إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #16
    رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

    أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

    (13)

    13. أحمد .. صاحب أهدى الرايات ورافع راية الأمم:

    لو أعدنا قراءة نص التوراة المتقدم وأكملنا لطالعنا التالي: (11 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِي بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّورَ، وَمِنْ مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ. 12 وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ) سفر إشعيا - الأصحاح 11.

    والسؤال: هل استطاع عيسى (ع) أن يجمع منفيي إسرائيل (يعقوب عندهم) ؟ وهل ضم مشتتي يهوذا (ابن يعقوب عندهم) من أطراف الأرض ؟ ولو قالوا: جمعهم وضمهم بالإيمان به، فكذلك لا يصح؛ لأنّ دعوة عيسى (ع) إلى حين رفعه لم تتجاوز حدود مدن قليلة، بينما نجد النص يقول إنّ هذا الشخص يضم مشتتي يهوذا من أطراف الأرض، بمعنى أنّ هذا الشخص يؤمن به في زمن بعثته أناس من كل دول العالم تقريباً، بل ومن الدول النائية عن مكان بعثته بالخصوص (أطراف الأرض).

    (وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ) : وكما تقدم، فانّ كلمة "يهوذا" معناها بالعربي (حمد) أو (أحمد)، وكلمة "إسرائيل" معناها بالعربي (عبد الله)، فيكون النص هكذا:

    (وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ) أي: عبد الله (وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا) أي: أحمد (مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ)، وقد وردت هذه الأسماء في وصية محمد (ص) المقدسة للقائم والمهدي الأول (أحمد) كما عرفنا.

    وأما المشتتون الذين يجتمعون كقزع الخريف من أطراف الأرض لنصرة القائم، فهم أنصار الإمام المهدي (ع) في آخر الزمان كما هو معلوم من روايات محمد وآل محمد (ص).

    عن الإمام الباقر (ع) في تفسير قوله تبارك وتعالى: "أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً": (يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، قال: وهم والله الأمة المعدودة، يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف) الكافي: ج8 ص313.

    كما نقل ابن حماد المروزي عن أنصار الإمام المهدي (ع) ما يلي: (ثم يبعث الله قوماً قزع كقزع الخريف إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم) كتاب الفتن: ص242.

    وأميرهم هو (الخليفة اليماني أحمد): (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس: ص27، الفتن لابن حماد: ص66.

    قال الإمام الباقر (ع): (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) غيبة النعماني: ص264.

    ورسول الإمام المهدي (ع) هنا والداعي إليه وصاحب أهدى الرايات، أي اليماني الموعود، هو نفسه أول مقرب إلى أبيه، وأول مؤمن به، والمهدي الأول من المهديين الاثني عشر كما نصت عليه وصية رسول الله (ص)، أو (يهوذا الثالث عشر = أحمد) بنص عيسى، أو (القائم من جذع يسّى) بنص التوراة.

    أما لماذا وُصِفَ أحمد بـ (اليماني) ؟ فلأنه وصي أبيه ويمينه. ولأنه من آل محمد (ع) وهم يمانية؛ لأنهم ينتسبون إلى مكة وهي من تهامة وتهامة من اليمن، قال (ص): (.. الإيمان يمان وأنا يماني) بحار الأنوار: ج57 ص232. لذا أسمى صاحب كتاب البحار كلام أهل البيت بالحكمة اليمانية (انظر: بحار الأنوار: ج1 ص1)، وقال (ص): (الإيمان يمان والحكمة يمانية) صحيح البخاري: ج5 ص122.

    وفي التوراة: (1 صَلاَةٌ لِحَبَقُّوقَ النَّبِيِّ عَلَى الشَّجَوِيَّةِ: 2 يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ. 3 اَللهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ، وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. 4 وَكَانَ لَمَعَانٌ كَالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. 5 قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى) حبقوق - الأصحاح 3.

    قال القائم أحمد: (المعنى: الله جاء من تيمان أي الله جاء من اليمن. والقدوس من جبل فاران أي القدوس جاء من مكة. وتعالى الله أن يوصف بالمجيء من السماء فكيف من الأرض؛ لأنّ الإتيان والمجيء تستلزم الحركة وبالتالي الحدوث وبالتالي نفي الإلوهية المطلقة، فلا يمكن أن يعتبر أنّ الذي يجيء من تيمان أو اليمن هو الله سبحانه وتعالى، ولا الذي يجيء من فاران هو القدوس سبحانه وتعالى، هذا فضلاً عن الأوصاف الأخرى كاليد تعالى الله عنها علواً كبيراً "4 وَكَانَ لَمَعَانٌ كَالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. 5 قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى". بل الذي يجيء هو عبد الله محمد (ص) وآله (ع) من بعده حيث إنهم من مكة ومحمد وآل محمد (ع) يمانيون أيضاً ... وكون تيمان هي اليمن قد ورد حتى في الإنجيل على لسان عيسى (ع) عندما وصف ملكة اليمن بملكة التيمن "أو تيمان": ]42 مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا[إنجيل متى - الأصحاح 12) انتهى.


    بل حتى مناطق البقية من شعبه التي وردت في نص التوراة المتقدم أي: (أَشُّورَ، مِصْرَ، فَتْرُوسَ، كُوشَ، عِيلاَمَ، شِنْعَارَ، حَمَاةَ، جَزَائِرِ الْبَحْرِ) التي هي عبارة عن: العراق، وسوريا "الشام"، ومصر "شمال أفريقيا"، وإيران، تم تحديدها في روايات آل محمد (ص) أيضاً التي بينت أنّ فيها أنصار المنقذ والقائم أحمد، وهذا نموذج لها:

    قال الإمام الباقر (ع): (يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق) غيبة الطوسي: ص476، وأما إيران فقد تقدم ذكر الطالقانيين ورفعهم شعار " أحمد أحمد". وللمزيد أقول:

    14. أحمد .. قائد الرايات السود والجامع أنصار أبيه (المختارين):
    يأتي بيانه إن شاء الله.

    علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

    ---


    ---


    ---

    Comment

    • محمد الانصاري
      MyHumanity First
      • 22-11-2008
      • 5048

      #17
      رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

      أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

      (14)

      14. أحمد .. قائد الرايات السود والجامع أنصار أبيه (المختارين):

      ينفع في التعرف على ذلك ما مرَّ نقله، وأُضيف هنا:
      إنّ النبي (ص) أمر بنصرة قائد الرايات السود وإتيانه ولو حبواً على الثلج، قال: (ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم .. فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي) سنن ابن ماجة: ج2 ص1367 ح4084.

      وعنه (ص): (إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة المهدي) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص54، المطبعة الحيدرية.

      وخليفة الإمام المهدي (ع) هو ابنه (أحمد) بنص الوصية المقدسة المتقدمة. ولهذا كان شعار الجيش المشرقي الزاحف للفتح هو: (أحمد أحمد)، قال الإمام الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: "أحمد أحمد"، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات. فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الأنوار المضيئة: ص343.

      وعن الإمام علي (ع) قال: (.. يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس) كتاب الفتن - لنعيم بن حماد: ص216، الملاحم والفتن - لابن طاووس: بـ133 ص136، كنز العمال: ج14 ص589 ح39669، شرح إحقاق الحق - للسيد المرعشي: ج13 ص313.

      وكون "أحمد" يجمع أنصار أبيه ويمهِّد له سلطانه، أمر ذكره الإنجيل أيضاً:
      (1 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ. 2 وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيمٍ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ، 3 وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِّلاَّ الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفًا الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ. 4 هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً ِللهِ وَلِلْخَرُوفِ. 5 وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ. 6 ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، 7 قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ) رؤيا يوحنا اللاهوتي - الأصحاح 14.

      و(لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ) يشير إلى أنّ أتباع هذا الخروف يحملون اسم وشعار أبيه، ولما كان هو (القائم أحمد) فأبوه هو الإمام المهدي (ع)، ولهذا كان أتباعه يسمَّون بـ"أنصار الإمام المهدي".

      قال الإمام الصادق (ع): (إن لولد فلان عند مسجدكم - يعني مسجد الكوفة - لوقعة في يوم عروبة، يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإياكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار) الإرشاد للمفيد: ج2 ص377.

      وعن أنصار المنقذ (السيد الذي يعود ثانية) في آخر الزمان جاء في التوراة:
      (26 فَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ مِنْ بَعِيدٍ، وَيَصْفِرُ لَهُمْ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ، فَإِذَا هُمْ بِالْعَجَلَةِ يَأْتُونَ سَرِيعًا. 27 لَيْسَ فِيهِمْ رَازِحٌ وَلاَ عَاثِرٌ. لاَ يَنْعَسُونَ وَلاَ يَنَامُونَ، وَلاَ تَنْحَلُّ حُزُمُ أَحْقَائِهِمْ، وَلاَ تَنْقَطِعُ سُيُورُ أَحْذِيَتِهِمِ. 28 الَّذِينَ سِهَامُهُمْ مَسْنُونَةٌ، وَجَمِيعُ قِسِيِّهِمْ مَمْدُودَةٌ. حَوَافِرُ خَيْلِهِمْ تُحْسَبُ كَالصَّوَّانِ، وَبَكَرَاتُهُمْ كَالزَّوْبَعَةِ. 29 لَهُمْ زَمْجَرَةٌ كَاللَّبْوَةِ، وَيُزَمْجِرُونَ كَالشِّبْلِ، وَيَهِرُّونَ وَيُمْسِكُونَ الْفَرِيسَةَ وَيَسْتَخْلِصُونَهَا وَلاَ مُنْقِذَ. 30 يَهِرُّونَ عَلَيْهِمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ كَهَدِيرِ الْبَحْرِ ..) سفر إشعيا - الأصحاح 5.

      وهذه الصفات: أي لا ينامون ... الخ، هي صفات أصحاب القائم والمهدي أحمد (ع) كما في الروايات عن آل محمد (ع):
      قال الإمام الصادق (ع) في وصفهم: (رجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الإمام (ع) يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم. رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار ..) بحار الأنوار: ج52 ص308.

      وإذا كانت صفاتهم في جميع الأديان واحدة، بل الوحدة حتى على مستوى أماكنهم كما تقدم في النقطة السابقة، فمن هو قائدهم الذي يرفع الراية (فيرفع راية للأمم) غير القائم من جذع يسّى (أحمد)، الذي يطلب البيعة من الناس ويجمع أنصار الإمام المهدي (ع) ومَن معه من أولياء الله.

      وقد ورد في صفات أنصار القائم والمخلِّص أيضاً:
      في الإنجيل: (31 فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا ..) إنجيل متى - الأصحاح 24.

      وفي التوراة: (13 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّهُ يُضْرَبُ بِبُوق عَظِيمٍ، فَيَأْتِي التَّائِهُونَ فِي أَرْضِ أَشُّورَ، وَالْمَنْفِيُّونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَيَسْجُدُونَ لِلرَّبِّ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ) إشعيا - الأصحاح 27.

      والسؤال: ما هو هذا الصوت والنداء الذي يرتبط من جهة بالملائكة، ومن جهة أخرى بجمع المختارين من بقية شعب المنقذ العالمي وأنصاره، والذين عرفنا حتى أماكنهم فضلاً عن صفاتهم ؟؟ إنه ذاته الصوت والنداء والصيحة الملكوتية التي وردت أنها علامة كبرى من علامات قائم آل محمد، والتي لها علاقة بالدلالة عليه والتحاق أنصاره به.

      قال تعالى: ﴿وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾ ق: 41 - 42، وفي تفسيرها ورد: (ينادي المنادي باسم القائم "ع" واسم أبيه "ع") تفسير القمي: ج2 ص237.

      وقال الإمام الصادق (ع): (.. ينادي مناد من السماء باسم القائم "ع" فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين "ع") غيبة النعماني: ص262.

      وعن النبي (ص) قال: (ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب حتى ينادى مناد من السماء أميركم فلان) مجمع الزوائد: ج7 ص316.

      وروى ابن حماد في فتنه: (ينادي مناد من السماء ألا إنّ الحق في آل محمد) الفتن: ص208.

      والأمير من آل محمد هو أحمد كما تقدم بيانه حيث نقلنا الخبر السني الذي يتحدث عن الصيحة والنداء في التعرف عليه أيضاً: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو، لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني).

      وأما عن التحاق أصحابه به بهذه الآية الربانية، قال رسول الله (ص): (إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين وولي الأمر خير أمة محمد فالحقوا بمكة، فيخرج النجباء من مصر والأبدال من الشام وعصائب العراق، رهبان بالليل ليوث بالنهار، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، فيبايعونه بين الركن والمقام) الاختصاص للمفيد: ص208.

      الآن، وبعد أن رأينا أنّ قضية المنقذ العالمي لها تمام الصلة بالملكوت والرؤى الصادقة، نعود إلى استعراض أمة القائم العاملة بأثمار الملكوت بعد معرفة وحدة شخصية المصلح العالمي باسمه وصفته ونسبه ومسكنه وعلاماته وأنصاره فيما مضى.

      علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك



      ---


      ---


      ---

      Comment

      • محمد الانصاري
        MyHumanity First
        • 22-11-2008
        • 5048

        #18
        رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

        أحمد الموعود ملقتى رسالات السماء

        (15)

        15. (أُمة القائم أحمد) الأمة العاملة بأثمار الملكوت:

        تقدم في النقطة (5) أنّ الأمة العاملة بأثمار الملكوت ليست أمة عيسى ولا أمة إيليا، قال عيسى: (43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ) إنجيل متى - الأصحاح 21.

        بل تحدث (ع) بمثَلٍ عن الأمة العاملة به، والتي ينتقل إليها الملكوت، فقال:
        (2 يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ عُرْسًا لابْنِهِ، 3 وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا الْمَدْعُوِّينَ إِلَى الْعُرْسِ، فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا. 4 فَأَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ قَائِلاً: قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ: هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ! 5 وَلكِنَّهُمْ تَهَاوَنُوا وَمَضَوْا، وَاحِدٌ إِلَى حَقْلِهِ، وَآخَرُ إِلَى تِجَارَتِهِ، 6 وَالْبَاقُونَ أَمْسَكُوا عَبِيدَهُ وَشَتَمُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ. 7 فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ غَضِبَ، وَأَرْسَلَ جُنُودَهُ وَأَهْلَكَ أُولئِكَ الْقَاتِلِينَ وَأَحْرَقَ مَدِينَتَهُمْ. 8 ثُمَّ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَمَّا الْعُرْسُ فَمُسْتَعَدٌّ، وَأَمَّا الْمَدْعُوُّونَ فَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَحِقِّينَ. 9 فَاذْهَبُوا إِلَى مَفَارِقِ الطُّرُقِ، وَكُلُّ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فَادْعُوهُ إِلَى الْعُرْسِ. 10 فَخَرَجَ أُولئِكَ الْعَبِيدُ إِلَى الطُّرُقِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الَّذِينَ وَجَدُوهُمْ أَشْرَارًا وَصَالِحِينَ. فَامْتَلأَ الْعُرْسُ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ. 11 فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ. 12 فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. 13 حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. 14 لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ)
        متى - الأصحاح 22.

        وما ورد في هذا النص هو ذاته الذي قاله آل محمد (ع) في أنصار القائم وأمته، ولو أردتُ نقل ما يقابله حرفياً من رواياتهم لطال البحث الذي بنيته على الاختصار، ولكن هذا نموذج منها يوضح لباس العرس والشهادة للحق:
        عن الصادق (ع) قال: (إذا قام القائم أتى رحبة الكوفة فقال برجله هكذا وأومأ بيده إلى موضع ثم قال: احفروا ههنا، فيحفرون فيستخرجون اثنى عشر ألف درع واثنا عشر ألف سيف واثنا عشر ألف بيضة لكل بيضة وجهين، ثم يدعو اثنى عشر ألف رجل من الموالي من العرب والعجم فيلبسهم ذلك، ثم يقول: من لم يكن عليه مثل ما عليكم فاقتلوه) بحار الأنوار: ج52 ص377.

        وأما صرير الأسنان والخوف الذي يكون بعد طرح الدخيل الذي كان بين المدعوين ومن أصحابه ظاهراً، فهو نفسه ما ورد عن الإمام الصادق (ع)، قال: (بينا الرجل على رأس القائم (ع) يأمره وينهاه إذ قال: أديروه .. فلا يبقى في الخافقين شيء إلا خافه) غيبة النعماني: ص245.

        وقد وصف الله سبحانه أنصار القائم، فقال: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين﴾ القصص: 5. وأكدت روايات المسلمين على أنهم مساكين ومشردون ومستضعفون ومجهولون عند أهل الأرض ولا يُعبأ بهم.

        وهي ذاتها صفات الأمة التي أُعطيت الملكوت ونظرت فيه بعد أن قدم لها العبد الحكيم الأمين الطعام الإلهي كما تقدم توضيحه، وقال عيسى أيضاً: (3 طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ 4 طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5 طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ ...10 طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ) إنجيل متى - الأصحاح 5.

        إنهم أنصار القائم (ع) إذن، وقد أكدت الروايات طرق تعرّفهم على سيدهم، فكان الملكوت رائدهم في ذلك عبر الرؤى والكشف وما سواها من الطرق الملكوتية. ولم يرد في نصوص الأديان كلها أمة هذه صفتها عند اقتراب الساعة والقيامة الصغرى والخلاص غير أنصار القائم (ع).

        يقول ابن عربي السني: (يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي، له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله ينزل عليه عيسى ابن مريم) الفتوحات المكية: ج3 ص327. كما تقدم في البحث السابق ذكر مصادر سنية أيضاً في التعرف على القائم الموعود بالرؤى والنداء السماوي.

        ولأنّ الرؤيا لها علاقة بالتعرف على القائم والمصلح المنتظر، قال الإمام الرضا (ع) لابن أبي نصر لما سأله عن الرؤيا: (لو أنّا أعطيناكم ما تريدون كان شراً لكم وأُخذ برقبة صاحب هذا الأمر) بحار الأنوار: ج52 ص110.

        وعن الإمام الصادق (ع) قال: (اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح) غيبة النعماني: ص203، واجتماعهم بعد موتهم لا يكون إلا بالرؤيا التي يراها المؤمنون.

        وهو ما يحصل اليوم من خلال آلاف الرؤى الصادقة بهم وبالأنبياء والمرسلين وكلها ترشد إلى الالتحاق بالمنقذ والمخلص والقائم (أحمد الحسن)، ولمن أراد التأكد فليدخل إلى الموقع الرسمي للدعوة المباركة ويستمع إلى شهادات أناس من بلدان متعددة وبلغات مختلفة ومن أديان وملل متفاوتة.

        ثم إنّ رسالات السماء أولت الرؤى غاية الاهتمام، وفي القرآن نجد أنّ سورة كاملة (يوسف ع) تدور آياتها على رؤياه هو ورؤيا عزيز مصر والسجينين معه، قال تعالى لنبيه المصطفى محمد (ص):
        ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ﴾،
        ومباشرة بعدها قال: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ يوسف: 3 - 6. فقد جعل الله سبحانه تعبيرها دليلاً على نبوة أنبيائه وصدق ادعائهم، كما أوضح أنها مصداق لتشخيص خليفة الله في أرضه، أي منقذهم وسفينة نجاتهم من صحراء التيه والضياع، فلولا أنّ قص يوسف لرؤياه كان سيؤدي إلى معرفة إخوته بأنه خليفة أبيه لما كانت هناك حكمة في نهي يعقوب عن قصها.

        ولذا قال النبي محمد (ص) في وصف الرؤى وقدرها وخصوصاً في آخر الزمان: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة ..) صحيح مسلم: ج7 ص52.

        وعن الإمام الرضا (ع): (إن رسول الله (ص) كان إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشرات، يعني به الرؤيا) الكافي: ج8 ص90.

        ونفس الاهتمام هذا نجده في التوراة والإنجيل المتضمنين للاهتمام بالملكوت وشهادته الحقة، أما في الإنجيل فيكفينا تضمنه لرؤيا يوحنا اللاهوتي، وقد تقدمت وظهر ارتباطها بالمخلِّص والمنقذ.

        وعن ارتباط الرؤيا بالمخلِّص أيضاً نجد ما نقله بطرس عن يوئيل النبي بقوله: (17 يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا. 18 وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ. 19 وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَمًا وَنَارًا وَبُخَارَ دُخَانٍ. 20 تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ، قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ) أعمال الرسل - الأصحاح 2.

        ومثله في التوراة، حيث ورد: (28 وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى. 29 وَعَلَى الْعَبِيدِ أَيْضًا وَعَلَى الإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، 30 وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، دَمًا وَنَارًا وَأَعْمِدَةَ دُخَانٍ. 31 تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ، وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ) يوئيل - الأصحاح 2.

        وضمَّ سفر دانيال ما عبَّره دانيال النبي (ع) العليم بتأويل الرؤى: (27 .. وَكَانَ دَانِيآلُ فَهِيمًا بِكُلِّ الرُّؤَى وَالأَحْلاَمِ) الأصحاح 1، وهو الدليل على نبوته، وقد فسَّر لنبوخذ نصر "ملك بابل" رؤياه التي حيرته، (26 أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ .. هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْتَ عَلَى أَنْ تُعَرِّفَنِي بِالْحُلْمِ الَّذِي رَأَيْتُ، وَبِتَعْبِيرِهِ؟ 27 أَجَابَ دَانِيآلُ قُدَّامَ الْمَلِكِ وَقَالَ: السِّرُّ الَّذِي طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السَّحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ. 28 لكِنْ يُوجَدُ إِلهٌ فِي السَّمَاوَاتِ كَاشِفُ الأَسْرَارِ، وَقَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَا يَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ) الأصحاح 2.

        أما أنّ الملهم في تعبير الرسل للرؤى هو الله سبحانه، فهو ذاته قوله تعالى عن يوسف: ﴿يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ﴾. وأما أنّ غيرهم لا يستطيع التأويل والتبيين، فلأنّ التعبير - كما تقدم في القرآن- أحد طرق التعرّف على صدق خلفاء الله ورسله دون ما سواهم.

        وإضافة إلى كل ما أوضحناه في البحوث المتقدمة من أدلة تثبت أحقية المنقذ والقائم أحمد الحسن، نرى أنّ الرؤى الصادقة وتعبيرها أيضاً من بين تلك الأدلة التي أيّد الله بها القائم اليوم كما أيّد بها خلفاءه السابقين، بنص القرآن والإنجيل والتوراة.

        ولأنّ تعبير دانيال لرؤيا الملك كان له علاقة بآخر الزمان ويوم الخلاص (وَقَدْ عَرَّفَ "أي دانيال" الْمَلِكَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَا يَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ)، فبكل تأكيد سيكون للرسول الموعود والقائم المحمود (أحمد) فيها ذكرٌ، بل هو قطب رحاها جزماً، وهذا ما سنعرفه لاحقاً.

        علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

        ---


        ---


        ---

        Comment

        • محمد الانصاري
          MyHumanity First
          • 22-11-2008
          • 5048

          #19
          رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

          أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

          (16)

          16. ولدانيال النبي كلمة في (القائم أحمد):

          قال دانيال: (31 أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَال عَظِيمٍ. هذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدًّا وَقَفَ قُبَالَتَكَ، وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. 32 رَأْسُ هذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. 33 سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. 34 كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35 فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعًا، وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ، فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيرًا وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. 36 هذَا هُوَ الْحُلْمُ ..).

          وبعد أن فسَّر دانيال (ع) الذهب والفضة والنحاس والحديد بأربعة ممالك تقام على هذه الأرض، قال بعدها: (44 وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. 45 لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَل لاَ بِيَدَيْنِ، فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اَللهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هذَا. اَلْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ) دانيال - الأصحاح 2.

          والحجر الذي يسحق ويقضي على ممالك الظلم والضلال والطاغوت والشيطان هو القائم أحمد كما سيتضح في الفقرة القادمة.

          كما أنّ دانيال (ع) رأى رؤيا بحيوانات (أسد ودب ونمر وحيوان رابع هائل داس البقية)، ثم قال: (9 كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ. 10 نَهْرُ نَارٍ جَرَى وَخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. أُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ الدِّينُ، وَفُتِحَتِ الأَسْفَارُ ... 13 كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ) دانيال - الأصحاح 7.

          والنص واضح في الحديث عن المخلِّص الذي تُعطى أمته الملكوت وإياه تطلب الأمم كلها، فالقديم الأيام هو الإمام المهدي (ع)، وأما مثل ابن الإنسان الذي أقامه سيده وأعطاه سلطاناً أبدياً لا ينقرض فهو ابنه القائم أحمد والعبد الأمين والحكيم بوصف عيسى (ع) له، كما تقدم أنّه المستحق لفتح الأسفار والختوم في رؤيا يوحنا اللاهوتي.

          وعن الحيوان الرابع الهائل، قال: (11 .. كُنْتُ أَرَى إِلَى أَنْ قُتِلَ الْحَيَوَانُ وَهَلَكَ جِسْمُهُ وَدُفِعَ لِوَقِيدِ النَّارِ. 12 أَمَّا بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ فَنُزِعَ عَنْهُمْ سُلْطَانُهُمْ، وَلكِنْ أُعْطُوا طُولَ حَيَاةٍ إِلَى زَمَانٍ وَوَقْتٍ).

          والأسد وله جناحان يرمز إلى الإمبراطورية الإنجليزية التي قامت في أوربا، وشعارها هو الأسد وله جناحان، وأما الدب فهو شعار السوفيت، وأكل لحماً كثيراً أي قتل كثيراً من الناس ... أما الحيوان الرابع الذي من الحديد فهو الإمبراطورية الأمريكية التي داست الآن كل الأرض وهيمنت على كل الأرض بالسلاح والمال.

          ثم لأنّ الأنبياء حذّروا أممهم من فتنة الدجال الأكبر، فقد فعل نبي الإسلام محمد (ص) ذلك وقال في وصفه: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لأمته، ولأصفنه صفة لم يصفها أحد قبلي، إنه أعور) معجم أحاديث الإمام المهدي: ج2 ص6، بمعنى أنه ينظر بعين واحدة، والتي تتماشى مع مصلحته فقط ولو على حساب دماء ملايين الناس.

          وقد ورد عن آلته العسكرية (أنّ معه جبل من نار)، وعن آلته الاقتصادية (أنّ معه جبل من طعام)، قال (ص): (.. ومعه جنة ونار فناره جنة وجنته نار، معه جبل من خبز ونهر من ماء ..) مجمع الزوائد: ج7 ص350.
          وعن دخوله العراق (بابل)، قال كعب: (أول ماء يرده الدجال سنام، جبل مشرف على البصرة ..) الفتن لابن حماد: ص325.

          وهذه الصفات كلها متوفرة في المملكة الحديدية (أمريكا) التي تحدث عنها دانيال في آخر الزمان، وهي الدجال الذي حذّر رسول الله (ص) من الافتتان والانخداع به، وقد وردت العراق من جبل سنام بالتحديد، وسيدفع بها القائم (ع) إلى وقيد النار.

          والآن، نرجع إلى معرفة الحجر الذي يدمغ الله به الباطل كله ويقيم به هيكل الحق لتملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت جوراً وظلماً.

          علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك


          ---


          ---


          ---

          Comment

          • محمد الانصاري
            MyHumanity First
            • 22-11-2008
            • 5048

            #20
            رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

            أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

            (17)

            17. أحمد .. الحجر المخلِّص، المقتطع من محمد (ص) والذي صار رأس الزاوية:

            قال عيسى (ع) عن الحجر: (42 .. أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا! 43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44 وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ) إنجيل متى - الأصحاح 21.

            وقال داود (ع) عنه: (19 اِفْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ. أَدْخُلْ فِيهَا وَأَحْمَدِ الرَّبَّ. 20 هذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ. 21 أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصًا. 22 الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. 23 مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا. 24 هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. 25 آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! 26 مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ) المزمور 118.

            وعن هذا الحجر الذي رفضه البناؤون وصار رأس الزاوية، قال القائم أحمد الحسن:
            (.. الدين كله هو العهد والميثاق الذي أُخذ على العباد بإطاعة خلفاء الله، وأودعه الله في حجر الأساس أو الحجر الأسود أو حجر الزاوية أو الحجر المقتطع من محمد (ص) لهدم حاكمية الشيطان والطاغوت، وقد ذكر هذا الحجر في الكتب السماوية وفي الروايات.

            وقريش عندما اختلفوا فيمن يحمل الحجر كانوا يعلمون أن هذا الحجر يشير إلى أمر عظيم ولهذا اختلفوا فيمن يحمله، وكانت مشيئة الله أن محمداً (ص) هو من حمل الحجر ووضعه في مكانه لتتم آية الله، وإشارته سبحانه إلى أن قائم الحق والعبد الذي أودعه الله العهد والميثاق الذي يشير له هذا الحجر سيخرج من محمد (ص) الذي حمل الحجر.

            عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)، قَالَ: (إِنَّ قُرَيْشاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ هَدَمُوا الْبَيْتَ فَلَمَّا أَرَادُوا بِنَاءَهُ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وَأُلْقِيَ فِي رُوعِهِمُ الرُّعْبُ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَيَأْتِي كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِأَطْيَبِ مَالِهِ، وَلَا تَأْتُوا بِمَالٍ اكْتَسَبْتُمُوهُ مِنْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ حَرَامٍ، فَفَعَلُوا، فَخُلِّيَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بِنَائِهِ فَبَنَوْهُ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَتَشَاجَرُوا فِيهِ أَيُّهُمْ يَضَعُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فِي مَوْضِعِهِ حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ، فَحَكَّمُوا أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَلَمَّا أَتَاهُمْ أَمَرَ بِثَوْبٍ فَبَسَطَ ثُمَّ وَضَعَ الْحَجَرَ فِي وَسَطِهِ ثُمَّ أَخَذَتِ الْقَبَائِلُ بِجَوَانِبِ الثَّوْبِ فَرَفَعُوهُ ثُمَّ تَنَاوَلَهُ (ص) فَوَضَعَهُ فِي مَوْضِعِهِ فَخَصَّهُ اللَّهُ بِهِ) الكافي: ج4 ص217.
            فمحمد (ص) حمل الحجر الأسود، وهذه إشارة إلى أن القائم وحامل الخطيئة وحامل الراية السوداء التي تشير إليها سيخرج من محمد (ص)، وأيضاً محمد (ص) هو من يحمله في صلبه؛ لأنه مستودع في فاطمة بنت محمد (ص) ولذا يكون حامل الخطيئة الحقيقي هو رسول الله محمد (ص).

            أما اللون الأسود الذي شاء الله أن يكتسي به هذا الحجر فهو يشير إلى ذنوب العباد ويذكرهم بخطاياهم لعلهم يتوبون ويستغفرون وهم في بيت الله، وهو نفسه لون رايات قائم الحق قائم آل محمد السوداء، فالرايات السود تشير إلى الحجر والحجر يشير إليها وكلاهما يشيران بلونهما الأسود إلى خطيئة نقض العهد والميثاق المأخوذ على الخلق في الذر، وأيضاً يشيران إلى ما يتحمله من عناء حامل هذه الخطيئة - وحامل الراية السوداء التي تشير إلى الخطيئة - العبد الذي أوكل بكتاب العهد والميثاق وهو الحجر الأسود وهو قائم آل محمد.

            والحجر مرتبط بمسألة الفداء الموجودة في الدين الإلهي وعلى طول المسيرة المباركة لهذا الدين، فدين الله واحد؛ لأنه من عند واحد، والفداء قد ظهر في الإسلام بأجلى صوره في الحسين (ع) وقبل الإسلام تجد الفداء في الحنيفية دين إبراهيم (ع) بإسماعيل، وتجده أيضاً بعبد الله والد الرسول محمد (ص)، وأيضاً تجده في اليهودية دين موسى (ع) بيحيى بن زكريا (ع)، وتجده في النصرانية بالمصلوب .. فقضية كون الرسل يتحمّلون بعض خطايا أممهم ليسيروا بالأمة ككل إلى الله موجودة في دين الله ولم تأتِ من فراغ، ويمكنك مراجعة نصوص التوراة مثلاً للإطلاع على تحمّل موسى (ع) عناء إضافياً لما يقترفه قومه من الخطايا، ورسول الله محمد (ص) تحمّل خطايا المؤمنين، قال تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً﴾ الفتح: 2، وتفسيرها في الظاهر أنه تحمل خطايا أمته وغفرها الله له.

            عن عمر بن يزيد بياع السابري، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): (قول الله في كتابه: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾، قال: ما كان له من ذنب ولا همّ بذنب، ولكن الله حمّله ذنوب شيعته ثم غفرها له) تفسير القمي: ج2 ص314.

            وتحمّل الرسل لخطايا أممهم لا يعني أنهم يتحمّلون خطيئة نقض العهد والميثاق عن منكري خلفاء الله الذين يموتون على هذا الإنكار، بل هم يتحملون خطيئة من غفل عن تذكّر العهد والميثاق ونقضه مدة من الزمن في هذه الحياة الدنيا. كما أنّ تحملهم لخطايا أممهم لا يعني أنهم يصبحون أصحاب خطيئة عوضاً عن أممهم، بل معناه أنهم يتحملون أثقالاً إضافية وعناء إضافياً في تبليغ رسالاتهم في هذه الدنيا للناس، وهذا طبعاً بإرادتهم هم؛ لأنهم هم من يطلب هذا، فالأب الرحيم بأبنائه يتحمل نتائج أخطائهم في كثير من الأحيان وإن كانت تسبب له عناء ومشقة وربما آلام وقتل في سبيل الله كما هو الحال في الحسين (ع)، وذلك لأنّ الأب يرجو صلاح أبنائه في النهاية، وربما كثيرون لا يتذكّرون العهد حتى يراق دم أبيهم ولي الله فيكون سبباً لتذكّرهم العهد والميثاق، ولهذا تجد الحسين (ع) الذي شاء الله أن يجعله سبباً لتذكر عدد كبير من الخلق قد ترك الحج وأقبل يحثُّ الخطى إلى مكان ذبحه (ع).

            أما علاقة الحجر بخطيئة آدم (ع) فهذا أمر قد تكفّل الأئمة (ع) بيانه، وإن كان ربما خفي فيما مضى على الناس لعلة أرادها الله سبحانه، بل وعلاقة الحجر بخطايا الخلق أيضاً قد تكفلوا بيانه وقد بيَّن هذا الأمر رسول الله محمد (ص) بأوضح بيان بالعمل - عندما قبّل الحجر - ولكنه بيان لمن لهم قلوب ويعون أفعال محمد (ص) الحكيم الذي يعمل الحكمة ...

            وقد تكفّل رسول الله محمد (ص) بيان أهمية الحجر الأسود وفضله بأقواله وأفعاله، ويكفي أن تعرف أنّ رسول الله (ص) قبّله وسجد عليه ولم يسجد رسول الله (ص) على جزء من الكعبة غير الحجر الأسود، وبلغ عظيم هذا الأمر وأهميته أن رسول الله (ص) قال: (استلموا الركن، فإنه يمين الله في خلقه، يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الدخيل، ويشهد لمن استلمه بالموافاة) المحاسن: ج1 ص65، والمراد بالركن أي الحجر الأسود؛ لأنه موضوع فيه.

            وتابع الأئمة (ع) نهج رسول الله (ص) في بيان أهمية الحجر بأقوالهم وأفعالهم، فبينوا أن الحجر هو حامل كتاب العهد والميثاق، وأن آدم قد بكي أربعين يومياً ونصب مجلساً للبكاء بقرب الحجر ليكفر عن خطيئته في نقض العهد ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً﴾ طه: 115، وإنّ الحجر كان درة بيضاء تضيء ولكنه في الأرض تحوّل للسواد بسبب خطايا العباد، فهذه الكلمات والأفعال المباركة التي كرروها مرات أمام أصحابهم كلها تأكيداً وبياناً لأهمية الحجر الأسود ولعلاقة الحجر بالخطيئة الأولى، بل والخطايا على طول مسيرة الإنسانية في هذه الأرض ...

            أما في الأديان السابقة فقد ذكر الحجر أيضاً في التوراة والإنجيل .. فالحجر الذي تكلم عنه عيسى (ع) هو في أمة أخرى غير الأمة التي كان يخاطبها، فالملكوت ينزع من الأمة التي كان يخاطبها عيسى (ع) وهم بنو إسرائيل والذين آمنوا بعيسى (ع) - لأنه كان يخاطب بهذا الكلام تلاميذه المؤمنين به وغيرهم من بقية الناس - ويُعطى للأمة المرتبطة بالحجر التي تعمل أثمار الملكوت، فكلام عيسى (ع) واضح كل الوضوح أنه في بيان فضل حجر الزاوية وأنّ الملكوت سينزع في النهاية ممن يدعون اتّباع عيسى، ويُعطى لأمة الحجر وهم أمة محمد وآل محمد (ص)، فعيسى (ع) ربط بحكمة بين الحجر وبين الأمة التي تعطى الملكوت في النهاية وأيضاً قابل هذه الأمة ببني إسرائيل ومن يدعون اتّباعه وبين أنهم لن يناولوا الملكوت في النهاية، فعيسى (ع) جعل الحجر علة إعطاء الملكوت لأمة أخرى غير الأمة التي تدعي إتباع موسى (ع) وعيسى (ع)، أي أنّ من يشهد لهم الحجر بأداء العهد والميثاق ومن ينصرونه هم من سيرثون الملكوت سواء كان في هذه الأرض بإقامة حاكمية الله، أم في السماوات عندما يكشف الله لهم عن ملكوته ويجعلهم ينظرون فيه، أم في النهاية عندما يسكنهم الله الجنان في الملكوت.

            ومَن يريد أن يفسِّر هذا الكلام بصورة أخرى ويقول إنّ عيسى أراد بهذا الكلام نفسه ويصرّ على هذا القول فإنه يغالط ولا يطلب معرفة الحقيقة، وإلا فليقرأ أصل القول وهو لداود (ع) في المزامير، فأيضاً يمكن أن يقول اليهود إنّ داود قصد نفسه وهكذا لا ينتهي الجدل.

            ولكنّ الحقيقة إنّ داود (ع) وعيسى (ع) أرادوا المخلِّص الذي يأتي باسم الرب في آخر الزمان، وقد بشّر به عيسى (ع) في مواضع أخرى في الإنجيل وسماه المعزي والعبد الحكيم وهنا سمّاه حجر الزاوية، فيكون السؤال: مَن هو الذي عُرِف أو يمكن أن يُعرف بأنه حجر الزاوية ؟ هل أنّ داود أو عيسى (عليهما السلام) عُرفوا بأنهم حجر الزاوية في بيت الرب، أو ذكروا في موضع آخر على أنهم حجر الزاوية في بيت الرب، وهل هناك حجر موضوع في زاوية بيت الرب أو الهيكل عند اليهود والنصارى يدل على داود أو عيسى (عليهما السلام) ؟

            الحقيقة أنّ هذا غير موجود، ولكنه موجود في الأمة الأخرى من ولد إبراهيم (ع) وفي بيت الرب الذي بناه إبراهيم (ع) وإسماعيل (ع) ابنه، وموجود في الزاوية وبالذات الزاوية التي اسمها الركن العراقي، وكل هذه الأمور تشير إلى أمر واحد، هو المخلِّص الذي يأتي في آخر الزمان أو الذي أشار إليه داود في المزامير إنه حجر الزاوية والآتي باسم الرب ..

            وللتأكيد أكثر على أنّ المراد بحجر الزاوية في التوراة وفي الإنجيل هو المخلِّص الذي يأتي في آخر الزمان وفي العراق وهو قائم الحق، أورد هذه الرؤيا التي رآها ملك العراق في زمن دانيال النبي (ع) وفسرها دانيال النبي (ع) وهي تكاد لا تحتاج إلى توضيح ...

            إذن، فالحجر أو المخلِّص الذي ينقض هيكل الباطل وحكم الطاغوت والشيطان على هذه الأرض ويكون في ملكه نشر الحق والعدل في الأرض يأتي في آخر الزمان ويأتي في العراق كما هو واضح في رؤيا دانيال، وهو الحجر الذي ينسف الصنم أو حكم الطاغوت والأنا بينما لا عيسى (ع) ولا داود (ع) أرسلوا في العراق، وفي آخر الزمان فلا يمكن أن يكون أيٌّ منهما هو حجر الزاوية المذكور، بل تبين بوضوح من كل ما تقدم أنّ حجر الزاوية في اليهودية والنصرانية هو نفسه الحجر الأسود الموضوع في زاوية بيت الله الحرام في مكة.

            فالحجر الأسود الموضوع في ركن بيت الله والذي هو تجلي ورمز للموكل بالعهد والميثاق هو نفسه حجر الزاوية الذي ذكره داود وعيسى (عليهما السلام)، وهو نفسه الحجر الذي يهدم حكومة الطاغوت في سفر دانيال (ع)، وهو نفسه قائم آل محمد أو المهدي الأول الذي يأتي في آخر الزمان كما روي عن رسول الله محمد (ص) وأهل بيته "ع")
            الجواب المنير: ج4 سؤال رقم 327.

            علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك


            ---


            ---


            ---

            Comment

            • محمد الانصاري
              MyHumanity First
              • 22-11-2008
              • 5048

              #21
              رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

              أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

              (18)

              18. القانون الإلهي في معرفة الرسل (خلفاء الله):

              أضع بين يدي القراء جميعاً الآن قانوناً إلهياً بيّناً، جاء به جميع الأنبياء والمرسلين وبه أثبتوا حقهم وصدقهم عند بعثتهم واحتجاجهم على الناس، وهذا القانون بالإضافة إلى توافق الرسالات والكتب السماوية عليه، يمكن للباحث أن يجعله طريقاً يضاف إلى كل ما تقدم من أدلة لإثبات صدق القائم أحمد الحسن في دعوته أهل الأرض جميعاً للإيمان به والالتحاق بركبه قبل فوات الأوان.

              وهو بكل بساطة: (الوصية أو النص، والعلم والحكمة، وراية البيعة لله أو حاكمية الله)، ولينظر كل عاقل هل العقل والحكمة تقول بغيرها ؟!

              فلو أنّ صاحب سفينة أراد أن يوكل عليها من يدريها فأكيد أنه سيختار شخصاً وينص عليه، على أنّ من يختاره يكون الأعلم بما يصلح أمرها وإلا فلو اختار غيره لوصف فعله بالسفه، ثم بعد اختياره يأمر جميع الركاب بطاعته والأخذ منه.

              والآن، لو قلّب الباحثون صفحات الكتب السماوية كلها ونظروا فيها، فهل يجدون الرسل أوصوا لمن يخلفهم أو يأتي بعدهم أم لم يوصوا ؟

              ولينظروا أيضاً هل استدل الأنبياء المرسلون بعلمهم وكونهم ينطقون بالحكمة أم لا ؟

              وهل طالب الأنبياء بحاكمية الله في التوراة والإنجيل والقران أم لا ؟ ثم لينظروا إلى موسى ومحمد - مثلاً - ماذا فعلا مع الذين آمنوا بهما وقبلوهما غير أنهما هاجرا بهم من أرض الطاغوت ليطبقا فيهم حاكمية الله في أرض أخرى.

              إذن، المسألة محسومة لكل عاقل يطلب الحق، وهي لا تتعدى القانون الثابت بالعقل والنقل من الأديان الإلهية الثلاثة، وهذه بعض النصوص:
              قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ البقرة: 30 – 31، ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ الحجر: 29.

              إنها إذن أمور ثلاثة:
              1- (النص أو الوصية)، كما نصّ الله على آدم وإنه خليفته في أرضه.
              2- (العلم)، كما علّم الله سبحانه خليفته آدم (ع).
              3- (راية البيعة لله أو حاكمية الله)، كما أمر الله من كان يعبده بالسجود لآدم.
              قال القائم أحمد الحسن: (هذه الأمور الثلاثة هي قانون الله سبحانه وتعالى لمعرفة الحجة على الناس وخليفة الله في أرضه، وهذه الأمور الثلاثة قانون سَنَّه الله سبحانه وتعالى لمعرفة خليفته منذ اليوم الأول، وستمضي هذه السنة الإلهية إلى انقضاء الدنيا وقيام الساعة. ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾) إضاءات من دعوات المرسلين: ج3.

              ولهذا أكد القرآن على هذه الأمور الثلاثة عند ذكر الأنبياء والمرسلين:
              فعن الوصية، قال تعالى: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ البقرة: 132. بل الوصية عند الوفاة جعلها الله فرضاً واجباً وحقاً على جميع المتقين، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ البقرة: 180.

              وقال سبحانه حاكياً قول عيسى (ع) وبشارته ونصه على مَن يليه: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ الصف: 6.

              وفي التوراة: (14 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: هُوَذَا أَيَّامُكَ قَدْ قَرُبَتْ لِكَيْ تَمُوتَ. اُدْعُ يَشُوعَ، وَقِفَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ أُوصِيَهُ. فَانْطَلَقَ مُوسَى وَيَشُوعُ وَوَقَفَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ ..) تثنية - الأصحاح 31.

              وفيها: (1 وَلَمَّا قَرُبَتْ أَيَّامُ وَفَاةِ دَاوُدَ أَوْصَى سُلَيْمَانَ ابْنَهُ قَائِلاً: 2 أَنَا ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَتَشَدَّدْ وَكُنْ رَجُلاً. 3 اِحْفَظْ شَعَائِرَ الرَّبِّ إِلهِكَ، إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ، وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، لِكَيْ تُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ. 4 لِكَيْ يُقِيمَ الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنِّي قَائِلاً: إِذَا حَفِظَ بَنُوكَ طَرِيقَهُمْ وَسَلَكُوا أَمَامِي بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ، قَالَ لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ) ملوك الأول - الأصحاح 2.

              فموسى (ع) يعهد عند موته بوصية لخليفته يوشع (ع) وبها يُعرف، وكذا داود (ع) يخص عند وفاته خليفته سليمان (ع) بوصية بها يُعرف، إنها الوصية إذن، المعرِّفة بخلفاء الله والتي سمعناها في القرآن قبل قليل.
              وفي الإنجيل قال عيسى: (18 وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19 وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ ..) متى - الأصحاح 16.

              وقال لسمعان بطرس: (15 .. يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ لَهُ: ارْعَ خِرَافِي ..)، وأعادها عليه ثلاثاً (أعمال الرسل - الأصحاح 21).

              واضح أنّ عيسى (ع) يُعطي بطرس مفاتيح ملكوت السماء دون غيره، لماذا ؟ ولماذا يوصيه برعاية غنمه (أتباعه) ثلاث مرات دون غيره ؟ إذا ما عرفنا أنه وصيه وخليفة الله من بعده نعرف سبب ذلك، إذن هو التنصيص والإيصاء به أمام تلاميذه ليعرفوا أنه الواجب الإتباع من بعده، كما ذكر القران والتوراة أيضاً.

              وأيضاً تبشيره بالمعزي في آخر الزمان، وجميع ما قاله في صفاته وأيامه هو عمل منه بهذه السنة الالهية الكبرى، فكانت نصوص واضحة تُعرِّف بصاحب الحق، كان ذلك قبل وفاته ورفعه.

              وبالعلم، عُرف إبراهيم: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً﴾ مريم: 43، وموسى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ القصص: 14، وعيسى: ﴿وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ الزخرف: 63، ومحمد (ص): ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ الجمعة: 2. وهكذا جميع الأنبياء والمرسلين. هذا في القرآن، ومن راجع التوراة والإنجيل أيضاً يجد فيه حكمة الأنبياء وعلمهم الذي خصهم الله سبحانه به واضحاً جلياً.
              وأما دعوتهم إلى حاكمية الله ورفعهم لراية البيعة لله، فكتب الأديان مشحونة بذلك أيضاً.

              وبالنسبة إلى المسلمين، فهم يروون جميعاً أنّ قائم آل محمد خليفة من خلفاء الله في أرضه، ويحرم عليهم الالتواء عليه وخذلانه، بل أمرهم نبيهم (ص) وآله الطاهرون بإتيانه ولو حبواً على الثلج عند رفعه رايته وابتداء دعوته.

              روى السنة قول النبي (ص): (ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم .. فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي) سنن ابن ماجة: ج2 ص1367 ح4084.
              وقال (ص) كما روى الشيعة: (لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق، وذلك حين يأذن الله عز وجل له، فمن تبعه نجا، ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله، فأتوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي) دلائل الإمامة للطبري: ص452.

              ومَن يؤتى ولو حبواً على الثلج هو خليفة الإمام المهدي وابنه (أحمد)، قال (ص): (إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة المهدي) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص54، المطبعة الحيدرية. وقد تقدم البحث في ذلك فيما مضى، فلا نعيد.

              ولأنّ الوصية والعلم من ضمن القانون الإلهي الذي به يعرف الخلفاء والرسل، أجاب الإمام الصادق (ع) الحارث بن المغيرة النصري لما سأله وقال: بم يعرف صاحب هذا الأمر "القائم" ؟ قال: (بالسكينة والوقار والعلم والوصية) الخصال للصدوق: ص200.

              واليوم أيها الناس .. بماذا جاءكم القائم أحمد الحسن محتجاً ؟
              أوليس بالوصية وعشرات النصوص البينة التي عرضنا بعضها في نقاط البحث المتقدمة، وقد رأينا انطباقها عليه اسماً ونسباً وصفة ومسكناً وزماناً و.. و.. و..، وهي ذاتها الأدلة التي ذكرها القرآن والإنجيل والتوراة في طريق التعرف على رسل الله وخلفائه.

              كما جاء محتجاً بالعلم الذي خصّه الله سبحانه به، ولقد أراد تسهيل الامتحان على الناس يوم دعا كبار علماء الأديان للمناظرة كلٌّ بكتابه الذي يعتقد به، ولما أحجم الكل عن ذلك راح ينزل من العلوم التي أجاب بها المسلمين والمسيحيين وغيرهم، وبوسع الجميع مطالعة ما كتب في اللاهوت والسماوات والملكوت والأنبياء والمرسلين ومقاماتهم وصفاتهم وحلال الله وحرامه وشرائعه وغير ذلك. على أنّ ما استفدتُه من نصوص الكتب المقدسة هنا إنما هو قطرة من بحر علمه الزاخر روحي فداه.

              وأما دعوته الناس إلى الله وحاكميته، فهو ما انفرد به من بين أهل الأرض بعد إقرارهم جميعاً بالدساتير والمناهج الوضعية التي كانت نتيجتها ما نراه اليوم من امتلاء الأرض ظلماً وجوراً وفساداً في شتى جوانب حياة الإنسان.

              ثم يكفيه شهادة آلاف الرؤى الصادقة والملكوت العظيم الذي بيّن أحقية القائم أحمد وصدقه، علاوة على سيرته العطرة وجليل أخلاقه وعظيم صفاته الإنسانية التي يعجز المرء عن بيانها.

              وأما أهداف دعوته، فهو ما يحدده بقوله الآتي: (قال عيسى (ع): "ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم ولكن بكلمة الله"، وأنا عبد الله أقول لكم بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى. فدعوتي كدعوة نوح (ع) وكدعوة إبراهيم (ع) وكدعوة موسى (ع) وكدعوة عيسى (ع) وكدعوة محمد (ص). أن ينتشر التوحيد على كل بقعة في هذه الأرض، هدف الأنبياء والأوصياء هو هدفي، وأبيّن التوراة والإنجيل والقرآن وما اختلفتم فيه، وأبيّن انحراف علماء اليهود والنصارى والمسلمين وخروجهم عن الشريعة الإلهية ومخالفتهم لوصايا الأنبياء (ع).

              إرادتي هي إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته، أن لا يريد أهل الأرض إلا ما يريده الله سبحانه وتعالى، أن تمتلئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، أن يشبع الجياع ولا يبقى الفقراء في العراء، أن يفرح الأيتام بعد حزنهم الطويل وتجد الأرامل ما يسد حاجتها المادية بعز وكرامة، أن ..، وأن ..، أن يطبق أهم ما في الشريعة العدل والرحمة والصدق)
              الجواب المنير: ج1 سؤال رقم 2.

              وإذا كان كل ذاك لا يكفي لإثبات أحقية وصدق الرسول، فبماذا يتصف رسل الله وخلفاؤه عند الناس ؟! وهل بوسع كل أحد أن يجمع بين كل هذا الكم الهائل من النصوص المقدسة التي تقدم بعضها، ويسخِّر الملكوت للشهادة له !! هل يقول بذلك مؤمن بالله ؟! إذن ماذا بقي لدى أهل الأرض يعتقدون به لنحاججهم به ؟! وكيف يؤمنوا بالمصلح العالمي الذي ينتظرونه عند مجيئه إن كانوا فعلاً ينتظرون مخلِّصاً ينقذهم مما هم فيه ؟!
              ولولا أنّ القائم أحمد هو المنقذ والمصلح العالمي الموعود ومهيمناً على ما عند أهل الأرض من نصوص سماوية، لما استطاع أن يُحكم ما تشابه فهمه على أهل الأديان جميعاً طيلة هذه السنين المتمادية.

              والتي انتهينا من خلال عرض بعضها أنّ:
              (القائم رسول الإمام المهدي، واليماني الموعود، والمهدي الأول، والمهدي الذي يولد آخر الزمان، ورجل من أهل البيت ومن ولد علي وفاطمة والإمام المهدي، وأمير جيش الغضب وطالع المشرق والإمام الثالث عشر و...) عند المسلمين + (القائم رسول عيسى، والعبد الأمين والحكيم، والمعزي، والثالث عشر، والمخلِّص، والخروف الواقف على الجبل يجمع أنصار أبيه، والحجر الذي صار رأس الزاوية، وشبه ابن الإنسان و...) عند المسيحيين + (القائم من جذع يسّى، والسيد الذي يعود ثانية، والمخلِّص، والأسد من سبط يهوذا، والخروف المذبوح، والحجر الذي صار رأس الزاوية، ومثل ابن الإنسان و...) عند اليهود = (القائم أحمد المنقذ والمخلِّص العالمي الموعود).


              علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك



              ---


              ---


              ---

              Comment

              • محمد الانصاري
                MyHumanity First
                • 22-11-2008
                • 5048

                #22
                رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                (19)

                19. كلمة أخيرة:

                أكتفي في الختام أن أذكّر المسلمين بما أجمعوا عليه رغم اختلافهم في أكثر الأمور، وهو وصية نبيهم المصطفى محمد (ص) القائل: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

                ثم أدعوهم إلى أن يعطفوا نظرهم على ما جاءهم به القائم أحمد، والسؤال: هل وجدوا أدلته على خلاف ما أوصاهم به نبيهم (ص) ؟! أوليس قد قرأنا بعضها فيما مضى ورأينا القرآن وكلام محمد وآله يشهد له، إذن ماذا يريدون بعد ذلك ؟!! ما بالهم لم ينصفوا محمداً في ابنه القائم وهم يقولون إنهم مسلمون !!
                قال تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ النساء: 82.

                اقرؤوا هذه الآية ثم ارجعوا إلى أدلة القائم أحمد التي يشهد لها القرآن وروايات محمد وآله والإنجيل والتوراة، لتجدوها في غاية الاتساق والانتظام ويشهد بعضها لبعض، ولو كان مصدرها غير الله لرأيتم فيها الاختلاف الكبير كما أخبر الحق سبحانه، ولكنكم رأيتموها لا خلاف فيها، إذن هي من الله، وأحمد ولي الله والقائم الموعود.

                وأما كلمتي الأخيرة إلى المسيحيين فهي تذكيرهم بقول عيسى (ع)، إذ يقول: (17 كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ. 18 فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ) إنجيل لوقا - الأصحاح 11.

                ثم أقول: ها أنتم سمعتم حجة القائم والمعزي والمخلِّص أحمد ببعض ما ورد عندكم من نصوص تقرّون بها، وسمعتم هدف دعوته من نشر وصايا الأنبياء والمرسلين المقدسة والدعوة إلى الله سبحانه، وملء الأرض عدلاً ورحمة وصدقاً، وإشباع الجياع ورعاية الفقراء والمحرومين، وإدخال السرور على قلوب الأيتام والمساكين، وحفظ كرامة الإنسان وحقه وغيرها من المفاهيم التي أحوج ما يكون لها أهل الأرض اليوم.

                إذن، هل ترونه على غير الحق ويصدر منه هذا ؟؟ أوليس من المخجل إهمال قول عيسى: (كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. وبيت منقسم على بيت يسقط. فإن كان الشيطان أيضاً ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته) ولا تجعلونه مقياساً تقايسون به ما جاء به أحمد لتعلموا أنه من عند الله !! أليس هذا هو قياس عيسى (ع)، فلماذا الإعراض عنه، هل تؤمنون ببعض كتابكم وتكفرون ببعض؟

                انظروا لما دعاكم إليه، وما فيه من الحكمة والدعوة إلى الخير وإلى الحق والتحلّي بالأخلاق الطيبة الكريمة، فكيف تسمحون لخيالكم أن يشبِّه أمره - وحاشاه - بأنه ظلمة من الشيطان السفيه الذي يدعو إلى الباطل والشر وإلى كل ما هو ذميم، هل الشيطان منقسم على نفسه ؟! هل مملكة الشيطان منقسمة على نفسها ؟! أليس هكذا علَّمكم عيسى (ع) أن تميزوا الحق من الباطل.

                فهل أنتم اليوم غير قادرين على التمييز بين الحكمة والسفه، بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين ما هو طيب وما هو ذميم ؟! وهل أنتم تعتقدون أنّ الشيطان ومملكته منقسمة على نفسها، فمرة تدعو للخير والحق ومرة للشر والباطل ؟! كلا ورب الأنبياء والمرسلين.

                والحمد لله رب العالمين.

                علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك


                ---


                ---


                ---

                Comment

                • راية اليماني
                  مشرف
                  • 05-04-2013
                  • 3021

                  #23
                  رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                  موضوع موفق حفظكم الله وحفظ الله الدكتور علاء السالم
                  بارك الله بك.
                  تم نقل الموضوع إلى فرع الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي.

                  Comment

                  Working...
                  X
                  😀
                  🥰
                  🤢
                  😎
                  😡
                  👍
                  👎