إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 3 شهر رمضان 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 3 شهر رمضان 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم اخوتي انصاراالله و رحمة الله و بركاته, في البداية أبارك لكم حلول هلال شهر رمضان المبارك و أسالله سبحانه و تعالى أن يتقبل أعمالكم و يرزقكم خير الدنيا و الآخرة و أن يثبت أقدامكم على ولاية الائمة و المهديين (ع).

    الخطبة الاولى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ الرِّضَا )ع( بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا فَدَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي (ع( فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ فَتَبَسَّمَ (ع) ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ )ص( حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ وَ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلًا فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ أَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِيَ آخِرُ عُمُرِهِ (ص)‏ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً وَ أَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ وَ لَمْ يَمْضِ ص حَتَّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سَبِيلَهُمْ وَ تَرَكَهُمْ عَلَى قَصْدِ سَبِيلِ الْحَقِّ وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً (ع) عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ لَهُمْ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِهِ هَلْ يَعْرِفُونَ قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَ مَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ فَيَجُوزَ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً وَ أَعْظَمُ شَأْناً وَ أَعْلَى مَكَاناً وَ أَمْنَعُ جَانِباً وَ أَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ أَوْ يُقِيمُوا إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ خَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ ع بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَ الْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً وَ فَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا وَ أَشَادَ بِهَا ذِكْرَهُ‏ فَقَالَ‏ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً فَقَالَ الْخَلِيلُ (ع) سُرُوراً بِهَا وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‏ فَأَبْطَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ صَارَتْ فِي الصَّفْوَةِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَ الطَّهَارَةِ فَقَالَ‏ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ. وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ‏ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ‏ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ‏ فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى وَرَّثَهَا اللَّهُ تَعَالَى النَّبِيَّ (ص) فَقَالَ جَلَّ وَ تَعَالَى إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ‏ بِإِبْراهِيمَ‏ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ‏ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ‏ فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً فَقَلَّدَهَا (ص) عَلِيّاً (ع)‏ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى رَسْمِ مَا فَرَضَ اللَّهُ فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْأَصْفِيَاءِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَ الْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ‏ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ‏ إِلى‏ يَوْمِ الْبَعْثِ‏ فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّ ع خَاصَّةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِذْ لَا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالُ إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ إِرْثُ الْأَوْصِيَاءِ إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللَّهِ وَ خِلَافَةُ الرَّسُولِ ص وَ مَقَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ مِيرَاثُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ )ع( إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ الدِّينِ وَ نِظَامُ الْمُسْلِمِينَ وَ صَلَاحُ الدُّنْيَا وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ الْإِسْلَامِ النَّامِي وَ فَرْعُهُ السَّامِي بِالْإِمَامِ تَمَامُ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّيَامِ‏ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ تَوْفِيرُ الْفَيْ‏ءِ وَ الصَّدَقَاتِ وَ إِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَ الْأَحْكَامِ وَ مَنْعُ الثُّغُورِ وَ الْأَطْرَافِ الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللَّهِ وَ يُحَرِّمُ حَرَامَ اللَّهِ وَ يُقِيمُ حُدُودَ اللَّهِ وَ يَذُبُّ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَ يَدْعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ‏ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ الْمُجَلِّلَةِ بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ وَ هِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ لَا تَنَالُهَا الْأَيْدِي وَ الْأَبْصَارُ الْإِمَامُ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ وَ السِّرَاجُ الزَّاهِرُ وَ النُّورُ السَّاطِعُ وَ النَّجْمُ الْهَادِي فِي غَيَاهِبِ الدُّجَى‏ وَ أَجْوَازِ الْبُلْدَانِ وَ الْقِفَارِ وَ لُجَجِ الْبِحَارِ الْإِمَامُ الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَى الظَّمَإِ وَ الدَّالُّ عَلَى الْهُدَى وَ الْمُنْجِي مِنَ الرَّدَى الْإِمَامُ النَّارُ عَلَى الْيَفَاعِ‏ الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلَى بِهِ وَ الدَّلِيلُ فِي الْمَهَالِكِ مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ الْإِمَامُ السَّحَابُ الْمَاطِرُ وَ الْغَيْثُ الْهَاطِلُ‏ وَ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ وَ السَّمَاءُ الظَّلِيلَةُ وَ الْأَرْضُ الْبَسِيطَةُ وَ الْعَيْنُ الْغَزِيرَةُ وَ الْغَدِيرُ وَ الرَّوْضَةُ الْإِمَامُ الْأَنِيسُ الرَّفِيقُ وَ الْوَالِدُ الشَّفِيقُ وَ الْأَخُ الشَّقِيقُ وَ الْأُمُّ الْبَرَّةُ بِالْوَلَدِ الصَّغِيرِ وَ مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ النَّآدِ الْإِمَامُ أَمِينُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ خَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ وَ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ وَ الذَّابُّ عَنْ حُرَمِ اللَّهِ الْإِمَامُ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْمُبَرَّأُ عَنِ الْعُيُوبِ الْمَخْصُوصُ بِالْعِلْمِ الْمَوْسُومُ بِالْحِلْمِ نِظَامُ الدِّينِ وَ عِزُّ الْمُسْلِمِينَ وَ غَيْظُ الْمُنَافِقِينَ وَ بَوَارُ الْكَافِرِينَ الْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لَا يُدَانِيهِ أَحَدٌ وَ لَا يُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لَا يُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثْلٌ وَ لَا نَظِيرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَ لَا اكْتِسَابٍ بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ضَلَّتِ الْعُقُولُ وَ تَاهَتِ الْحُلُومُ وَ حَارَتِ الْأَلْبَابُ وَ خَسَأَتِ الْعُيُونُ‏ وَ تَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ وَ تَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ الْحُلَمَاءُ وَ حَصِرَتِ الْخُطَبَاءُ وَ جَهِلَتِ الْأَلِبَّاءُ وَ كَلَّتِ الشُّعَرَاءُ وَ عَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ وَ عَيِيَتِ الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ أَوْ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ وَ أَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَ التَّقْصِيرِ وَ كَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ أَوْ يُفْهَمُ شَيْ‏ءٌ مِنْ أَمْرِهِ أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ وَ يُغْنِي غِنَاهُ لَا كَيْفَ وَ أَنَّى وَ هُوَ بِحَيْثُ النَّجْمُ مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ وَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هَذَا وَ أَيْنَ الْعُقُولُ عَنْ هَذَا وَ أَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا أَ تَظُنُّونَ أَنَّ ذَلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ (ص) كَذَبَتْهُمْ وَ اللَّهِ أَنْفُسُهُمْ وَ مَنَّتْهُمُ الْأَبَاطِيلَ‏ فَارْتَقَوْا مُرْتَقًى صَعْباً دَحْضاً تَزِلُّ عَنْهُ إِلَى الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ بَائِرَةٍ نَاقِصَةٍ وَ آرَاءٍ مُضِلَّةٍ فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلَّا بُعْداً قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ‏* وَ لَقَدْ رَامُوا صَعْباً وَ قَالُوا إِفْكاً وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً وَ وَقَعُوا فِي الْحَيْرَةِ إِذْ تَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ‏ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ‏ وَ كانُوا مُسْتَبْصِرِينَ‏ رَغِبُوا عَنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ وَ اخْتِيَارِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَى اخْتِيَارِهِمْ وَ الْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ- وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ‏ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ‏ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ‏ الْآيَةَ وَ قَالَ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ‏ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ‏ فِيهِ تَدْرُسُونَ‏ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ‏ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ‏ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ‏ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ‏ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ‏ أَمْ عَلى‏ قُلُوبٍ أَقْفالُها أَمْ‏ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ‏ أَمْ‏ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ‏ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِ‏ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُ‏ الْبُكْمُ‏ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ‏ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ‏ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ‏ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ‏ أَمْ‏ قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا بَلْ هُوَ فَضْلُ اللَّهِ‏ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‏ فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ وَ الْإِمَامُ عَالِمٌ لَا يَجْهَلُ وَ رَاعٍ لَا يَنْكُلُ‏ مَعْدِنُ الْقُدْسِ وَ الطَّهَارَةِ وَ النُّسُكِ وَ الزَّهَادَةِ وَ الْعِلْمِ وَ الْعِبَادَةِ مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ الرَّسُولِ (ص) وَ نَسْلِ الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ لَا مَغْمَزَ فِيهِ فِي نَسَبٍ وَ لَا يُدَانِيهِ ذُو حَسَبٍ فِي الْبَيْتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَ الذِّرْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ وَ الْعِتْرَةِ مِنَ الرَّسُولِ ص وَ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرَفُ الْأَشْرَافِ وَ الْفَرْعُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ نَامِي الْعِلْمِ كَامِلُ الْحِلْمِ مُضْطَلِعٌ بِالْإِمَامَةِ عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللَّهِ حَافِظٌ لِدِينِ اللَّهِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ (ص) يُوَفِّقُهُمُ اللَّهُ وَ يُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حِكَمِهِ مَا لَا يُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ أَهْلِ الزَّمَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ‏ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي‏ إِلَّا أَنْ يُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ‏ وَ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ قَوْلِهِ فِي طَالُوتَ‏ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ‏ وَ قَالَ لِنَبِيِّهِ (ص) أَنْزَلَ‏ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً وَ قَالَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ ص‏ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ‏ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ‏ مَنْ آمَنَ بِهِ‏ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى‏ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأُمُورِ عِبَادِهِ شَرَحَ صَدْرَهُ لِذَلِكَ وَ أَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ وَ أَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً فَلَمْ يَعْيَ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ وَ لَا يُحَيَّرُ فِيهِ عَنِ الصَّوَابِ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ قَدْ أَمِنَ مِنَ الْخَطَايَا وَ الزَّلَلِ وَ الْعِثَارِ يَخُصُّهُ اللَّهُ بِذَلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‏ فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَيَخْتَارُونَهُ أَوْ يَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَيُقَدِّمُونَهُ تَعَدَّوْا وَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَقَّ وَ نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏ وَ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْهُدَى وَ الشِّفَاءُ فَنَبَذُوهُ وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ فَذَمَّهُمُ اللَّهُ وَ مَقَّتَهُمْ وَ أَتْعَسَهُمْ فَقَالَ جَلَّ وَ تَعَالَى وَ مَنْ أَضَلُ‏ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً‏ مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي‏ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏ وَ قَالَ‏ فَتَعْساً لَهُمْ‏ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ‏ وَ قَالَ‏ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ‏ عَلى‏ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.
    أسئلة فقهية
    هل وقت نية الصوم في الليل أو عند الفجر ؟
    ج/ النص في الشرائع واضح؛ أن وقت النية يمتد من الليل إلى الزوال ، ويختص شهر رمضان بجواز أن تقدم النية عليه، وهذا هو النص في الشرائع: )ويكفي في رمضان وغيره أن ينوي صيامه متقرباً إلى الله ولو نسيها ليلاً جددها نهاراً، ما بينه وبين الزوال. فلو زالت الشمس فات محلها، واجباً كان الصيام أو ندباً. ويختص رمضان بجواز تقديم النية عليه. ولو سها عند دخوله فصام، كانت النية الأولى كافية. وكذا يجزي نية واحدة لصيام الشهر كله)
    تفوت النية بزوال الشمس إن نسيها في الليل ولم يجددها إلى الزوال، ماذا يفعل فيما لو كان الصوم واجباً كشهر رمضان أو يوم يجب عليه صومه بنذر مثلاً ؟
    إذا لم ينوِ الصيام إلى أن زالت الشمس، لم يصح منو الصيام الواجب أو المستحب، وعليه أن يقضي الواجب، وإذا كان متعمداً قضاه وكَفَّر.
    نية تجديد الصيام التي تحصل بعد نية الإفطار، هل يختلف الحال فيها فيما إذا كانت قبل الزوال عنها فيما إذا كانت بعده ؟
    لو عقد نية الصيام، ثم نوى الإفطار ولم يفطر، ثم جدد النية، كان صحيحاً سواء كانت نية الإفطار قبل أم بعد الزوال.
    المفطرات
    من مفسدات الصيام الكذب على الله ورسوله وحججه الأئمة والمهديين، هل يشمل ذلك تكذيب الرؤى الصادقة والكشف، وكذلك رد وتكذيب روايات آل محمد عليهم السلام، أو نفي مقام أو حق ثابت لهم والعياذ بالله ؟
    الكذب غير التكذيب أو عدم التصديق، والمفطر هو الكذب وليس التكذيب وإن كان مرتكبه آثم، والكذب في الرؤيا والكشف غير مفطر ولكن مرتكبه آثم، ولكي يوصف إنسان بالكذب فلابد أن تكون الحقيقة واضحة له وهو يخالفها عن عمد تبعاً لذواه أو لغرض في نفسه أو تقليداً للغير .... الخ، فلا يوصف المشتبه أو الناسي أو الساهي بأنه كاذب.
    هل يجب على الصائم المبادرة للغسل لو حصل الاحتلام أثناء النهار ؟
    لا يجب.



    الخطبة الثانية

    للرجعة يوم معلوم كما لهذا العالم:
    من يطالع بيان بعض الأحداث المهمة في الروايات يجد أنها يُشار لها مرة في هذا العالم الجسماني، و أخرى في عالم الرجعة، كقضية مقتل إبليس مضل الأمم )لعنه الله(..
    فقد ورد أن قاتله في اليوم المعلوم هو القائم (ع) في مسجد الكوفة:
    عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول إبليس: (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْني‏ إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُون * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرين * إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم) قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو ؟ قال: (يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس؟ إن الله أناره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم)
    وورد أ ن قاتله هو رسول الله (ص) في اليوم المعلوم أيضا :
    عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (إن إبليس قال: (أَنْظِرْني‏ إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُون) فأبى الله ذلك عليه، قالَ: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرين * إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم) فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم، وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين (ع).
    فقلت: وإنها لكرات ؟ قال: نعم إنها لكرات وكرات، ما من إمام في قرن إلا ويكر معه البر والفاجر في دهره حتى يديل الله المؤمن من الكافر، فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين (ع) في أصحابه و جاء إبليس في أصحابه، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له الروحا قريب من كوفتكم، فيقتتلون قتالاً لم يقتتل مثله منذ خلق الله عزوجل العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين (ع) قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم، وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات، فعند ذلك يُهبط الجبار عزوجل (في ظلل من الغمام و الملائكة و قُضي الأمر) رسول الله (ص) بيده حربة من نور، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه، فيقولون له أصحابه: أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول: (إني ارى مالا ترون إني أخاف الله رب العالمين) فيلحقه النبي (ص) فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد الله عز وجل ولا يشرك به شيئا ، ويملك أمير المؤمنين (ع) أربعاً وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علي (ع) ألف ولد من صلبه ذكرا ، وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بِما شاء الله)
    وهو ما رفع تشابهه السيد أحمد الحسن (ع) في كتبه الشريفة وأجوبته فيها:
    فعن بيان آية الغمام في الرواية، يقول:
    وقال تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ في‏ ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُور) والذي يأتي في ظل من الغمام هو محمد (ص) (الله في الخلق) في الرجعة وبيده حربة من نور فيقتل إبليس )لعنه الله(، فتعالى سبحانه عن الإتيان والمجيء والذهاب أو الحركة وهي من صفات الخلق... [
    ثم سُئل السيد أحمد الحسن (ع) في أكثر من آية كريمة نرى أن أئمة الهدى يفسرون الآية في هذا العالم وفي عالم الرجعة، فما حكمة ذلك ؟؟
    فقال: ]يوم الوقت المعلوم هو يوم قيام القائم وفيه يقتل إبليس كما ورد يقتله القائم في مسجد الكوفة، ولكن بِما أن الرجعة إعادة امتحان بعض الخلق ممن محضوا الايمان وممن محضوا الكفر، فيعاد معهم مضل الأمم إبليس )لعنه الله(؛ لأنه ممن محضوا الكفر ولأنه أحد أفراد الامتحان الإلهي، وبالتالي أيضا يكون في الرجعة يوم معلوم آخر، أو قل إعادة لليوم المعلوم الحقيقي - الأصل - الذي كان في الحياة الجسمانية.
    الرجعة اسمها دال عليها وفقك الله، هي رجعة أي أنها إعادة، أناس ماتوا يعودون، امتحان انتهى يعاد، أيام مضت تعاد .......، فإذا كان لإبليس يوم وقت معلوم عند قيام القائم كما في الروايات وانتهى الأمر في هذا اليوم، وقتل القائمُ إبليس في هذا اليوم ثم كانت الرجعة وأعيد إبليس باعتبار أنه ممن محضوا الكفر محضا ، فهل يترك بعد إعادته إلى يوم يبعثون كما طلب هو ؟! أم يعاد عليه يوم الوقت المعلوم في عالم الرجعة بِما يناسب عالم الرجعة ويكون قاتله في الرجعة هو رسول الله (ص) كما في الرواية؟
    ويقول أيضا : ]القتلة الأولى: في ظهور القائم (ع) والقيامة الصغرى في هذه الدنيا، حيث يقتله القائم في مسجد الكوفة عند ظهور الحق ، ويلقيه في هاوية الجحيم. والقتلة الثانية: في الرجعة التي تبدأ بعد انقضاء ملك المهدي الثاني عشر حيث يرجع عليه الحسين بن علي (ع) ويرجع علي بن أبي طالب (ع) وكل من محض الإيمان محضاً وكل من محض الكفر محضا ، ويرجع إبليس )لعنه الله( أيضا لأنه ممن محض الكفر محضا ويقتله رسول الله (ص) كما في الرواية الثانية).
    الرجعة رجعتان:
    الأولى تكون رجعة بالمثل والنظير، وهي التي تكون عند قيام القائم (ع) والثانية تكون بالنفس وجسد يناسبها، وهي التي نتحدث عنها في هذا المختصر كعالم ويوم آخر من أيام الله الكبرى، وقد توضح أنها تكون في السماء الأولى.
    إن جهل العلماء هاذه الحقيقة المهمة كان سببا في عدم فهمهم للرجعة وظهور الأقوال المتعددة البعيدة عن الحق تماما.
    يقول السيد أحمد الحسن (ع) في بيان الرجعتين (..الرجعة رجعتان: رجعة في قيام القائم بِمَثَلهم، ورجعة في عالم الرجعة "الأولى" بأنفسهم وبأجساد تناسب ذلك العالم بعد أن ينسيهم الله حالهم والامتحان الأول والثاني)
    ويقول في بيان ذلك أيضا :
    (أما ما روي أن أصحاب الكهف الذين يبعثون مع القائم (ع) هم بعض المخلصين من أصحاب رسول الله (ص) وأصحاب أمير المؤمنين علي (ع) كمالك الأشتر، فليس المقصود هم أنفسهم، بل المراد في هذه الروايات هو نظائرهم من أصحاب القائم (ع) أي إن هناك رجلا من أصحاب القائم (ع) هو نظير مالك الأشتر في الشجاعة والحنكة والقيادة والشدة في ذات الله وطاعة الله والأخلاق الكريمة وكثير من الصفات التي امتاز بها مالك الأشتر، فلذلك يصفه الأئمة بأنه مالك الأشتر.
    وهذا ليس ببعيد عن الفصحاء والبلغاء وساداتهم أهل البيت (ع) كالشاعر الحسيني يصف نزول علي الأكبر إلى ساحة المعركة فيقول ما معناه: إن محمداً (ص) نزل إلى ساحة المعركة؛ وذلك لشدة شبه علي الأكبر خَلقا وخُلقا برسول الله محمد (ص) مع أن أصحاب الأئمة الذين محضوا الحق محضا يعودون ويكرون في الرجعة بعد الاثني عشر مهديا ، وفي زمن آخرهم وهو آخر قائم بالحق من آل محمد (ع) الذي يخرج عليه الحسين بن علي (ع) وهذا المهدي الأخير أو القائم الأخير لا عقب له ولا ولد له).


    خادمكم ابوفاطمة
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 3 شهر رمضان 1434

    بارك الله فيكم وتقبل الله اعمالكم

    ---


    ---


    ---

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎