إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

هدية الاحباب

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    #16
    رد: هدية الاحباب

    قصة نصراني أسلم عند رسول الله ( ص ) وما قاله في مجلس يزيد

    بحار الانوار العلامة المجلسي ج 45 صفحة 189


    روي في بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا أن نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد لعنه الله تعالى وقد حضر في مجلسه الذي اتي إليه فيه برأس الحسين فلما رأى النصراني رأس الحسين عليه السلام بكى وصاح وناح، حتى ابتلت لحيته بالدموع ثم قال:
    اعلم يا يزيد : أني دخلت المدينة تاجرا في أيام حياة النبي، وقد أردت أن آتيه بهدية فسألت من أصحابه أي شئ أحب إليه من الهدايا ؟ فقالوا:
    الطيب أحب إليه من كل شئ، وإن له رغبة فيه.

    قال: فحملت من المسك فأرتين، وقدرا من العنبر الأشهب، وجئت بها إليه وهو يومئذ في بيت زوجته أم سلمة رضي الله عنها فلما شاهدت جماله ازداد لعيني من لقائه نورا ساطعا، وزادني منه سرور، وقد تعلق قلبي بمحبته، فسلمت عليه ووضعت العطر بين يديه فقال:
    ما هذا ؟ قلت : هدية محقرة أتيت بها إلى حضرتك فقال لي : ما اسمك ؟ فقلت : اسمي عبد الشمس، فقال لي : بدل اسمك فإني أسميك عبد الوهاب إن قبلت مني الاسلام قبلت منك الهدية
    قال: فنظرته وتأملته فعلمت أنه نبي وهو النبي الذي أخبرنا عنه عيسى عليه السلام حيث قال: " إني مبشر لكم برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " فاعتقدت ذلك وأسلمت على يده في تلك الساعة ورجعت إلى الروم، وأنا أخفي الاسلام، ولي مدة من السنين وأنا مسلم مع خمس من البنين وأربع من البنات، وأنا اليوم وزير ملك الروم، وليس لاحد من النصارى اطلاع على حالنا.

    واعلم يا يزيد أني يوم كنت في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وهو في بيت أم سلمة
    رأيت هذا العزيز الذي رأسه وضع بين يديك مهينا حقيرا، قد دخل على جده من باب الحجرة والنبي فاتح باعه ليتناوله وهو يقول: مرحبا بك يا حبيبي حتى أنه تناوله وأجلسه في حجره، وجعل يقبل شفتيه، ويرشف ثناياه، وهو يقول، بعد عن رحمة الله من قتلك، لعن الله من قتلك يا حسين وأعان على قتلك، والنبي صلى الله عليه وآله مع ذلك يبكي
    .
    فلما كان اليوم الثاني كنت مع النبي في مسجده إذ أتاه الحسين مع أخيه الحسن عليهما السلام وقال: يا جداه قد تصارعت مع أخي الحسن ولم يغلب أحدنا الآخر وإنما نريد أن نعلم أينا أشد قوة من الآخر، فقال لهما النبي : حبيبي يا مهجتي إن التصارع لا يليق بكما ولكن اذهبا فتكاتبا فمن كان خطه أحسن كذلك تكون قوته أكثر
    قال: فمضيا وكتب كل واحد منهما سطرا وأتيا إلى جدهما النبي فأعطياه اللوح، ليقضي بينهما فنظر النبي إليهما ساعة، ولم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال لهما : يا حبيبي إني نبي أمي لا أعرف الخط اذهبا إلى أبيكما ليحكم بينكما وينظر أيكما أحسن خطا
    .
    قال: فمضيا إليه وقام النبي أيضا معهما ودخلوا جميعا إلى منزل فاطمة عليها السلام.
    فما كان إلا ساعة وإذا النبي مقبل، وسلمان الفارسي، معه، وكان بيني وبين سلمان صداقة ومودة فسألته كيف حكم أبوهما وخط أيهما أحسن؟
    قال سلمان رضوان الله عليه: إن النبي لم يجبهما بشئ لأنه تأمل أمرهما وقال: لو قلت خط الحسن أحسن كان يغتم الحسين، ولو قلت خط الحسين أحسن كان يغتم الحسن، فوجههما إلى أبيهما.
    فقلت: يا سلمان بحق الصداقة والاخوة التي بيني وبينك وبحق دين الاسلام إلا ما أخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما ؟
    فقال: لما أتيا إلى أبيهما وتأمل حالهما رق لهما، ولم يرد أن يكسر قلب أحدهما قال لهما : أمضيا إلى أمكما فهي تحكم بينكما فأتيا إلى أمهما وعرضا عليها ما كتبا في اللوح، وقالا: يا أماه إن جدنا أمرنا أن نتكاتب، فكل من كان خطه أحسن تكون قوته أكثر، فتكاتبنا وجئنا


    إليه، فوجهنا إلى أبينا، فلم يحكم بيننا ووجهنا إليك، فتفكرت فاطمة بأن جدهما وأباهما ما أرادا كسر خاطرهما
    أنا ماذا أصنع ؟ وكيف أحكم بينهما ؟ فقالت لهما :
    يا قرتي عيني إني أقطع قلادتي على رأسكما، فأيكما يلتقط من لؤلؤها أكثر كان خطه أحسن وتكون قوته أكثر، قال: وكان في قلادتها سبع لؤلؤات ثم إنها قامت فقطعت قلادتها على رأسهما، فالتقط الحسن ثلاث لؤلؤات والتقط الحسين ثلاث لؤلؤات وبقيت الأخرى فأراد كل منهما تناولها فأمر الله تعالى جبرئيل بنزوله إلى الأرض وأن يضرب بجناحه تلك اللؤلؤة ويقدها نصفين فأخذ كل منهما نصفا.

    فانظر يا يزيد كيف رسول الله صلى الله عليه وآله لم يدخل على أحدهما ألم ترجيح الكتابة ولم يرد كسر قلبهما
    وكذلك أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام
    وكذلك رب العزة لم يرد كسر قلب أحدهما بل أمر من قسم اللؤلؤة بينهما لجبر قلبهما
    وأنت هكذا تفعل بابن بنت رسول الله ؟
    أف لك ولدينك يا يزيد.

    ثم إن النصراني نهض إلى رأس الحسين عليه السلام واحتضنه وجعل يقبله وهو يبكي ويقول:
    يا حسين اشهد لي عند جدك محمد المصطفى، وعند أبيك علي المرتضى وعند أمك فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين .
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    • منى محمد
      عضو مميز
      • 09-10-2011
      • 3320

      #17
      رد: هدية الاحباب

      معرفة قتل الامام

      قال المفضل :
      قلت لمولاي الصادق : أخبرني عن موت الإمام وقتله وكيف يكون ذلك ؟
      فتبسّم حتّى بدت نواجزه .
      ثم قال : لعلّك تقول في قتل الحسين وذبحه , ومقتل أمير المؤمنين , ومقتل زكريا ويحيى وعيسى ..
      قلتُ : يجول في صدري ذلك , يا مولاي ,
      قال الصادق : أن هؤلاء يا مفضل , أصفياء الله وأوليائه وخيرته , فتتوهّم أنه يذوقوهم حرّ الحديد على أيدي أعدائهم . وذلك في الظاهر تأكيداً لحجّة الله عليهم وامّا أن يقتلوا أو يذبحوا فإنّ الله يحفظ أوليائه وأصفيائه من ذلك والسلام .

      وفي معرفة قتل الحسين في الباطن ؟
      قال المفضل :
      سألت مولانا الصادق عن قوله تعالى :
      وفديناه بذبحٍ عظيم .
      قال الصادق : أن الحسن في زمن إبراهيم كان إسحاق .
      والحسين كان إسماعيل .

      قلتُ , يا مولاي : أخبرني بقصة المسيح .
      قال : هل ترى المسيح أفضل عند الله من جميع النبيين والمرسلين والأوصياء الطاهرين ولكنّ الله إذا أراد أن يظهر أمراً , أظهر بعضه ليستدلّ بذلك الظاهر على باطنه , ويستدلّ في البعض على الكلّ , لكي لا يستكبرون قدرة الله عزّ وجلّ ولا تنقطع عظمة الله عن أنبيائه و أوصيائه وأصفيائه .

      وكان الحسين بن علي أكرم على الله من أن يذيقه الحديد على أيدي الكفرة , وحاشا أن يذيقه حرّ الحديد , وإنّ عند الله من لطف التدبير ما يتلطّف بأوليائه , وينقذهم من أهل عداوته , ويهلك أعداءه وأعداء أوليائه بالحجّة البالغة , وأنّه عزّ وجلّ عادلٌ لا يجور , وحليم لا يميل , ولقد فعل الله سبحانه بالحسين فعلة لم يفعلها بالمسيح ولا زكريا ولا يحيى ولا بأحد من الأنبياء .

      وإنّ الذبح في الظاهر كان إلى إسماعيل الذي فدى بذبح عظيم , هو الحسين الذي هو عينه وأسمه ونسبه ,
      وليس بينهما فرق كأنّهما واحد ولقد ذُبح في الظاهر أكثر من ألف مرة على ما يتوهمون أهل الكفر , وإنّما الحسين مثله كمثل عيسى

      وقوله تعالى :
      وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.

      فهذه الصفة صفة قتل الأنبياء والأوصياء والأولياء والله يفعل ما يشاء .

      ثمّ قال الصادق : ما تقول أهل الكوفة في هذه الآية يا مفضل :

      يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) .

      قال المفضل : هل تريد يا مولاي , قول شيعتك أم قول غيرها ؟
      قال الصادق ع : أريد ما تقوله غير شيعتي .
      فقلتُ : يقولون أنّ الذي فدى إسماعيل بذبحٍ عظيم هو كبش أملح خرج من الجنة .
      قال الصادق ع : سبحان الله , إنّ الله لم يخلق للجنة شيئاً يُعذّبه بالقتل .

      إنّ هذا أيضاً من كفرهم يزعمون أنّ الله أخرج من الجنة كبشاً فذبحه بلا جرم ولا ذنب , والله تعالى عادلٌ لا يجور .
      يا مفضل أخبرني عن المفدي والمُفدى أيهما أعظم قدراً ؟
      قلت : كيف ؟
      قال : وفديناه بذبحٍ عظيم وجعل الأمر العظيم للمُفدي .
      قلتُ : سيدي هذا شيئ لا أعلمه ألا تُعلمني به ؟
      قال الصادق ع : ويحك , يا مفضل , لو علم الناس أمر ذلك الذّبح لطال تعجّبهم ووهلت عُقولهم وأزداد كفرهم وعدوانهم على الله ورسوله , ولكن طمس على أعينهم وختم على قلوبهم وحرمهم معرفة سرّه ومكنونه .

      يا مفضل , أنّ الكبش الذي فدى به الحسين كان الأدلم . أدلم قريش وهو يومئذ شيخ في تركيب كبش . أما رأيت , يا مفضل , قرينه في البيت الحرام معلقين ؟
      قلت نعم , يا مولاي قال :
      فذاك القرنان لذلك الكبش الذي فدي به الحسين .
      ثمّ ضحك الصادق ع حتّى بدت نواجذه .
      قلتُ يا مولاي ما الذي أضحكك ؟
      قال : يا مفضل إنّ الناس إذا إجتمعوا بالموسم بمكة المكرّمة رغبوا أن ينظروا إلى قرني الكبش تعجّباً لأنّه من الجنة , ونحن نقوم بالنظر إليهما تعجّباً , أنهما قرنا دلامه .
      فالناس يتعجّبون من شيئ ونحن نتعجّب من خلافه .
      ثمّ قال : يا مفضل , ما تقول شيعتي في ذلك ؟
      قلتُ , يا مولاي : يروى عن جابر عن الباقر في قوله :
      وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ .
      إنّ إسحاق هو الحسن والحسين إسماعيل .
      قال الصادق (ع) : صدقوا بما قالوه , فاالحسين أعظم خطراً عند الله من ان يُذبح , ولكنّ الناس لا يعلمون منزلة أولياء الله تعالى , وشيعتنا يسمعون الباطن منّا من علم الله وعلم وصيّه وعلم رسوله محمد ص فيؤدّونه إلى إخوانهم المؤمنين , ولا يقبلون من غيرهم الباطل , وهو أعظم عند الله . ويبطلون الحقّ ويحقّون الباطل , والله أعلم بلطفه وتدبيره لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون :
      وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ .

      وقال : انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .
      وقال تعالى في موضع آخر : لعلّهم يعقلون ولعلّهم يتفكّرون .
      فضرب سبحانه وتعالى أمثالاً في كتابه للناس وما يعقلها إلاّ العالمون .
      قال المفضل : يا مولاي , والله أشفيتني وأذهبت عني كل همٍّ وغمّ ,
      قال الصادق ع : إنّ الله تعالى شفاءً لما في الصدور وهدًى ورحمةً للمؤمنين والباطن هو شفاء للصدور , قلتُ الحمد لله على ذلك .
      قال : يا مفضل هذا سبب ذبح الكبش , ألم أخبرك بتفصيل اليوم الذين أجتمعوا على قتل الحسين .

      قلتُ : نعم أخبرني يا مولاي , عن قصة الحسين كيف أشتبه على الناس قتله وذبحه كما أشتبه على من كان قبلهم في قتل المسيح .
      قال الصادق ع : يا مفضل هذا سرّ من أسرار الله أشكله على الناس , فعرفوه خاصّة أولياءه وعباده المؤمنون المختصّون من خلقه .
      إنّ الإمام يدخل في الأبدان طوعاً وكرهاً ويخرج منها إذا شاء طوعاً وكرهاً كما ينزع أحدكم جبّته وقميصه بلا تكلّف ولا ريب , فلمّا أجتمعوا على الحسين ليذبحوه , خرج من بدنه ورفعه الله إليه , ومنع الأعداء منه , وقد سخط سخطة جبّار عنيد ولا تقوم بعظمته السموات والأرض والجبال , إنّه قادرٌ سبحانه أن يُعاجلهم العذاب , ولكنّه حليم ذو بأس لا يخشى القوة , ولا خلف لوعده , ولا معقّب لحكمه كما وصف سبحانه , إنّه يقول ما يشاء ويظهر في حجاب ما يشاء وإنّما يعجل من يخاف القوة .

      فأمّا الله إذا أراد أن يخلق شيئاً يقول له كُنّ فيكون , فإنّه تعالى لا يعجّل العقوبة , وإنّ الحسين لمّا خرج إلى العراق وكان الله محتجب به وصار لا ينزل منزلاً صلوات الله عليه إلاّ ويأتيه جبريل فيحدّثه حتى إذا كان اليوم الذي أجتمعت فيه العساكر عليه وأصطفّت الخيول لديه وقام الحرب , حينئذٍ دعا مولانا الحسين جبريل , وقال له :
      يا أخي من انا ؟
      قال : أنت الله الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم والمُميت والمُحّي, أنت الذي تأمر السماء فتطيعك والأرض فتلتهي لأمرك والجبال فتُجيبك والبحار فتُسارع إلى طاعتك وانت الذي لا يصل إليك كيد كائد ولا ضرر ضارّ .

      قال الحسين : أفترى هذا الخلق المنكوس تحدّثهم أنفسهم أن يقتلوا سيّدهم لضعفهم , ولكنّهم لن يصلوا إلى ذلك , ولا إلى أحد من اولياء الله , كما أنّهم لن يصلوا إلى عيسى وإلى أمير المؤمنين عليّ , ولكنّهم عملوا ذلك ليحلّ عليهم العذاب بعد الحجّة والبيان .

      قال الحسين : يا جبريل , إنطلق إلى هذا الملعون الضّال الجاحد المنكوس , وقل له : من تريد أن تُحارب ؟
      قال فا نطلق جبريل في صورة رجل غريب مجهول , فدخل على عمر بن سعد وهو جالس على كرسيه بين قواده وحرّاسه وأبوابه , فخرق صفوفهم حتّى وصل إليه ووقف بين يديه .
      فلمّا نظر إليه عمر بن سعد إرتاب منه , وأرتعب وقال له :
      من انت ؟
      قال جبريل : أنا عبد من عبيد الله جئتُ اسألك عمّن تريد ان تُحارب ؟
      قال : أريد أن أحارب الحسين بن علي , وهذا كتاب عُبيد الله بن زياد يأمرني فيه ان أقتل الحسين بن علي وأوجه إليه رأسه وأعتزل العسكر .
      فقال له : ويحك تقتل ربّ العالمين واله الأولين والآخرين وخالق السموات والأرض وما بينهما .
      فلمّا سمع عمر بن سعد ذلك أخذه الخوف وقال لقواده :
      خذوه فتبادروا إليه بالأعمدة والسيوف قال :
      فتفل في وجوههم تفّلة خرّوا على وجوههم من أثرها منكوسين , وخرّ الملعون ابن سعد على وجهه من فوق كرسيّه منكوس , فلمّا أفاق وأصحابه إذا بجبريل قد خرج ولم يروا شيئاً فازداد عمر بن سعد رعباً وخوفاً , ونظر إلى أصحابه
      وقال : الويل لكم هل سمعتم بمثل ما مرّ عليكم وهل رأيتم مثل ما رأيتم ؟
      قالوا : ما رأينا ولا سمعنا ان رجلاً يدخل على ملك مثلك له بوابين وحجاب وعسكر وقواد , فيدخل عليه رجل غريب لا يعلم ولا يشعر به أحد حتّى يتمثّل بين يديك ويتكلّم بمثل ما كلّمك به , ثم هممت وهممنا أن نأخذه ونقتله تفل في وجوهنا تفّلةً فخرّينا باهتين ,
      فقال اللعين عمر بن سعد أخبروني ما هذا وكيف العمل ؟
      فتكلّم شيخٌ من الحاضرين , وقال : أصلح الله عملك أيّها الأمير لا يهولنّك ما رأيت فربّما يكون إبليس اللعين قد تزيّنا لنا ولك , كي يخوفنا .

      فقال عمر : ويحكم إنّ إبليس من أحد أعواننا , ونحن من حزبه وجنده متّفقين على قتل إبن بنت رسول الله , فكيف يخوننا ويروّعنا ؟
      وأمّا أمر الرجل فقد أخلج صدري وأشغلني عن أمري ,
      فقال رجل من القوم : أصلح الله الأمير أنّه تحقق عندي معرفة الرجل , ولا يعرفه غيري .
      قال : هات ما عندك .
      قال الرجل : إنّ الحسين وأباه كانا يشتغلان بشيئ من السحر ولا بد قد بلغك عن عليّ شيئ كثير من هذا الفنّ .
      وكان يزعُم أنّ سحره دلالة .
      قال : صدقت أصبت , قد بلغني عنه شيئ من ذلك السحر ولا يمكن أمرنا هذا إلاّ إلى السحر وما ذكرته إلى هذه الساعة ولولا أن تكون قد ذكّرتني من سحره لكان قد بدا إليّ عند محاربته , وكنت قد هممتُ بإعتزالي , ولكن أتوني بقوسي فقد قوي قلبي وذهب عنّي رعبي , وأشهدكم عليّ أنّه بريئ مما كان عليه عليّ بن أبي طالب وما عليه ولده الحسين ثم رمى سهمه , وقال إلى رجاله وعسكره :
      إنّي أوّل من يرمي سهمه في عسكر السّاحر . وأمر الناس ان يتهيّأوا بسلاحهم إلى قتال إبن بنت رسول الله .

      وكان أوّل من طلعت طلائعه رجلان حبشيان عظيمان وكأنّ عيونهما الجمر فلمّا نظرهما الحسين قال : يا جبريل , أريد أن تأتيني بهذين الرجلين في تراكيبهما في المسوخية .
      فحينئذٍ مدَّ جبريل يده فأخذهما عن ظهر فرسيهما .
      فأحضرهما بين يدي مولانا الحسين .
      فإذا هما كبشان أملحان .
      قال : فهتف الحسين هتفة وقال : إرجعا إلى ما تعرفان به , فإذا هما رجلان أسودان ملعونان في دماغ كلُّ واحد منهما حديدة , فإذا هي تدخل في دماغ كلّ واحد منهما من دبره .
      قال الحسين : يا أخي يا جبريل , من هذين اللعنين ؟
      قال : يا مولاي , هذا سعد ومعاوية .
      قال الحسين : قرّبا منّي أيّها اللعينين .
      قال : كيف رأيتما عذابي ونقمتي في مسوخيتكما ؟
      قال : لقد رأينا أشدّ العذاب .
      فأخرجنا من المسوخية إلى الأبدان البشرية فقد عرفنا سبيل الحقّ , فارحمنا برحمة منك , يا أرحم الرحمين .
      قال : لا رحمكما الله هذا لكما , ومردودين ألف سنة بالمسوخية في قالب بعد قالب أُشدّد عليكما عذابي ونكالي جزاء لما كسبتما .

      فقالوا العفو اغفر لنا , فقال : لا غفران لكما ولا رحمة , فإنّ رحمتي وعفوي للأولياء والأصفياء , وإنّ نقمتي وبأسي ونكالي لأعداء الله الظالمين .
      ثمّ صاح بهما صيحة فساحا في الأرض .
      قال المفضل : يا مولاي , هل كان مع الحسين يومئذ من المؤمنين الموحّدين أحد ؟
      قال الصادق : كان معه مؤمن موحّد وستراه معنا . قال وحضر أبو الخطاب .
      فقلت : إسمع يا أبا الخطاب ما يقول مولاي الصادق :
      فقال أبو الخطاب : نعم كنتُ أنا معه .
      ثم رجع مولانا جعفر الصادق إلى حديثه .
      فقال : إنّ الحسين لمّا أحدقوا به طلب جبريل وميكايل وإسرافيل فأجابوه : لبّيك يا ربّنا .
      فقال : إعتلوني إلى الهواء . فأعلى الحسين وغلامه جبريل .
      ثمّ تلا قوله :
      لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم .
      ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر .

      قال المفضل : يا مولاي أكان أصحاب الحسين يَرون جبريل ؟
      قال الصادق : نعم ويَرون ميكائيل وإسرافيل وأنا أراهم وأنت تراهم .
      قال المفضل : يا مولاي وأنا أرى جبريل و إسرافيل وميكائل ؟ قال : نعم
      قلتُ يا مولاي في صورة واحدة أم في صور شتّى ؟
      قال عليه السلام : بل في صورتنا .
      قال المفضل : يا مولاي , متى رأيت جبريل ؟
      قال رأيته اليوم .
      قال المفضل : وأين ؟
      فقال : في منزلنا هذا .
      قلتُ : وفي أيّ وقت ؟
      قال الصادق : في ساعتك هذه أتحبّ أن يُكلّمك ؟
      قلت أي ولله .
      قال : يا أبا الخطاب أنت جبريل ؟
      قال أبو خطاب : والله أنا جبريل , وأنا والله الذي وجّهني الحسين منه السلام إلى الملعون عمر بن سعد , وأنا الذي كلّمته وأكببتُ وجهه في النار هو وأصحابه أجمعهم , وأنا المتولي عذابهم بأمره , وأنا صاحب آدم الأول وأمرني فهتفتُ بالخلق هتفة واحدة , فقطعتُ منهم الأوصال وأوثقتهم بالسلاسل والأغلال , وأنا صاحب نوح ودعوة إبراهيم حين جحدوه ورموه بالنار , وأنا والله كنت معه فما أصابني الا وإيّاه حرّ النار , وأنا صاحب دانيال والتابوت والصُحف , وأنا والله كتبتها بيدي وخطّي , وأنا لم أشكّ قط ّ ولا أشكّ أبداً في ربوبيته , وأنا صاحب موسى وعيسى ومحمد . وأنا أبو خطاب وأبو الطيّبات , وأنا الذي صاح بأهل المؤتكفة صيحةً فدمّرتهم ,
      وأنا بين يدي كُلُّ إمام في كلّ عصر وزمان
      على صور مختلفة وأسماء مختلفة ,
      وأنا مع القائم بين يديه أنسف الظالمين بسيفه , ويأمرني فأطيعه
      , وأنا أُحيي وأُميت وأرزق بأمر ربي .

      ثم أقبل رجلان لم أعرفهما .
      فقال الصادق : أتعرف هذين ؟
      قلتُ : لا يا مولاي .
      قال : هذان ميكائيل وإسرافيل , أحدهما كان في المشرق والآخر كان في المغرب .
      قلتُ : يا مولاي فما كانا يصنعان ؟
      فقال وجّهتهما في حاجة .
      قال : هل كانا معك يا أبا الخطاب على عهد رسول الله وعلى عهد أمير المؤمين عليّ ؟
      قال أبو الخطاب : نعم وعلى عهد عيسى وموسى وإبراهيم ونوح .
      ومن قبل كانا على عهد آدم عليه السلام .
      قال المفضل : جلّ ربّي ما أعظم شأنه .

      فنظر إليّ مولاي الصادق ,
      وقال لي : يا مفضل لقد أعطيت فضلاً كثيراً وتعلّمت علماً باطناً
      فعليك بكتمان سرّ الله ولا تُطلع عليه إلاّ وليّاً مُخلصاً فإن فشيته إلى أعدائنا فقد أعنت على قتل نفسك .
      فقلت : إننّي سوف أفعل ذلك , وإنّني , يا مولاي رأيتُ العجب من كتمان هذا الخلق والبشر وكيف توصينا وتأمرنا بكتمانه .
      قال : يا مفضل إنّ الله عزّ وجلّ أحبّ سبحانه أن يُعبد سرّاً
      قلتُ : صدقت يا مولاي وسيدي , والحمد لله ربّ العالمين .


      المصدر : فضائل مولانا جعفر الصادق عليه السلام
      الهَفْت الشَريف
      صفحة 93 .
      ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
      أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
      كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
      هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

      Comment

      • منى محمد
        عضو مميز
        • 09-10-2011
        • 3320

        #18
        رد: هدية الاحباب

        كربلاء

        عن أبي جعفر عليه السلام قال :
        خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة و عشرين ألف عام
        و قدّسها و بارك عليها , فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى جعلها أفضل أرض في الجنة , و أفضل منزل و مسكن يسكن الله فيه أوليائه في الجنة .
        وعن علي بن الحسين عليه السلام قال :
        إتّخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة و يتخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام
        وأنّه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعت كما هي تربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة
        و أفضل مسكن في الجنة لا يسكنها الاّ النبيون و المرسلون
        وأولوالعزم من الرسل .
        وإنها لتزهر بين رياض الجنّة جميعاً وهي تنادي أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التى تضمنت سيّد الشهداء و سيّد شباب أهل الجنة .
        وقال صفوان الجمّال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
        إنّ الله تبارك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعض
        فمنها ما تفاخرت , ومنها ما بخت , فما من ماء ولا أرض الاّ عوقبت لتركها التواضع لله , حتى سلط الله المشركين على الكعبة وأرسل الى زمزم ماءً مالحاً حتى أفسد طعمه ,
        وأنّ أرض كربلاء وماء الفرات أوّل أرض و أوّل ماء قدّس الله تبارك وتعالى
        فبارك الله عليها , فقال لها تكلمي بما فضّلك الله تعالى , فقد تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض ,
        قالت أنا أرض الله المقدسة المباركة الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك , ولا فخر على من دوني , بل شكراً لله , فأكرمها وزاد في تواضعها و شكرها الله بالحسين عليه السلام و أصحابه
        ثم قال أبو عبد الله عليه السلام :
        من تواضع لله رفعه الله و من تكبّر و ضعه الله تعالى .
        و قال عليه السلام :
        إنّ أرض الكعبة قالت من مثلي وقد بنى الله بيته على ظهري
        و يأتيني الناس من كل فج عميق , و جُعلت حرم الله و أمنه
        فأوحى الله إليها أنّ كُفّي و قرّي فوعزّتي و جلالي , ما فضّل ما فُضّلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء الاّ بمنزلة الإبرة غُرست في البحر فحملت من ماء البحر , ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك ولولا ما تضمنته أرض كربلاء لما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت به فقرِّي و استقرِّي وكوني دنيّاً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلا والاّ سِختُ بكِ و هَويتُ بكِ في نار جهنم .

        وعن أبو جعفرعليه السلام قال :
        الغاضرية هي البقعة التي كلّم الله فيها موسى بن عمران عليه السلام و ناجى نوحاً فيها وهي أكرم أرض الله عليه , ولولا ذلك ما استودع الله فيها أوليائه و أنبيائه .
        وعن أبي عبدالله عليه السلام قال :
        موضع قبر الحسين عليه السلام من يوم دفن روضة من رياض الجنّة ومنه معراج يعرج بأعمال زوّاره الى السماء , فليس ملك في السماء ولا في الأرض الاّ وهم يسألون الله في زيارة قبر الحسين عليه السلام فَفوجٌ ينزل و فوجٌ يعرج .

        المصدر : عجائب الملكوت .
        ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
        أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
        كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
        هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

        Comment

        • منى محمد
          عضو مميز
          • 09-10-2011
          • 3320

          #19
          رد: هدية الاحباب

          السبايا في لبنان

          المعجزة في رأس بعلبك.

          بدايةً تشير الروايات إلى أن أهل حمص قرّروا فيما بينهم على مواجهة الجند الأموي
          لاستخلاص الرؤوس الشريفة ولتحرير سبايا أهل البيت ( ع)
          فلما علم الأمويون بذلك تجنبّوا حمص وجدّوا في المسير حتى أدركهم المساء عند كنيسة جر أجلين أو دير جراجيس الراهب , وبتتبع المسير استوقفتنا بلدة الراس أو ( رأس بعلبك) لمجرد اسمها في البداية عند تفحص معالمها واستخبار تاريخها وجدنا فيها الكثير من المعطيات الاثرية والمرويات الشفوية التي تدعم السير التاريخية .
          فالبلدة تقع على الطريق الرئيسية بين بعلبك وحمص في بقعة استراتجية مميزة عند ممر إجباري لكل القوافل القاصدة بلاد الشام , إذ تعد ملتقى الطرق بين حمص وطرابلس وبعلبك ودمشق .
          وتشتهر البلدة بينبوعها المعروف بــ دير الراس أو [ دير السيدة ] وهو بيت القصيد !! .

          فهل هناك أية روابط بحادثة الديراني الآنفة الذكر ولجوء موكب السبي إليه للاحتماء ؟
          ومن أين استقت هذه البلدة تسميتها ؟
          فهنالك مغارة طبيعية تشرف على البلدة
          تعرف بمغارة قوليه أو ( قراقوليس الراهب ) التي اتخذها للتعبد والتنسك .

          وعند أسفل الجبل يقع دير الرأس العجائبي الذي كان ينتقل إليه الراهب المذكور , وهو مزار مقدس ومشهور تكرمه سائر الملل والنحل من مختلف الطوائف لا سيما المسيحيون والشيعة على وجه الخصوص .
          وفيه مرويّات قوية عن البئر الذي يتوسط الدير إذ جرت العادة منذ سالف الأزمان وحتى يومنا هذا حيث يقصد هذا البئر لما فيه من بركات وزواره ممن يعانون الأمراض لا سيما العقم أو العقر أو لمن ليس لديه إلا ولد واحد بأن يقال عنده
          ( يا بير الراس خلّي يجي عراسي راس ) ثلاث مرات فبإذن الله يحصل المراد .

          ومما يستفاد مما تقدم مسألتان :
          الأولى : تسمية البلدة بالراس نسبة إلى رأس الإمام الحسين ( ع) وما جرى مع راهب الدير .

          الثانية : تسمية الدير بقراقوليس التي عرّبها العرب يوماذاك بــ جراجلين أو جراجريس فتم تخفيفها كلغة الأقباط وأهل مصر لا سيما وأن جمهرة كثيرة ممن تعاهدوا الدير المقدس قد جاءوا من الأمصار العربية المختلفة حتى وصلت شهرته لدرجة كان يتقدم أحياناً على دير صيدانايا الشهير , فيصبح أن هذا الدير هو نفسه الذي ذكره الرواة .

          ومما جاء في تاريخ الدير بأنه يعد من أقدم أديار لبنان وقد بني على أنقاض هيكل روماني .
          وبعد أن تجاوزت القافلة بلدتا العين والنبي عثمان وصلت إلى اللبوة حيث الممر القسي للقاصدين إلى بعلبك ومن اللبوة تابعت القافلة سيرها تجاه بعلبك عبر رسم الحدث .

          يوم اللقاء .

          وما إن وصلت القافلة المدينة حتى خرج أهلها ليستقبلوا موكب السبي ظناً منهم أنهم من سبي الروم حسبما روّج الجند الأموي , فتداعى جميع الناس إلى مرجة رأس العين حيث حطت الرحال للتفرج على الأسارى والسبايا عبر بوابة ( رأس العين ) التي كان آثارها بادية حتى مطلع القرن التاسع عشر لأن نبع رأس العين كان يقع خارج أسوار بعلبك في العهد الإسلامي .

          لكنهم فوجئوا عند مشاهدة الراحلة وصعقوا عند مناظرة السبايا
          نسوة مخدرات يمشين على استحياء وقد بدت عليهن إمارات التقى وعلامات الإيمان , تتقدمهن السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب( ع) التي قامت تخطب بالجموع بكلام ألهب صدور الحاضرين . فكان أن حاولت ثلّة من المؤمنين أخذ رأس الإمام الحسين ( ع) ودفنه إلا أن الجيش الأموي تدافع ومنعهم من تحقيق ذلك .

          وتخليداً لهذه الحادثة ووفاءً لصاحبها بنى أهل المدينة مزاراً للرأس الشريف الذي تحول فيما بعد إلى مسجد واليوم يعرف بمسجد رأس الحسين ( ع) أو مسجد رأس العين .


          عند ذلك تحرك الموكب مسرعاً متوجهاً نحو دمشق عبر باب الشام الذي كان يقع محاذاة حارة المسيحيين اليوم وهناك توفيت السيدة خولة بنت الإمام الحسين حيث تمّ دفنها بجانب شجرة سرو قديمة وهي ابنة صغيرة لا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات .

          ثم خفي قبرها عن الكثيرين للاضطهاد الكبير الذي حلّ بأهل بيت الرسول ( ص) .

          اكتشاف المشهد .

          أخذت قدسية المكان تظهر شياً فشيئاً حتى كانت تلفت تلك اللطائف والأنوار كثيراً من الناس , ومما ثبت أن رجلاً من آل جاري صاحب البستان الذي يحوي قبرها الشريف رأى طفلة صغيرة جليلة في منامه فقالت له ( أنا خولة بنت الإمام الحسين مدفونة في بستانك ) وعينت له المكان وأمرته بالقول : حول الساقية ( ساقية مياه رأس العين ) عن قبري لأن المياه تؤذيني ,لأنها كانت آسنة لكن الرجل لم يلتفت للأمر , فجاءته ثانية وثالثة ورابعة حتى انتبه الرجل فزعاً من هذه الرؤى , فهرع عندها للاتصال بنقيب السادة من آل مرتضى في بعلبك وقص عليه الرواية , فذهب النقيب ومن حضر من الأهالي واحتفروا المكان المشار إليه وإذ بهم أمام قبرٍ يحوي طفلة ما تزال غضة طرية , فأزاحوا البلاطات واستخرجوا جسدها المبارك ونقلوه بعيداً عن مجرى الساقية وبنوا عليه قبة صغيرة للدلالة عليه .
          ولبنان يعتز بأن تحتضن تربته بضعة من سيد الشهداء وأن يكون رأس الإمام الحسين الشريف قد لامس تربته , فأي كرامة أعزُّ من تلك الكرامة .

          مختارات من المصدر : دليلك إلى المزارت الدينية .
          السيدة خولة بنت الإمام الحسين ( ع) بعلبك
          المؤلف : الدكتور حيدر نايف خير الدين .
          ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
          أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
          كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
          هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

          Comment

          • منى محمد
            عضو مميز
            • 09-10-2011
            • 3320

            #20
            رد: هدية الاحباب

            هذه قصه واقعيه حدثت للشاعر (الخليعي الموصلي) في أيام صباه مع زوار الأمام الحسين عليه السلام

            تعود أحداث القصه الى قبل ولادة الشاعر الى أيام صباه،فكان له أبوان من المخالفين ناصبيان يبغضان أهل بيت العصمه عليهم السلام، ولم يكن لهم ولد فنذرت أمه اذا رزقت بولد ذكر فأنها ستبعثه لقتل زوار الحسين عليه السلام من أهل جبل عامل اللبنانيه الذين يعبرون الموصل لزيارة الحسين عليه السلام في كربلاء ..

            وبالفعل رزقهما الله بولد وهو الشاعر الخليعي وقد ربته والدته على بغض أهل البيت والعداء لهم ولشيعتهم، وما أن كبر وبلغ السعي أرادت الأم ان تفي بالنذر فعرفت ابنها بالأمر وزرعت في قلبه بغض شيعة آل البيت عليهم السلام وبالخصوص زوار الحسين عليه السلام فبعثته لوفاء النذر وقطع الطريق على الزوار لقتلهم.

            وبالفعل ذهب الولد لكي ينفذ نذر أمه وذهب الى الطريق المؤدي الى كربلاء، وبدأ ينتظر قوافل الزوار وفي اثناء الانتظار اعياه السفر واتعبه واستسلم الى النوم في طريق القوافل، فمرت الى جانبه قافله تسير وكان بها زوار للحسين عليه السلام ولكنه لم ينتبه من نومه فغطى جسده ولحيته ووجهه غبار الزوار .

            وعندما استيقظ من النوم انزعج لأنه لم يؤدي النذر وعاد الي البيت على ان يرجع في اليوم الثاني لأداء النذر ، وفي نفس الليله رأي في المنام كأن القيامه قد قامت وجاء دوره للحساب وأمر به الى النار لأنه من مبغضين أهل البيت ع وممن أرادوا قتل زوار الحسين عليه السلام ولكن أمرا حال دون دخوله النار اذ رأى أن النار لا تحرق بدنه وأن غبار القافله الذي كان على بدنه كان بمثابة الحاجز يمنع النار من الوصول الى بدنه !!!

            استيقظ الولد (الشاعر الخليعي) من نومه قد عصفت روح الهدايه في قلبه وضميره ووجدانه، فأجهش بالبكاء نادما على ما مضى وقرر أن يتوب وذهب الى كربلاء مسرعا نادما تائبا يعتذر الى سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين عليه السلام .

            فأنشأ اثر تلك الحادثه هذه الأبيات:
            اذا شئت النجاة فزر حسينا.....لكي تلقى الاله قرير عين
            فان النار ليس تمس جسما.....عليه غبار زوار الحسين


            السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

            منقول .
            ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
            أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
            كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
            هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

            Comment

            • منى محمد
              عضو مميز
              • 09-10-2011
              • 3320

              #21
              رد: هدية الاحباب

              دعاء للوالدين


              من كتاب الصحيفة السجادية الكاملة
              دعاء الامام زين العابدين لوالديه عليهما السلام


              اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وأهل بيته
              الطاهرين، واخصصهم بأفضل صلواتك ورحمتك وبركاتك
              وسلامك، واخصص اللهم والدي بالكرامة لديك
              والصلاة منك، يا أرحم الراحمين، اللهم صل على
              محمد وآله، وألهمني علم ما يجب لهما علي إلهاما، واجمع
              لي علم ذلك كله تماما، ثم استعملني بما تلهمني منه،
              ووفقني للنفوذ فيما تبصرني من علمه، حتى لا يفوتني استعمال
              شئ علمتنيه، ولا تثقل أركاني عن الحفوف فيما ألهمتنيه
              اللهم صل على محمد وآله كما شرفتنا به، وصل على محمد
              وآله، كما أوجبت لنا الحق على الخلق بسببه، اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرهما بر
              الأم الرؤف، واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما أقر
              لعيني من رقدة الوسنان، وأثلج لصدري من شربة
              الظمآن حتى أوثر على هواي هواهما، وأقدم على رضاي
              رضاهما، وأستكثر برهما بي وإن قل، وأستقل بري بهما
              وإن كثر، اللهم خفض لهما صوتي، وأطب لهما كلامي
              وألن لهما عريكتي، وأعطف عليهما قلبي، وصيرني بهما
              رفيقا، وعليهما شفيقا، اللهم اشكر لهما تربيتي، وأثبهما
              على تكرمتي، واحفظ لهما ما حفظاه مني في صغري، اللهم و ما مسهما مني من أذى، أو خلص إليهما عني من مكروه
              أو ضاع قبلي لهما من حق فاجعله حطة لذنوبهما،
              وعلوا في درجاتهما، وزيادة في حسناتهما، يا مبدل
              السيئات بأضعافها من الحسنات، اللهم و ما
              تعديا علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل
              أو ضيعاه لي من حق، أو قصرا بي عنه من واجب
              فقد وهبته لهما، وجدت به عليهما، ورغبت إليك
              في وضع تبعته عنهما، فإني لا أتهمهما على نفسي،
              ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري


              يا رب، فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي،
              وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو أجازيهما
              على مثل، أين إذا - يا إلهي - طول شغلهما بتربيتي؟
              وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على
              أنفسهما للتوسعة علي؟! هيهات ما يستوفيان مني
              حقهما، ولا أدرك ما يجب علي لهما، ولا أنا بقاض
              وظيفة خدمتهما، فصل على محمد وآله، وأعني يا خير
              من استعين به، ووفقني يا أهدى من غرب إليه
              ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والأمهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون، اللهم صل
              على محمد وآله وذريته، واخصص أبوي بأفضل ما
              خصصت به آباء عبادك المؤمنين وأمهاتهم يا
              أرحم الراحمين، اللهم لا تنسني ذكرهما في أدبار
              صلواتي، وفي آن من آناء ليلي، وفي كل ساعة من
              ساعات نهاري، اللهم صل على محمد وآله، واغفر لي
              بدعائي لهما، واغفر لهما ببرهما بي مغفرة حتما، وارض
              عنهما بشفاعتي لهما رضى عزما، وبلغهما بالكرامة مواطن
              السلامة، اللهم وإن سبقت مغفرتك لهما فشفعهما في، وإن سبقت مغفرتك لي فشفعني فيهما، حتى نجتمع
              برأفتك في دار كرامتك و محل مغفرتك ورحمتك، إنك ذو
              الفضل العظيم، والمن القديم، وأنت أرحم الراحمين.
              ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
              أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
              كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
              هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

              Comment

              Working...
              X
              😀
              🥰
              🤢
              😎
              😡
              👍
              👎