إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

في ذكر مناشدات أميرالمؤمنين في يوم الشورى

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    في ذكر مناشدات أميرالمؤمنين في يوم الشورى

    في ذكر مناشدات أميرالمؤمنين في يوم الشورى


    اعلم أنّا قد ذكرنا في أول الكتاب بيان معنى المناشدة، وذكرنا سبب تسمية الحديث بحديث المناشدة، وقد كنّا وعدنا بيانه في آخر الكتاب لأنّه يجمع كثيراً من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ونحن نرويه بطريقين في كلّ واحدة منهما ما ليس في الأخرى فرأينا ذكرهما على الجمع، فنقول:

    روينا بالإسناد المتقدّم إلى ابن المغازلي(

    1) قال: حدّثنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيع البغدادي قال: حدّثنا أبوأحمد عبداللَّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم القرضى قال: حدّثنا أبوالعبّاس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، |قال:| حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي قال: حدّثنا نصر- و هو ابن مزاحم- قال: حدّثنا الحكم بن مسكين قال: حدّثنا أبوالجارود بن طارق عن عامر بن واثلة.

    و |أيضاً حدّثنا| أبوساسان وأبوحمزة عن أبي إسحاق السبيعي:

    عن عامر بن واثلة قال: كنت مع عليّ عليه السلام في البيت يوم الشورى فسمعت عليّاً يقول: لأحتجّنّ عليكم بما لايستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يغيّر ذلك.

    ثمّ قال: أنشد كم اللَّه أيّها النفر جميعاً أفيكم أحد وحّد اللَّه قبلي؟ فقالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم باللَّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيار في الجنّة مع الملائكة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدكم باللَّه هل فيكم أحد له عمّ مثل عميّ حمزة أسداللَّه وأسد رسوله سيّد الشهداء غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدكم باللَّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء /238/ أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدكم باللَّه |هل| فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن والحسين

    سيّدا شباب أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه(

    2) هل فيكم أحد ناجى رسول اللَّه عشر مرّات تقدّم بين يدي نجواه صدقة قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد منكم الغائب' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإلىّ وأشدّهم حبّاً لك وحبّاً لي يأكل معي من هذا الطير'، فأتاه وأكل معه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لأعطين الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه و رسوله لايرجع حتّى يفتح اللَّه على يديه' إذ رجع غيري منهزماً؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال فيه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لبني لهيعة(

    3): 'لتنتهنّ أو لأبعثنّ عليكم رجلاً كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يعصاكم بالسيف'(4) غيري قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: 'كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض هذا' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبريل و ميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من القليب(

    5) غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له جبريل: 'هذه هي المواساة' فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّه منّي و أنا منه'، فقال جبريل: 'وأنا منكم'، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد نودي له من السماء: "لاسيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلّا عليّ" غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والمارقين على لسان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:'إني قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت ياعليّ على تأويل القرآن' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد ردّت عليه الشمس حتّى صلّى العصر في وقتها غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد أمره رسول اللَّه عليه وآله وسلم أن يأخذ براءة من أبي بكر، فقال له أبوبكر: أنزل فيّ شيء؟ فقال له |النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'إنّه لايؤدّي عنّي إلّا عليّ'، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أنت منّي بمنزلة هارون من موسى /239/ إلّا أنه لا نبىّ بعدي'؟ قالوا:

    اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لايحبّك إلّا مؤمن ولايبغضك إلّا كافر' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه أتعلمون أنّ اللَّه أمر بسدّ أبوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بانه بل اللَّه سدّ أبوابكم وفتح بابه' غيري؟ قالوا: اللهمّ نعم. قال: فأنشدتكم باللَّه هل تعلمون أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ناجانى يوم الطائف دون الناس فأطال، وقلتم: ناجاه دوننا!! فقال: 'ما أنا انتجيته بل اللَّه انتجاه' غيري؟ فقالوا: اللهمّ نعم.

    قال: فأنشدتكم باللَّه أتعلمون أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'الحق مع عليّ و عليّ مع الحق، يزول الحق مع عليّ حيث زال'؟ فقالوا: اللهمّ نعم. قال: فأنشدتكم باللَّه أتعلمون أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه و عترتى لن تضلوا ما استمسكتم بهما؟ ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض'؟ قالوا: اللهمّ نعم.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد وقى رسول اللَّه بنفسه من المشركين فاضطجع مضجعه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبدودّ حيث دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد أنزل اللَّه فيه آية التطهير حيث يقول: 'إنّما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه: 'أنت سيّد العرب' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:'ما سألت اللَّه شيّاً إلّا سالت لك مثله' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    هذه رواية القاضي العدل المعروف بابن المغازلي بألفاظها.

    وأمّا الطريق الأخرى في حديث المناشدة فهي ما:

    ما أخبرنا به الشيخ الفاضل العابد العالم الصالح محيي الدين عمدة الموحدين أبوعبداللَّه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي رضوان اللَّه عليه(

    6) قراءة عليه، قال: حدّثنا القاضي الإمام شمس الدين جمال الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان اللَّه عليه قراءة عليه، قال: أخبرنا القاضي الإمام قطب الدين أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده اللَّه، قراءة عليه، قال: أخبرني الشيخ الفقيه الإمام أبوالحسن عليّ |بن| الحسن بن عليّ بن أبي طالب الفرزادي رحمه الله إجازة والشيخ أبورشيد بن عبدالحميد بن قاسوري الرازي قراءة عليه، والشيخ عبدالوهّاب بن أبي العلا بن بعدويه السمان(7) قراءة عليه في مدرسة شجاع الدين في ربيع الأول سنه /240/ ثلاث وأربعين وخمسمائة، قال: حدّثنا الاستاذ الرئيس عليّ بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن مردك في الجامع العتيق في الريّ في ذي القعدة سنة ستّ وتسعين وأربعمائة بقرائته علينا؟ قال: حدّثنا والدي الحسين بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن مردك في سنة خمس وأربعين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبوداود سليمان بن حاوك؟ قال: أخبرنا السيّد الإمام أبوالحسين أحمد بن الحسين بن هارون الهاروني رحمه الله قال: حدّثنا القاضي أبوالفضل زيد بن على الزيديّ أبوالفضل النجار قراءة عليه، قال: حدّثنا أبومحمّد عبداللَّه بن بشر بن مجالد بن نصر البجلي قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال: حدّثنا مرثد بن الحسن بن مرثد بن باكر أبوالحسين الكاهلي الطبيب(8)

    قال: حدّثنا خالد بن فريد الطبيب قال: حدّثنا كامل بن العلاء قال: حدّثنا جابر بن يزيد:

    عن عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى إذ دخل عليّ عليه السلام وأهل الشورى وحضرهم عبداللَّه بن عمر فسمعت عليّاً يقول:

    بايع الناس أبابكر فسمعت وأطعت، ثمّ بايع الناس عمر فسمعت وأطعت،

    وتريدون |الآن| أن تبايعوا عثمان إذاً أسمع وأطيع(

    9)؟

    ولكنّي أحتجّ عليكم أنشدكم اللَّه هل تعلمون فيكم من أحد احقّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله منّي؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: أنشدتكم باللَّه؟ هل فيكم من أحد له عمّ مثل عمي أسداللَّه وعم رسوله وسيّد الشهداء؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد له أخ مثل أخي جعفر له جناحان أخضران يطير بهما مع الملائكة في الجنّة؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء |أهل| الجنّة؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدكم باللَّه؟ وبحقّ نبيّكم صلى اللَّه عليه وآله هل فيكم من أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيّديّ شباب أهل الجنّة إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريّا(

    10) قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه، وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد وحّد اللَّه قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه.

    قال: فأنشدكم باللَّه؟ وبحق نبيّكم أيّها النفر جميعاً هل فيكم من أحد صلّى القبلتين غيري؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه.

    قال فأنشدتكم باللَّه؟ و بحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد نصر أبوه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله و هومشرك غيري؟!(

    11) قالوا:اللهمّ لا نعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد أذهب اللَّه عنه الرجس وطهّره تطهيراً غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم أحد أقتل لمشركي قريش في حرب رسول اللَّه وإخراجه ماحراً(

    12) عند كل شديدة تنزل مني؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد مسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عينيه وأعطاه الراية يوم خيبر؟ وقال: /241/ 'لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله يفتح اللَّه عليه ليس بر عديد

    ولاجبان'، غيري؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد نصبه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم للناس ولكم يوم غدير خمّ فقال: 'من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه' غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد آخاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم آخابين المسلمين و قال له: 'أنت أخى و أنا أخوك ترثني وأرثك، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لانبى بعدي'؟ قالوا: اللهمّ لا نعلمه. قال:فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد بارز عمرو بن عبدود يوم الخندق وقتله غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه و بحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد وقف مع الملائكة يوم حنين غيري حين ذهب الناس؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد اشتاقت الجنّة إلى رؤيته بقول نبيّكم غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد هو وصيّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أهله غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد له سبق مثل سبقي في الإسلام؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد ورث سلاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله و دوابّه عند موته غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد له شقيق مثل شقيقي ووزير مثل وزيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد هو أغنى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين اضطجع في مضجعه واهطجع في مضجعه؟ و أبذل له مهجة دمي وأقيه بنفسي؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد له سهمان كسهمي سهم في الخاصّة وسهم في العامة؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد هو أحدث عهداً برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم منّي؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه؟ هل فيكم من أحد غسل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بالرّوح والريحان مع الملائكة المقرّبين غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه؟ وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اغسلني أنت فإنّه لايرى أحد شيئاً من عورتي إلّا عَمي غيرك يا عليّ'؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد وضع رسول اللَّه صلى اللَّه /242/ عليه وآله وسلم في حفرته ولفّه في أكفانه غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد أمر اللَّه بمودّته من السماء حيث يقول:'قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى' |23/الشورى: 42| غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه وبحقّ نبيّكم هل فيكم من أحد جاور رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في مسجده يحلّ له فيه ما يحلّ لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ويحرم عليه ما يحرم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأمراللَّه بسدّ ابواب المهاجرين وأخرجهم غيري؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال: فأنشدتكم باللَّه هل فيكم من أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين قال ذوو قرابته: 'سددت أبوابنا وأخرجتنا من مسجدك وتركت عليّاً'؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما أنا أخرجتكم ولاسددت أبوابكم ولا تركت عليّاً، لكنّ اللَّه أمرني بإخراجكم وترك عليّ ولم يخرجه'؟ قالوا: اللهمّ لانعلمه.

    قال عليّ: اللهمّ اشهد وكفى باللَّه شهيداً بيني وبينكم اسمع وأطيع وأتبع وأصبر حتّى يأتي اللَّه بالفتح من عنده، شأنكم فاصنعوا ما بدا لكم. ثمّ قال هذه الأبيات(

    13):

    محمّد النبيّ أخي وصهري *** وحمزة سيّد الشهداء عمّي

    وجعفر الّذي يضحي ويمسي *** يطير مع الملائكه ابن أمّي

    وبنت محمّد سكني وعرسي *** مسوط لحمها بدمي ولحمي

    وسبطا أحمد ابناي منها *** فمن هذا له منهم كسهمي

    سبقتكم إلى الإسلام طرّاً *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي

    قال شيخ الإسلام أيّده اللَّه تعالى: اعلم(

    14) أولاً أنّ يوم الشورى إنّما سمّي بذلك من اجتماعهم على الصورة الّتي جعل عمر الأمر شورى بينهم وهم ستة عليّ عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقّاص ثمّ قال في جملة الوجه؟ بلا خلاف بين أهل النقل ذكره صاحب المحيط في الإمامة رضى الله عنه فقال:

    |قال| المقداد بن الأسود: |إنّ عمر قال:| إن أجمع خمسة ورضوا برجل وأبى واحد فاشدخ رأسه واضربه بالسيف؟ وان اتّفق أربعة ورضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فاضرب رؤسهما، وإن رضي ثلاثة رجلاً و ثلاثة رجلاً فحكّموا عبداللَّه بن عمر، وأيّ الفريقين حكم له فاختاروا رجلاً؟ فإن لم يرضوا بحكم عبداللَّه بن عمر فكونوا مع الّذين فيهم عبدالرحمان بن عوف، واقتل الباقين إن رغبوا عما اجمع عليه الناس؟!!

    وفي الحكاية أنّ عمر لمّا توفّي واجتمعوا للشورى قال عبدالرحمان بن عوف لعليّ عليه السلام: أبايعك على كتاب اللَّه وسنة نبيّه /243/ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وسيرة الشيخين؟ فقال على عليه السلام: أبايعك على كتاب اللَّه وسنّة نبيّه وأجتهد رأيي. فتقدم |عبدالرحمان| إلى عثمان فقال: أبايعك على كتاب اللَّه و سنة نبيّه و سيرة الشيخين. فقال نعم. فبايعه على ذلك.

    ومن كلام عليّ عليه السلام في بيعة عثمان: 'لقد علمتم أنّى أحقّ بها من غيري واللَّه لأسلمنّ ما سلمت أمورالمسلمين ولم يكن فيها جور إلّا عليّ خاصّة التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تناقستموه من زخرفه وزبرجه'.

    وقد قال من يدّعي صحة إمامة عثمان: أن دخول عليّ عليه السلام معهم في الشورى دلالة على رضاه بما صنع القوم.

    |قال المؤلّف:| وهذا بعيد، وذلك لأنّه عليه السلام إنّما أراد بدخوله تقرير الحجّة عليهم والكشف عن استحقاقه للأمر دونهم، ومعلوم أنّ هذا غرض صحيح وقد فعل من ذلك عليه السلام ماكان بعضه يكفي في أنّه أحقّ بالأمر من عثمان إلّا أنهم أعرضوا |عنه| وإلّا أنّهم فقد اعترفوا بصحّة جميع ما ذكره اختياراً؟ ثمّ صرفوها عنه إلى من لا يدانيه فضلا أن يساويه!!.

    والعجب أنّ عبدالرحمان طلب منه العمل بسيرة الشيخين مع أنهما لايبلغان إلى درجته في العلم، وكم من مرّة ثبّت عمر من الزلل وردّه عن الخطل وشال بضبعه فلا شلل، وقد كان عمر يعترف بذلك على رؤس الأشهاد حتّى قال: لا أبقاني اللَّه لمعضلة لا أرى فيها عليّ بن أبي طالب(

    15) ومع ارتفاع درجته كيف يطلب منه عبدالرحمان الرجوع إلى من هو دونه؟! وهذا لاخلاف في بطلانه بين الأمّة وقد شفّعه الكتاب فقال تعالى: 'أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يّتبع أمن لايهدّي إلّا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون' |35/يونس: 10|.

    وهذا عارض في معنى الشورى وما يتعلق به، ونعود إلى فوائد الخبر الأوّل ونذكر مما في |الطريق| الثاني مما ليس فيه، ونحيل بتفصيل ما قد مضى عليه، ونكشف عن تفصيل ما لم يمرّ إن شاء اللَّه تعالى على الوجه المعهود فنقول وباللَّه الإعانة:

    الفائدة 01 ما أورده المؤلف من شكايات أميرالمؤمنين من معاصريه

    انّه عليه السلام سلّم الأمر اضطراراً ولولا ذلك لم يكن لاحتجاجه عليهم معنى لأنّه لايشتبه الحال على منصف أنّه لم يقصد بالاحتجاح إلّا إظهار أنه أولى بالأمر ممن تقدّم عليه أوّلاً وثانياً و |ممنّ| يريد أن يتقدّم عليه ثالثاً، وكلامه كلام الساخط الكاره في قوله: 'بايع الناس أبابكر فسمعت وأطعت ثمّ بايعوا عمر

    فسمعت وأطعت، وتريدون أن تبايعوا عثمان إذاً أسمع وأطيع ولكني محتجّ عليكم'، وقد قال عليه السلام في خطبته المعروفة بالشقشقيّة ما يشهد بأنّه لم يرض بتقدّمهم عليه |حيث قال:|

    'واللَّه لقد تقمّصها فلان- يعني أبابكر- وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ينحدر عنّي السبيل ولايرقى إلّي الطير! فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتاي بين أنّ أصول بيدٍ جذّاء أوأصبر على طخية عمياء /244/ يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير، وتكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه فريت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت و في العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهباً!! حتّى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده'، ثمّ تمثل بهذا البيت:

    شتّان ما يومي على كورها *** ويوم حيّان أخي جابر

    'فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته!! لشدّ ما شطّرا ضرعيها(

    16) فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ويخشن مسّها ويكثر العثار |فيها| والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لهاخرم، و إن أسلس لها تقحّم، فمني الناس لعمر اللَّه بخبط وشماس و تلوّن واعتراض!!

    فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم!!.

    فيا للَّه و للشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صرت أقرن إلى هذه النظائر؟! لكنّي أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره معه؟ مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه! وقام معه بنو أميّه يخضمون مال اللَّه تعالى خضم الإبل نبتة الربيع! إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكنت به مطيته؟ فما راعني إلّا والناس إليّ كعرف الضبع ينثالون عليّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحسنان وشقّ عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم!!!

    فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وفسق آخرون كأنّهم لم يسمعوا اللَّه تعالى سبحانه |حيث|(

    17).

    وفي المختار الثالث من نهج البلاغة: 'كأنّهم لم يسمعوا كلام اللَّه حيث يقول...'. يقول: 'تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوّاً في الأرض ولافساداً والعاقبة للمتّقين' |83/القصص: 28| بلى واللَّه لقد سمعوها ووعوها ولكنّها حليت الدنيا ي أعينهم وراقهم زبرجها.

    أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر وما أخذ اللَّه على العلماء أن لايقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من عفطة عنز'!!!

    قالوا: وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه عليه السلام الى هذا الموضع من خطبته فناوله كتاباً، فأقبل ينظر فيه فلمّا فرغ من قراءته قال له ابن عباس رحمه الله: يا أمير المؤمنين لو اطّردت مقالتك من حيث أفضيت. فقال له عليه السلام: 'هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت'.

    قال ابن عباس: فواللَّه ما أسفت على كلام قط كأسفي على ذلك الكلام أن لايكون أميرالمؤمنين بلغ منه حيث أراد(

    18) .

    واعلم رحمك اللَّه أنّ في هذا الكلام ما يشهد بأنّه عليه السلام لم يرض بإمامة الثلاثة فإنّهم ظلموه حقه الّذي هو أولى به منهم وقوله /245/ عليه السلام: 'فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته' يريد ما كان من أبي بكر فإنّه قال على رؤس الأشهاد: 'أقيلوني فلست بخيركم'، وطلب الإقالة من البيعة وصرّح بالعلّة و هو أنّه ليس بخيرهم بنآء على أن الأفضل أولى بالإمامة وعلى ذلك انعقد الإجماع من الصحابة في الجملة، ولهذا لمّا تنازعوا في الأمر وطلبت الأنصار أن تكون فيهم ذكروا ما كان لهم من الإيواء والنصرة، وقالت قريش: هم شجرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه

    وآله وسلم.

    وروينا عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه لمّا انتهت إليه أنباء السقيفة قال عليه السلام: ما قالت الأنصار؟ قالوا: قالت: 'منّا أمير و منكم أمير'، قال: 'فهلّا احتججتهم عليهم بأنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وصىّ بأن يحسن إلى محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم'؟

    قالوا: و ما في هذا من الحجّة عليهم؟ قال: لوكانت الإمارة فيهم لم يكن الوصيّة بهم.

    ثمّ قال: و ماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجّت بأنها شجرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. فقال عليه السلام: 'احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة'.

    وهذا يوضح أنّهم رجحوا بذكر وجه من وجوه الفضل، فلأجل ما ذكرناه طلب أبوبكر أن يستقيل في الإمامة وذكر أنه ليس بخيرهم، وأقرّته الصحابة على ذلك، وهذا يغضي أن يكون فيهم من هو أفضل منه حتى يكون إقرارهم على ما قاله حقّاً لأنه لوكان أفضلهم لكان قد قال باطلاً ورضوا كلّهم بالباطل، و هذا لايصحّ مع أن إجماعهم حجّة واجبة الإتّباع.

    ولايصحّ الإعتذار عن ذلك بأنه قاله تواضعاً وذلك لأن التواضع بالكذب حرام بالإجماع، لأنّه لاخلاف أن رجلاً ممن هو من أهل العلم والّذين بمكان عظيم لايجوز أن يقول تواضعاً: إنّه جاهل قليل الخير، وكذلك هذا فلمّا قال أبوبكر ما رويناه |عنه| قال عمر: لانقيلك ولانستقيلك.

    فهذا معنى كلام عليّ عليه السلام في قوله: 'بينا هو يستقيلها في حياته' تعجّب عليه السلام من أبي بكر حيث استقال في الإمامة ثمّ أوصى بها إلى عمر عند وفاته و قد كان حقّ التحرّج والتدين يقتضي أن يكفّ |ظ| عن الإيصاء بها كما تحرج من التصميم عليها لاسيّما مع كراهة كثير من الصحابة لوصيته إلى عمر حيث قالوا له: وما تقول لربّك وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً!! فقال: أقول: اللهمّ إني ولّيت عليهم خيرهم في نفسي.

    وفي رواية أخرى 'خيرأهلك' إلى غير ذلك مما قدّمناه ثمّ كلام عليّ عليه السلام: حيث قال: 'فيا للَّه وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صرت

    أقرن إلى هذه النظائر' ففيه أوفى دلالة على سخطه وكراهته لإمامتهم جميعاً وأنه لاشبهة تعتري مع الإنصاف في أنّه أفضل من أبي بكر فكيف يقرنه عمر بعثمان وطلحة والزبير؟.

    وقد روينا بالإسناد المتقدّم إلى القاضي الفاضل أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفار رضى الله عنه(

    19) قال: أخبرني بعض /246/ أصحابنا عن إسماعيل بن عليّ بن الحسن الحافظ قال وذكره وكتبه بخطّه قال: حدّثنا أبوالقاسم عليّ بن محمّد بن عيسى البزار الحصيري بقراءتي عليه، قال: حدّثنا عبدالباقي بن قانع بن مرزوق القاضي قال: حدّثنا ابن أبي شيبة، قال: حدّثنا جندل بن والق قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن عباد الكلبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه:

    عن جابر قال: قال عمر: كان لأصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ورضي عنهم ثمانية سابقة فخصّ عليّ منها بثلاثة عشرة وشرّكنا في الخمس(

    20) .

    قال القاضي أبوعليّ الحسن بن عليّ الصفار رضى الله عنه: وهذا- أكرمكم اللَّه- حديث لو كان مفسّراً مفصّلاً لكان أحد العجائب، وهذا يقتضي صحّة ما قاله عليه السلام: 'متى اعترض الريب فيّ مع الأول' لأنّ هذا كلام من عقد الإمامة لأبي بكر أوّلاً واستبدّ بها ثانياً فإذا كان يصرّح بفضل عليّ عليه السلام على سائر الصحابة كان ذلك قاضياً بكونه أولى منهم بالإمامة ويتّضح به صحّة ما قاله عليه السلام: 'لاحتجّنّ عليكم بما لايستطيع عربيكم وعجميكم يغيّر ذلك؟ وقد كان كما قاله، فإنّهم اعترفوا بصحّته. فهذه الفائدة الأولى.

    الفائدة 02

    :

    قوله عليه السلام: 'أفيكم أحد وحّد اللَّه قبلي؟' وقد بيّنا تفصيل ذلك فلاوجه لإعادته.

    الفائدة 03 في غزوة مؤتة وشهادة جعفر الطيار ومناقبه ومراثيه

    قوله: 'هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنّة مع الملائكة'، ولاشبهة أنّ ذلك يزيده شرفاً وعلاً وفضلاً ونبلاً، و قد بيّنا طرفاً من مناقب جعفر بن أبي طالب عليه السلام، و قال |له| النبي صلى اللَّه عليه وسلم: 'أشبهت خلقي وخلقي'(

    21) .

    وروينا عن أبي هريرة أنّه قال: إنّ الناس كانوا يقولون: أكثر أبوهريرة، وإنّي كنت الزم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لشبع بطني حتّى لا آكل الخميز ولا ألبس الحبير ولايخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمنى، وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتّى أن كان ليخرج إلينا العكّة الّتي فيها شيء فنشقّها فنلعق ما فيها(

    22) .

    وقاتل في مؤتة فلمّا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثمّ قاتل القوم فكان أوّل من عقر من المسلمين في الاسلام.

    وروي أنّه أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتّى قتل، فأبدله اللَّه بذلك جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء.

    وروي أن رجلاً من الروم ضربه في ذلك اليوم فقطعه نصفين.

    وفي الآثار أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال في ذلك اليوم لأصحابه: 'أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتّى قتل شهيداً، ثمّ أخذها جعفر فقاتل حتّى قتل شهيداً'. قال: ثمّ صمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى تغيّرت وجوه الأنصار وظنّوا أنّه قد كان في عبداللَّه بن رواحة بعض ما يكرهون ثمّ قال : 'ثمّ أخذها عبداللَّه بن رواحة فقاتل بها حتّى قتل شهيداً'.

    وروينا أن أسماء بنت عميس قالت: لمّا أصيب جعفر وأصحابه دخل علَيّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه /247/ وآله وسلم وقد دبغت أربعين ميناً؟ و يروى أربعين مينه(

    23)، وعجنت عجيني وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظّفتهم قالت: فقال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله سلم: 'ايتيني ببني جعفر'. فأتيته بهم فشمّهم وذرقت عيناه فقلت: يا رسول اللَّه بأبي انت وأمّي ما يبكيك؟ أَبَلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: 'نعم، أصيبوا هذا اليوم'. قالت: فقمت أصيح فاجتمع إلىّ النساء وخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أهله فقال: 'لاتغفلوا عن آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً فإنّهم قد شغلوا بأمر صاحبهم'(24) وقال حسّان بن ثابت(25) يرثي جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي اللَّه عنهم:

    تأوّبني ليل بيثرب اعسروهمّ *** اذا ما نوم الناس مسهر

    بذكرى حبيب هيّجت لي عبرة *** سفوحاً و أسباب البكاالتذكّر

    بلى إنّ فقدان الحبيب بليّة *** وكم من كريم يبتلي ثمّ يصبر

    رأيت خيار المؤمنين تواردوا *** شعوباً و خلقاً بعدهم يتأخّر

    فلا يبعدنّ اللَّه قتلى تتابعوا *** بمؤتة منهم ذوالجناحين جعفر

    وزيد وعبداللَّه حين تتابعوا *** جميعاً وأسباب المنيّة يخطر

    غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم *** إلى الموت ميمون النقيبة أزهر

    أغرّ كضوء البدر من آل هاشم *** أبّي إذا سيم الضلامة محسر؟

    فطاعن حتّى مال غير موّسد *** بمعترك فيه قناً متكسّر

    فسار مع المستشهدين ثوابه *** جنان وملتفّ الحدائق أخضر

    وكنّا نرى في جعفر من محمّد *** وفاءاً وأمراً حازماً حين يأمر

    ومازال في الإسلام من آل هاشم *** دعائم عزّ لايزلن ومفخر؟

    هم جبل الإسلام والناس حولهم *** رضام إلى طود يروق و يقهر

    بهاليل منهم جعفر وابن أمّه *** عليّ ومنهم أحمد المتخّير

    وحمزة والعباس منهم و منهم *** عقيل وماء العود من حيث يعصر

    بهم تفرج اللأواء في كل مارق *** غماس إذاما ضاق بالناس مصدر

    هم أولياء اللَّه أنزل حكمه *** عليهم وفيهم ذاالكتاب المطّهر

    وقال كعب بن مالك(

    26):

    نام العيون ودمع عينك تهمل *** سحّاً كما وكف الصباب المخضل

    في ليلة وردت عليّ همومها *** طوراً اجنّ وتارة أتملمك

    واعتادني حزن بقيت كأننى *** ببنات نعش والسماك مو كّل

    وكأنما بين الجوانح والحشا *** مما تأوّبني شهاب مدخل

    وجداً على النفر الّذين تتابعوا *** يوماً بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

    صلّى الإله عليهم من فتية *** وسقا عظامهم الغمام المسبل

    صبروا /248/ بمؤتة للإله نفوسهم *** حذر الردى ومخافة أن ينكلوا

    فمضوا أمام المسلمين كأنّهم *** فنق عليهنّ الحديد المرفل

    إذ يهتدون بجعفر و لوائه *** قدّام أولهم فنعم الأوّل

    حتّى تفرّجت الصفوف و جعفر *** حيث التقى وعث الصفوف مجدّل

    فتغيّر القمر المنير لفقده *** والشمس قد كسفت وكانت تأفل

    قرم علا بنيانه من هاشم *** فرعاً أشمّ وسؤدد ماينقل

    قوم بهم عصم الإله عباده *** وعليهم نزل الكتاب المنزل

    فضلواالمعاشر عزة وتكرماً *** وتغمّدت أحلامهم من يجهل

    لايطلقون إلى السفاه جباههم *** وترى خطيبهم بحقّ يفصل

    بيض الوجوه ترى بطون أكفّهم *** تندي اذا اعتذر الزمان الممحل

    وبهديهم رضى الإله لخلقه *** وبجدّهم نصر النبي المرسل

    و |أيضاً| قال حسّان بن ثابت(

    27):

    ولقد بكيت و عزّ مهلك جعفر *** حِبّ النبي على البريّة كلّها

    ولقد جزعت وقلت حين نعيت لي *** من للجلاد لذي العقاب وظلّها

    بالبيض حين تسلّ من اغمادها *** ضرباً وانهال الرماح وعلّها

    بعد ابن فاطمة المبارك جعفر *** خير البرية كلها وأجلّها

    رُزءاً وأكرمها جميعاً محتدى *** وأعزّها متظلّماً وأذلّها

    للحقّ حين يكون غير منحل *** كذباً وأنداها يداً وأقلّها

    فحشا وأكثرها إذا مايجتدى *** فضلاً وأنذاها نداً وأبلّها

    بالعرف غير محمّد لامثله *** حيّ من أحياء البريّة كلّها

    وهذا آخرما أردناه ذكره من تفصيل أخبار جعفر بن أبي طالب عليه السلام وهو الفائدة الثالثة.

    الفائدة 04 في مناقب حمزة سيّد الشهداء ومناقبه ومراثية

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد له عمّ مثل عمّى أسد اللَّه وأسد رسول اللَّه سيّد الشهداء غيري' وهو يريد عليه السلام حمزة بن عبدالمطّلب و قد اشهر بأنّه أسد اللَّه وأسد رسوله واشهر أنّه سيّد الشهداء، وهو أحد الّذين أعزّ اللَّه بإسلامه الدين وعضّد الرسول الأمين صلى اللَّه عليه وعلى آله الأكرمين، ولابدّ من الإشارة إلى طرف من فضله عليه السلام رعاية لحقّه واعترافاً لمزيّة سبقه، وتذكر أوّلاً صفة إسلامه ففيه له شرف أسنى وفضل أعلى فنقول:

    روينا بالإسناد إلى ابن إسحاق قال: حدّثني رجل من أسلم كان واعية أنّ أباجهل مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم /249/ عند الصفا وأذاه و شتمه ونال منه بعض مايكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره فلم يكلمّه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، و مولاة لعبداللَّه بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة في مسكن لها تسمع ذلك ثمّ انصرف |أبوجهل| إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم، فلم يلبث حمزة بن عبدالمطلب أن أقبل متوشّحاً قوسه راجعاً من قنص له، وكان صاحب قنص يرميه و يخرج له؟ وكان إذا رجع من قنصه لم يرجع إلى أهله حتّى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمرّ على نادٍ من قريش إلّا وقف وسلّم وتحدّث معهم وكان أعزّ فتى في قريش وأشدّه شكيمة، فلمّا مرّ بالمولاة وقد رجع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى بيته فقالت له: يا |أ| با عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمّد آنفاً من أبي الحكم بن هشام؟ وجده هاهنا جالساً فآذاه وسبّه فبلغ منه ما يكره، ثمّ انصرف عنه ولم يكلمه محمّد، فاحتمل حمزة الغضب لما أراد اللَّه به من كرامته فخرج يسعى لم يقف على أحد معه لأبي جهل؟ إذا لقيه أن يقع به، فلمّا دخل المسجد نظر إليه جالساً في القوم فأقبل نحوه حتّى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجّه شجّةً منكرةً ثمّ قال: أتشتمه فأنا على دينه أقول مايقول فردّ ذلك عليّ إن استطعت؟ فقامت رجال بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أباجهل، فقال أبوجهل: دعوا أباعمارة فإني واللَّه قد سببت ابن أخيه سبّاً قبيحا(

    28) وتمّ حمزة على إسلامه وعلى مابايع عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلمّا أسلم حمزة عرفت قريش أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قد عزّ وامتنع، وأنّ حمزة سيمنعه فكفّوا عن بعض ماكانوا ينالون عنه، وقال حمزة عليه السلام في ذلك من أرجوزة:

    ذقت أبا جهل بما عشيتا *** تؤذي رسول اللَّه إذ نهيتا

    لوكنت ترجوا اللَّه ماشقيتا *** ولاتركت الجور؟ اذ دعيتا

    ومن قصيدة له عليه السلام يذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في شأن الصحيفة الّتي تعاقدت فيها قريش على بني هاشم:

    يظنّون أنا سوف نسلم أحمداً *** لقول سفيه أوإشارة عائب

    وقد جاء بالحق الجلي وبينت *** رسائل صدق وحيها غيركاذب

    فإن تقبلوا ما جاء من عند ربّكم *** إليكم وقول المرسلين الأطائب

    يكن ذلكم خير لكم من خزايكم *** وشرّ خلال الحرب حرب الأقارب

    فلا تحسنونا مسلمين محمّداً *** لكم ما حدت عيس دموك براكب

    له رحم فينا بعز جوازه؟ *** ومن دونه ضرب الطلا والحواجب

    وجرثومة من هاشم عرفت له *** كرام مساعيها لويّ بن غالب

    وقد /250/ روينا بالإسناد المتقدّم إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه يحيى بن الحسين الجرجاني الحسني عليه السلام(

    29) ، قال: حدّثنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمّد بن أحمد الذكواني قال: حدّثنا أبومحمّد الحسن بن إسحاق بن زيد المعدّل قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن ماهان قال: حدّثنا عمر بن عبدالرحيم، قال: حدّثنا الحمّاني قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عبادة:

    عن ابن عباس: عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في قول اللَّه عزّ وجلّ 'إنّما

    يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيراً' |33/الأحزاب: 33| 'فأنا وأهل بيتي مطهّرون من الذنوب، وإنّ اللَّه تبارك و تعالى اختارني وثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتي، وأنا سيّدالثلاثة وسيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر'.

    قال أهل السّدة؟: يا رسول اللَّه سمّ لنا الثلاثة |كي| نعرفهم. فبسط رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و على آله كفّه الطيّبة المباركة ثمّ حلّق بيده فقال: 'اختارني و عليّ وحمزة و جعفر عليهم السلام، كنّا رقوداً بالأبطح ليس منّا إلّا مسجىً بثوبه، عليّ عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجليّ، فما نبّهني من رقدتي غير حفيف اجنحة الملائكة وبرد ذراع عليّ عليه السلام تحت خدّي فانتبهت عن رقدتي وجبريل عليه السلام وثلاثة أملاك، فقال له بعض أملاك الثلاثة: ياجبريل إلى أيّ هؤلاء أرسلت؟ فحرّكني برجله فقال: إلى هذا و هو سيّد ولد آدم عليه السلام، فقال له أحد الثلاثة: ومن هو سمّه لنا؟ فقال: هذا محمّد صلى اللَّه عليه سيّد المرسلين، و هذا عليّ خير الوصيّين و هذا حمزة سيّد الشهداء، وهذا جعر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء'(

    30) .

    ولحمزة عليه السلام المقام المشهور، روي أنّه خرج يوم بدر عتبة و شيبة والوليد ودعوا إلى المبارزة، فخرج إليهم عوف و مسعود ومعاذ بنو عفراء، فقالوا من أنتم؟ قالوا: من الأنصار. قالوا: قوم كرام لكنّا نريد أكفاءنا من قريش حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب، |فبرزوا إليهم| فقتل حمزة شيبة وقتل عليّ الوليد، واختلف عبيدة و عتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه فكرّ حمزة وعليّ على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة إلى أصحابه؟ وقد قطعت رجله فقال: لو عاش أبوطالب لعلم أنا أحقّ بما قال فيه:

    ونسلمه حتّى نصرّع حوله *** ونذهل عن أبنائنا والحلائل(

    31)

    وكان أبوذر رحمه الله(

    32) يقسم قسماً أن |قوله تعالى:| 'هذان خصمان اختصموا في ربّهم' |19/الحجّ: 22| نزلت في الّذين برزوا يوم بدر وهم عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، و هؤلاء الكفّار، والمؤمنون حمزة وعليّ و عبيدة بن الحارث، قال تعالى في الخصم الأوّل 'فالّذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار يصبّ من فوق رءُوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها و ذوقوا عذاب الحريق' |19 ـ 22/ الحجّ: 22| وتمّت صفة الخصم الأوّل عند هذا ثمّ ابتدأ صفة الخصم الثاني وهم المؤمنون فقال جلّ جلاله: 'إن اللَّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّلحات جنّات تجري من تحتها الأنهار يحلون /251/ فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير' |23/الحجّ: 22|، وفي هذا أظهر دليل على فضل حمزة عليه السلام حيث صرّح تعالى بايمانه ثمّ حكى ما يصير إليه بعد ذلك من دخول الجنّة.

    وفي حمزة عليه السلام روينا بالإسناد إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: 'والّذي نفسي بيده إنّه لمكتوب في السماء السابعة: حمزة بن عبدالمطلب أسد اللَّه وأسد رسوله'(

    33) .

    وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أحبّ إخواني إليّ عليّ بن أبي طالب وأحبّ أعمامي إليّ حمزة بن عبدالمطلب'(

    34) .

    وله عليه السلام في يوم أحد الموقف المشهور وقتل أرطاة بن عبدشرحبيل ثمّ هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار، وكان أحد النفر الّذين يحملون اللواء.

    قال وحشيّ غلام جبير بن مطعم: واللَّه إني لأنظر إلى حمزة يهذّ الناس بسيفه مايليق شيئاً مثل الجمل الأورق إذ تقدّمنى إليه سباع؟ فقال حمزة: هلمّ يا ابن مقطعة البظور(

    35) فضربه ضربهً فكأنّما أخطا رأسه؟ وهززت حربتي حتّى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنّته حتّى خرجت من بين رجليه(36) فأقبل نحوي فغلب فوقع وأمهلته حتّى إذامات جئت فأخذت حربتي ثمّ تنّجيت إلى العسكر ولم يكن لي بشيء حاجة غيره.

    وكان جبير بن مطعم مولى وحشي قد قال له: إن قتلت حمزة عمّ محمّد بعمّي فأنت عتيق. وكان عمّه طعيمة بن عدّي قد أصيب يوم بدر.

    وسباع |المذكور| هذا هو سباع بن عبدالعزّى الغبشاني وكان يكنّى بأبي نيار وكانت أمه أم أنمار مولى شريق بن وهب الثقفي وكانت ختّانة بمكّة.

    ولمّا انقضت الوقعة خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يلتمس حمزة بن عبدالمطلب فوجده ببطن الوادي وقد بقر بطنه عن كبده ومثّل به فجذع أنفه وأذناه!! فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لولا أن تحزن صفيّة وتكون سنّة من بعدي لتركته حتّى يكون في بطون السباع وحواصل الطير؟! ولئن أظفرني اللَّه على قريش في موطن من المواطن لأمثّلنّ بثلاثين رجلاً منهم'.

    فلمّا رأى المسلمون حزن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وغيظه على ما فعل بعمّه ما فعل قالوا: واللَّه لئن أظفرنا اللَّه بهم يوماً من الدهر لنمثّلنّ بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب.

    ولمّا وقف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على حمزة عليه السلام قال: 'لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً أغيظ إليّ من هذا الموقف'. ثمّ قال: 'جاءني جبريل وأخبرني أنّ حمزة مكتوب في ملكوت السماوات السبع: حمزة بن عبد

    المطلب أسداللَّه وأسد رسوله'.

    ثمّ نزلت بعد ذلك في شأن ماقاله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأصحابه: 'وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين' |126/النحل: 16|، فعفا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وصبر ونهى عن المثل؟.

    وفي بعض الآثار ماقام |رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم| في مقام بعد إلّا ونهى عن المثلة وأمر بالصدقة.

    وروي أن هند ابنة عتبة بقرت عن كبد حمزة وأخذت /252/ منها فلاكتها فلم تستطع أن تصيغها فلفظتها، وجعلت هي والنساء اللاّتى معها يمثّلن بالقتلى من المسلمين يجدّعن الآذان والأنوف حتّى اتّخذن من ذلك خدماً وقلائد!!

    ثمّ أمر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بحمزة فسجّي ببردة وكانوا إذا غطّوا رأسه بدت قدماه، وإذا خمروا قدميه بدا رأسه؟! فخمروا رأسه وتركوا على قدميه شيئاً من الشجر، ثمّ صلىّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكبّر سبع تكبيرات، ثمّ أتي بالقتلى يوضعون إلى |جنب نعش| حمزة فصلّى عليهم وعليه معهم حتّى صلىّ عليه اثنتين وسبعين صلاةً. هذا ما رويناه من سيرة ابن هشام.

    والمنقول عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كبّر عليه سبعين تكبيرة.

    وروي أنّها أقبلت أخته صفيّة بنت عبدالمطلب تنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمّها فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم لابنها الزبير بن العوام: القها فارجعها لاترى مابأخيها. فقال لها |الزبير|: يا أمّه، إنّ رسول اللَّه يأمرك أن ترجعي فقالت: ولم وقد بلغني أن قد مثّل بأخي و ذلك في اللَّه، وما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبنّ ولأصبرنّ إن شاء اللَّه!!

    فلمّا جاء الزبير رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأخبره بذلك، قال: خلّ سبيلها. فأتته فنظرت إليه وصلّت عليه واسترجعت واستغفرت له!! ثمّ أمر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فدفن.

    ولمّا رجع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المدينة ومرّ بدار من دور الأنصار فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه

    وآله وسلم فبكى ثمّ قال: 'لكن حمزة لابواكي له'! فلمّا رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبدالأشهل أمرا نساءهم أن يتخرّجن ثمّ يذهبن يبكين على عمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

    وروي أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لمّا سمع بكاهنّ على حمزة خرج عليهنّ وهنّ على باب مسجده يبكين عليه، فقال: 'ارجعن يرحمكن اللَّه فقد أليتنّ بأنفسكنّ'؟ ونهى يومئذ عن النوح.

    وروي انه صلى اللَّه عليه وآله لمّا سمع بكاهنّ قال: 'رحم اللَّه الأنصار فإنّ المواساة منهم ما علمت لقديمة'.

    وقال حسان بن ثابت من قصيدة يذكر فيها حمزة عليه السلام:

    أتعرف الدار عفار سمها *** بعد كصوب المسبل الهاطل

    بين السراريح فادمانه *** فمدفع الروحاء في حائل

    سألتهامن ذاك فاستعجمت *** لم تدر ما مرجوعة السائل

    دع عنك داراً قد عفارسمها *** وابك على حمزة ذي النائل

    المالئ الشيزا إذا اعصفت *** غبراء في ذي الشيم الماحل

    والتارك القرن لدى لبده *** بعثر في ذوي الحرص الذابل

    واللانس الخيل إذا أحجمت *** كالليث في غابته الباسل

    أبيض في الذروة من هاشم *** لم يمز دون الحقّ؟ بالباطل

    مال /253/ شهيداً بين أسيافكم *** شلّت يدا وحشّي من قاتل

    أيّ امرء غادر في الّة *** مطروزة مارنة العامل

    أظلمت الأرض لفقدانه *** واسودّ نور القمرالناصل

    صلى عليه اللَّه في جنّة *** عالية مكرمة الداخل

    كنّا نرى حمزة حرزاً لنا *** من كلّ أمن نابياً نازل

    وكان في الإسلام ذا تدرء *** يكفيك فقد القاعد الخاذل

    لاتفرحي يا هند واستجلبي *** دمعاً وأذري دمعة(

    37) الثاكل

    وابكي على عتبة إذ قطّه *** بالسيف تحت الرهج الحائل

    إذ خرّ في مشيخة منكم *** من كلّ عاقٍ قلبه جاهل

    أرداهم حمزة في أسرة *** يمشون تحت الخلق الفاضل

    غداة جبريل وزير له *** نعم وزير الفارس الحامل

    وقال كعب بن مالك من قصيدة يذكرفيها حمزة عليه السلام:

    ولقد هددت لفقد حمزة هدّة *** ظلّت بنات الجوف منها ترعد

    ولو أنّه فجعت حراء بمثله *** لرأيت رأسى صخرها يتبدّد

    قرم تمكّن في ذؤابة هاشم *** حيث النبوة والندى والسؤدد

    والعافر الكوم الجلاد اذاعدت *** ريح يكاد الماء منها يجمده

    والتارك القرن الكميّ مجدّلاً *** يوم الكريهة والقنا يتقصّد

    وتراه يرفل في الحديد كأنّه *** ذو لبدة شنز البواتر أريد

    عمّ النبي محمّد وصفيّه *** ورد الحمام وطاب ذاك المورد

    وأتى المنيّة معلماً في أسرة *** نصر النبي ومنهم المستشهد

    ولقد أخال بذاك هندا أبشرت *** لتميت؟ داخل غصة لاتبرد

    مما صبحنا بالعقنقل قومها؟ *** يوماً تغيّب فيه عنها الأسعد

    وبيوم بدرٍ اذ يردّ وجوههم *** جبريل تحت لواءنا ومحمّد

    حتّى رأيت لدى النبي سراتهم *** قسمين نقتل من نشاء وناسد

    فأقام بالعطن المعطن منهم *** سبعون عتبة منهم والأسود

    وابن المغيرة قد ضربنا ضربة *** فوق الوريد لها رشاش مزيد

    وله في |قصيدة| أخرى:

    بكت عيني وحقّ لها بكاها *** وما يغني البكاء ولا العويل

    على أسد الإله غداة قالوا *** أ حمزة ذاكم الرجل القتيل

    أصيب المسلمون به جميعاً *** هناك وقد أصيب به الرسول

    أبايعلى لك الأركان هدّت *** فأنت الماجد البرّ الوصول

    عليك سلام ربّك في جنان *** مخالطها نعيم لا يزول

    ألا /254/ يا هاشم الأخيار صبراً *** فكلّ فعالكم حسن جميل

    رسول اللَّه مصطبر كريم *** بأمر اللَّه ينطق إذ يقول

    ألا من مبلغ عنّي لؤيّاً *** فبعد اليوم ذائله تدول

    وقيل اليوم ماعرفوا وذاقوا *** وقائعنا بها يشفى الغليل

    نسيتم ضربنا بقليب بدر *** غداه أتاكم الموت العجيل

    غداة ثوى أبوجهل صريعاً *** عليه الطير حائمة تجول

    و متركنا أميّة مجلعباً *** وفي حيزومه لدن نبيل

    و عتبة وابنه خرا جميعاً *** وشيبة غصه السيف الصقيل

    و هام بني ربيعة سائلوها *** ففي أسيافنا منهم فلول

    فى شرح حال أعمام النبى و عماته

    قال |المؤلف| أيّده اللَّه: ونذكر هاهنا أعمام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعمّاته لأنّه قد عرض ذكر بعضهم في هذا الموضع و فيما قبل ذلك:

    وأعمامه تسعة وبنو عبدالمطلب عشرة: فمنهم الحارث وكان قد مات قبل أبيه. ومنهم أبوطالب وعبداللَّه والزبير أمهّم فاطمة بنت عمرو بن عابد.

    وحمزة وحجل والمقوّم لهالة بنت أهيب بن عبدمناف بن زهرة.

    وعباس وضرار لقيلة بنت كليب(

    38) وأبولهب واسمه عبدالعزى للبنى بنت مهاجر الخزاعي.

    والغيداق لامرأة من بني خزاعة وقتل يوم الفجار، والغيداق: الرجل الكريم الخلق، والغيداق الناعم، وقد نظم بعضهم أسماءهم فقال:

    اعدد ضراراً إن عددت فتى نداً *** والليث حمزة واعدد العباسا

    واعدد زبيراً والمقوّم بعده *** والشهم حجلاً والفتى الرآسا

    وأباعيينة فاعددنه ثامناً *** والقرم عبدمنافناالجسّاسا

    والقرم غيداقاً تعدّ جحاجحاً *** سادوا على رغم العدوّ الناسا

    مافي الأنام عمومة كعمومتي *** حقّاً ولاكأناسنا النآسا

    وعمّات النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سّتة: عاتكة وأميمة والبيضاء وبرّة

    وصفيّة وأروى بنات عبدالمطلب.

    أسلم من أعمام النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حمزة والعباس وأبوطالب.

    أمّا حمزة فقد فرغنا من ذكره، والعباس قد مضى ذكر طرف من حاله، وقد سمّاه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أباً فقال: 'هذا بقية آبائي'. وكان عليه السلام من أجود قريش: وكان إذا مرّ بعمر وعثمان وهما راكبان وقت خلافتهما ترجّلا له إجلالاً، ومات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين وله ثمان /255/ وثمانون سنة، وكان أسنّ من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بثلاث سنين، وقيل له أنت أكبر أم رسول اللَّه؟ فقال: هو أكبر منّي وأنا ولدت قبله(

    39) .

    و قال يوماً: يا رسول اللَّه إنّي أريد أن أمتدحك(

    40) فقال: 'قل لا يفضّض اللَّه فاك'. فقال العباس رضى الله عنه(41):

    من قبلها طبت في الظلال وفي *** مستودع حيث يخصف الورق

    ثمّ هبطت البلاد لا بشر *** أنت و لا مضغة ولا علق

    بل نطفة تركب السفين وقد *** ألجم نسراً وأهله الغرق

    تنقل من صالب الى رحم *** إذا مضى عالم بدا طبق

    حتّى احتوى بيتك المهيمن *** من خندف علياء تحتها النطق

    وأنت لما ولدت أشرقت الأر *** ض وضاءت بنورك الأفق

    فنحن في ذلك الضياء وفي النو *** ر وسبل الرشاد نخترق

    وأسر العباس يوم بدر وكان من المطعمين في بدر، ففدى نفسه وأسلم، وكفّ بصره فى آخر عمره، وفيه نزلت هذه الآية: 'يا أيّها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم اللَّه في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً ممّا أخذ منكم ويغفر لكم واللَّه غفورٌ رحيم' |70/الأنفال:8|.

    وذلك إنّه أسر يوم بدر فكان من المطعمين وبلغته التوبة يوم القتال؟ فأخرج عشرين أوقية ليطعم الناس فاقتتلوا وذهب بها؟ فكلّم النبّي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يحسبها في فدائه فأبى |النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم|وطالبه بفدائه وفداء ابني أخيه عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، فقال: يا محمّد تركتني أتكفّف قريشاً ما بقيت. فقال صلى اللَّه عليه: 'فأين الذهب الّذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك من مكّة، وقلت: إن حدث بي حدث فهذا لك ولعبداللَّه وعبيداللَّه والفضل وقثم'. فقال العباس: وما يدريك؟ قال: 'أخبرني ربّي'.فقال العباس: فأنا أشهد أنّك صادق. وأسلم فنزلت الآية.

    قال العباس: |غرمت| عشرون أوقية ذهباً فأعقبني اللَّه عشرين عبداً كلّ عبديتّجر بعشرين ألفاً، وأعطاني زمزم ولا أحبّ أنّ لي بها جميع أموال أهل مكّة وأنا أرجو المغفرة من ربّي.

    وامّا أبوطالب فالحال في نصرته ودفعه عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم

    ظاهر، ولم يقم غيره مقامه في ذلك، وقد بيّنا ما نقل عنه مما يدلّ على إسلامه(

    42) .

    وأمّا الحارث والزبير وضرار والمقوّم والغيداق، فلم يدركوا الإسلام.

    والحارث أكبر أولاد عبدالمطلب، و ولده أبوسفيان كان شديد العداوة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ثمّ أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.

    وأبولهب أدرك الإسلام | ولم يسلم|- وكان شديد العداوة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وفارق /256/ جميع بني عبدالمطلب وفيه وفي امرأته نزلت سورة 'تبّت |يدا أبي لهب وتبّ|'، واسمه عبدالعزّى ويكنّى بأبي لهب قيل: لجمال وجهه. وقيل: لأنّ مرجعه الى النار واللهب، ومات بعد بدر بأيّام.

    وأسلم من عمّاته صلى اللَّه عليه وآله وسلم صفيّة و أروى وعاتكة وبما قلناه يظهر تميّز عليّ عليه السلام على الصحابة بعميّه حمزة والعباس عليهماالسلام، وهي الفائدة الرابعة.

    الفائدة 05

    قوله: 'فأنشدتكم باللَّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء أهل الجنّة غيري'؟

    وقد بيّنا شرف عليّ عليه السلام بزواجها وانفراده بذلك عن أبي بكر وعمر بعد أن طلباها من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد ذكرنا طرفاً من فضلها عليهاالسلام(

    43) .

    الفائدة 06 في فضائل السبطين

    قوله: 'هل فيكم أحد له سبط مثل سبطيّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة غيري.

    وقد روينا عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّه قال: 'الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة'(

    44).

    وما في الخبر الآخر من قوله: 'إلّا ما جعل اللَّه لابني الخالة'(

    45) يريد عيسي بن مريم و يحيي بن زكريا صلوات اللَّه عليهم أجمعين، وذلك إنّ زكرّيا و عمران تزوّجا أختين يقال أحداهما ايشياع وهي عند زكريا، والأخرى حنّة وهي عند عمران، فولدت ايشياع يحيى وولدت حنّة مريم، وولدت مريم عيسى فهما ابنا الخالة، وإنما استثناهما لأنّ الحال ظاهر في أنّ الأنبياء صلوات اللَّه عليهم أفضل البشر من الأئمة الهادين وسائر الصالحين و على ذلك انعقد الإجماع(46) .

    وقد روينا طرفاً فيما مضى من فضائل الحسن والحسين عليهماالسلام ونذكر هاهنا خبراً جامعاً فنقول:

    أخبرنا الشيخ العالم العامل الصالح العابد محيى الدين عمدة المسلمين أبوعبداللَّه محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي رضوان اللَّه عليه قراءة عليه، قال: حدّثنا القاضي الأجلّ الإمام شمس الدين جمال الإسلام جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان اللَّه عليه بقراءتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام شرف الفقهاء قطب الدين أحمد بن أبي الحسن الكني طّول اللَّه عمره، قال: حدّثنا الشيخ الإمام فخر الدين زيد بن الحسن البيهقي البروقني رحمه الله(

    47) ببلد الريّ قدمها حاجاً في شعبان سنة أربعين وخمسمائة، قال: حدّثنا الحاكم أبوالفضل وهب اللَّه(48) بن أبي القاسم |عبيداللَّه الحسكاني| قال: حدّثنا |أبي| عبيداللَّه بن عبداللَّه بن أحمد الحسكاني قال: أخبرنا أبي قال: حدّثنا أبوسعد عبدالرحمان بن الحسن بن علي النيسابوري بقراءتي عليه من أصله و هو يسمع، أنّ أباالمفضل محمّد بن عبداللَّه بن محمّد بن عبدالمطلب الشيباني أخبره بالكوفة، قال: أخبرنا أبوالقاسم عليّ بن محمّد بن الحسن بن كاس النخعي والقاضي بالرملة؟ قراءةً عليه في كتابه سنة ثماني عشرة وثلاث مائة قال: حدّثنا سليمان بن إبراهيم بن /257/ عبيدالمحاربي، حدّثني أبو أمّي سنة خمس وستّين ومأتين قال: حدّثني نصر بن مزاحم المنقري العطار قال: حدّثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي قال: حدّثني أبوخالد عمر بن خالد الواسطي قال: حدّثني زيد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ:

    عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'قال لي ربّي عزّ وجلّ ليلة أسري بي: من خلّفت على أمّتك يا محمّد؟ قال: قلت: أنت يا ربّ أعلم. قال: يا محمّد إنّي انتخبتك برسالتي واصطفيتك لنفسي وأنت نبيّي وخيرتي من خلقي، ثمّ الصديق الأكبر الطاهر المطهر الّذي خلقته من طينتك وجعلته وزيرك وأباسبطيك السيّدين الشهيدين الطاهرين المطهّرين سيّدي شباب أهل الجنّة، وزوجته خير نساء العالمين، |و|أنت شجرة وعليّ أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها خلقتهما من طينة علّيين، وخلقت شيعتكم منكم إنّهم لوضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلّا حبّاً. قلت: يا ربّ ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك عليّ بن أبي طالب'.

    قال |عليّ|: بشرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بها والحسن والحسين منها؟ وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال!!

    |قال المؤلّف:| وقد نظم بعض الشعراء الأثر المذكور فقال:

    يا حبّذا دوحة في الخلد نابتة *** ما مثلها نبتت في الأرض من شجر

    المصطفى أصلها والفرع فاطمة *** ثمّ اللقاح عليّ سيّد البشر

    والهاشميّان سبطاه لها ثمر *** والشيعة الورق الملتفّ بالشجر

    هذا مقال رسول اللَّه جاء به *** أهل الرواية في العالي من الخبر

    إنّي بحبّهم أرجو النجاة غداً *** والفوز في زمرة من أفضل الزمر(

    49)

    وبالإسناد المذكور آنفاً إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال: لمّا ثقل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في مرضه والبيت غاصّ بمن فيه قال: 'ادعوا لي الحسن والحسين'. |قال عليّ عليه السلام:| فدعوتهما فجعل يلثمهما حتّي أغمى عليه؟ قال: وجعل عليّ يرفعهما عن وجه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ففتح عينيه وقال: 'دعهما يتمتّعان بي وأتمتّع بهما فإنّه سيصيبهما بعدي أثرة'.

    ثمّ قال |صلى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'يا أيّها الناس إنّي خلّفت قبلكم كتاب اللَّه وسنتي(

    50) وعترتي فالمضيّع لكتاب اللَّه كالمضيّع لسنّتي والمضيّع لسنتي كالمضيع لعترتي أما إنّ ذلك لن يفترق حتّى القاه على الحوض'.

    قال شيخ الإسلام: وبما ذكرناه يتّضح الحال في شرف عليّ عليه السلام بولادة الحسنين عليهماالسلام على سائر الصحابة، فإن أحداً لم يخصّ من الأولاد بمثلهما وقد حصلت النجابة في ذريّتهما أيضاً فإنّهم أطواد الدين وأعلام الحقّ المبين وأئمّة الهدى /258/ وسادة الورى والخيرة من الأمّة فكان ذلك زيادة في شرف أمير المؤمنين سلام اللَّه عليه وعليهم أجمعين وتفصيل مناقبهم يخرجنا عن الغرض قد ذكرنا طرفاً من ذلك فيما مضى و هو في الحقيقة قليل من كثير وقطرة من وابل مطير.

    يفنى الكلام ولا يحيط بمدحكم *** أيحيط ما يفنى بما لا ينفد

    رسالة أميرالمؤمنين إلى معاوية جواباً عن كتابه

    ومن محاسن ما يليق بما نحن بصدده كلام لأميرالمؤمنين عليه السلام في جواب له إلى معاوية، وقد رأينا إثباته بكماله لما فيه من الفوائد والفضل لمن ذكرنا |هم| من حمزة وجعفر وفاطمة والحسنين عليهم السلام، قال عليه السلام:

    'أمّا بعد فقد أتاني كتابك تذكر اصطفاءاللَّه تعالى محمّداً صلى اللَّه عليه وآله وسلم لدينه وتأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه، فلقد خبأ لنا الدهر منك عجباً إذ طفقت تخيرنا ببلاءاللَّه عندنا و نعمته علينا في نبيّنا، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر وداعي مسدّده إلى النضال!!

    وزعمت أنّ أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان، فذكرت أمراً إن تمّ اعتزلك كلّه، وإن نقص لم يلحقك ثلمه، وما أنت والفاضل والمفضول والسائس والمسوس؟ وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأوّلين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم؟ هيهات لقد حنّ فدح ليس منها! وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها!!

    ألا تربع أيّها الإنسان على طلعك وتعرف قصور ذرعك؟ و تتأخّر حيث أخّرك القدر!! فما عليك غلبة المغلوب، ولا لك ظفر الظافر!!

    وإنّك لذهّاب في التيه، روّاغ عن القصد، ألا ترى- غير مخبر لك لكن بنعمة اللَّه أحدّث- أنّ قوماً استشهدوا في سبيل اللَّه من المهاجرين |والأنصار|- ولكلّ فضل- حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل: سيّد الشهداء، وخصّه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه.

    أولا ترى أنّ قوماً قطعت أيديهم في سبيل اللَّه- ولكلّ فضل- حتّى إذا فعل بواحدنا- كما فعل بواحدهم- قيل: الطيار في الجنّة وذو الجناحين.

    ولولا ما نهى اللَّه عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمّة تعرفها قلوب المؤمنين ولاتمجّها آذان السامعين!!

    فدع عنك من مالت به الرميّة فإنّا صنائع ربّنا والناس بعد صنائع لنا، لم تمنعنا قديم عزّنا وعاديّ طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا فنكحنا وأنكحنا فعل الأكفاء ولستم هنا لك؟ وأنّى يكون ذلك كذلك؟ ومنّا النبيّ ومنكم المكذّب، ومنّا أسد اللَّه ومنكم أسد الأحلاف، ومنّا سيّدا شباب أهل الجنّة ومنكم صبية النار

    /259/ ومنّا خير نساء العالمين ومنكم حمّالة الحطب؟!! في كثير مما لنا وعليكم.

    فإسلامنا ما قد سمع، وجاهليّتكم لاتدفع، وكتاب اللَّه يجمع لنا ماشذّ عنّا وهو قوله تعالى: 'وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب اللَّه' |75/الأنفال: 8| وقوله تعالى: 'إنّ أولى الناس بإبراهيم للذين اتّبعوه وهذا النبيّ والّذين آمنوا واللَّه وليّ المؤمنين' |68/آل عمران: 3| فنحن مرّةً أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاعة.

    ولمّا احتجّ المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلجوا عليهم فإن يكن الفلج به فالحقّ لنادونكم وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم.

    وزعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت وعلى كلّهم بغيت، فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك'؟!! |ثمّ تمثّل عليه السلام بقول الشاعر|:

    |وعيّرها الواشون أنّي أحبّها| *** وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

    وقلت: 'إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى أبايع'، ولعمر اللَّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت، وأن تفضح فافتضحت، وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوماً مالم يكن شاكّاً في دينه ولا مرتاباً بيقينه، وهذه حجّتى إلى غيرك قصدها!! ولكني أطلقت لك بقدر ماسنح من ذكرها؟!

    ثمّ ذكرت ماكان من أمري وأمر عثمان، فلك أن تجاب في هذه لرحمك منه، فأينّا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله؟ أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفّه أمّن استنصره فتراخى عنه وبثّ المنون إليه، حتّى أتى قدره عليه؟! كلاّ واللَّه ل'قد علم اللَّه المعوّقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا ولايأتون البأس إلّا قليلاً' |18/الأحزاب: 33|.

    وما كنت أعتذر من أنىّ كنت أنقم عليه أحداثاً، فإن كان الذنب إليه إرشادي وهدايتي له فربّ ملوم لاذنب له |ثمّ تمثّل عليه السلام بقول الشاعر|:

    |وكم سقت في آثاركم من نصيحة| *** وقد يستفيد الظنّة المتنصّحوا

    وما أردت إلّا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلّا باللَّه عليه توكّلت وإليه أنيب.

    و ذكرت أنّه ليس لي ولا لأصحابي عندك إلّا السيف، فلقد أضحكت بعد استعبار متى ألفيت بني عبدالمطّلب عن الأعداء ناكلين وبالسيوف مخوّفين؟ |ثمّ تمثّل عليه السلام بقول الشاعر:|

    لبّث قليلاً يلحق الهيجا حمل *** لا بأس بالموت إذا الموت نزل

    فسيطلبك من تطلب، و يقرب منك ماتستبعد، وأنا مرقل نحوك بحجفل من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، شديد زحامهم ساطع قتامهم متسربلين سرابيل الموت،أحبّ اللقاء إليهم لقاء ربّهم قد صحبتهم ذريّة بدريّة وسيوف هاشميّة قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدّك وأهلك وماهى من الظالمين ببعيد'.

    هذا تمام كلامه عليه السلام(

    51) وبه تتمّ الفائدة السادسة.

    وقد نظم بعض الشعراء معنى ماذكره عليه السلام وتميّزه بذلك على غيره فقال:

    أ أبوه ربّى المصطفى وحماه *** عن كيد العدا مذ كان أم أبواهما

    أو أمّه ألقى النبي رداءه *** حبّاً لها باللَّه أم أمّاهما

    أبناه /260/ سادات أهل جنّات العلى *** سبطا رسول اللَّه أم أبناهما

    أمحمّد من فوق عاتقة إلى *** أصنامهم رقّاه أم رقّاهما

    قل لي أ أعطاه الإله براءة *** ليذيعها في الناس أم أعطاهما

    وغداة خيبر حين عنها وليّا *** هلعين قد زهقت لها نفساهما

    قال النبي غداً سأعطيهافتىً *** أعناه أم في ذاك كان عناهما

    أبغسله و بدفنه و ديونه *** وعداته وصّاه أم وصّاهما

    الفائدة 07 في آية المناجاة وتصدق علي قبلها، ونسخ الآية قبل أن يعمل بها غيره

    قوله |عليه السلام|: 'هل فيكم أحد ناجى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عشر مرّات يقدّم بين يدي نجواه صدقة قبلي(

    52)؟

    قال شيخ الإسلام أيده اللَّه: وقد تقدم ذلك بطريق أخرى إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم و فيه أيضاً ما:

    أخبرنا به الشيخ العالم الصالح محيى الدين أبوعبداللَّه محمّد بن أحمد القرشي رضى الله عنه رفعه بإسناده المتقدّم إلى السيّد الإمام أبي طالب عليه السلام(

    53) قال: أخبرنا أبوعبداللَّه محمّد بن بندار، قال: حدّثنا الحسن بن سفيان، قال: حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة وعليّ بن الحسين بن سليمان، قالا: حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا عبيداللَّه الأشجعي، عن سفيان بن سعيد، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي علقمة |عليّ بن علقمة| الأنماري:

    عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: لمّا نزلت 'إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة' |12/المجادلة 58| قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما ترى ديناراً'؟ قلت: لايطيقونه. قال: 'فكم '؟ قلت: شعيرة. قال: 'إنّك لزهيد'. قال: فنزلت 'ءأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات' |13/المجادلة: 58|، قال عليّ عليه السلام: فبي خفّف اللَّه عن هذه الأمّة.

    وقد ذكرنا فيما تقدّم طريقاً أخرى فيها قال: عليّ عليه السلام: كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فتصدّقت بدرهم عند كلّ سؤالي.

    فهذا معنى قوله: 'إنّه ناجى عشر مرّات' ولم يعمل بهذه الآية أحد قبله ولا بعده بل نسخت بعد عمله عليه السلام بها فكان ذلك فضلا عالياً وشرفاً سامياً.

    خصائص كثيرة لعلي مستفادة من حديث المناشدة

    الفائدة 08

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'من كنت مولاه فعليّ مولاه' و قد تقدّم تفصيل ذلك(

    54) وذكرنا طرفاً من طرقه.

    الفائدة 09

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ' وقد بيّنا تفصيله فيما مضى(

    55) وزاد هاهنا |على ما تقدّم| قوله عليه السلام: 'وأشدّهم حبّاً لك ولي' وهذا يقتضي تميّزه |عليه السلام| على سائر الصحابة أجمعين /261/ و |على| غيرهم من المسلمين لأن اللَّه تعالى يقول: 'والّذين آمنوا أشدّ حبّا للَّه' |165 البقرة: 2| فإذا كان عليّ أشدّم حبّا للَّه كان ذلك كاشفاً عن فضله لأنّ محبّة اللَّه تعالى هى الايثار لطاعته وأشدّهم حبّاًله أكثرهم ايثاراً لطاعته، وهذا يشهد بمزيّته عليهم أجمعين.

    الفائدة 10

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله' و قد بيّنا تفصيل ذلك ببعض طرقه وفوائده(

    56) .

    وقوله: 'إذ رجع غيري منهزماً' فقد بيّنا رجوع عمر يجبّن أصحابه ويجبنونه وذلك مما لاخلاف فيه بين نقلة الحديث(

    57)، وإنّما الخلاف في أبي بكر وفي بعض الطرق أيضاً أنه تقدّم أوّلاً ثمّ رجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبنونه.

    وفي لفظ الحديث الآخر بالطريق الأخرى عند هذه القصّة في صفة عليّ عليه السلام 'ليس برعديد ولاجبان'.

    وهذه شهادة من لايجوز عليه الكذب في خبره، وقد شهد لذلك الخلق وانعقد

    عليه الإجماع، فإنّه لا خلاف بين الأمّة أنّه لم ينكل عن عدوّ ولاعرف فراراً قطّ على كثرة انغماسه في الحروب بخلاف غيره من الصحابة، فإنّه قد اعتصم بالفرار وولّى الأدبار، ولم يقف عليه السلام موقفاً إلّا وانقلب فائزاً بالشرف الأعلى والحظّ الأسنى.

    الفائدة 11

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لبني لهيعة(

    58): لتنتهينّ |بنو لهيعة| أو لأبعثنّ إليكم رجلاً كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي بعصاكم بالسيف غيري'.

    وهذا يشهد بمزيّة له على سائر الصحابة لأنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم جعله كنفسه وإنّما أراد طريقة الفضل في الجملة والرئاسة على الأمّة ولهذا عقّبه بقوله: 'طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي'، وقد علمنا أن طاعة الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما حتمه حتم و أن معصيته حرام فإذا كان ذلك ثابتاً لعلي عليه السلام كان إماماً على الأمّة حتّى يعقل وجوب طاعته عليهم وتحريم معصيته وإذا جعله الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم كنفسه وقد علمنا أنّه لايجوز أن يعتدّ بأمر أحد ولابنهيه في حياة الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكذلك لايعتدّ بأمر أحد ولابنهيه في حياة عليّ عليه السلام وهذا يوضح أنّه أحقّ بالخلافة من المتقدّمين عليه.

    ونظير ما رواه عليه السلام ماروينا |ه| بالإسناد المتقدّم إلى أبي الحسين عبدالوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق قراءة عليه(

    59) قال حدّثنا عثمان بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن يوسف بن بشر قال: حدّثنا عبداللَّه بن بركة، قال: حدّثنا عبدالرزّاق، قال: حدّثنا معمر، عن سهيل عن ابن طاووس:

    عن المطلب بن عبداللَّه بن حنطب قال: لمّا قدم وفد /262/ ثقيف على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلاً منّي أو كنفسي فليضربنّ أعناقكم وليأخذنّ أموالكم و ليسبينّ ذراريكم'.

    قال عمر: فجعلت أنصب صدري وأقوم على أطراف أصابعي رجاء أن يقول هو هذا! قال: فوضع يده على علي عليه السلام |و| رضى الله عنه وقال: هو هذا، هو هذا.

    الفائدة 12

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد قال |له| رسول اللَّه

    صلى اللَّه عليه و آله وسلم: 'كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض هذا' غيري'؟ وهذا يقتضي انه لا يقارف عظيمة ولا يواقع كبيرة وإلّا وجبت بغضته ولا يكون حينئذ من أبغضه مذموماً ولا كاذباً في دعوى محبّة الرسول صلى اللَّه عليه و آله سلم. وإذا كان المعلوم ضرورة من حال معاوية أنّه |كان| يبغض علياً عليه السلام كان كاذباً في دعوى محبّة الرسول صلى اللَّه عليه و آله وسلم.

    وقد بيّنا نظائر ذلك من قوله صلى اللَّه عليه و آله وسلم: 'لايحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق' وغيره.

    الفائدة 13

    قوله: 'هل فيكم أحد سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبريل وميكائيل وإسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم من القليب غيري'؟ وهذا هو الشرف العالي والفضل السامي فلم ينقل مثل ذلك لأحد من ولد آدم صلى اللَّه عليه وسلم و ذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد إلى ابن حنبل في مسنده(

    60) قال:

    حدثنا عبداللَّه بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي قال: حدثنا سعد بن الصلت، قال: حدثنا أبوالجارود الرحبي عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث:

    عن علي عليه السلام قال: لماكانت ليلة بدر قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله وسلم:

    'من يستقي لنا من الماء'؟ فأحجم الناس!! فقام علي عليه السلام فاختضن قربة ثم أتى بئراً بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها، فأوحى اللَّه عزّوجلّ إلى جبريل وميكائل وإسرافيل: تأهّبوا لنصر محمّد عليه السلام. فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه فلمّا حاذوا البئر سلّموا على علي عليه السلام من عندربّهم عن آخرهم إكراماً وتبجيلاً.

    فانظر إلى هذا الفصل المبين الّذي إنفرد به أميرالمؤمنين سلام اللَّه عليه وعلى ذرّيته الميامين.

    الفائدة 14

    قوله عليه السلام: "هل فيكم أحد قال له جبريل: 'هذه هي المواساة'، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّه منّي وأنا منه'.فقال جبريل: وأنا منكما؟"(

    61) .

    وهذا علاً ينتعل الكواكب؟ وتعثوا له الشهب الثواقب؟ و قد بيّنا الحديث مفصّلاً في قصّة "أحد" و كلّ واحد من هذه الألفاظ يفيد نوع شرف لأنّ قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إنّه منّي' يفيد فضلاً عظيماً، وقوله: 'وأنا منه أعظم في إفادة الفضل والشرف، ثمّ قول جبريل صلى اللَّه عليه: 'و أنا منكما' من أظهر كلام في فضل عليّ عليه السلام وفيه صحّة ما روي أنّ /263/ قوله تعالى: 'ويتلوه شاهد منه' |17/هود:11| أنّ المراد بقوله: 'منه' عليّ عليه السلام(

    62)، ومتى كان تالياً له وجب أن يتلوه في كلّ فضل وشرف وحكم- إلّا ما خصّه الدليل- فيتلوه في أنّه أفضل أهل عصره وأعلمهم و أزهدهم وأعبدهم وغير ذلك من خصال الفضل، ويتلوه في إقاله الولاية على الأمّة(63) والرئاسة عليهم فيكون إماماً بذلك، لأنّ اللَّه أطلق أنّه قال له ولم يذكر حكماً معيّناً فدخل تحت ذلك كلّ حكم- إلّا ما خصّه الدليل- و من جملته ملك التصرف على الصحابة فكان إماماً.

    وهذه الآية أحد العمد الّتي استدلّ بها علماؤنا رضي اللَّه عنهم على إمامته عليه السلام، والأخبار الّتي وردت بقوله في عليّ عليه السلام إنّه منه، كثيرة نحو قوله: 'أنت مني بمنزلة هارون من موسى'، و قوله: 'عليّ منّي كرأسي من جسدي'، وأشباه ذلك(

    64).

    الفائدة 15

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد نودي من السماء: 'لاسيف إلّا ذوالفقار ولافتى إلّا عليّ غيري؟' وقد بيّنا رواية ذلك بإسناده، وفيه أوفى دلالة على أنّ له السبق في ذلك المقام على الخاص والعام من أهل الإسلام وهذا ظاهر عند المحدّثين وكل واحد من اللفظين يفيد الشرف و مثله لم ينقل لأحد من الأوّلين والآخرين والماضين والغابرين.

    الفائدة 16

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم غيري؟' و قد بيّنا تفصيل ذلك (

    65).

    الفائدة 17

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه وآله وسلم إنّي قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت يا عليّ على تأويل القرآن غيري'؟(

    66)

    ورواه أيضاً المتقى في منتخب كنز العمّال المطبوع بهامش مسند أحمد: ج 5، ص 27.

    قال شيخ الإسلام أيده اللَّه: ولاشبهة أنّ أحداً من الصحابة ما قاتل على تأويل القرآن سوى عليّ عليه السلام.

    و فيه أيضاً؟ ما رويناه بالإسناد إلى القاضي الزّكي أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفار رحمه الله(

    67) قال: حدّثنا أبوعمر بن مهدي البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن عقدة الحافظ، قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد الهمداني قال: حدّثنا فطر بن خليفة ويزيد بن معاوية العجلي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه:

    عن أبي سعيد الخدري قال: خرج إلينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد انقطع شسع نعله فد فعها إلي عليّ ليصلحها ثمّ جلس وجلسنا حوله كأنّما على رؤسنا الطير، فقال: 'إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت الناس على تنزيله'. فقال أبوبكر: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: 'لا'. فقال عمر: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: 'لا، ولكنّه خاصف النعل'. قال: فأتينا عليّاً نبشّره بذلك فكأنّه

    لم يرفع به راساً؟ كأنّه قد سمعه قبل.

    قال إسماعيل بن رجاء: فحدّثني أبي، عن جدّي أبي أمّي حزام بن زهير أنّه كان عند عليّ في الرحبة، فقام إليه /264/ رجل فقال: يا أميرالمؤمنين هل كان في النعل حديث؟ فقال: 'اللهمّ إنّك تعلم أنه كان مما يسرّه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم' وأشار بيديه ورفعهما(

    68) .

    قال شيخ الإسلام أيدّه اللَّه: وأراد |صلى اللَّه عليه وآله وسلم| بالقتال على تأويل القرآن قتال عليّ للناكثين والقاسطين والمارقين، لأنّهم تعلّقوا بالتأويلات الفاسدة والوهوم الباطلة(

    69) ولهذا سمّوا فسّاقاً من جهة التأويل لأنهم لم يركبوا فسقاً يعلم ضروة من دين النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكان فسقهم فسق تأويل بخلاف الفسق الصريح فإنّه ما يعلم ضرورة من دين النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّه فسق نحو تحريم الخمر والزنا والربا وغير ذلك |ممّا كان معاوية الخنا غريقاً فيها| ولكلّ واحد منها حكم يخصّه و قد يجوز في الفسق من جهة التأويل أن يكون عقاب صاحبه أعظم من فسق الصريح إذا تضمن مفاسد عظيمة وضرراً عظيماً في الدّين، ولهذا فإن ضرر معاوية في الّدين بقتال عليّ عليه السلام أكبر من الضرر بشرب الخمر ممّن يشربها، فكان عقابه أعظم لأنّه شرع باب البغي على الأئمة(70) وقتل صفوة الأمّة كما قال علماؤنا رضي اللَّه عنهم: 'إن كفر الجبرية وإن كان طريقة التأويل أكبر من كفر اليهود والنصارى' وكان هذا ألتأويل صريحاً لأنّ عند الجبريّة أنّ كلّ كفر فاللَّه خلقه ورضي به وحال بين العبد وبين نقيضه من الإيمان فكان كفرهم أعظم وضلالهم أشنع.

    الفائدة 18

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد ردّت عليه الشمس حتّى صلّى العصر في وقتها غيري؟'.

    قال شيخ الإسلام أيدّه اللَّه: وهذه فضيلة انفرد بها عليّ عليه السلام عن ولد آدم أجمعين سوى يوشع بن نون(

    71) صلى اللَّه عليه وسلم وهي قاضية لعليّ عليه السلام بالزلفة العظمى والفضيلة الكبرى وفيها طرق سوى ذلك.

    منها ما روينا بالإسناد المتقدّم إلى القاضي أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفار رحمه الله قال: حدّثنا أبوعمر بن مهدي قال: حدّثنا أبوالعباس ابن عقدة(

    72) قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا وفضل بن الحسن بن زيد قالا: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك، قال: حدّثنا أبي: |عن|

    عروة بن عبداللَّه بن قشير قال: دخلت على فاطمة ابنة عليّ بن أبي طالب فرأيت في عنقها خرزة ورأيت في يدها مسكتين و هي عجوز كبير فقلت لها: ما هذه؟ فقالت: إنّه يكره للمرأة أن تشبه بالرجال، ثمّ حدّثتني أنّ أسماء بنت عميس حدّثتها أن عليّ بن أبي طالب دفع |إلى| النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم و قد أوحى إليه فجلّله بثوبه ولم يزل كذلك حتّى أدبرت الشمس تقول غابت فلمّا سرى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم رفع رأسه فقال: صلّيت يا عليّ العصر؟ فقال: لا. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اللهمّ ارددها على عليّ'. قالت أسماء: فواللَّه لنظرت إليها بيضاء على هذا الجبل حتّى صلّى |عليّ| فرأيتها طلعت حتّى صارت وسط المسجد(

    73) .

    الفائدة 19

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم /265/ أحد أمره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يأخذ براءة من أبي بكر فقال له أبوبكر: يا رسول اللَّه أ نزل فيّ شيء؟ فقال له: إنّه لايؤدّي عنّي إلّا عليّ غيري؟'.

    وقد روي هذا الحديث بطرق كثيرة مختلفة من ذلك:

    ما روي عن ابن عباس أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث أبابكر للحج ودفع إليه براءة وأمره أن ينادي بكلمات ثمّ أتبعه عليّاً فبينا أبوبكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم القصوى فخرج أبوبكر فزعاً فإذاً عليّ فدفع إليه كتاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأمّره على الموسم(

    74) وأمر عليّاً أن ينادي بالكلمات فلمّا قدم أبوبكر قال: يارسول اللَّه أحدث فيّ شيء؟ قال: لا إلّا خير ولكني أمرت أن لايبلغها إلّا أنا أورجل منّي.

    الفائدة 20

    هل فيكم من قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أنت منّي بمنزلة هاون من موسى إلّا أنّه لانبيّ بعدي؟'.

    وقد قدّمنا ذلك ببعض طرقه و ذكر فوائده.

    ورواه جماعة منهم عليّ عليه السلام والخدري وسعيد؟ وابن عباس و جابر بن عبداللَّه وجابر بن سمرة وأسماء بنت عميس و أبورافع و عقيل و غيرهم(

    75) وهو في الصحيحين جميعاً(76) وتلقّته الأمّة بالقبول فكان ذلك دلالة على صحتّه(77).

    الفائدة 21

    قوله عليه السلام: 'لايحبّك إلّا مؤمن ولايبغضك إلّا كافر'، وقد بيّنا طرفاً من طرق ذلك فوائده، وأنّه أظهر دليل في تعطّب معاوية وأتباعه وكذلك جميع من حارب أميرالمؤمنين وعاضبه؟.

    الفائدة 22

    قصّة سدّه |صلى اللَّه عليه وآله وسلم| الأبواب إلّا باب عليّ عليه السلام وإنكار من أنكر ذلك حتّى قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت بابه بل اللَّه سدّ أبوابكم وفتح بابه'، وفي ذلك طرق:

    منها ما رويناه بالإسناد المتقدّم إلى ابن المغازلي(

    78) قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال: حدّثنا أبوالحسين محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع، قال: حدّثنا جعفر بن عبداللَّه بن محمّد قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدّثنا سلام بن عمر|ة|، عن معروف بن الخرّبوذ(79)، عن أبي الطفيل:

    عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لمّا قدم أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لاتبيتوا في المسجد فتحتلموا'.

    ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد و أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبابكر فقال: إنّ |رسول| اللَّه يأمرك أن تخرج من المسجد. فقال: سمعاً وطاعة. فسدّ بابه و خرج من المسجد. ثمّ أرسل إلى عمر فقال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يأمرك أن تسدّ بابك الّذي في المسجد و تخرج. فقال: سمع وطاعة للَّه ولرسوله(

    80) غير أنّي /266/ أرغب إلى اللَّه في خوخة في المسجد!! فأبلغه معاذ ما قال عمر.

    ثمّ أرسل إلى عثمان و عنده رقيّة، فقال: سمع وطاعة فسدّ بابه |وخرج من المسجد 882"|(

    81).

    ثمّ أرسل إلى حمزة فسدّ بابه و قال: سمعاً وطاعة للَّه ولرسوله.

    وعليّ على ذلك يتردّد لايدري أهو فيمن يقيم أم فيمن يخرج، و كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قد بنى له بيتاً في المسجد بين أبياته فقال له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أسكن طاهراً مطهّراً'. فبلغ حمزة قول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعليّ، فقال: يا محمّد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبدالمطلب؟ فقال له نبي اللَّه: 'لا، لو كان الأمر إليّ ما جعلت الأمر من دونكم من أحد، واللَّه ما أعطاه إيّاه إلّا اللَّه وإنك لعلى خير من اللَّه ورسوله أبشر'.

    فبشّره النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقتل يوم أحد شهيداً.

    ونفس ذلك رجال على عليّ فوجدوا في أنفسهم وتبيّن فضله عليهم و على غيرهم من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله فبلغ ذلك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقام خطيباً فقال:

    'إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أنّي أسكنت عليّاً في المسجد |وأخرجتهم |(

    82) واللَّه ما أخرجتهم ولا أسكنته إنّ اللَّه عزّ وجلّ أوحى إلى موسى و أخيه 'أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة' |87/يونس:10| وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولاينكح فيه ولايدخله إلّا هارون وذرّيّته، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى وهو أخى دون أهلي ولايحلّ مسجدي لأحد |أن| ينكح فيه النساء إلّا عليّ وذرّيّته، فمن ساءه فهاهنا'. وأومئ بيده نحوالشام!!.

    وقد ذكر القاضي ابن المغازلي |للحديث| طرقاً سوى ذلك (

    83).

    وروينا بالإسناد المتقدّم إلى القاضي الفاضل أبي علي الحسن بن عليّ الصفار رحمه الله(

    84) قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عليّ بن عمارة قراءةً عليه، قال: حدّثنا أبوالعباس أحمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ الفلاس قال: حدّثنا محمّد بن عبداللَّه بن سليمان الحضرمي قال: حدّثنا يحيى بن حمزة التمّار قال: سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن أميّة، عن جسرة:

    عن أم سلمة قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ألا إنّ مسجدي حرام على كلّ حائض من النساء و على كلّ جنب من الرّجال إلّا على محمّد وأهل بيته: عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام'(

    85).

    الفائدة 23

    تخصيصه بالمناجاة يوم الطائف و قول الناس ناجاه فأخبرنا صلى اللَّه عليه وآله بأن اللَّه انتجاه و قد بيّنا ذلك بطرق أخرى(

    86)، وهو زيادة في شرفه عليه السلام.

    الفائدة 24

    قوله عليه السلام: 'أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: الحقّ مع عليّ و عليّ مع الحقّ يزول الحقّ مع عليّ حيث زال'(

    87) وهذا يشهد بعصمة عليّ عليه السلام و أنّه مع الحقّ لايفارقه بحال، ومتى كان كذلك كان قوله حجّة واجبة الإتّباع لأنّ أقواله و أفعاله إذا علم على القطع صحّتها فلابدّ أن يلزم الانقياد لها كما يلزم الانقياد لما قطع على أنّه حقّ /267/ وهذا يدلّ على أن قوله يقطع الإجتهاد(88) وهو الظاهر من مذهب أئمّتنا عليهم السلام و إن كان قدمرّ للإمام المنصور باللَّه عليه السلام في بعض كلامه ما يخالف ذلك و |لكن| له قول آخر يطابق ما قاله الجمهور من أئمّتنا عليهم السلام ولسنا نعلم أحداً من عيون العترة عليهم السلام يذهب الى تجويز مخالفته فيما يصحّ عنه(89) والخبر المذكور دليل على أنّ قوله حقّ وكذلك غيره من الآثار، وبالجملة فلا خلاف بين العترة في عصمته فلم يجز مخالفته لأنه لايجوز العدول من المعلوم إلى المظنون كما في القبلة إذا أمكن إصابة عينها بأن يكون المصلّي في بعض بيوت مكة، فإنّه لايجوز له أن يطرح ذلك و يعدل إلى غالب ظنّه.

    فإذا ثبت أنّ اجتهاده حقّ على القطع(

    90) واجتهاد غيره ليس كذلك لم يجز الرجوع إلى اجتهاد غيره و ترك اجتهاده لأنّ ذلك هو إطراح المعلوم إلى المظنون. وقد روينا بالإسناد وإلى أمّ سلمة رضي اللَّه عنها عن النبي صلى اللَّه عليه وآله

    وسلم أنّه قال: 'عليّ مع الحقّ والقرآ ن، والحقّ و القرآن مع عليّ ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض'(

    91) .

    وكذلك خبر المنزلة فإنّه دليل على أن قوله حقّ لأنّه يدخل في جملة منازل هارون من موسى و قد مرّ تفصيله.

    الفائدة 25

    قوله صلى اللَّه عليه: 'إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض'(

    92)، وقد بيّنا طرقاً من طرق ذلك(93) وهو من الآثار الظاهرة و فيه دلالة على أن إجماع العترة عليهم السلام حجّة من وجوه:

    احدها : إنّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جمع بين العترة والكتاب ولاخلاف أن الكتاب حجّة ولايجوز أن يقرن في الحكمة بين الحجّة وبين ماليس بحجّة لأنّ ما ليس بحجّة لايلزم الرجوع إليه بخلاف الحجّة فإنّه يجب الرجوع إليها فوجب أن تكون العترة حجّة كالكتاب حتّى يحسن الجمع بينهما.

    ثانيها : انّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم علق نفي الضلال بهما بقوله لن تضلوا ما استمسكتم بهما وهذا يوجب ان يكون تابع العترة عليهم السلام غير ضال ولولا أنّ قولهم حجّة وأنّه لايجوز عليهم الضلال وإلّا لم يجز ذلك، وكيف يعلّق صلى اللَّه عليه وآله

    وسلم نفي الضلال بالتمسك بهم وهم ضالون ولو جاز عليهم الضلال والحال هذه لجاز في الكتاب ان يكون ضلالا حتّى لايجوز الرجوع إليه بحال و هذا باطل عند الأمّة.

    ثالثها

    قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ولن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض'، وإذا لم تفارق العترة الكتاب وجب في قولها أن يكون حقاً وصواباً لأنه لوجاز عليها الضلال كانت قد فارقت الكتاب لأنّه لايجوز فيه ذلك إذ هو حجّة واجبة إلإتّباع لأنه كلام من لايجوز عليه القبيح لعلمه بقبحه وعلمه بغناه عن فعله.

    الفائدة 26

    اضطجاعه على فراش رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم واقياً له بنفسه وقد بيّنا تفصيل ذلك وورود الآية وهي قوله تعالى: 'ومن الناس مَن يَشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه' |207/البقرة: 3| في شأنه عليه السلام(

    94).

    الفائدة 27

    مبارزته لعمرو بن عبدودّ و قد بيّنا ذلك(

    95) وما كان له في مقابلته من الكرامة العجيبة والتحفة الّتي وصلت إليه من الجنّة.

    وقد روينا عن حذيفة أنّه قال: لو وضعت أعمال الأوّلين والآخرين في الميزان وقتل عليّ عليه السلام عمرو بن عبدودّ حين حاد عنه المسلمون- وتضيّق عليهم الخطب- لرجح |على أعمالهم|(

    96) وفي هذا أوفى شرف.

    الفائدة 28

    آية التطهير وقد بيّنا الآثار الواردة في ذلك ودلالتها على فضله(

    97) وفضل العترة عليهم السلام وأنها قاضية بأنّ إجماعهم حجّة واجبة الإتّباع.

    الفائدة 29

    قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه: 'أنت سيّد العرب'(

    98)، وإنّما أراد بذلك ملك التصرف لأنّ سيّد القوم هو المالك للتصرف فيهم. وقيل أيضاً: السيّد الكريم. وقيل: حسن الخلق. وقيل: الحليم. وكلّ ذلك قدحصل في حقّ أميرالمؤمنين عليه السلام على أبلغ الوجوه، وقد بيّنا قول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'وأحلمهم حلماً وأحسنهم خلقاً'.

    الفائدة 30

    قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما سألت اللَّه شيئاً إلّا سألت لك مثله'(

    99) ولاحظ أيضاً ما نذكره قريباً عن ابن أبي عاصم.

    وإذا دعا له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بذلك فدعاؤه مجاب لأنّ اللَّه تعالى وعد الإجابة سائر المؤمنين، فكيف بخاتم النبيّن صلى اللَّه عليه وآله الأكرمين.

    وقد روينا بالإسناد إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه يحيى بن الحسين قدس اللَّه روحه(

    100) قال: أخبرنا الحكم بن محمّد بن إسماعيل بن الحكم المخزومي بقراءتي

    عليه |في جامع الكوفة| قال: أخبرنا أبوالطيب محمّد بن الحسن بن النحاس السلمي(

    101) قال: حدّثنا أبوالحسين عليّ بن العباس بن الوليد البلخي(102) قال حدّثنا عباد بن يعقوب |الرواجني| قال: أخبرنا عليّ بن هاشم، عن أبي الجحاف:

    أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: حدّثنا بأعجب سابقة كانت لك على لسان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم؟! فقال |عليه السلام|: قدكانت لي سوابق كثيرة على لسان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم |ومرضت مرّةً فعادني النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فدخل عليّ وأنا مضطجع فأتى إلى جنبي فسجّاني بثوبه، فلمّا رأى أنّي قد ضعفت قام إلى المسجد يصلي فلمّا قضى صلاته جاء فرفع الثوب عنّي| فقال: 'يا عليّ ما سألت ربّي الليلة لنفسي شيئاً إلّا أعطيته، ولا سألت لنفسي شيئاً إلّا سألت لك مثله فأعطاني' (

    103).

    وهذا فيه أوفى تصريح بما قلناه، و هو أظهر دليل على شرف عليّ عليه السلام وفضله وارتفاع درجته وعلوّ منزلته عنداللَّه تعالى.

    ذكر معالى أبي طالب، وبعض غرر أبياته، وفي ذيله كلام شريف لمحمّد ابن الحنفية في تقريض أبيه

    ونعود إلى فوائد خبر المناشدة بالطريق الثانية الّتي قدّمناها عطفاً على ما في الطريقة الأولى ونترك منها ما قد ذكرناه:

    الفائدة 31

    قوله: 'هل فيكم من أحد صلىّ القبلتين غيري؟'.

    الفائدة 32

    قوله: 'هل فيكم من أحد /269/ نصر أبوه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو مشرك غيري؟'(

    104) .

    |قال المؤلّف:| وقد بيّنا ما كان من أبي طالب في حقّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه

    وآله وسلم من معاضدته ومناصرته والدفع عنه بكلّ وجه من الوجوه(

    105) وعظم ذلك على كفار قريش فلم يجدوا معه سبيلاً إلى ما يريدونه في حقّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بل حدب دونه وقام بنصرته، فلمّا رأوا ذلك اجتمعوا جماعة من أشرافهم؟ و قصدوه وقالوا: يا |أ| باطالب إنّ ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وعاب ديننا وسفّه أحلامنا وضلّل آباءنا فإمّا أن تكفّه عنّا وإمّا أن تخلّي بيننا وبينه فإنّك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه؟!! فقال لهم أبوطالب قولاً رفيقا وردّهم ردّاً جميلاً فانصرفوا عنه، و مضى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على ما هو عليه يظهر دين اللَّه و يدعوا إليه.

    ثمّ سرى الأمر بينهم و بينه حتّى تباعد الرجال وتضاغنوا وأكثرت قريش ذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فتذامروا فيه وحضّ بعضهم عليه.

    ثمّ إنهم مشوا إلى أبي طالب مرّة أخرى فقالوا له:يا |أ| باطالب إنّ لك نسباً وشرفاً ومنزلةً منّا وإنّا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم ينته عنّا، وإنّا واللَّه لانصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتّى تكفّه عنّا أو ننازله وإيّاك في ذلك حتّى يهلك أحد الفريقين،- أو كما قالوا- ثمّ انصرفوا عنه فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفساً بإسلام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولا خذلانه، ولمّا قالوا له ذلك بعث إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا ابن أخي، إنّ قومك قد جاؤني فقالوا لي كذا وكذا- |فذكر| الّذي كانوا قالوا له- فأبق عليّ وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق.

    قال فظنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّه قد كان بدا لعمّه فيه بدوّ وأنّه خاذله ومسلّمه، وأنّه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، قال: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'يا عمّ واللَّه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره اللَّه أو أهلك فيه ما تركته '. قال: ثمّ استعبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فبكى، ثمّ قام فولّى.

    فلمّا ولىّ ناداه أبوطالب فقال: اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت، فواللَّه ما أسلّمك لشيء أبداً.

    ثمّ إنّ قريشاً حين عرفوا أن أباطالب قد أبى خذلان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وإسلامه وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم، مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالواله: يا |أ| باطالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله فخذه فلك عقله وبصره واتخذه ولداً فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الّذي قد خالف دينك ودين آبائك /270/ وفرّق جماعة قومك وسفّه أحلامهم فنقتله فإنّما هو رجل كرجل!

    فقال: واللَّه لبئسما تسومونني، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟! هذا واللَّه لا يكون أبداً.

    قال: فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف بن قصيّ: واللَّه يا |أ| باطالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلّص ممّا تكره فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً. فقال أبوطالب للمطعم: واللَّه ماأنصفوني ولكنّك قد أجمعت على خذلاني ومظاهرة القوم فاصنع ما بدا لك أو كما قال.

    فحقب الأمر وحميت الحرب وتنابذ القوم ونادى بعضهم بعضاً و قام أبوطالب لمّا رأى قريشاً يصنعون بالمسلمين مايصنعونه من التعذيب في بني هاشم وبني المطّلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم والقيام دونه، فاجتمعوا إليه وقاموا معه فأجابوه إلى ما دعاهم إليه، إلّا ما كان من أبي لهب عدوّاللَّه.

    فلمّا رأى أبوطالب من قومه ما سرّه من جدّهم معه وحدبهم جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ويذكر فضل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيهم ومكانه منهم ليشيد بهم رأيهم وليحدبوا معه على أمره فقال:

    اذا اجتمعت يوماً قريش لمفخر *** فعبد مناف سرّها وصميمها

    وإن حصّلت أشراف عبدمنافها *** ففي هاشم أشرافها وقديمها

    وإن فخرت يوماً فإنّ محمّداً *** هو المصطفى من سرّها وكريمها

    تداعت قريش غثّها وسمينها *** علينا فلم تظفر وطاشت حلومها

    وكنّا قديماً لا نقرّ ظلامة *** إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها

    ونحمي حماها كلّ يوم كريهة *** ونضرب عن أحجارها من يرومها

    بنا انتعش العود الذوي وإنّما *** بأكنافنا تندي وتنمي أرومها(

    106)

    وأقام |أبوطالب| كذلك جادّاً مجدّاً في المحاماة عن رسول اللَّه صلى اللَّه وآله سلم.

    ومن قصيدته اللاّميّة(

    107)

    وهي طويلة- يذكر فيها قومه ويذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنّه غير مسلّم له إليهم- وهي مشهورة قال فيها وذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:

    كذبتم و بيت اللَّه نبزى محمّداً *** ولمّا نطاعن حوله ونناضل

    ونسلمه حتّى نصرّع حوله *** ونذهل عن أبنائنا والحلائل

    منها:

    وأبيض يستسقي الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل

    يلوذ به الهلاّك من آل هاشم *** فهم عنده في نعمة و فواضل

    ومنها /271/:

    لعمري لقد كلّفت وجداً بأحمد *** وإخوته دأب المحبّ المواصل(

    108)

    فمن مثله في الناس أيّ مؤمّل *** إذا قاسه الحكام عندالتفاضل

    عليم رشيد عادل غير طائش *** يوالي إلهاً ليس عنه بغافل

    فو اللَّه لولا أن أجي ء بسبّه *** تجرّ على أشياخنا في المحافل

    لكنّا اتّبعناه على كلّ حالة *** من الدهر جدّاً غير قول التهازل

    لقد علموا أن ابننا لامكذّب *** لدينا ولايعنا بقول الأباطل؟

    فأصبح فينا أحمد في أرومة *** يقصّر عنها سورة المتطاول

    جديت بنفسى دونه وحميته *** ودافعت عنه بالذرى والكلاكل

    وأقام أبوطالب كذلك حتّى اشتكي شكوة موته وبلغ ذلك قريشاً، فقالت بعضها بعضاً: إنّ حمزة وعمر قد أسلما وقد فشا أمر محمّد في قبائل قريش كلّها فانطلقوا |بنا| إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه ولنعطيه منّا(

    109) فإنّا واللَّه ما نأمن أن يبتزّونا أمرنا، فمضوا إلى أبي طالب فكلّموه وهم أشراف قومه؟ عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبوجهل بن هشام، وأميّة بن خلف وأبوسفيان بن حرب في رجال من أشرافهم، فقالوا: يا |أ| باطالب إنك منّا حيث قد علمت، وقد حضرك ماترى وتخوّفنا عليك، وقد علمت الّذي بيننا وبين ابن أخيك، فادعه فخذ له منّا وخذ لنا منه ليكفّ عنّا ونكفّ عنه، وليدعنا وديننا وندعه ودينه.

    فبعث إليه أبوطالب فجاءه فقال: يا ابن أخي هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك وليأخذوا منك. قال: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'نعم كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب و يدين لكم بها العجم'.

    قال: فقال أبوجهل: نعم و أبيك وعشر كلمات. قال: تقولون: 'لا إله إلّا اللَّه وتخلعون ما تعبدون من دونه'. قال: فصفقوا بأيديهم وقالوا: أتريد يا محمّد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً؟ إنّ أمرك لعجب. قال: ثمّ قال بعضهم لبعض: إنّه واللَّه ما هذا الرجل يعطيكم شيئاً مما تريدون، فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم حتّى يحكم اللَّه بينكم وبينه، قال: ثمّ تفرّقوا. قال: فقال أبوطالب لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا ابن أخي ما رأيتك سألتهم شحطاً؟ قال: فلمّا قالها أبوطالب طمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه، فجعل يقول: 'أي عمّ فأنت فقلها أستحلّ بها لك الشفاعة يوم القيامة'. قال: فلمّا رأى حرص رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يا ابن أخي واللَّه لولا مخافة السبّة عليك وعلى بني أبيك من بعدي وأن تظنّ قريش انمّا قلتها جزعاً من الموت لقلتها لا أقولها إلّا لأسرّك بها.

    فلمّا تقارب من أبي طالب الموت قال نظر /272/ العباس إليه |فرآه| يحرّك

    شفتيه قال: فأصغى إليه أذنيه، قال: فقال: يا ابن أخي واللَّه لقد قال أخي الكلمة، واللَّه لقد قال أخي الكلمة الّتي أمرته أن يقولها؟ قال: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لم أسمع'(

    110) .

    ثمّ توفّي أبوطالب وكانت وفاته قبل هجرة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، و هلكت خديجة في العام الّذي هلك فيه أبوطالب، ونالت قريش من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الأذى بعد وفاته ما لم تكن تطمع في حياته حتّى روي أنّه اعترضه سفيه من سفهائهم فنثر على رأسه تراباً فدخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول لها: 'لا تبكي يا بنيّة فإن اللَّه مانع أباك'. قال: وبين ذلك يقول: 'ما نالت منّي قريش(

    111) شيئاً أكرهه حتّى مات أبوطالب'.

    |قال المؤلّف:| وقد بيّنا ما ذهب إليه متأخّروا العترة(

    112) من تصحيح توبته وموته على الاسلام، وقد أكدّه ما رويناه عن العباس آنفاً وقد ذكرنا من شعره أيضاً مايدلّ على إسلامه وإقراره بنبوّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وما ذكره بعضهم من الدلالة على إسلامه مانقل عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من قوله في حديث الإستسقاء: 'للَّه درّ أبي طالب لوكان حيّاً لقرّت عيناه بي من ينشدنا قوله'. فقام أميرالمؤمنين عليه السلام قال: لعلّك يارسول اللَّه تعني قوله(113):

    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل

    فقال أجل:

    قالوا: فقوله: 'للَّه درّه' لايكون إلّا و هو من أهل الخير لأنّ من كان من أهل النار لايقال فيه ذلك.

    وقد ذكرالإمام المنصور باللَّه عليه السلام في قصيدته الميميه الّتي عارض فيها ابن المعتزّ على قصيدته الّتي يقول فيها:

    بني عمّنا راجعوا ودّنا *** وسيروا على السنن الأقوم

    لنا مفخر ولكم مفخر *** ومن يؤثر الحقّ لم يندم

    فأنتم بنو بنته دوننا *** ونحن بنو عمّه المسلم

    قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام |في جوابه|:

    بني عمّنا إنّ يوم الغدير *** يشهد للفارس المعلم

    أبونا عليّ وصىّ الرسول *** ومن خصّه باللوا الأعظم

    لكم حرمة بانتساب إليه *** وها نحن من لحمه والدم

    لئن كان يجمعنا هاشم *** فأين السنام من المنسم

    وإن كنتم كنجوم السما *** فنحن الأهلّة للأنجم

    ونحن بنو بنته دونكم *** ونحن بنو عمّه المسلم

    حماه أبونا أبو طالب *** وأسلم والناس لم تسلم

    وقد كان /273/ يكتم إيمانه *** فأمّا الولاء فلم يكتم

    وأيّ الفضائل لم يحوها *** ببذل النوال وضرب الكميّ

    قفونا محمّد في فعله *** وأنتم قفوتم أبا مجرم(

    114)

    هدى لكم الملك هدى العروس *** وكافأتموه بسفك الدم

    ورثنا الكتاب وأحكامه *** على مفصح الناس والأعجم

    فإن تفزعوا نحو أوتاركم *** فزعنا إلى آية المحكم

    أبشرب الخمور وفعل الفجور *** من شيم النفر الأكرم

    قتلنم هذاة الورى الطاهرين *** كفعل يزيد الشقي العمي

    فخرتم بملك لكم زائل *** يقصر عن ملكنا الأدوم

    ولابدّ للملك من رجعة *** إلى سالك المنهج الأقوم

    إلى النفر الشم أهل الكسا *** ومن طلب الحقّ لم يظلم

    تغشون بالنور اقطارها *** وتنسل عن ثوبها الاسجم

    ومتى تقرر إسلام أبي طالب وحميد غنائه وذبّه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بحيث لم يقم مقامه في ذلك سواه استقام افتخار أميرالمؤمنين عليه السلام فإنّه تميز على سائر الصحابة أجمعين بذلك فكان ذلك زياده في شرفه عليه السلام.

    قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام: خير في حكمه خير الابات من يطول عنق ولده بذكره و يجرى السنة الأكثر بشكره.

    الفائدة 33

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد أقتل لمشركي قريش في حرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم- واخراجه ناحرا عنه(

    115) عند كل شديده تنزل متّى؟'.

    وقد بيّنا طرفاً من مواقفه عليه السلام بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم

    ولا شبهه أنّ له في هذا الشأن المزيّة الظاهرة على كافة الصحابة، ويكفيك شهادة رضوان |له بقوله|:

    لاسيف إلّا ذو الفقار *** ولافتى إلّا عليّ

    فهذا شيء تنقطع عنده الأمانّي إذ لم ينقل مثله لأحد من ولد آدم على كثرة المجاهدين، وذبّ الذّابين عن دين اللَّه تعالى وذلك زيادة في فضل عليّ عليه السلام، لأنّه أشرف الطاعات، قال اللَّه تعالى: 'وفضلّ اللَّه المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ورحمة وكان اللَّه غفوراً رحيماً' |95 ـ 96/النساء: 4|.

    ومتى تقرّر فضل المجاهدين على القاعدين فلاشبهة أنّ أفضل المجاهدين أكثرهم عناءاً في الدفع عن الموحّدين، وأثراً في الكافرين المعتدين، وعليّ عليه السلام في هذا الباب السابق الّذي لايبارى والمجلي الّذي لايجارى!!

    وقد ذكره محمّد بن الحنفية عليه السلام في كلام له في بعض موافقه بصفّين وقد سمع قولهم: 'هذا ابن أبي تراب'، فقال عليه السلام: إخسؤا ذرّية النار- واخسؤا ذرّية النفاق؟ وحصب جهنّم أنتم لها واردون- (

    116)عن الأسل النافد؟ والنجم الثاقب والقمر المنير ويعسوب المؤمنين من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها أونلعنهم كمالعنّا أصحاب السبت /274/ وكان أمراللَّه مفعولاً(117) أولا تدرون أيّ عقبة تتسنّمون(118) |وأنّى تؤفكون| بل ينظرون إليك وهم لايبصرون(119) أصنو رسول اللَّه تستهدفون ضلة بكم؟ هيهات برزو اللَّه بسبق وفاز بخصل، محرزاً لقصبات سبقه فانحسرت عنه الأبصار، و تقطّعت دونه الرقاب، واحتقرت

    دونه رجال فكرثهم السعي وفاتهم الطلب، وأنّى لهم التناوش من مكان بعيد(

    120) فخفضاً |خفضاً|.

    اقلوا |عليكم| لا أباً لأبيكم *** من اللؤم أو سدّوا المكان الّذي سدّوا

    وأنّى تسدّون مسدّ أخي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إذا شفعوا وشبيه هارون إذ منحوا؟ والبادي نبذر إذ بدروا؟ والمدعوّ إلى الخيبر اذ نكلوا؟ والصابر مع هاشم يوم هاشم إذ خضلوا، والخليفة على المهاد ومستودع الأسرار.

    تلك المكارم لاقعبان من لبن *** شيسا بماء فعادا بعد أبوالا

    وأنّى يبعد عن كلّ مكرمة وعلاء وقد يمتّه ورسول اللَّه أبوّة؟ وتفيّئا في ظلّ ودرجا فى سكن، وربّيا في حجر منتحبان مطهّران من الدنس؟ فرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم للنبوّة و أميرالمؤمنين للخلافة، لخلافة قد رفع اللَّه عنها سنّة الاستبداد، و طمس عنها وسم الذلّة، فقد حلاها عن شربها آخذاً بأكظامها يرحضها عن مال اللَّه حتّى غضّها فرض الكتاب، فجرجرت جرجرة العود فلفظته أفواهها ومجّته شفافها؟ ولم يزل على ذلك وكذلك؟ حتّى أقشع عنكم ريب الذلّة، واستنشقتم روح النصفة، وتطعّمتم قسمة السواء بسياسة مأمون الخرفة، مكتهل الحنكة، طبّ بأدوائكم قمن بداوئكم(

    121) ثبت بالربوة كالياً لحوزتكم جامعاً لقاصيتكم يقتات الخشن ويلبس الهدم ويشرب الخمس؟ وأنتم تريدون أن تطفؤا نوراللَّه بأفواهكم ويأبي اللَّه إلّا أن يتمّ نوره ولوكره المشركون.

    ثمّ إذا تكافح السيفان، وتنادت الأقران، وطاح الوشيح واستسلم الوسيط؟ وغمغمت الأبطال ودعيت نزال وعرّدت الكماة وقلصت الشفاه، وقامت الحرب على ساقٍ وسالت عن إبراق، ألفيت أميرالمؤمنين مثبتاً لقطبها مديراً لرحاها دلّافاً إلى البهم، ضرّاباً للمقل سلّاباً للمهج، تراكاً للمولّية؟ مثكل أمّهات ومؤيّم أزواج، و مؤتم أطفال، طامحاً في الغمرة، راكداً في الجولة يهتف أولاها فتنكف على أخراها فآونة يكفاها وفيئة يطويها طيّ الصحيفة، وتارة يفرّقها فرق الوفرة، فبأيّ مناقب أميرالمؤمنين تكذّبون؟ و عن أيّ مثل حديثه تروون؟ وربّنا الرحمان المستعان على ما تصفون.

    |قال المؤلف:| هذا آخر كلامه عليه السلام وقد نقلناه بتمامه لأنه يتعلق بما نحن بصدده وما أصدق وصفه وأحسن رصفها(

    122)، وللَّه |درّ| القائل:

    وقد وجدت مكان القول ذاسعة *** فإن وجدت لساناً قائلاً فقل

    وقد /275/ اتّسع ميدان الكلام و وجد من يحسن النظام وقد قال بعضهم في بعض من مدح أميرالمؤمنين وقرّطه وأحسن، فقال: وجد آجرّاً وجصّاً فبنى.

    وكيف يروم أحد الإحصاء لمناقبه عليه السلام مع ما أخبرنا به الفقيه العالم جمال الدين عمران بن الحسن بن ناصر أسعده اللَّه(

    123)، قال: أخبرنا الشيخ العالم عفيف الدين حنظلة بن الحسن بن شيبعان؟ رضى الله عنه قراءةً عليه بإسناده المتقدّم في أول الكتاب إلى الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان(124) قال: حدّثنا المعافى بن زكريّا أبوالفرج،عن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، عن الحسن بن محمّد بن بهرام، عن يوسف بن موسى القطان، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد:

    رواية ابن عباس عن النبي: 'لو أنّ الفياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب' عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لو أنّ الغياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام'.

    ذكر الفائدة 34

    فى احتجاج أميرالمؤمنين بثباته فى حرب الكفار فى يوم حين فر الآخرون، و فيه ذكره الجمل صاحب راية هوازن ثم قتله بيد رجل من الأنصار

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد وقف مع الملائكة يوم حنين غيري حين ذهب الناس؟' وقد بيّنا ماكان لأميرالمؤمنين عليه السلام في يوم حنين من العناء العظيم الّذي فاز فيه بالثناء العميم والخير الجسيم بعد انهزام المهاجرين والأنصار، إلّا نفر قليل من أهل بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحابه فيهم العباس بن عبدالمطلب وابن أخيه أبوسفيان بن الحارث وابنه جعفر، والفضل بن العباس وأبوبكر وعمر(

    125) وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد وأيمن بن أم أيمن بن عبيد |و| قتل يومئذ.

    قال العباس: إنّي لمَعَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء قد شجرتها بها؟ قال: وكنت امرءاً جسيماً شديد الصوت، قال: ورسول اللَّه يقول حين رآى ما رآى من الناس: أين الناس؟ فلم أرى الناس يلوون على شيء فقال: ياعباس اصرخ: يا معشر الأنصار، يا معشر أصحاب السمرة؟ قال: |فصرخت بهم| فأجابوا: لبّيك لبّيك. قال: فيذهب الرجل لينثني بعيره فلايقدر على ذلك؟ فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلّي سبيله فيؤمّ الصوت حتّى ينتهي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس فاقتتلوا فكانت الدعوى أوّل ما كان للأنصار ثمّ خلصت أخيراً بالخزرج؟ وكانوا صبّراً عند الحرب، فأشرف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ركابته؟ فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون فقال: 'الآن حمي الوطيس'، وأميرالمؤمنين عليه السلام يكرّ على أعداء اللَّه تعالى

    لم يعرف قراراً؟ بل هو أمام الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم يخوض لظاها ويغتسل بحذاها؟ وله الفضل في ذلك المقام على الجميع.

    وروي أنه كان في المشركين رجل على جمل له أحمر بيده راية سوداء /276/ على رأس رمح طويل أمام هوازن- وهوازن خلفه- إذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتّبعوه، فأتى أميرالمؤمنين عليه السلام من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه، ووثب رجل من الأنصار على الرجل فضربه ضربةً أطنّ قدميه بنصف ساقه فانجعف الرجل عن رجله(

    126).

    وأراد عليّ ابن أبي طالب عليه السلام بوقوفه مع الملائكة يوم حنين عند انهزام الناس |أن يكون من|(

    127) المدد الّذين أمدّ اللَّه بهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال تعالى: 'ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثمّ ولّيتم مدبرين ثمّ أنزل اللَّه سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذّب الّذين كفروا و ذلك جزاءُ الكافرين' |25 ـ 26/التوبة: 9|.

    وروي عن جبير بن مطعم قال: لقد رأيت- قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون- مثل السحاب الأسود أقبل من السماء حتّى سقط بيننا وبين القوم فنظرت فإذاً نمل

    اسود مبثوث قد ملأ الوادي لم أشكّ أنّها الملائكة ولم يكن إلّا هزيمة القوم، فهذه منقبة شريفة انفرد بها عليّ عليه السلام من أهل الشورى فكان أولى منهم بالإمامة عند كلّ من أنصف ولم يركب متن العناد.

    ذكر الفائدة 35

    قوله في إخبار جبرئيل بأنّ الجنّة أشوق إلى علي من شوقه إلى الجنّة، وحديث اشتياق الجنّة إلى علي وعمار وسلمان .

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد اشتاقث الجنّة إلى رؤيته بقول نبيّكم غيري؟' وإنّما يريد عليه السلام اشتياق أهل الجنّة إلى رؤيته ومن فيها من الحور وذلك ثابت فيما رويناه أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: 'والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً لقد أخبرني جبريل عليه السلام أنّ الجنّة أشوق إليك منك إلى الجنّة'.

    وروينا عن أنس أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: 'الجنّة تشتاق إلى عليّ و عمّار و سلمان'(

    128).

    وفي رواية بلال عوض... عن سلمان(

    129).

    ثمّ كيف لا تشتاق إليه عليه السلام من خلق له(

    130) وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد المتقدّم إلى القاضي أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفار رحمه اللَّه تعالى(131) ، قال: حدّثنا قاضي القضاة عبدالجبّار بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال: حدّثنا أبوالعباس بن جعفر بن نصر، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى الدامغاني قال: حدّثنا يحيى بن مغيرة، قال: حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطيّة:

    عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لمّا أسري بي إلى سبع سموات أخذ بيدي حبيبي جبريل صلى اللَّه عليه وسلم فأجلسني على درنوك من درانيك الجنّة، ثمّ ناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء فقالت: السلام عليك يا محمّد السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول اللَّه. قلت وعليك يرحمك اللَّه من أنت؟ قالت: أنا الراضية المرضية خلقنى الجبّار من ثلاثة أنواع: أسفلي من المسك، ووسطي من العنبر، وأعلاي من الكافور عجنت بماء الحياة؟ قال الجبّار: كوني فكنت، خلقت لأخيك وابن عمّك ووصيك عليّ بن أبي طالب عليه السلام'(

    132).

    فى أنه لا وصى لرسول الله غير على، و أنه وارث رسول الله، و حديث الطير، و أن له سهمان من الغنيمة...

    الفائدة 36

    قوله: 'هل فيكم من أحد هو وصيّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أهله غيري'، وقد بيّنا فيما تقدّم مادلّ على

    أنّ عليّاً عليه السلام |كان| هو الوصيّ على العموم.

    وروينا بالإسناد المتقدّم إلى السيّد الإمام الموفق باللَّه أبي عبداللَّه الحسين بن عليّ بن إسماعيل الحسني الجرجاني عليه السلام(

    133) ، قال: حدّثنا يحيى بن الحسن، حدّثني ابن روح أبوحفص العجلي حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا عمرو بن حريث الأشجعي حدّثنا برذعة بن عبدالرحمان البناني، حدّثنا أنس بن مالك قال:

    كنت خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، سمعته |يوماً وهو |يقول: 'ليدخلنّ عَلَيَّ اليوم البيت رجل هو خير الاوصياء وسيّد الشهداء وأقرب الناس إلى النبيّين يوم القيامة مجلساً'.

    قال أنس: فقلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار، فدخل عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'ما لي لا أقول هذا فيك يا عليّ أنت تبرئ ذمّتي وتحفظ وصيتي وتقضي ديني'.

    الفائدة 37

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم و دوابّه عند موته غيري؟'.

    وقد بيّنّا اختلاف الناس في مخلّف النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم(

    134) وأنّه هل يورث أم لا؟ وبيّنا أنّ اجماع العترة عليهم السلام منعقد على أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يورث، و مصير هذه الأشياء إلى عليّ عليه السلام يقضي بأن له في ذلك فصلا.

    قال الإمام المنصور باللَّه عليه السلام: وعليّ عليه السلام وارث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأخبار كثيرة نحن نرويها و هذا خبر بخلاف قياس الأصول(

    135) ولم ينازع عليّاً عليه السلام في أفراس النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وادراعه أحد من الناس لاالعباس ولا غيره، فكان عليّ عليه السلام عصبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ووارثه.

    الفائدة 38

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد له شقيق مثل شقيقي

    ووزير مثل وزيري'؟ الشقيق يحتمل أن يكون أراد به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما تقدّم من الآثار الواردة بأخوته |له|.

    ويحتمل أن يكون أراد جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وكلّ ذلك شرف انفرد به عليهم وتميّز به دونهم وكذلك الوزير.

    الفائدة 39

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد له سهمان كسهمي سهم في الخاصّة وسهم في العامّة؟'.

    ومراده عليه السلام بالسهمين ما يؤخذ من الغنائم فأمّا سهم العامة فيريد به ما يأخذه على حدّ ما يأخذه سواه من المجاهدين من الغنيمة عند قسمتها بينهم.

    وأمّا سهم الخاصة فهو ما يصرف إليه من الخمس لأن اللَّه تعالى يقول: 'واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأنّ للَّه خمسه وللرسول ولذي القربى' |41/ الأنفال:8| الآية، وهو من ذوي القربى بل هو الصفوه/ 278/ منهم فكان ذلك زيادة في فضله على أهل الشورى، وقد كان الأصل في جعل الخمس لهم هو لنصرتهم لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم(

    136) وله المزيّة في ذلك على الناس أجمعين.

    الفائدة 40

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد هو أحدث عهداً برسول اللَّه منّي' ؟(

    137).

    الفائدة 41

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد ولي غسل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالروح والريحان مع الملائكة المقرّبين غيري'؟

    الفائدة 42

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'إغسلني أنت فإنّه لايرى أحد شيئاً من عورتي إلّا عمي غيرك يا عليّ'.

    الفائدة 43

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم أحد وضع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في حفرته ولفّه في أكفانه غيري؟'.

    وهذه أمور ظاهرة انفرد بها عليه السلام عليّ عن أهل الشورى وهي كاشفة عن فضله وزيادة في درجته.

    وقد روينا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم توفّي يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة وجهّزه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عليّ بن أبي طالب عليه السلام والعباس بن عبدالمطلب والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

    وروي: أنّ أوس بن خُوَلّي أحد بني عوف بن الخزرج قال لعلي بن أبي طالب: أنشدك اللَّه يا عليّ وحظّنا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وكان أوس

    من أصحاب رسول اللَّه وأهل بدر.

    قال: |فقال له علي عليه السلام:| فادخل فدخل وجلس، وحضر هو(

    138) غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه، و كان أسامة بن زيد وشقران مولياه اللذان يصبان الماء عليه، و عليّ يغسله وقد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه، لايفضي بيده إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يقول: 'بأبي وأمي |أنت يا رسول اللَّه| ما أطيبك حيّاً وميّتاً'. ولم يرى من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه آله وسلم شيء مما يرى من الميّت(139).

    وروينا عن عائشة أنّهم لمّا أرادوا غسله صلى اللَّه عليه وآله وسلم اختلفوا فيه فقالوا: واللَّه ما ندري أ نجرّد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن ثيابه كما نجرّد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه؟ قالت: فلمّا اختلفوا ألقى اللَّه عليهم النوم حتّى ما منهم رجل إلّا ذقنه في صدره ثمّ كلّمهم مكلّم من ناحية البيت لا يدرون من هو: 'أن اغسلوا رسول اللَّه و عليه ثيابه'. قالت: فقاموا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فغسلوه و عليه قميصه يصبّون الماء فوق القميص ويدلكونه والقميص دون أيديهم.

    وروي أنّه لمّا فرغ من غسله صلى اللَّه عليه وآله وسلم كفّن في ثلاثة أثواب: ثوبين صحارييّن وبرد محبرة أدرج /279/ فيه إدراجاً.

    واختلفوا أين يدفن ثمّ حفروا له تحت فراشه الّذي توفّى عليه، وحفر لرسول اللَّه عليه وآله وسلم أبوطلحه زيد بن سهل.

    ولمّا فرغ |عليّ عليه السلام| من غسله وتكفينه وضع على سريره في بيته صلى اللَّه

    عليه وآله وسلم ثمّ دخل المسلمون يصلّون عليه إرسالاً حتّى |إذا| فرغ الرجال، ثمّ دخل النساء حتّى إذا فرغوا دخل الصبيان(

    140) ولم يؤمّ على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحد، ثمّ دفن صلى اللَّه عليه وآله وسلم في وسط الليل ليلة الأربعاء.

    وكان الّذين نزلوا قبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أميرالمؤمنين عليه السلام، والفضل وقثم ابنا العباس، وشقران مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

    فقال أوس بن خَولي لعلي: أنشدك اللَّه وحظّنا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال |له عليّ عليه السلام|: إنزل. فنزل مع القوم.

    وروينا عن ابن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار عن مقسم بن أبي القاسم مولى عبداللَّه بن الحارث بن نوفل، عن مولاه عبداللَّه بن الحارث قال: إعتمرت مع عليّ بن أبي طالب في زمن عمر- أو زمن عثمان- فنزل على أخته أمّ هانى ء بنت أبي طالب، فلمّا فرغ من عمرته رجع فسكبت |أخته| له غسل فاغتسل فلمّا فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق، فقالوا: يا|أ| باالحسن جئنا نسألك عن أمر نحبّ أن تخبرنا عنه؟ قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدّثكم أنّه أحدث الناس عهداً برسول اللَّه؟ قالوا: أجل عن ذلك جئنا نسألك. قال: كذب أحدث الناس عهداً برسول اللَّه قثم بن العباس(

    141) .

    الفائدة 44

    قوله عليه السلام: 'هل فيكم من أحد أمر اللَّه بمودّته من السماء حيث يقول: 'لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى' |23/الشورى: 42| غيري؟'.

    وقد روينا بالإسناد المتقدّم إلى السيّد الإمام المرشد باللَّه يحيى بن الحسين بن إسماعيل الجرجاني قدّس اللَّه روحه(

    142) قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن عبداللَّه بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بإصفهان وأنا أسمع، قال: حدّثنا أبوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني قال: حدّثنا الحضرمي قال: حدّثنا حرب بن الحسن الطحان، قال: حدّثنا حسين بن |الحسن| الأشقر، عن قيس بن ربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

    عن ابن عباس رضى الله عنه قال: لمّا نزلت 'قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى' قالوا: يا رسول اللَّه و من قرابتك الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: 'عليّ و فاطمة وابناهماعليهم السلام'.

    قال |المؤلّف| أيدّه اللَّه: ولمّا قرّر أميرالمؤمنين عليه السلام هذه الآثار المتقدّمة في حديث الشورى ممّا دلّ على إمامته و كشف عن فضيلته، عقّبه بقوله عليه السلام:

    اللهمّ اشهد، وكفى به شهيداً بيني وبينكم أسمع وأطيع وأتّبع وأصبر؟! حتّى يأتي وعد اللَّه بالفتح من عنده، شأنكم فاصنعوا ما بدا لكم.

    وهذا كلام الساخط لأعمالهم المقبّح لأفعالهم /280/ فكيف يدّعي ذو نصفة أنّه عليه السلام قد اعتقد إمامة عثمان أو من مضى |قبله| مع هذا الكلام وليت شعري هل انتظر فتح اللَّه تعالى على حقّ يصير إليه أو باطل؟! فحاشا له عن هذا الأخير.

    ***


     

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    1 ـ رواه ابن المغازلي في الحديث: "155" من مناقبه ص 112، ط 2.

    2 ـ كذا في أصلي من هنا إلى آخر الكلام من هذا الطريق. وفي الطبعة الثانية من مناقب ابن المغازلي: 'فأنشدكم باللَّه' من بداية الكلام إلى آخره.

    3 ـ كذا في أصلي ولعلّه تصحيف من الكاتب، والصواب: "لبني وليعة" كما في المناشدة المذكورة من مناقب ابن المغازلي ص 115.

    ومثله رواه أيضاً النسائي في الحديث: "72" من كتابه خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 140، ط بيروت بتحقيقنا.

    ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث: "90" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل ص 59.

    وبنو وليعة حيّ من كندة يمانيّون من حضرموت وفدوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

    وذكرالعلاّمة الطباطيائي طاب ثراه- في هامشه على كتاب الفضائل- عن الطبقات الكبرى لابن سعد: في القسم الثاني من ج 1 ص 79/ أنّه قال:

    وقدم وفد حضرموت مع وفد كندة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهم بنو وليعة ملوك حضرموت حمدة ومخوس ومشرح وأنصعة فأسلموا.

    4 ـ كذا في مناقب ابن المغازلي، ورسم الخطّ من أصلي في لفظة: "يغشاكم" غير جليّ وجاء في هامشه بخطّ الأصل: "يقصاكم".

    5 ـ لهذه القطعة أيضاً مصادر.

    6 ـ له ترجمة حسنة في حرف الميم من كتاب مطلع البدور: ج 3 ص 92.

    7 ـ كذا في أصلي.

    8 ـ رسم الخطّ فيه وفي ألفاظ قبله غير جليّ من أصلي.

    9 ـ كذا في أصلي، وفي رواية الحاكم المذكورة في المختار: "32" من نهج السعادة: 'إذاً لا أسمع ولا أطيع...'.

    10 ـ كلمة عيسى بن مريم و يحيى بن زكريّا' كانت بخط الأصل مكتوبة في هامش أصلي'.

    11 ـ هذه القطعة ممّا أقحمت في هذه الرواية وهي باطلة قطعاً، وكيف يمكن لأميرالمؤمنين عليه السلام أن يقول ذلك و أقوال أبيه بمسمع منه حيث يقول:

    واللَّه لا أخذل النبي ولا *** يخذله من بنيّ ذوحسب

    نحن و هذاالنبي أسرته *** نضرب عنه الأعداءكالشهب

    وقوله في القصيدة البائيّة من جمع أبي هفّان ص 51 بتحقيق المحمودي:

    وما ذنب من يدعو الى اللَّه وحده *** ودين قويم 574 أهله غير خيّب

    وقوله:

    لقدأكرم اللَّه النبي محمّداً *** فأكرم خلق اللَّه في الناس أحمد

    وشقّ له من اسمه ليجلّه *** فذوالعرش محمود و هذا محمّد

    وقوله عليه السلام- كما تقدم في هذا الكتاب- في شرح البيت "14".

    رواه أيضاً أبوهفّان في المقطع "16" من ديوان أبي طالب:

    منعنا الرسول رسول المليك *** ببيض تلألأمثل البروق

    أذبّ وأحمي رسول الإله *** حماية عمّ عليه شفيق

    وقوله عليه السلام:

    ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً *** نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتب

    وقوله عليه السلام:

    ولقد علمت بأنّ دين محمّد *** من خير أديان البريّة دينا

    وقوله عليه السلام- كما رواه ابن عساكر في ترجمة جعفر بن أبي طالب كما في مختصر ابن منظور: ج 6 ص 67-:

    إنّ عليّاً و جعفراً ثقتي *** عند مهمّ الأمور والكرب

    لا تخذلا وانصراابن عمكّما *** وابن أمّي من بينهم وأبي

    واللَّه لا أخذل النبي ولا *** يخذله من بنيّ ذوحسب

    إلى غير ذلك مما يجده الباحث في ديوان أبي طالب جمع أبي هفّان و غيره.

    12 ـ رسم الخطّ من هذه الكلمة في أصلي غير واضح وكتبناها ظنّاً.

    13 ـ وللأبيات مصادر كثيرة أشرنا إليها في ذيل المختار:"72" من باب كتب أميرالمؤمنين عليه السلام من نهج السعادة: ج 4 ص 168 ط 3.

    14 ـ ومن هنا الى أوّل الصفحة 243 /التالية/ أكثر كلمات مصدري لم تك مقروءة بنحو القطع وكتبناها على الظنّ.

    15 ـ وليراجع الباحث ما حقّقه العلاّمة الأميني حول الحديث في المجلّد السادس من كتابه القيّم الغدير: ج 6.

    16 ـ كذا في أصلي، وفي بعض نسخ المختار الثالث من نهج البلاغة: 'لشدّ ما تشطّرا ضرعيها'.

    17 ـ كذا في ظاهر رسم الخطّ من أصلي ويحتمل بعيداً أنّ لفظة: "تعالى" مشطوبة في أصلي. وما بين المعقوفين من نهج البلاغة وسياق الكلام أيضاً يستدعيه.

    18 ـ هذا تمام المختار الثالث من نهج البلاغة وله مصادر كثيرة يجد الباحث كثيراً منها في ذيل المختار: "302" من نهج السعادة: ج 2 ص 511 وما حولها.

    19 ـ تقدّم ذكر إسناد المصنّف إلى أبي عليّ الحسن الصفار في شرح البيت: "12".

    20 ـ وهاهنا لفظ أصلي غامض في قوله: "بثلاثة عشرة" وكتبناه على الظنّ.

    21 ـ للحديث مصادر وأسانيد، و رواه أيضاً الحافظ النسائي في ذيل الحديث الأخير- و ما قبله- من كتابه خصائص عليّ عليه السلام، ص 338 ـ 341 بتحقيق المحمودي.

    و رواه أيضاً أحمد بن حنبل في مسند عليّ عليه السلام برقم: "770" من كتاب المسند: ج 2 ص 116، ط 2 و في ط 1: ج ص 98.

    و رواه أيضاً البزار- باختلاف ما- في أواخر مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 3 ص 105، ط 1.

    و رواه محققه في هامشه عن أبي داود في باب: "من أحقّ بالولد" من كتاب الطلاق من سننه: ج 2 ص 251.

    ورواه الطحاوي بأسانيد في الباب: "482" من كتاب مشكل الآثار: ج 4 ص 120.

    و رواه ابن عساكر بأسانيد في ترجمة زيد بن حارثة من تاريخ دمشق: ج 6 ص 592.

    و رواه أيضاً أبوالخير الطالقاني في الباب: "20" من كتاب الأربعين المنتقى.

    و رواه أيضاً البخاري و مسلم من طريق البراء |بن عازب| كما في ترجمة جعفر من كتاب الإصابة ج 1، ص 248.

    و رواه أيضاً ابن الأثير في ترجمة جعفر من كتاب أسدالغابة: ج 1.

    و رواه مع جلّ ماذكرهنا- ابن عساكر في ترجمة جعفر من تاريخ دمشق كما في مختصر ابن منظور: ج 6، ص 68 ط.

    22 ـ ورواه ابن الأثير مع جلّ ما هنا في ترجمة جعفر عليه السلام من كتاب أسد الغابة: ج 1 ص 288.

    وأيضاً أكثر ما هنا رواه الذهبي في عنوان: 'غزوة مؤتة' من تاريخ الإسلام: ج 2 ص 479 ـ 492.

    23 ـ كذا في أصلي، وفي ترجمة جعفر بن أبي طالب عليهماالسلام من مختصر ابن منظور: ج 6 ص 73: قالت أسماء: لمّا أصيب جعفر وأصحابه أتاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ولقد هيّأت أربعين منّاً من أدم وعجنت عجيني.

    24 ـ وقريباً منه رواه البلاذري في ترجمة جعفر عليه السلام من أنساب الأشراف: ج 2 ص 43 ط 1. ورواه أيضاً ابن الأثير في ترجمة جعفر من كتاب أسد الغاية: ج 1، ص 288 ط 1.

    25 ـ وبعض هذه الأبيات رواه ابن عساكر في ترجمة جعفر بن أبي طالب عليهماالسلام باختلاف في بعض الكلمات، كما في مختصر ابن منظور: ج 6 ص 70 ط 1، وليلاحظ ديوان حسّان بن ثابت: ص 235.

    26 ـ ما وجدت مصدراً للأبيات المتقدّمة للحسّان وديوانه أيضاً لم يكن بمتناولي كما أنّه لم يتيسّر لي مراجعة ديوان كعب بن مالك.

    27 ـ وليراجع البتة ديوان حسّان بن ثابت، فإن الأبيات بكاملها مذكوره فيه، ولكنّه لم يكن عندي حين ترتيب هذا الكتاب، ولا ميسور الحصول لي.

    28 ـ وقريباً منه رواه الطبراني بسندين في الحديث: "2925" في ترجمة حمزة من المعجم الكبير: ج 3 ص 140.

    29 ـ رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث 14 من فضائل أهل البيت عليهم السلام في عنوان: 'الحديث السابع' من ترتيب الأمالي الخميسية: ج 1 ص 151، ط 1. ورواه أيضاً الحافظ الأقدم محمّد بن سليمان الصنعاني في الحديث: "70" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1 ص 127 ط 1.

    30 ـ ورواه أيضاً محمد بن سليمان في الحديث: "70" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1 ص 127، ط 1، وللحديث شواهد يجد البحث كثيراً منها فيما علقناه عليه فليراجع.

    31 ـ وللحديث مصادركثيرة جدّاً يجد الباحث كثيراً منها في شرح القصيدة اللامية من ديوان أبي طالب بتحقيقنا.

    32 ـ ولحديث أبي ذر هذا أيضاً مصادر و أسانيد، يجدها الطالب في تفسير الآية: "19" من سورة الحج في شواهد التنزيل: ج 1، ص 503.

    33 ـ رواه الطبراني في ترجمة حمزة في الحديث: "2952" من المعجم الكبير: ج 3 ص 149.

    34 ـ رواه ابن المغازلي المتوفّى عام: "483" من مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 299.

    ورواه أيضاً ابن عساكر المتوفّى سنة: "571" في الحديث: "173" من ترجمة أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه من تاريخ دمشق: ج 1، ص 138، ط 2 بتحقيق المحمودي.

    35 ـ يهذّ- على زنة "مدّ" وبابه-: يقطع. وما يليق- على زنة يبيع وبابه-: مايبقي وما يترك. والأورق: الّذي لونه لون الرماد.

    كذا في أصلي، والقصّة ذكرها الطبري في وقعة أحد من تاريخه: ج 2 ص 517 ط الحديث بمصر، وفيه: 'فوقعت في لبّته حتّى خرجت من بين رجليه...'.

    والبظور: جمع البظر، قال ابن منظور في حرف الراء من لسان العرب: |البظر| مابين الإسكتين من المرأة، وفي الصحاح: |هي| هنة بين الإسكتين لم تخفض والجمع بظور.

    36 ـ وقريباً منه رواه الطبراني في ترجمة حمزة في الحديث "2337" من المعجم الكبير: ج 3 ص 143.

    37 ـ وكتب في أصلي بخطّ الأصل فوق قوله: "دمعة الثاكل": 'عبرة الثاكل'.

    38 ـ كذا في أصلي، وفي محاضرة الأبرار- لمحيي الدين العربي-: ج 1، ص 28: فمنهم العباس وضرار ابنا عبدالمطّلب، وهما شقيقان لأمّ واحدة وهي نبيلة بنت حباب بن كليب بن ربيعة بن نزار.

    39 ـ رواه البلاذري في الحديث الثاني والرابع من ترجمة العباس بن عبدالمطلب من أنساب الأشراف.

    40 ـ كذا في أصلي، والحديث رواه الطبراني وقال: قال العبّاس: 'يا رسول اللَّه إنّي أريد أن أمدحك...'، وهو الظاهر، وإليك ما رواه الحافظ الطبراني في ترجمة خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي برقم: "4167" من المعجم الكبير: ج 4 ص 213 ط 2 قال:

    حدّثنا عبدان بن أحمد، وأحمد بن عمرو البزّار.

    حيلولة: وحدّثنا محمد بن موسى بن حمّاد البربري قالوا: حدّثنا أبوالسكين زكريا بن يحيى حدّثنا عمّ أبي زحر بن حصن، عن جدّه حميد بن منهب، قال: قال خريم بن أوس بن حارثة بن لام: كنّا عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال له العبّاس بن عبدالمطّلب رحمه اللَّه: يارسول اللَّه إنّي أريد أن أمدحك؟ فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: هات لا يفضّض اللَّه فاك. فأنشأ العباس يقول: 'قبلها طبت في الظلال وفي...'.

    ورواه ابن كثير عن الطبراني في ترجمة خريم المتقدّم الذكر من كتابه جامع المسانيد: ج 4 ص 93 ط 1.

    ورواه أيضاً الهيثمي عن الطبراني في أوائل كتاب علامات النبوّة من مجمع الزوائد: ج 8 ص 217، وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

    وقال محقّق المعجم الكبير في تعليقه: 'وأبوالسكين صدوق |لكن| له أوهام ليّنه بسببها الدار قطني. وزحر بن حصن لا يعرف، و|الحديث| مضى مختصراً، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة من طريق المصنّف |الطبراني| في ترجمة خريم هذا'.

    41 ـ رواه ابن شهر اشوب في أوائل المناقب قبل عنوان: 'فصل في عنوان مولده |صلى اللَّه عليه وآله| من ج 1 ص 28.

    42 ـ انظر ما علقناه على أوائل الفصل الأوّل من خاتمة المؤلّف.

    وانظر أيضاً ما يأتي عن المصنّف في شرح حال أبي طالب رفع اللَّه مقامه عند شرحه لحال أعمام النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم.

    43 ـ تقدّم في شرح البيت: " من هذا الكتاب ص...

    44 ـ وهذا القول متواتر بين المسلمين عن النبيّ صلى اللَّه عليه عليه وآله وسلم، ورواه الحافظ ابن عساكر بطرق كثيرة في ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من تاريخ دمشق بتحقيق المحمودي.

    45 ـ وهذا الذيل لم يثبت من طريق شيعة أهل البيت عليهم السلام وإنّما رواه بعض أتباع مخالفي أهل البيت!!!.

    46 ـ لا إجماع في البين، وكثير من الشيعة الإمامية يعتقدون أفضليّة المعصومين من آل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الأنبياء غير جدّهم خاتم النبيّين صلى اللَّه عليه وآله وسلم فإنّه عندهم أفضل من جميع المخلوقين.

    47 ـ وهو مترجم في معالم العلماء للحافظ السروي وفي فهرس الشيخ منتجب الدين ابن بابويه، وثقات العيون في سادس القرون- لشيخنا الرازي رفع اللَّه مقامه،- ص 112.

    وذكره عنهم العبّاس الوجيه في أوّل حرف الزاء من كتابه أعلام المؤلّفين الزيدية: ج 1 ص 227.

    48 ـ وهو أصغر أولاد الحاكم الحسكاني صاحب كتاب شواهد التنزيل، وهو يروي شواهد التنزيل عن أبيه عبيداللَّه الحسكاني، وهو مترجم في كتاب السياق ومنتخبه برقم: "1610" منه ص 722.

    وأمّا أبوه عبيداللَّه بن عبداللَّه الحسكاني فهو شخصية مرموقة قد ترجمه كثير من الحفّاظ منهم الذهبي تحت الرقم: "163" من كتابه: سير أعلام النبلاء: ج 18، ص 268.

    وأيضاً عقد له الذهبي ترجمةً في آخر الطبقة "14" برقم: "30" من ج 3 ص 1200، ط مصر، وفي ط الهند: ج 4 ص 390، ومن أراد المزيد فعليه بما ذكرناه في مقدّمة شواهد التنزيل: ج 1 ط 2.

    49 ـ وذيل الحديث رواه كلّ من أبي القاسم الطبري والكنجى الشافعي بسندين آخرين في الحديث: "9" من كتاب بشارة المصطفى ص 41 والباب: "108" من كفاية الطالب ص 425.

    50 ـ هذه القطعة لم يثبت صدورها من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، و إن ثبت من طريق موثوق فالمراد منها السنة الّتي ثبتت من طريق الصادقين عليهم السلام لا ما رواه معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأمثالهما من أعداء أهل البيت.

    51 ـ وهو المختار: "30" من الباب الثاني من نهج البلاغة.

    52 ـ والحديث رواه ابن أبي شيبة في الحديث: "63" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل من المصنف: ج 12، ص 81 و في ط: ج 7 ص 505.

    ورواه السيّد أبوطالب في أماليه بسنده عن أبي بكر ابن أبي شيبة كما في الحديث:"45" من الباب الثالث من تيسير المطالب: ص 69 ط 1.

    وأيضاً رواه عن ابن أبي شيبة عبدبن حميد الكشّي كما في الحديث: "17" من مسند عليّ عليه السلام من منتخب مسنده ص 59/ أو 90.

    وأيضاً رواه عن أبي بكر ابن أبي شيبة أبويعلى الموصلي- المولود"210" المتوفّى عام: "307"- كما في الحديث: "140" من مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 1 ص 322.

    وأشار محقّقه في تعليقه إلى مصادر للحديث منها الناسخ والمنسوخ- لأبي جعفر النحاس- ص 231، والناسخ والمنسوخ- لابن الجوزي- ص 146، وعن العقيلي من طرق عن سفيان، وعن الدرّ المنثور: ج 6 ص 185.

    ورواه- بسندين عن أبي يعلى- ضياء الدين المقدسي محمّد بن عبدالواحد الحنبلي برقم "680" من مسند عليّ عليه السلام من المختارة: ج 1، ص 301.

    ورواه أيضاً محمّد بن حبّان المتوفّى عام: "354" في صحيحه: ج 2/الورق 180/ب/- وفي كتاب الإحسان: ج 9، ص 47 ط 1- قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، أنبأنا أبوبكر ابن أبي شيبة، أنبأنا يحيى بن آدم ...

    ورواه أيضاً العقيلي في ترجمة عليّ بن علقمة الأنماري من ضعفائه: ج 3، ص 243 قال:

    ثمّ قال ابن حبّان: |و| أخبرنا عبدالرحمان بن محمّد أبوصخرة ببغداد بين الصورين؟ قال: حدّثنا محمّد بن عبداللَّه بن عمّار، قال: حدّثنا قاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان الثوري عن عثمان الثقفي عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن عليّ بن علقمة الأنماري:

    عن عليّ بن أبي طالب، قال: لمّا نزلت هذه الآية: 'يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة' قال: قال النبي؟ صلى اللَّه عليه وسلم لعليّ: مرهم أن يتصدّقوا. قال: |قلت:| يارسول اللَّه بكم؟ قال: بدينار. قال: |قلت:| لايطيقونه. قال: فبنصف دينار. قال: |قلت:| لايطيقونه قال: فبكم؟ قال: |قلت:| بشعيرة. قال: فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لعليّ: إنّك لزهيد؟ قال: فأنزل اللَّه: 'ءأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات؟ فإذلم تفعلوا وتاب اللَّه عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة' قال: فكان عليّ يقول: بي خفّف اللَّه عن هده الأمّة.

    ورواه أيضاً الترمذي المتوفّى عام "279" في الحديث: "3300" في تفسير الآية الكريمة من كتاب تفسير من سننه: ج 5، ص 379 ط دارالفكر، قال:

    حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا عبيداللَّه الأشجعي عن الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ بن علقمة الأنماري:

    عن عليّ بن أبي طالب قال: لمّا نزلت 'يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة' قال لي النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ما ترى ديناراً؟ قال: |قلت:| لايطيقونه قال: فنصف دينار؟ قلت: لايطيقونه. قال: فكم؟ قلت شعيرة؟ قال: إنّك لزهيد؟ قال: فنزلت 'ءأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات' الآية، قال |عليّ|: فبي خفّف اللَّه عن هذه الأمّة.

    قال |الترمذي|. هذا حديث حسن غريب إنّما نعرفه من هذا الوجه، و معنى قوله: 'شعيرة' يعنى وزن شعيرة من ذهب، وأبوالجعد اسمه رافع.

    ومن أراد المزيد فعليه بما رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية: "13 ـ 14"من سورة المجادلة في شواهد التنزيل: ج 2، ص 311 ـ 328.

    53 ـ تقدّم اسناد المؤلف الى السيّد أبي طالب في شرح البيت: "24" من مخطوطة هذا الشرح، ص 124.

    54 ـ تقدّم في شرح البيت الثالت من هذا الشرح.

    55 ـ تقدّم في شرح البيت: "5".

    56 ـ تقدّم في شرح البيت: "9" من هذا الشرح.

    57 ـ ورواه جماعة كثيرة من حفاظ القوم منهم أبوبكر ابن أبي شيبة في عنوان: 'غزوة خيبر' من كتاب المغازي تحت الرقم: "18725" من كتاب المصنف: ج 14، ص462 ط الهند.

    ورواه ابن عساكر بطرق في الحديث: "241" و ما حوله من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 1، ص 196، وما حوله.

    58 ـ كذا في أصلي المخطوط، وفي غير واحد من مصادر القوم: 'بني وليعة' كما في الحديث: "90" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل- لأحمد- ص 59 ط 1.

    ومثله ذكره النسائي في الحديث: "72" من خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام ص 140، بتحقيق المحمودي.

    وفي الحديث: "365" في الجزء الرابع من مناقب محمّدبن سليمان- ص 463- أيضاً شاهد.

    ورواه أيضاً الحافظ الطبراني في بداية أحاديث عليّ بن سعيد الرازي برقم: "3809" من الامعجم الأوسط: ج 4، ص 477 قال: حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي قال: حدّثنا الحسن بن عيسى بن مسيرة الرازي قال: حدّثنا عبداللَّه بن عبدالقدوس قال: حدّثنا الأعمش، عن موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد:

    عن جابر بن عبداللَّه قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه السلام الوليد بن عقبة إلى بني وليعة- وكانت بينهم |وبينه| شحناء في الجاهلية- فلمّا بلغ |خبره| بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه، فخشي |الوليد| القوم، فرجع إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: إن بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة!!

    فلمّا بلغ بني وليعة الّذي قال الوليد عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه لقد كذب الوليد، ولكن بيننا وبينه شحناء فخشينا أن يعاقبنا بالّذي كان بيننا. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلاً عندي كنفسي يقتل مقاتلتهم ويسبي ذراريهم و هو هذا. ثمّ ضرب بيده على كتف عليّ بن أبي طالب.

    قال: وأنزل اللَّه في الوليد: 'يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ' الآية: |6/الحجرات: 49|.

    وليلاحظ الحديث: "775" وتعليقه من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 373 بتحقيق المحمودي.

    59 ـ وسند المصنف إلى أبي الحسين عبدالوهاب الكلابي تقدّم في شرح البيت "..." من مخطوطة هذا الشرح والحديث موجود برقم: "4" ممّا استخرج من مسند عبدالوهاب بن الحسن الكلابي المطبوع في آخر المناقب لابن المغازلي ص 428.

    ورواه عبدالرزاق برقم: "20389" في كتاب المصنف: ج 11، ص 226.

    ورواه عنه أحمد بن حنبل في الحديث: "130" من فضائل عليّ من كتاب الفضائل ص 87 ط 1.

    ورواه البلاذري عن إسحاق، عن عبدالرزاق... كما في الحديث: "85" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف: ج 2، ص 123، بتحقيق المحمودي.

    60 ـ لم يتيسّرلي تخريج الحديث من مسند أحمد، ولكن بالسند المذكور هنا، ذكرالحديث برقم: "17" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل ص 116، ط 1.

    ورواه أيضاً أبونعيم الحافظ كما رواه الحموئي بسنده عنه في الباب "45" من فرائد السمطين: ج 1، ص 230.

    ورواه أيضاً الحافظ ابن شاهين كمارواه بسنده عنه الخوارزمي في الحديث: "25" من الفصل "19" مناقبه ص 213، و في ط الغري ص 218 و في ط ص 308، قال:

    وأخبرنا الإمام الزاهد صفي الدين ثقة الحفاّظ أبوداود محمّد بن سليمان بن محمّد الخيام الهمداني فيما كتب إليّ من همدان |قال:| أخبرنا أبوبكر محمّد بن عبدالباقي بن محمّد، ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبداللَّه بن البناء ببغداد، قالا: أخبرنا القاضي الشريف أبوالحسين محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبيداللَّه بن عبدالصمد بن المهتدي باللَّه قراءة عليه فأقرّ به، حدّثنا أبوحفص عمر بن أحمد بن عثمان ابن شاهين الواعظ سنة "383".

    ورواه أيضاً السيوطي- ولكن مرسلاً- عن ابن شاهين كما في أواسط مسند عليّ من جمع الجوامع: ج 2 ص 78.

    ورواه ابن عساكر من غير طريق أحمد و ابن شاهين في الحديث: "868" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 358 ط 2 بتحقيق المحمودي.

    و أيضاً رواه ابن عساكر في الحديث: "14" من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام في الجزء "221" من أماليه الموجود في المكتبة الظاهرية.

    ورواه أيضاً النطنزي في كتاب الخصائص العلوية كما رواه عنه الحافظ السروي في عنوان: 'محبّة الملائكة إيّاه' من مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 241 ـ 242 ثمّ رواه عن محّمد بن ثابت بإسناد، عن ابن مسعود، والفلكي المفّسر بإسناده عن محمّد بن الحنفية.

    والقصّة نظمها السيّد الحميري رحمه اللَّه كما في الحديث: "29" من الجزء الثاني من كتاب بشارة المصطفى: ص 53 قال:

    ذاك الذي سلّم في ليلة *** عليه ميكال وجبريل

    ميكال في ألف وجبريل في *** ألف تتلوهم سرافيل

    ليلة بدر مدداً أنزلوا *** كأنّهم طيرأبابيل فسلّموا

    لمّا أتوا حذوه *** وذاك إعظام وتبجيل

    وقريباً منه رواه أيضاً أبويعلى بسند ضعيف في الحديث: "229" من مسند عليّ عليه السلام من مسنده: ج 1، ص 380 ط 1، ما لفظه:

    حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري حدّثنا محمّد بن خالد الحنفي حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي الحويرث، عن محمّد بن جبير بن مطعم:

    عن عليّ بن أبي طالب، قال: كنت على قليب يوم بدر أميح- أوأمتح منه- فجاءت ريح شديدة، ثمّ جاءت ريح شديدة لم أر أشدّ منها إلّا الّتي كانت قبلها، ثمّ جاءت ريح شديدة |أخرى| فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي صلى اللَّه عليه وسلم، و إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي صلى اللَّه عليه وسلم، والثالثة جبريل في ألف من الملائكة...

    قال حسين سليم في تعليقه: إسناده ضعيف، محمّد بن خالد الحنفي صدوق يخطئ، و موسى و أبوالحويرث عبدالرحمان بن معاوية وصف الحافظ كلاّ منهما بأنّه سيّى ء الحفظ، و جبير بن مطعم لم ينصّ الحفّاظ على سماعه من عليّ، ولم يذكر عليّ فيمن روى عنهم محمّد من الصحابة؟ و قد ترجمه ابن سعد، ولم يذكره في فقهاء الطبقة الأولى من التابعين الّذين رووا عن عليّ، و مع هذا فقد قال الهيثمي: رواه أبويعلى و رجاله ثقاة كما في مجمع الزوائد ج 6، ص 76.

    61 ـ وللحديث أسانيد و مصادر، يجد الباحث كثيراً منها في الحديث: "213" وما بعده وتعليقه من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 167، ط 2 بتحقيق المحمودي.

    62 ـ والأخبار بذلك مستفيضة، كما في الحديث: "380" وما بعده وتعليقاتها في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: ج 1، ص 365 ـ 369 ط 2.

    63 ـ كذا.

    64 ـ الحديث الأوّل موسوم بحديث المنزلة وهو متواتر يجد الباحث له طرقاً جمّة عن مصادر وأسانيد في الحديث: "336" و تواليه و تعليفاته من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 307 ـ 490 ط 2 بتحقيق المحمودي.

    ورواه أبوحازم العبدوي بخمسة آلاف إسناد، كما في ذيل الحديث: "205" في تفسير الآية: "59" من سورة النساء في شواهد التنزيل: ج 1، ص 152 ط 1، و في ط 2، ص 195.

    والحديث الثاني رواه ابن المغازلي بسندين تحت الرقم: "135 ـ 136" من مناقب أميرالمؤمنين ص 92.

    ورواه محققه في تعليقه عن مصادر

    65 ـ تقدّم ذلك في شرح البيت: "26" من هذا الشرح.

    66 ـ وللحديث- أو ما في معناه- أسانيد ومصادر كثيرة جدّاً، ورواه ابن أبي شيبة في الحديث:

    "19" من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل تحت الرقم: "12131" من المصنف: ج 12، ص 64 ط الهند، قال:

    حدّثنا ابن أبي غنيّة عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه:

    عن أبي سعيد الخذري قال: كنّا جلوساً في المسجد فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فجلس إلينا- ولكأن على رؤسنا الطير لايتكلّم أحد منّا- فقال: إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلتم على تنزيله |ظ|.

    فقام أبوبكر فقال: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: لا، فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: لا، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة.

    قال: فخرج علينا عليّ و معه نعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلح منها.

    ومن أراد المزيد فعليه بما رواه الحافظ ابن عساكر في الحديث: "1178 ـ 1191"من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3، ص 163 ـ 173، ط 2 بتحقيق المحمودي.

    ورواه أيضاً ابن كثير بأسانيد في آخر فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من البداية والنهاية: ج 4- أو7- ص 360.

    67 ـ تقدّم اسناد المصنف إلى أبي عليّ الحسن بن على الصفار في شرح البيت: "11" في ص 64.

    وهذا الحديث رواه ابن عساكر حرفياً بسنده عن ابن عقدة في الحديث: "1186" من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق ج 3، ص 169- بتحقيق المحمودي- قال:

    أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي أنبأنا أبوالحسين عاصم بن الحسن، أنبأنا أبوعمر الفارسي أنبأنا أبوالعباس ابن عقدة، أنبأنا يعقوب بن يوسف بن زياد.

    68 ـ وهذا الحديث حرفياً رواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: "1186" من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3، ص 169، ط 2 بتحقيق المحمودي قال:

    أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبوالحسين عاصم بن الحسن، أنبأنا أبوعمر الفارسي، أنبأنا أبوالعباس ابن عقدة، أنبأنا يعقوب بن يوسف بن زياد.

    69 ـ تلك التأويلات من الناكثين والقاسطين كان لإغواء سواد الناس وللستار على بغيهم وعدوانهم، والشواهد القطعية حتّى من طريق أتباع الناكثين والقاسطين قائمة على أنّهم كانوا قاطعين بضلالتهم وأنّ عليّاً على الحقّ، ولم ينقادوا له لأنّه حال بينهم وبين أكل الدنيا، وحسدوه أيضاً لعلائه وتقدّمه عليهم.

    وما ذكره المصنف في الذيل من أنّهم 'لم يرتكبوا فسقاً يعلم ضرورةً من دين النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم' من عجائب الكلام عن شخص مثل المصنّف، أليس نكث بيعة إمام العدل بلا جهة من أعظم الفسوق، أليس اللَّه تعالى يقول في الآية:"191" من سورة البقرة: 'والفتنة أشدّ من القتل'، والرجلان بمعونة أمّ المؤمنين أوقعوا الفتنة بين المسلمين وبسبب هذه الفتنة قتل قريباً من خمسين ألفاً من المسلمين؟.

    أليسوا نهبوا بيت مال المسلمين بالبصرة؟

    أليسوا شدوّا أيدي عثمان بن حنيف الأنصاري وهو من كبار الصحابة وأرادوا قتله ولمّا خوّفوا بالمعاقبة بالمثل في أهاليهم الّذين كانوا بالمدينة نتفوا جميع ما في وجهه من الشعر وأطلقوه؟

    أليسوا قتلوا حجبة بيت المال من السبابجة وهم مسلمون موفون بعهدهم وببيعتهم لإمام زمانهم؟

    أليسوا سهّلوا طريق التمرّد لمعاوية الغواية والضلالة ولولاهم ماكان معاوية يتمكّن من التمادي في ضلالته ونفاقه؟

    وإن كانت الجبرية يقولون: كلّ ذلك كان من فعل اللَّه ولم يكن لطلحة والزبير وأمّ المؤمنين عائشة! وبقيّة الغواة صنع في ذلك غير عمل قتلة عمر وعثمان فإنّ صنعهم وعملهم غلب على صنع اللَّه فأعجزوا اللَّه وقتلوا الخليفتين؟!! والمصنّف من أشهر الشخصيّات النافية للجبر، والمثبتة للإختيار، فما جاء هاهنا من سهو قلمه الشريف!!!.

    70 ـ وسبقه في ذلك الشيخان طلحة والزبير وأمّ المؤمنين عائشة ومن كان على نزعتهم!!.

    71 ـ بل الخصيصة والمزيّة منحصرة في عليّ عليه السلام ومختصّة به لا يشركه فيها أحد على الإطلاق وبلا استثناء، لأنّ في قصّة يوشع عليه السلام كان حبس الشمس لا ردّها.

    72 ـ ولحديث الحافظ ابن عقدة هذا مصادر وأسانيد، ورواه بسنده عنه الحافظ ابن عساكر في الحديث: "815" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 292 ط 2 بتحقيق المحمودي.

    وذكرنا نصّ الحديث عن مصادر أخر كثيرة في تعليقه فليراجعه الباحثون وما حوله فإنّه يغني عن غيره.

    والحديث قد أفرده جماعة بالتأليف و من أحسنها رسالة ردّ الشمس الحافظ الحسكاني الّتي لعب بها ابن تيمية في منهاج سنّته: ج 4، ص 188، ط بولاق، وابن كثير في عنوان: 'الدلائل الحسيّة' من البداية والنهاية: ج 7 ص 87.

    ثمّ رسالة 'مزيل اللبس' للحافظ محمّد بن يوسف الصالحي الدمشقي المتوفّى عام "942" ثمّ رسالة كشف الرمس عن حديث ردّ للمحمودي وقد أدرجنا فيها رسالة كشف اللبس للسيوطي و مزيل اللبس للصالحي وهي منشورة الوجود.

    ومن أراد النصوص الواردة في قصة ردّالشمس وما قاله الشعراء فيها في طول القرون الماضية إلى عصرنا هذا، فعليه بما أوردناه في تعليق الحديث: "814" و ما بعده من ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 283 ـ 307 ط 2 بتحقيق المحمودي.

    73 ـ وللحديث مصادر جمّة وأسانيد كثيرة، وألّف فيه رسائل عديدة يجد الباحث كثيراً منها فيما علّقناه على الحديث: "814" وما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 283 ـ 307 ط 2 بتحقيق المحمودي.

    وأيضاً يجدالطالب رسائل كتبت حول صحّة الحديث فيما أوردناه في رسالتنا كشف الرمس في حديث ردّالشمس.

    74 ـ كذا في هذه الرواية المرسلة، و في جلّ الروايات المنقولة عن أنس بن مالك وغيره أنّ أبابكر رجع إلى المدينة ولم يتمّ سفره إلى مكّة المكرّمة، كما في الحديث: "309" وما بعده من شواهد التنزيل: ج 1، ص 305 ـ 310 ط 2.

    ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: "878" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 376، ط 2.

    وانظر ما علقناه على المزية: "24" من خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام في الفصل السادس من الرياحين العطرة في تحقيق الرياض النضرة ص 102.

    75 ـ والحديث متواتر، و قد أورده محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي مؤلّف تاج العروس في الحديث الخامس من كتاب لقط اللتالي المتناثرة في الأحاديث المتواترة ص 31، ط 1، وقال: رواه من الصحابة عشرة...

    وقال محققه في تعليقه: أنّه أورده السيوطي في الأزهار المتناثرة عن عشرة أنفس.

    وأورده الكتاني في كتاب المناقب |من كتاب| نظم المتناثر، وقال: ورد أيضاً من حديث مالك بن الحويرث وسعد بن أبي وقاص وابن الخطاب.

    وفي شرح الرسالة للشيخ جسوس قال: هذا حديث متواتر جاء عن نيّف وعشرين صحابياً واستوعبها ابن عساكر في نحو عشرين ورقة.

    أقول: وقد حققنا أحاديث ابن عساكر، وزدنا في تعليقه بقدر ما رواه ابن عساكر، فلاحظ الحديث: "336 ـ 457" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 307 ـ 495، ط 1.

    والحديث رواه ابن شاهين عن أكثر من "15" صحابي وصحابية في أماليه كما رواه عنه أبوالحسين ابن المهتدي محمّد بن عليّ المتوفّى عام: "465".

    وقد رواه الخوارزمي عن "28" نفر من الصحابة كما في الفصل: "4" من مقتله: ج 1 ص 48، ط 1.

    و من أراد المزيد فعليه بما علقناه على الحديث: "336" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 307، ط 2.

    76 ـ رواه البخاري في مواضع من سننه منها في الحديث الثاني من باب غزوة تبوك من صحيحه: ج 6، ص 3.

    ورواه أيضاً في آخر مناقب عليّ عليه السلام من جامعه: ج 5، ص 25.

    ورواه أيضاً تحت الرقم: "333" من التاريخ الكبير: ج 1، ص 115.

    ورواه مسلم في الحديث الثاني من باب فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من صحيحه: ج 7 ص 120.

    77 ـ وتحقيق المقام ذكرناه في كتاب الرياحين العطرة فليراجع إليه فإنّه يغني عن غيره.

    78 ـ رواه ابن المغازلي في الحديث: "303" من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 253.

    79 ـ كذا في الحديث "303" من مناقب ابن المغازلي وما وضعناه بين المعقوفين أيضاً أخذناه منه، وفي أصلي المخطوط من محاسن الأزهار: "سلام بن عمر، عن معروف بن الحسوذ؟".

    80 ـ كذا في أصلي، وفي المناقب لابن المغازلي: "فقال: سمعاً وطاعة للَّه ولرسوله...".

    81 ـ ما بين المعقوفين أخذناه من المناقب لابن المغازلي وفيه: "فقال: سمعاً وطاعة فسدّ بابه وخرج من المسجد" وفي أصلي من مخطوطة محاسن الأزهار: "فقال: سمع وطاعة فسدّ بابه".

    82 ـ كذا في مناقب ابن المغازلي غير أنّ مابين المعقوفين زدناه لاستدعاء السياق إيّاه.

    وفي مخطوطتي من محاسن الأزهار: "إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّاً في المسجد...".

    83 ـ روى ابن المغازلي الحديث عن تسعة طرق، في الحديث: "301 ـ 310 من مناقبه ص 252 ـ 263.

    84 ـ تقدّم ذكر اسناد المصنف إلى القاضي أبي عليّ الحسن بن عليّ الصفار، في أواخر شرح البيت "11" ص 64 و ص 70، و في آخر شرح البيت: "27/25" من هذا الشرح ص 130 و 145.

    85 ـ ولحديث جسرة عن أمّ المؤمنين أم سلمة سلام اللَّه عليها و عن عائشة مصادر وأسانيد، ورواه عنها إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه- المولودسنة: "161 أو 166" المتوفّى عام: "238"- في الحديث: "1241" من مسند عائشة من مسنده: ج 3، ص 103، ط 1، قال:

    أخبرنا أبوهشام المخزومي أخبرنا عبدالواحد بن زياد، أخبرنا |فطر| بن خليفة |ظ| أبوحسان الذهلي قال: حدّثتني جسرة بنت دجاجة، قالت: سمعت أم المؤمنين |عائشة؟| تقول:

    قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ووجوه بيت أصحابه إلى المسجد؟ فقال. وجّهوا |وجوه هذه البيوت| عن المسجد.

    قالت: ثمّ مكث ما شاء اللَّه أن يمكث فلم يوجّهوها أصحابه؟ رجاء أن يقول لهم |في ذلك| رخصاً، قالت: ثمّ خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنادى بصوته؟: وجّهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحلّ المسجد لحائض ولا جنب إلّا لمحمّد وآل محمّد صلى اللَّه عليه وسلم.

    ورواه أيضاً البخاري في ترجمة أفلت، برقم: "1710" من التاريخ الكبير: ج 1/قسم 2، ص 67 قال:

    قال لنا موسى: حدّثنا عبدالواحد، عن أفلت بن خليفة أبو حسّان؟ عن جسرة بنت دجاجة قالت: سمعت عائشة |تقول:| قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لا أحلّ المسجد؟ لحائض ولا لجنب إلّا لمحمّد وآل محمّد.

    |ثمّ قال:| وقال يحيى بن سعيد: عن سفيان، عن فليت العامري. وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن فليت الذهلي سمع جسرة بنت دجاجة ودهشمة.

    وأمّا أحاديث أم المؤمنين أم سلمة سلام اللَّه عليها فكثيرة جداً، ورواه عمر بن شبّة- المولود عام: "173" المتوفّى سنة: "272" في عنوان: 'باب كراهية النوم في المسجد' من تاريخ المدينة المنوّرة: ج 1، ص 38، ط 1، قال.

    حدّثنا موسى بن مروان، قال: حدّثنا عطاء بن مسلم، عن |حميد بن| أبي غنيّة:

    عن جسرة- و كانت من خيار |النساء|- قالت: كنت مع أم سلمة رضي اللَّه عنها فقالت: خرج النبي صلى اللَّه عليه وسلم من عندي حتّى دخل المسجد فقال: يا أيّها الناس حرّم هذا المسجد على كلّ جنب من الرجال وحائض من النساء إلّا |على|النبي و أزواجه، وعليّ و فاطمة بنت رسول اللَّه ألا بينّت الأسماء |كراهة| أن تضلّوا.

    ومن أراد المزيد فعليه بالحديث: "333" و ما بعده و تعليقاته من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 1، ص 293.

    86 ـ رواه محمّد بن سليمان المتوفّى عام: "322" في الحديث: "125 و 135" من مناقب أميرالمؤمنين: ج 1 ص 205 و 215.

    ورواه ابن المغازلي بطرق في الحديث: "162" وما بعده من مناقب أميرالمؤمنين ص 124 ـ 127.

    ورواه أيضاً ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "135" وما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 307.

    87 ـ ولهذا الحديث أيضاً شواهد ومصادر، و رواه ابن مردويه بعدّة طرق في مناقبه، منها بإسناده عن محمّد بن أبي بكر، قال: حدّثتني عائشة أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه السلام قال: الحقّ مع عليّ، و عليّ مع الحقّ يفترقاً حتّى يردا عليّ الحوض.

    هكذارواه عن مناقب ابن مردويه صاحب الطرائف في الحديث: "150" منه ص 103. ورواه أيضاً العلامة الأميني قدّس اللَّه نفسه في الغدير: ج 3 ص 178.

    وروى الطبراني كما فى الحديث: "758، و 946" من مسند أم المؤمنين أم سلمة من المعجم الكبير: ج 23، ص 395/329، قال:

    حدّثنا فضيل بن محمّد الملطي حدّثنا أبونعيم، حدّثنا موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض:

    عن مالك بن جعونة قال: سمعت أم سلمة تقول: كان عليّ على الحقّ من اتّبعه اتّبع الحقّ و من تركه ترك الحقّ عهداً معهوداً قبل يومه هذا.

    |و| حدّثنا الأسفاطي حدّثنا عبدالعزيز بن الخطاب، حدّثنا عليّ بن غراب، عن موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن عياض |بن عياض|: عن مالك بن جعونة |قال:| سمعت أم سلمة تقول: عليّ على الحقّ فمن اتّبعه اتّبع الحقّ، و من تركه ترك الحقّ عهد معهود قبل موته.

    ورواه عنه الهيثمي وقال: رواه الطبراني وفيه مالك بن جعونة ولم أعرفه و بقية |رجال| أحد الإسنادين ثقات كما في مجمع الزوائد: ج 9، ص 135.

    ومن أراد المزيد فعليه بالحديث: "1170" وما بعده و تعليقاتها من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3، ص 151 ـ 158، ط 2 بتحقيق المحمودي.

    88 ـ كان الأولى على المصنّف أن يقول: 'وهذا يدلّ على أنّ قوله هو الحقّ، و أنّ ما خالفه هو اتّباع الهوى أوالاجتهاد الباطل المنهيّ عنه، فليحذر الّذين ينقادون لإجتهاد مخالفيه أن تصيبهم فتنة أو عذاب أليم'.

    89 ـ بل نعلم علماً يقينّاً أنّ المعصومين المنصوصين بالإمامة من عترته عليهم السلام على منهاجه علماً وعملاً وأنّ ما خالف علمه وعمله باطل، و أنّ من خالفه علماً أوعملاً ضالّ ومضلّ اللهمّ الاّ أن يكون من خالفه لم يقصّر في تحرّي الحقّ ومجابهة الباطل، ولكن لم يصب في اجتهاده مع بذل وسعه فإنّه معذور، فإنّ اللَّه تعالى لم يكلّف عباده فوق ميسورهم.

    90 ـ كان الأولى على المؤلّف أن يقول: فبعد ما أثبتنا وحقّقنا أنّ كلّ ما يبديه عليّ عليه السلام هو الحقّ فلا يجوز العدول عنه، وأنّ كلّ ما يقوله غيره أو يعمله إن كان مخالفاً لقوله عليه السلام أو عمله، لا يجوز الاعتماد عليه لأنّه ضلالة.

    وقريباً مما ذكرناه ورد عن حبر الأمّة عبداللَّه بن العبّاس كما رواه عنه ابن سعد في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من الطبقات الكبرى: ج 2 ص 338 ط دار صادر، قال: أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال: أخبرنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال:

    سمعت عكرمة يحدّث عن ابن عبّاس |أنّه| قال: إذا حدّثنا ثقة عن عليّ بفُتيا لا نعدوها.

    91 ـ وهذا الحديث رواه السيّد أبوطالب يحيى بن الحسن الحسيني- المولود سنة: "340" المتوفّى سنة: "424" المترجم في الحدائق الوردية- في أماليه كما في الحديث: "15" من باب فضائل عليّ عليه السلام من كتاب تيسير المطالب ص 54، ط 1، ببيروت- قال:

    أخبرنا محمّد بن عليّ العبدكي قال: أخبرنا محمّد بن يزداد، قال: حدّثني يعقوب بن إسحاق، و محمّد بن أبي سهل، قالا: حدّثنا محمّد بن عمرو، قال: حدّثنا الحارث قال: حدّثنا يحيى بن يعلي الأسلمي قال: حدّثنا عمرو بن يزيد، قال: حدّثنا عبداللَّه بن حنظلة:

    عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أمّ سلمة رضي اللَّه عنها إذ استأذن رجل فقالت له: من أنت؟ قال: أنا أبوثابت مولى عليّ |عليه السلام|؟ فقالت أمّ سلمة: مرحباً يك يا أباثابت أدخل. فدخل فرحّبت به، ثمّ قالت له: يا أباثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟

    فقال: |كنت| تبع عليّ أبي طالب عليه السلام. فقالت: وفّقت والّذي نفسي بيده لقد سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: عليّ مع الحقّ والقرآن والحقّ والقرآن مع عليّ ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

    ورواه الحموئي بسنده عن السيّد أبي طالب في الباب: "36" من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج 1، ص 177.

    وقريباً منه رواه الحافظ الطبراني في عنوان: 'من اسمه عبّاد' في الحديث: "4877" من المعجم الأوسط ج 5، ص 455 قال:

    حدّثنا عبّاد بن سعيد الجعفي قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي البهلول، قال: حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن البريد، عن أبي سعيد التميمي عن ثابت مولى أبي ذرّ:

    عن أم سلمة قالت: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: عليّ مع القرآن والقرآن معه لايفترقان حتّى يردا عليّ الحوض.

    |قال الطبراني|: لايروى هذا الحديث عن ثابت مولى أبي ذرّ إلّا بهذا الإسناد، تفردّ به صالح بن أبي الأسود.

    أقول: وأيضاً رواه الطبراني حرفياً في ترجمة شيخه عبّاد بن عيسى الجعفي الكوفي من المعجم الصغير: ج 1 ص 155، ط 2.

    و رواه أيضاً الحاكم النيسابوري- المتوفّى سنة: "405"- في الحديث: "60" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: ج 3، ص 124.

    ورواه أيضاً ابن مردويه كما في الحديث "4" في الفصل "2" من الفصل: "16" من مناقب الخوارزمي ص 107، و في ط 1، ص 116.

    و من أراد المزيد فعليه بما أوردناه في ذيل تعليق الحديث: "1175" من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق ج 3، ص 159، بتحقيق المحمودي.

    و رواه أيضاً عنه صاحب الطرائف في الحديث: "151" من كتاب الطرائف ص 103.

    92 ـ وهذه قطعة من حديث الثقلين المتواتر المنقول عن أكثر من عشرين صحابياً، ويعجبني أن أذكره من طريق محمّد بن جعفر الرزّاز- على ما رواه عنه السمهودي في أواسط الذكر الثالث من جواهر العقدين: ج 2/ الورق 87 /ب/ و في ط بغداد: ج 1/ من القسم الثاني ص 88 قال:

    و |حديث أمّ سلمة| أخرجه |أيضاً| محمّد بن جعفر الرزّاز |عنها| بلفظ: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في مرضه الّذي قبض فيه يقول- وقد امتلأت الحجرة من أصحابه-: أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إني مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّوجلّ و عترتي أهل بيتي. ثمّ أخذ بيد عليّ فرفعها فقال: هذا عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ لايفترقان حتّى يردا عليّ الحوض فأسألهما: ما خلّفت فيهما.

    93 ـ تقدّم ذلك في شرح البيت: "30" من مخطوطة هذا الشرح.

    94 ـ تقدم بعض الكلام حول نزول الآية الكريمة في شأن عليّ عليه السلام فى شرح البيت: "18" من هذا الشرح.

    وأنظر تفصيل الروايات الوردة في الحديث: "133 ـ 143"، في تفسير الآية الكريمة في شواهد التنزيل: ج 1، 95ص 123 ـ 132 ط 2.

    96 ـ تقدّم في شرح البيت: "11" من هذا الشرح.

    97 ـ وقريباً منه رواه محمّد بن سليمان المتوفّى عام "322" في الحديث: "141" من مناقبة: ج 1، ص 222.

    ورواه أيضاً الحافظ الحسكاني المتوفّى سنة "470 أو 490" في تفسير الآية: "25" من سورة الأحزاب في الحديث: "634" من شواهد التنزيل: ج 2 ص 10، ط 2.

    ورواه أيضاً ابن أبي الحديد في شرح المختار: "230" من قصار نهج البلاغة: ج 19، ص 60، ط الحديث بمصر.

    وقريباً منه رواه الحاكم النيسابوري بسنده عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في كتاب المغازي من المستدرك: ج 3، ص 32. وله أيضاً مصادر أخر.

    98 ـ تقدّم بيانه في شرح البيت: "12" من مخطوطة هذا الكتاب ص 72 -69.

    وانظر الأخيار المتواترة المذكورة في تفسير الآية "33" من سورة الأحزاب في شواهد التنزيل ج 2، ص 18 ـ 141، ط 2.

    99 ـ للحديث- أو ما في معناه- أسانيد ومصادر، ورواه الحافظ محمّد بن سليمان بسندين في الحديث "128" وتاليه من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام: ج 1، ص 208 ـ 209، ط 1.

    ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري في الحديث: "57" و تاليه من مناقب أميرالمؤمنين من المستدرك: ج 3، ص 124.

    ورواه أيضاً الحافظ أبونعيم في ترجمة أسعد بن زراة من كتابه معرفة الصحابة: ج 2 ص 301 ط 1، قال:

    حدّثنا نحلة بن جعفر، حدّثنا محمّد بن جرير، حدّثنا هارون بن حاتم، حدّثنا رباح بن خالد الأسدي عن جعفر الأحمر، عن هلال بن مقلاص، عن عبداللَّه بن مقلاص عن عبداللَّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال:

    سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: لما أسري بي إلى السماء أوحى إليّ في عليّ ثلال خصال: انه إمام المتقين و سيّد المسلمين وقائد الفرّ المحجّلين.

    وأخرجه محققه في هامشه عن السيوطي |في جمع الجوامع: ج 1 ص 656| قال: وأخرجه الباوردي وابن قانع.

    ورواه أيضاً ابن أبي شيبة والبزار والبغوي وابن السكن، والحاكم والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: ج 1، ص 188.

    وعنهم ابن حجر في ترجمة عبداللَّه بن أسعد بن زرارة من الإصابة: ج 4، ص 33.

    ورواه أيضاً مؤلّف معجم السفر- المترجم في تاريخ دمشق ج 5، ص 208، و سير اعلام النبلاء ج 21، ص 5 و تذكره الحافظ 1298/4- أبوطاهر أحمد بن محمّد السلفي- المولود عام: "472" المتوفّى سنة: "576"- في الجزء الحادى عشر مما انتخبه من أصول كتب أبي الحسين المبارك بن عبدالجبّار الصيرفي الطيوري- الورق 188 /ب/ الموجود في المكتبة الظاهرية- قال:

    أخبرنا أحمد، أنبأنا محمّد، أنبأنا أبي داود، أنبأنا إبراهيم بن عباد الكرماني أنبأنا يحيى بن أبي بكر، أنبأنا جعفر بن زياد، عن هلال الوراق، عن أبي كثير الأسدي:

    عن عبداللَّه بن أسعد بن زرارة قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: انتهيت ليلة أسري بي إلى سدرة المنتهى فأوحى اللَّه إليّ في عليّ بثلاث: إنّه إمام المتقين وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين إلى جنات النعيم.

    ومن أراد المزيد فعليه بما رواه ابن عساكر في الحديث: "779" وما بعده وتعليقاته من ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 256 بتحقيق المحمودي.

    100 ـ انظر الحديث: "178" من مناقب ابن المغازلي ص 135.

    101 ـ رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث: "47" من باب فضائل عليّ عليه السلام من ترتيبه ج 1، ص 142.

    ورواه أبوبكر ابن أبي عاصم في الحديث الأوّل من باب فضائل عليّ عليه السلام برقم: "1313" من كتاب السنة ص 582، قال:

    حدّثنا محمّد بن عبدالرحيم أبويحيى وسليمان بن عبدالجبّار، قالا: حدّثنا عليّ بن قادم، حدّثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن يزيد بن |أبي| زياد، عن عبداللَّه بن الحارث:

    عن عليّ |عليه السلام| قال: وجعت |وجعاً شديداً| فأتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأنا منّي في مكانه وقام يصلّي فألقى عليّ طرف ثوبه فصلّى ما شاءاللَّه ثمّ قال: يا ابن أبي طالب قد برئت فلا بأس عليك، ما سألت اللَّه عزّوجلّ |لنفسي| شيّاً إلّا سألت لك مثله، ولا سألت اللَّه شيّاً إلّا أعطانيه إلّا أنّه قال لي: لا نبيّ بعدك.

    قال القاضي |أبوبكر ابن أبي عاصم|: لا أعرف في فضيلة عليّ حديثاً أفضل منه.

    ورواه الحافظ النسائي بسندين في الحديث 147 وما قبله من كتاب الخصائص: ص 242 بتحقيق المحمودي.

    ورواه ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "804" وما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2، ص 274 ـ 279، ط 2 بتحقيق المحمودي.

    102 ـ كذا في ظاهر رسم الخطّ من أصلي المخطوط، وفي ترتيب أمالي المرشد باللَّه: ج 1، ط 1، ص141: 'أخبرنا أبوطالب محمد بن الحسن النحاس الفيلمي؟'.

    103 ـ كذا في ترتيب الأمالي الخميسية، وفي أصلي المخطوط من محاسن الأزهار: 'حدثنا أبوالحسن بن عليّ بن العبّاس بن الوليد البجلي...'.

    104 ـ ما وضعناه في المتن بين المعقوفين كان قدسقط عن أصلي المخطوط كما كان ساقطاً من ترتيب الأمالي الخميسية وأمالي المحاملي وغيرها من كثير من مصادر الحديث، ونحن أخذناه من الباب: "43" من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج ص 220 ط بيروت بتحقيق المحمودي.

    وقريباً منه رواه أيضاً ابن عساكر بأسانيد في الحديث: "804" وما بعده من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 274 وما بعدها ط بيروت بتحقيق المحمودي.

    105 ـ هذا الذيل مما أقحمه بعض معاندي أهل البيت لتشويه سمعة أبي طالب صلوات عليه، والثابت عن أميرالمؤمنين و عترته سلام اللَّه عليهم أجمعين هو ما جاء في المنقبة "99" من كتاب مائة منقبة- لأحمد بن محمّد بن شاذان ص 174 قال: حدّثني القاضي أبوالحسن محمّد بن عثمان بن عبداللَّه القاضي النصيبي في داره، قال: حدّثني جعفر بن محمّد العلوي عن عبداللَّه بن أحمد، قال: حدّثني محمّد بن زياد، عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه:

    عن أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام إنّه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أميرالمؤمنين إنّك بالمكان الّذي أنزلك اللَّه فيه وأبوك معذب في النار؟!

    فقال له |أميرالمؤمنين عليه السلام|: مه فضّ اللَّه فاك، والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه اللَّه تعالى فيهم!! أبي معذّب بالنار وابنه قسيم الجنّة والنار؟!

    والّذي بعث محمّداً نبيّاً إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلّا خمسة أنوار نور محمّد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور أولاده من الأئمة عليهم السلام.

    ورواه الشيخ الطوسي في الحديث: "55" من الجزء "11" من أماليه: ج 1، ص 311.

    و رواه أيضاً في المجلس: "22" من ج 2 منه ص 312.

    وللحديث مصادر كثيرة كما في تعليق المناقب المائة ص 175.

    ومن أراد المزيد فعليه بما أجاده العلامة الأميني رفع اللَّه مقامه في الغدير: ج 7 ص 330 ـ 409، ط 1، وج 8 ص 3 ـ 30، ط 1.

    وليراجع أيضاً ما علقناه على الفصل "1" من خاتمة المؤلف لهذا الكتاب، وما يأتي قريباً في الصفحة التالية.

    106 ـ وتقدّم ذلك في شرح البيت "18" من هذه المخطوطة.

    107 ـ القصيدة ذكرها أبوهفّان بزيادة واختلاف طفيف في بعض ألفاظها في المقطع "17" من ديوان أبي طالب: ص 71.

    108 ـ وهي القصيدة الأولى من ديوان أبي طالب- جمع أبي هفّان- ولها مصادر كثيرة جدّاً.

    109 ـ كذا في أصلي، و في الحديث: "386" من كتاب الطرائف: ج 1، ص 377، ط 2: وأحببته حبّ الحبيب المواهل.

    110 ـ كان في أصلي بعد قوله: "ولنعطيه" بياض بمقدار كلمتين عاديتين، ولفظة: 'منّا' رسم خطّها في أصلي لم يكن جليّاً.

    وأنظر تفصيل القصّة في تاريخ الطبري ج 2 ص 323 ـ 344، ط الحديث بمصر، بتحقيق محمّد أبوالفضل إبراهيم.

    111 ـ وها هنا في أصلي المخطوط هامش غير مقروء.

    112 ـ كلمتا: 'نالت منّي' رسم خطّهما من أصلي المخطوط غير واضح.

    113 ـ أي متأخّروا العترة من أئمّة الزيدية فإنّ متقدّميهم من أجل التشريد وإنزوائهم إلى جلّ من كان معتقداً باعتقاد خصوم أهل البيت ماكان يمكنهم أن يواجهوا خصومهم بذكر صميم اعتقادهم.

    وأمّا بقيّة العترة من غير الزيدية فيعدّون أبي طالب أول مؤمن باللَّه ورسوله من أول يومه.

    114 ـ وللأبيات مصادر وأسانيد- منفردة عن رواية أبي هفّان جامع ديوان أبي طالب عليه السلام- ورواه الحافظ الطبراني في 'باب الدعاء في الاستسقاء' في أواخر الجزء العاشر في الحديث: "2180" من كتاب الدعاء: ج 3، ص 1775، وفي ط دارلكتب العلمية: ص 597 قال:

    حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي، حدّثنا أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي، حدّثنا عمّي سعيد بن خثيم، حدّثنا مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال:

    جاء أعرابي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يارسول اللَّه لقد أتيناك ومالنا بعير يئطّ ولاصبي يصطبح وأنشده:

    أتيناك والعذارء تدمي لبانها *** وقد شفلت أم الصبيّ عن الطفل

    وألقى بكفّيه الفتى استكانة *** من الجوع ضعفاً مايمرّ وما يحلي

    ولا شيء مما يأكل الناس عندنا *** سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

    وليس لنا إلّا إليك فرارنا *** وأين فرارالناس إلّا إلى الرسل

    فقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر ثمّ رفع يديه إلى السماء فقال: اللّهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريا مريعاً غدقاً طبقاً عاجلاً غير رائث نافعاً غير ضارٍّ تملأ به الضرع، وتنبت به الرزع وتحيي به الأرض بعد موتها.

    |قال أنس:| فواللَّه ماردّ يديه إلى نحره حتّى ألقت السماء........وجاء أهل البطاح يعجّون: يا رسول اللَّه الغرق. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: |اللهمّ| حوالينا ولا علينا |قال:| فانجاب السحاب عن السماء حتّى أحدق بالمدينة كالإكليل، فضحك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى بدت نواجده ثمّ قال: للَّه |درّ| أبي طالب لوكان حيّاً قرّت عيناه، من ينشدنا قوله؟ فقام عليّ بن أبي طالب فقال: يارسول اللَّه كأنّك أردت قوله:

    وأبيض يستسقي الغماع بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل

    يلوذ به الهلاّك من آل هاشم *** فهم عنده في نعمة و فواضل

    كذبتم وبيت اللَّه يبزى محمّد *** ولمّا نقاتل دونه و نناضل

    ونسلمه حتّى نصرّع حوله *** ونذهل عن أبنائناوالحلاحل

    فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أجل. فقام رجل من |بني| كنانة فقال:

    لك الحمد والحمد ممن شكر *** سقينا بوجه النبي المطر

    دعا اللَّه خالقه دعوة *** أجيبت وأشخص منه البصر

    ولم يك إلّا كقلب الرداء *** وأسرع حتّى رأينا المطر

    دفاق العزالى وجمّ البعاق *** أغاث به اللَّه عليا مضر

    وكان كما قاله عمّه *** أبو طالب ذورداء غرر؟

    ويسقىبك اللَّه صوب الغمام؟ *** وهذاالعيان لذاك الخبر

    فمن يشكر اللَّه يلقى المزيد *** ومن يكفر اللَّه يلف الغير

    فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن يك شاعر قد أحسن فقد أحسنت.

    وللحديث مصادر كثيرة جدّاً، وقريباً منه سنداً ومتناً رواه الشيخ المفيد في الحديث الثالث من الجزء "36" من أماليه ص 302. وعنه المجلسي رحمه اللَّه في بحارالأنوار: ج 19 ص 332. ورواه أيضاً البيهقي في كتاب دلائل النبوة: ج 6، ص 141. ورواه عنه ابن حجر بنحو الإيجاز في كتاب الاستسقاء من فتح الباري: ج 2 ص 495.

    وكذلك رواه ابن كثير في البداية والنهاية: ج 6، ص 90.

    ورواه أيضاً الماوردي أبوالحسن عليّ بن محمّد بن حبيب البصري البغدادي المتوفّى عام: "450" في صلاة الاستسقاء في آخر كتاب الصلاة من الأحكام السلطانية ص 106.

    ورواه أيضاً الديار بكري في تاريخ الخميس : ج 2، ص 14.

    ورواه أيضاً ابن دريد في الجزء الخامس من أماليه المطبوع بعنوان تعليق الأمالي ص 99 ط 1، قال: أخبرنا أبو حاتم، عن الأصمعي عن يونس قال:

    جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يارسول اللَّه واللَّه لقد أمسينا وما لنا بعير يئطّ ولا صبيّ يصطبح، ثمّ أنشده.

    115 ـ وهاهنا في أصلي- بخطّ الأصل-: 'يعني |من قوله: 'أبامجرم'| أبامسلم عبدالرحمان الخراساني القائم بالدعوة العباسي سنة سبع و عشرين ومائة، وقتل سنة سبع و ثلاثين'.

    116 ـ جملة: 'واخراجه ناحرً عنه' رسم خطّها من أصلي المخطوط غير جلّي.

    117 ـ اقتباس من الآية: "98" من سورة الأنبياء: 21.

    118 ـ اقتباس من الآية: "47" من سورة النساء: 4.

    119 ـ أي تعلون وتركبون، وفي مناقب الخوارزمي: 'أوما ترون أيّ عقبة تقتحمون؟ وأيّ متيهة تتسنّمون؟ وأنّى تؤفكون؟ بل ينظرون إليك وهم لايبصرون...'.

    120 ـ اقتباس من الآية: "198" من سورة الأعراف: 7.

    121 ـ اقتباس من الآية: "52" من سورة السبأ: 34.

    122 ـ هذا هو الظاهر المطابق لسائر المصادر، وفي أصلي المخطوط: 'يداويكم'.

    123 ـ أقول: والكلام رواه الموفّق بن أحمد الخوارزمى- المتوفّى سنة: "568"- مشروحاً باختلاف لفظيّ في بعض الكلمات، فى الفصل الثالث من الفصل: "16" من مناقبه ص 210 ط الحديث، قال في أواسط ما ساقه في الحديث: "240":

    وقال الأشتر لمحمّد بن الحنفيّة: تقدّم واخطب بين الصفّين- صفّ العراق وصفّ الشام- وامدح عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام. فتقدّم محمد وقال لأهل الشام:

    اخسؤا ذرّية النفاق وحشو النار، وحصب جهنّم، عن البدر الباهر، والنجم الثاقب، والسنان النافذ، والشهاب النيّر، والصراط المستقيم 'قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت وكان أمر اللَّه مفعولاً'

    أوما ترون أيّ عقبة تقتحمون؟ وأيّ متيهة تتسنّمون؟ وأنّى تؤفكون؟ بل 'ينظرون إليك وهم لا يبصرون'.

    أصنو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله تستهدفون؟ ويعسوب الدين تلمزون؟ فأيّ سبيل رشاد بعد ذلك تسلكون؟ وأيّ خرق بعد ذلك ترقعون؟

    هيهات واللَّه برز في السبق، وفاز بالخصل، واستولى على الغاية، وأحرز الخطار فانحسرت عنه الأبصار، وانقطعت دونه الرقاب، وفرّع الذروة العليا، وبلغ الغاية القصوى فكرث من رام رتبته رتبته السعي وعنّاه الطلب، 'وأنّى لهم التناوش من مكان بعيد' فخفضاً خفضاً!! أقلّوا عليكم لا أباً لأبيكم من اللؤم أو سدّوا المكان الّذي سدّوا وأنّى تسدوّن؟ أم أيّ أخ لرسول اللَّه تثلبون؟ وأيّ ذي قوي أمرها تسبّون؟ هو شقيق نسبه إذ حصّلوا ونديد هارون إذ مثلّوا وذو قربى منه إذا امتحنوا والمصلّي القبلتين إذا انحرفوا والمشهود له بالإيمان إذ كفروا والمدعوّ بخيبر إذ نكلوا والمندوب لنبذ عهد المشركين إذ نكثوا والخليفة على المهاد ليلة الخطار، والمستودع للأسرار ساعة الوداع إذ حجبوا هذا المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا وأنّى يبعد من كلّ سناء وعلوّ، وثناء وسموّ،وقد نحلته ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أبوّة، وأنجبت بينهما جدود، ورضعا بلبان، ودرجا في سكن، ومهدّا حجراً وتفيّئا بظلّ، فهما وشيجان نماهما فنن، |و|تفرّعا من أكرم جذم،فرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله للرسالة، وأمير المؤمنين عليه السلام للخلافة، فتق اللَّه به رتق الأسلام حتّى انجابت به طخية الريب، وقمع نخوة النفاق حتّى ارفأنّ جيشانه؟ وطمس رسم العلّة، وخلع ربقة الصغار والذلّة، وكفت أيدي الخيانة، ورفّق شربها وحلأّها عن وردها واطئاً كواهلها آخذاً بأكظامها، يقرع هاماتها وينكت نقيها؟ ويجمل شحومها ويرحضها عن مال اللَّه؟ حتّى كلمها الخشاش، وعضّته الشفاف، ونالها فرض الكتاب، فجرجرت جرجرة العود الموقع فزادها وقراً فلفظته أفواهها وأزلقته بأبصارها، ونبت عن ذكره أسماعها، فكان لها كالسمّ الممقر؟ والذعاف المرعف، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، ولايزيله عن الحقّ نهيب متهدّد؟ ولايحيله عن الصدق ترهيب متوعّد، فلم يزل كذلك حتّى انقشعت غيابة الشرك، وخنع طيخ الإفك؟ وزالت قحم الإشراك، حتّى تنسّمتم روح النصفة وتطعّمتم قسم السواء بعد أن كنتم لوكة الآكل ومذقة الشارب وقبسة العجلان- بسياسة مأمون الخرقة؟ مكتهل الحنكة، طبّ بأدوائكم قمن بدوائكم، يبيت بالربوة كالئاً لحوزتكم، حامياً لقاصيكم ودانيكم مثقّفاً لأودكم، يقتات الجبنة ويردّ الخمس ويلبس الهدم؟

    ثمّ إذا سبرت الرجال فطاح الوشيظ، واستسلم المشيح؟ وغمغمت الأصوات، وقلّصت الشفاه، وقامت الحرب على ساق، وصرفت بأنياب وخطر فنيقها وهدرت شقاشقها وجمعت قطريها؟ فشالت بإبراق؟ ألفيت أمير المؤمنين عليه السلام هناك مثبتاً لقطبها مديراً لرحاها، قادحاً بزندها مؤرّباً لعقدتها مذكياً لجمرتها، دلاّفاً إلى البهم، ضرّاباً للقلل، غصّاباً للمهج، ترّاكاً للسلب، خوّاضاً لغمرات الموت، مثكّل أمهّات |مؤّيم أزواج| مؤتّم أطفال، مشتّت ألّاف، قطّاع أقران، طافياً عن الجولة، راكداً في الغمرة، يهتف بأولاها فتنكّفت أخراها؟ فتارةً يطويها طىّ الصحيفة، وآونةً يفرّقها فرق الوفرة، فبأيّ آلاء أمير المؤمنين تمترون؟ وعن أيّ أمر مثل حديثه تأثرون؟ وربّنا الرحمان المستعان على ما تصفون.

    قال |الخوارزمي| رضي اللَّه عنه |في شرح الكلام|: الحصب: كلّ ما حصب به في النار أي رمي به |فيها| وقال ابن عباس في |تفسير الآية: "98" من سورة الأنبياء وهو| قوله تعالى: 'حصب جهنّم': وقودها. وقال مجاهد: حطبها.

    |و| يقال طمس الأثر |على زنة ضرب ونصر وبابهما: درس وانمحى| وانطمس: |انمحى وذهب| وطمسته بالريح |: أذهبته وأزلته بها|.

    وقال الخليل: الخصل في النضال اذا وقع السهم بلزق القرطاس؟ |وقال الجوهري: الخصل في النضال: الخطر الّذي يخاطر عليه| ويقال: أحرز فلان خصله: إذا غلب على الرهان في الرمي ذوغيره.

    ويقال: تناوشوه: تناولوه. وناشه ينوشه نوشاً: طلبه. تناوله. وناوشوهم بالرماح وتناوشوهم: |تطاعنوا بها|.

    ويقال: نجلت الشيء نجلاً |على زنة ضرب وبابه|: رميت به، والناقة تنجل الحصى بمناسمها |إذا رمتها بها|، وقولهم: نجله أب كريم ونجل به |أي أنجبه أب كريم الطبع والأصل| وفحل ناجل: منجب، وهو نجل فلان مجاز ما ذكرناه.

    |و| الطخية: شدّة الظلمة والسحابة الرقيقة.

    |وقوله:| ارفأنّ: نفر ثمّ سكن. |و| جيشانه: غليانه.

    |و| يقال: كفت المتاع: ضمّ بعضه الى بعض، |ومثله| كفت الفراش، وفي الحديث: 'اكفتوا صبيانكم بالليل' وكفت الرعاة مواشيهم: |جمعهم وضمّهم|. والأرض تكفت أهلها أحياءاً وأمواتاً: |تضمّهم|.

    والأكظام: جمع كظم وهو مجرى النفس يقال: جمل الشحم واجتمله: أذابه، ويقال: اجتمل وتجمّل: أكل الجميل وهو الورك، وقالت أعرابيّة لبنتها: تجمّلي وتعفّفي أي كلي الجميل واشربي العفافة أي بقيّة اللبن في الضرع، ويقال: خذ الجميل وأعطني الجمالة أي الصهارة. والسكن: الدار. وسكّانها أيضاً. والثفاف: ما يسوّى بها الرماح.

    ويقال: إنّه لموقع الظهر ووقعت الدابة بكثرة الركوب: سجحت فتخلّص عنه الشعر فنبت أبيض؟

    ويقال: مرّ ممقر، وهو أمرّ من المقر وهو الصبر، وقد أمقر |أي صار مرّاً أو حامضاً| قال لبيد:

    ممقر مرّ على أعدائه *** وعلى الأدنين حلو كالعسل

    يقال: سمّ ذعاف: قاتل سريعاً، وموت ذعاف: سريع مرعف- من أرعفه-: قتله مكانه قتلاً وحيّاً.

    وخنع وخضع وخشع أخوات.

    وطاخ طيخاً: تلطّخ بقبيح، وطاخه غيره |لطّخه بالقبيح| وطاخ: تكبّر.

    وقال ابن دريد: الطيخ: الإنهماك في الباطل.

    ويقال: قتّه |على زنة وبابه| فاقتات، من القوت، كما يقال: رزقته فارتزق، واستقأته: سألته القوت.

    والجبنّة: عامّة الشجر واللبن الحامض؟ ويقال: تهدّم الثوب: بلي |وتهدّم عليه|: هدم. خلق. وأهدام: أخلاق. وهو من تهدّم البناء واندهم.

    وطاح يطوح ويطيح: سقط وتاه وهلك. والوشيظ: الخسيس. وقال يعقوب: الوشيظ: الرحيل.

    وأشاح في الأمر: جدّ فيه، وعامل مشيح: جادّ مواظب على عمله. وأشاح: حذر.

    و خطر فنيقها: |رفع| فحلها|ذنبه للوثبة|- والجمع: فنق وأفناق أيضاً- وهو قليل- كيتيم وأيتام، وشريف وأشراف- أي رفع ذنبه مرّةً ووضعه أخرى للصيال كأنّه يتهدّد، وتخاطرت الفحول بأذنابها: |رفعوها مرّةً ووضعوها أخرى| للتصاول.

    يقال: أربّ العقدة: وثّقها فتأرّبت: فتوثّقت. والجولة: الهزيمة يقال: كانت لهم جولة أي هزيمة.

    وطفا السمك طفواً وطفا الوخشيّ: علا الأكمة. وفرس طاف: شامخ برأسه. أي كان عليّ عليه السلام مرتفعاً بعيداً من الهزيمة؟ راكداً ثابتاً مستقرّاً في الغمرة في شدّة الحرب وهولها، يقال: قد انجلت غمرات الحرب أي أحوالها وشدائدها، وفلان في غمرات الموت وسكراته |أي شدائده|، والغمرة في الأصل: واحدة الغمار من الماء وهي معظمه، وغمرة كلّ شيء: معظمه.

    ورواه أيضاً سبط ابن الجوزي في ترجمة محمّد ابن الحنفيّة من تذكرة الخواص.

    124 ـ عقد له أحمد بن أبي الرجال الزيدي ترجمة حسنة في حرف العين من كتاب مطلع البدور: ج 4 ص 209/ المخطوط.

    125 ـ رواه أبوالحسن ابن شاذان محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن في المنقبة "99" من كتاب مائة منقبة: ص 175.

    ورواه الخوارزمي بسنده عنه و عن غيره في الحديث الأوّل من مناقبه ص 32.

    ورواه أيضاً الحموئي في الحديث الأوّل من السمط الأول من فرائد السمطين: ج 1، ص 16. ورواه عنه الذهبي في ترجمته برقم: "7190" من كتاب ميزان الإعتدال: ج 3 ص 466 قال: محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان روى عن المعافى بن زكريّا، عن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج عن الحسن بن محمّد بن بهرام، عن يوسف بن موسى القطان، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس...

    126 ـ كذا أورد المصنف القصّة، وينافيه نظم المؤرخ الخبير ابن أبي الحديد في شأن عمر، حيث قال:

    وليس بنكر في حنين فراره *** وفي أحد قد فرّ قبل وخيبرا

    127 ـ انجعف عن رجله: سقط عنه صريعاً.

    والحديث رواه الطبري في حوادث سنة 8 الهجرية من تاريخه: ج 3 ص 76 ط الحديث بمصر. ورأيت الحديث في تفسير روض الجنان- تأليف أبي الفتوح الرازي رحمه اللَّه ولكن لم يتيسر لي مراجعته كى أبيّن موضع ذكره.

    وقريباً منه رواه الحافظالسروي رحمه اللَّه في غزوة 'حنين' من مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 144 قال:

    |و| كمن أبوجرول على المسلمين وكان على جمل أحمر، بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن إذا أدرك أحداً طعنه برمحه، وإذا فاته الناس رفع |رأيته| لمن وراءه وجعل يقتلهم و هو يرتجز:

    أنا أبوجرول لا براح *** حتّى يبيح القوم أويباح؟

    فصمد له أميرالمؤمنين عليه السلام؟ فضرب عجز بعيره فصرعه ثمّ ضربه فقطره ثمّ قال:

    قد علم القوم لدى الصباح *** إنّي لدى الهيجاء ذو نصاح

    128 ـ ما وضع بين المعقوفين زيادة ظنّية يقتضيها السياق.

    129 ـ للحديث مصادر وأسانيد، ورواه البزّار- كما رواه عنه الهيثمي في مناقب أبي ذرّ الغفاري رفع اللَّه مقامه- برقم: "2715" من كتاب كشف الأستار: ج 3 ص 264 قال:

    حدثنا نصر بن عليّ، حدثنا أبوأحمد، حدثنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: الجنّة تشتاق إلى ثلاثة: عليّ وعمّار- وأحسبه قال:- وأبوذرّ.

    وأيضاً رواه الهيثمي عن البزّار وقال: وإسناده حسن كما في مجمع الزوائد: ج 9 ص 330.

    ورواه أيضاً أبويعلى الموصلي- المولود سنة: "210" المتوفى عام: "307"- في مسند أنس من مسنده: 5 ص 164.

    ورواه الحافظ ابن عساكر بطرق في ترجمة عمّار بن ياسر - رفع اللَّه مقامه- من تاريخ دمشق: ج 12، ص 618 من النسخة الأردنية، وفي مختصر ابن منظور: ج 18 ص 212 قال:

    أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي، أنبأنا عليّ بن أحمد، وأبوطاهر الخوارزمي وأبومحمد وأبوالغنائم وأبوالحسين عاصم وأبوعبداللَّه، قالوا: أنبأنا أبوعمر، أنبأنا أبوبكر، أنبأنا جدّي، أنبأنا يحيي بن أبي بكير، |أنبأنا الحسن بن صالح| بن حيّ، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: الجنّة تشتاق إلى ثلاثة عليّ وعمّار وسلمان.

    أخبرنا أبوعليّ الحسن بن أحمد الحدّاد في كتابه- وحدّثني أبومسعود عبدالرحيم بن عليّ بن أحمد عنه- أنبأنا أبونعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا عليّ بن عبدالعزيز، أنبأنا أبونعيم، حدّثنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس:

    عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة: عليّ وسلمان وعمّار.

    أخبرنا أبوالمظفّر القشيري أنبأنا أبوسعد الأديب، أنبأنا أبوعمرو بن حمدان، أنبأنا أبويعلى أنبأنا محمد بن عبداللَّه بن نمير، أنبأنا محمد بن بشر، أنبأنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة: عليّ وعمّار وسلمان.

    130 ـ كان في أصلي بعد قوله: "عوض" كلمة عادية غير مقروءة ولذا تركنا محلها فارغاً.

    و هذا الحديث الّذي أشار إليه المؤلّف، أورده ابن عساكر في ترجمة بلال من تاريخ دمشق: ج 10، ص 320، و في مختصر ابن منظور: ج 5، ص 259.

    وعلقناه حرفيّاً على ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 180 ط 2. والحديث الأول رواه الترمذي أيضاً في مناقب سلمان الفارسي في الباب "34" من كتاب المناقب من سننه: ج 5 ص 626 قال:

    حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا أبي عن الحسن بن الصالح، عن أبي ربيعة الأيادى، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و وسلم: إنّ الجنّة لتشتاق إلى ثلاثة: عليّ و عمّار وسلمان.

    قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلّا من حديث الحسن بن الصالح.

    أقول: وأخرجه أيضاً أبوالحسين الكلابي كما في الحديث: "21" المستخرج من مسنده المطبوع في آخر مناقب ابن المغازلي: ص 436.

    ورواه أيضاً الطبراني في الحديث "7 -6" من مسند سلمان الفارسي من المعجم الكبير: ج 6 ص 215، قال:

    حدّثنا عليّ بن عبدالعزيز، حدّثنا أبونعيم الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة البصري عن الحسن عن أنس:

    عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين: عليّ وعمّار وسلمان. ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج 9 ص 215.

    ورواه أيضاً البلاذزي في الحديث: "84" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام، من أنساب الأشراف: ج 2 ص 122، ط بيروت بتحقيق المحمودي قال:

    حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا عليّ بن قادم، حدّثنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن البصري:

    عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: الجنّة تشاق إلى ثلاثة عليّ وعمّار وسلمان.

    ورواه الحاكم- وصحصه هو والذهبي- في الحديث: "97" من فضائل أميرالمؤمنين من المستدرك: ج 3، ص 137 قال:

    حدّثنا أبوبكر ابن إسحاق، أنبأنا محمّد بن عيسى بن السكن الواسطي، حدّثنا شهاب بن عباد، حدّثنا محمّد بن بشر، حدّثنا الحسن بن حيّ عن أبي ربيعة الأيادي، عن الحسن، عن أنس قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: اشتاقت الجنّة إلى ثلاثة: عليّ و عمّار وسلمان. وأيضاً رواه الذهبي في ترجمة سلمان من كتاب تاريخ الإسلام: ج 1، ص 514.

    وأيضاً روى ابن عساكر في ترجمة عمّار من تاريخ دمشق من النسخة الأردنية: ج 12، ص 618- وفي مختصرة: ج 18، ص 212- قال:

    أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي أنبأنا عليّ بن أحمد، وأبوطاهر الخوارزمي وأبومحمّد، وأبوالغنائم وأبوالحسين عاصم وأبوعبداللَّه، قالوا: أنبأنا أبوعمر، أنبأنا أبوبكر، أنبأنا جدّي أنبأنا جدّي أنبأنا يحيى بن أبي بكير، أنبأنا |الحسن بن صالح| بن حيّ، عن أبي ربيعة، عن الحسن عن أنس قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: الجنّة تشتاق إلى ثلاثة عليّ و عمّار وسلمان.

    أخبرنا أبوعليّ الحسن بن أحمد الحدّاد في كتابه- وحدّثني أبو مسعود عبدالرحيم بن عليّ بن أحمد عنه- أنبأنا أبونعيم الحافظ، أنبأنا سلمان بن أحمد؟ رواه في اوائل ترجمة سلمان برقم: "6044" من المعجم الكبير ج 6، ص 215 ولكن فيه و في مجمع الزوائد ج 9، ص 344: ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين.....؟

    ورواه المزي في ترجمة أبي ربيعة الأيادي من باب الكنى من تهذيب الكمال: 12/ الورق 125/ ب/ قال أنبأنا عليّ بن عبدالعزيز، أنبأنا أبونعيم، حدّثنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس:

    عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة: عليّ وسلمان وعمّار.

    أخبرنا أبوالمظفر القشيري أنبأنا أبوسعد الأديب، أنبأنا أبوعمرو بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا محمّد بن عبداللَّه بن نمير، أنبأنا محمّد بن بشر، أنبأنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة: عليّ و عمّار وسلمان. وانظر ترجمة المقداد من مختصر ابن منظور ج 25 ص 219 وحلية الأولياء ج 1 ص 190. وروى البزار- كما في مناقب أبي ذرّ برقم: "2715" من كشف الأستار: ج 3 ص 264- قال: حدّثنا نصر بن عليّ حدّثنا أبوأحمد، حدّثنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة عن الحسن عن أنس قال:

    قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: الجنّة تشتاق إلى ثلاثة: عليّ و عمّار- وأحسبه قال- وأبوذرّ.

    ورواه عنه أيضاً في مناقب أبي ذرّ، وقال: وإسناده حسن. كما في مجمع الزوائد: ج 9 ص 330. وللبزار وأبي يعلى حدبثان آخران معجبان جدّاً ذكرناهما في ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2، ص 178، 181.

    131 ـ لفظتا: "خلق له" رسم خطّهما لم يكن جليّاً من أصلي المخطوط.

    132 ـ تقدّم إسناد المصنف إلى القاضي أبي علي الحسن بن علي الصفار في شرح البيت "11".

    133 ـ والحديث رواه الحموئي بسنده عن أميرالمؤمنين عليه السلام في آخر الباب: "16" من السمط الأول من فرائد السمطين: ج 1 ص 88.

    ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث "456" من المناقب: ص 401.

    134 ـ وهو مترجم في كتاب أعلام المؤلّفين الزيدية: ج 1، ص 235. وتقدّم ذكر اسناد المؤلّف إليه.

    135 ـ وانظر ما تقدم في شرح البيت: "..." من مخطوطة أصلي ص...

    136 ـ كذا.

    137 ـ وهذا محتمل ولكن غير قطعيّ، و ربّما تكون الحكمة شيئاً آخر لم ندركها.

    138 ـ ولهذه القطعة من كلامه عليه السلام- أو ما في معناها- شواهد جمّة رواها عدّة من أكابر المحدّثين منهم أبوبكر عبداللَّه بن محمّد بن أبي شيبة في الحديث: "38" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل من المصنف: ج 6/ الورق 153/أ/ وفي ط الهند: ج 12 ص.... ورواه أيضاً إسحاق بن راهويه- المولود سنة "161" المتوفّى عام "238" في الحديث: "82" من مسند أمّ سلمة من مسنده: ج 4، ص 129، ط 1.

    ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في الحديث: "294" من فضائل عليّ عليه السلام من كتاب الفضائل ص 216، ط قم.

    وأيضاً رواه أحمد في مسند أمّ المؤمنين أمّ سلمة من كتاب المسند: ج 6، ص 300، ط 1.

    وأيضاً رواه أحمد بن المثنى أبويعلي الموصلي- المولود سنة "210" المتوفّى عام "307"- في الحديث: "90" من مسند أمّ سلمة من مسنده: ج 12، ص 404 /364/ ط 1.

    ورواه أيضاً أحمد بن شعيب النسائي- المولود سنة "215" المتوفّى عام: "303" في الحديث: "154 -153" من الخصائص ص 283 بتحقيقنا.

    ورواه أيضاً محمّد بن سليمان المتوفّى: "322" في الحديث: "360"- أوقبله- والحديث: "573" من مناقب عليّ: ج 1، ص 456 و ج 2، ص 87.

    ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري المتوفى عام: "405" في مناقب عليّ من كتاب معرفة الصحابة من المستدرك: ج 3، ص 139.

    ورواه أيضاً الطبراني- المولود عام "260" المتوفى "360"- في عنوان: 'أمّ موسى' من مسند أمّ سلمة من المعجم الكبير: ج 23، ص 375.

    ورواه أبونعيم الإصبهاني- المولود سنة: "336" المتوفى عام: "430" في ترجمة جرير بن عبدالحميد من تاريخ إصبهان: ج 1، ص 250.

    ورواه ابن عساكر- المولود سنة: "499" المتوفى عام: "571"- في الحديث: "1036" و ما بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام، من تاريخ دمشق: ج 3، ص 17.

    139 ـ الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي أصلي: 'فدخل وجلس هو وحضر غسل رسول اللَّه...'.

    140 ـ وهذا الحديث رواه الطبراني في ترجمة أوس بن خولى الأنصاري المكني بأبي ليلى تحت الرقم: "629" من المعجم الكبير: ج 1، ص 299.

    وأيضاً رواه الطبراني في الحديث: "2949" من المعجم الأوسط: ج 3 ص 431 ط الرياض. وللحديث أسانيد و مصادر و شواهد أخر يجد الباحث كثيراً منها في المختار: "6" وتعليقاته من نهج السعادة: ج 1، ص 39 ـ 43.

    141 ـ وهذا المقام يحتاج إلى فحص تامّ لم يتيسّر لي عاجلاً، فليحقّق.

    142 ـ لا يحضرني شاهد للحديث فليحقق.

    143 ـ رواه السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية كما في الحديث الأول في عنوان: 'الحديث السابع في فضل أهل البيت' من ترتيبه: ج 1، ص 148.

    ورواه الطبراني في الحديث: "113" من ترجمة الإمام الحسن من المعجم الكبير: ج 3، ص 39، ط 1، كما رواه أيضاً في أواسط مسند عبداللَّه بن العباس من المعجم الكبير: ج 11، ص 351، ط 1.

    وانظر الحديث: 12384 من المعجم الكبير ج 12، ص 27.

    ورواه عنه الهيثمي في باب فضل أهل البيت عليهم السلام من مجمع الزوائد: ج 9 ص 168. وأيضاً روى السيّد المرشد باللَّه- كما في الحديث الثاني من فضل أهل البيت من ترتيب الأمالي الخميسية- لمحمّد بن أحمد بن عليّ بن الوليد العبشمي-: ج 1 ص 148 ط 1، قال: أخبرنا أبوالحسين أحمد بن الحسين التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال: أخبرنا أبوعبداللَّه محمّد بن عمران المرزباني قال: حدّثنا أبوحفص عمر بن داود بن عنبسة المعروف بابن بيان العماني قال: حدّثنا محمّد بن عيسى الواسطي أبوبكر، قال: حدّثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير:

    عن ابن عباس قال: لمانزلت: 'قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى' قالوا: يا رسول اللَّه من هؤلاء الّذين أمرنا اللَّه عزّ وجلّ بمودّتهم؟ قال: |عليّ| وفاطمة وولدها؟. قال السيّد |المرشد باللَّه|: كأنّما سمعته في الرواية الأولى عن المرزباني ومات سنة خمس وثمانين وثلاث مائة؟.

    أقول: ومن أراد المزيد فعليه بما رواه الحافظ الحسكاني- و ما أوردناه في تعليقه- في تفسير آية المودة في شواهد التنزيل ج 2، ص 189 ـ 212.

    وليراجع أيضاً ما رواه محمّد بن عبدالرحمان السخاوي الشافعي فى أوائل كتابه استجلاب ارتقاء الغرف: ص 61 ـ 78 ط 1.

     




    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎