إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

وفاة السيده مريم عليها السلام

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابومصطفى
    عضو مميز
    • 10-10-2008
    • 1712

    وفاة السيده مريم عليها السلام

    = سلام =

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    بمناسبة الوفاة أقدم أحر التعازي
    لسيدي ومولاي الإمام الحجّه وو صيّه
    سلام الله عليهما





    السيّدة مريم بنت عمران(ع)

    هي السيدة الطاهرة العذراء المعصومة الزكية الطيبة الطاهرة التقية، سيدة نساء عالمها، مريم بنت عمران(ع)، من نسل إبراهيم خليل الرحمن(ع).

    ولادتها(ع)

    رُوي أنّ حنّة زوجة عمران كانت عاقراً لم تلد، إلى أن عجزت، فبينما هي في ظلّ شجرة أبصرت بطائر يطعم فرخاً له، فتحرّكت عاطفتها للولد وتمنّته فقالت: يا ربّ إنّ لك عليّ نذراً، شكراً لك، إن رزقتني ولداً أن أتصدّق به على بيت المقدس فيكون من سَدَنته وخدمه. وقد استجاب لها الله سبحانه، فحملت، وأثناء حملها توفي زوجها عمران.
    وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الواقعة بقوله تعالى: {ربِّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرّراً فتقبّل منّي إنّك أنت السميع العليم} [آل عمران:35].
    حياتها(ع)
    كانت حياة السيدة مريم(ع) عبارة عن سلسلة من الامتحانات والبلاءات والمعاجز والصبر على ما كتب الله تعالى، وأولى تلك الامتحانات أن أمها، التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل، وأسفت حنّة واعتذرت لله عزّ وجل فقالت: {ربّ إنّي وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى}[آل عمران:36].
    ولكن الله سبحانه وتعالى قبل هذا النذر، وجعله نذراً مباركاً وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم: {فتقبّلها ربّها بقبولٍ حسن وأنبتها نباتاً حسناً..} [آل عمران:37].
    وقد ولدت مريم(ع) يتيمة، فآواها الله عند زوج خالتها نبي الله زكريا(ع)، وكان هذا من رحمة الله بمريم ورعايته لها، قال تعالى: {وكفّلها زكريا} [آل عمران:37].
    وشبّت مريم(ع)، وبيتها المسجد، وخلوتها فيه، وبلطف الله بها كان الطعام يأتيها من الغيب، وكلما زارها النبي زكريا(ع)، وجد عندها رزقاً، فكان يسأل عن مصدر هذا الرزق لأنه هو كافلها، ويأتي الجواب: {هو من عند الله يرزق الله من يشاء بغير حساب} [آل عمران:37]
    وطوال تلك المدة كانت مريم(ع)، وهي المنذورة المقيمة في المحراب، فتاة عابدة قانتة في خلوة المسجد تحيي ليلها بالذكر والعبادة والصلاة والصوم.
    الامتحان الأكبر
    كان الامتحان الأكبر لمريم(ع)، العابدة الزاهدة المطهرة، أن بشّرها الله سبحانه وتعالى بولد منها، وهي من غير زوج، فقالت: {أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر} [آل عمران:47]، ولكن الأمر الالهي أتى، ولا مردّ له، {كذلك قال ربّك هو عليّ هيِّن ولنجعله آية للناس ورحمة منّا وكان أمراً مقضياً} [مريم:21].
    إن الله سبحانه وتعالى أخرج هذه الآية العظيمة للناس حتى يمتاز المؤمنون عن الكافرين، فشاءت حكمته أن تبتلى امرأة عابدة صالحة بحمل من غير زوج، يصدّقها الصادقون المؤمنون، ويكذّبها الكافرون المجرمون، ويكون ابنها الذي قضاه الله وقدّره على هذه الصورة معجزة وآية في خَلقه وخُلقه، رحمةً للناس في زمانه، وبعد زمانه، وليمهّد الطريق لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله(ص).
    بعد أن حملت مريم(ع)، وبدأ بطنها يكبر، خرجت من محرابها في بيت المقدس إلى مكان تتوارى فيه عن أعين الناس حتى لا تلفت الأنظار، ولا تثير في وجهها الاتهامات، وقد ألجأها المخاض إلى جذع النخلة، وهي وحيدة طريدة، فتضع حملها ولا أحد إلى جانبها يعتني بها ويواسيها... وقد اجتمعت كل هذه الهموم والمصاعب على السيدة مريم(ع)،وهي من هي في عالم الايمان والتقوى، حتى وصل الأمر بها إلى أن تتمنّى الموت كما أشار القرآن الكريم: {قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسياً} [مريم:23].
    وحاشا لله، سبحانه وتعالى، أن يترك إنساناً آمن به ولجأ إليه، وخاصة إذا كان كمريم المصطفاة(ع) التي أتاها النداء الإلهي ليعطيها الأمن والأمان.. فناداها مولودها من تحتها: {ألا تحزني قد جعل ربّك تحتك سريا وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً} [مريم:24ـ25].
    ..وهنا تأتيها المعجزات بالجملة، فهذا جدول ماء رقراق يفجّره الله لها، وها هي،وهي ضعيفة من آثار الولادة، تستطيع أن تهزّ جذع النخلة فيتساقط عليها الرطب جنيا.
    أما مسألة لقائها قومها، فقد تكفّل بها الرحمن، جلّ وعلا، حين أمرها بالصوم عن الكلام، ولتدع ابنها، السيد العظيم، يتولى الدفاع عنها، وبيان المهمة الكبيرة، والرسالة العظيمة التي سيؤديها.
    ولمّا أتت قومها، واستغربوا حملها وإنجابها، أشارت إلى طفلها الوليد، فاستنكروا ذلك وقالوا: {كيف نكلّم من كان في المهد صبيا} [مريم:29].
    ولكن الله سبحانه وتعالى أنطقه قائلاً: {إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً* وبراً بوالديت ولم يجعلني جباراً شقياً* والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً} [مريم:30ـ33].
    ...وهكذا يشاء الله سبحانه وتعالى لمريم العابدة(ع) ولابنها النبي عيسى(ع)، أن يواصلا رحلتهما لأداء الرسالة الإلهية التي حمّلها إياها.
    مريم بنت عمران في القرآن والحديث
    أ
    عوذ بالله من الشيطان الرجيم
    (وَإِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) [آل عمران/ 43-45]

    حديث الملائكة لها باصطفائها وتطهيرها
    دلت هذه الآيات الثلاث البينات من سورة آل عمران بكل صراحة ووضوح على ما لمريم بنت عمران من المنازل السامية والكرامات الخاصة العالية لها عند الله سبحانه، وعند قومها من بني إسرائيل، فالآية الأولى من هذه الآيات الثلاث دلت على ان مريم كانت محدثة قد حدثتها الملائكة ونادتها باسمها تبشرها بالبشارة العظمى وهي اصطفاء الله تعالى لها، وتطهيرها، واصطفاؤها أخيراً على نساء العالمين، ومعنى الاصطفاء هو الاختيار. وقد جاءت كلمة اصطفاك مكررة مرتين، ولا بد أن يكون التكرار لحكمة.
    الحكمة في تكرار اصطفاءها
    وقد ورد عن أبي جعفر الباقر~ أن المراد من الاصطفاء الأول هو إن الله اختارها من ذرية الأنبياء، أما الاصطفاء الثاني فهو ان الله اختارها لولادة عيسى من غير فحل بعد أن طهرها من السفاح فخرج بهذا من أن يكون تكراراً بلا حكمة(1)، وبهذا نعلم أن كلاً من الاصطفائين يهدف إلى معنى مستقل غير المعنى الآخر وهما معاً غير التطهير من السفاح أو التطهير من الادناس والأقذار التي تعرض للنساء(2) وهذا كله يدل على أن مريم من المقربات عند الله، وقد شاءت حكمته زيادة قربها إليه فأعرب عن ذلك بالآية الثانية، حيث أمرها على لسان ملائكته بأن قالوا لها: يا مريم أقنتي لربك وأسجدي وأركعي مع الراكعين، إذ أن القنوت لله والركوع والسجود له تبارك وتعالى من أهم الأسباب المقربة للعبد إلى ربه. وأهم مظهر للقرب هو السجود ثم الركوع، وقد ورد: إن أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد(3) ولعل هذا هو السر في تقديم الأمر لها بالسجود قبل الركوع بالرغم من تقديم الركوع على السجود بالنسبة إلى الترتيب فذلك من وظائف النبيi وهو الذي يبين كيفية العبادة بأمر الله، بل ناظرة إلى أهم المقربات للعبد إلى ربه، وأهمها أولاً: العبادة لله والإخلاص له فيها، وهذا هو المراد من قوله تعالى "اقْنُتِي لِرَبِّكِ" أي اعبديه واخلصي له وحيث أن أهم مظهر للعبادة والإخلاص هو السجود أولاً والركوع ثانياً لذا قال "وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ"(4).
    وسمتها أمها بـ (مريم) لأن مريم في اللغة العربية العابدة والخادمة، لذلك اختارت لها أمها هذا الاسم بقولها: "وإني سميتها مريم"(5) ومريم مات أبوها عمران وهي حمل في بطن أمها، ثم ماتت أُمها واسمها (حنة) بعد مدة يسيرة من ولادتها فكفلها زكريا زوج خالتها من جهة ومن عشيرتها من بني إسرائيل من جهة أخرى، ومما يدل على مقامها السامي عند عشيرتها وقومها من بني إسرائيل اختصامهم فيمن يقوم بكفالتها، إذ كل واحد منهم أراد وأحب أن يقوم هو بكفالتها، وهذا ما أشارت إليه الآية الثالثة وهي قوله تعالى مخاطباً رسوله الأعظمi "ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ" قال الطبرسي في (مجمع البيان) ج1 ص44 ذلك إشارة إلى ما تقدم ذكره من حديث مريم وزكريا ويحيى "مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ" أي من أخبار ما غاب عنك وعن قومك "نُوحِيهِ إِلَيْكَ" أي نلقيه عليك معجزة وتذكيراً وتبصرة وموعظة وعبرة، ووجه الأعجاز فيه هو أن ما غاب عن الإنسان يمكن أن يحصل عليه بدراسة الكتب أو التعلم أو الوحي، والنبيi لم يشاهد هذه القصص ولا قرأها من الكتب ولا تعلمها من أحد إذ كان نشؤه بين أهل مكة ولم يكونوا أهل كتاب فوضح الله أنه أوحي إليه بها وفي ذلك صحة نبوته.
    قال (صاحب الميزان) ج3 ص206: وأما ما يوجد من ذلك عند أهل الكتاب فلا عبرة به لعدم سلامته من تحريف المحرفين كما أن كثيراً من الخصوصيات المقتضية في قصص زكريا غير موجودة في كتب العهدين على ما وصفه الله في القرآن، لذلك قال تعالى "ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ"
    تقارع بني إسرائيل فيمن يقوم بكفالتها

    جاء في تفسير (القمي) ج1 ص102 قال: لما ولدت مريم اختصم آل عمران فيها فكلهم قالوا: نحن نكفلها فخرجوا وضربوا بالسهام بينهم فخرج سهم زكريا فكفلها.

    وفي هذه الآية دلالة على أن للقرعة مدخلاً في تعين الحقوق، وقد قال الإمام الصادق~: ما تقارع قوم ففوضوا أمورهم إلى الله تعالى إلا خرج بينهم المحق. وقال~: أي قضية أعدل من القرعة إذا فوض الأمر إلى الله تعالى يقول "فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ" [الصافات/ 141].
    والحديث في (مجمع البيان) ج1 ص441 وفي كتاب (المحاسن) لأبي جعفر البرقي ص494.

    والعلم عند الله


    وأخيرا نتقدم بأحر التعازي إلى جميع الأنصار بوفاة مريم بنت عمران عليها السلام في مشارق الأرض ومغاربها...





    أخوكم \ أبومصطفى
    sigpic
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎