحقق الغرض من كتابة الوصية وهو أن تصل إلى الخَلَف من هذه الأمة وتنفي الضلال عن هذه الأمة إلى يوم القيامة.
          نعم، يجوز لمن يدعون الفقه أن يسوقوا الكلام السابق لتعليل عدم إصرار رسول الله (ص) على كتابة الوصية في نفس الموقف، أي في حادثة الخميس لا مطلقاً
          ).
          إذن؛ لا يوجد مانع يمنعه من الكتابة في غير رزية الخميس، فمادام المقتضي للوصية موجود، والمانع مفقود فلماذا لا يكتب إذن ؟ فلو لم يكتب والحال هذا لكان قبيحاً، وحاشاه ص من ان يفعل القبيح، فيتعين وجود الكتاب الموصوف بكونه عاصماً من الضلال.

          عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
          : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

          Comment

          • ya fatema
            مدير متابعة وتنشيط
            • 24-04-2010
            • 1738

            #6
            رد: ادلة الدعوة : الوصية الكتاب العاصم من الضلال ـ شيخ عبد العالي المنصوري

            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
            الوصية الكتاب العاصم من الضلال
            (الدرس الخامس)
            التسجيل الصوتي للمحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا
            التسجيل الصوتي لتتمة المحاضرة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا

            دفع توهم آخر: لا داعي لكتابة الوصية:
            وذلك لكون الوصية لا تخرج عما أفاده النبي ص في فترة حياته، فقد نص في واقعة الغدير على علي ع واوصى بالثقلين، والوصية لا تخرج عن هذين الامرين، فهي معلومة قبل وفاته فلا داعي لكتابتها.
            وهذا أيضاً تبرير آخر لنفي كتابة الوصية، ويصورونه بعنوان أنه مانع من كتابتها.
            فيجيب السيد أحمد الحسن عليه السلام عن ذلك فيقول:[ إنّ بعضهم يدّعون أنهم يعلمون ما في وصية رسول الله التي لم يكتبها حسب زعمهم، وبأنها مجرد تأكيد لبيعة الغدير ولحديث الثقلين المجمل، ولهذا فهو (ص) لم يهتم لكتابتها ولم يكتبها بعد حادثة الرزية بحسب زعمهم ولو للمساكين الذين يقبلونها كعمار وأبو ذر والمقداد، ولم يكتبها حتى لعلي u لتصل لمن يقبلونها بعده لكي لا يضيع ويضل كلّ من في أصلاب الرجال وتعصم الأمة من الضلال.
            ولا أدري من أين علموا أنّ الوصية مجرد تكرار أو تأكيد لحادثة الغدير أو غيرها من الحوادث والأقوال السابقة لرسول الله كحديث الثقلين المجمل، مع أنه نبي ورسول من الله والوحي مستمر له ورسالته لهداية الناس مستمرة حتى آخر لحظة من حياته، فهل أن الله أخبرهم مثلاً أنه لم يوحي لمحمد قبل احتضاره بيوم أو بشهر أو بشهرين شيئاً جديداً وتفاصيل جديدة تخصّ أحد الثقلين وهو الأوصياء من بعده وأسماء وصفات بعضهم بما يضمن عدم ضلال الأمة إلى يوم القيامة، مع أنّ هذا الأمر موافق للحكمة. وإذا لم يكن قد أوحى الله لهؤلاء المدعين شيئاً، فلماذا الجزم أنّ الوصية كانت مجرد تكرار لما سبق ولهذا كان الأفضل ترك كتابتها بعد رزية الخميس بحسب زعمهم ؟
            هل هذا يعني أنّ عمر يقرّر لرسول الله أنّ الأفضل عدم كتابة الوصية في يوم الخميس كما يزعم من اعتبروا أن اعتراض عمر على كتابة الكتاب كان بتوفيق وتسديد، وأنتم تقررون لرسول الله أنّ الأفضل عدم كتابة الوصية بعد يوم الخميس، ولا تُعدمون القش لإيقاد ناركم، فمن الرسول بربكم محمد بن عبد الله ، أم عمر وجماعته، أم أنتم يا من تسميتم بالتشيع ؟ ] مع العبد الصالح:ج2.
            والحق كما بينه السيد احمد الحسن ع هو: أن الوصية تشخص الثقلين: فيقول في كلام نقلته سابقاً: (ويأتي فلان أو فلان اليوم ليقول: إنّ محمداً ترك الوصية التي تُشخِّص الثقلين !!).
            4. دور الوصية والعهد:
            ذهب علماء الشيعة إلى أنّ الإمامة إنما تثبت بالنص، بخلاف المدرسة السنية التي تبنت الشورى وسائر نظرياتهم في تنصيب الحاكم.
            1. قال الشيخ الصدوق (رحمه الله) في وصف الأئمة : (... لا يضرهم قطع من قطعهم ولا إدبار من أدبر عنهم إذ كانوا من قبل الله منصوصاً عليهم على لسان نبي الله ) .
            2. وقال أيضاً: (... دللنا على أن الإمام لا يكون إلاّ معصوماً وأرينا أنه إذا وجبت العصمة في الإمام لم يكن بد من أن ينص النبي ؛ لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فيعرفها الخلق بالمشاهدة فواجب أن ينص عليها علاّم الغيوب تبارك وتعالى على لسان نبيه ، وذلك لأنّ الإمام لا يكون إلاّ منصوصاً عليه. وقد صح لنا النص بما بيناه من الحجج وبما رويناه من الأخبار الصحيحة... ).
            3. وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله): (... ويجب أن يكون منصوصاً عليه لما قدمناه من وجوب عصمته. ولما كانت العصمة لا تدرك حسّاً ولا مشاهدة ولا استدلالاً ولا تجربة ولا يعلمها إلاّ الله تعالى وجب أن ينص عليه ويبينه من غيره على لسان نبي...) .
            4. وقال الشريف الرضي (رحمه الله): (... لأنّا نعلم ضرورة أن كل عالم من علماء الإمامية يذهب إلى أن الإمام يجب أن يكون معصوماً منصوصاً عليه ...).
            5. ويقول الشيخ المظفر: (إنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله. وليست هي بالاختيار والانتخاب من الناس، فليس لهم إذا شاءوا أن ينصبوا أحداً نصبوه، وإذا شاءوا أن يعينوا إماما لهم عينوه، ومتى شاءوا أن يتركوا تعيينه تركوه، ليصح لهم البقاء بلا إمام، بل (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) على ما ثبت ذلك عن الرسول الأعظم بالحديث المستفيض. وعليه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى، سواء أبى البشر أم لم يأبوا، وسواء ناصروه أم لم يناصروه، أطاعوه أم لم يطيعوه، وسواء كان حاضرا أم غائبا عن أعين الناس، إذ كما يصح أن يغيب النبي كغيبته في الغار والشعب صح أن يغيب الإمام، ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها. قال الله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾( )، وقال: ﴿وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾) . الحوار القصصي: ج2 الحلقة 2.
            6. ويقول العلامة الحلي في الباب الحادي عشر: (الإمام يجب أن يكون منصوصاً عليه؛ لأن العصمة من الأمور الباطنة التي لا يعلمها إلا الله تعالى فلابد من نص من يعلم عصمته عليه، أو ظهور معجزة على يده تدل على صدقه).
            وعلّق عليه شارحه (المقداد السيوري) في (النافع يوم الحشر: ص100)، قائلاً: (أقول: هذه إشارة إلى طريق تعيين الإمام، وقد حصل الاجماع على أنّ التنصيص من الله ورسوله وإمام سابق، سبب مستقل في تعيين الإمام (ع) ، وإنما الخلاف في أنه هل يحصل تعيينه بسبب غير النص أم لا، فمنع أصحابنا الإمامية من ذلك مطلقاً وقالوا: لا طريق إلا النص ...) مع العبد الصالح:ج2 ص37.
            دفع توهم: إنّ وصية رسول الله لا تكفي في إثبات أحقية المحتج بها، ولابد أن تكون الوصية من الإمام إلى الامام الذي بعده مباشرة ؟
            يقول السيد احمد الحسن في كتاب مع العبد الصالح ج2 ص36:[ إنّ علماء الشيعة يقولون: إنّ الوصية أو النص يكفي من الرسول، كما في كتاب (الباب الحادي عشر)، بشرح المقداد السيوري، فهناك نص فيه: إنّ النص من الرسول أو الإمام السابق يكفي. فالوصية من الرسول تكفي، بالنصوص من عقائد حوزتهم.
            إنّ هؤلاء لا يعتبرون، لا بقرآن ولا بروايات ولا بالمعصومين، هؤلاء لا يعتبرون إلّا بأقوال مراجعهم وفقهائهم وما يدرّس في حوزة النجف، بل وحتى ينكرونه لأجل أن يرضوا أهواءهم
            ].
            5. عدم امكان ادعاء النص التشخيصي:
            ومن هنا يأتي سؤال: إن كانت الوصية والعهد والنص يلعب هذا الدور، فهل يمكن ان يدعى من المبطلين ؟
            والجواب: كلا لا يمكن ان يدعى من قبل المبطلين؛ ولنقرب ذلك بوجهين:
            الوجه الاول: (العقلي).
            إنّ النبي ص وصف الكتاب الذي اراد ان يكتبه بأنه عاصماً من الضلال لمن تمسك به، وهذا يعني أنه ص قد ضمن لمن اتبع كتابه انه سيعصم من الضلال والضياع، والنبي ص لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى، فكما انه ص ضمن لمن اتبع الثقلين لن يضل فكذلك من يتمسك بالكتاب ايضا سيعصم من الضلال؛ وما ذلك الا لان الكتاب يشكل دور البيان لحديث الثقلين وغيره.
            وبما ان النبي ص ينطق عن الله سبحانه، كما وان النص يشخص خليفته فيتعين حفظه منه سبحانه من ادعاء المبطلين، والا سيكون سبحانه وحاشاه، اما عاجزا عن حفظه، وأما مخلفاً لوعده الذي قطعه على لسان نبيه ص فيتهم بالكذب، او يكون جاهلاً لانه وصف الكتاب بانه عاصما من الضلال وهو لم يكن كذلك.
            وجميع هذه الاحتمالات قطعية البطلان، فيثبت ضدها، وهو ان الكتاب العاصم من الضلال من المحال ان يدعيه غير صاحبه، والا لزم احد المحاذير القطعية الباطلة، فكما ان اتصافه سبحانه محالاً فادعاء المبطل للنص العاصم محال ايضاً.
            وهذا ما بينه الامام احمد الحسن ع: (( ووصف الرسول له بأنه عاصم من الضلال أبداً يجعل من المحال أن يدعيه مبطل، ومن يقول إنّ ادعاءه من المبطلين ممكن فهو يتهم الله سبحانه بالعجز عن حفظ كتاب وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، أو يتهم الله بالكذب؛ لأنه وصف الكتاب بأنه عاصم من الضلال أبداً، ومن ثم لم يكن كذلك !! أو يتهم الله بالجهل؛ لأنه وصفه بوصف لا ينطبق عليه جاهلاً بحاله، وحاشاه سبحانه من هذه الأوصاف وتعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً.
            فلابد أن يحفظ العالم القادر الصادق الحكيم المطلق سبحانه النص - الذي وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به - من ادعاء المبطلين له حتى يدعيه صاحبه ويتحقق الغرض منه، وإلا لكان جاهلاً أو عاجزاً أو كاذباً مخادعاً ومغرياً للمتمسكين بقوله باتباع الباطل. ومحال أن يكون الله سبحانه جاهلاً أو عاجزاً؛ لأنه عالم وقادر مطلق، ويستحيل أن يصدر من الحق سبحانه وتعالى الكذب؛ لأنه صادق وحكيم، ولا يمكن وصفه بالكذب، وإلا لما أمكن الركون إلى قوله في شيء ولا نتقض الدين.
            ونص خليفة الله في أرضه على من بعده مع وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به - نصاً إلهياً - لابد أن يكون محفوظاً من الله أن يدعيه الكاذبون المبطلون حتى يدعيه صاحبه وإلا فسيكون كذباً وإغراءً للمكلفين باتباع الباطل، وهذا أمر لا يصدر من العالم الصادق القادر الحكيم المطلق سبحانه.
            فلو قال لك إنسان عالم بالغيب ومآل الأمور: إذا كنت تريد شرب الماء فاشرب من هنا وأنا الضامن أنك لن تسقى السم أبداً من هذا الموضع، ثم إنك سُقيت في ذلك الموضع سماً فماذا يكون الضامن ؟ هو إما جاهل، وإما كاذب من الأساس، أو عجز عن الضمان، أو اخلف وعده، فهل يمكن أن يقبل من يؤمن بالله أن يصف الله بالجهل أو بالكذب أو العجز أو خلف الوعد ؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).
            الوجه الثاني: (القراني والروائي):
            يقول ع : (قد تكفّل الله في القرآن وفيما روي عنهم بحفظ النص الإلهي من أن يدعيه أهل الباطل، فأهل الباطل مصروفون عن ادعائه، فالأمر ممتنع كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ @ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ @ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ [الحاقة: 44 - 46]. قال ابن منظور: [قال الجوهري: (لو) حرف تمنٍّ، وهو لامْتِناعِ الثاني مِن أَجْل امْتِناعِ الأَوَّل، تقول: لَوْ جِئْتَني لأَكْرَمْتُكَ] لسان العرب: ج15 ص470. والأول في الآية هو التقوّل (تقوّل علينا ..) والثاني هو الهلاك (لأخذنا منه باليمين ..)، و(لو) تفيد أنّ الهلاك ممتنع لأجل امتناع التقوّل.
            يقول ع: (ومطلق التقوّل على الله موجود دائماً ولم يحصل أن منعه الله، وليس ضرورياً أن يُهلك الله المتقولين مباشرة، بل أنه سبحانه أمهلهم حتى حين، وهذا يعرفه كل من تتبع الدعوات الظاهرة البطلان كدعوة مسيلمة، فأكيد ليس المراد في الآية مطلق التقول على الله، بل المراد التقول على الله بادعاء القول الإلهي الذي تقام به الحجة، عندها يتحتم أن يتدخل الله ليدافع عن القول الإلهي الذي تقام به الحجة، وهو النص الإلهي الذي يوصله خليفة الله لتشخيص من بعده والموصوف بأنه عاصم من الضلال؛ حيث إنّ عدم تدخله سبحانه مخالف للحكمة، ومثال هذا القول أو النص: وصية عيسى u بالرسول محمد ، ووصية الرسول محمد بالأئمة والمهديين .
            فالآية في بيان أنّ هذا التقول ممتنع، وبالتالي فالنص محفوظ لصاحبه ولا يدعيه غيره، وتوجد روايات تُبيِّن أنّ الآية في النص الإلهي على خلفاء الله بالخصوص، فهو نص إلهي لابد أن يحفظه الله حتى يصل إلى صاحبه، فهو نص إلهي محفوظ من أي تدخل يؤثر عليه سواء كان هذا التدخل في مرحلة نقله إلى الخليفة الذي سيوصله، أم في مرحلة - أو مراحل - وصوله إلى الخليفة الذي سيدعيه.
            وهناك روايات بيَّنت هذه الحقيقة، وهي أنّ التقول في هذه الآية هو بخصوص النص الإلهي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (ع) قَالَ: (سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ"، قَالَ: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِأَفْوَاهِهِمْ. قُلْتُ: "وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ"، قَالَ: وَاللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ...................... قُلْتُ: قَوْلُهُ: "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ"، قَالَ: يَعْنِي جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ فِي وَلَايَةِ عَلِيٍّ (ع). قَالَ: قُلْتُ: "وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ"، قَالَ: قَالُوا إِنَّ مُحَمَّداً كَذَّابٌ عَلَى رَبِّهِ وَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهَذَا فِي عَلِيٍّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً، فَقَالَ: إِنَّ وَلَايَةَ عَلِيٍّ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا مُحَمَّدٌ بَعْضَ الْأَقاوِيلِ. لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) [الكافي: ج1 ص434].
            كما أنّ الإمام الصادق (ع) يقول: (إنّ هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلاّ تبر الله عمره) [الكافي - للكليني: ج1 ص372].
            فالمبطل مصروف عن ادعاء الوصية الإلهية الموصوفة بأنها تعصم من تمسك بها من الضلال، أو أنّ ادعاءه لها مقرون بهلاكه قبل أن يظهر هذا الادعاء للناس، حيث إنّ إمهاله مع ادعائه الوصية يترتب عليه إما جهل وإما عجز أو كذب من وعد المتمسكين به بعدم الضلال، وهذه أمور محالة بالنسبة للحق المطلق سبحانه، ولهذا قال تعالى: ﴿لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ @ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾. وقال الصادق (ع) : (تبر الله عمره).
            وللتوضيح أكثر أقول: إنّ الآية تطابق الاستدلال العقلي السابق وهو أنّ الادعاء ممتنع وليس ممكناً، فإن قوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ @ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ @ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾، معناه أنّ الهلاك ممتنع لامتناع التقول أي أنه لو كان متقولاً لهلك، والآية تتكلم مع من لا يؤمنون بمحمد والقرآن، وبالتالي فالاحتجاج بالكلام في الآية ليس بها كونها كلام الله؛ لأنهم لا يؤمنون بهذا، بل الاحتجاج هو بمضمون الآية، أي احتجاج بما هو ثابت عندهم عقلاً وهو أنّ النص الإلهي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به لا يمكن أن يدعيه غير صاحبه؛ لأن القول بأنه يمكن أن يدعيه غير صاحبه يلزم منه نسب الجهل أو العجز أو الكذب لله سبحانه وتعالى.
            إذن فلا يمكن - عقلاً وقرآناً وروايةً - أن يحصل ادعاء النص الإلهي التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، أي أنّ النص محفوظ من الادعاء حتى يدعيه صاحبه ليتحقق الغرض من النص وهو منع الضلال عن المكلف المتمسك به كما وعده الله سبحانه.
            وللتوضيح والتفصيل أكثر أقول:
            إنّ مدعي المنصب الإلهي:
            • إما أن يكون مدعياً للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، فهذا المدع محق ولا يمكن أن يكون كاذباً أو مبطلاً؛ لأن هذا النص لابد من حفظه من ادعاء الكاذبين والمبطلين، وإلا فسيكون الله قد أمر الناس بالتمسك بما يمكن أن يضلهم، ورغم هذا قال عنه بأنه عاصم من الضلال أبداً، وهذا كذب يستحيل أن يصدر من الله.
            • وإما أن يكون مدعياً للمنصب الإلهي ولكنه غير مدعٍ للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، وهكذا مدعي: إما أن يكون ادعاؤه فيه شبهة على بعض المكلفين لجهلهم ببعض الأمور، وهذا ربما يمضي الله به الآية ويهلكه رحمة بالعباد وإن كان بعد ادعائه بفترة من الزمن رغم أنه لا حجة ولا عذر لمن يتبعه. وإما أنه لا يحتمل أن يشتبه به أحد إلا إن كان طالباً للباطل فيتبع شخصاً بدون نص تشخيصي كما بينت، ومع هذا تصدر منه سفاهات كثيرة ويجعل الله باطله واضحاً وبيّناً للناس، وهذا لا داعي أن تطبّق عليه الآية بل ربما أمهل فترة طويلة من الزمن فهو يترك لمن يطلبون الباطل بسفاهة.
            وهذا تقريب ليتوضح الأمر أكثر: نفرض أنّ هناك ثلاث دوائر؛ بيضاء، ورمادية، وسوداء. فالدائرة البيضاء محمية من أن يدخل لها كاذب، وبالتالي فكل من دخلها فهو مدعٍ صادق ويجب تصديقه، فالآية: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ @ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ @ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ واجبة التطبيق في هذه الدائرة.
            والرمادية غير محمية من أن يدخل لها الكاذب، فلا يصح الاعتماد على من كان فيها وتصديقه، ورغم هذا فيمكن أن تحمى بعض الأحيان من الكاذب بعد دخوله رحمة بالعباد رغم أنهم لا عذر لهم باتباع من كان في هذه الدائرة، فالآية ممكنة التطبيق على هذه الدائرة وليس واجبة التطبيق.
            والثالثة سوداء غير محمية من أن يدخل لها الكاذب، بل هي دائرة الكاذبين وواضحة بأنها دائرة الكاذبين، فلا داعي لحمايتها أصلاً من الكاذبين لا قبل دخولهم ولا بعد دخولهم، فالآية ليس موضعها هذه الدائرة.
            فلابد إذن من الانتباه إلى أنّ كلامنا في منع ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال وليس في ادعاء المنصب الإلهي عموماً، فادعاء المنصب الإلهي أو النبوة أو خلافة الله في أرضه باطلاً بسفاهة ودون الاحتجاج بالوصية (النص التشخيصي) حصل كثيراً وربما بقي حياً من ادعى باطلاً فترة من الزمن، ومثال لهؤلاء مسيلمة الكذاب ادعى أنه نبي في حياة رسول الله محمد وبقي مسيلمة حياً بعد موت رسول الله محمد ، فالادعاء بدون شهادة الله ونص الله وبدون الوصية لا قيمة له وهو ادعاء سفيه، فمن يصدق هكذا مدعٍ مبطل لا عذر له أمام الله.
            إذن، فالمقصود ليس منع أهل الباطل من الادعاء مطلقاً، بل منعهم من ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم لمن تمسك به من الضلال وهو وصية خليفة الله للناس، وهذا المنع الذي أثبتناه عقلاً وأكد عليه النص القرآني والروائي يؤكده أيضاً الواقع، فمرور مئات السنين على النص دون أن يدعيه أحد كافٍ لإثبات هذه الحقيقة، فقد مرّ على وصايا الأنبياء في التوراة ووصية عيسى (ع) مئات السنين ولم يدعِها غير محمد وأوصيائه من بعده، كما ولم يدعِ وصية النبي غير الأئمة ، وقد احتج الإمام الرضا (ع) بهذا الواقع على الجاثليق فبعد أن بيّن النص من الأنبياء السابقين على الرسول محمد من التوراة والإنجيل احتج الجاثليق بأنّ النصوص يمكن أن تنطبق على أكثر من شخص، فكان احتجاج الإمام الرضا (ع) على الجاثليق أنه لم يحصل أن ادعى الوصايا المبطلون، وهذا هو النص موضع الفائدة قال الجاثليق: (......... ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة أنه محمد هذا، فأما اسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون أنه محمدكم ......... فقال الرضا (ع): "احتججتم بالشك، فهل بعث الله من قبل أو من بعد من آدم إلى يومنا هذا نبياً اسمه محمد ؟ وتجدونه في شيء من الكتب التي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمد ؟" فأحجموا عن جوابه) [إثبات الهداة: ج1 ص194 - 195].
            فاحتجاج الأوصياء السابقين بهذا النص حجة على من يؤمن بهم، وقد احتج عيسى ومحمد صلوات الله عليهما به، فعيسى (ع) احتج بنص الأنبياء السابقين عليه رغم عدم مباشرتهم له، ومحمد كما في القرآن احتج بنص عيسى (ع) عليه ونص الأنبياء قبل عيسى (ع) عليه، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [الصف: 6].
            ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157].
            والله بيَّن في القرآن أنّ ادعاء محمد لو كان باطلاً - وحاشاه - لما تركه يدعيه؛ لأن الله متكفل بحفظ النص وصونه من ادعاء المبطلين، أو يمكن أن نقول إنّ الله متكفل بصرفهم عن النص ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ @ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ @ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ @ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ @ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ @ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ @ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ @ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ @ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ @ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ @ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ @ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ @ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ @ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ @ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الحاقة: 38 - 52].
            وها هو كتاب الوصية الذي كتبه الرسول محمد ليلة وفاته موجود منذ أكثر من ألف عام في الكتب، ويستطيع أي إنسان أن يقرأه ويطلع عليه ولكن لم يتمكن مبطل من ادعائه مع كثرتهم، فالله صرف عنه كل مدعٍ كاذب حيث ادعى كثيرون النبوة والإمامة والمهدوية ولكن أبداً لم يتمكن أحدهم من خرق حجاب الله المضروب على هذا الكتاب فيدعيه، وهذا الواقع يؤكد ما بيَّنته فيما تقدم من أنّ وصف هذا الكتاب بأنه عاصم من الضلال بذاته يعني أنه لا يدعيه غير صاحبه الذي ذكره الرسول محمد (ص)، ومن يدعيه فهو صادق وهو صاحبه.
            وهذا كافٍ كدليل تام وحجة قائمة على أحقية هذه الدعوة، فمن أراد الحق ومعرفة أحقية هذه الدعوة تكفيه الوصية وادعائي أني المذكور فيها، وهناك أدلة كثيرة غيرها، كالعلم بدين الله وبحقائق الخلق، والانفراد براية البيعة لله، وأيضاً النص من الله مباشرة بالوحي لعباده بالرؤيا وغيرها من سبل شهادة الله عند خلقه لخلفائه في أرضه، فكما شهد للملائكة بخلافة آدم u بالوحي فقد شهد الله عند عدد كبير من الناس المتفرقين بحيث يمتنع تواطؤهم على الكذب بأنّ أحمد الحسن حق وخليفة من خلفاء الله في أرضه، وقد قال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً﴾ [النساء: 79].
            وقال تعالى: ﴿لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً﴾ [النساء: 166].

            Last edited by اختياره هو; 25-10-2013, 10:32.
            عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
            : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

            Comment

            Working...
            X
            😀
            🥰
            🤢
            😎
            😡
            👍
            👎