إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ***


    (( النداء باسم القائم ))

    " العلامات الحتمية " عنوان يطالعه المتصفح لعلامات ظهور الإمام المهدي (ع)، ولسنا الآن بصدد بيان معنى الحتمي ومعنى عدم وقوع البداء فيه، فذاك بحاجة إلى بحث خاص به، إلا أننا هنا نشير إلى علامة حتمية محددة وهي (النداء باسم قائم آل محمد) لاستجلاء ما ينفع في التعرف على دعوة آل محمد (ع)، خصوصاً وقد انطلقت اليوم والناس غافلون.
    عن زرارة، عن أبي عبد الله (ع)، قال: (ينادي مناد باسم القائم "ع")، قلت: خاص أو عام ؟ قال: (عام، يسمع كل قوم بلسانهم) قلت: فمن يخالف القائم (ع) وقد نودي باسمه ؟ قال: (لا يدعهم إبليس حتى ينادي فيشكك الناس) كمال الدين وتمام النعمة: ص650.
    وعن عبد الله بن سنان، قال: كنت عند أبي عبد الله (ع)، فسمعت رجلاً من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان متكئاً، فغضب وجلس، ثم قال: (لا ترووه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي (ع) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين، حيث يقول: "إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ" الشعراء: 4، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته.
    قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته، فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه.
    قال: فيثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا، فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت) ثم تلا أبو عبد الله (ع): "وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ" القمر: 2) غيبة النعماني: ص260.
    إن المتأمل في هذه الرواية يجدها لا تتحدث عن المنحرفين عن ولاية آل محمد (ع) منذ أول زمان الإسلام؛ ذلك أنهم متبرئون من الأوصياء (ع) وملبّين لإبليس نداءه منذ ذلك الوقت، فلا تضيف إلى باطلهم شيئاً صعْدتُه ونداؤه لتشكيك الناس بالقائم (ع) بالنداء الثاني الذي يأتي مباشرة بعد صيحة الحق الأولى، فالرواية تصف المرتابين بأنهم يتبرؤون من أهل البيت (ع) - والعياذ بالله - بعد سماع صوت إبليس، وهذا يعني أنهم لا اقل يدعون ولاية الطاهرين إلى فترة نداء إبليس بمظلومية عثمان، إذ يقول الإمام (ع): (فعند ذلك) أي عند صعود إبليس في الهواء وندائه: (يتبرؤون منا ويتناولونا ...)، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذا أولاً.
    وثانياً: إذا كان القوم - أو لا اقل من ضمن القوم الذين يسمعون - شيعة يدعون ولاية أهل البيت (ع)، فما بالهم إذن يشككون بالصيحة الأولى التي ذكرت علياً (ع) وشيعته ؟! ثم كيف يسمحون لأنفسهم أن يشكوا في ذلك بسبب صيحة إبليس التي تنادي بمظلومية عثمان وقتله ؟! وهل يخطر ببال موالٍ لأمير المؤمنين (ع) الارتياب لمثل ذلك ؟
    أمّا أن في القوم السامعين لنداء إبليس شيعة، فهذا مما لا شك فيه، بدليل ما ذكرته الرواية الشريفة وتم إيضاحه في الفقرة الأولى، إذن أين تكمن المشكلة ؟
    المشكلة أن الأمة - وخصوصاً التي تدعي ولاية آل محمد - قد ابتعدت عنهم وتركت استقاءها من عذب فراتهم، وآثرت الاستقاء من آجن ممن اختاروهم أئمة بأهوائهم وتركوا من اختارهم الله أئمة لهم، فتاهوا وضاعوا في أمواج بحر الفتن المتلاطم.
    دعونا إذن نستمع لآل محمد وهم يتحدثون عن جواب هذا التساؤل الهام عساه يكون عبرة لمعتبر قبل فوات الأوان، وهو ما نطالعه في حلقة قادمة بإذن الله تعالى.
    والحمد لله رب العالمين.


    المصدر ::: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
    Last edited by Saqi Alatasha; 31-07-2013, 03:46.
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    #2
    رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

    - 2 -
    (( النداء باسم القائم ))


    كنا قد انتهينا إلى التساؤل التالي:
    لِمَ يتبرأ مَنْ يدعي ولاية آل محمد من آل محمد (ع) - والعياذ بالله - عند صيحة إبليس (لعنه الله) التي تأتي بعد صيحة الحق التي تُعرِّف بالقائم (ع) في حديث الإمام الصادق (ع) الذي يقول فيه: (.. فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته. قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته، فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه. قال: فيثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا، فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت) غيبة النعماني: ص260.
    وكونهم يتبرءون من أهل البيت (ع) عند سماع نداء إبليس (لعنه الله) يكشف عن أنهم يدعون - ولو على مستوى القول - ولاية أهل البيت (ع) قبل النداء الثاني الذي يكشف عن حقيقتهم فيبدؤون بالتبري وتناول أهل البيت واتهامهم بالسحر ؟؟!!
    لا شك أنها حقيقة مرة وخطيرة في ذات الوقت، ولأجل استجلاء الحقيقة وتأملها لأخذ العبرة خوف الوقوع في هذا المنزلق الخطير، نقف سريعاً عند بعض مضامين روايات آل محمد (ع) مما يتعلق بصيحة الحق وقد وردت بعدة مضامين، هذه بعضها :
    عن أبي جعفر (ع): (ينادي منادي باسم القائم واسم أبيه).
    عن أبي جعفر (ع): (ألا إن المهدي من آل محمد فلان بن فلان).
    عن أبي عبد الله (ع): (إن فلان هو الأمير).
    عن أبي عبد الله (ع): (ألا أن فلان صاحب الأمر فعلامَ القتال).
    عن أبي عبد الله (ع): (فيم القتل والقتال … صاحبكم فلان).
    عن أبي عبد الله (ع): (ألا إن الحق في علي بن أبي طالب).
    عن أبي عبد الله (ع): (وينادي منادي أن علياً وشيعته هم الفائزون).
    (انظر: غيبة النعماني: ص253 – 266).
    ومما لابد أن يعلم قبل كل شيء أن الإمامين الهمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) يتحدثان عن شخص واحد ستكون إحدى آياته ودلائله النداء الأول الدال عليه، ولا يصح أن يخطر في بال احد فيتوهم أنّ ما ذكر من المضامين التي تخص صيحة الحق ونداءه في كلام الإمامين أنهما يتكلمان عن عدة أشخاص، ذلك أنّ راية الحق ترفع من قبل واحد لا أكثر والحق لا يتعدد، فمن هو المنادى باسمه والذي وصِف بأنه: (القائم، والمهدي، والأمير، وصاحب الأمر، وصاحبكم، وإنه علي بن أبي طالب "ع") ؟
    كما أن من الواضح جداً أنّ المنادى باسمه ليس هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بشخصه، وإلا فلماذا يرتاب من يدعي انه من شيعته بليلة واحدة تفصل بين النداء الأول ونداء إبليس في الغد مباشرة، والذي يكون سبباً ليس فقط لعدم نصرة داعي الحق بل للبراءة من أهل البيت (ع) وتناولهم والعياذ بالله ؟! وهل يزيد ذكر اسم علي (ع) بنداء الهي وسماعه ممن يواليه إلا إيماناً وتصديقاً ؟! فما بال القوم إذن سرعان ما يتبرؤون بل يقولون أنه من سحر أهل هذا البيت، ومن يجرؤ على قول ذلك ممن يدعي انه موالٍ له ولأولاده الطاهرين ؟!
    انه إذن شخص آخر يكون مَثَلاً لأبيه علي (ع) في زمنه ويكون قطعة منه وروحه.
    ولا يمكن القول إنه الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) لنفس السبب المتقدم، فهو (ع) وإن كان مَثَلاً لأبيه أمير المؤمنين (ع)، لكنه بكل تأكيد غير مقصود بالمنادى؛ فمَن من الشيعة سيستمع إلى صيحة إبليس (لعنه الله) إن كان النداء باسم الإمام المهدي (ع)، ومن منهم لا يزيده ذكر اسم الإمام (ع) إيماناً، في حين أن الرواية تقرر حقيقة خطرة للغاية وهي التبرّي من آل محمد (ع) بعد سماع نداء إبليس أخزاه الله، بمعنى أن النداء سيكون حداً فاصلاً في إعلان جماعة - وهم كثر كما سيتضح - كانوا يدّعون مولاة آل محمد براءتهم منهم باستماعهم للنداء الثاني ورفضهم الأول، أو بالأحرى لرفضهم واعتراضهم على من يكون النداء الإلهي به.
    فمن هو إذن ؟
    هذا ما يتم تركيز الحديث عنه في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى.
    والحمد لله رب العالمين


    المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

    Comment

    • Saqi Alatasha
      عضو مميز
      • 09-07-2009
      • 2487

      #3
      رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

      - 3 -
      (( القائم الذي يُنادى باسمه ))


      عن الإمام أبي جعفر الباقر (ع): (ينادي منادي باسم القائم واسم أبيه).
      كان هذا احد المضامين التي يكون النداء السماوي بها، وقد أوضحنا في الحلقات السابقة أن المنادى باسمه ليس هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)؛ إذ أن النداء باسمه لا يزيد من يدعي التشيع لآل محمد (ع) إلا رسوخاً باعتقاده الحق، ولكن الرواية التي عرضناها للإمام الصادق (ع) تؤكد أن النداء الثاني (نداء إبليس لعنه الله) سيكون سبباً لتبري الأغلب ممن يدعي ولاية أهل البيت (ع) منهم وتناولهم واتهامهم بالسحر، إذ يقول (ع): (فيثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا، فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت) غيبة النعماني: ص260.
      وإذا كان النداء ليس باسم القائم (الإمام المهدي محمد بن الحسن "ع") فمن هو يا ترى ؟؟ أو بتعبير آخر: هل يوجد قائم آخر لأهل البيت (ع) في زمن الظهور غير الإمام محمد بن الحسن (ع)، كان أمره مخفياً قبل وقته ومجهولاً للناس ؟؟
      إن إجابة هذا السؤال من الأهمية بمكان تستوجب مرة أخرى الرجوع إلى آل محمد (ع) ومعرفة الحقيقة منهم، وماذا يجد الراجع إليهم سوى النجاة والهدى.
      أول ما نطالعه في هذا الصدد أن آل محمد (ع) وهم يعددون العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي (ع) نجدهم يذكرون القائم، فعن محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم ..) الكافي: ج8 ص310 ح484.
      وعن أبي حمزة الثمالي قال: ( قلت لأبي عبد الله "ع": إن أبا جعفر "ع" كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم "ع" من المحتوم ..) كمال الدين وتمام النعمة: ص652 ح14.
      إنّ من الواضح أنّ هاتين الروايتين تتحدثان عن العلامات الحتمية التي يليها ظهور الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، واتضح أنّ من بين تلك العلامات (خروج القائم)، وبكل تأكيد لا يصح القول أن المقصود به الإمام المهدي (ع)؛ ذلك أنّ الشيء لا يكون علامة حتمية لنفسه فيكون هو العلامة من جهة، وهو ما يستدل عليه بالعلامة من جهة ثانية، وهل العلامة التي ترشدك إلى البصرة يصح القول إنها البصرة نفسها ؟!!
      إذن هناك قائم وصفته الروايات أنه علامة حتمية لظهور الإمام القائم محمد بن الحسن (ع)، ولو طلبت صفته وشمائله لوجدتها تختلف عن شمائل الإمام المهدي (ع)، يتضح ذلك عند المقارنة بين الصفات، واليك أولاً صفة الإمام (ع) كما نقلها الطوسي في غيبته: (... ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة مدور الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدين، على خده الأيمن خال ..) غيبة الطوسي: ح228، تحقيق عباد الله الطهراني، مؤسسة المعارف الإسلامية.
      هذا وصف لك ان تقارنه بما ورد عن الامام الباقر (ع) وهو يصف قائم لآل محمد (ع)، اذ روى حمران قال: قلت لأبي جعفر (ع): (.. سألتك بقرابتك من رسول الله أنت صاحب هذا الأمر والقائم به ؟ قال: لا، قلت: فمن هو بأبي أنت وأمي ؟ فقال: ذاك المشرب حمرة، الغائر العينين، المشرف الحاجبين، عريض ما بين المنكبين، برأسه حـزاز، وبوجهـه أثر، رحم الله موسـى) غيبة النعماني: ص215.
      والصفتان - لمن ينصف آل محمد (ع) - تعود لشخصيتين بكل تأكيد، ولا يمكن بحال صرف كل الصفات للإمام المهدي (ع)، ويكفي أن بوجه احدهما خال وبوجه الآخر أثر للحكم بذلك، كما يكفي أن احدهما أزج الحاجبين والآخر مشرف الحاجبين، وكذا أن الإمام مربوع القامة ليس بالطويل ولا القصير في حين أن صفة الآخر عريض ما بين المنكبين المستدعي لطول قامته، وهي الصفة التي يشابه فيها نبي الله موسى بن عمران (ع)، في حين أنّ الإمام المهدي (ع) شبيه لجده رسول الله (ص) باتفاق الجميع.
      وينبغي أن أنبه هنا إلى أنّ جواب الإمام الباقر (ع) كان عن السؤال التالي: (أنت صاحب هذا الأمر والقائم به ؟؟)، فكان جوابه (ع) يوضح فيه صفة قائم لآل محمد (ع) يقوم بالأمر، وأكيد أنه ذاته القائم (العلامة الحتمية) التي تقدم الحديث عنها.
      وسيأتي مزيد توضيح لهذه النقطة في حلقة قادمة بإذن الله تعالى.
      والحمد لله رب العالمين.


      المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
      هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
      وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

      الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

      Comment

      • محمد الانصاري
        MyHumanity First
        • 22-11-2008
        • 5048

        #4
        رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

        بارك الله فيك اخي ساقي العطاشا
        وبارك الله بالشيخ علاء السالم نسال الله ان يوفقه
        وقل ربي زدني علما

        ---


        ---


        ---

        Comment

        • Saqi Alatasha
          عضو مميز
          • 09-07-2009
          • 2487

          #5
          رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الانصاري مشاهدة المشاركة
          بارك الله فيك اخي ساقي العطاشا
          وبارك الله بالشيخ علاء السالم نسال الله ان يوفقه
          وقل ربي زدني علما
          وفقك الله لكل خير اخي محمد الانصاري .. اللهم آمين
          شكرا لك على مرورك الطيب نورت الصفحة
          Last edited by Saqi Alatasha; 01-08-2013, 02:43.
          هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
          وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

          الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

          Comment

          • Saqi Alatasha
            عضو مميز
            • 09-07-2009
            • 2487

            #6
            رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

            - 4 -
            (( القائم الذي يُنادى باسمه ))

            لا زال الحديث في المضمون الأول الوارد في روايات أهل البيت (ع) المحدد للمنادى باسمه في النداء السماوي الذي يُعرِّف بدعوة آل محمد (ع) في زمن الظهور، ألا وهو ما ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر (ع): (ينادي منادي باسم القائم واسم أبيه).
            وقد انتهينا إلى وجود شخصية في زمن الظهور وصفها آل محمد (ع) بأنه قائم أيضاً، وعدوا خروجه من ضمن العلامات الحتمية، كما أنهم (ع) حددوا صفات هذه الشخصية الجسدية، وهي تختلف عن صفة الإمام المهدي القائم محمد بن الحسن (ع).
            إنّ هذه النتيجة تكشف عن أنّ هناك إماماً مجهولاً لآل محمد (ع) وقائماً مخفي اسمه على الناس، وهو أمر أكدته روايات عدة، منها ما ورد عن الإمام الصادق (ع) في رواية عن جده أمير المؤمنين (ع) وهو يتحدث عما يجري بعده إلى قيام القائم، فيقول: (.. إذا جهزت الألوف، وصفت الصفوف، وقتل الكبش الخروف، هناك يقوم الآخر، ويثور الثائر، ويهلك الكافر، ثم يقوم القائم المأمول، والإمام المجهول، له الشرف والفضل، وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله ..) غيبة النعماني: ص283.
            وحري بكل من يدعي ولاية أهل البيت (ع) أن ينتبه إلى هذا السؤال: (هل الإمام القائم محمد بن الحسن (ع) إمام مجهول)، أكيد لا، ومجرد التعلل بمجهولية شخصه عند الناس لا يجدي نفعاً، فإنّ مجهولية شخصه وأنه لا يعرفه حتى من يراه شيء وكون إمامته مجهولة للناس شيء آخر، والإمام المهدي (ع) - كما لا يخفى - غير مجهولة إمامته بل هو إمام مفترض الطاعة في غيبته كما هو حال حضوره وهذا من البديهيات عند الأمة المنتظرة.
            وهذه نصوص أخرى شريفة تدلل على ذات الحقيقة المشار إليها:
            عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد (ع) قال: (لا يكون القائم إلا إمام بن إمام ووصي بن وصي) عيون أخبار الرضا (ع): ج1 ص139 ح13.
            إنّ القارئ لهذا الحديث يجده صادراً عن الإمام الرضا (ع)، ومَن من الشيعة لا يعرف إلى زمن الرضا (ع) أنّ الإمام المهدي (ع) إمام ابن إمام ووصي ابن وصي، كيف ومئات الأحاديث الواردة من رسول الله (ص) وآله (ع) قد بينت مقامه ونسبه واسمه وغيبته وكل ما يتعلق بأمره، لكننا وبعد أن عرفنا أنّ هناك رجلاً من أهل البيت (ع) ذكروا خروجه قبل الإمام (ع) وعدوا ذلك من علامات الإمام المهدي (ع) الحتمية ولقبوه بالقائم أيضاً، نعرف الوجه في حديث الإمام الرضا (ع) المتقدم وغيره.
            إنّ من يتحدث عنه الإمام الرضا (ع) هو نفسه المشار إليه بالرواية الآتية: عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: (قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع): يا جابر، الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها ...) ثم ذكر احتجاج القائم (ع) فيقول: (.. فينادي: يا أيها الناس، إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد (ص)، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (ص)، ... ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ..) كتاب الغيبة للنعماني: ص291 ح67، غيبة الطوسي: ص441 ص434.
            وواضح لدى الجميع أنّ الإمام المهدي (ع) لا يُعرِّف بنفسه ولا يقيم الحجة على أحد بشخصه ليثبت إمامته وحقه عند ظهوره؛ ذلك أنّ إمامته ووصايته لرسول الله (ص) أمر مسلَّم بالنسبة إلى من ينتظر ظهوره، إضافة إلى أنه (ع) يرسل قبل مجيئه من يُعرِّف بدعوته ويدعو إليه، وهو اليماني الموعود الذي ينص آل محمد (ع) أنه (يدعو إلى صاحبكم).
            فلا يبقى إلا أن يكون هذا القائم الذي يحتج على الناس لإثبات صدقه هو ذاته الذي كنا نتحدث عنه من أنه علامة حتمية وإمام مجهول من أهل البيت (ع) الموصوف بالصفات التي تقدمت، ولم يبقَ سوى التعريف باسمه وقد أشارت بعض الروايات إلى ذلك، هذه واحدة منها:
            عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (ع) وهو يذكر "القائم": (... له اسمان: اسم يخفى واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد، إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، و وضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد ..) كمال الدين وتمام النعمة: ص653.
            إنّ آل محمد (ع) بهذا الحديث يوضحون أنّ لقب (القائم) في زمن الظهور يطلق على شخصين: أحدهما معلن أمره وهو (محمد)، والآخر مخفي أمره إلى حين يأذن الله سبحانه وهو (أحمد)، وصفته أنه صاحب راية.
            فماذا بقي يا أمة محمد (ص) لتؤمنوا أنّ هناك قائماً لأهل البيت (ع) وإماماً مجهولاً مخفي اسمه عن الناس قبل أيام الظهور، وماذا سيكون موقفكم إذا كان النداء باسمه فهل سوف تؤمنون، أو أنكم تتبرؤون منه - كما وعد الإمام الصادق (ع) - وهو يعني بالضرورة التبري من آل محمد (ع)؛ لان المنكر لآخرهم منكر لهم جميعاً.
            للحديث تتمة تأتي إن شاء الله تعالى.
            والحمد لله رب العالمين.


            المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
            هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
            وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

            الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

            Comment

            • Saqi Alatasha
              عضو مميز
              • 09-07-2009
              • 2487

              #7
              رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

              - 5 -
              (( أحمد هو القائم الذي يُنادى باسمه ))


              أشرنا إلى أن أحد المضامين المحمدية للمنادى باسمه سماوياً هو ما قاله الإمام الباقر (ع): (ينادي منادي باسم القائم واسم أبيه)، وانتهينا إلى أنّ وصف القائم في زمن الظهور يطلق على شخصيتين، وعرفنا ذلك بروايات أهل البيت (ع).
              والآن نقول: إن القائم المخفي الاسم والموصوف بأنه علامة حتمية للظهور هو ذاته المقصود برواية أبي بصير عن الإمام الصادق (ع) إذ يقول: (يا أبا محمد ليس ترى امة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) بحار الأنوار: ج25 ص269.
              وقوله (ع) في نهايتها: (ثم يأتينا الغليظ القصرة..) أكيد يقصد به الإمام المهدي (ع)، فمن هو الآتي قبله غير القائم الحتمي الخروج والمخفي الاسم !!
              ولكن السؤال الآن: من هو القائم المباشر لرفع الراية التي وصفت بأنها أهدى الرايات وأن الملتوي على صاحبها يكون من أهل النار؟!
              روى أبي بصير، عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل) الكافي: ج8 ص295 ح452. والحديث صريح في أنّ كل راية قبل راية القائم صاحبها طاغوت، ويبقى السؤال الأول قائماً، ويضاف عليه سؤال ثانٍ ينبثق من الرواية التالية:
              عن الإمام الباقر (ع): (.. وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار؛ لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) غيبة النعماني: ص264.
              ولما كان واضحاً أنّ اليماني صاحب راية ويرفعها قبل ظهور الإمام المهدي (ع) للناس، فهل رايته مشمولة بالوصف الذي حدده الإمام الصادق (ع) لجميع الرايات التي ترفع قبل قيام القائم ؟
              الجواب: لا يمكن بحال القول بالشمول؛ ذلك أنّ راية اليماني هي أهدى الرايات، وأنه يدعو إلى الإمام (ع)، ثم أمر الإمام الباقر (ع) بالنهوض إليه، وتحذير المتخلف عنه بالنار. ولعل منشأ الشك في الشمول هو صرف كل لفظ يرد بعنوان (القائم) إلى الإمام المهدي (ع)، وقد تبين خطأ ذلك، ولا ينتهي الوقوع في منزلق رفض روايات آل محمد (ع) أو توهم المنافاة بينها إلا بالقول إنّ (راية اليماني = راية القائم).
              ولأجل تأكيد حقيقة الاتحاد إليكم ما ورد عن آل محمد (ع) وهم يذكرون خروج القائم من المحتوم تارة كما مر، ويذكرون ذات العلامات ولكنهم (ع) يبدلون بالقائم "اليماني" تارة أخرى، فعن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني، والسفياني، والصيحة، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء) كمال الدين وتمام النعمة: ص650 ح7.
              على أنّ القائم المصاحب خروجه للسفياني ليس أمره محتوماً فقط بل من الميعاد الذي لا مجال لتطرق البداء في تفاصيله أبداً، فعن داود بن القاسم الجعفري، قال: (كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا (ع) فجرى ذكر السفياني، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم، فقلت لأبي جعفر: هل يبدو لله في المحتوم؟ قال: نعم. قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم. فقال: إن القائم من الميعاد، والله لا يخلف الميعاد) غيبة النعماني: ص315.
              فلِمَ لم يذكر الإمام الصادق (ع) في الرواية السابقة (القائم) بعد كونه من الميعاد إن لم يكن هو اليماني نفسه، فتدبروا يا أولي الألباب. وبذلك ظهر أنّ القائم المباشر لرفع الراية هو اليماني.
              الآن، لو أعدنا استعراض ما وعد به الإمام الصادق (ع) من التبري من آل محمد (ع) وتناولهم واتهامهم بالسحر والعياذ بالله بعد نداء إبليس الأرضي: (.. ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا، فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت) غيبة النعماني: ص260. هذا وهم يسمعون النداء السماوي (ينادي منادي باسم القائم واسم أبيه)، فما بالهم إذن يفعلون هذا إذا كان النداء باسم القائم الإمام محمد بن الحسن (ع) ؟! هل يخطر في بال شيعي أن يفعل هذا ؟!
              انه إذن النداء باسم القائم (العلامة الحتمية بل الموعود)، المخفي الاسم أحمد، الإمام المجهول من آل محمد (ع)، اليماني صاحب راية الهدى، عند ذلك من الطبيعي جداً لمن يتبع هواه ممن يدعي التشيع رفض (احمد) والتبري منه وتناوله بالسب والاستهزاء بل اتهامه بالسحر، تماماً كما نراه اليوم بأعيننا مع السيد أحمد الحسن (ع) يماني آل محمد الموعود وقائمهم المأمول، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
              مزيد من التوضيح يأتي بمطالعة قادم الحلقات، والحمد لله رب العالمين


              المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
              هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
              وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

              الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

              Comment

              • Saqi Alatasha
                عضو مميز
                • 09-07-2009
                • 2487

                #8
                رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس

                - 6 -
                (( المنادى باسمه هو خليفة الله اليماني ))


                من المضامين التي ورد أنّ النداء السماوي يكون بها، هو ما ذكره السيد ابن طاووس (رحمه الله)، إذ نقل عن ابن حماد بسنده عن ارطاة قوله: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو، لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص77، الباب 20.
                وقوله: (فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه، فبيناهم كذلك إذا سمعوا صوتاً ما قال إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني) المصدر نفسه: ص168.
                والصوت الذي يسمعونه ليس من الإنس والجن كما هو صريح النصين، فلم يبقَ سوى صوت ملائكة الله بل أمين وحي الله جبرئيل (ع) تحديداً، وهو ما أكده أهل البيت (ع) بروايات كثيرة، منها: قول الإمام الصادق (ع): (الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان لأن شهر رمضان شهر الله، وهي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق. ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم (ع) .. فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت صوت جبرئيل الروح الأمين) مكيال المكارم: ج2 ص171 نقلاً عن غيبة النعماني.
                وبضم النصوص المتقدمة يتضح جلياً أنّ (القائم المنادى باسمه = خليفة الله اليماني)، فنداء جبرئيل (ع) هدفه التعريف بدعوة آل محمد (ع)، وصاحب الحق وراية الهدى واحد لا أكثر؛ لأن مصدره واحد وهو الله سبحانه.
                وقد تقدم بيان القائم المخفي الاسم، وبقي أن نتعرف على ما يتعلق باليماني بنحوٍ تترسخ في القلوب معرفته، وهذه جوهرة باقر العلم (ع)، إذ يقول: (.. وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار؛ لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) غيبة النعماني: ص264.
                ومنها يظهر:
                أولاً: إنّ اليماني خليفة الهي وحجة من حجج الله على خلقه، بدليل أن الملتوي عليه من أهل النار، فانّ الملتوي على خلفاء الله يوصف بأنه من أهل النار ولا تقبل منه عبادة يؤديها.
                وثانياً: إنه معصوم، بدليل أنه يدعو إلى الحق والطريق المستقيم في كل حالاته، والهادي إلى الطريق المستقيم هو الله: (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) يونس: 25، وهو القرآن: (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ) الاحقاف: 30، وهو خليفة الله اليماني (لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)، ولا سبيل للباطل إليه مطلقاً.
                وعلى هذا الأساس كان أحد مضامين النداء السماوي (ولكنه خليفة يماني)، والآن توضح أنّ هذا المنادى باسمه هو نفسه اليماني الذي ذكره الإمام الباقر (ع) وبين حدود شخصيته. وبضمه إلى ما تقدم بيانه من اتحاد شخصية القائم احمد واليماني، يظهر لنا أنّ اليماني اسمه أحمد (القائم المخفي الاسم، والعلامة الحتمية لظهور الإمام المهدي (ع)، والرجل من أهل البيت (ع) الذي بينوا شمائله وخصائصه وحجته)، بنصوص تقدم إيضاحها.
                وإن طلبت بياناً آخر أقول: ظهر برواية الإمام الباقر (ع) أنّ اليماني معصوم منصوص العصمة، والمعصوم يعرف بالنص لا غير، قال الإمام علي بن الحسين (ع): (الإمام منّا لا يكون إلا معصوماً وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ولذلك لا يكون إلا منصوصاً ..) معاني الأخبار للصدوق: ص132. والسؤال: أين النص على اسم اليماني بين المعصومين من آل محمد (ع) ؟
                الجواب: لابد أن يُعلم قبل كل شيء أنّ اليماني من آل محمد (ع)، فلا حجة لله بعد رسول الله محمد (ص) من غير آله الطاهرين (ع)، قال تعالى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آل عمران: 34، بل لابد أن يكون من ولد الحسين (ع) تحديداً، قال الإمام الصادق (ع) عن جده (ص) وهو يجيب سائلاً: (.. وجعل الإمامة التي هي خلف النبوة في ذريته من ولد الحسين بن علي ..) دعائم الإسلام للمغربي: ج1 ص35، بل لابد أن يكون اليماني من نسل الإمام المهدي (ع)، قال الإمام الصادق (ع): (لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب) الكافي: ج1 ص186 ح4.
                وإذا اتضح أنّ اليماني لابد أن يكون من أبناء الإمام المهدي (ع)، تبقى الحاجة ماسة للتعرف على النص الجلي الذي يذكر فيه آل محمد (ع) الخلفاء لأبيهم رسول الله (ص) بما فيهم ابن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع).
                وهذا ما يتم بيانه في حلقة قادمة بحول الله وقوته.
                والحمد لله رب العالمين.


                المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                Comment

                • Saqi Alatasha
                  عضو مميز
                  • 09-07-2009
                  • 2487

                  #9
                  رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس


                  - 7 -
                  (( المنادى باسمه هو وصي الإمام المهدي (ع) اليماني ))


                  لا زال الحديث في أحد مضامين النداء السماوي (.. ولكنه خليفة يماني)، واتضح من خلال استعراض رواية الإمام الباقر (ع) أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله في أرضه ومعصوم من آل محمد (ع) الطيبين، وكان طلب النص الذي يحدد الخلفاء الإلهيين المعصومين بعد رسول الله (ص) ملحاً للنظر فيه والتعرف على اليماني من خلاله، إذ لا يخلو النص من ذكره بكل تأكيد.
                  إنّ أمّ النصوص الشريفة المبينة لذلك هو وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته، كيف وهو الموصوف بالكتاب العاصم من الضلال، وقد ذكرها الشيخ الطوسي بسنده عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه الطاهرين (ع): (يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً ..) وبعد أن عدد الأئمة الاثني عشر ووصل إلى الإمام الحسن العسكري (ع) قال (ص): (فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام، فذلك اثنا عشر إماما. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) غيبة الطوسي: ص149 – 151.
                  ها نحن نجد في هذا النص المقدس (أحمد) وصياً لأبيه الإمام المهدي (ع)، وأكيد أن أحمد المذكور هنا هو نفسه اليماني الموعود، ذلك أن أحمد (ع) الذي يلي أمر الإمام المهدي (ع) في الوصية هو أول مقرب إلى أبيه (ع) وأول مؤمن به، وهذا كاشف بكل تأكيد عن وجوده مع الإمام المهدي (ع) زمن الظهور المقدس، هذا من جهة. ومن جهة أخرى لا شك في وجود اليماني أيضاً في زمن الظهور بل هو صاحب راية الحق، وبالتالي فأما أن يكون (اليماني = أحمد) فيثبت المطلوب، أو يكون غيره فمن هو المقدم على الآخر ولمن يكون دور التمهيد الأساس ؟!
                  إن كان المقدم هو اليماني فهذا يعني انضواء وصياً وخليفة الهي تحت راية غيره وهو باطل، كما أنه هذا الفرض يستلزم أن لا يكون الوصي احمد أول مقرب ومؤمن بابيه الإمام (ع). وأما فرض انضواء اليماني تحت أمر أحمد فانه يجعل من دور اليماني ثانوياً، وهو خلاف قول الإمام الباقر (ع) في وصفه لصاحب راية الهدى اليماني.
                  على أننا قد تبينا من رواية اليماني أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله ومعصوم، ولا يوجد في الوصية معصوم من آل محمد (ع) وموجود في زمن ظهور الإمام (ع) غير أول المؤمنين به والمقربين إليه، الوصي أحمد، وبذلك يثبت بكل وضوح أنّ (اليماني = الوصي احمد).
                  وحيث إنّ اليماني هو الداعي إلى الإمام والآخذ للبيعة من الناس، روى عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول - وذكر المهدي- : (إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها) غيبة الطوسي: ص305. وبمقارنة هذه الرواية بالوصية نجد أنّ صاحب هذه الأسماء هو ابن الإمام وخليفته والداعي إليه، وهي ذاتها وظيفة اليماني.
                  ولم تقف كلمات أئمة الهدى (ع) عند هذا الحد وهي تتحدث عن المولى الذي يلي أمر الإمام المهدي (ع)، لكن انتشر نورها لتوضح أن هذا المولى هو فقط من يطلع على أمر الإمام (ع) في غيبته، هذا والناس بعدُ لم تراه، فعن المفضل بن عمر قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) غيبة الطوسي: ص162 ح120.
                  وهذا النص إضافة إلى أنه يثبت أنّ للإمام المهدي (ع) ذرية في زمن الغيبة ويبطل تخرصات أهل الأهواء النافين، يثبت كذلك أن لا احد يطلع على موضع الإمام إلا المولى الذي يلي أمره، وهو ابنه احمد بنص وصية رسول الله (ص).
                  ولأن (أحمد) هو اليماني ومن آل محمد (ع) الأوصياء ويكون له دور عند ظهور أبيه وضحت روايات أهل البيت (ع) أنّ هناك رجلاً منهم يخرج قبل الإمام المهدي (ع)، بل نصت بعض الروايات على أنه من أهل بيت الإمام (ع)، عن أمير المؤمنين (ع) إنه قال: (... يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس ..) الممهدون للكوراني: ص110.
                  وهو ذاته الذي عنه قال أمير المؤمنين (ع) من بعد بيان الفتن والتيه في آخر الزمان: (يفرج الله البلاء برجل من بيتي كانفراج الأديم من بيته. ثم يرفعون إلى من يسومهم خسفا ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف، هرجا هرجا، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر ..) كتاب سليم بن قيس: ص258، تحقيق محمد باقر الأنصاري.
                  ومن من أهل البيت (ع)، بل من أهل بيت الإمام (ع) تحديداً موجوداً عند ظهور الإمام غير ابنه احمد أول المؤمنين به وأول المقربين إليه والمولى الذي يلي أمره غير ابنه أحمد، وقد ثبت انه نفسه اليماني الموعود والقائم المخفي الاسم والعلامة الحتمية، وهو الخليفة اليماني المنادى باسمه في صيحة جبرئيل (ع) السماوية.
                  والحمد لله رب العالمين.


                  المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                  هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                  وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                  الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                  Comment

                  • Saqi Alatasha
                    عضو مميز
                    • 09-07-2009
                    • 2487

                    #10
                    رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس


                    - 8 -
                    (( المنادى باسمه أمير جيش الغضب وقائد الرايات السود ))


                    من المضامين الواردة في بيان النداء السماوي ما رواه زرارة بن أعين، قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ينادي مناد من السماء: إن فلاناً هو الأمير ..) غيبة النعماني: ص272.
                    وقد تقدم أن لو كان المقصود بالأمير (المنادى باسمه) هو أمير المؤمنين (ع) أو الإمام المهدي (ع) لكان ذلك داعياً لثبات من يدعي ولايتهم على الهدى، ولا يبقى مبرر للتبري من المنادى باسمه والنيل منه واتهامه بالسحر بعد نداء إبليس (لعنه الله)، المستلزم للتبري من آل محمد (ع) بنص قول الإمام الصادق (ع): (.. ويرتاب يومئذٍ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا، فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت) غيبة النعماني: ص260.
                    إنما المقصود بالأمير هنا أمير جيش الغضب الإلهي الممهد للإمام المهدي (ع) في عصر الظهور وهو اليماني أحمد: (أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص77.
                    ذلك الجيش الذي تحدث عنه أمير المؤمنين (ع) وبين أن أميره (باقر للعلم) من أبناء أمير المؤمنين (ع): (أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً) غيبة النعماني: 325.
                    وصفة (بقر الحديث أو السنة) تعيد بنا الذاكرة إلى قول الإمام الباقر (ع) وهو يذكر احتجاج القائم على الناس: (.. ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ..) غيبة النعماني: ص291. وقد تقدم بيان أنّ القائم الذي يحتج على الناس هو القائم المخفي الاسم (العلامة الحتمية) وليس الإمام المهدي (ع).
                    ثم إنّ وصف الجيش واجتماعه كقزع الخريف، هو ذاته الوصف الذي حدده الإمام الباقر (ع) وصفاً لجيش القائم (ع)، إذ يقول (ع) بعد بيان احتجاج القائم (ع) ومناشدته القوم حقه: (.. ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف، يتبع بعضهم بعضاً ..) بحار الأنوار: ج52 ص233.
                    هذا من جانب، ومن جانب آخر ورد في روايات أهل البيت (ع) أنّ هناك رايات سود مشرقية تمهد للإمام المهدي (ع) سلطانه، عن رسول الله (ص): (إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتطريداً وتشريداً، حتى يجئ قوم من هاهنا - وأشار بيده إلى المشرق - أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه - حتى أعادها ثلاثاً - فيقاتلون فينصرون، ولا يزالون كذلك حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، فمن أدركه منكم فليأته ولو حبواً على الثلج) دلائل الإمامة للطبري: ص442.
                    وواضح أنّ هذه الرايات السود الممدوحة عند الله سبحانه تقوم بقتال السفياني، قال رسول الله (ص): (.. ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق، ويؤدون الطاعة للمهدي) الملاحم والفتن لابن طاووس: ص123.
                    أما قائد هذه الرايات المنطلقة من الشرق والمأمورين بإتيانه ولو حبواً على الثلج، فهو خليفة الإمام المهدي (ع)، قال رسول الله (ص): (.. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم، ثم ذكر شاباً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي) بشارة الإسلام: 30. وورد أيضاً: (..ثم يخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي فيستخلص من السفياني ما أخذ ..) معجم أحاديث الإمام المهدي (ع): ج1 ص295.
                    ومَنْ هو خليفة المهدي (ع) ووزيره ؟ إنه ابنه (أحمد) أول مؤمن به ومقرب إليه، وهذا واضح من وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته. ومنه نعرف السر في اختيار الجيش الزاحف من الشرق شعار: (أحمد أحمد) وأيضاً امرنا أهل البيت (ع) بإتيانه ولو حبواً على الثلج، عن الباقر (ع) قال: (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: "أحمد أحمد" يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) منتخب الأنوار المضيئة: ص343.
                    وبهذا ظهر أنّ من يُنادى باسمه هو (أحمد) أمير جيش الغضب الإلهي وقائد الرايات السود المشرقية، الذي تقدم بعض ما يرتبط بنسبه ومقامه وصفاته الجسمانية.
                    على أنّ أهل البيت (ع) لم يكتفوا بكل ذلك، بل حددوا حتى مسكنه، قال أمير المؤمنين (ع) وهو يحدد رجال المهدي (ع) ألـ 313 ومساكنهم، فذكر أولهم - أي أول المقربين للإمام المهدي (ع) - فيقول: (.. أولهم من البصرة، وآخرهم من اليمامة) الملاحم والفتن: ص288.
                    والحمد لله رب العالمين.


                    المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                    Comment

                    • Saqi Alatasha
                      عضو مميز
                      • 09-07-2009
                      • 2487

                      #11
                      رد: صيحة الحق والنداء السماوي في زمن الظهور المقدس


                      - 9 -
                      (( المنادى باسمه المهدي الأول ))


                      من المضامين التي ورد عن آل محمد (ع) أنّ النداء السماوي يكون بها، هو ما قاله الإمام الباقر (ع): (ألا إن المهدي من آل محمد فلان بن فلان باسمه واسم أبيه) غيبة النعماني: ص272.
                      وعلى ضوء هذا النداء الإلهي ينبغي أن نلاحظ ما يلي:
                      إنّ الإمام المهدي (ع) اسمه (محمد بن الحسن)، وهذا معروف لدى الجميع بنصوص أوضحها النبي الأكرم (ص) واله الطاهرون (ع). والسؤال: لماذا إذن أضمر الإمام الباقر (ع) اسم المهدي المنادى باسمه بـ"فلان ابن فلان" واكتفى ببيان أنه من آل محمد (ع)، وهل يشك أحد أنّ الإمام المهدي من آل محمد (ع) ؟!
                      ليس هذا فقط، بل نجد أنّ أهل البيت (ع) في روايات كثيرة كانوا يمتنعون عن تسمية (المهدي) لما كانوا يُسألون عن اسمه، منها: ما عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله (ص) في خبر في صفة المهدي (ع) قال: (وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهراً قبل قيامه إلا كافر به) مستدرك الوسائل: ج12 ص285. ومعلوم أنّ الجميع يسمي الإمام المهدي (ع) باسمه ومنذ سنين بعيدة خلت، ولو كان المقصود بالمهدي في الرواية الإمام محمد بن الحسن (ع) ما تجرأ أحد على تسميته.
                      ولا يصح أن يقال: إن هذا الأمر مختص بزمن شدة الطلب للإمام (ع) في بداية غيبته الصغرى؛ ذلك أنّ الرواية حددت عدم جواز التسمية إلى وقت قيامه.
                      ويبقى السؤال الأهم: هل توجد شخصية غير الإمام المهدي (ع) توصف بالمهدي أيضاً، وجواب هذا السؤال يكتسب أهمية بالغة؛ إذ قد يفتح لنا نافذة يتضح من خلالها "المهدي" المنادى به في صيحة الحق والذي أضمر الإمام الباقر (ع) اسمه.
                      الجواب: إنّ مراجعة سريعة لروايات آل محمد (ع) ينكشف لنا بوضوح أن هناك شخصية من أهل البيت (ع) وصفت بالمهدي أيضاً وهو غير الإمام (ع)، وإليك بعض المضامين الواردة:
                      1- إنه مصاحب للسفياني ومقاتلاً له: عن أبي جعفر (ع) قال: (يهزم المهدي (ع) السفياني تحت شجرة أغصانها مدلاة في الحيرة طويلة) بحار الأنوار: ج52 ص386. وروى حذلم بن بشير، قال: قلت لعلي بن الحسين (ع): صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته، فقال: (.. ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك) غيبة الطوسي: ح437، تحقيق عباد الله الطهراني.
                      والملاحظ للنص الأول يجد أنّ المهدي في الرواية مصاحباً للسفياني ومقاتلاً له، ووواضح أنّ السفياني علامة حتمية للإمام المهدي (ع) ويكون خروجه قبله بكل تأكيد، كما أنّ النص الثاني يفترض أن المهدي موجود بين الناس قبل خروج السفياني ويختفي عند خروجه ثم يخرج بعد ذلك، وأكيد أنّ المهدي هذا ليس هو الإمام (ع)؛ لأنه لا يخرج قبل السفياني، كيف والسفياني أحد العلامات الحتمية التي تكون قبل خروجه وظهوره.
                      2- المهدي يأتي قبل أبيه وأبوه أفضل منه، روى سليم بن قيس عن رسول الله (ص): (ثم ضرب بيده على الحسين (ع) فقال: يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم لأن الله هداهم به) كتاب سلين قيس: ص429، تحقيق محمد باقر الأنصاري.
                      ولو كان هذا النص فقط لكان كافياً في إثبات وجود (مهدي) قبل الإمام المهدي، وهو ابنه ويأتي قبل أبيه الإمام (ع)، ولا يمكن بحال حمل (مهدي أمتي ..) على الإمام المهدي (ع) لأنه لم يأتِ قبل أبيه العسكري (ع) كما هو واضح، كما أنّ الإمام المهدي أفضل من الأئمة من ولد الحسين (ع) جميعاً بنصوص بينة واضحة. ولم يبقَ سوى القول إن المقصود بالمهدي في النص أعلاه هو ذاته المصاحب خروجه لخروج السفياني والمقاتل له في النصين السابقين.
                      يبقى لنا أن نتساءل: إن المهدي في النص الأخير وصفه النبي (ص) بأنه إمام ابن إمام ووصي ابن وصي واسماه بالمهدي أيضاً، فمن هو إذن ؟
                      إنّ القارئ لوصية رسول الله (ص) ليلة وفاته والتي حدد فيها الأوصياء يجد في نهايتها التالي: (... ثم يكون من بعده (أي الإمام المهدي "ع") اثنا عشر مهدياً، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) غيبة الطوسي: ص149 – 151.
                      وهو نص يبرز بكل وضوح أنّ هناك مهدياً من آل محمد (ع) معاصراً لأبيه الإمام المهدي (ع) في وقت الظهور وقيام دولة العدل الإلهي وهو ابنه ووصيه؛ ذلك أنّ جده (ص) وصفه بأنه أول مقرب إلى أبيه وأول مؤمن به، وهو وصي من الأوصياء وإمام من أئمة أهل البيت (ع)، وأكيد هو نفسه الرجل من أهل بيت الإمام المهدي (ع) والآتي قبله والقائم بأمره ويمانيه الذي يرسله إلى الناس وقائد الرايات المشرقية (أحمد)، وقد تقدم بيان ذلك بكل وضوح.
                      والحمد لله رب العالمين.


                      المصدر :: الصفحة الرسمية للشيخ علاء السالم
                      هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
                      وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

                      الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

                      Comment

                      Working...
                      X
                      😀
                      🥰
                      🤢
                      😎
                      😡
                      👍
                      👎