جانب من خطبة الجمعة في مصر بتاريخ 17.05.2013

[ya fatema]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين
خطبة الجمعة المباركة
والحمد الله رب العالمين
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحمد الله رب العالمين الحمد لله والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله مالك الملك مجرى الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين ,الحمد لله الذى من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح فى غمراتها ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين, اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الذكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى محمد بن الحسن العسكرى وعلى ولده ووصيه ووزيره القائم بالحق احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
اما بعد ايها المسلمون ايها المؤمنون الموحدون ايها الساجدون لله بحق فقد اخترتم خليفة الله عليكم اماما لكم وحجة عليكم فطوبى لكم وحسن مآب وها نحن قد اظلنا شهر رجب الحرام رجب الفرد اول الاشهر الحرم فى السنة الهجرية وهو شهر مبارك ذو منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وفيه ولادة الامام محمد الباقر (ع) وولادة الامام محمد بن علي الثانى الامام الجواد لان الامام محمد بن علي الباقر هو الاول و محمد بن علي الثانى هو الامام الجواد (ع) وابنه علي بن محمد المنتجب الهادي وفيه ولد مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب فى جوف الكعبة المشرفة فى يوم الثالث عشر من شهر رجب الحرام وها نحن الان ان شاء الله سنقرأ بعض الروايات الواردة عن الرسول وآل بيته لبيان فضيلة هذا الشهر المبارك لنغتنم الفرصة فيه روي عن النبي (ص) انه قال : إنّ رجب شهر الله العظيم لايقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً، والقتال مع الكفار فيه حرام، ألا إنّ رجب شهر اللهُ، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي. ألا فمن صام من رجب يوما استوجب رضوان الله الاكبر، وابتعد عنه غضب الله وأُغلق عنه باب من أبواب النار. طبعا هذه الروايات التى تتكلم عن هذا الثواب الجزيل لمن صام يوما فى شهر رجب او كذا او كذا كلها مشروطة بشرطين الاول ان يكون العامل على ولاية خليفة الله فى زمانه متبعا اياه لا متقدما عليه ولا متأخرا عليه وان يختم له على ذلك , وروي وعن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: من صام يوما من رجب تباعدت عنه النار مسير سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة .
وقال أيضاً: رجب نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوما من رجب سقاه الله عز وجل من ذلك النهر.
وعن الصادق (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): رجب شهر الاستغفار لاُمَّتي، فاكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم. ويسمى رجب الاصبّ لانّ الرحمة على أُمّتي تصبُّ فيه صَبّا، فاستكثروا من قول: (أَسْتَغْفِرُ الله وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَة) . ويستحب فيه الصيام بل صيام الشهر كله كما يفعله النبي (ص) واهل بيته حتى قالوا ان الذى لا يستطيع ان يصوم يوم من شهر رجب يقول فى هذا اليوم مائة مرة : (سُبْحانَ الاِله الجَلِيلِ سُبْحانَ مَنْ لايَنْبَغِي التَّسْبِيحَ إِلاّ لَهُ سُبْحانَ الاَعَزِّ الاَكْرَمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزُّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ) يقول هذا الذكر فى اليوم مائة مرة اذا لم يستطع الصيام ليحوز على الثواب العظيم فى شهر رجب والاشهر الحرم الثلاثة الفرد هم اشهر الحج شهر ذى القعدة الحرام شهر ذى الحجة الحرام شهر محرم الحرام وبالمناسبة طبعا الاشهر الحرم يحرم فيها القتال مع الكفار عندما تتذكرون ان الامة التى تدعي الانتساب الى الاسلام هى التى قتلت ابن بنت رسول الله فى شهر محرم الحرام واستباحت فيه جميع الحرمات حتى الطفل الرضيع لم ينجو من سهامهم وحرابهم ولا النساء فضلا عن الرجال الذين صورعوا جميعهم فى ساحة المعركة وقطعت رؤوسهم ولاسيما خير خلق الله فى زمانه بعد اباءه واخيه الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه فتبا لهذه الامة التى قتلت ابن بنت نبيها وهى مازالت مصرة على قتل اولاد رسول الله الخلفاء ولاسيما الخليفة الثالث عشر احمد الحسن (ع) حيث افتى فقهاء الضلالة الخونة بقتله وهدر دمه ولم يكتفوا بالفتوى فحسب بل حركوا الجيوش مدعومة بالعدو الغاشم الامريكي تحت قيادة المالكي فى سنة 2008 م وفى شهر محرم الحرام وفى اليوم العاشر من محرم حذو القذة بالقذة ليزيد الملعون وارادوا قتل الامام احمد الحسن (ع) فنجاه الله سبحانه وتعالى وهو القائل لهم : لن يمكنكم الله من عنقى هذه هى النهاية وهذا هو يوم الله الاكبر الذى ينتصر فيه لاولياءه من اعداءه لن يقتل الحسين مرة اخرى لن يصلب المصلوب شبيه عيسى مرة اخرى ها هى دولة العدل الالهي بدء نورها ببعثة ابن سيدها احمد الحسن (ع) فلم يمكن الله المرجعية اليزيدية الشيطانية وجندها من قتل السيد اليمانى احمد الحسن ولكنهم نالوا من انصاره فقتلوا خيرة من انصاره واستباحوا فيهم الحرمات وهدموا الحسينيات على من فيها ولم يراعوا حرمة للقرآن الشريف ولا لمفاتيح الجنان ولا للكتب التى تحوي اسم الله سبحانه وتعالى حيث داسوا عليها بالنعال وجعلوها تحت الانقاض وها هى الاحداث تتكرر فكما كان الحسين بن علي (ع) فداء دولة العدل الالهي ضحى بنفسه لتقام دولة العدل الالهي بقيادة ولده محمد بن الحسن العسكرى ووصيه احمد الحسن ها هم شهداء دولة العدل الالهي قدموا ارواحهم رخيصة فداء اليمانى فداء دولة العدل الالهي فكانت دمائهم مفتاح دولة العدل الالهي وانتشر بسبب دمائهم دين الله الحق حاكمية الله فى كل بقاع الدنيا فكانوا مصداق قول الله عز وجل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) فهم السابقون الى رضوان الله ومغفرته ونحن ان شاء الله بهم اللاحقون (سورة الاخلاص).

الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله مالك الملك مجرى الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين , الحمد لله الذى من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح فى غمراتها, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين, اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الذكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى الذكي العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى محمد بن الحسن العسكرى وعلى ولده ووصيه ووزيره اليمانى الموعود احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
اما بعد فالحمد لله الذى رزقنا ولاية احمد الحسن وبصرنا به وهدانا اليه فهو الهدى فى هذا الزمان وها نحن كنا نقرأ فى خطبته خطبة الجمعة الموحدة وكنا وصلنا الى الاية الشريفة التى تقول (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد:2) (الذين آمنوا بحجة الله عليهم فى زمانهم فبه يتحقق الايمان بسائر الخلفاء السابقين واللاحقين عليه واعملوا الصالحات استجابوا لامر خليفة الله عليهم فامتثلوا اوامره وانتهوا عن نواهيه وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم اى آمنوا بما انزل الله على محمد فى عترته الائمة والمهديين فهم الدين القويم ومن عرفهم عرف الله ودينه ومن جهلهم جهل الله ودينه ومن انكرهم انكر الله ودينه (كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) وبينها (ع) سابقا بيانا تفصيليا (وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) وهو (ع) يبين معنى صلاح البال) فيقول (ع): اذن هذا هو حال المؤمن بحجة الله (كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) ألان عرفنا كيف كفر عنهم سيئاتهم فهل نحن نعطيهم حقهم هل نعطي هؤلاء الانقياء الاطهار حقهم كيف نتعامل فيما بيننا نعم المفروض كل واحد منا يعلم ان اخيه المؤمن هو عزيز على الله، والله يحب المؤمن ويحب من يحبه هل يكفي ان تعلم انه طاهر وان الله كفر عنه سيئاته لتحبه هل يكفي ان الله يحبه لتحبه هل يكفي ان الانبياء والاوصياء يحبونه لتحبه هل يكفي ان الملائكة تحبه لتحبه هل يكفي ان الله لايرضى ان تؤذي المؤمن بكلمة لتتجنب أذاه هل يكفي ان تعلم ان من احب الخلق الى الله الذين يحبون في الله لتبدأ من جديد ايها المؤمن المطهر بحب او ترك اذى اخيك المؤمن المطهر نعم لابد لك من هذا لترتقي (فهو يحدد (ع) من اسباب الارتقاء حب المؤمن وترك آذاه وهذا تحت بند الاية الشريفة (اتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) فاصلاح ذات البين واجب وايضا حتى لا تقع الجماعة المؤمنة فى الاختلاف والاية الشريفة (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) التنازع والاختلاف بين الجماعة المؤمنة بسبب وساوس الشيطان ودواعيه بتفتيت الجماعة المؤمنة من الداخل هذا هو اشد سلاح يستعمله الشيطان فى هدم كيان الجماعة المؤمنة) فالابواب مفتوحة لك فلاتركن لخدعة الشيطان إياك ثم إياك ان تترك حب المؤمنين او ان تؤذيهم فتَغِلق الابواب التي فتحت لك مرة اخرى. (فهذا الفعل عندما يصدر من المؤمن يغلق فى وجهه الملكوت).
ثم هل نحن عاملون بقوله تعالى (وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )
هل نحن فرحين بنعمة سلامة الدين والولاية الحق (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58) (وكما بين اباءه الاطهار ان فضل الله هو محمد (ص) ورحمته هى ولاية علي واولاده الاطهار الائمة والمهديين وبهذا يفرح المؤمن خير مما يجمعه اعداءه ومخالفه من المال والولد والجاه والسلطان).
وهل نحن لانهتم على مافاتنا من امور دنيوية ومنها اكيد النصر المادي (يعنى السيد (ع) يبين فى هذا المقطع اننا نفرح بالامور المادية ولكن لسبب واحد لانها من فضل الله علينا هو النصر المادى على المخالفين النصر على النفس الامارة بالسوء وعلى الظلمة وعلى الانا وعلى المخالفين نفرح به لا لاننا انتصرنا بل لان الله وفقنا بفضله علينا) وهل نحن لانفرح اذا تحقق النصر المادي الا لانه تحقق بفضل الله ورحمته.
(لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد:23)
اذا كنا كذلك عندها سنكون مصداق (وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )
نعم اصلح بالهم بالرضا بقضاءه والتسليم لامره
اصلح بالهم بالانقطاع اليه سبحانه
اصلح بالهم بالعمل بين يدي حجته
اصلح بالهم بالاخلاص له سبحانه
اصلح بالهم بالرجاء والخوف
هناك جهلة ربما يتصورون ان اصلح بالهم باصلاح دنياهم اي بالامور المادية فهم يتصورون ان اصلح بالهم بالامور المادية الدنيوية لان الدنيا هي مبلغهم من العلم بينما عند من اصلح بالهم حقيقة الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم والعلم كله حجة الا ما عمل به والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا والاخلاص على خطر عظيم حتى ينظر المرء ما يختم له.
فبالهم مشغول به سبحانه وهل يوجد شيء اصلح من بال اشتغل بالله نعم حقا من كانوا كذلك ( أَصْلَحَ بَالَهُمْ )..
والسلام عليكم ايها المؤمنون ورحمة الله وبركاته وتحياته وصلواته على الصابرين عند المصائب والمصاعب .
والسلام على اولياء الله حقا وصدقا الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه فصدقهم الله وعده واسكنهم عليين مع انبياءه ورسله، السلام عليكم يامن عبرتم الى الاخرة بأمن وسلام وعلى سلامة من الدين الذي يحبه الله ويرضاه وأسأل الله ان يشفعكم في امرنا والدعاء لنا نحن المساكين الذين لازلنا نقبع في هذا العالم المظلم ليكون عبورنا يوم يُكتب لنا العبور الى النور الذي عبرتم له.
اللهم انصرنا وانتصر بنا لدينك بفضلك ومنك وعطائك الابتداء.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ * وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً * سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً).
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما.

التسجيل الصوتي لخطبة الجمعة ــ للاستماع والتحميل اضغط هنا