إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

صلاة الجمعة التي اقيمت في مدينة كوبرم في ولاية فكتوريا باستراليا بتاريخ 17 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • sahebnoon
    عضو جديد
    • 28-10-2009
    • 35

    صلاة الجمعة التي اقيمت في مدينة كوبرم في ولاية فكتوريا باستراليا بتاريخ 17 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

    الخطبة الاولى

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد ص وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم اخوتي في الله ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح الذي بعد فلا يرى وقرب فشهد النجوى تبارك وتعالى والحمد لله على حلمه بعد علمه والحمد لله على عفوه بعد قدرته والحمد لله على طول اناته في غضبه. اوصيكم اخواني في الله ونفسي اولا بتقوى الله واتباع امره واجتناب نهيه

    نبارك لمولانا صاحب العصر الزمان ع ووصيه مولانا احمد الحسن ع ولكم ايها الانصار جميعا ذكرى معركة بدر الكبرى التي تصادف هذا اليوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان المبارك التي انتصر فيها الرسول الاكرم ص على اعدائه مشركي قريش مع قلة عدة وعدد المسلمين وكثرة عدة وعدد عدوهم ونسال الله بحق مولانا رسول الله ص ان ينجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلوات ربي عليهم اجمعين ما وعدهم من النصر والتمكين. انه نعم المولى ونعم النصير.

    جاء في كتاب سليم بن قيس وتحت عنوان أمير المؤمنين عليه السلام يقيم الحجة على الأجيال
    قال سلمان: فلما أن كان الليل حمل علي عليه السلام فاطمة عليها السلام على حمار وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين عليهم السلام، فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتاه في منزله فذكرهم حقه ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب له منهم إلا أربعة وأربعون رجلا. فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم ليبايعوا على
    الموت.
    فأصبحوا فلم يواف منهم أحد إلا أربعة. فقلت لسلمان: من الأربعة؟ فقال: أنا
    وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام.
    ثم أتاهم علي عليه السلام من الليلة المقبلة فناشدهم، فقالوا: (نصبحك بكرة) فما منهم
    أحد أتاه غيرنا. ثم أتاهم الليلة الثالثة فما أتاه غيرنا.
    علي عليه السلام يجمع القرآن ويعرضه على الناس
    فلما رآى غدرهم وقلة وفائهم له لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع. (1)
    فلما جمعه كله وكتبه بيده على تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ، بعث إليه
    أبو بكر أن اخرج فبايع. فبعث إليه علي عليه السلام: (إني لمشغول وقد آليت نفسي يمينا
    أن لا أرتدي رداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه).
    فسكتوا عنه أياما فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج إلى الناس وهم
    مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله. فنادى علي عليه السلام بأعلى صوته:
    ____________

    (يا أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلی الله عليه و اله مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد. فلم ينزل الله تعالى على رسول الله صلی الله عليه و اله آية إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد جمعتها وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلی الله عليه و اله وعلمني تأويلها).
    ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا غدا: (إنا كنا عن هذا غافلين). (1)
    ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.
    فقال عمر: ما أغنانا ما معنا من القرآن عما تدعونا إليه (2) ثم دخل علي عليه السلامبيته.
    إقامة الحجة على أبي بكر في ما ادعاه من ألقاب
    وقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع، فإنا لسنا في شئ حتى يبايع، ولو
    قد بايع أمناه.


    ٢- في الإحتجاج: فقالوا: لا حاجة لنا به، عندنا مثله وبعده في (د) هكذا: فدخل بيته وأغلق بابه.
    في البحار: ج 92 ص 42 ح 2 عن أبي ذر: أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله جمع علي عليه السلام القرآن وجاء إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم كما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله. فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم. فوثب عمر وقال: يا علي، أردده فلا حاجة لنا فيه فأخذه علي عليه السلام وانصرف. ثم أحضروا زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن، فقال له عمر: إن عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه، أليس قد بطل ما قد علمتم؟ قال عمر: فما الحيلة؟ قال: زيد: أنتم أعلم بالحيلة. فقال عمر: ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك....
    فلما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه فقال علي عليه السلام: هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)، أو تقولوا: (ما جئتنا به).
    إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال علي عليه السلام: نعم، إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه، فتجري السنة عليه.


    فأرسل إليه أبو بكر: (أجب خليفة رسول الله) فأتاه الرسول فقال له ذلك. فقال له
    علي عليه السلام: (سبحان الله ما أسرع ما كذبتم على رسول الله، إنه ليعلم ويعلم الذين حوله أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري). وذهب الرسول فأخبره بما قال له.
    قال: اذهب فقل له: (أجب أمير المؤمنين أبا بكر) فأتاه فأخبره بما قال. فقال له
    علي عليه السلام: سبحان الله ما والله طال العهد فينسى. فوالله إنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي، ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين. فاستفهم هو
    وصاحبه عمر من بين السبعة فقالا: أحق من الله ورسوله؟ فقال لهما رسول الله صلی الله عليه و اله:
    نعم، حقا حقا من الله ورسوله إنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين، يقعده الله عز وجل يوم القيامة على الصراط، فيدخل أوليائه الجنة وأعداءه النار. فانطلق الرسول فأخبره بما قال. قال: فسكتوا عنه يومهم ذلك.
    إتمام الحجة على الأنصار ومطالبتهم بالوفاء ببيعتهم
    فلما كان الليل حمل علي عليه السلام فاطمة عليها السلام على حمار وأخذ بيدي ابنيه الحسن
    والحسين عليهما السلام، فلم يدع أحدا من أصحاب رسول الله صلی الله عليه و اله إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقه ودعاهم إلى نصرته. فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة، فإنا حلقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا، وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته.
    3
    شهادة فاطمة الزهراء عليها السلام
    هجوم قبائل قريش على بيت الوحي وإحراقه
    فلما رآى علي عليه السلام خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر

    وطاعتهم له وتعظيمهم إياه لزم بيته.
    فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع
    غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما
    غورا، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما.
    فقال أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب.
    فأرسله إليه وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام، فأبى أن يأذن لهم.
    فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر - وهما جالسان في المسجد والناس حولهما - فقالوا: لم يؤذن لنا. فقال عمر: اذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فادخلوا عليه بغير إذن!
    فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام: (أحرج عليكم (1) أن تدخلوا على بيتي
    بغير إذن). فرجعوا وثبت قنفذ الملعون. فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا (2)
    أن ندخل بيتها بغير إذن. فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء!


    ٢- من هنا إلى قوله: (ثم انطلق بعلي عليه السلام...) (بعد صفحات) في (د) هكذا: فقالوا: إن فاطمة حرجت علينا، فتحرجنا أن ندخل عليها بيتها بغير إذنها. فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء ثم أمر أناسا حوله فحملوا حزم الحطب وحمل عمر معهم فجعلوه حول منزله وفيه علي وفاطمة وابناهما. ثم نادى عمر: يا علي، والله لتخرجن فلتبايعن خليفة رسول الله عليك أو لأضرمنها عليك نارا فلم يجبه.
    فوضع عمر النار بالباب وهو متخوف أن يخرج علي عليه السلام بسيفه لما عرف من بأسه وشدته حتى احترق الباب. ثم قال لقنفذ: اقتحم عليه فأخرجه فاقتحم هو وأصحابه وثار علي عليه السلام إلى سيفه فسبقوا إليه وكاثروه فضبطوه وألقوا في عنقه حبلا.
    وجاءت فاطمة عليها السلام لتحول بينهم وبينه، فضربها قنفذ بسوطه وأضغطت بين الباب فصاحت: يا أبتاه يا رسول الله وألقت جنينا ميتا وأثر سوط قنفذ في عضدها مثل الدملوج.


    ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام. ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة عليهما السلام: (والله لتخرجن
    يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار)!
    فقالت فاطمة عليها السلام: يا عمر، ما لنا ولك؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم.
    فقالت: (يا عمر، أما تتقي الله تدخل على بيتي)؟ فأبى أن ينصرف.
    ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت:
    (يا أبتاه يا رسول الله) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت:
    (يا أبتاه) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت: (يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر).
    دفاع علي عليه السلام عن سليلة النبوة
    فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره (1) فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلی الله عليه و اله وما أوصاه به، فقال: (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلی الله عليه و اله لعلمت إنك لا تدخل بيتي).
    أبو بكر يصدر أمره بإحراق البيت مرة أخرى
    فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه السلام إلى سيفه.
    فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام إليه بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته.
    فقال أبو بكر لقنفذ: (إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم
    بيتهم النار). فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى

    سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه (1)
    فألقوا في عنقه حبلا!
    وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط (2)
    فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله ولعن من بعث به.
    4
    بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بالجبر والإكراه
    ثم انطلق بعلي عليه السلام يعتل عتلا (3) حتى انتهي به إلى أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه(4)، وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حضير وبشير بن سعيد وسائر الناس جلوس حول
    أبي بكر عليهم السلاح(5) !
    الدخول إلى بيت فاطمة عليها السلام بغير إذن
    قال: قلت لسلمان: أدخلوا على فاطمة عليها السلام بغير إذن؟ (6) قال: إي والله، وما عليها من
    ____________

    خمار فنادت: (وا أبتاه، وارسول الله يا أبتاه فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر عيناك
    لم تتفقأ في قبرك) - تنادي بأعلى صوتها -. فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون وينتحبون ما فيهم إلا باك غير عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وعمر يقول: إنا لسنا من النساء ورأيهن في شئ.
    أمير المؤمنين عليه السلام يقيم الحجة على قريش
    قال: فانتهوا بعلي عليه السلام إلى أبي بكر وهو يقول: أما والله لو وقع سيفي في يدي لعلمتم أنكم لن تصلوا إلى هذا أبدا. أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم، ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلا لفرقت جماعتكم، ولكن لعن الله أقواما بايعوني ثم خذلوني.
    ولما أن بصر به أبو بكر صاح: (خلوا سبيله) فقال علي عليه السلام: يا أبا بكر، ما أسرع
    ما توثبتم على رسول الله بأي حق وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك؟ ألم تبايعني بالأمس بأمر الله وأمر رسول الله؟


    وقد كان قنفذ لعنه الله ضرب فاطمة عليها السلام بالسوط - حين حالت بينه وبين زوجها وأرسل إليه عمر: (إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها) - فألجأها قنفذ لعنه الله إلى عضادة باب بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها (1) فألقت جنينا من بطنها. فلم تزل صاحبة فراش
    حتى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة.
    قال: ولما انتهى بعلي عليه السلام إلى أبي بكر انتهره عمر وقال له: بايع ودع عنك هذه الأباطيل فقال عليه السلام له: فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قالوا: نقتلك ذلا وصغارا
    فقال عليه السلام: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله. فقال أبو بكر: أما عبد الله فنعم، وأما
    أخو رسول الله فما نقر بهذا قال: أتجحدون أن رسول الله صلی الله عليه و اله آخى بيني وبينه؟ قال:
    نعم. فأعاد ذلك عليهم ثلاث مرات.
    ثم أقبل عليهم علي عليه السلام فقال: يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار،
    أنشدكم الله، أسمعتم رسول الله صلی الله عليه و اله يقول يوم غدير خم كذا وكذا وفي غزوة تبوك كذا وكذا؟ فلم يدع عليه السلام شيئا قاله فيه رسول الله صلی الله عليه و اله علانية للعامة إلا ذكرهم إياه.
    قالوا: اللهم نعم.
    أبو بكر يختلق حديثا لغصب الخلافة
    فلما تخوف أبو بكر أن ينصره الناس وأن يمنعوه بادرهم فقال له(2): كل ما قلت حق قد سمعناه بآذاننا وعرفناه ووعته قلوبنا، ولكن قد سمعت رسول الله صلی الله عليه و اله يقول بعد هذا: (إنا أهل بيت اصطفانا الله وأكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة).

    فقال علي عليه السلام: هل أحد من أصحاب رسول الله صلی الله عليه و اله شهد هذا معك؟ فقال عمر:
    صدق خليفة رسول الله، قد سمعته منه كما قال. وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: صدق، قد سمعنا ذلك من رسول الله صلی الله عليه و اله.
    أمير المؤمنين عليه السلام يفضح الصحيفة الملعونة
    فقال لهم علي عليه السلام: لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي تعاقدتم عليها في الكعبة(1): " إن قتل الله محمدا أو مات لتزون (2) هذا الأمر عنا أهل البيت ".
    فقال أبو بكر: فما علمك بذلك؟ ما أطلعناك عليها (3) فقال عليه السلام: أنت يا زبير وأنت


    ٣- روي في البحار: ج 28 ص 111 - 96، تفصيل المعاقدة ضد الخلافة وكتابة الصحيفة الملعونة ومحتوى الصحيفة، كل ذلك نقلا عن حذيفة بن اليمان الذي كان ممن عايش القضايا وفحص عن جزئياتها.
    وملخص ذلك أن أول من تعاقد على غصب الخلافة هو أبو بكر وعمر، وكان الأساس الذي تعاقدوا عليه وارتكز عليه سائر معاهداتهم هو: (إن مات محمد أو قتل نزوي هذا الأمر عن أهل بيته فلا يصل أحد منهم الخلافة ما بقينا).
    ثم اتصل بهما أبو عبيدة الجراح ومعاذ بن جبل وأخيرا التحق بهم سالم مولى أبي حذيفة وصاروا خمسة، فاجتمعوا ودخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا: (إن مات محمد أو قتل...) وكانت عائشة وحفصة عينين لأبويهما في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع القضايا.
    ثم إن أبا بكر وعمر اجتمعا وأرسلا إلى جماعة الطلقاء والمنافقين ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي صلى الله عليه وآله ناقته على عقبة هرشى عند منصرفه من حجة الوداع وهي في طريق مكة قريبة من الجحفة. وكان المتصدين لنفر الناقة أربعة عشر رجلا وقد كانوا عملوا مثل ذلك في غزوة تبوك.
    فتقدم الأمر من الله في غدير خم بنصب أمير المؤمنين عليه السلام. ولما دنا رسول الله صلى الله عليه وآله من عقبة هرشى تقدم القوم فتواروا في ثنية العقبة، إلا أن الله صرف الشر عن نبيه وفضح أولئك الأربعة عشر.
    فلما دخلوا المدينة اجتمعوا جميعا في دار أبي بكر وكتبوا صحيفة بينهم على ما تعاهدوا عليه في الكعبة. وكان أول ما في الصحيفة النكث لولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، وأن الأمر إلى أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسالم معهم، ليس بخارج منهم وشهد بذلك أربعة وثلاثون رجلا: هؤلاء أصحاب العقبة وعشرون رجلا آخر منهم أبو سفيان، عكرمة بن أبي جهل، صفوان بن أمية بن خلف، سعيد بن العاص، خالد بن الوليد، عياش بن أبي ربيعة، بشير بن سعيد، سهيل بن عمرو، حكيم بن حزام، صهيب بن سنان، أبو الأعور الأسلمي، مطيع بن الأسود المدري.
    وهؤلاء كانوا رؤساء القبائل وأشرافها، وما من رجل من هؤلاء إلا ومعه من الناس خلق عظيم يسمعون له ويطيعون.
    وكان الكاتب سعيد بن العاص الأموي، فكتب هو الصحيفة باتفاق منهم في المحرم سنة عشرة من الهجرة. ثم دفعت الصحيفة إلى أبي عبيدة بن الجراح فوجه بها إلى مكة فلم تزل الصحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عمر بن الخطاب فاستخرجها من موضعها.


    يا سلمان وأنت يا أبا ذر وأنت يا مقداد، أسألكم بالله وبالإسلام، أما سمعتم
    رسول الله صلی الله عليه و اله يقول ذلك وأنتم تسمعون: (إن فلانا وفلانا - حتى عد هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا أيمانا على ما صنعوا إن قتلت أو مت)؟(1) فقالوا: اللهم نعم،
    قد سمعنا رسول الله صلی الله عليه و اله يقول ذلك لك: (إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو مت أن يتظاهروا عليك وأن يزووا عنك هذا يا علي).
    قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟ فقال لك: إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم، وإن أنت لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك.
    فقال علي عليه السلام: أما والله، لو أن أولئك الأربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله، ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة. (2)
    الرد على الحديث المختلق بكتاب الله تعالى
    وفيما يكذب قولكم على رسول الله صلی الله عليه و اله قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم

    الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)(1) ، فالكتاب النبوة، والحكمة السنة، والملك الخلافة، ونحن آل إبراهيم.
    دفاع المقداد وسلمان وأبي ذر عن علي عليه السلام
    فقام المقداد فقال: يا علي، بما تأمرني؟ والله إن أمرتني لأضربن بسيفي وإن أمرتني كففت. فقال علي عليه السلام: كف يا مقداد، واذكر عهد رسول الله وما أوصاك به.
    فقمت(2) وقلت: والذي نفسي بيده، لو أني أعلم أني أدفع ضيما وأعز لله دينا
    لوضعت سيفي على عنقي ثم ضربت به قدما قدما. أتثبون على أخي رسول الله ووصيه وخليفته في أمته وأبي ولده؟ فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء.
    وقام أبو ذر فقال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصيانها، إن الله يقول:
    (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)(3). وآل محمد الأخلاف من نوح وآل إبراهيم من إبراهيم والصفوة والسلالة من إسماعيل وعترة النبي محمد، أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة،
    وهم كالسماء المرفوعة والجبال المنصوبة والكعبة المستورة والعين الصافية والنجوم الهادية والشجرة المباركة، أضاء نورها وبورك زيتها. محمد خاتم الأنبياء وسيد ولد
    آدم، وعلي وصي الأوصياء وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، وهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ووصي محمد ووارث علمه وأولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم كما قال الله: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض

    في كتاب الله)(1). فقدموا من قدم الله وأخروا من أخر الله واجعلوا الولاية والوراثة لمن جعل الله.
    عمر يهدد عليا بالقتل
    فقام عمر فقال لأبي بكر - وهو جالس فوق المنبر -: ما يجلسك فوق المنبر وهذا
    جالس محارب لا يقوم فيبايعك؟ أو تأمر به فنضرب عنقه - والحسن والحسين قائمان - فلما سمعا مقالة عمر بكيا، فضمهما عليه السلام إلى صدره فقال: لا تبكيا، فوالله ما يقدران على قتل أبيكما.
    دفاع أم أيمن وبريدة عن علي عليه السلام
    وأقبلت أم أيمن حاضنة رسول الله صلی الله عليه و اله فقالت: (يا أبا بكر، ما أسرع ما أبديتم حسدكم ونفاقكم) فأمر بها عمر فأخرجت من المسجد وقال: ما لنا وللنساء.
    وقام بريدة الأسلمي وقال: أتثب - يا عمر - على أخي رسول الله وأبي ولده وأنت
    الذي نعرفك في قريش بما نعرفك؟ ألستما قال لكما رسول الله صلی الله عليه و اله: (انطلقا إلى علي وسلما عليه بإمرة المؤمنين)؟ فقلتما: أعن أمر الله وأمر رسوله؟ قال: نعم.
    فقال أبو بكر: قد كان ذلك ولكن رسول الله قال بعد ذلك: (لا يجتمع لأهل بيتي
    النبوة والخلافة). فقال: والله ما قال هذا رسول الله، والله لا سكنت في بلدة أنت فيها أمير.
    فأمر به عمر فضرب وطرد!
    اللهم انجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ما وعدتهم من النصر والتمكين بحولك وقوتك يا رب العالمين والحمد لله وحده وحده وحده


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد


    الخطبة الثانية

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    اللهم صل على علي امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين
    اللهم صل على خديجة الكبرى ام المؤمنين وخير ازواج رسول الله ص
    اللهم صل على فاطمة الزهراء سيدة النساء اجمعين
    اللهم صل على الحسن المجتبى سيد شباب اهل الجنة
    اللهم صل على الحسين بن علي سيد الشهداء وعلى المستشهدين بين يديه
    اللهم صل على الحوراء زينب فخر المخدرات عقيلة بني هاشم
    اللهم صل على المعصومين من ذرية الحسين ع
    علي بن الحسين
    ومحمد بن علي
    وحعفر الصادق
    وموسى الكاظم
    وعلي بن موسى الرضا
    ومحمد الجواد
    وعلي الهادي
    والحسن العسكري
    والحجة بن الحسن القائم المهدي صلواتك عليهم اجمعين
    اللهم صل على وصي الامام المهدي ع مولانا احمد الحسن ع
    اللهم صل على المهديين من ذرية احمد ع
    اللهم صل على ام المهديين وسلم تسليما


    جاء في كتاب المتشابهات لمولانا الامام احمد الحسن ع في الجزء الرابع في صفحة 271

    سؤال/ 170: ما معنى هذه الفقرة من دعاء الافتتاح الذي ورد عن الإمام المهدي ع: (أبدله من بعد خوفه أمناً يعبدك لا يشرك بك شيئاً) ( ) ؟
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
    أي: أن يُفتح له الفتح المبين فتنتهي الأنا، فلا يبقى إلا الله الواحد القهار.
    فبالنسبة لرسول الله محمد قد أتضح فَتحُهُ، أما بالنسبة لأمير المؤمنين ع ففتحه بفتح الحجاب مع رسول الله محمد في الآنِ الذي يفتح فيه لرسول الله ، فيكون كذلك أمير المؤمنين علي ع أيضاً في آنٍ لا يبقى إلا الله الواحد القهار، ولا يبقى علي ع، ويعود في آنٍ آخر إلى الأنا والشخصية.
    ولكن الفرق أنّ الذي فُتح لأمير المؤمنين ع هما حجابان ، والحجاب الأول منهما فتح لرسول الله بالحقيقة، والثاني لعلي ع، وهكذا إلى الإمام المهدي ع. وفي نهاية الغيبة الصغرى فتح له فلم يعد خائفاً، ولم يعد له شرك بمعنى وجود الأنا؛ لحصول الفتح له ع.
    أما في زمن الظهور فالذي يحتاج له الفتح هو المهدي الأول، وهو الخائف المبدل من بعد خوفه أمناً ، والمطلوب له أن: (يعبدك لا يشرك بك شيئاً)، أي أن ترفع عن صفحة وجوده الأنا في آنات أي أن يفتح له.
    وروح القدس الأعظم كان مع رسول الله ، فلما فتح له انتقل من الرسول إلى أمير المؤمنين ؛ لأن رسول الله استغنى بالتسديد الآتي من الفتح عن تسديد روح القدس الأعظم.
    وهكذا الإمام المهدي ع يستغني في زمن الظهور عن روح القدس الأعظم؛ لأنه فتح له في زمن الغيبة الصغرى، فينتقل روح القدس الأعظم إلى المهدي الأول، فكما يصدق أنفسنا وأنفسكم على رسول الله وعلي ع، كذلك يصدق هنا على الإمام المهدي ع والمهدي الأول ع، من جهة الرداء الذي لبسه رسول الله وأمير المؤمنين وهو روح القدس الأعظم. وإلا فلا تساوٍ بينهما إلا من هذه الجهة، فرسول الله أفضل من علي ع.
    وكذلك الإمام المهدي ع أفضل من المهدي الأول، وتساويهم من هذه الجهة جهة الرداء، وهو روح القدس الأعظم الذي تردى به المهدي الأول؛ لأنه يحتاج إلى التسديد، ولم يحصل له الفتح . بينما الإمام المهدي ع حصل له الفتح، فتسديده من الفتح؛ لأنه في آنات لا يبقى إلا الله الواحد القهار.
    أما المهدي الأول فلم يحصل له الفتح، لهذا يسدد بروح القدس الأعظم، ويُدعى له بـ (أن يعبدك لا يشرك بك شيئاً)، أي حتى الأنا الموجودة بين جنبيه لا يراها فلا يرى ولا يعرف إلا الله، فالعبادة هي المعرفة.
    يعبدك: أي يعرفك، ولا يشرك بك: لا يعرف غيرك حتى نفسه، أي يحصل له الفتح المبين.
    وأيضاً أصحاب القائم غير المهدي الأول يسددون بروح القدس، ولكن روح قدس دون روح القدس الأعظم، وكلٌ بحسبه. فلذلك فهم يُعصمون: (عهدك في كفك) ( )، (ويضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم) ( ).

    اللهم الف بين قلوب الانصار ومن على موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وعلى احيائهم باللطف والكرامة اللهم وفق الانصار للعمل بين يدي قائم ال محمد ص واجعل خير اعمالهم خواتيمها وخير ايامهم يوم يلقوك اللهم انا نسالك خير الخير رضاك والجنة ونعوذ بك من شر الشر سخطك والنار برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: صلاة الجمعة التي اقيمت في مدينة كوبرم في ولاية فكتوريا باستراليا بتاريخ 17 من شهر رمضان سنة 1434 هجري قمري

    تُقَبّل ٱللۂ ٱعمٱلكم بّقَبّوِل حًسًنٌ
    رمضآنٌ كريّم

    ---


    ---


    ---

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎