إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 7 ذو القعدة 1434 هجري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 7 ذو القعدة 1434 هجري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    نحاول الإجابة في هذه الخطبة على السؤال التالي : لماذا الناس لم تؤمن بأولياء الله على مر العصور ؟!
    الجواب :
    الناس على أصناف .وسأجاوب عن صنف واحد فقط لاغير لأن الأصناف الباقية إما أن تكون سمعت بولي الله " وعلمت أنه ولي الله" , و"حق " , ولكن (الحسد ) و (التكبر) و (العناد) منعه من الرضوخ لأمر الله وهؤلاء مثلهم كمثل ابليس حينما عرض عليه السجود والطاعة لآدم ع .وإما أن تكون من ضعفاء الشخصية فاتبعوا كبراءهم إما خوفا أو طمعا في الدنيا : "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل"وإما أن تكون لم تسمع بولي الله وهؤلاء أمرهم إلى الله وحسابهم معه : "وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ".
    وصنف سمع ولكنه "قصّر" في التثبّت من ولي الله لإنغماسه في الدنيا ومشاغلها وغفلته عما ينتظره في الآخره (وهؤلاء هم موضع البحث) ولن أطيله عليكم بقوة الله .فهذه الفئة أيضا تنقسم لأقسام :منهم من سمع بولي الله وقال "سـ..أبحث " وماطل ونسي , فيذكره الله عزوجل وفي كل مرة يماطل إلى أن يقع المحظور ويدركه الأجل . كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى" "وهذا مقصّر وغير معذور.
    ومنهم من سمع بولي الله فبدلا من ان يتثّبت هو بنفسه يسلّم عقله (وروحه وآخرته ) بيد آخرين ليتثبتوا عنه - بعذر أنه لايعرف في أمور الدين وليس من اختصاصه - فيذهب لمن يراهم أعرف بأمور الدين (كالأحبار والرهبان والفقهاء).اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ" "فهذا الصنف قد وقع في حفرة دائما وأبدا يقع فيها من هم أمثاله ممن لا يفرقون بين الله ...وتفاصيل شرائعه. فيكررون نفس خطأ الذين من قبلهم ممن اتبعوا أحبارهم ورهبانهم . ولو قرأ في قصص الأولين لعرف أن من تصدوا للدين هم أول من عادوا أولياء الله على مر التاريخ كعلماء اليهود والنصارى والحنيفية حينما أنكروا محمدا ص الذي كانوا "يعرفونه كما يعرفون أبنائهم" فمعرفة ولي الله لاتكون باتباع آخرين. مهما كان مقامهم العلمي فالواقع خير مصداق فكم من العلماء ملحدين ولا يؤمنون بوجود الله عزوجل أصلا . وكم من علماء الدين (أحبار ورهبان) الى الان لم يؤمنوا بمحمد ص .
    وأرجو التفكر في هذين الكلمتين :
    "إنّ الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال ، اعرف الحق تعرف أهله ، واعرف الباطل تعرف أهله."
    "من أخذ دينه من الرجال أزالته الرجال ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل"
    فمعرفة ولي الله لن تكون "الا بمعرفة الحق أولا"... حتى تعرف من هو أهله من الرجال . وبهذا يكون ايمانك راسخا بحيث تزول الجبال ولايزول ايمانك. إذا كنت تحب أن يكون ايمانك كذلك إلجأ الى "الحق" ليدلّك على الطريق "الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ" فهو السميع المجيب. وقد عاب الله على الذين عبدوا العجل والاصنام من دونه بأن : "ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين"وقال جل وعلا : "أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا" وقال : "ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون " وقال تعالى : "ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير"
    والان وبعد هذه الآيات الشريفة هل تصدق بأن الله الذي خلقك هوالذي سيهديك للحق الذي يرتضيه وما عليك الا ان تدعوه فيجيبك ؟ لماذا أيها الناس في كل مرة تعيدون الكرة وتكذّبون رسل ربّكم أين المشكلة ؟ هل الله عزوجل لايليق به أن يرسل رسولا في زماننا هذا؟ وما يحدث على أرض الواقع من قتل وظلم ومآسي خير دليل على أن الله عزوجل لابد أن "يتدّخل" وينقذ عباده من هذا الجور. ما ظنكم بربكم جل وعلا وهو أرحم الراحمين .أم أن الأرض خلت من الصالحين .. فلا يوجد من هو أهل ليكون رسولا من عند الرب ؟ إذاً لساخت بنا الدنيا.أم أن من يقول أنه رسول لم يأت بما هو يقنعكم أنه حقا رسول ؟ إذاً المشكلة من عند أنفسكم .ابحثوا في أحوال السابقين وانظروا بما جاءت رسلهم من أدلة على صدقهم؟ ما هي "البينات" التي جاءوا بها ولم يصدقها قومهم فحق عليهم العذاب ؟ ألم يقل الله لابراهيم ع : "وأذن في الناس للحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق "؟ كيف سمع هؤلاء بآذان سيدنا ابراهيم ع ولم توجد في أيامهم الاذاعات أوالفضائيات.هلا سألتوا أنفسكم ؟ اقرؤا هذا الجواب للسيد أحمد الحسن ع حينما سأله أحدهم كيف اعرف أنك حق ؟ اقرأوه ...ثم ارجعوا إلى أنفسكم وحاسبوها...قبل أن تحاسبوا...
    ج/ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    ( فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) الذاريات 23 قال تعالى ((وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)) (الحج : 27) هذا ما كلف به إبراهيم (ع) وهذا ما كلف به كل الأنبياء (ع) والأوصياء المرسلين وهو الاذان أي دعوة الناس الى الحق أما هداهم فلم يكلفوه وأما تقديم أدلة وآيات فلم يكلفوه إلا في أحوال شاء الله سبحانه وتعالى فيها أن يخزي الكافرين وينجي الغافلين بمنه سبحانه، فكون الناس قد لوثوا فطرتهم وصموا اذانهم عن سماع صوت الحق وغلفوا قلوبهم برين المادة والهوى فهذه خطيئتهم عليهم ان يكفروا عنها أولاً ليسمعوا قول الحق وصوت الحق، ولذلك قال تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة : 256 ) فالكفر بالطاغوت يوفر على اقل تقدير بيئة الحرية الملائمة لسماع صوت الحق وسماع صوت الله.
    الخراف تعرف راعيها الصالح من صوته، الذين من الله يسمعون صوت الله ويعرفون صوت الله وكلمات الله وحكمة الله ويميزونها جيدا عن سفه الشيطان. هذا هو كل شيء ((فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله)) من يكفر بالطاغوت حتما يعرف صوته وصورته القبيحة التي تتجدد في كل زمان فهو النمرود وعلماء الدين غير العاملين في زمن إبراهيم (ع) وفرعون وعلماء الدين في زمن موسى (ع) وبيلاطس وهيرودس وقيصر الروم وعلماء اليهود غير العاملين في زمن عيسى (ع) وكسرى وقيصر والحكام وعلماء الأحناف وعلماء النصارى وعلماء اليهود في زمن محمد (ص) وهؤلاء وحكام المسلمين وعلماء المسلمين في زمن الأئمة (ع) وهؤلاء كلهم وعلماء الشيعة غير العاملين في هذا الزمان
    هل رأيت كم ان دائرة الطاغوت واسعة وكبيرة وكم هي كثرة الطاغوت ولذا قال تعالى (ما تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف : 40) فدائرة الطاغوت تشمل كل أولئك الذين لا يؤمنون ان الحكم لله أو حتى الذين يقرون بألسنتهم ان الحكم لله ويخالفونه بأفعالهم وأعمالهم كل أولئك ومن يتبعهم هم طاغوت وأتباع طاغوت وعبيد طاغوت لا يعبدون الله وان سجدوا فسجودهم للشيطان وان حجوا فحجهم للشيطان وان صاموا فصومهم للشيطان لأنهم يقرون ما للشيطان سواء بأقوالهم أم بأفعالهم وينكرون ما لله سواء بأقوالهم أم بأفعالهم، فعبادتهم الظاهرية لا قيمة لها عند الله بل تراهم ملائكته واقفين يستهزؤن به سبحانه وتعالى والعياذ بالله فما أقبح موقفهم هذا الذي وصفه سبحانه ((وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)) الانفال﴿35﴾ الذين من الله يسمعون كلمات الله، وشيعة محمد وال محمد (ع) الحقيقيون يعرفون صوت الراعي الصالح جيدا. وهل يضيع الإنسان صوت إمامه؟ أيمكن ان لا يعرف الابن صوت أبيه الذي رباه لأنه سمع في زحام الدنيا أصوات كثيرة، أيمكن هذا ؟!
    أحمد الحسن
    فطرة الله: يقول احمد الحسن ع :
    "...فدعوتهم (ع) للعودة إلى الفطرة، فطرة الله لا تحتاج إلى دليل، لأنها الفطرة التي فطر الناس عليها، وهي الحق وعبادة الله وحده وتسبيحه وتقديسه والتحلي بالأخلاق الكريمة التي فطر الإنسان على حبها، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة. فالفراش ينقض على النور، ولكن عندما تخرب مجساته البصرية يركن إلى الظلام، وهكذا الإنسان، فالأنبياء والمرسلون يقومون بحجة الله البالغة، ويرفعون الحجب عن بصيرة الإنسان، ثم يتركونه يختار؛ إما أن يفتح عينيه ويتجه إلى النور، أو يغمض عينيه ويسدل على نفسه الحجاب ويتقوقع على نفسه في ظلمات بعضها فوق بعض، ﴿جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً﴾..." (إضاءات من دعوات المرسلين الجزء الأول)
    والحمد لله رب العالمين سورة النصر
    الخطبة الثانية
    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الزكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى محمد بن الحسن ابن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
    ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ﴾.
    يقول السيد أحمد عليه السلام:
    لماذا استعاذ يوسف بالله أن يأوي إليه أحدهم ؟ وما هو متاع يوسف ؟ ولو كان يوسف استعاذ بالله أن يأخذ إلا من كان عنده السقاية (الكيل)، فإنه أكد اتهام بنيامين بأنه سارق بهذا الكلام، مع أن بنيامين لم يكن سارقاً. فالحق، أن متاع يوسف (ع) شيء آخر غير السقاية والكيل، بل هو الولاية لولي الله والاعتراف بحاكمية الله والسجود لخليفته في أرضه.ولم يكن موجوداً إلا في قلب بنيامين؛ لأنه لم يكن معهم أصلاً، ولم يشترك في جريمة اغتصاب مقام يوسف (ع)، فهو يقر لأخيه يوسف (ع) بأنه خليفة الله في أرضه. إذن، فمتاع يوسف موجود في قلب بنيامين؛ لأن متاع يوسف (ع) هو الدين والإيمان الحقيقي.
    وكذلك المهدي القائم (ع) يقول: معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده، ومتاع المهدي القرآن، فهو ينتقي أصحابه وأنصاره ممن حملوا القرآن في قلوبهم، فلأنهم حملوا متاع المهدي ولم يرضوا أن يكونوا شركاء في جريمة إقصاء القرآن وصاحبه المهدي، استحقوا أن يكونوا أصحاب وأنصار المهدي، ولم ولن يكون حملهم هذا هيناً أو خفيفاً في مجتمع جاهلي، أجمع علماؤه غير العاملين وجُهاله على طرد أو قتل أو إلقاء يوسف آل محمد المهدي (ع) في الجب. قال أمير المؤمنين علي (ع) في وصف حالهم هذا: (.... نبذَ الكتابَ حملتُهُ، وتناساهُ حفظتُهُ، فالكتابُ يومئذٍ وأهلُهُ طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريقٍ واحد لا يؤيهما مأوىً!! فالكتابُ وأهلُهُ في ذلك الزمانِ في الناسِ وليسا فيهم ومعهم، لأن الضلالَة لا توافقُ الهدى، وان اجتمعا، فاجتمعَ القومُ على الفرقة وافترقوا عن الجماعة كأنهم أئمةُ الكتابِ وليس الكتابُ إمامَهم! فلم يبق عندهم منه إلا اسمُهُ، ولا يعرفون آلا خطَهُ وزبرَهُ!! ومن قبلُ ما مثلوا بالصالحين كلَ مثله وسموا صدقَهم على اللهِ فرية وجعلوا في الحسنةِ عقوبةَ السيئة) .
    ويبقى أن نعرف من هذه الآية: ﴿إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَه …﴾ أن سجود إخوة يوسف لم يكن إلا رجوعاً إلى الحق والاعتراف بحاكمية الله، وكون يوسف (ع) وصي يعقوب وخليفة الله في أرضه، أما سجود يعقوب فكان لتعليمهم وتعريفهم وتأكيد مقام يوسف (ع)، فكان يعقوب في سجوده ليوسف (ع) معلماً لإخوة يوسف (ع). فيوسف آوى أليه أخاه بنيامين وقربه منه، لأن متاع يوسف في قلب بنيامين، والآن أخوة يوسف (ع) حملوا متاع يوسف في قلوبهم وسجدوا مع الساجدين، وفشل إبليس (لعنه الله) في الاستمرار بغوايتهم. فالنتيجة، أن يوسف آواهم إليه؛ لأن متاعه أصبح الآن عندهم وفي قلوبهم بعد أن اعترفوا بحق يوسف وبخطيئتهم ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾، فهم الآن يعترفون أن الله اصطفى يوسف (ع) وصياً ليعقوب (ع)، بل ويقسمون على أن يوسف (ع) هو صاحب الحق الإلهي ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا﴾.
    مسائل في الوضوء من شرائع الإسلام :
    الأولى : الترتيب واجب في الوضوء ، يبدأ غسل الوجه قبل اليمنى ، واليسرى بعدها ، ومسح الرأس ثالثا ، والرجلين أخيرا . فلو خالف ، أعاد الوضوء - عمدا كان أو نسيانا - إن كان قد جف الوضوء ، وإن كان البلل باقيا ، أعاد على ما يحصل معه الترتيب .
    الثانية : الموالاة واجبة ، وهي أن لا يفصل بين الغسلتين والمسحتين بفاصل يخرجها عرفاً عن كونها عمل واحد وهو الوضوء ، فإذا غسل وجهه بادر إلى غسل يديه ثم بادر إلى مسح رأسه ثم بادر إلى مسح رجليه دون تواني أو إهمال
    الثالثة : الفرض في الغسلات مرة واحدة ، والثانية سنة ، والثالثة بدعة ، وليس في المسح تكرار .
    الرابعة : يجزي في الغسل ما يسمى به غاسلا ، وإن كان مثل الدهن . ومن كان في يده خاتم أو سير ، فعليه إيصال الماء إلى ما تحته . وإن كان واسعا ، استحب له تحريكه .
    الخامسة : من كان على بعض أعضاء طهارته جبائر ، فإن أمكنه نزعها أو تكرار الماء عليها حتى يصل إلى البشرة وجب ، وإلا أجزاه المسح عليها ، سواء كان ما تحتها طاهرا أو نجسا . وإذا زال العذر ، استأنف الطهارة .
    السادسة : لا يجوز أن يتولى وضوءه غيره مع الاختيار ، ويجوز عند الاضطرار .
    السابعة : لا يجوز للمحدث مس كتابة القرآن ، ويجوز له أن يمس ما عدا الكتابة
    الثامنة : دائم الحدث ( من به سلس ، من به البطن ) إذا كان له وقت يكفي للصلاة صلى فيه وإلا جدد وضوءه في الصلاة وأتمها وإن تعسر عليه تطهير الخبث في الصلاة يكفيه التطهر من الحدث .
    اللهم إني أعوذ بك أن أعادي لك وليّاً , أو أوالي لك عدواً , وأرضى لك سُخطاً أبداً. اللهم من صليت عليه فصلواتنا عليه , ومن لعنته فلعنتنا عليه. اللهم من كان في موته فرج لنا ولجميع المؤمنين , فأرحنا منه وأبدلنا به من هو خير لنا منه , حتى تُرينا من عِلم الإجابة ما نعرفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين

    رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ
    والحمد لله رب العالمين سورة الإخلاص
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎