إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

حروف حول كربلانو (كربلاء) ..بقلم إيزابيل بنيامين ماما آشوري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • الرؤيا الصادقة
    عضو نشيط
    • 24-08-2010
    • 281

    حروف حول كربلانو (كربلاء) ..بقلم إيزابيل بنيامين ماما آشوري




    حروف حول كربلانو (كربلاء) ..بقلم إيزابيل بنيامين ماما آشوري




    لعله من اسرار بقاء الديانات هو بقاء شعائرها وبقاء طقوسها وتوقير رموزها لأن الديانات والعقائد والافكار تبقى تبعا لحجم شخصياتها فكل الديانات إنما بقيت تبعا لقوة هذه الشعائر او الطقوس ولعل اقدم ديانة موجودة هي الديانة الصابئية التي تحاول جاهدة ان تبقى وذلك من خلال طقوسها وكذلك الديانة اليهودي والمسيحية والاسلامية وحتى الديانات لأخرى الغير توحيدية فإن بقائها مرهون بتلك الطقوس والشعائر .

    ولعل اخطر ما يُنادي به ا لفكر الشيطاني هو ازالة هذه الشعائر والغاء الطقوس لكي تبقى الناس مثل البهائم ليس لها ما تقوم به .

    الشيطان هو الوحيد الذي ليس له شعائر او طقوس إنما له احابيل ومكر وخبث وغيرها مما جاءت على ذكره الكتب المقدسة .

    الإنسان هو الوحيد الذي تميز بهذا الابداع الديني حيث تنطلق من ضمن اطار الدين طقوسه ومن صميم تعاليم دينه فاليهودية لها طقوسها وشعائرها والمسيحية كذلك لها طقوسها وشعائرها الحزينة والمفرحة وهكذا الاسلام ، ولكن لعل اخطر دعوة هي تلك التي تُنادي بإزالة هذه الطقوس والشعائر ، ولكن اصحاب هذه الدعوات لم يضعوا البديل ، فقط هم يُنادون بإزالة هذه الطقوس والشعائر . لابل أن هؤلاء ذهبوا بعيدا في دعواهم حيث نادوا أيضا بإزلة قبور الانبياء وازالة المنائر وحتى حرموا ابناء المساجد والكنائس ودور العبادة ويُريدون الرجوع بالناس إلى الصلاة بالصحراء وركوب الحمير والجمال بحجة ان الرسول والسلف الصالح لم يكونوا يفعلوا ذلك!!.

    وانا في رايي وكما اقرأ أن ازالة هذه الطقوس والشعائر تُفرغ الدين من محتواه الوجداني والعاطفي. فأي أمة لا تفرح بذكرى ميلاد عظيم من عظمائها وأي أمة لا تحزن لفقد عظيم من عظمائها أنا وضمن اختصاصي قلبت اغلب الاديان وحتى الوثنية وجدت أن لكل هذه الديانات طقوس كانت هي السبب في حفظ الشكل العام للدين وتكفل العلماء بحفظ جوهر الدين وتوجيه هذه الشعائر والطقوس الوجهة الصحيحة لكي لاتخرج عن مسارها الصحيح .


    ان شعائر وطقوس ثورة الحسين عليه مراضي الرب كانت في بدايتها سيفا ودما وحربا لقد أدى ثقل الفاجعة على قلوب الناس بقتل ذلك المقدس ابن السماء وسيد الجنة إلى حزن تفجر طاقة هائلة لم يُفرغها إلا بريق السيوف فلم تهدأ ثورة الحزن حتى قضت على دولة كانت قائمة (الدولة الأموية ) واقامة دولة أخرى بإسمها ( الدولة العباسية ) ولكن هذه الدولة ايضا انحرفت عن مسارها واصبحت من الد اعداء صاحب تلك الشعائر الحسين فأزالوا قبرة ولمرات عديدة وقتلوا كل من يزوره لقد كان الكبت والقهر والاذلال على اشده في زمن هاتين الدولتين المتفرعنتين فلم يكن بإمكان أي حزين ان يُظهر حزنه في العلن ، لا بل لا يمكن لإي مولود أن يتسمى بإسم علي والحسن والحسين إلا والسيف يذبحه في المهد طفلا . فهؤلاء الذين يُثيرون شبهة عدم وجود هذه المآتم والشعائر في زمن المعصومين أما هم من الحمقى او المغفلين ولو احسنا بهم الظن لقلنا يتغافلون عن عمد عن هذه الحقيقة

    ولكن . نعم ولكن وبمجرد ان أطل العهد البويهي في القرن الرابع الهجري حتى تحرر الحزن في هذا اليوم وتجلى كما ينبغي بأروع معانية حزيناً ليس في شارع او منطقة صغيرة لا بل في بغداد والعراق كله وخراسان كلها وما وراء النهر والدنيا كلها، إذ أخذت تتوشح البلاد بالسواد ، ورفعت الرايات، ويخرج الناس بأتم ما تخرج الفجيعة الحية أهلها الثاكلين، وكذلك الحال في العهد الحمداني في حلب والموصل وما والاهم، ولا ننسى ما حدث في العهود الفاطمية فكانت المراسيم الحسينية في عاشوراء تخضع لمراسيم بغداد حيث تشرف على ادارتها الدولة، فوضعت لها برنامجا وهو الذي يجري الآن في جميع الأقطار الإسلامية والعربية، وخاصة في العراق وإيران والهند وسوريا والحجاز وافريقيا وأوربا ودول الشمال الأفريقي فتقام المآتم والمناحات وتعقد لتسكب العبرات، وأصبحت إقامة الشعائر الحسينية مظهراً من مظاهر خدمة الحق وإعلان الحقيقة ورمزا من اقوى عوامل التحريك في المجتمع من اجل الثورة على الفراعنة الظالمين ولعله من أقوى الأقوال التي صدرت في القرن العشرين والتي تجسد بحق عمق المفاهيم الحسينية في الوجدان المسلم هو ماقاله زعيم ثورة الفقراء والمستضعفين في إيران الخميني عليه رضا الرب عندما قال : (( نحن أمةٌ استطاعت بهذا البكاء، أن تُزيل من الوجود امبراطورية عمرها ألفين وخمسمائة عام)) وهذا هو السر في خوف فئة معينة من هذه الشعائر والطقوس فيُنادوا بإزالته ورميها بكل ما هو قبيح لأنهم يعرفون ان هذه الرموز جدا مقدسة والناس يتأسون بهم ويستمدون منهم العزيمة في مقارعة الظالمين.


    لعلي اطيل عليكم ولكن هناك تصورات اثارت تساؤلات ولدتها عندي قراءات معمقة لما حدث في وادي الرافدين وخصوصا في هذا البقعة من بابل وكربلاء وما جاورها هذا التساؤلات اثارها من نقبوا منذ البداية في بابل وسومر وآشور وربلا Ribla والذين اشاروا اشارات واضحة إلى واقعة تاريخية دونتها كل موروثات تلك العهود فلم يجدوا لها جوابا إلا بربطها في واقعة كربلاء حيث اجمع مستشرقون كبار هم كل من (أيردمن وشتريك ومايسنر) على أن ما حدث في وادي الرافدين من مناحات تشبهه كل مناحات وشعائر وطقوس الدنيا لأنه انطلق من هذه البقعة فكانوا يتعجبون من مناحات المقدسة عشتار على اخيها تموز (اله سين ) فلم يجدوا لها شبيها سوى مناحات المقدسة زينب على اخيها المقدس الحسين .

    ولعل الذي اذهل هؤلاء المستشرقين هو انهم وجدوا أن أب هذا المقدس اسمه ايليا وابنه اسمه سين أو اله سين وأن المناحة كأنها لا زالت تتوغل في احزان آرام وشنعار على مر العصور ولفت انتباه هؤلاء المستشرقين كلمة لا زالت تترد على السنة العراقيين منذ آلاف السنين وهي كلمة (ويلاه) التي ذكرتها المدونات الشنعارية على انها ندبة بإسم إيليا (علي) وبين (اله سين ) الحسين والتي تدل على مظلوميتهم فقد جاء سين الى بابل في شهر تموز، واعتقلته أبالسة الشر ومنعت عنه الطعام والشراب حتى مقتله يوم الاثنين يوم القمروهو مصير الأمام الحسين نفسه الذي قُتل ممنوعاً من الماء والزاد، في شهر تموز أيضاً، ويوم الاثنين وفي كربلانو التي يعني اسمها ضاحية بابل الجنوبية.

    يقول هؤلاء المستشرقين : صرخت المقدسة عشتار لمقتل المقدس سين، وبكت نائحة: ويلاه ويلاه، ويلي عليك يا ولدي وأخي سين. لقد اختلط دمك بالتراب، وعفّر وجهك الأرض. يا فتيات مزّقن جيوبكنّ، والطمن صدوركنّ. وبقيت صرختها حتى زمن حزقيال القرن السابع قبل الميلاد ولا زال دويها مستمرا إلى يوم القيامة.
    قال يماني آل محمد الامام احمد الحسن (ع) ..أيها الأحبة تحملوا المشقة واقبلوا القليل من الحلال واقلوا العرجة على الدنيا ولا تداهنوا الطواغيت وأعوانهم فان فرج آل محمد وفرجكم قريب إن شاء الله إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎