إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء
    (( تمهيد ))

    (أحمد) .. المصلح العالمي الذي تنتظره الأديان كلها:

    يتطلع أتباع الرسالات السماوية إلى المنقذ العالمي الذي وعد به الأنبياء والمرسلون، وقد حانت أيامه، وبرغم أنّ الله سبحانه إلهٌ واحدٌ رحيم ولا يصدر منه الفرقة والاختلاف، كما لا يرضى حصوله بين أتباع رسالاته، أصرّ الأتباع على التناحر فيما بينهم، فصار كلٌّ منهم يستأثر بما عنده من بشارات صادقة تتعلق برجل يملأ الأرض بالخير والصلاح في آخر الزمان، ويعتبر ما سواه هراء لا حقيقة له.
    وهو لا يعلم أنه بفعله هذا ينكر صاحبه الذي ينتظره، ذلك أنّ الحقيقة الغائبة عن الجميع - وقد اتضحت بمجيء المنقذ نفسه اليوم - أنّ أهل الأرض ينتظرون رجلاً واحداً بشّر به رسل الله وحددوا معالمه وصفاته ودولته وأيامه وأنصاره وغير ذلك مما يتعلق بأمره،

    سنكون اذن مع سلسلة حلقات توضح التقاء رسالات السماء في شخصية المنقذ العالمي (احمد)،
    والحمد لله رب العالمين.

    علاء السالم - alaa alsalem على الفيس بوك
    Last edited by محمد الانصاري; 14-08-2013, 16:55.

    ---


    ---


    ---

  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

    أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء
    (1)

    1. أولياء ادخرهم الله ليومه المعلوم:


    هناك أولياء لله سبحانه لا زالوا أحياء، ادخرهم الله سبحانه ليوم إقامة العدل الإلهي على هذه الأرض، وأتباعهم ينتظرون مجيئهم مرة أخرى للمساهمة في تحقيق هذا الغرض، وهم:



    النبي إيليا (إلياس) (ع)، إذ جاء في التوراة عن إيليا واليشع ما يلي: (( 11 وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. 12 وَكَانَ أَلِيشَعُ يَرَى وَهُوَ يَصْرُخُ: يَا أَبِي، يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا. وَلَمْ يَرَهُ بَعْدُ )) سفر الملوك الثاني، الاصحاح 2. ومثله حال عيسى والخضر عليهما السلام.



    فأتباع هؤلاء الأولياء يؤمنون برجوعهم في آخر الزمان، وهي حقيقة يؤمن بها المسلمون أيضاً، فعن إيليا ذكر القرآن: (﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ )﴾ الصافات: 129. وعن عيسى (ع) ورد: (﴿ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ )﴾ ال عمران: 55، (﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ )﴾ النساء: 157.


    وهي الحقيقة التي أكدها عيسى (ع) في الإنجيل أيضاً بقوله: (( 19 .. مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ )) مرقس، الاصحاح 2.


    وأيضاً قوله: (( 51 وَحِينَ تَمَّتِ الأَيَّامُ لارْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ )) لوقا، الاصحاح 9.

    ومثله حال الإمام المهدي (ع)، إذ ورد أنّ هناك بيتاً له في السماء يسمى (بيت الحمد)، يقول الإمام الصادق (ع): (( إن لصاحب هذا الأمر بيتاً يقال له: بيت الحمد، فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف لا يطفأ )) الغيبة للنعماني: 245.


    وهذا يعني أنّ حاله كعيسى والخضر عليهما السلام، حتى إنّ من يريد التدليل على طول عمره الشريف يقوم بتشبيهه بهما.



    وحياة الخضر، بينها لنا الإمام الرضا (ع) بقوله: (( لما قبض رسول الله أتاهم آتٍ فوقف على باب البيت فعزاهم به، وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه، فقال علي بن أبي طالب (ع): هذا هو الخضر (ع) أتاكم يعزيكم بنبيكم )) كمال الدين: ص395.


    وهي نفس حياة الإمام المهدي (ع) كما يقول الإمام الصادق (ع): (( يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه )) الكافي: ج1 ص337.



    وبعد اتضاح حال هؤلاء الأولياء الواحد، نقول: دلت الأدلة على أنّهم يقومون بإرسال رسول حكيم أمين عند اقتراب الساعة والقيامة الصغرى، وبه يقيم الله الحجة على أهل الأرض جميعاً، وأمر معرفته هو هدف هذا البحث.


    وبالنسبة للمسلمين، فواضح أنّ إرسال الإمام المهدي (ع) لهذا الرسول يعني إرساله من قبل عيسى وإيليا أيضاً باعتبارهما تابعَينِ للإمام المهدي (ع) ومؤتمَينِ به، قال (ص): (( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم )) صحيح البخاري: ج4 ص143، والإمام هو المهدي (ع) كما لا يخفى.

    علاء السالم - alaa alsalem
    Last edited by محمد الانصاري; 14-08-2013, 17:09.

    ---


    ---


    ---

    Comment

    • اختياره هو
      مشرف
      • 23-06-2009
      • 5310

      #3
      رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

      جزاكم الله خيرا اخي الكريم محمد الانصاري بانتظار الباقي ...
      ملاحظة : ان امكنك تلوين النصوص بلون مغاير واضافة بعض التنسيق للمشاركات قصد تسهيل القراءة .... ومجهود تشكر عليه
      السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

      Comment

      • محمد الانصاري
        MyHumanity First
        • 22-11-2008
        • 5048

        #4
        رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اختياره هو مشاهدة المشاركة
        جزاكم الله خيرا اخي الكريم محمد الانصاري بانتظار الباقي ...
        ملاحظة : ان امكنك تلوين النصوص بلون مغاير واضافة بعض التنسيق للمشاركات قصد تسهيل القراءة .... ومجهود تشكر عليه

        تم التعديل
        ستكون النصوص ان شاء الله باللون الاخضر
        والمصادر باللون الاحمر
        وباقي الكلام باللون البنفسجي

        ---


        ---


        ---

        Comment

        • محمد الانصاري
          MyHumanity First
          • 22-11-2008
          • 5048

          #5
          رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

          أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

          (2)

          2. قبل العذاب رسالة ورسول:

          وهو أمر أكدته الرسالات السماوية جميعها، قال تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ*يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ الدخان: 10 - 16.
          وهذا الدخان عذاب، والعذاب يسبق برسالة، قال تعالى: ﴿وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ الإسراء: 15.


          وأيضاً هذا الدخان أو العذاب هو عقوبة على تكذيب رسول أرسل للمعذبين، وهو بين أظهرهم كما هو واضح من الآيات: ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ﴾. وأيضاً هذا الدخان أو العذاب يكشف لإيمان أهل الأرض بهذا الرسول بعد أن أظلهم كما أظل العذاب قوم يونس (ع) أو يونان.


          وأيضاً هذا الدخان أو العذاب مقارن للقيامة الصغرى، بل هو البطشة الصغرى كما هو واضح في الآية، فليس بعده إلا البطشة الكبرى والانتقام من الظالمين.


          جاء في التوراة عن يوم الانتقام الإلهي الذي يكون نتيجة لتكذيب الرسول المخلِّص، ما يلي: (1 مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ، الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ. أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ. 2 مَا بَالُ لِبَاسِكَ مُحَمَّرٌ، وَثِيَابُكَ كَدَائِسِ الْمِعْصَرَةِ؟ 3 قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ. فَدُسْتُهُمْ بِغَضَبِي، وَوَطِئْتُهُمْ بِغَيْظِي. فَرُشَّ عَصِيرُهُمْ عَلَى ثِيَابِي، فَلَطَخْتُ كُلَّ مَلاَبِسِي. 4 لأَنَّ يَوْمَ النَّقْمَةِ فِي قَلْبِي، وَسَنَةَ مَفْدِيِّيَّ قَدْ أَتَتْ. 5 فَنَظَرْتُ وَلَمْ يَكُنْ مُعِينٌ، وَتَحَيَّرْتُ إِذْ لَمْ يَكُنْ عَاضِدٌ، فَخَلَّصَتْ لِي ذِرَاعِي، وَغَيْظِي عَضَدَنِي. 6 فَدُسْتُ شُعُوبًا بِغَضَبِي وَأَسْكَرْتُهُمْ بِغَيْظِي، وَأَجْرَيْتُ عَلَى الأَرْضِ عَصِيرَهُمْ) سفر إشعيا - الأصحاح 63.


          وفي الإنجيل نسمع ذات الحقيقة (أي أنّ العذاب يُسبق برسول)، إذ جاء فيه: (7 بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ) الرسالة إلى العبرانيين - الأصحاح 11.


          بمعنى: أنّ قوم نوح (ع) عُذِّبوا بسبب عدم إيمانهم به، فقبل تعذيبهم كان هناك رسول الهي بينهم وكان العذاب نتيجة تكذيبهم بذلك الرسول ولو كانوا قد تابوا وآمنوا بمن أُرسل لهم لرفع عنهم العذاب.
          وجاء في التوراة عن رفع العذاب عن قوم يونس (ع) بسبب إيمانهم: (4 فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى. 5 فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ ..) يونان - الأصحاح 3.


          واليوم، لا يشك أحد في نذر العذاب القريبة من أهل الأرض، بل وقوعها في مناطق متفرقة منها، حتى بدت علائم الطوفان الثاني أو الساعة أو القيامة الصغرى واضحة ومحسوسة لأغلب سكان الأرض ولا ينكرها إلا مكابر، والعذاب كما عرفنا لا يكون إلا بعد بعثة رسول وتكذيبه، فالسؤال الهام إذن: مَن هو هذا الرسول ؟ ومَن مرسل هذا الرسول ؟


          ثم إنّ الرسول بكل تأكيد صاحب دعوة إلهية ويهم أمره العالم أجمع، ذلك أنّ نذر العذاب اليوم تشمل الجميع، ولهذا كانت نصوص الأديان عند ذكر المصلح والمنقذ العالمي تشمل (الأرض برمتها) أو (الشعوب والأمم جميعها) أو (العالم كله):

          فعند المسلمين: (مهدي أمة محمد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).


          وفي التوراة: (وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ) الرسالة إلى العبرانيين - الأصحاح 11.


          وفي الإنجيل: (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ) يوحنا - الأصحاح 16.

          وسنقف إن شاء الله على أنه رجل واحد لا غير.

          ثم لا نغفل أنّ الدخان الوارد ذكره في القرآن (الآية المتقدمة) من علامات (الساعة = قيام القائم) عند المسلمين، فلما سئل النبي (ص) عن قيام القائم أجاب: (مثله مثل الساعة "لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض" لا يأتيكم إلا بغتة) عيون أخبار الرضا (ع): ج1 ص297.

          وعند المسلمين السنة، ذكر النبي (ص) الساعة، فقال: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ..) صحيح مسلم: ج8 ص179. وليس الدخان عندهم عذاب يوم القيامة (فلو كان يوم القيامة ما كشف عنهم) انظر: مسند أحمد: ج1 ص431، صحيح البخاري: ج5 ص217.


          وأما عند غير المسلمين، فالدخان علامة على مجيء المنقذ والمخلِّص، ففي الإنجيل وتحديداً في رؤيا يوحنا المتضمنة ذكر المصلح المنتظر ورد عن الدخان ما يلي: (2 فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ، فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ، فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ مِنْ دُخَانِ الْبِئْرِ) رؤيا يوحنا - الأصحاح 9.


          وفي التوراة: (30 وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، دَمًا وَنَارًا وَأَعْمِدَةَ دُخَانٍ. 31 تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ، وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ) يوئيل - الأصحاح 2.


          وإذا كان الدخان عذاب كما هو معلوم، فالعذاب مقترن برسول، بل هو - أي العذاب - بسبب تكذيب أهل الأرض لهذا الرسول، فهو عقوبة لهم ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ﴾، فمن هو الرسول يا ترى ؟!

          علاء السالم - alaa alsalem على الفيس بوك


          ---


          ---


          ---

          Comment

          • محمد الانصاري
            MyHumanity First
            • 22-11-2008
            • 5048

            #6
            رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

            أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

            (3)

            3. صفات الرسول الموعود:


            يحدد الإسلام صفات عدة للرسول والإمام المبعوث في آخر الزمان، وهو المهدي عند المسلمين بلا أدنى شك.
            عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): (أبشركم بالمهدي يُبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض) مسند أحمد: ج3 ص37.

            وفي تحديد معالم شخصية الرسول الموعود، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيـهِ مَنْ يَشـاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ الجمعة: 3 – 4.، أي: (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم سيرسل فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة).


            وقطعاً لا يمكن أن يكون محمد (ص) هو أيضاً يتلو على الآخرين الذين يأتون بعد رجوعه إلى الله، فلابد أن يكون هناك رسول، وأيضاً في الأميين، أي في أم القرى في زمانه، وله هذه الصفات:

            أ- يتلو الآيات.
            ‌ب- يزكي الناس، أي يطهرهم فينظرون في ملكوت السماوات.
            ‌ج- يعلمهم الكتاب والحكمة.


            ولا توجد شخصية عند المسلمين وصفت بالبعث الإلهي لها في الآخرين غير المهدي.
            ولأنّ المستقى لأنبياء الله واحد وهو الحق سبحانه، ولأنّ الشخصية التي ينتظرها أهل الأرض جميعاً واحدة أيضاً، نجد أنّ الإنجيل يحدد لنا الصفات ذاتها:

            قال عيسى(ع): (44 لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ. 45 فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46 طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا) إنجيل متى - الأصحاح 24.

            والنص واضح في وصف (العبد القائم بأمر سيده) بتلاوة الآيات الإلهية بعد أمانته وحكمته وإعطاء الناس الطعام الإلهي، وكذا قيامه بتزكية الناس - أتباعه بالخصوص - وتطهيرهم بذلك الطعام الذي هو عبارة عن العلم والمعرفة والحكمة الإلهية، والتي يستطيعون بواسطتها النظر في الملكوت.

            على أنّ: (ِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ) ليس إلا تعبير آخر عن قول رسول الله محمد (ص) لأُبي بن كعب لما سأله عن القائم وعلاماته بقوله: (وما دلائله وعلاماته يا رسول الله ؟ قال: له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه) بحار الأنوار: ج52 ص311.


            وأما مطلع النص فهو تعبير آخر عن قول آل محمد (ص) في مجيء أمر المنقذ والقائم بغتة، كما ورد عن الإمام علي (ع): (قيل للنبي (ص): يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال: مثله مثل الساعة "لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض" لا يأتيكم إلا بغتة) عيون أخبار الرضا (ع): ج1 ص297.

            وفي التوراة وردت البغتة أيضاً: (5 .. وَيَكُونُ ذلِكَ فِي لَحْظَةٍ بَغْتَةً، 6 مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْجُنُودِ تُفْتَقَدُ بِرَعْدٍ وَزَلْزَلَةٍ وَصَوْتٍ عَظِيمٍ، بِزَوْبَعَةٍ وَعَاصِفٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ) سفر إشعيا - الأصحاح 29.


            بقي أن نطرح من التوراة صفة المنقذ والمخلِّص الإلهي الذي تطلبه الأمم ويرفع راية للشعوب، وهي بكل تأكيد ذات الصفات أيضاً، والنص هو هذا:
            (1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، 2 وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. 3 وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، 4 بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. 5 وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. 6 فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ ... 9 لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. 10 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا) سفر إشعيا - الأصحاح 11.

            ولا أظن أنّ النص يحتاج فهمه إلى عناء في التعرف على نفس صفات المصلح العالمي التي تقدمت في القرآن والإنجيل. وبه نخلص إلى وحدة صفات الرسول الموعود عند الجميع، بمعنى أنّ:
            (المهدي من آل محمد = العبد الحكيم الأمين الذي أقامه سيده = قضيب من جذع يسَّى).


            وبذلك استحق ذلك الرسول بصدق أن يكون كلمة سواء لأهل العالم والحمد لله، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً. وأما تفسير بعض المسيحيين للخارج من جذع يسّى بعيسى (ع) فباطل جزماً، كما سيتضح في البحوث الآتية.


            علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

            ---


            ---


            ---

            Comment

            • محمد الانصاري
              MyHumanity First
              • 22-11-2008
              • 5048

              #7
              رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

              أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

              (4)

              4. يوم مجيء الرسول الموعود "المنتظر":


              إنّ مجيء الرسول الموعود الذي بشرت به جميع الرسالات السماوية، حق لا ريب فيه، وبالنسبة إلى زمان مجيئه فهو واحد ومحدد في كل الأديان؛ ووحدته لسبب بسيط هو: إنّ الجميع متفق على أنّ الحدث الكبير الذي تنتظره البشرية إنما يكون في آخر الزمان، وزمان أهل الأرض واحد فآخره واحد أيضاً، لذا فـ (يوم الرب أو الخلاص أو الدينونة في التوراة والإنجيل، واليوم المعلوم أو يوم الخروج في القرآن) هو يوم واحد لا أكثر.


              فعن اليوم المعلوم، قال تعالى عن إبليس "لعنه الله" بعد معصيته: ﴿.. فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ الحجر: 37 – 38، وهو يوم القائم (ع)، قال الإمام الرضا (ع): (.. يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت) كمال الدين وتمام النعمة: ص371.

              وعند بعض السنة: "هو يوم طلوع الشمس من مغربها" (انظر: عمدة القاري: ج18 ص231)، وهي علامة ترتبط بالقائم المهدي في آخر الزمان كما هو معلوم.


              ومثله يوم الخروج، فهو يوم القائم أيضاً، حيث ورد في تفسير قوله تعالى: "ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ"، قال: (هي الرجعة) تفسير القمي: ج2 ص327، أي الرجعة بالمثل، بمعنى: رجوع من هم نظراء لأناس مضوا، والتي تكون في أيام القائم (ع).


              قال الإمام الصادق (ع) في الآية: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾، قال: (لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله وعلي بالثوية، فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجداً له اثنا عشر ألف باب، يعني موضعاً بالكوفة) بحار الأنوار: ج53 ص113.


              وهو مسجد يبنيه القائم (ع) في أيامه، إذ يقول الناس له: (.. المسجد لا يسعنا، فيقول: أنا مرتاد لكم فيخرج إلى الغري فيخط مسجداً له ألف باب يسع الناس) بنص الإمام الباقر (ع) (انظر: بحار الأنوار : ج52 ص331). ومن ثم، يكون المقصود بـ"رسول الله وعلي" في الحديث السابق: نظيريهما بحيث يكون مجيئهما بمثابة مجيء النبي وعلي عليهما وآلهما السلام.
              والرجعة بالمثْل في زمن القائم نراها أيضاً في قول الإمام الصادق (ع): (يُخرج القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وأبا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكاً الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً) الإرشاد للمفيد: ج2 ص386. وبكل تأكيد المقصود بذلك خروج من هم نظراء للمذكورين.

              لذا ورد عن ابن عباس: (أصحاب الكهف أعوان المهدي) فتح الباري: ج6 ص365، عمدة القاري: ج16 ص49.

              كما أنً الرجعة بالمثل تلتقي مع ما أوضحه عيسى (ع) في مجيء إيليا المزمع أن يأتي، كما سنعرف ذلك في النقطة القادمة.
              هذا ما يخص يوم القائم (ع) في آخر الزمان عند المسلمين.
              وعن يوم الدينونة والخلاص، جاء في الإنجيل: (28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ) يوحنا - الأصحاح 5.


              وقد تقدم عن الرسول في ذلك اليوم قول عيسى (ع): (لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ. فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ ..).

              وهذا يعني: أنّ يوم الدينونة يرتبط بالعبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده (أي قائم أيضاً).

              وفي التوراة ورد: (31 لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَتَبْتَهِجِ الأَرْضُ وَيَقُولُوا فِي الأُمَمِ: الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. 32 لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ، وَلْتَبْتَهِجِ الْبَرِّيَّةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا. 33 حِينَئِذٍ تَتَرَنَّمُ أَشْجَارُ الْوَعْرِ أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. 34 احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. 35 وَقُولُوا: خَلِّصْنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، وَاجْمَعْنَا وَأَنْقِذْنَا مِنَ الأُمَمِ لِنَحْمَدَ اسْمَ قُدْسِكَ) أخبار الأيام الأُول - الأصحاح 16.


              وفيه أيضاً: (9 وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ) سفر إشعيا - الأصحاح 25.

              كما تقدم عن الرسول المنقذ في التوراة ما يلي: (وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا). وهذا يعني: أنّ يوم الخلاص هو يوم (القائم من أصل يسَّى).

              ولا ننسى أنّ اليوم المعلوم هو يوم (قيام قائم آل محمد) كما سمعناه من الإمام الرضا (ع).

              ثم إننا إذا ما تذكرنا ما مرّ بنا في البحث السابق من وحدة "الرسول الموعود" في جميع الرسالات من حيث الصفات، الملازم أكيداً لوحدة "اليوم الموعود"، فماذا بقي عائقاً عن إيمان الناس بالمصلح العالمي اليوم وهو يصرخ فيهم قبل الطوفان !!

              على أنّ الوحدة تظهر أكثر بالالتفات إلى ما انتهينا إليه في هذا البحث وسابقه، وسنرى:

              1- وحدة صفات الرسول، كما عرفناه في البحث السابق.
              2- وحدة المقطع الزمني (آخر الزمان) المحدد لبعثته لدى الجميع كما توضح في مطلع البحث.
              3- وحدة علامات ذلك اليوم في نصوص الأديان كلها، وعرضنا الدخان ويأتي غيره لاحقاً.
              4- كما سنعرض وحدته نسباً، وغير ذلك مما يسهم بجعل الحقيقة أبين من الشمس.

              وبذلك تتجلّى خاتمة البحث السابق بشكل أكبر، ونكون قد خلصنا إلى النتيجة التالية:
              (القائم "من آل محمد" = القائم "العبد الأمين الحكيم" = القائم "من نسل يسَّى").

              أما كيف يكون "القائم" من آل محمد ومن نسل يسَّى (والد داود) في نفس الوقت، فهذا ما سنقف عليه في البحوث الآتية، وسيظهر أنّ جده من حيث الأب النبي محمد (ص) ومن جهة الأم النبي يعقوب (ع).


              علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

              ---


              ---


              ---

              Comment

              • محمد الانصاري
                MyHumanity First
                • 22-11-2008
                • 5048

                #8
                رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                (5)

                5. كيف يأتي الرسول الموعود ؟

                بكلمة واحدة: يأتي مُمثِّلاً مَن أرسله بحيث يكون مجيئه وابتداؤه بدعوته مجيئهم هم وابتداؤهم بدعوتهم، فيكون هذا المرسَل من أولياء الله المدخرين ملبياً لطموح وأمل المنتظرين لهم وبداية فرج المختارين لنصرتهم.
                أما إرسال الإمام المهدي (ع) في آخر الزمان رسولاً منه للمنتظرين بل للعالم أجمع، يمهِّد له سلطانه، فأمر بيِّن ويتضح بقراءة قول نبي الله محمد (ص): (يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي، يعني سلطانه) سنن ابن ماجة: ج2 ص1368.


                وإذا ما عرفنا أنّ قائد أولئك الممهدين هو خليفة الإمام المهدي (ع)، بقوله (ص): (إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة المهدي) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص54، المطبعة الحيدرية.

                وضممنا إليه قول الإمام الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: "أحمد أحمد"، يقودهم شاب من بني هاشم .. فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الأنوار المضيئة: ص343.

                وأيضاً قوله (ع) عن القائم: (له اسمان: اسم يخفى واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد) كمال الدين وتمام النعمة: ص653.

                نعرف بوضوح: أنّ رسول الإمام المهدي (ع) هو رجل من آل محمد أيضاً، واسمه (أحمد) وهو (قائم) أيضاً، وسيتجلّى ذلك أكثر.

                وأما في التوراة، فنطالع ما يلي: (5 هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ) ملاخي - الأصحاح 4.

                وكيفية مجيئه يوضحه عيسى (ع) لنا الآن، وملخصه: أنّ المجيء ليس بالضرورة يكون بمجيء الشخص نفسه ابتداءً، وإنما بمن يمثّله أو بمن هو مثله، بحيث يكون مجيئه مجيئه، تماماً كما بيَّن آل محمد (ع) من أنّ الرجوع في زمن القائم (اليوم المعلوم) يكون بالمثل.

                بل أوضح عيسى (ع) في الإنجيل طريقة مجيء ابن الإنسان (عيسى بنظر المسيحيين) في آخر الزمان، وأنها شبيهة بمجيء يوحنا (يحيى) الذي كان يمثِّل مجيئه مجيء إيليا (ع)، فلنطالع إذن ما يتعلق بالاثنين معاً:
                يقول عيسى: 12 (وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ. 13 حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ) إنجيل متى - الأصحاح 17.

                ففي حين كان المذكور هو إيليا، ومَن جاء كان يوحنا، لكن عيسى (ع) كان يعتبر قدومه مجيئاً لإيليا؛ لأنه كان يرى أنّ يوحنا مثل إيليا ومجيئه مجيئه.
                ولذا قال أيضاً: (14 وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. 15 مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ) إنجيل متى - الأصحاح 11.

                ويبقى المهم أنّ عيسى (ع) اعتبر أنّ مجيء ابن الإنسان قبل القيامة الصغرى يكون بهذه الصورة أيضاً، بمعنى أنّ هناك شخصاً يأتي مرسلاً منه ويكون مجيئه وابتداؤه بدعوته مجيئاً لعيسى (ع)، وليس هو إلا العبد الأمين الحكيم (القائم بأمر سيده) بحسب وصف عيسى المتقدم ذكره.
                وأيضاً يقول عيسى (ع) عن الرسول: (5 وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي: أَيْنَ تَمْضِي؟ 6 لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا قَدْ مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. 7 لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8 وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: 9 أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10 وَأَمَّا عَلَى بِرّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضًا. 11 وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ) يوحنا - الأصحاح 16.

                ونحن إذ توصلنا فيما مضى إلى وحدة الرسول الموعود ويومه نعرف أنّ عيسى يتحدث عن ذات الرسول الذي أسماه هنا بـ (المعزي)، والذي يبكِّت العالم في يوم الدينونة على خطاياهم وتكذيبهم الأنبياء والرسل وقتلهم، وعلى تركهم حق الأنبياء ووصاياهم، وعلى تضيعهم حظهم، وخذلانهم رئيس هذا العالم وهو الإمام المهدي (ع).

                نعم هذه حقيقة لا يحتملها أتباعه يومذاك، لذا قال لهم: (12 إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13 وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14 ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ).

                واليوم روح الحق (أحمد) أرشدنا إلى ذلك كما وعد عيسى (ع)، وكون (أحمد = روح الحق) فهي حقيقة يدركها من يعرف أنه عبد أمين حكيم قائم بأمر سيده ورئيس هذا العالم (أي الإمام المهدي) ولا يتكلم من نفسه، وبالتالي فكل ما يصدر منه حق.
                وعند المسلمين ورد عن رسول الإمام المهدي (اليماني أحمد) ما قاله الإمام الباقر (ع): (وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) غيبة النعماني: ص264.

                ونحن إذ نضع محصلة ما مرّ، أي: (القائم "من آل محمد" = القائم "العبد الأمين الحكيم" = القائم "من نسل يسَّى")، وما توصلنا إليه الآن (رسول الإمام المهدي "القائم أحمد"= رسول عيسى "المعزي")، فإننا نستنتج ما يلي:

                (إنّ المعزي والقائم الذي يقيمه الإمام المهدي (ع) ويرسله هو ومَن معه "أي عيسى وإيليا" يمكن أن يقال عنه: إنه خروج للإمام المهدي وعيسى وإيليا بالمعنى الذي تم إيضاحه، تماماً كما كان خروج يوحنا يمثل خروج إيليا في مرحلة معينة).

                ثم إنّ الرسول ليس ضرورياً أن يكون من تلك الأمم، بل يمكن أن يكون من أمة أخرى، بل هو كذلك حقاً، قال عيسى: (43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ) إنجيل متى - الأصحاح 21.

                فهو يوضح لأتباعه أنّ الملكوت ينزع منهم ويعطى لأمة أخرى، وبالتالي لا يكونوا هم من أمة المعزي والعبد الأمين والحكيم الذي يُقدِّم طعامه الإلهي لأمة تتزكى وتتعلم على يديه لتنظر في الملكوت وتعمل أثماره، كما أنهم ليسوا أمة إيليا بنظره؛ لأنهم لم يؤمنوا به أصلاً.

                وأيضاً ورد في التوراة: (1 وَالآنَ إِلَيْكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ: 2 إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَجْعَلُونَ فِي الْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْدًا لاسْمِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَ، وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ جَاعِلِينَ فِي الْقَلْبِ. 3 هأَنَذَا أَنْتَهِرُ لَكُمُ الزَّرْعَ، وَأَمُدُّ الْفَرْثَ عَلَى وُجُوهِكُمْ ..) ملاخي - الأصحاح 2.


                فيبقى أنهم - وبكل وضوح - أنصار القائم (ع) لأسباب تتوضح في الفقرة (16).

                ولذا حدّد الإمام علي (ع) منذ مئات السنين مَن يُعدّ مجيئه في آخر الزمان مجيء عيسى (ع) فيقول: (وتعود دار الملك إلى الزوراء، وتصير الأمور شورى، من غلب على شيء فعله، فعند ذلك خروج السفياني .. ويقل الطعام، ويقحط الناس، ويقل المطر، فلا أرض تنبت، ولا سماء تنزل، ثم يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الراية من يد عيسى بن مريم ..) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص266.

                وقال ابن حجر السني: (وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة "وهو المهدي باتفاق المسلمين" مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال إنّ الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة) فتح الباري: ج6 ص359.

                ولا شك أنّ إمامة المهدي لعيسى في الصلاة، يعني أنّ الراية قد أُخذت من يد عيسى وصارت بيد المهدي (القائم من آل محمد "ع").
                ولكي تتبدّد كل الشكوك في وحدة المصلح العالمي المنتظر، أعرض الآن بعض علامات يومه الموعود وسنرى أنها واحدة أيضاً.

                علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

                ---


                ---


                ---

                Comment

                • محمد الانصاري
                  MyHumanity First
                  • 22-11-2008
                  • 5048

                  #9
                  رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                  أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                  (6)

                  6. علامات يوم القائم الموعود:


                  ذكرت نصوص الأديان علامات قدومه واقتراب أيامه، وقد تحقق أكثرها، وهذه بعضها:
                  1- كثرة الفتن والحروب وأخبارها:

                  في الإنجيل: (6 وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوب وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7 لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8 وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ) متى - إصحاح 24.

                  وعن عمار بن ياسر: (إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان لها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيء أماراتها، فإذا استثارت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش .. وتكثر الحروب في الأرض) غيبة الطوسي: ص463.

                  وعن كعب الأحبار: (ثم يكون خسف وقذف وزلازل ببغداد، وهي أسرع الأرضين خراباً، ثم يبتدئ الخراب بمصر، فإذا رأيت الفتنة بالشام فالموت الموت، ويتحرك بنو الأصفر "الروم"، فيصيرون إلى بلاد العرب فتكون بينهم وقائع) الملاحم والفتن: ص263، وكل هذا حاصل اليوم بلا شك.

                  2- خراب بابل (العراق):
                  وهو علامة أخرى لقرب يوم الدينونة والخلاص كما نص على ذلك العهدان القديم والجديد:
                  في التوراة: (22 فَأَقُومُ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. وَأَقْطَعُ مِنْ بَابِلَ اسْمًا وَبَقِيَّةً وَنَسْلاً وَذُرِّيَّةً، يَقُولُ الرَّبُّ. 23 وَأَجْعَلُهَا مِيرَاثًا لِلْقُنْفُذِ، وَآجَامَ مِيَاهٍ، وَأُكَنِّسُهَا بِمِكْنَسَةِ الْهَلاَكِ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ) سفر إشعيا - الأصحاح 14.

                  و"القنفذ" يرمز للخراب والقفر لأنه يسكن فيها.

                  وفي نفس السفر منها أيضاً: (9 .. فَأَجَابَ وَقَالَ: سَقَطَتْ، سَقَطَتْ بَابِلُ، وَجَمِيعُ تَمَاثِيلِ آلِهَتِهَا الْمَنْحُوتَةِ كَسَّرَهَا إِلَى الأَرْضِ) الأصحاح 21.

                  وفي الإنجيل: (7 .. خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ. 8 ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلاً: سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا) رؤيا يوحنا اللاهوتي - الأصحاح 14.


                  وفيه أيضاً: (2 وَصَرَخَ بِشِدَّةٍ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَصَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوتٍ) الأصحاح 18.

                  ولا يوجد في دين الله شيء اسمه طائر نجس، بل المراد به الطائرات، وهو ما حصل فعلاً لما قادت الولايات المتحدة حملة خراب بابل بطائراتها النجسة والممقوتة.

                  وأما خراب العراق عند اقتراب الوعد الإلهي في نصوص المسلمين فكثيرة، وهذا مثال منها:
                  قال الإمام الصادق (ع) عن بغداد: (.. ثم ليخربها الله تعالى بتلك الفتن وتلك الرايات حتى لو مر علينا مار لقال ههنا كانت الزوراء) مختصر بصائر الدرجات: ص188.
                  وعن رسول الله (ص)، قال: (تكون وقعة بين زوراء، قالوا: وما الزوراء يا رسول الله ؟ قال: مدينة بين أنهار من أرض جوخا يسنها جبابرة أمتي، تعذب بأربعة أصناف، بخسف ومسخ وقذف) كنز العمال: ج14 ص279.

                  ومن الأحداث التي تجري في بغداد والتي تؤدي إلى اختلاف حكامها، هي الانتخابات التي تحصل لأول مرة في تاريخها، يقول النبي (ص): (الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى، فسُئل عنهما، فقال: أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي) كتاب مائتان وخمسون علامة: ص130. والزوراء هي ذاتها "المنطقة الخضراء" في بغداد اليوم.

                  يكون ذلك وزعامة العراق بيد الكرد، قال الإمام علي (ع) عن العراق عند اقتراب اليوم الموعود: (إذا صاح الناقوس .. فعند ذلك عجائب وأي عجائب إذا أنارت النار ببصرى .. وعقدت الراية لعماليق كردان ..) بشارة الإسلام: ص104.

                  3- كثرة الزلازل والفيضانات والأوبئة والمجاعات وما شابه:
                  في التوراة: (3 صَوْتُ الرَّبِّ عَلَى الْمِيَاهِ. إِلهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. الرَّبُّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ ... 10 الرَّبُّ بِالطُّوفَانِ جَلَسَ، وَيَجْلِسُ الرَّبُّ مَلِكًا إِلَى الأَبَدِ. 11 الرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ) المزمور 29.

                  وفيها أيضاً: (5 .. وَيَكُونُ ذلِكَ فِي لَحْظَةٍ بَغْتَةً، 6 مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْجُنُودِ تُفْتَقَدُ بِرَعْدٍ وَزَلْزَلَةٍ وَصَوْتٍ عَظِيمٍ، بِزَوْبَعَةٍ وَعَاصِفٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ) سفر إشعيا - الأصحاح 29.

                  وفي الإنجيل: (7 لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ) متى - الأصحاح 24.

                  وفيه أيضاً: (37 وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38 لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39 وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ).

                  وعند المسلمين وردت روايات كثيرة جداً في ذلك، وكمثال لها:

                  عن رسول الله (ص)، قال: (أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل) مسند أحمد: ج3 ص37.

                  وعن الإمام علي (ع)، قال: (بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض، فأما الموت الأحمر فبالسيف وأما الموت الأبيض فبالطاعون) غيبة النعماني: ص286.

                  وعنه (ع) أيضاً متحدثاً عن علامات المصلح العالمي في آخر الزمان: (.. ثم بعد ذلك طوفان الماء فمن نجا من السيف لم ينج من الماء) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص125.

                  وعن الإمام الباقر (ع): (لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتن وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك) بحار الأنوار: ج55 ص231.

                  وما يجري اليوم في كثير من دول العالم ليس بوسع أحد إنكاره من كثرة الزلازل والأوبئة والفيضانات، والتغيرات المناخية والكونية، وإنذار المجاعة الذي يهدد الملايين بالموت جوعاً، وانهيار الاقتصاد العالمي وغير ذلك مما هو معلن من قبل مؤسسات دولية كالأمم المتحدة وغيرها، وبكل تأكيد أنّ المخفي أكبر وأخطر مما هو معلن بكثير، بل أنّ الذعر والخوف الشديد الذي تشهده البشرية هذه الأيام لم يسبق له مثيل.

                  4- آيات سماوية أخرى تدلل على اليوم الوعود:
                  جاء في التوراة: (1 اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ، فَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، وَلْتَفْرَحِ الْجَزَائِرُ الْكَثِيرَةُ. 2 السَّحَابُ وَالضَّبَابُ حَوْلَهُ. الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّهِ. 3 قُدَّامَهُ تَذْهَبُ نَارٌ وَتُحْرِقُ أَعْدَاءَهُ حَوْلَهُ. 4 أَضَاءَتْ بُرُوقُهُ الْمَسْكُونَةَ. رَأَتِ الأَرْضُ وَارْتَعَدَتْ. 5 ذَابَتِ الْجِبَالُ مِثْلَ الشَّمْعِ قُدَّامَ الرَّبِّ، قُدَّامَ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا. 6 أَخْبَرَتِ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ، وَرَأَى جَمِيعُ الشُّعُوبِ مَجْدَهُ .. 11 نُورٌ قَدْ زُرِعَ لِلصِّدِّيقِ، وَفَرَحٌ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ. 12 افْرَحُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بِالرَّبِّ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ) سفر المزامير - المزمور 97.

                  وفيها أيضاً: (30 وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، دَمًا وَنَارًا وَأَعْمِدَةَ دُخَانٍ. 31 تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ، وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ) يوئيل - الأصحاح 2.

                  وفي الإنجيل: (19 وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَمًا وَنَارًا وَبُخَارَ دُخَانٍ. 20 تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ، قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ) أعمال الرسل - الأصحاح 2.

                  وفيه أيضاً: (29 وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ ..) متى - الأصحاح الرابع والعشرون.

                  ولو عرضنا هذه النصوص وغيرها على ما عند المسلمين من نصوص وافرة تتحدث عن الآيات الكونية عند اقتراب أيام المنقذ العالمي لرأينا الجميع يتحدث عن أمر واحد. فظهور النار (نار تحرق أعداءه)، والزلازل والبراكين (ذابت الجبال مثل الشمع)، وكسوف الشمس (تتحول الشمس إلى ظلمة) (تظلم)، وخسوف القمر (لا يعطي ضوئه)، والقذف بالشهب ونحوها (نجوم تسقط من السماء)، وغير ذلك من عواصف وخسف للأرض ودخان .. الخ، كلها علامات ليوم واحد موعود ينتظره العالم كله، وهو (يوم القائم).

                  وقد تقدم ما يتعلق بالدخان وأنه من علامات (قيام الساعة = قيام القائم). وأيضاً قال الإمام الصادق (ع): (إن الزلازل والكسوفين والرياح الهائلة من علامات الساعة، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فتذكروا قيام الساعة وافزعوا إلى مساجدكم) وسائل الشيعة: ج4 ص487.

                  وقال رسول الله (ص): (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ) مجمع الزوائد: ج8 ص10.

                  وقال الإمام علي (ع): (للمهدي آية من السماء جلية وفي الأرض مثلها في السوية، كف مدلاة بالخمس ورجفات ونار وخسف وطمس، يهد الله بعض بلاد الترك..) ما قاله علي في آخر الزمان: ص237.

                  وعن خالد بن معدان، قال: (ستبدو آية عمود من نار تطلع من قبل المشرق يراها أهل الأرض كلهم ، فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة) الفتن لابن حماد: ص132.

                  وروى ابن حماد المروزي في فتنه عن الوليد، قال: (بلغني عن كعب أنه قال: يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي له ذناب) الفتن: ص133.

                  وقال الإمام الباقر (ع): (إن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان، وعنده يسقط حساب المنجمين) غيبة النعماني: ص280.

                  ومن الآيات السماوية كذلك ظهور كف في السماء، قال الإمام الصادق (ع): (وكف يطلع من السماء من المحتوم) بحار الأنوار: ج52 ص233..
                  وعن أسماء بنت عميس: (علامة ذلك اليوم - أي وقت ظهور المهدي - يد تمتد من السماء والناس تدور لتراها) مهدي آخر الزمان لابن حسام الدين المتقي: ص69.

                  وقد ظهرت الكف حسب ما نقلته وكالة ناسا الفضائية، وهذه صورتها:



                  وهي آية سماوية تضاف إلى ما سبقها.

                  ومن الآيات أيضاً "الجراد الأحمر" بلون الدم، قال الإمام علي (ع): (بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم ..) منتخب الأنوار المضيئة: ص30.

                  ومثله ورد في رؤيا يوحنا المتضمنة أخبار يوم الخلاص والدينونة: (3 وَمِنَ الدُّخَانِ خَرَجَ جَرَادٌ عَلَى الأَرْضِ، فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا كَمَا لِعَقَارِبِ الأَرْضِ سُلْطَانٌ) الأصحاح 9.

                  وقد غزى الجراد الأحمر فعلاً شرق أفريقيا وتسبب بخسائر جسيمة في الحقول الزراعية، وفي يوم 24 حزيران (يونيو) 2009، أفادت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أنّ حملة طوارئ دولية نجحت في مواجهة الجراد الأحمر بشرق أفريقيا وجنوبها.

                  5- كثرة الهرج وخلع الشعوب حكّامها:
                  يحصل هذه الأيام ثورات للشعوب على حكامها في منطقة الشرق الأوسط وأوربا وبعض دول الاتحاد ومناطق أخرى من العالم، وهذه نصوص تؤكد الحقيقة المشار إليها:

                  في الإنجيل: (7 لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ ..) متى - الأصحاح 24.

                  وعن النبي (ص)، قال: (يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج، قيل: يا رسول الله وما الهرج؟ فقال هكذا بيده، فحرفها كأنه يريد القتل) صحيح البخاري: ج1 ص29.

                  ولما قيل للإمام للصادق (ع): متى فرج شيعتكم؟ فذكر من بين علامات القائم: (وخلعت العرب أعنتها) الكافي: ج8 ص224، وها هي العرب تخلع أعنتها ويكثر الهرج في مناطق كثيرة من العالم.

                  كان هذا عرض موجز لبعض علامات اليوم الموعود، وقد انتهينا إلى وحدتها كما انتهينا سابقاً إلى وحدة الرسول والمنقذ الإلهي (القائم من آل محمد) فيما سبق. وهناك أحداث أخرى نتحدث عنها أيضاً فيما يأتي إن شاء الله.

                  فيا أهل الأرض .. ماذا بقي لتتأكدوا أنّ المخلِّص والمنقذ العالمي والمهدي الموعود بينكم ويصرخ فيكم، فأنقذوا أنفسكم قبل البطشة والانتقام الإلهي والطوفان العظيم.

                  علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك


                  ---


                  ---


                  ---

                  Comment

                  • محمد الانصاري
                    MyHumanity First
                    • 22-11-2008
                    • 5048

                    #10
                    رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                    أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                    (7)

                    7. المصلح العالمي مبدؤه المشرق (العراق):

                    بينت النصوص المتوافرة لدى أتباع الرسالات أنّ المنقذ والمخلِّص ينطلق بدعوته الإلهية العالمية الكبرى من المشرق، والشرق الذي تحدث عنه محمد وآله وموسى وعيسى وغيرهم من أولياء الله (ع) هو (العراق) نسبةً إلى مكانهم الذي تحدثوا منه:

                    أما بداية حركة المهدي وقيادته للرايات السود المشرقية عند المسلمين فهو أمر واضح عندهم، قال النبي محمد (ص): (يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي، يعني سلطانه) سنن ابن ماجة: ج2 ص1368.

                    وقال (ص): (إنا أهل البيت اختار لنا الله الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه، فيقاتلون فيضرون فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوا إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطاً كما ملأوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج) المصنف لابن أبي شيبة: ج8 ص697.
                    وعن الإمام علي (ع) قال: (.. يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس ..) كتاب الفتن - لنعيم بن حماد: ص216، الملاحم والفتن - لابن طاووس: بـ133 ص136، كنز العمال: ج14 ص589 ح39669، شرح إحقاق الحق - للسيد المرعشي: ج13 ص313.

                    والمقصود بالرجل من أهل بيت النبي (ص) والإمام المهدي (ع) هو ابنه ورسوله ووصيه (القائم أحمد) وسيتضح ذلك أكثر عند عرض وصية جده محمد (ص) المقدسة وروايات آله الطاهرين لاحقاً.
                    وعنه (ص) أيضاً: (واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (ص) فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مؤونة الطلب) الكافي: ج8 ص66.
                    وفي الإنجيل: (27 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ) متى - الأصحاح 24.

                    فعبّر عن بداية ظهوره أنه يكون من المشرق إلى المغرب، والمشرق نسبةً إلى مكان عيسى (ع) في ذلك الزمان يكون العراق، والبرق الذي خرج من المشرق وظهر في المغرب هو إبراهيم، حيث خرج من العراق وظهر في الأرض المقدسة.

                    وأما في التوراة: (7 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا أُخَلِّصُ شَعْبِي مِنْ أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَمِنْ أَرْضِ مَغْرِبِ الشَّمْسِ. 8 وَآتِي بِهِمْ فَيَسْكُنُونَ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا،وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ) سفر زكريا - الأصحاح 8، وهو يعني أنّ المخلِّص يبتدئ أولاً من أرض المشرق.
                    وعن المخلِّص (رب الجنود)، ورد في التوراة أيضاً: (10 فَهذَا الْيَوْمُ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ يَوْمُ نَقْمَةٍ لِلانْتِقَامِ مِنْ مُبْغِضِيهِ، فَيَأْكُلُ السَّيْفُ وَيَشْبَعُ وَيَرْتَوِي مِنْ دَمِهِمْ. لأَنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ ذَبِيحَةً فِي أَرْضِ الشِّمَالِ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ) سفر ارميا - الأصحاح 46.
                    أما الفرات فهو في العراق كما هو واضح، وأما أنّ للمخلِّص ذبيحة عند نهر الفرات، فلأنّ المخلص كما تبين هو نفسه قائم آل محمد، والقائم وإن كان هو نفسه المعزي الذي وعد به عيسى كما تقدم وبالتالي فهو يطالب بالأنبياء جميعاً، ولكن الذبيحة العزيزة على قلبه والتي يطلب بدمها هو دم جده الحسين (ع) المقتول في كربلاء على نهر الفرات.

                    لذا يعلمنا الإمام المهدي (ع) أن نندب ابنه القائم أحمد ونقول: (أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء)، كما في دعاء الندبة.

                    ولأنّ كربلاء تقع شمال البصرة، فهذا يعني أنّ منطلق المخلِّص ومسكنه يكون جنوب كربلاء، وإليك النص الذي يحدد مسكنه:

                    (1 مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ، الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ. أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ)
                    سفر إشعيا - الأصحاح 63. إنها (بَصرة) بالفتح، وليس (بُصرة) بالضم كما فعل المزورون بقصد.

                    وقد سمّى الإمام علي (ع) أول المقربين إلى الإمام المهدي، فقال: (.. ألا وأنّ أولهم من البصرة وآخرهم من الأبدال) بشارة الإسلام: ص 148. وليس صدفة أن نسمع الإمام الصادق (ع) يذكر اسم هذا الأول فيقول: (ومن البصرة .. أحمد) بشارة الإسلام: ص181، ذلك أنّ أحمد هو أول مقرب إلى الإمام المهدي (ع) وهو خليفته ورسوله إلى الناس بنص وصية رسول الله (ص) المقدسة وسيأتي عرضها، وهو مهدي أيضاً، وقد سمعنا فيما سبق (في الفقرة الخامسة) أنّ قائد الرايات السود المشرقية هو خليفة المهدي وأنّ اسمه (أحمد)، كما أنّ شعار جيش التمهيد الفاتح هو: "احمد احمد".

                    وربما صار بوسعنا الآن أن نعرف سرّ التركيز في العهدين الجديد والقديم على العراق (بابل)، بل ربما نفهم أهمية منطقة الشرق الأوسط لدى قادة الدول المتكبرة (أمريكا تحديداً). كيف، وهي المملكة الحديدية التي يلقي بها المنقذ إلى وقيد النار بنص دانيال النبي في التوراة.

                    كما أنّ هناك أحداثاً في دول شرقية أخرى، وردت في نصوص الأديان أيضاً:

                    منها: مصر، فقد تقدم في العلامة الأولى من البحث السابق القول بخرابها عن كعب الأخبار، وقال الإمام علي أيضاً (ع): (صاحب مصر علامة العلامات وآيته عجب لها أمارات, قلبه حسن ورأسه محمد ويغير اسم الجد, إن خرج فاعلم أنّ المهدي سيطرق أبوابكم, فقبيل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب, أو ائتوه زحفاً وحبواً على الثلج) ماذا قال علي (ع) في آخر الزمان: ص330.

                    ومن المعلوم أنّ حاكم مصر اسمه "محمد حسني مبارك"، وقد غيّر اسم جده من (سيد) إلى (مبارك)، وأنّ "قلبه حسن" تعني: قلب الاسم أي حسني، و"رأسه محمد" يعني: الاسم الأول. وقد خرج من الحكم، وبان خراب مصر وضعفها، وها هي دعوة القائم (أحمد) تدوّي في أطراف الأرض.
                    وأما ذكر خراب مصر في التوراة عند اقتراب يوم الخلاص، فهذا نموذج له:

                    (3 لأَنَّ الْيَوْمَ قَرِيبٌ، وَيَوْمٌ لِلرَّبِّ قَرِيبٌ، يَوْمُ غَيْمٍ. يَكُونُ وَقْتًا لِلأُمَمِ. 4 وَيَأْتِي سَيْفٌ عَلَى مِصْرَ، وَيَكُونُ فِي كُوشَ خَوْفٌ شَدِيدٌ، عِنْدَ سُقُوطِ الْقَتْلَى فِي مِصْرَ، وَيَأْخُذُونَ ثَرْوَتَهَا وَتُهْدَمُ أُسُسُهَا)
                    حزقيال - الأصحاح 30.

                    ومنها: الحجاز، قال النبي (ص): (يحكم الحجاز رجل اسمه على اسم حيوان إذا رأيته حسبت في عينيه الحول من البعيد وإذا اقتربت منه لا ترى في عينيه شيئاً، يخلفه له أخ اسمه عبد الله، ويل لشيعتنا منه أعادها ثلاثاً، بشّروني بموته أبشّركم بظهور الحجّة) مائتان وخمسون علامة: ج1 ص116. وحاكم الحجاز هو فهد وقد خلفه أخوه عبد الله كما أخبر النبي (ص).

                    وعن الإمام الصادق (ع) قال: (من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم. ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعدة على أحد، ولم يتناهَ هذا الأمر دون صاحبكم "القائم" إن شاء الله) بحار الأنوار: ج52 ص210.

                    ومنها: الشام (سوريا وما حولها)، فهي الأخرى كان لها ذكر في نصوص الأديان، فهي عند المسلمين منبع ظهور راية السفياني، كما أنّ الأحداث التي تجري فيها مبينة في العهدين، وهي تماماً ما يجري فيها اليوم.
                    والآن، أعود إلى ارتباط السحاب بالقائم والمنقذ العالمي، فأقول:

                    8. أحمد .. الآتي على السحاب، وهل أوضح من أن تخطَّه السماء بسحابة دخان !!

                    هذا ما ياتي بيانه في الحلقة المقبلة ان شاء الله.

                    علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

                    ---


                    ---


                    ---

                    Comment

                    • محمد الانصاري
                      MyHumanity First
                      • 22-11-2008
                      • 5048

                      #11
                      رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                      أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                      (8)

                      8. أحمد .. الآتي على السحاب، وهل أوضح من أن تخطَّه السماء بسحابة دخان !!


                      إن ارتباط أمر المنقذ العالمي بالسحاب أمر أكدته النصوص الدينية في كل الرسالات، وقد استعرضنا بعض ما يرتبط بذلك فيما مضى، وأختصر هنا التالي:

                      في التوراة: (5 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ، وَدَعَا هَارُونَ وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاَهُمَا. 6 فَقَالَ: اسْمَعَا كَلاَمِي. إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ، فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لَهُ. فِي الْحُلْمِ أُكَلِّمُهُ) سفر العدد - الأصحاح 12.

                      وفيها: (10.. وَإِذَا مَجْدُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي السَّحَابِ. 11 فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 12 ..) سفر الخروج - الأصحاح 16.

                      وفيها: (1 اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ، فَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، وَلْتَفْرَحِ الْجَزَائِرُ الْكَثِيرَةُ. 2 السَّحَابُ وَالضَّبَابُ حَوْلَهُ ..) سفر المزامير - المزمور 97.

                      وفي الإنجيل: (29 وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31 فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا ...) إنجيل متى - الأصحاح 24. ومثله في: إنجيل مرقس - الأصحاح 13.

                      وفي الإنجيل أيضاً: (7 هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ ...) رؤيا يوحنا اللاهوتي - الأصحاح 1.

                      والسحاب الذي يؤيد به المنقذ والمخلص في التوراة والإنجيل هو ما يؤمن به المسلمون أيضاً في تأييد القائم من آل محمد في آخر الزمان. فعن عبد الرحيم، قال الإمام الباقر (ع): (أما أنّ ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول، وذخر لصاحبكم "القائم" الصعب. قلت: وما الصعب ؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه، أما أنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب) بصائر الدرجات: ص429.

                      إذا اتضح ذلك، أعود وأذّكر أهل الأرض بآية سماوية لم يمضِ عليها وقت كثير، وقد بدت بعدها نذر العذاب مترادفة، وهي ثورة بركان (أيسلندا)، وأقول:

                      التنور: هو المكان الذي توقد فيه النار أو المكان الذي فيه نار موقدة، وفوران الشيء حركته وخروجه من الوعاء الذي يحويه، فالبركان يكون حاله تنور وثورته هي فورانه. والطائرة في الملكوت تشير إلى الفرج والراحة والعمل المريح والرفاهية بالنسبة للإنسان.

                      فار بركان (أيسلندا) وأوقف طيران العالم، وهذه آية للمتوسمين، وأيضاً آية باقتراب أمر الله ، قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ هود: 40.

                      فمع كل الإمكانات المادية المتوفرة اليوم لو أعطيتك سفينة وقلت لك: اصعد فيها أزواجاً من الحيوانات، كم تحتاج من الوقت ؟ في زمن نوح (ع) كم كان يحتاج ؟ لا أقل أشهر، إذن بين فوران التنور أو ثورة البركان وبين الفيضان أو نزول العذاب أشهر ربما إذا شاء الله إنفاذ أمره. ففوران التنور آية لنوح باقتراب العذاب وأن يتهيأ بعده لنزول العذاب، وحال الناس اليوم كذلك، وكما كان لزمان نوح (ع) تنور وعذاب فلهذا الزمان تنور وعذاب، وسفينة نوح (ع) معروفة وسفينة القائم (ع) معروفة اليوم أيضاً.

                      ورد في الإنجيل: (37 وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ) إنجيل متى - الأصحاح 24.

                      وفيه أيضاً: (14 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ. 15 وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الأَرْضِ. 16 فَأَلْقَى الْجَالِسُ عَلَى السَّحَابَةِ مِنْجَلَهُ عَلَى الأَرْضِ، فَحُصِدَتِ الأَرْضُ) رؤيا يوحنا - الأصحاح 14.

                      أما ماذا كان في الآية السماوية، انظروا إلى هذه التصوير على هذا الرابط لتعرفوا:
                      بركان ايسلندا يشكل كلمة ((أحمد))


                      هذه صورة ما خطته سحابة الدخان في السماء، إنه اسم القائم والمنقذ والمخلِّص (أحمد).

                      وإذا سألت لماذا (أحمد) ؟ الجواب: لأجل كل ما تقدم وما يأتي من أنّ (القائم أحمد عند المسلمين = القائم (العبد الحكيم) عند المسيحيين = القائم من يسّى عند اليهود)، فهو المصلح العالمي المنتظر بكل وضوح، والحمد لله رب العالمين.

                      وأما حمل علامة (ابن الإنسان) على عيسى (ع) بحصر اللفظ فيه فقط كما يصوّره المسيحيون، فليس بصحيح؛ ذلك أننا لو قرأنا قوله: (29 وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ .. 30 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ .. 37 وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ ...)، لعرفنا أنه يتحدث عن المنقذ والمخلص العالمي، وقد ذكر فيه أيضاً: (... 45 فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ ..) متى - الأصحاح 24، وهذا يعني أنّ العبد القائم المنتظر له الدور الأساس في يوم الخلاص الذي بشَّر به عيسى كما تقدم في بحث صفات الرسول الموعود. وأيضاً توضح في بحث كيفية المجيء أنّ مجيء عيسى في ذلك اليوم يكون بمجيء مَن يمثِّله ويشبهه، وهي كافية لإجابة إشكالهم حتى مع إصرارهم على حصر اللفظ بعيسى فقط.

                      فالآتي إذن شبيه عيسى (ع) كما أكده النص المتقدم عندهم: (14 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ) رؤيا يوحنا - الأصحاح 14.

                      يبقى أنّ إطلاق صفة الرب "أي المربي والمدبر" على المنقذ والمخلِّص في التوراة والإنجيل: (وَإِذَا مَجْدُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي السَّحَابِ. فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى) (اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ) (رَبُّ الْجُنُودِ) (اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ) وغيرها، فهي ذاتها الحقيقة التي أشار لها القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ الزمر: 69، قال الإمام الصادق (ع): (إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى الناس) غيبة الطوسي: ص468.

                      وسأله المفضل عن الآية، فقال (ع): (ربّ الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج "أي القائم" يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس ..) تفسير القمي: ج2 ص253.

                      وأما بالنسبة إلى تكليم المخلِّص لموسى (ع) كما نصت التوراة، وقد تبيَّن أنه القائم (أحمد) من آل محمد، فهو نفسه ما نطق به الإمام علي (ع) وهو يبشِّر المنتظرين بالقائم وبعثته، إذ يقول:
                      (.. فعند ذلك عجائب وأي عجائب، إذا أنارت النار ببصرى، وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضاً، وصبا كل قوم إلى قوم .. وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب .. فتوقعوا ظهور مكلِّم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف) معجم أحاديث الإمام المهدي: ج3 ص27.

                      وإذا كان الله سبحانه هو المستوفي لأنفس الخلق: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ﴾ الزمر: 42، وهو ملك الموت الذي وكَّله الله أيضاً: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ﴾ السجدة: 11، فما يمنع إذن أن يكون مكلِّم موسى هو الله: ﴿وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً﴾ النساء: 164، وهو أيضاً أحد أوليائه بأمره وتوكيله سبحانه كما نص الإمام علي (ع).

                      Last edited by المهتدية بأحمد; 24-09-2016, 01:06.

                      ---


                      ---


                      ---

                      Comment

                      • محمد الانصاري
                        MyHumanity First
                        • 22-11-2008
                        • 5048

                        #12
                        رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                        أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                        (9)

                        9. أحمد .. شبيه عيسى المصلوب والسيد الذي يعود ثانية:

                        قال تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ﴾ النساء: 157.

                        وفي الإنجيل، نرى قول عيسى (ع) لشبيهه الذي صلب بدله: (ستكون أنت الثالث عشر وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى ولكنك ستأتي لتسود عليهم .. ولكنك ستفوقهم جميعاَ لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني) إنجيل يهوذا - المشهد الثالث.

                        وفي الحقيقة أنّ عيسى دعا ربه سبحانه: (39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ) متى - الأصحاح 26. فكان له ما أراد، وكان الشارب لكأس الصلب هو "الثالث عشر" بدله، والثالث عشر هو وصي من آل محمد كما يتضح عند عرض وصية رسول الله محمد (ص)، وهو (القائم أحمد).

                        لذا لما سأله رئيس الكهنة وقال له: (65 .. هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) أجابه وقال: (64 .. أَنْتَ قُلْتَ) متى - الأصحاح 26، ولم يقل له: "نعم". ومثله كان جوابه لما سأله الوالي قائلاً: (11.. أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ) أجابه: (أَنْتَ تَقُولُ) متى - الأصحاح 27، فأيضاً لم يقل له: "نعم".

                        قال الإمام الباقر (ع): (إن عيسى (ع) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا عند المساء، وهم اثنا عشر رجلاً فأدخلهم بيتاً ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء، فقال إن الله رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي، قال شاب منهم: أنا يا روح الله، قال: فأنت هُوَ ذا ..)، ثم قال (ع): (إن اليهود جاءت في طلب عيسى (ع) من ليلتهم .. وأخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى (ع) فقتل وصلب) تفسير القمي: ج1 ص103.

                        فالإمام الباقر (ع) يقول: (اجتمع اثنا عشر)، بينما الذين جاؤوا من الحواريين هم (أحد عشر)، فيهوذا لم يأتِ، بل ذهب إلى علماء اليهود ليُسلِّم عيسى (ع)، وهذا من المتواترات التي لا تنكر.

                        جاء في الإنجيل: (14 حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ 15 وَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ) متى - الأصحاح 26.

                        فالثاني عشر الذي جاء أو قل الذي نزل من السماء، هو الوصي من آل محمد (ع)، الذي صُلِبَ وقُتِلَ، بعد أن شُبِّهَ بصورة عيسى (ع). ولعل هذا ما يفسر لنا قول عيسى لحوارييه: (31 ..كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ) متى - الأصحاح 26.

                        وفي الإنجيل أيضاً: (33 ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ 34 أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟ 35 أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟ 36 أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا. 37 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي) إنجيل يوحنا - الأصحاح 18.

                        فالمصلوب لم تكن مملكته وقت صلبه كما قال هو، ولو قد حان وقتها لكان خدامه وأنصاره يجاهدون بين يديه، ولكنه جاء إلى العالم في ذلك الوقت لأداء مهمة والشهادة للحق، تلك المهمة التي لها تمام العلاقة بيوم الدينونة والخلاص وقيام دولة العدل في آخر الزمان.

                        وكانت آخر كلمات هذا الوصي المصلوب هي: (إيليا، إيليا لما شبقتني)، وفي إنجيل متى: (.. إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟ أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ..) متى - الأصحاح 27.

                        يقول القائم أحمد الحسن: (والحقيقة أن ترجمة الكلمات التي قالها هكذا: "يا علي يا علي لماذا أنزلتني"، والنصارى يترجمونها هكذا: "إلهي إلهي لماذا تركتني" كما تبين لك من النص السابق من الإنجيل. والإنزال أو الإلقاء في الأرض من السماء قريب من الترك. ولم يقل هذا الوصي هذه الكلمات جهلاً منه بسبب الإنزال، أو اعتراضاً على أمر الله سبحانه وتعالى، بل هي سؤال يستبطن جوابه وجّهه إلى الناس، أي: افهموا واعرفوا لماذا نزلتُ ولماذا صلبتُ، ولماذا قُتلتُ، لكي لا تفشلوا في الامتحان مرة أخرى، إذا أُعيد نفس السؤال، فإذا رأيتم الرومان "أو أشباههم" يحتلون الأرض، وعلماء اليهود "أو أشباههم" يداهنونهم، فسأكون في تلك الأرض، فهذه سنة الله التي تتكرر، فخذوا عبرتكم وانصروني إذا جئت ولا تشاركوا مرة أخرى في صلبي وقتلي.

                        كان يريد أن يقول في جواب السؤال البيَّن لكل عاقل نقي الفطرة: صُلبتُ وتحملتُ العذاب وإهانات علماء اليهود وقُتلتُ لأجل القيامة الصغرى، قيامة الإمام المهدي (ع)، ودولة الحق والعدل الإلهي على هذه الأرض ... ولأنه أصلاً لم يكن وقته قد حان ليُرسل ويُبلغ الناس ويتكلم معهم، ذهب هكذا مثل شاة سيق إلى الذبح، مثل خروف صامت أمام الذي يجزره، هكذا لم يفتح فاه. أرجو أن يستفيد كل مؤمن يريد معرفة الحقيقة من هذا الموقف، فهذا الإنسان نزل إلى الأرض، وصُلب وقُتل ولا أحد يعرف، لم يطلب أن يُذكر أو أن يُعرف، نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقُتل صامتاً، وصعد إلى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا) كتاب المتشابهات: ج4 سؤال رقم 179.

                        ويقول أيضاً في نصيحة له إلى المسيحيين: (.. وأيضاً فليلتفتوا إلى مسألة أنّ عيسى تعرض للصلب باطلة، وقد بينت بطلانها من الإنجيل وأقوال عيسى (ع) فيه وطلبه من الله أن يجز عنه الصلب وعذابه فإما أنّ الله قد استجاب دعاء عيسى (ع) ورفعه ونزل شبيه له وهذا هو الصحيح، وإما أنّ الله لم يستجب دعاء عيسى (ع)، ومعنى قولهم هذا إنّ الله لا يعبأ بدعاء عيسى (ع).

                        وأيضاً يتهمون عيسى (ع) بالسفه وضعف الإدراك وقلة المعرفة، وإلا فما معنى أن يطلب عيسى أن يجز الله عنه الصلب إذا كان قادراً أن يصبر على عذاب الصلب دون أن يشتكي وهو يعلم أنّ مسألة الصلب مهمة في مسيرة الدين الإلهي.

                        وأيضاً فليلتفتوا إلى الوثيقة التاريخية (إنجيل يهوذا) التي بينتها الجمعية التاريخية الدولية وهي إحدى المخطوطات الأثرية التي عثر عليها في مصر، وتاريخها يعود إلى بداية القرن الثالث الميلادي أي قبل الإسلام وقبل بعث محمد (ص)، وفي هذه الوثيقة أنّ عيسى لم يصلب بل صلب شخص آخر شبيه له. وما يهمنا هو أنّ مسألة الشبيه عموماً - بغض النظر عن المصداق - موجودة عند المسيحيين قبل أكثر من ألف وسبعمائة عام، وكما يقول المثل لا يوجد دخان من غير نار، فلو لم يكن للأمر أثر لما ظهر عند المسيحيين الأوائل وفي عقائدهم.

                        فالسؤال الذي لابد أن يتنبّه له المسيحيون ويسألوا أنفسهم عنه هو: من أين أتت هذه الفرقة من المسيحيين القدماء بأنّ عيسى لم يصلب وأنّ مَن صلب هو شبيه له ؟ هل هي مجرد أفكار ؟ وهل هذه المسألة فكرية أم تاريخية نقلية ؟ هل يمكن مثلاً القول: إنّ هذه الفرقة اعتقدوا أنّ عيسى (ع) لم يصلب وأنّ من صلب هو شبيه له دون أن يكون هناك نقل تاريخي وصلهم عن طريق بعض من عاشوا زمن الصلب ؟!!!!!

                        أنصح كل مسيحي حرّ أن لا يهتم لقول الكنيسة اليوم إنّ من كتبوا هذا الإنجيل أو هذا النص من المسيحيين الأوائل هم فرقة مهرطقة؛ لأنّ هذه الفرقة أيضاً لو سألتموهم في ذلك الزمان عن عقائد الكنيسة اليوم لقالوا إنها هرطقة، ولو سألنا آريوس وأتباعه عن الكنيسة اليوم لقالوا إنها مهرطقة، فشتم الكنيسة كل من يخالفها من المسيحيين بالهرطقة كما يفعلون اليوم مع شهود يهوا لا يقدم ولا يؤخر ولا يخفي الحقيقة التي تجلت الآن بوضوح وهي: أنّ ما تقوله الكنيسة اليوم أمر مختلف فيه بين المسيحيين الأوائل بل ولا يزال مختلف فيه إلى اليوم، وفرقة شهود يهوا المسيحية خير شاهد على هذا الاختلاف اليوم.

                        والحقيقة الثابتة الآن - فيما يخص الصلب - أنّ هناك وثيقة تاريخية وقد تم تحليلها من جهات عالمية مختصة بالآثار وبأحدث الطرق العلمية وثبت أنها تعود لبداية القرن الثالث الميلادي، وفيها أنّ عيسى لم يصلب بل هناك شبيه صلب بدلاً عنه، فهل سيكتفي المسيحيون بتصريح الكنيسة: إنّ هذه الوثيقة تعود لفرقة مسيحية قديمة مهرطقة ؟!!! هل هذا الرد من الكنيسة رد علمي ؟! أليس مثلاً يمكن أن يقول لهم أي مخالف لماذا لا تكونون أنتم من يهرطق ؟! أليس الصحيح الآن وبعد ظهور هذه الحقائق أن يبحث موضوع الصلب بموضوعية وبعلمية وبعيداً عن التعصب والتقليد الأعمى ..).

                        ثم نقل القائم أحمد النص من إنجيل يهوذا وهو ما سيتم إيضاحه في الفقرة (11) الآتية.

                        إنّ كون المصلوب هو نفسه المخلِّص والمنقذ العالمي الموعود الذي سيأتي ثانية في آخر الزمان، لم يكن ليوضحه الإنجيل فقط، بل هو أمر أكدته جميع الرسالات السماوية:
                        جاء في التوراة عن يوم الخلاص الموعود: (11 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِي بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّورَ، وَمِنْ مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ. 12 وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ) سفر إشعيا - الأصحاح 11.

                        نعم، يعود السيد ثانية بعد مهمته التي فدا بها عيسى، فسلام على (السيد أحمد الحسن)، قائم آل محمد، الذين أكدوا عودته ورجوعه في كثير من رواياتهم:
                        عن الحسين بن أبي العلاء عن الإمام الصادق (ع)، قال: (قلت له: القائم إمام ؟ قال: نعم، إمام بن إمام قد أوتم به قبل ذلك) كمال الدين وتمام النعمة: ص224 ح17.

                        وعنه (ع) أنه قال: (لو قد قام القائم لأنكره الناس، لأنه يرجع إليهم شاباً موفقاً، لا يثبت عليه إلا من قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول) غيبة النعماني: ص194.

                        وإذ بدأت شمس الحقيقة بالانفجار والظهور أكثر، يكون عرض وصية رسول الله محمد (ص) ملحاً الآن.
                        للحلقات تتمة تأتي ان شاء الله.


                        علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

                        ---


                        ---


                        ---

                        Comment

                        • محمد الانصاري
                          MyHumanity First
                          • 22-11-2008
                          • 5048

                          #13
                          رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                          أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                          (10)

                          10. وصية محمد (ص) تفسِّر رؤيا يوحنا اللاهوتي:


                          جاء في الإنجيل: (1 بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا. 2 وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. 3 وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. 4 وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ. 5 وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ) رؤيا يوحنا - الأصحاح 4.

                          وعن الجالس على العرش بإمكاننا أن نطالع وصية رسول الله (ع) لنعرف أنه الجالس على العرش، وأما أصحاب العروش الأربعة والعشرين فهم خلفاؤه الطاهرون (12 إماماً + 12 مهدياً) كما نصت على ذلك وصيته المقدسة، وهذا نصها.
                          قال رسول الله (ص) لعلي (ع): (يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً ... إلى أن يقول: فإذا حضرته (أي الإمام الحادي عشر) الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد (ع) "وهو الإمام المهدي". فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين "أول المهديين" له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، وهو أول المؤمنين) غيبة الطوسي: ص150، مختصر البصائر: ص159.

                          إنّ هؤلاء الأئمة الأربعة والعشرين هم ذاتهم الذين ذكرهم المسلمون السنة في كتبهم:
                          عن كعب الأحبار، قال: (هم اثنا عشر، فإذا كان عند انقضائهم فيجعل مكان اثني عشر اثنا عشر مثلهم، وكذلك وعد الله هذه الأمة فقرأ: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم"، وكذلك فعل ببني إسرائيل) تفسير ابن أبي حاتم حديث رقم 13730.

                          ويهمنا الآن معرفة الإمام والشيخ الثالث العشر من الأربعة والعشرين، فنقول:
                          يأتي ان شاء الله.

                          علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك


                          ---


                          ---


                          ---

                          Comment

                          • محمد الانصاري
                            MyHumanity First
                            • 22-11-2008
                            • 5048

                            #14
                            رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                            أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                            (11)

                            11. القائم أحمد .. الثالث عشر من الأئمة الأربعة والعشرين:

                            بملاحظة النصوص المتقدمة وربطها ببعضها نعرف أنّ (أحمد) هو الشيخ والإمام الثالث عشر، وهو المهدي الأول من المهديين الاثني عشر، وأول مقرب إلى أبيه وسيده الذي أقامه، أي الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) وأول مؤمن به. ونضيف الآن:

                            عن الإمام الباقر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي) الكافي: ج1 ص532.

                            وواضح أنّ الإمام المهدي (ع) هو الحادي عشر من ولد السيدة فاطمة عليها السلام، فلا يبقى إلا أن يكون الثاني عشر من ولدها هو ذاته الثالث عشر إذا ما ضممنا الإمام علياً (ع) إليهم، وهو المهدي (أحمد)، القائم المخفي الاسم إلى حين ظهور دعوته كما تقدم عن الإمام الباقر (ع).

                            كما أنّ عيسى (ع) أسمى (المهدي أحمد) وحدّده بالثالث عشر أيضاً:
                            في (إنجيل يهوذا - المشهد الثالث): (وقال يهوذا: يا سيد، أيمكن أن يكون نسلي تحت سيطرة الحكام ؟ أجاب يسوع وقال له: "تعالَ، أنه أنا [.. سطرين مفقودين..] لكنك ستحزن كثيراً عندما تري الملكوت وكل أجياله". وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: "ما الخير الذي تسلمته أنا ؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل. أجاب يسوع وقال: "ستكون أنت الثالث عشر وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك [47] إلى الجيل المقدس).

                            ))But you will exceed all of them. For you will sacrifice the man that clothes me.((

                            (ولكنك ستفوقهم جميعاَ لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني. ويرتفع قرنك حالاً. ويضرم عقابك الإلهي. ويظهر نجمك ساطعاً وقلبك ..).
                            وفي النص المتقدم:
                            أولاً: يهوذا يُشبَّه بعيسى ويُصلب بدلاً عنه ويضحي بنفسه.
                            ثانياً: إنّ يهوذا سيأتي في آخر الزمان ليسود.

                            فلابد أن يكون يهوذا المذكور في بعض نصوص (إنجيل يهوذا) كالنص المتقدم هو غير يهوذا الاسخريوطي الذي سلَّم عيسى كما في نهاية إنجيل يهوذا: (واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع، فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم).

                            ومع الالتفات إلى أنّ كلمة (يهوذا) تعني بالعربي: الحمد أو (أحمد) - جاء في التوراة: (وحبلت أيضاً وولدت ابناً وقالت هذه المرة أحمد الرب. لذلك دعت اسمه يهوذا) سفر التكوين - الأصحاح 29- يتوضح أنّ المراد بـ"يهوذا الآخر" الذي شُبِّه بعيسى وصُلب بدلاً عنه والذي خاطبه عيسى (ع) بأنه سيعود ويسود في آخر الزمان هو المنقذ والمهدي والقائم (أحمد)، كما توضح.

                            وفي وصف المخلِّص والمنقذ ورد في التوراة ما يلي: (12 وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ) سفر إشعيا - الأصحاح 11.

                            وإذ عرفنا أنّ كلمة "يهوذا" تعني بالعربي (أحمد)، ونضيف الآن أنّ كلمة "إسرائيل" تعني بالعربي (عبد الله) – قال النبي (ص): (اسمي أحمد وأنا عبد الله اسمي إسرائيل، فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني) تفسير العياشي: ج1 ص44 – نعرف بكل وضوح أنّ المنقذ والمخلص الموعود ليس إلا القائم والإمام الثالث عشر (أحمد)، لأنّ الأسماء المذكورة لرافع راية الأمم هي ذاتها الواردة في الوصية المتقدمة التي خص بها رسول الله (ص) أول مقرب إلى الإمام المهدي (ع) وأول مؤمن به، لما قال: (.. له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، وهو أول المؤمنين).

                            وعن حذيفة بن اليمان، قال: سمعت رسول الله (ص) وذكر المهدي فقال: (إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه: أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها) غيبة الطوسي: ص454.

                            وعنه: (ألا أيها الناس إن الله قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم، وولاكم خير أمة محمد، فألحقوه بمكة فإنه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله) الملاحم والفتن: ص288 عن فتن السليلي السني.

                            وأما المشتتون الذين يجمعهم (أحمد) من أطراف الأرض فهم أنصار أبيه الإمام المهدي (ع) كما سيتبين في الفقرة (15).

                            علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

                            ---


                            ---


                            ---

                            Comment

                            • محمد الانصاري
                              MyHumanity First
                              • 22-11-2008
                              • 5048

                              #15
                              رد: أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء - للشيخ علاء السالم

                              أحمد الموعود ملتقى رسالات السماء

                              (12)

                              12. القائم أحمد .. برعم من محمد (ص)، وغصن من يعقوب، وسبط يهوذا:

                              اتضح أنّ (المهدي والقائم أحمد) ينتهي في نسبه الشريف إلى علي وفاطمة عليهما السلام وجده محمد (ص) بنص الوصية المقدسة والروايات المتواترة لدى جميع المسلمين.

                              قال رسول الله (ص) : (المهدي من ولد فاطمة) سنن ابن ماجة: ج2 ص1368.

                              وقال (ص): (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) مسند أحمد: ج1 ص84.

                              وعنه (ص) أيضاً: (لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) مسند أحمد: ج1 ص376.والمواطئة تعني المشابهة، وكون "أحمد" أحد أسماء النبي فأمر لا شك فيه، قال تعالى حكاية عن عيسى: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ الصف: 6.

                              وأما في التوراة، فنقرأ ما يلي: (1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، 2 وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. 3 وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، 4 بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. 5 وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. 6 فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ ... 9 لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. 10 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا) سفر إشعيا - الأصحاح 11.

                              وهذه الأحداث كلها ملائمة للقيامة الصغرى، ولم تحدث فيما مضى ولا تحدث إلا في دولة العدل الإلهي كما تقدمت الإشارة إليه. أما يسّى، وهو في التوراة معروف أنه والد نبي الله داوود (ع). وأم الإمام المهدي (ع) من ذرية داوود (ع) كما هو معروف، فالإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) من ذرية إسرائيل (يعقوب ع) من جهة الأم، ومن ذرية محمد (ص) من جهة الأب، فيصدق عليه أنه قضيب من جذع يسّى. كما يصدق على المهدي الأول من المهديين الاثني عشر أنه غصن يخرج من ذاك القضيب من جذع يسّى؛ لأنه من ذرية الإمام المهدي (ع).

                              وأما تفسير الغصن بأنه عيسى (ع) فغير صحيح والنص يأباه، ذلك أنّ عيسى بحسب معتقد أكثر المسيحيين هو الرب المطلق نفسه فكيف يخاف من الرب وتكون لذته في مخافته ؟! كما أنه لم يحكم ولم يقضي بين الناس فهو لم يتمكن من إقامة العدل أو إنصاف المظلومين، ولم يتحقق في زمنه ما يصوره النص من أنّ الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر ويكون لهذه المعرفة أثر وهو أنّ الأغنياء يواسون الفقراء وأنّ القوي يعين الضعيف وأن تخلو الأرض من الظلم تقريباً .. الخ.

                              وبمعرفة هذا، وضمّه إلى ما توضح في رؤيا يوحنا سابقاً، يمكننا إدراك معنى النص التالي: (1 وَرَأَيْتُ عَلَى يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ سِفْرًا مَكْتُوبًا مِنْ دَاخِل وَمِنْ وَرَاءٍ، مَخْتُومًا بِسَبْعَةِ خُتُومٍ. 2 وَرَأَيْتُ مَلاَكًا قَوِيًّا يُنَادِي بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مَنْ هُوَ مُسْتَحِق أَنْ يَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ؟ 3 فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ فِي السَّمَاءِ وَلاَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ تَحْتَ الأَرْضِ أَنْ يَفْتَحَ السِّفْرَ وَلاَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ. 4 فَصِرْتُ أَنَا أَبْكِي كَثِيرًا، لأَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ أَحَدٌ مُسْتَحِقًّا أَنْ يَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَقْرَأَهُ وَلاَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ. 5 فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ. 6 وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ. 7 فَأَتَى وَأَخَذَ السِّفْرَ مِنْ يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ. 8 وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ .. قَائِلِينَ: مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّة) رؤيا يوحنا اللاهوتي - الأصحاح 5.


                              وورد في الأصحاح الذي قبله: (.. 2 وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. 3 وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ .. 4 وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا ..) رؤيا يوحنا - الأصحاح 4.


                              وقد عرفنا أنّ الجالس على العرش هو رسول الله محمد (ص)، والشيوخ الأربعة والعشرون هم الأئمة الاثني عشر والمهديين الاثني عشر، ولكن: مَن هو الأسد الذي من سبط "يهوذا أصل داود" والذي يفتح السفر، ويفك ختومه ؟! إنه القائم أحمد، فهو من سبط يهوذا؛ لأنّ أمه من بني إسرائيل (نرجس) أم الإمام المهدي (ع).

                              كما أننا لو جمعنا الشيخ الجالس على العرش (محمد ص) إلى الشيوخ الأربعة والعشرين (آل محمد) يتحصل لنا المجموع (25) شيخاً، فيكون وسطهم هو الشيخ الثالث عشر، وهو الخروف القائم في قوله: (وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ).

                              عن أبي سليمان راعي رسول الله (ص) قال: سمعت رسول الله يقول: (ليله أسرى بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: .. يا محمد لو أنّ عبداً من عبادي عبدني حتى ينقطع يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد تحب أن تراهم ؟ قلت: نعم يا رب، فقال: التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون، والمهدي في وسطهم كأنه كوكب دري بينهم وقال: يا محمد هؤلاء الحجج وهذا الثائر من عترتك، يا محمد وعزتي وجلالي أنه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي) ينابيع المودة للخوارزمي: ص173. والرواية بكل وضوح صورة أخرى للمشهد الملكوتي الذي سمعناه في رؤيا يوحنا المتقدمة.

                              يبقى أنّ معنى حمل الخروف (أي الثالث عشر، القائم أحمد) في الرؤيا لسبعة قرون وسبعة أعين، هو أنه يحمل آباءه المعصومين الأربعة عشر الذين تقدموه وهم: "محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (ع) إلى أبيه الإمام المهدي (ع)"، الوارد ذكرهم في الوصية المقدسة والرواية المتقدمة، من خلال تبيين حقهم ودعوة الناس إلى ولايتهم وتوحيد أهل الأرض على محبتهم ومعرفتهم وانتهاج سبيلهم، عندها تُملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما وعد الله سبحانه ووعده حق.


                              قال الإمام الصادق (ع) في تبيين دور المهدي الأول (أحمد) والأحد عشر مهدياً من ولده من بعده، ما يلي: (.. ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا) كمال الدين وتمام النعمة: ص358.
                              كما أنّ هذا الخروف في رؤيا يوحنا اللاهوتي، هو نفسه المقصود في النص التالي: (1 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ) رؤيا يوحنا اللاهوتي - الأصحاح 14، كما سيأتي.

                              علاء السالم - alaa alsalem - على الفيس بوك

                              ---


                              ---


                              ---

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎