إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

Collapse
This topic is closed.
X
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • المدير العام
    مدير عام المنتدى
    • 17-09-2008
    • 879

    نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذا بحث لاحد الاخوان الانصار الافاضل وفقه ألله
    قد ناقش ووضّح فيه مجموعة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة
    ننشره هنا في المنتدى عسى ان ينتفع به طلاب الحق والباحثين عن الحقيقة ...

    قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ -35- يونس

    ادلة دعوة الامام احمد الحسن (ع) لكل الطوائف اضغط هنا.

    والحمد لله رب العالمين
    Last edited by اختياره هو; 04-02-2012, 15:28.
    من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
    نقلا عن التوراة:


    1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
    4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


  • المدير العام
    مدير عام المنتدى
    • 17-09-2008
    • 879

    #2
    رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيراً.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سنضع بين يدي القارئ الكريم إن شاء الله نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة وأهم ما يميّزها وبعض البراهين ألاخرى التي تعتمد عليها، ويمكنكم دائماً طلب التوضيحات والتفاصيل.
    علما أن لا زال هناك الكثير الذي لم تسعفه هذه الصفحات, ونسأل الله تعالى التوفيق لتبيانه تباعا..

    وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ

    ولكي تتحصل عزيزي القارئ على فكرة وافية عن هذه الدعوة لابد أن تعلم مسبقاً أن ثمة أمر أساسي ومهم، وهو كون وجود أوصياء للإمام المهدي ع يحكمون في دولة العدل الإلهي نصت عليهم الكثير من الروايات الواردة من طريق العترة المطهرة ع، ولاسيما وصية رسول الله ص في ليلة وفاته.

    وإليكم بعضاً من هذه الروايات:

    أ - وصية رسول الله (ص) في ليلة وفاته: عن الباقر (ع) عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم سلام الله) قال: (قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع): يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة، فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى الى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً، ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت ياعلي أول الإثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي أنت وصيّ على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبّتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها الى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى إبني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ع)، فذلك إثنا عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي, اسم كاسمي واسم أبي وهو عبدالله وأحمد، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين) (غيبة الطوسي ص150- بحار الأنوار ج53 ص147).


    ب - عن أبي بصير قال: ( قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا فقال: إنما قال: اثنا عشر مهديا، ولم يقل: إثنا عشر إماما، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا ) كمال الدين وتمام النعمة/ الشيخ الصدوق ص 358.


    ج - عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : ( إن منا بعد القائم ( عليه السلام ) اثنا عشر مهديا من ولد الحسين - عليه السلام - ) منتخب الأنوار المضيئة/ السيد بهاء الدين النجفي ص 353 – 354.


    د - عن أبي جعفر ( عليه السلام )، قال: قلت له: إي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله عز وجل وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله )، فقال: (( الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين )) كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ص 76.

    في هذه الرواية يذكر الإمام أبو جعفر (ع) المهديين (ع) بلفظ: والقوام من بعده، أي من بعد القائم (ع)، فهو (ع) يسميهم ( القوام ).


    هـ - عن حبة العرني قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحيرة فقال: (( لتصلن هذه بهذه وأومئ بيده إلى الكوفة والحيرة حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير وليُبنينّ بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله تعالى فرجه لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً ، قلت: يا أمير المؤمنين ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ ؟ ! ! قال: تبنى له أربع مساجد مسجد الكوفة أصغرها وهذا ومسجدان في طرفي الكوفة من هذا الجانب وهذا الجانب وأومى بيده نحو البصريين والغريين ) تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج 3 ص 253.

    في هذه الرواية يقول أمير المؤمنين (ع) إن في الحيرة يُبنى مسجد يصلي فيه خليفة القائم، ثم إنه (ع) قال: ( وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً ) وهؤلاء الأئمة (ع) يصلون فيه بعد أن يبنيه القائم (ع) أي إنهم ليسوا هم الأئمة الإثني عشر (ع)، وإنما هم من تسميهم الروايات الأخرى ( المهديين ).


    و - عن الإمام الصادق (ع) قال: (( إن منا بعد القائم (ع) اثنى عشر مهديا من ولد الحسين (ع) )). مختصر بصائر الدرجات- الحسن بن سليمان الحلي ص 48.


    ز - والدعاء الوارد عنهم (ع) في حق الإمام المهدي المنتظر (ع) وهو طويل اقتصر منه على موضع الشاهد، ويمكن لمن شاء العود للمصدر المذكور أدناه وفي الدعاء: (( اللهم وصل على ولاة عهده ، وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وانصرهم ، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك ، واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا ، وصل على آبائه الطاهرين ، الأئمة الراشدين . اللهم فإنهم معادن كلماتك ، وخزان علمك ، وولاة أمرك وخالصتك من عبادك ، وخيرتك من خلقك ، وأوليائك ، وسلائل أوليائك ، وصفوتك وأولاد أصفيائك ، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين )) مكيال المكارم ج 2 - ميرزا محمد تقي الأصفهاني ص 73 .

    الدعاء هنا للقائم ع وولاة عهده تعني خلفائه كما هو واضح، ويذكر في الدعاء عبارة (وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك ) فهم (ع) مسند لهم أمر الدين. والدليل على أن المقصود هم المهديون هو إن الدعاء بعد أن يصلي عليهم يصلي على آبائه الطاهرين، أي آباء القائم (ع).


    ح - وعن الإمام السجاد (ع) قال : ((يقوم القائم منا ثم يكون بعده اثنا عشر مهديا )) شرح الأخبار - القاضي النعماني المغربي ج 3 ص 400.


    ط - في الدعاء الوارد عن المرأة التي كانت في منـزل الإمام المهدي (ع) والتي نقلها لنا الشيخ الطوسي و ورد فيه : (( ... اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفى وجميع الأوصياء ، مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم ، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده ، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وديناً وآخره انك على كل شيء قدير )) غيبة الطوسي : ص 28 ، البحارج52 ص22 ، وج 91ص 83 .

    فالمرأة تنقل دعاء الامام المهدي ع وهو ع يصلي على آبائه ويردفها بصلاة على المهديين.
    وأيضاً دعاء لولي الله الإمام المهدي (ع) ويعقبه دعاء لولاة عهده، وكل هذا يأتي بعد الإنتهاء من الدعاء للرسول (ص) وفاطمة وعلي (ع) وجميع الأوصياء من أبنائهما. والدعاء تنقله المرأة عن الإمام المهدي (ع) والإمام (ع) يقول في دعائه للمهديين (ع): ( وزد في آجالهم ) والمعلوم أن الأئمة (ع) من آباء الإمام المهدي (ع) متوفين.


    ي - ما ورد عن الإمام العسكري (ع) في دعاء الثالث من شعبان المعظم في شأن المهديين (ع) من بعد الإمام المهدي (ع) ، ويقر الإمام (ع) أنهم الحجج على الخلق بعده (ع) ، وقد ورد في هذا الدعاء بكلمة للإمام العسكري قالها لأبي القاسم بن العلاء الهمداني وهو وكيله (ع): ( إن مولانا الحسين (ع) ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه وادع فيه بهذا الدعاء، وهو طويل أقتبس منه موضع الشاهد :

    (( ... وسيد الأسرة ، الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله أن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته ، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ، حتى يدركوا الأوتار ، ويثأروا الثأر ، ويرضوا الجبار ، ويكونوا خير أنصار)) البحار ج53 ص94 ، الإقبال للسيد ابن طاووس ص689 ، المصباح للكفعمي : ص543 ، البلد الأمين ص185 ، مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص826 .

    وفيه نص على وجود أوصياء للقائم (ع)، فهو يقول: ( والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ).


    ك - الدعاء الوارد في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 405 – 411 . وفي غيبة الشيخ الطوسي ص273 وما بعدها، وجمال الأسبوع للسيد ابن طاووس ص 301 وما بعدها. وإلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري ج 1 ص 331.
    (( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وحجة رب العالمين المنتجب في الميثاق المصطفى في الظلال المطهر من كل آفة البرئ من كل عيب المؤمل للنجاة المرتجى للشفاعة المفوض إليه دين الله ... ( إلى قوله – ع - ): اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته و عدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه وبلغه أفضل ما أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شئ قدير ...... ( ثم يقول – ع - وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير )).

    وهو واضح في الدعاء للقائم وولاة عهده بزيادة العمر والأجل.

    اذن اتضح لنا من مجموع روايات الائمة الطاهرين ع ان هناك أوصياء للإمام المهدي ع ،
    وأن هناك مهديين إثني عشر بعد القائم ،
    وأن أولهم ذكرته وصية رسول الله ص المذكورة أعلاه وأسمه أحمد.



    يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
    Last edited by المدير العام; 29-01-2010, 02:47.
    من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
    نقلا عن التوراة:


    1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
    4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


    Comment

    • المدير العام
      مدير عام المنتدى
      • 17-09-2008
      • 879

      #3
      رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

      وسنحاول فيما يلي التعرف على شخصية وحقيقة اول المهديين من خلال الروايات، وعلى رأسها الوصية:

      ففي نص الوصية يصف رسول الله ص أحمد بقوله: ( هو أول المؤمنين ) فما معنى هذه العبارة ؟؟
      طبعاً لا يمكن ان يكون هو اول المؤمنين بالله تعالى فقد سبقه رسول الله ص ولا يمكن ان يكون اول المؤمنين برسول الله ص بعد ان سبقه علي ع بل لا يمكن ان يكون اول المؤمنين بالمهدي ع فرسول الله والأئمة ع كلهم مؤمنين بالمهدي ع إذن لا يبقى الا ان يكون اول المؤمنين بالمهدي ع زمن ظهوره أي اول الاصحاب ال 313 بل سيدهم وافضلهم وكيف لا وهو وصي ابيه وافضل الناس بعده.

      ان كون هذا الشخص وأسمه احمد وهو اول اصحاب الامام المهدي ع يقتضي حتما ان يكون له وجود في عصر الغيبة اي قبل ظهور الامام المهدي ع وهي نتيجة مهمة كما سيتضح.

      هذه النتيجة في الحقيقة تدفعنا الى ملاحظة امر غاية في الاهمية يتعلق بشخصية اليماني والممهد الاول للامام المهدي ع.

      لنتعرف اذن على اليماني ونعرف ارتباطه بشخص أحمد المذكور في وصية النبي محمد ص.

      ولكي نتحصل على معرفة حقيقية لشخصية اليماني لابد أن يكون مصدر هذه المعرفة هو الروايات الواردة عن أهل البيت (ع).

      ففي الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 399:
      عن أبي مريم قال: قال: ( أبو جعفر عليه السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت ).
      فما خرج منهم (ع) هو العلم الحقيقي وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما ما لدى غيرهم فليس سوى تخرصات وتقولات واستحسانات تلفقها عقولهم الناقصة.

      من هذا المنطلق سأترك القلم لكلام السيد أحمد الحسن (ع) الذي بيّن فيه حدود شخصية اليماني أجلى بيان وأوضحه اعتماداً على الرواية الواردة عن الإمام الباقر (ع).

      يقول السيد أحمد الحسن (ع):
      (( أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264. وفيها :
      أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين.

      أقول, أن كلام السيد أحمد الحسن (ع) هنا تؤكده روايات كثيرة منها:
      ما ورد في الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 185:
      ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال عليه السلام : يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عز وجل : " من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون " ؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك ، فقال : الحسنة معرفه الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت ، ثم قرأ عليه هذه الآية ).

      وفي الكافي أيضاً ج 1 - ص 186:
      ( عن بشير العطار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ).

      وفيه كذلك - ج 1 - ص 187:
      ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : نحن الذين فرض الله طاعتنا ، لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمنا ، ومن أنكرنا كان كافرا ، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء ).

      وفي وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 130:
      ( عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : احذروا على دينكم ثلاثة ، رجلا قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك ، فقلت : يا أمير المؤمنين أيهما أولى بالشرك ؟ قال : الرامي ، ورجلا استخفته الأكاذيب كلما أحدث أحدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلا آتاه الله سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ، وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي أن يكون المخلوق حبه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصى الله ، إنما الطاعة لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ولولاة الأمر ، وإنما أمر الله بطاعة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية ، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته ).

      وفي الفضائل - شاذان بن جبرئيل القمي - ص 96:
      ( عن عبد الله بن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله حب علي ( ع ) حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة ).

      وفي عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 144 – 145:
      ( عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له : يا بن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية فاطلع رأسه وقال سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول سمعت النبي ( ص ) يقول سمعت الله عز وجل يقول : لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي قال فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها ).

      من هذه الأحاديث يتضح:
      أن معرفة الحجة من التوحيد،
      وطاعته حسنة لا تضر معها سيئة،
      ولا عذر لمن يجهله،
      وإن الله إنما أمر بطاعة من أمر بطاعتهم لأنهم معصومون لا يخرجون الناس من حق ولا يدخلونهم في باطل،
      وعليه فإن أمرهم بطاعة اليماني وعدم الالتواء عليه، ونصهم ع على أن الملتوي عليه من أهل النار، يدل حتماً على أنه حجة من حجج الله تعالى.



      يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
      من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
      نقلا عن التوراة:


      1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
      4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


      Comment

      • المدير العام
        مدير عام المنتدى
        • 17-09-2008
        • 879

        #4
        رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

        ويكمل السيد أحمد الحسن (ع):
        ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك.


        وما يؤكد ما قاله السيد أحمد الحسن ما ورد في القرآن الكريم/ سورة الأحقاف- آية 30- 31:
        ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ).

        فالقرآن يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، ومن هذا شأنه فهو معصوم وإمام بالتأكيد، كما إن القرآن معصوم وإمام.

        وفي الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج 1 - ص 283 – 284:
        ( منها قوله تعالى ( وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) أسند إبراهيم الثقفي إلى الأسلمي قول النبي صلى الله عليه وآله سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل.
        وأسند الشيرازي من أعيانهم إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله ( هذا صراطي مستقيما ) قال : يقول : هذا طريق علي بن أبي طالب وذريته طريق مستقيم ودين مستقيم فاتبعوه ، تمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه . وفي تفسير وكيع عن السدي ومجاهد عن ابن عباس في قوله ( اهدنا الصراط المستقيم ) معناه أرشدنا إلى حب النبي وأهل بيته ).

        فعلي وذريته هم الصراط المستقيم، الأمر الذي يعني أن اليماني الموصوف بأنه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم هو منهم (ع).

        وفي كتاب الأربعين - محمد طاهر القمي الشيرازي - ص 572:
        ( قول علي عليه السلام : اني للقاء ربي لمشتاق ، ولحسن ثوابه لمنتظر ، واني لعلى طريق مستقيم من أمري وبينة من ربي ).

        وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 190 – 191:
        ( إكمال الدين : توقيع منه عليه السلام كان خرج إلى العمري وابنه رضي الله عنهما رواه سعد بن عبد الله قال الشيخ أبو جعفر رضي الله عنه : وجدته مثبتا بخط سعد بن عبد الله رضي الله عنه. وفقكما الله لطاعته ، وثبتكما على دينه، وأسعدكما بمرضاته ... إلى قوله: أما تعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة إما ظاهرا، وإما مغمورا، أولم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واحدا بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عز وجل إلى الماضي - يعني الحسن بن علي - صلوات الله عليه، فقام مقام آبائه عليهم السلام يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ).

        في هذا التوقيع الشريف يقول الإمام المهدي (ع) إن الأئمة (ع) من شأنهم أن يهدوا إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

        وفي بحار الأنوار أيضاً - ج 91 - ص 174 – 176، ينقل العلامة المجلسي دعاء، فيه:
        ( الكتاب العتيق الغروي : دعاء التمجيد : اللهم أنت المحيط بكل شيء ، القائم بالقسط ، الرقيب على كل شيء الوكيل على كل شيء ... إلى قوله: تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ، عليك الهدى تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم . لا تدركك الأبصار وأنت تدرك الأبصار ، وأنت اللطيف الخبير ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لا تضل ولا تنسى ، وأنت غني عن العالمين ، لم تتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن لك شريك في الملك ، ولم يكن لك ولي من الذل ، ولا تظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة تضاعفها ، وتؤت من لدنك أجرا عظيما ، لا معقب لحكمك وأنت تهدي السبيل ، لا مكرم من أهنت ).

        في هذا الدعاء, الله سبحانه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، وإذن من يهدي من البشر إلى الحق وإلى طريق مستقيم لابد أن يكون من الله ومسدداً بالله سبحانه وتعالى.

        وفي البحار أيضاً - ج 97 - ص 359 – 362:
        ( قال المفيد رحمه الله وأما الرواية الثانية فهي ما روي عن أبي محمد الحسن بن العسكري عن أبيه صلوات الله عليهما وذكر أنه عليه السلام زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم، فإذا أردت ذلك فقف على باب القبة الشريفة واستأذن وادخل مقدما رجلك اليمنى على اليسرى، وامش حتى تقف على الضريح واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك وقل : السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم أمره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته ، والسلام على أنبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين ، السلام عليك يا أمير المؤمنين و سيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين و رحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين يا أمين الله في أرضه و سفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده ... إلى قوله: وأنت أول من آمن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونة ضلالة والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل : لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة ، ولو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا ، اعتصمت بالله فعززت ، وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت ، وأيدك الله وهداك ، وأخلصك واجتباك ، فما تناقضت أفعالك ، ولا اختلفت أقوالك ، و لا تقلبت أحوالك ، ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ، ولا شرهت إلى الحطام ، ولا دنسك الآثام ، ولم تزل على بينة من ربك ويقين من أمرك ، تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، اشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا و آله صلوات الله عليهم سادات الخلق ، وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله... إلخ الزيارة ).

        في هذه الزيارة, علي عليه السلام يهدي إلى الحق وطريق مستقيم، فاليماني إذن على نهج علي (ع) وهو حجة ومعصوم مثله.

        ويقول السيد أحمد الحسن ع :
        النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً إن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم الأئمة الإثنا عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثنا عشر ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء.
        وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنا عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) بل هم في دولة العدل الإلهي والثابت أن أول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً.

        ويثبت السيد أحمد الحسن ع هذه الحقيقة بقوله:
        وان أردت المزيد فأقول إن اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية للإمام المهدي، والمهدي الأول أيضاً موجود في زمن الظهور المقدس وأول مؤمن بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وقبل قيامه ، فلا بد أن يكون أحدهما حجة على الآخر وبما أن الأئمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الأول منهم فهو حجة على اليماني إذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الأول هو قائد ثورة التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم أن يكون المهدي الأول هو اليماني واليماني هو المهدي الأول.


        ولتفصيل ما ذكره السيد أحمد الحسن (ع) أقول:
        إن اليماني هو الممهد الأول للإمام المهدي (ع)، فكما قال الإمام الباقر (ع): (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ).

        إذن اليماني يدعو للإمام المهدي ويمهد له، وعلى الجميع أن يطيعوه، بما فيهم الأصحاب الـ ( 313 ) لأن الملتوي عليه من أهل النار، والأمر صريح في النهوض له ( وإذا خرج اليماني فانهض إليه )، واليماني كما ثبت مما تقدم حجة من حجج الله تعالى، بل إنه منصوص عليه أنه قائد جيش الغضب أو قائد الأصحاب، (أمير جيش الغضب ليس من ذي ولا ذهو، لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان: بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني ) (الملاحم والفتن / ابن طاووس: 80).

        وجيش الغضب هو جيش الأصحاب فعن علي (ع) حين سأله أحدهم عن جيش الغضب، قال: (... أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومحل ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر العلم بقراً) (غيبة النعماني: 325).

        وفي الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 313:
        ( عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : " فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " قال : الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى : " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا ).

        من هذه الروايات يتضح أن جيش الغضب الذي يقوده اليماني هم الأصحاب الـ (313).

        وإذا كان اليماني قائد الأصحاب وحجة عليهم فهو بالضرورة قائد وحجة على أحمد ابن الإمام المهدي (ع) الذي تذكره وصية رسول الله (ص) لأن أحمد هو أحد الأصحاب، بل إنه أولهم، فوصية رسول الله (ص) التي ذكرناها مفصلة تصف أحمد بأنه أول المؤمنين: (ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي, اسم كاسمي واسم أبي وهو عبدالله وأحمد، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين ).

        فأحمد إذن هو أول المؤمنين بظهور أبيه الإمام المهدي (ع)، أي إنه أول الأصحاب، وسيدهم وأفضلهم، فالأولية هنا أولية زمنية ورتبية، بل إن استقراء تأريخ الأنبياء والأوصياء يؤكد وجود الوصي مرافقاً للنبي أو الوصي السابق له، وأنه دائماً أول من يؤمن به، وأكثر الناس بذلاً لنصرته.

        فعلي (ع) هو أول المؤمنين برسول الله (ص) وهو وصيه،
        ففي الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 1 - ص 38: عن ابن عباس قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : " يا علي إنك تخاصم فتخصم بسبع خصال ليس لأحد مثلهن : أنت أول المؤمنين معي إيمانا ).

        وفي الأربعون حديثا - منتجب الدين بن بابويه - ص 20 – 21:
        عن ابن عباس ، قال : ( سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الاسلام يقول : أما علي بن أبي طالب فسمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : فيه ثلاث خصال ، لوددت أن لي واحدة منهن ، وكانت أحب إلى مما طلعت عليه الشمس . وكنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة وجماعة من الصحابة ، إذ ضرب النبي - عليه وآله السلام - يده على منكب علي عليه السلام فقال : يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأول المسلمين إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ).

        كما إن الروايات التي تسمي أصحاب الإمام المهدي (ع) تنص على أحمد في بعضها وتشير له في بعضها الآخر؛ فعن الإمام الصادق (ع) في خبر طويل يسمي فيه الأصحاب ال (313) يقول: (... ومن البصرة عبدالرحمن بن الأعطف بن سعد، و أحمد، ومليح، وحماد بن جابر) (بشارة الإسلام: 181).
        وعن أمير المؤمنين (ع): (... ألا وإن أولهم من البصرة، وآخرهم من الأبدال...) (نفسه: 148)،

        إذن أمير المؤمنين (ع) ينص في هذه الرواية الأخيرة على أن أول الأصحاب من البصرة، وقبلها نصت الرواية الواردة عن الإمام الصادق على أن من جملة الأصحاب في البصرة (أحمد)، وحيث أن وصية رسول الله (ص) دلت على أن أول الأصحاب اسمه (أحمد)،

        فتكون حصيلة الروايات كالآتي:
        إن (أحمد) وصي الإمام المهدي (ع) ،
        هو أول الأصحاب،
        وهو من البصرة.



        يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
        من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
        نقلا عن التوراة:


        1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
        4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


        Comment

        • المدير العام
          مدير عام المنتدى
          • 17-09-2008
          • 879

          #5
          رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

          والآن بعد العرض على كل ما سبق من روايات فلنأتي ونرى :

          إذا كان هذا الشخص والذي أسمه أحمد هو وصي أبيه الامام المهدي محمد بن الحسن ع وهو الحجة من بعده وأفضل الناس باستثنائه فلابد أن يكون هو الحجة على اليماني.

          ولكننا حين نسمع الروايات الواردة بحق اليماني نعلم منها – كما مر– أنه هو الحجة على الأصحاب..

          فما السبيل للخروج من هذا التعارض؟؟

          لا سبيل سوى بالقول أن اليماني هو أحمد وأن أحمد هو اليماني، أي أنهما شخص واحد.

          إذن نخرج من كل ما سبق بحصيلة مفادها أن :

          أحمد ابن الإمام المهدي (ع) هو اليماني ...

          وسنعلم لاحقا من مبحث الرايات السود أنه هو قائد الرايات السود التي تسلم الراية للإمام المهدي (ع).

          وقد ورد عن الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم أحمد، أحمد، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) (منتخب الأنوار المضيئة: 343). ومنها نعرف أن أصحاب الرايات السود يتخذون من اسم (أحمد) شعاراً لهم.

          وسنعلم أن أحمد الذي يتخذون من اسمه شعاراً لهم هو شاب من بني هاشم وهو من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، وهو ( إمام أهل بيتي ) كما أخبر عنه الرسول (ص)، وهو العبد العنيف الذي يبعثه الله ( بعث عليها عبداً عنيفاً )، أي إنه مرسل من الإمام المهدي (ع)..
          وهذه النتيجة تتطابق تماماً مع ما وجدناه في رواية اليماني، فهو ( يدعو لصاحبكم )، أي إنه رسول أو سفير من الإمام المهدي (ع) كما اعترف الكوراني في كتابه عصر الظهور بقوله: ( ولكن المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى، إنها تحظى بشرف التوجيه المباشر من المهدي عليه السلام، وإنها جزء من خطة حركته عليه السلام، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه) (عصر الظهور:114).
          وأضاف الكوراني لهذا النص في كتابه (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي) عبارة ((فاليماني سفيره الخاص)) (المعجم الموضوعي: 619).



          ولكن هل اتضحت كل معالم شخصية اليماني، التي تمثل في الحقيقة سر الظهور الذي كشف عنه السيد أحمد الحسن (ع)،
          الجواب هو بالنفي فما زالت الجهة الأهم في شخصيته خافية،
          وسنوضحها إن شاء الله فيما يلي من مباحث.




          يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
          من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
          نقلا عن التوراة:


          1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
          4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


          Comment

          • Be Ahmad Ehtadait
            مشرف
            • 26-03-2009
            • 4471

            #6
            رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

            بسم الله الرحمن الرحيم

            اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

            والحمد لله رب العالمين



            متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

            ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

            أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

            كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

            ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

            خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

            Comment

            • shahad ahmad
              عضو مميز
              • 15-11-2009
              • 1995

              #7
              رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

              بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك .ر . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

              Comment

              • المدير العام
                مدير عام المنتدى
                • 17-09-2008
                • 879

                #8
                رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

                الرايات السود المشرقية:

                الحقيقة إن كل من كتب في قضية الإمام المهدي (ع) لم يستطع تبين حقيقة هذه الرايات وذهبت به الظنون بعيداً عن الهدف، لأن هؤلاء ببساطة خفي عنهم سر الظهور الذي أراد له آل محمد (ع) أن يكون خافياً عن عدوهم ريثما يحضر صاحبه ويوضح معالمه،
                ورد عن النبي (ص) قوله: (... له علم إذا حان وقته انتشر ذلك العلم من نفسه) (كمال الدين: 268).

                ولعل الأمر الجوهري الذي خفي عنهم وأربك تصوراتهم عن الظهور يتحدد بجهلهم بهوية القائم بالسيف أو القائم الذي يباشر الملاحم فهم يحسبونه الإمام المهدي محمد بن الحسن (مكن الله له في الأرض)، وسيتضح في البحث إن شاء الله إن المعني هو شخص آخر.

                فقد وردت عن أهل البيت (ع) جملة من الأحاديث ينص بعضها صراحة ويكتفي البعض الآخر منها بالإشارة الى القائم أن (ع) يبدأ حركته من جهة المشرق. الأمر الذي حير أفهام القوم أيما حيرة، لاسيما وأنهم لا يفرقون بين القائم بالسيف والإمام المهدي (ع) ويحسبونهما شخصاً واحداً.

                لقد رأى هؤلاء القوم في الأحاديث المشار إليها تناقضا صارخاً مع ما هو راكز في أذهانهم من إن الإمام المهدي (ع) يدخل العراق من جهة الحجاز، وكان الحل الأسهل الذي لجأوا إليه هو تضعيف روايات الدخول من المشرق، مع إن هذا التضعيف لا يستند الى حجة شرعية، ولا يعدوا في حقيقته عن كونه قصوراً في فهم المراد من هذه الأحاديث، ولجأ بعضهم الى تأويل هذه الأحاديث الواضحة لتتفق مع التصور الذي يحمله عن مسألة الظهور، وكل ذلك كان يتم – للأسف الشديد- على حساب الحقيقة.

                لقد غفل هؤلاء عن المنهج الصحيح الذي ينبغي لطالب الحق إتباعه، والمتمثل بإعطاء العقل دور الخادم لا دور السيد المتصرف بالنصوص، فإذا كان الفهم المرتكز في أذهانهم مصدره النصوص فإن الفهم الآخر مصدره النصوص أيضاً، ومن المؤكد أن النصوص لا تتناقض كما يتخرصون، وإنما يقع التناقض نتيجة الآليات المصطنعة التي لفقوها على حساب التسليم لأحاديث أهل البيت (ع) فصاروا هم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم.

                ورد عن أمير المؤمنين (ع) قوله: ( المهدي أقبل جعد بخده خال يكون (مبدؤه) من قبل المشرق وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ...) غيبة النعماني ص316.
                الرواية كما هو واضح تتحدث عن الإمام المهدي الحجة محمد بن الحسن (ع)، فهو الموصوف بأن في خده خال، وتنص على أن مبدأه يكون من قبل المشرق، وتدل كذلك على أن مبدأه يكون قبل خروج السفياني !

                ولكن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) يخرج من مكة لا من المشرق، كما نصت روايات كثيرة؟ وخروجه يكون لاحقاً لخروج السفياني لا سابقاً له كما دلت النصوص.
                إذن لابد أن يكون المقصود من قول الأمير (ع): (مبدؤه) شيئاً آخر، غير أن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) هو نفسه يخرج من المشرق. ولكن كون من يخرج من المشرق ويمثل خروجه، أو حركته حركة للإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) ومبدأ لأمره أو ظهوره لابد أن يكون مكلفاً من الإمام المهدي (ع) ومرسلاً من قبله، فحركة الإمام المهدي (ع) وظهوره أمر بيد الله، والله هو الذي يأذن بها، وبالنتيجة لا يمكن القول إن من يتحرك من المشرق لا يأخذ توجيهه المباشر من الإمام (ع).

                ما يسعى البحث لإثباته هو أن المقصود من صاحب الرايات السود هو القائم بالسيف وهو أحمد وصي الإمام المهدي (ع) وسينجلي الامر أكثر في مبحث: اليماني هو القائم بالسيف.

                ولكن قبل الدخول في بيان هذه الحقيقة، نقتبس كلام للكوراني من كتاب (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي)، فييقول: (إنما فسرنا (مبدؤه من قبل المشرق) بأنه مبدأ أمره، لأن ظهوره (ع) من مكة قطعي، فلابد أن يكون معناه مبدأ أمره وحركة أنصاره من جهة المشرق) (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي: 595 – 596).
                هذا التفسير وإن كان صحيحاً من جهة أنه ذهب فيه إلى القول أن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) ليس هو من يخرج من المشرق، إلا أنه مع ذلك لا يتناسب مع مجمل التصور الذي يلتزم به الكوراني لحركة الظهور، ولحقيقة حركة الإمام المهدي (ع)، وحقيقة صاحب الرايات السود.
                إن ما كان ينقص الكوراني هو معرفة حقيقة صاحب الرايات السود المشرقية، وكونه إماماً معصوماً هو القائم بالسيف، وهذا ما سيتضح من الروايات التالية:-

                ورد عن رسول الله (ص) : (... حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون. فمن أدركه منكم، أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبواً على الثلج، فإنها رايات هدى، يدفعونها الى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما) ( معجم أحاديث الإمام المهدي ج1ص382).
                في هذه الرواية يلقب الرسول (ص) قائد الرايات السود بـ ( إمام أهل بيتي )، ومن الواضح إن قائد الرايات السود ليس هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) فالرواية نفسها تنص على أن أصحاب الرايات السود يدفعونها إلى الإمام المهدي (ع) الذي يملؤها قسطاً وعدلاً، وهذه الرواية وإن كانت من طريق العامة إلا أنها قد وردت من طريق الخاصة أيضاً باختلاف يسير في بعض مضامينها، غير أن المضمون العام واحد.

                فعن الإمام الباقر (ع) : (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا الى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما إني لو أدركت صاحب ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) (غيبة النعماني: 281).
                وهذه الرواية الواردة عن الباقر (ع) وإن لم يرد فيها وصف لقائد الرايات السود بـ ( إمام أهل بيتي )، إلا أن في مضمونها ما يشير إلى هذا المعنى، فمن الواضح أن الرايات هذه ممدوحة فهم يدفعونها إلى الإمام المهدي (ع)، وقتلاهم شهداء، وأكثر من هذا يقول الإمام الباقر (ع) إنه لو أدرك ذلك الزمان لاستبقى نفسه لصاحب هذا الأمر، أي لصاحب الرايات السود، الأمر الذي يدل على منزلة رفيعة لهذا القائد، بل يدل قطعاً على عصمته وكونه حجة من حجج الله تعالى.

                ولايقال هنا أن المراد من صاحب هذا الأمر هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) لأنه لو كانت إشارة الإمام الباقر (ع) إليه لكان كلامه ينطوي على تخذيل عن نصرة صاحب الرايات السود، وهو أمر لا يمكن تفسيره إلا بعدم خلوص الرايات السود من شائبة إنحراف، وهذا التفسير يتناقض تماماً مع مضامين الرواية نفسها.
                فمن الواضح إن الرايات السود ممدوحة بقوة، فقتلاهم شهداء، وهم من يدفعها للإمام (ع)، أي إنهم أصحابه ويتحركون بتوجيه منه (ع)، وهم لا يدعون لأحد غيره، فنصرتهم في حقيقتها نصرة للإمام المهدي (ع)، فلسنا إذن بصدد تعددية في الجهة، بل هي جهة واحدة.

                بل إن الحث على نصرة صاحب الرايات السود قد نص عليه حديث أمير المؤمنين ع : ( يا عامر إذا سمعت الرايات السود مقبلة ، فاكسر ذلك القفل وذلك الصندوق ، حتى تقتل تحتها ، فإن لم تسطع فتدحرج حتى تقتل تحتها ). معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج 3 - ص 79.
                وإذا كان أمير المؤمنين (ع) يحث كل هذا الحث على نصرة الرايات والسود ويوجه للقتل تحت لوائها، فهل يتصور عاقل أن يوصي الإمام الباقر بعمل النقيض ؟!

                إذن يتحتم أن يكون مراد الإمام الباقر من صاحب هذا الأمر هو صاحب الرايات السود، ومعلوم إن المعصوم لا يرغب بادخار نفسه الشريفة لغير المعصوم بل لغير حجة من حجج الله على خلقه.

                ويتأكد هذا المعنى من ملاحظة الروايات الأخرى، فعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فاخبرني بما أستريح إليه قال : يا أبا محمد ليس ترى امة محمد فرجاً أبداً مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير (يسير) بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا. والله إني لاعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً ) بحار الأنوار ج25 ص 269.
                في هذه الرواية يصف الإمام الصادق (ع) الرجل الذي يخرج قبل الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، لأنه يقول: ( ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين ... الى آخر أوصاف الإمام المهدي (ع) )، أو يصفه بأنه يشير ( يسير ) بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا، ويصفه أيضاً بأنه ( رجل منا أهل البيت ) ومعنى هذه الأوصاف إنه معصوم لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق، وبهذا استحق أن يكون من أهل البيت (ع).

                فأن منزلة ( أهل البيت ع) لا يبلغها إلا معصوم بلغ الدرجة العاشرة من الإيمان.
                ورد في شرح أصول الكافي/ مولي محمد صالح المازندراني - ج 7 - ص 7:
                ( ... وقال علي ( عليه السلام ) : « سلمان عَلِمَ العلمَ الأول والآخر ، وهو بحر لا ينزف ، وهو منا أهل البيت » وعنه أيضا : « سلمان مثل لقمان »... ).

                وفي الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 387:
                ( ... قال : يا أمير المؤمنين فأخبرني عن سلمان الفارسي . قال : بخ بخ سلمان منا أهل البيت ، ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ، عَلِمَ علم الأول والآخر ... ).

                وفي الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج 2 - ص 823:
                ( قال المفيد ( ره ) في الاختصاص ( ص 341 من طبعة مكتبة الصدوق ) : ( بلغنا أن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فعظموه وقدموه وصدروه إجلالا لحقه وإعظاما لشيبته واختصاصه بالمصطفى صلى الله عليه وآله فدخل عمر فنظر إليه فقال : من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب ؟! فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فخطب فقال : إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط لا فضل للعربي على العجمي ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى ، سلمان بحر لا ينزف وكنز لا ينفد ، سلمان منا أهل البيت ، سلسال يمنح الحكمة ويؤتى البرهان ).

                وفي شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 8 - ص 346:
                ( ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) « سلمان منا أهل البيت » ومحال أن يريد به بيت النسب لأنه منزه عن الكذب ، وقوله اتبعوني تكونوا بيوتا أي تشرفوا وذلك لأن البيت في عرف اللغة يعبر به عن الشرف والمجد كما يقال البيت في بنى فلان أي الشرف والمجد فيهم ).

                وفي شرح أصول الكافي ايضاً/ ج 7 - ص 5:
                ( عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال : والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله . ولقد آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بينهما ، فما ظنكم بسائر الخلق ، إن علم العلماء صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، فقال : وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء ).

                وفي كتاب الأربعين - محمد طاهر القمي الشيرازي - ص 233 – 234:
                ( وهؤلاء الصحابة ممن أجمع المخالف والموافق على فضلهم والثناء عليهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : يا سلمان أنت منا أهل البيت ، وقد آتاك الله العلم الأول والاخر ، والكتاب الأول والكتاب الاخر . وقال : رواه الديلمي في الفردوس . واستدل صاحب الفتوحات من علماء الحنابلة بهذا الحديث على عصمة سلمان ، وهذه عبارته على ما نقل عنه صاحب مجالس المؤمنين : ولما كان رسول الله صلى الله عليه وآله عبدا مخلصا ، اي : خالصا قد طهره الله وأهل بيته تطهيرا ، واذهب عنهم الرجس وكلما يشينهم ، فان الرجس هو القذرة عند العرب ، على ما حكاه الفراء ، قال تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فلا يضاف إليهم الا مطهر ، ولابد أن يكون كذلك ، فان المضاف إليهم هو الذي لا يشينهم ، فما يضيفون لأنفسهم الا من حكم له بالطهارة والتقديس . فهذا شهادة من النبي صلى الله عليه وآله لسلمان الفارسي بالطهارة والحفظ الإلهي والعصمة ، حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله : سلمان منا أهل البيت ، وشهد الله لهم بالتطهير وذهاب الرجس عنهم ، وإذا كان لا يضاف إليهم الا مطهر مقدس ، وحصلت له العناية الإلهية بمجرد الإضافة ، فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم ، فهم المطهرون بل عين الطهارة ).

                وفي الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 45:
                عن عبد العزيز القراطيسي قال: ( قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست علي شئ حتى ينتهي إلى العاشر ، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك ، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره ، فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره ).

                وفي الخصال - الشيخ الصدوق - ص 447 – 448:
                عن عبد العزيز القراطيسي قال : ( قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد المرقاة ، فلا يقولن صاحب الواحد لصاحب الاثنين : لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشرة ، ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو فوقك ، فإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه إليك برفق ، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره وكان المقداد في الثامنة ، وأبو ذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة ).

                من هذه الروايات يتبين أن منزلة ( منا أهل البيت ) منزلة رفيعة لا يبلغها إلا معصوم،
                فصاحب الرايات السود معصوم بالنتيجة.



                يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
                Last edited by حجج الله; 21-05-2011, 01:14.
                من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                نقلا عن التوراة:


                1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                Comment

                • المدير العام
                  مدير عام المنتدى
                  • 17-09-2008
                  • 879

                  #9
                  رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة


                  ولازلنا معكم في مبحث الرايات السود المشرقية ...

                  عن أمير المؤمنين عليه السلام : في خبر طويل قال (… وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد (ص) تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأزفر يسير الرعب أمامها بشهر ) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ج2 ص 103. مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) - الميرجهاني - ج 2 - ص 158.

                  وعن الصادق (ع) : (له كنز بالطالقان، ما هو بذهب ولا فضة، و راية لم تنشر مذ طويت) (المعجم الموضوعي: 601).
                  وهذه الراية هي راية رسول الله (ص) التي نشرها أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل، ثم طواها، وادخرها للقائم (ع)، فعن أبي بصير، قال: (قال أبو عبدالله (ع): لما التقى أمير المؤمنين (ع) وأهل البصرة نشر الراية، راية رسول الله (ص) فزلزلت أقدامهم... الى أن قال: فقال للحسن: يا بني إن للقوم مدة يبلغونها، وإن هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم صلوات الله عليه) (غيبة النعماني: 319).

                  وهذه الراية لا يتقدمها إلا مارق ولا يتأخر عنها إلا زاهق، فعن عبيد بن كرب قال: سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول: (إن لنا أهل البيت راية من تقدمها سرق، ومن تأخر عنها زهق، ومن تبعها لحق) (بشارة الإسلام: 202).

                  والسيد الأكبر هو رسول الله (ص) ففي: مناسك حج (فارسي) - الشيخ فاضل اللنكراني - ص 281، ورد الدعاء:
                  ( اللهم صل على محمد وال محمد وصل على محمد جده ورسولك السيد الأكبر وعلى أبيه السيد الأصغر وجدته الصديقة الكبرى فاطمة بنت محمد وعلى من اصطفيت من آبائه البررة وعليه أفضل وأكمل وأتم وأدوم وأكثر وأوفر ما صليت على احد من أصفيائك وخيرتك من خلقك ).

                  وفي إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس - ج 1 - ص 512:
                  ( اللهم صل على حجتك وولي أمرك ، وصل على جده محمد رسولك السيد الأكبر ، وصل على علي أبيه السيد القسور ).

                  إذن صاحب الرايات السود :
                  هو حجة من حجج الله تعالى فهو قد وصلته الراية التي رفعها علي (ع) في معركة الجمل.

                  ومعلوم إن المنصور بالرعب هو القائم (ع)، ففي كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 331:
                  ( عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول: القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر ).

                  وعن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) : ( لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى يكون تكملة الحلقة قلت: وكم [تكملة] الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية ويسير بها، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، نزل بها جبرئيل يوم بدر. ثم قال: يا أبا محمد ماهي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، قلت: فمن أي شئ هي؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي (عليه السلام)، فلم تزل عند علي (عليه السلام) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراء‌ها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا، ثم قال: يا أبا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي عليه يوم أحد، وعمامته السحاب، ودرعه [درع رسول الله (صلى الله عليه وآله)] السابغة وسيفه [سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله)] ذوالفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا، فأول ما يبدء ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادى مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولايعطيها إلا السيف ).

                  وقد مر فيما تقدم أن صاحب الرايات السود يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر، أي يقاتل ثمانية أشهر.

                  وعن أمير المؤمنين (ع) إنه قال من على منبر الكوفة : ( لابد من وجود رحى تطحن فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال سود ثيابهم أصحاب رايات سود ويل لمن ناواهم يقتلونهم هرجاً والله لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم ومايلقى الفجّار منهم والأعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة فيقتلونهم هرجاً على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد ) غيبة النعماني ص265.

                  في هذه الرواية يصف أمير المؤمنين (ع) صاحب الرايات السود بأنه (عبد) وهو من العبودية لله، وهو وصف عظيم كما لا يخفى، فرسول الله هو عبدالله، ولهذا قال (ص) في رواية الوصية وهو يصف أحمد: ( له ثلاثة أسامي؛ اسم كاسمي واسم أبي وهو عبدالله )، فرسول الله هو عبدالله وأبوه أيضاً عبدالله، وكذلك أحمد.

                  ويصفه أيضاً بأنه مبعوث من الله تعالى (بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله)، وفي هذا إشارة إلى أنه مرسل من الإمام المهدي (ع)، كما إن كونه خامل الأصل، أي نسبه غير معروف، أمراً مهماً جداً.
                  وعن أمير المؤمنين (ع) إنه قال: ( ... يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت) الممهدون للكوراني ص110.

                  في هذا الحديث نص على أن قائد الرايات السود المشرقية، الذي يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، أي من ولده، ولا يقال هنا إن المقصود إنه من السادة أو الهاشمين، فهو بعيد لأن تعبير أهل بيته الأظهر فيه أبناؤه، كما إن رايات الهاشميين ورد ذمها على لسان المعصومين (ع).

                  ففي شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 3 - ص 356:
                  ( مما جاء عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه سئل عن الفرج، متى يكون؟ فقال: إن الله عز وجل يقول: " فانتظروا إني معكم من المنتظرين ". ثم قال: يرفع لآل جعفر بن أبي طالب راية ضلال، ثم يرفع آل عباس راية أضل منها وأشر، ثم يرفع لآل الحسن بن علي عليه السلام رايات وليست بشئ، ثم يرفع لولد الحسين عليه السلام راية فيها الامر ).

                  وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 222 – 224:
                  ( عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام يقول: الزم الأرض لا تحركن يدك ولا رجلك أبدا حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ... إلى قوله (ع) : وإياك وشذاذ من آل محمد عليهم السلام فان لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ، فان عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ، ويفعل الله ما يشاء . فألزم هؤلاء أبدا ، وإياك ومن ذكرت لك ، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء حتى يقول : هذا مكان القوم الذين يخسف بهم وهي الآية التي قال الله " أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين " ).

                  فرايات السادة أو الهاشميين مذمومة كما هو واضح، وفي الحديث أعلاه لا يستثني الإمام (ع) سوى راية واحدة يحملها رجل من ولد الحسين معه عهد نبي الله (ص)، أي إنه مذكور في وصية رسول الله (ص) ولابد أن يكون مقصوده (ع) هو صاحب الرايات السود، الذي هو من بيت الإمام المهدي، أي من ولده وبالتالي من ولد الحسين، لأنه إن لم يكن هو المقصود سيشمله الذم الذي لم يستثن سوى راية وحيدة، وحيث إن ممدوح في روايات كثيرة، فيتعين إنه هو الرجل من ذرية الحسين المذكور في الوصية، وهو إذن أحمد ولد الإمام المهدي (ع).

                  وعن مسعدة بن صدقة، قال: ( سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ـ عليهما السلام – يقول: خطب الناس أمير الموَمنين (عليه السلام) ـ بالكوفة ـ فحمد اللّه وأثنى عليه ... إلى قوله: واعلموا أنَّكم إن أطعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم، فتداويتم من الصّمم، واستشفيتم من البكم، وكفيتم موَنة التعسّف والطلب، ونبذتم الثقل الفادح عن الاَعناق. فلا يبعد اللّه إلاّ مَنْ أبى الرحمة، وفارق العصمة، "وسيعلم الّذينَ ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون ) البحار:ج51/111ـ 112. وعقيدة المسلمين في المهدي ج1 ص304 وروضة الكافي ح22.
                  إذن طالع المشرق أو صاحب الرايات السود المشرقية يسلك منهاج الرسول (ص)، فلابد إذن أن يكون حجة من حجج الله الذين أورثهم علم الكتاب، والمضامين الأخرى تؤيد هذا المعنى، فهو دواء من الصمم وشفاء من البكم، وفيه كفاء مؤنة التعسف والطلب، وغيره، وسيأتي مزيد تأكيد لهذا المعنى.
                  ورد في شرح إحقاق الحق ج29ص620: (... فيخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي، فيهزم السفياني الى الشام).
                  بحسب هذه الرواية إذن يقاتل السفياني و يهزمه وزير الإمام المهدي (ع)، وهذا الوزير هو قائد أهل المشرق. ومعلوم إن منصب الوزارة من نصيب الأوصياء، فهارون كان وزيراً لموسى، وأمير المؤمنين كان وزيراً لرسول الله (ص) ، والإمام المهدي (ع) وزيره (أحمد) ولده ووصيه بنص وصية رسول الله (ص).

                  وتؤكده الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (ع)... ويخرج قبله – أي الإمام المهدي – رجل من أهل بيته، بأهل المشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر). من هذه الرواية نعلم أن وزير الإمام المهدي هو رجل من أهل بيته، وهي إشارة واضحة الى ولده (أحمد).

                  وعن السيد ابن طاووس في ملاحمه: (إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة المهدي) (الملاحم والفتن: 52). هذه الرواية نصت على أن وزير المهدي، والرجل من أهل بيته هو خليفته، أي وصيه.
                  ومثله الحديث الوارد عن رسول الله (ص): (يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا تصير الى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم، ثم ذكر شاباً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي) (بشارة الإسلام: 30).

                  وقد وردت لهذه الرواية صورة أخرى في ذيلها (فإنه خليفة الله المهدي)، كما في العرف الوردي في اخبار المهدي ج1 ص64: عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة , كلهم ابن خليفة , ثم لا يصير إلى واحد منهم, ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق, فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم,( ثم يجيء خليفة الله المهدي, فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه, ولو حبوا على الثلج, فإنه خليفة الله المهدي ).

                  وهذه الصورة لا تغير في الأمر شيئاً، إذ طالما كان المقطوع به هو خروج الإمام المهدي (ع) من مكة، فلابد إذن من حمل تعبير (خليفة الله المهدي) على غير الإمام المهدي (ع)، وهو أمر لا يحتار فيه المتتبع، بعد أن تكفلت وصية رسول الله ببيان حقيقة أن (أحمد) له ثلاثة أسماء أحدها (المهدي).
                  ولكي يتضح هذا الأمر أكثر أنقل الرواية الآتية عن غيبة الطوسي/ 464: (عن عمار بن ياسر... الى قوله: ثم يخرج المهدي (ع) على لوائه شعيب بن صالح،... الخ).

                  ولو تساءلنا الآن: أي مهدي تقصده الرواية؟ تجيبنا الرواية الآتية؛ عن محمد بن الحنفية، قال: (تخرج راية سوداء لبني العباس، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى قلانسهم سود، وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح، أو صالح بن شعيب من بني تميم يهزمون أصحاب السفياني، حتى تنزل بيت المقدس توطئ للمهدي سلطانه، يمد إليه ثلاث ماية من الشام، يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً) (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي/ الكوراني: 594).

                  هذه الرواية تصرح بأن شعيب بن صالح، والرايات السود، يوطئون للمهدي سلطانه، ويسلمونه الأمر بعد إثنين وسبعين شهرا، إذن فالمهدي الذي تشير له الرواية الأولى الذي يأتي مع الرايات السود، مهدي آخر.

                  وعن الإمام الرضا (ع) : (لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا، وذلك حين يأذن الله عز وجل له، ومن تبعه نجا، ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل) (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي/ الكوراني: 606).

                  بعد أن ينقل الكوراني هذه الرواية، يعلق قائلاً: (وهو يتعلق بالإيرانيين بدليل قوله (فأتوه ولو حبواً على الثلج) لأن بلادهم ثلجية). ومراد الكوراني إن الأمر بالإتيان الى خليفة الله متوجه للإيرانيين دون سواهم، فكأنه فهم أن خليفة الله المذكور في الرواية هو الإمام المهدي (ع)، وحيث إنه يرى إن الإمام المهدي (ع) يتحرك من الحجاز الى العراق، وحيث إن الثلوج في هذه المنطقة منعدمة، إذن المقصود ًإن الناس المخاطبين يسكنون في مناطق فيها ثلوج، وعليهم أن يأتوا إمامهم رغم هذه الثلوج، وهم الإيرانيون.

                  والحقيقة إن الكوراني يحاول بتفسيره هذا أن يلتف على الدلالة الحقيقية للرواية وهي إن القائم أو خليفة الله سيأتي من قبل المشرق، وبرأيه إن هذا يناقض حقيقة إن الإمام المهدي (ع) يأتي من مكة.
                  وكان حرياً بالكوراني أن يلتفت الى المعنى الواضح للرواية وهو إشارتها الى أن القائم شخص آخر غير الإمام المهدي (ع)، وهو ولده كما سلف القول، فمن الواضح إن عبارة ( فأتوه ولو حبواً على الثلج ) قد تكررت في الكثير من الروايات التي تحدثت عن الرايات السود، ولعلها مفتاح أريد منه بلوغ إن المهدي الذي يأتي من قبل الشرق ليس هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، وإنما شخص آخر هو ولده ووصيه، كما اتضح من الروايات التي سردناها عن الرايات السود، والتي ستأتي أيضاً.


                  يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
                  Last edited by حجج الله; 21-05-2011, 01:15.
                  من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                  نقلا عن التوراة:


                  1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                  4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                  Comment

                  • المدير العام
                    مدير عام المنتدى
                    • 17-09-2008
                    • 879

                    #10
                    رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

                    تكملة مبحث الرايات السود المشرقية ..

                    والرواية الآتية تضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالرايات السود، فعن الإمام الباقر (ع)، قال: (إن لله كنوزاً بالطالقان، ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: أحمد..أحمد، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) (منتخب الأنوار المضيئة: 343).

                    هذه الرواية تصرح باسم القائم، الذي يتخذ الطالقانيون من اسمه شعاراً لهم، كما إن قوله (ع) : (عابراً الفرات) يدل على أن دخوله الى العراق يتم من جهة البصرة، ليتخذ طريقه الى الكوفة، إذ إن أي طريق آخر يمكن أن يسلكه منطلقاً من المشرق أو بلاد الطالقان لابد أن يضعه بمواجهة نهر دجلة، لا نهر الفرات.

                    ولنتذكر ما ورد في كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 265:
                    عن الباقر ( عليه السلام ) قال: ( لا بد من رحى تطحن فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبدا عنيفا خاملا أصله ، يكون النصر معه أصحابه الطويلة شعورهم ، أصحاب السبال ، سود ثيابهم ، أصحاب رايات سود ، ويل لمن ناواهم ، يقتلونهم هرجا ، والله لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم ، وما يلقى الفجار منهم والأعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية ، جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد ).
                    والمدينة البرية والبحرية المشاطئة للفرات هي البصرة حصراً.

                    وعن أبي عبدالله (ع) في قول الله تعالى : (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال : قتل علي بن أبي طالب (ع) وطعن الحسن (ع) (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) قال : قتل الحسين (ع) (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا) فإذا جاء نصر دم الحسين (ع) ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) فلا يدعون وتراً لآل محمد إلا قتلوه (وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً) خروج القائم (ع) ... ـ الحديث-) الكافي ج8 ص206.

                    وهؤلاء القوم هم أصحاب الرايات السود، وهم من تجري على يديهم الملاحم بقيادة وصي الإمام المهدي (ع)، وهم من يثأرون لآل محمد (ع) بقيادة أحمد (ع)، ومن المعلوم أن المهدي (ع) هو من يثأر لقتل الحسين (ع) فيتعين أنه المهدي أحمد (ع) الذي يوكله أبوه الإمام المهدي (ع) بهذا الأمر.
                    وهذا المهدي هو من أشارت له جملة من روايات الطاهرين منها ما ورد عن جابر الجعفي قال قال لي محمد بن علي (ع) : ( يا جابر إن لبني العباس راية ولغيرهم رايات فإياك ثم إياك ـ ثلاثا ـ حتى ترى رجلا من ولد الحسين (ع) يبايع له بين الركن والمقام معه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومغفر رسول الله صلى الله عليه وآله ودرع …) الأصول الستة عشر- عدة محدثين ص 79. وإلزام الناصب 2/98 باختلاف يسير.

                    فهذا المهدي أو الرجل من ولد الحسين الذي يبايع بين الركن والمقام هو صاحب الرايات السود كما علمنا،
                    بل لابد أن يكون هو لأنه إن لم يكن هو لا يكون صاحب الرايات السود،
                    وهو الرجل الممدوحة رايته والذي معه عهد رسول الله (ص)...

                    إذن صاحب الرايات السود ..
                    هو الذي يبايع بين الركن والمقام
                    وإن الذي يبايع بين الركن والمقام هو (أحمد)

                    فعن حذيفة بن اليمان قال: (سمعت رسول الله (ص) – وذكر المهدي – فقال: إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبدالله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها ) (غيبة الطوسي: 299 و 305).
                    والتعبير هنا متطابق مع ما ورد في ذيل وصية رسول الله ص.
                    وهو نفسه المهدي الذي يظهر قبل السفياني: روى حذلم بن بشير قال: قلت لعلي بن الحسين (ع): صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته؟ فقال: (يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقتد، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي، ثم يخرج بعد ذلك) (غيبة الطوسي444).

                    وهو نفسه المهدي الذي تذكره روايات العامة.

                    عن رسول الله ص : ( يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً ).
                    وهذا الحديث كما في المصادر عن نعيم بن حمّاد، والطبراني، وأبي نعيم، والمقدسي صاحب كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر. (الإمام المهدي عليه السلام ج 3 ص 10).

                    وعن أبي قبيل عن عبداللّه بن عمر قال: يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدمها واتخذ فيها طرقا . قال الكنجي الشافعي في البيان ص 513: رواه الطبراني وأبو نعيم. (الإمام المهدي المنتظرج1 ص43).

                    بقيت الاشارة الى أن بعض الروايات تحدثت عن ورود راية من خراسان أو من إيران عموماً، بقيادة الخراساني وهو غير صاحب الرايات السود كما يفهم من الروايات،
                    وبشأن هذه الشخصية، فإن جميع الرايات يشوبها الضلال، باستثناء راية اليماني أو راية القائم ( أحمد )،
                    وهذا الحكم يشمل راية الخراساني،
                    فالضلال لا ينفك عن الخراساني حتى يبايع اليماني، ويخضع لحكمه، ذلك أن راية الحق واحدة لا تتعدد.


                    يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
                    Last edited by حجج الله; 21-05-2011, 01:16.
                    من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                    نقلا عن التوراة:


                    1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                    4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                    Comment

                    • المدير العام
                      مدير عام المنتدى
                      • 17-09-2008
                      • 879

                      #11
                      رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

                      اليماني هو قائم آل محمد (ع) :

                      قبل الدخول في هذا الموضوع لابد من الإشارة إلى أمر مهم، كي لا تتلقف الظنون عبارة (اليماني هو قائم آل محمد) بكثير من الأوهام، غير المقصودة من البعض والمقصودة من آخرين.

                      فإن اليماني هو القائم بالسيف بأمر من أبيه الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع)، وهذا المعنى الذي يؤكد وجود الإمام المهدي (ع)، ويمنحه دوره الكامل سيكون دائماً حداً لن نتجاوزه .

                      ولنبدأ الآن بالرواية التالية، ورد في الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 295:
                      ( عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عز وجل ).
                      هذه الرواية تعني أن كل راية على الإطلاق ترفع قبل القائم هي راية ضلال وصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله، لا يُستثنى من هذا الحكم غير راية القائم فقط.

                      ولكننا علمنا مما تقدم أن راية اليماني – وهي قبل الإمام المهدي (ع) – هي راية هدى، بل أهدى الرايات، فكيف نخرج من التعارض بين رواية اليماني والرواية الواردة في الكافي أعلاه؟

                      ليكن واضحاً لنا أن أي حل للتعارض لابد أن يُبقي على مضمون كلتا الروايتين دون أن يُسقط منه شيئاً.
                      والحل الوحيد الذي يمكن أن نتحصله في حالتنا هو أن نقول أن راية القائم وراية اليماني هما راية واحدة، بمعنى أن القائم هو نفسه اليماني.

                      وهذه الحقيقة أشارت لها الرواية الآنفة التي نصت على أن أمير جيش الغضب أو قائد الأصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر هو خليفة يماني، عن أبي عبدالله (ع)، قال: (إذا أذن الإمام دعى الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف). فالخليفة اليماني بحسب أبي عبدالله (ع) هو إمام.

                      ورد في الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 535:
                      عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إن الله تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا ، مباركا ، يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم ، فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام ، فلما وضعتها قالت : رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى، أي لا يكون البنت رسولا يقول الله عز وجل والله أعلم بما وضعت ، فلما وهب الله تعالى لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران ووعده إياه ، فإذا قلنا في الرجل منا شيئا وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ).
                      إن الإمام الصادق (ع) ينبهنا في هذه الرواية إنهم (ع) إذا قالوا أن القائم هو فلان منهم وكان ولده أو ولد ولده هو القائم فعلينا أن لا ننكر ذلك. والذي يؤكد أن الأمر يعني القائم هو أنهم لم يقولوا في أحد من الأئمة السابقين للإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) شيئاً ولم يكن فيه، ويدل عليه كذلك إن سياق حديثه (ع) كان في عيسى (ع) وهو المنقذ الذي كان ينتظره اليهود.

                      ففي الكافي أيضاً - ج 1 - ص 535:
                      ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قلنا في رجل قولا ، فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ، فإن الله تعالى يفعل ما يشاء ).
                      وقوله: (فإن الله تعالى يفعل ما يشاء )، واضح في أن الأمر يستبطن اختباراً للناس.

                      وفي الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 535:
                      ( عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قد يقوم الرجل بعدل أو يجور وينسب إليه ولم يكن قام به، فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده ، فهو هو).
                      وهذه الرواية تدل على أن أمراً ما أو عملاً ما قام به ابن الرجل أو ابن ابنه ثم نُسب إليه – أي إلى نفس الرجل – فالنسبة صحيحة.
                      وهكذا إذا قال آل محمد (ع) إن القائم هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، وكان القائم هو ولده أحمد فهو هو.

                      وفي الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي - ص 94:
                      ( عن أبي عبيدة الحذاء: قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذا الأمر، متى يكون؟ قال: إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ، ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه ).
                      هنا أبو عبيدة يسأل الإمام الباقر (ع) عن هذا الأمر، أي عن أمر القائم (ع)، فيجيبه، إنه إذا كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه!؟ وهذا الكلام من الإمام (ع) لا يمكن أن يكون دون معنى أبداً، بل الأكيد الأكيد إن الإمام (ع) يقصد منه الإشارة إلى أمر سيقع، ويريد من شيعته أن يلتفتوا له، ولا ينكرونه.

                      والان، هذه كانت مقدمة للموضوع الذي نحن بصدده، وفيما يأتي استعراض لبعض الأدلة التي تؤكد هذا الأمر:-

                      الدليل الأول:
                      عن حذيفة، قال: ((سمعت رسول الله (ص) – وذكر المهدي – فقال: إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبدالله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها)) (غيبة الطوسي: 299 و 305).
                      الرسول (ص) في هذه الرواية يسمي المهدي (ع) ويذكر له ثلاثة أسماء، وهي الأسماء نفسها التي ذكرها (ص) لولد الإمام المهدي ( أحمد ) في رواية الوصية حيث قال (ص) هناك: (( ... يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً ... وساق الحديث إلى أن قال : وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك إثنا عشر إماماً ، ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و أحمد ، والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )).

                      فالمهدي (ع) الذي يبايع بين الركن والمقام هو ولد الإمام المهدي (ع)، أي أحمد الذي هو اليماني نفسه. والأسماء الثلاثة التي يذكرها رسول الله في الوصية، ويكررها في الرواية التي يذكر فيها المهدي تدل على هذه الحقيقة.
                      وبطبيعة الحال لا حاجة للتذكير بأن المهديين الإثني عشر ومنهم أحمد يصح على كل منهم إطلاق لقب المهدي.

                      الدليل الثاني:
                      قال رسول الله (ص)، في حديث طويل ... إلى أن قال (ص) : (( الحقوا به بمكة فإنه المهدي وأسمه أحمد )) ( الملاحم والفتن ص68 ).
                      وهذه الرواية تنص على أن اسم المهدي هو أحمد. بل لعلنا من خلال هذه الرواية يمكننا أن نفهم ما ورد من إن المهدي اسمه اسم رسول الله (ص)، واسم أبيه اسم أبي الرسول (ص).

                      فقد ورد في الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 180 – 182:
                      ( عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما ).

                      وفي الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس - ص 157:
                      عن أبي الطفيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ).
                      هذه الروايات واشباهها ربما دفعت أبناء العامة للظن بأن اسم الإمام المهدي (ع) هو محمد بن عبدالله، ولكننا نعلم أن رسول الله (ص) اسمه (أحمد) كذلك.

                      الدليل الثالث:
                      كفاية الأثر – الخزاز القمي- 158:
                      عن محمد بن الحنفية، قال: قال أمير المؤمنين (ع) : (( سمعت رسول الله (ص) يقول، في حديث طويل في فضل أهل البيت (ع) : وسيكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك )).
                      الرسول (ص) يحدث أمير المؤمنين (ع) عن فتنة تقع عند فقدان الخامس من ولد السابع من ولد أمير المؤمنين (ع)، فهو يقول له: من ولدك.

                      لنرى من يكون هذا الولد من أولاد علي (ع):
                      1- الإمام الحسن ع 2- الإمام الحسين ع 3- الإمام السجاد ع 4- الإمام الباقر ع 5- الإمام الصادق ع 6- الإمام الكاظم ع 7- الإمام الرضا ع (وهو السابع) ،
                      والآن لنعرف من هو الخامس من السابع من ولد أمير المؤمنين (ع):
                      1- الإمام الجواد ع 2- الإمام الهادي ع 3- الإمام العسكري ع 4- الإمام المهدي ع 5- من هو؟؟
                      .....أنه الإمام أحمد المذكور في وصية رسول الله (ص).

                      إذن المقصود هنا هو أحمد بن الإمام المهدي (ع)، هو الخامس من السابع من ولد أمير المؤمنين.
                      وهو الذي بفقدانه تكون الفتنة الصماء الصيلم أي الإختبار الذي يسقط فيه كل ذي وليجة وبطانة.

                      وفي الكافي – الشيخ الكليني / ج1: 336:
                      قال إن الإمام الكاظم (ع) قال لأولاده وأرحامه : ((إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لايزيلنكم عنها أحد. يا بني إنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به!؟ إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه، لو علم أباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه. قال، فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه)).
                      الإمام الكاظم (ع) يُحدث أولاده وأرحامه عن صاحب هذا الأمر، أي عن القائم (ع)، ويحذرهم من الامتحان الذي يحدث عن فقد الخامس من ولد السابع، ولكن هذه الرواية لا تقول إنه الخامس من ولد السابع من ولد أمير المؤمنين، فهل المقصود منها إذن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)؟

                      لنتساءل الآن: عن أي شئ تصغر عنه عقول أبناء الإمام الكاظم وأرحامه وتضيق عنه أحلامهم؟
                      هم يسألونه عن الخامس من ولد السابع.
                      فهل معرفة اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) الذي يعرفه القاصي والداني، وذكرته الروايات، وغيبته التي وردت فيها عشرات الروايات، هل هذا هو ما تضيق عن حمله أحلام أبناء الإمام الكاظم وأرحامه وتصغر عنه؟

                      لا شك في أن الأمر يتعلق بشخص آخر ادخره الله ليبتلي به الناس وتكون نتيجة هذا الابتلاء رجوع من كان يقول بأمرهم أي يخرج من ولايته (ع).

                      لنقرأ الرواية التالية:
                      بحار الأنوار- العلامة المجلسي- ج36ص335:
                      وعن عبدالرحمان بن أبي ليلى، قال علي (ع) : (كنت عند النبي (ص) في بيت أم سلمة... الى أن قال (ع): ثم التفت إلينا رسول الله (ص) فقال رافعاً صوته: الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي. قال علي: فقلت: يارسول الله، فما تكون هذه الغيبة؟ قال: الصمت حتى يأذن الله له بالخروج...)).

                      إذن هو الخامس من ولد السابع من ولد أمير المؤمنين (ع)
                      وهو أحمد .. كما سلف القول،
                      والفتنة أو الاختبار ليس هو الغيبتان كما للإمام المهدي (ع)،
                      وإنما هو الصمت حتى يأذن الله له بالخروج.
                      وأحمد هو صاحب الأمر الذي ذكره الإمام الكاظم (ع).


                      يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
                      Last edited by حجج الله; 21-05-2011, 01:18.
                      من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                      نقلا عن التوراة:


                      1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                      4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                      Comment

                      • المدير العام
                        مدير عام المنتدى
                        • 17-09-2008
                        • 879

                        #12
                        رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة


                        لازلنا نتواصل مع بحث اليماني هو قائم آل محمد (ع) ...

                        الدليل الرابع:
                        عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين (ع) فوجدته متفكراً ينكت في الأرض، فقلت: ما لي أراك متفكراً تنكت في الأرض، أرغبة منك فيها؟ فقال: ((لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً، تكون له غيبة وحيرة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. فقلت: وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين! فقلت: وإن هذا لكائن؟ فقال: نعم، كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر ياأصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة. فقلت: ثم ما يكون بعد ذلك؟ فقال: ثم يفعل الله ما يشاء، فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات)) ( الكافي / ج1: 379).

                        لابد من توضيح أن الرواية قيد البحث قد وردت لها صورتان الأولى بلفظ ( من ظهر ) والثانية (من ظهري )، ولتحقيق المسألة لابد بدءاً من التأكيد على أن الرواية قد وردت في كتاب الكافي لمؤلفه الشيخ الكليني بالصورتين معاً ، كما تدل عليه إشارة محقق الكتاب حين وضع الياء بين معقوفتين بالشكل الآتي [ من ظهر(ي) ] .
                        إن عمل المحقق بوضع الياء بين معقوفتين يشير إلى أن ورود الياء قد جاء في بعض النسخ.
                        ولو تحققنا من الأمر سنجد أن الياء قد أضيفت إلى كلمة ( ظهر ) من قبل بعض النساخ،
                        والأدلة على هذا كثيرة، منها؛ إن الرواية وردت في الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص 362، بصورة ( من ظهر ) كما يلي:
                        ( عن الأصبغ بن نباتة ، قال دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوجدته مفكرا ينكت في الأرض قلت : يا مولاي مالي أراك مفكرا قال : في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي وهو المهدي الذي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما يكون له غيبة يضل بها أقواما ، ويهدي بها آخرين أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة فقلت : ثم ماذا : قال : يفعل الله ما يشاء ، من الرجعة البيضاء والكرة الزهراء ، وإحضار الأنفس الشح والقصاص والأخذ بالحق والمجازاة بكل ما سلف ثم يغفر الله لمن يشاء ).

                        ومعلوم أن كتاب الهداية من أقدم الكتب الشيعية ...

                        بل إن الرواية وردت في دلائل الإمامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 529 – 530، وهو يشترك بالسند مع الشيخ الكليني، وفيها (من ظهر) ولكن ليس فيها ( من ولدي ) كما يلي:
                        ( أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن علي الزبيري ، عن عبد الله بن محمد بن خالد الكوفي ، عن منذر بن محمد بن قابوس ، عن نصر بن السندي ، عن أبي داود ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : أتيت أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) فوجدته مفكرا ، ينكت في الأرض، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك مفكرا ، تنكت في الأرض ؟ أرغبة منك فيها ؟ ‹ صفحة 530 › فقال : لا والله ، ما رغبت في الدنيا قط ، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر، هو المهدي ، يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تكون له حيرة وغيبة ، يضل فيها قوم ، ويهتدي بها آخرون . فقلت : يا أمير المؤمنين ، وكم تكون تلك الحيرة ، وتلك الغيبة ؟ قال ( عليه السلام ) : وأني لك ذلك ، وكيف لك العلم بهذا الأمر يا أصبغ ! أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة ).

                        ووردت كذلك في كتاب الاختصاص - الشيخ المفيد - ص 209، بسند مقارب، وفيها أيضاً ( من ظهر ) كما يلي:
                        ( حدثنا محمد بن قولويه قال: حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن خالد الطيالسي عن المنذر بن محمد ، عن النصر بن السندي، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال سعد بن عبد الله : وحدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي قال : حدثنا الحسن ابن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة ، عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا " ينكت في الأرض، فقلت : يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا " تنكت في الأرض ، أرغبة منك فيها ؟ قال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما " قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها عدلا وقسطا " كما ملئت ظلما " وجورا " ، يكون له حيرة وغيبة ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت : إن هذا لكائن ؟ قال : نعم كما أنه مخلوق فأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة ، قلت : وما يكون بعد ذلك ؟ قال : الله يفعل ما يشاء فإن لله إرادات وبداءات وغايات ونهايات ).

                        ويرويها الشيخ الطوسي في موضعين من كتابه الغيبة، الأول: ص 165 – 166، والثاني: ص 336 وبسند آخر عن ثعلبة من ميمون، وفيها ( من ظهر )، كما يلي:
                        ( ورواه سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته ينكت في الأرض ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكرا تنكت في الأرض ؟ أرغبة منك فيها ؟ . قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا قط ، ولكني تفكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملاها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، يكون له حيرة وغيبة تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون . قلت : يا مولاي فكم تكون الحيرة والغيبة ؟ . قال : ستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ست سنين . فقلت : وإن هذا الامر لكائن ؟ فقال : نعم كما أنه مخلوق ، وأنى لك بهذا الامر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة ، قال : قلت : ثم ما يكون بعد ذلك ؟ قال : ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات ).

                        من هذا يتبين أن ما ورد في أحد نسخ الكافي، من إضافة (ياء) لكلمة ظهر إنما هو من عمل النساخ، ويقويه الدلائل التالية:

                        1- إن الرواية تنص على غيبة واحدة لا غيبتين ( له غيبة وحيرة ...الخ ) والحيرة هنا هي نفس الغيبة وليست شيئاً آخر، بدلالة الجواب، فالأمير (ع) أجاب : ( ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ) وبهذا الجواب جمع الحيرة والغيبة معاً ، بل لقد ورد توضيح معنى هذا الغيبة عن رسول الله (ص) بأنه الصمت لا نفس الغياب المعروف عن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) فعن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال علي (ع)كنت عند النبي (ص) في بيت أم سلمة... إلى أن قال (ع): ثم التفت إلينا رسول الله (ص) فقال رافعاً صوته: الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي. قال علي: فقلت: يارسول الله، فما تكون هذه الغيبة؟ قال: الصمت حتى يأذن الله له بالخروج...).

                        2- إن الرواية توقت للغيبة وهذا خلاف ما ورد من كونهم (ع) لا يوقتون ، فعن عبدالرحمن ابن كثير قال : كنت عند أبي عبدالله (ع) اذ دخل عليه مهزم فقال له : جعلت فداك اخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو ؟ . فقال : يا مهزم كذب الوقاتون , وكذب المستعجلون , ونجا المسلمون )) .أصول الكافي ج1ص415

                        وعن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال:سألته عن القائم (ع) فقال : كذب الوقاتون, إنا أهل بيت لا نوقت )) .نفسه ص415
                        وعنهم (ع) ((أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين )) .نفسه ص415.

                        وعن الفضيل بن يسار ,عن أبي جعفر (ع)قال :قلت لهذا الأمر وقت ؟ فقال :كذب الوقاتون ,كذب الوقاتون ,كذب الوقاتون …)) .نفسه ص415.

                        3- إن ورود الرواية بصورتها الأولى ( من ظهر ) في المصادر المعتبرة من قبيل غيبة الطوسي قرينة قوية على صحة هذه الصورة دون الصورة الأخرى فالمعروف عن الشيخ الطوسي دقته العلمية العالية ونقله عن الأصول فقد نقل الحر العاملي كلام الشيخ الطوسي في هذا الموضوع ملخصاً: (إن أحاديث كتب أصحابنا المشهورة بينهم ثلاثة أقسام: منها ما يكون متواتراً ومنها ما يكون مقترناً بقرينة موجبة للقطع بمضمون الخبر،ومنه ما لا يوجد فيه هذا ولا ذاك ولكن دلت القرائن على وجوب العمل به، وإن القسم الثالث ينقسم إلى أقسام: منها خبر أجمعوا على نقله ولم ينقلوا له معارضاً، ومنها ما انعقد إجماعهم على صحته وإن كل خبر عمل به في كتابي الأخبار وغيرها لا يخلو من الأقسام الأربعة) خاتمة وسائل الشيعة ص64-65.

                        ثم عقب الحر العاملي قائلاً: (وذكر-الشيخ الطوسي- في مواضع من كلامه أيضاً أن كل حديث عمل به فهو مأخوذ من الأصول والكتب المعتمدة). نفس المصدر السابق .

                        وهذا الكلام يدل على أن الشيخ الطوسي (رحمه الله) لا يستدل بخبر ضعيف غير معتمد في كتبه الاستدلالية في الفقه والعقائد، ولا يخفى إن كتابه (الغيبة) هو من أوثق كتبه الاستدلالية في العقائد.

                        أما عن دلالة الرواية فإن الحادي عشر من ولد أمير المؤمنين هو الإمام المهدي (ع)، والمولود الذي يكون منه هو ولده .. أحمد .. كما نصت وصية رسول الله (ص)،
                        وهو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً.


                        الدليل الخامس:
                        عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت أثني عشر آخرهم القائم (ع)؛ ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي)) (من لا يحضره الفقيه / ج 4: 180. وسائل الشيعة / ج 11: 490).

                        ومثله ما يلي:
                        عن أبي جعفر (ع)، قال : ((قال رسول الله (ص): إني وإثني عشر من ولدي و أنت يا علي زر الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الأرض ان تسيخ بأهلها فإذا ذهب الإثنا عشر من ولدي ساخت بأهلها ولم ينظروا)) (الكافي / ج1: 534) .

                        إن القائم في رواية جابر هو .. أحمد بن الإمام المهدي (ع) بعد استثناء اسم علي (ع)، لأنه ع زوج فاطمة (ع) وليس ولدها، فالمعدودين هم ولد فاطمة (ع)، ويدل عليه كذلك إن الرواية نصت على أن ثلاثة منهم اسمهم علي بينما هم مع علي أمير المؤمنين يكونون أربعة.
                        ومثله يقال في الرواية الثانية التي استثنت علياً (ع) بقوله (ص): ( وأنت يا علي )،
                        وعلى أي حال فإن علياً (ع) أخو رسول الله (ص) وليس ولده، فلا يدخل إذن في قوله (ص): ( وإثني عشر من ولدي ).


                        الدليل السادس:
                        معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - الكوراني - ج 3 - ص 240
                        ( في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء: سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فقلت : ما سنة موسى؟ قال: خائف يترقب. قلت: وما سنة عيسى؟ فقال : يقال فيه ما قيل في عيسى ، قلت: فما سنة يوسف؟ قال: السجن والغيبة. قلت: وما سنة محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: إذا قام سار بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أنه يبين آثار محمد ، ويضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا هرجا، حتى رضي (يرضى) الله قلت : فكيف يعلم رضا الله؟ قال: يلقي الله في قلبه الرحمة ).

                        معلوم أن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) لا تطاله أيدي الأعداء، فالمقصود من صاحب الأمر الذي يُسجن هو غيره. وقوله: ( يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر ) إشارة إلى أن المقصود هو صاحب الرايات السود، وهو أحمد ابن الإمام المهدي (ع) كما دلت الروايات الآنفة التي نصت على خروج رجل من أهل بيت الإمام المهدي (ع).

                        ورد في كنز العمال - المتقي الهندي - ج 14 - ص 589:
                        عن علي قال : إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم : قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك ، فيرسل إليه بالبيعة ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس ، وتنقل إليه الخزائن ، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال ، حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بالمشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس ، فلا يبلغه حتى يموت ( نعيم ) .

                        وعن أمير المؤمنين (ع) إنه قال: ( ... يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت) الممهدون للكوراني ص110.


                        الدليل السابع:
                        ورد عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر الباقر (ع): (إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف؛ ابن أمة سوداء ) (غيبة النعماني: 166).
                        والإمام المهدي محمد بن الحسن ابن السيدة نرجس (ع) ابنة ملك الروم وليست هي أمة سوداء، فيكون المقصود ولده أحمد.


                        يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
                        Last edited by حجج الله; 21-05-2011, 01:19.
                        من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                        نقلا عن التوراة:


                        1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                        4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                        Comment

                        • المدير العام
                          مدير عام المنتدى
                          • 17-09-2008
                          • 879

                          #13
                          رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

                          الدليل الثامن:
                          عن الإمام الرضا (ع)، قال: (كأني برايات، من مصر مقبلات، خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات، فتؤدى الى ابن صاحب الوصيات ) (المعجم الموضوعي: 451).
                          وصاحب الوصيات هو الإمام المهدي (ع) وفي رواية الوصية تعبير مشابه حيث ورد وصف الإمام المهدي ع بأنه المستحفظ من آل محمد، وابنه هو أحمد المذكور في وصية رسول الله (ص).
                          وفي الرايات التي تؤدى إليه من مصر دليل على أنه هو القائم.


                          الدليل التاسع:
                          قال رسول الله (ص) : ( من ولدي إثنا عشر نقيباً نجباء مفهمون محدثون آخرهم القائم بالحق ليملأها عدلاً كما ملئت جوراً ) [ غيبة الطوسي ص102 / أصول الكافي ج1 ص608].

                          وأن ولد رسول الله (ص) هم: 1- الحسن ع 2- الحسين ع 3- السجاد ع 4- الباقر ع 5- الصادق ع 6- الكاظم ع 7- الرضا ع 8- الجواد ع 9- الهادي ع 10- العسكري ع 11- المهدي ( عليهم السلام أجمعين )
                          لأن علياً (ع) أخو رسول الله (ص) لا ولده، بل إن الرسول (ص) وعلي (ع) هما أبوا هذه الأمة،

                          وإليكم هذه الأحاديث التي توضح هذا الأمر:
                          جواهر الفقه - القاضي ابن البراج - ص 249:
                          قال ( ص ): ( يا علي أنت أخي ووارث علمي ، وأنت الخليفة من بعدي ، وأنت قاضي ديني ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ).

                          منهاج الصالحين - الشيخ وحيد الخراساني - ج 1 - ص 159:
                          قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ).

                          الخصال - الشيخ الصدوق - ص 429:
                          (عن علي عليهم السلام قال : كان لي عشر من رسول الله صلى الله عليه وآله لم يعطهن أحد قبلي ولا يُعطاهن أحد بعدي قال لي : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة ... إلخ قوله عليه السلام ).

                          عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 264:
                          قال رسول الله ( ص ): ( يا علي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة وأنت صاحب حوضي من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني ).

                          بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 23 - ص 128:
                          ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت أخي ووارثي ووصيي وخليفتي في أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي ، محبك محبي ، ومبغضك مبغضي يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة ).

                          إذن الإمام المهدي (ع) هو الولد الحادي عشر لرسول الله (ص)
                          فيكون الولد الثاني عشر أو الأخير الذي ذكره حديثه (ص) هو .....
                          أحمد المذكور في الوصية المقدسة، وهو القائم إذن.


                          الدليل العاشر:
                          قال رسول الله (ص): (( ياعلي إني مزوجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين وأحبهن إليّ بعدك وكائن منكما سيدا شباب أهل الجنة والشهداء المضرجون المقهورون في الأرض من بعدي والنجباء الزهر الذين يطفئ الله بهم الظلم ويحيي بهم الحق ويميت بهم الباطل عدتهم عدة أشهر السنة آخرهم يصلي عيسى بن مريم خلفه )) [ غيبة النعماني ص58 ] .

                          قوله (ص): ( عدتهم عدة أشهر السنة )، أي إن عددهم إثنا عشر، وهؤلاء الإثنا عشر عليهم السلام هم أبناء فاطمة وعلي عليهما السلام، إذن بالنتيجة يكون أحمد هو كمال عدتهم، أي هو الثاني عشر منهم، وهو الذي يصلي خلفه عيسى (ع) إذن هو القائم.


                          الدليل الحادي عشر:
                          الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص 374:
                          عن الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه عن جده الحسين ، عن عمه الحسن ، عن أمير المؤمنين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال: ( إذا تواتت أربعة أسماء من الأئمة من ولدي فرابعهم القائم المؤمل المنتظر ).

                          والأسماء التي تتواتى لابد أن تكون على اسم رسول الله (ص) لأن أي اسم آخر يُخرج الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، والآن لدينا:
                          1- محمد الباقر ع 2- محمد الجواد ع 3- محمد المهدي عليهم السلام،
                          ورسول الله لا يدخل في جردة الحساب لأنه (ص) قال: من الأئمة من ولدي.

                          إذن الرابع لابد أن يكون أحمد، وهو القائم المؤمل المنتظر عليه السلام.


                          الدليل الثاني عشر:
                          كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 429:
                          في خبر طويل ... ( ثم ضرب بيده على الحسين عليه السلام فقال: ( يا سلمان ، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله ، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم لأن الله هداهم به ).

                          فالمهدي بحسب هذا الحديث الشريف أبوه يليه، أي يأتي بعده، وهو ما ينطبق على أحمد (ع) لأنه يرسله أبوه ليقوم بالأمر ويطهر الأرض.

                          وقد ورد في كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 176:
                          ( عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال : " إن لصاحب هذا الأمر غيبتين : إحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ، وبعضهم يقول : قتل ، وبعضهم يقول : ذهب ، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير ، لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره ، إلا المولى الذي يلي أمره ).
                          وقوله: المولى الذي يلي أمره، أي يتولى أمره، وأمره هو القيام وتطهير الأرض من الظالمين.


                          الدليل الثالث عشر:
                          ورد الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 534:
                          ( عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ولدي اثنا عشر نقيبا ، نجباء ، محدثون ، مفهمون ، آخرهم القائم بالحق يملاها عدلا كما ملئت جورا ).

                          و أولاد رسول الله (ص) بعد استثناء أخيه علي (ع) هم أحد عشر لغاية الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، إذن الثاني عشر منهم هو أحمد (ع)، وهو القائم.

                          وهذه روايات أخرى تتحدث عن الإمام الثالث عشر وهي تؤكد ما تقدم:

                          ( عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والإنس وجعل من بعده اثني عشر وصيا ، منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة والأوصياء الذين من بعد محمد صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنين عليه السلام على سنة المسيح ).
                          الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 532 . الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي - ص 134.

                          إذن أوصياء رسول الله (ص) على سنة أوصياء عيسى (ع) وهم إثنا عشر، وعلي (ع) على سنة عيسى (ع)، إذن علي (ع) غير داخل في الإثني عشر، فيكون الثاني عشر هو أحمد (ع).

                          ومثله عن أنس بن مالك قال: (( سئلت رسول الله (ص) عن حواري عيسى (ع) فقال (ص): كانوا من صفوته وخيرته وكانوا إثني عشر ... وساق الحديث إلى إن قال (ص): الأئمة بعدي إثنا عشر من صلب علي (ع) وفاطمة (ع) وهم حواري وأنصاري عليهم من الله التحية والسلام )) . [كتاب لمحات للشيخ الصافي ص220].

                          ومثله في كفاية الأثر للخزاز القمي - ص 226 – 227:
                          ( حدثني محمد بن وهبان البصري ، قال حدثني داود بن الهيثم بن إسحاق النحوي ، قال حدثني جدي إسحاق بن البهلول ابن حسان ، قال حدثني طلحة بن زيد الرقي ، عن الزبير بن عطا ، عن عمير بن هاني العيسى ، عن جنادة بن أبي أميد قال : دخلت على الحسن بن علي عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله ، فقلت : يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك ؟ فقال : يا عبد الله بماذا أعالج الموت ؟ قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون . ثم التفت إلي وقال : والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام ، ما منا إلا مسموم أو مقتول ).

                          وفي كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 379 – 380:
                          ( عن سليم عن سلمان ، قال : كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها . فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم : ( ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة ) فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فغضب ، ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، من أنا ؟ قالوا : أنت رسول الله . قال : أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار. خلق أهل البيت عليهم السلام ونسبهم ثم قال : ألا وإني وأهل بيتي كنا نورا نسعى بين يدي الله قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ، وكان ذلك النور إذا سبح سبحت الملائكة لتسبيحه . فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه ثم أهبط إلى الأرض في صلب آدم . ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم . ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الأصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا وأكرم المغارس منبتا بين الآباء والأمهات ، لم يلتق أحد منهم على سفاح قط . ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي . اختار الله محمدا وعليا والأئمة عليهم السلام حججا ألا وإن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختار منهم رجلين : أحدهما أنا فبعثني رسولا ونبيا ، والآخر علي بن أبي طالب ، وأوحى إلي أن أتخذه أخا وخليلا ووزيرا ووصيا وخليفة . ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي ، من والاه والاه الله ومن عاداه عاداه الله . لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر . هو زر الأرض بعدي وسكنها ، وهو كلمة الله التقوى وعروته الوثقى . ( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) . ألا وإن الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصيا من أهل بيتي ، فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد ، مثل النجوم في السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم . هم أئمة هداة مهتدون لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم . هم حجج الله في أرضه ، وشهدائه على خلقه ، وخزان علمه ، وتراجمة وحيه ، ومعادن حكمته . من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله . هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه حتى يردوا علي الحوض فليبلغ الشاهد الغائب . اللهم اشهد ، اللهم اشهد - ثلاث مرات - ).

                          وفي الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 151 – 152:
                          ( عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : الإثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث [ من ] ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولد علي بن أبي طالب عليه السلام ، فرسول الله وعلي عليهما السلام هما الوالدان ).

                          وفي الغيبة أيضاً - ص 152 – 154:
                          ( عن محمد بن يحيى ، عن محمد الحسين، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي عبد الله عليه السلام .
                          ومحمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنت حاضرا لما هلك أبو بكر واستخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يثرب يزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع إلى عمر ، فقال له : يا عمر إني جئتك أريد الإسلام ، فإن خبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب هذا الكتاب والسنة ، وجميع ما أريد أن أسأل عنه قال : فقال ( له ) عمر : إني لست هناك ، لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل عنه ، وهو ذاك - وأومأ إلى علي عليه السلام - ... إلى قوله: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها ، وهم مني . وأما منزل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة فهو أفضلها وأشرفها جنة عدن . وأما من معه في منزله منها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته وأمهم وجدتهم - أم أمهم - وذراريهم ، لا يشركهم فيها أحد ).

                          وفي كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 68 – 69:
                          ( عن أنس ابن مالك ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حواري عيسى ، فقال : كانوا من صفوته وخيرته ، وكانوا اثني عشر مجردين مكنسين في نصرة الله ورسوله لا رهو فيهم ولا ضعف ولا شك ، كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاد وجد وعنا . قلت : فمن حواريك يا رسول الله ؟ فقال : الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة، هم حواري وأنصار ديني ، عليهم من الله التحية والسلام ).

                          وفي الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 531:
                          (عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : الاثنا عشر الامام من آل محمد عليهم السلام كلهم محدث من رسول الله صلى عليه وآله ومن ولد علي ورسول الله وعلي عليهما السلام هما الوالدان).

                          وفي الكافي أيضاً - ج 1 - ص 533:
                          ( عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نحن اثنا عشر إماما منهم حسن وحسين ثم الأئمة من ولد الحسين عليه السلام ).
                          وفيه كذلك - ج 1 - ص 532:
                          ( قال له أمير المؤمنين عليه السلام إن لهذه الأمة اثني عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني ).

                          نخلص مما تقدم ...

                          أن القائم هو :
                          أحمد ابن الإمام المهدي (ع)،
                          وهذا القائم هو اليماني،
                          وهو صاحب الرايات السود،
                          ويكون مولده في البصرة من العراق.


                          يـــــتــــبــــع أن شاء ألله ...
                          Last edited by حجج الله; 21-05-2011, 01:20.
                          من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                          نقلا عن التوراة:


                          1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                          4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                          Comment

                          • المدير العام
                            مدير عام المنتدى
                            • 17-09-2008
                            • 879

                            #14
                            رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

                            [RIGHT]
                            وقد ورد في شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 12 - ص 420 – 421:

                            ( عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما ولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو وجزة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال : أولد فيكم مولود الليلة ؟ فقالوا : لا قال : فولد إذا بفلسطين غلام اسمه أحمد به شامة كلون الخز الأدكن ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه قد أخطأكم والله يا معشر قريش فتفرقوا وسألوا فأخبروا أنه ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه ، فقالوا : إنه قد ولد فينا والله غلام قال : قبل أن أقول لكم أو بعد ما قلت لكم ؟ قالوا : قبل أن تقول لنا ، قال : فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه فانطلقوا حتى أتوا أمه فقال : أخرجي ابنك حتى ننظر إليه فقالت إن ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى وسمعت هاتفا في الجو يقول : لقد ولدتيه سيد الأمة فإذا وضعتيه فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمدا ، قال الرجل : فأخرجيه فأخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشيا عليه فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى أمه وقالوا : بارك الله لك فيه ، فلما خرجوا أفاق فقالوا له : مالك ويلك ؟ قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا والله من يبيرهم ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد فرحوا قال : ] قد [ فرحتم أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب وكان أبو سفيان يقول : يسطو بمصره . * الشرح : وقوله : ( قد أحظاكم ) إما بالحاء المهملة والظاء المعجمة من الحظوة بالضم أو الكسر : وهي المكانة والمنزلة أي جعلكم ذوي منزلة رفيعة بين للناس أو بالخاء المعجمة والطاء المهملة من الخطو وهو المشي والركوب والتجاوز ، يقال تخطى الناس وأخطاهم إذا ركبهم وجاوزهم وقال بعض الأفاضل في توجيه علم الرجل بذلك وتوجيه قوله « فولد إذا بفلسطين » بعد قولهم « لا » مذكور في الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين ( عليهم السلام ) يولد في مكة رجل معصوم اسمه أحمد وكنيته أبو القاسم وكذلك في قرية من العراق أحدهما نبي والآخر إمام ومذكور الليلة التي يولد فيها أحد الأحمدين ).

                            والإمام ( أحمد ) الذي يولد في قرية من العراق هو ...
                            اليماني والقائم وصاحب الرايات السود وهو مذكور في الكتب المنزلة على الأنبياء السابقين (ع).


                            تحديد المصداق:

                            بقي ان نتبين امرا اخير هو الدليل على ان السيد احمد الحسن ع هو المعني بوصية رسول الله ص ..

                            وفي هذا الصدد نضع بين ايدينا الروايات الاتية:
                            عن محمد بن الفضل عن الرضا (ع): (في حديث طويل إنه حضر في البصرة في مجلس عظيم فيه جماعة من العلماء وفيه جاثليق النصارى ورأس الجالوت، فالتفت الرضا (ع) إلى الجاثليق وقال: هل دل الإنجيل على نبوة محمد (ص)، قال: لو دل الإنجيل على ذلك لما جحدناه، فقال (ع): أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث، فقال الجاثليق: اسم من أسماء الله لا يجوز لنا أن نظهره. قال الرضا (ع): فإن أقررتك إنه اسم محمد... (وبعد أن ذكر الإمام (ع) ما جاء في الإنجيل والتوراة من ذكر للرسول (ص) )، قالا، أي الجاثليق ورأس الجالوت: والله لقد أتى بما لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود الإنجيل والتوراة والزبور، وقد بشر به موسى وعيسى عليهما السلام جميعاً، ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا، فأما اسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون إنه محمدكم. فقال الرضا (ع): أحتججتم بالشك، فهل بعث الله من قبل أو من بعد، من آدم الى يومنا هذا نبياً اسمه محمد؟ فأحجموا عن جوابه... الخ) (إثبات الهداة 194- 195).

                            وجه الاستدلال بهذه الرواية:
                            الإمام الرضا (ع) يحتج على جاثليق النصارى ورأس الجالوت اليهودي، بأن نبوة الرسول الكريم محمد (ص) ثابتة، ودليله إلى إثباتها أن اسمه الشريف قد ورد في كتبهم، ويذكر لهم المواضع التي ذكر فيها اسمه (ص)، والقوم يقرون له بأن ورود نبي اسمه محمد يأتي في آخر الزمان أمر لا يسعهم إنكاره إلا بجحود الإنجيل والتوراة والزبور.
                            ولكنهم مع إقرارهم هذا يشكون في أن يكون المقصود هو نبي الإسلام (ص)، أي إنهم يقبلون المفهوم ولكنهم يشكون في المصداق، فهم يقولون إنهم لا يسعهم الإقرار بنبوة محمد رسول الله (ص) لمجرد أن اسمه محمد.
                            وهنا يجيبهم الإمام الرضا (ع) بقوله: (أحتججتم بالشك)، أي إنكم لا تملكون حجة إيجابية، وإنما حجتكم هي حجة سلبية، ثم يقطع عليهم هذه الحجة السلبية بقوله: (فهل بعث الله من قبل أو من بعد، من آدم إلى يومنا هذا نبياً اسمه محمد )؟ فيحجمون عن جوابه وتنقطع شكوكهم الواهية.

                            الإمام الرضا (ع) بعبارة أخرى يقول لهم استقرأوا التاريخ من زمن آدم (ع) إلى يومكم هذا، هل تجدون فيه رجلاً اسمه محمد ادعى أنه مبعوث من الله تعالى، فإذا لم تجدوا –ولن تجدوا– فلا محيص لكم من الإقرار بأن نبينا (ص) هو النبي المقصود الذي ذكرته كتبكم.

                            وبطبيعة الحال لابد أن نتذكر دوماً أن ذكر رسول الله (ص) في كتب الأديان الإلهية السابقة كان على سبيل النص عليه والوصية به، فنحن بإزاء احتجاج بالوصية على نبوة الرسول محمد (ص)، وطريق الإثبات على صدق المدعي وأنه هو المعني، هو استقراء التاريخ الذي يشهد بعدم وجود مدع للوصية سوى صاحبها (ص).

                            وليس هذا حسب، بل يمكن إضافة بُعدٍ مهم آخر لاستدلال الإمام الرضا (ع)، وهو ما نتوضحه بعد أن نعلم أن احتجاج الإمام الرضا (ع) كامل وصحيح، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو احتجاج رجل لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

                            إذا علمنا هذا، نتساءل الآن: ماذا لو أن الجاثليق ورأس الجالوت أجابا الإمام الرضا (ع) قائلين: نعم لم يسبق لأحد أن ادعى أنه المعني بما ورد في كتبنا، ولكن هذا لا يمنع أن يأتي شخص في قابل الأيام ليدعي ذلك.
                            سيأتي هذا السؤال,, هل كان مثل هذا الجواب المفترض يسقط استدلال الرضا (ع) ؟

                            قلنا فيما تقدم أن احتجاج الإمام الرضا (ع) كامل وصحيح، ولا يشك بهذا إلا جاهل بحقيقة الإمام الرضا (ع)، وبحقيقة الإمامة.
                            ومن منطلق هذا الإيمان بصحة احتجاج الإمام (ع) يمكننا أن نتصور فهماً لاحتجاجه، هو أنه (ع) يريد أن يقرر حقيقة هي أن الوصية لا يمكن أن يدعيها غير صاحبها أبداً، وبهذا التصور نعلم أن الجواب المفترض لا يشكل نقضاً على استدلال الإمام الرضا (ع)، بل إنه لن يشكل في الحقيقة سوى استمرار لمنطق الشك الفارغ غير المستند على حجة حقيقية إيجابية.

                            والحق إن العقول السليمة تدرك الضرورة المحتمة من حفظ وصايا الأنبياء، بل النص الإلهي عليهم من تلاعب المزورين ومدعي الباطل، إذ إن افتراض إمكانية أن ينتحل مزور وصايا الأنبياء والحجج أو النص الإلهي عليهم سيفتح الباب على مصراعيه لدخول الشك واستفحاله في العقول والقلوب، فلا يسع إنسان بعد تحقق افتراض الانتحال الباطل أن يطمئن أبداً لمن يدعي أنه نبي أو وصي، وستسقط الحجة الأولى والأقوى التي يحتجون بها، وهذا خلاف الفرض.

                            فالمفروض كما تقدم من سرد الروايات أن الوصية هي الحجة الأولى والأهم لحجج الله، إذن لابد أن تكون الوصية أو النص الإلهي مصون من تلاعب المزورين، ومحفوظ بحفظ الله تعالى من ادعائها من قبل غير أصحابها.

                            وقد ورد عن المعصومين (ع) ما يستدل منه على أن النص الإلهي لا يدعيه غير صاحبه.

                            ففي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص223 - 224:
                            عن الإمام الباقر (ع) : ( يخرج من مكة هو ومن معه الثلاثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام ، معه عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته ، وسلاحه ، ووزيره معه ، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء ، حتى يسمعه أهل الأرض كلهم اسمه اسمه نبي. ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه ... إلى قوله: وإياك وشذاذ من آل محمد عليهم السلام فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ).
                            الإمام الباقر (ع) في هذه الرواية يجعل من العهد وهو الوصية علامة فارقة يُعرف بها الحجة، بل إنها كما يتضح من الرواية من العلامات أو الأدلة التي لا ينبغي الشك فيها.

                            بل أكثر من هذا ورد أن من يدعي هذا الأمر وهو كاذب في ادعائه يتبر أو يبتر الله عمره، وهذا المدعي كما يستدل من مجمل الروايات لا يحتج بالوصية بل يدعي منصب النبوة أو الإمامة دون احتجاج منه بأنه موصى إليه أو منصوص عليه.

                            ففي الكافي للكليني ج 1 ص 372 : ( عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبد الله يقول إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره ).

                            وفي الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي - ص 136: ( عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه ، إلا بتر الله عمره ).
                            والتبر من التتبير وهو الإهلاك.


                            إذن الوصية لا يدعيها غير صاحبها،
                            والسيد أحمد الحسن (ع) احتج بأنه صاحب الوصية،
                            إذن هو صاحبها والمعني بها.


                            بل إن احتجاج السيد أحمد الحسن (ع) بالوصية يستبطن حجيته في ذاته، فالوصية المذكورة في كتاب الغيبة كانت تقريباً سراً مصوناً حتى عن علماء الشيعة فلم يلتفت لها منهم غير القليل، والأهم من هذا هم لم يلتفتوا إلى مضمونها الدال حتماً على مجيء الوصي أحمد قبل أبيه،، كما مر في مباحث متقدمة،، إعتماداً على قول رسول الله (ص) فيها: ( هو أول المؤمنين ).

                            ونشير هنا الى أن الوصية ذكرت أسماء الأئمة (ع) وذكرت من المهديين اسم أولهم فقط وهو ( أحمد )، ولم تذكر أسماء أبنائه من المهديين (ع)، الأمر الذي يحفز في العقل التساؤل عن السبب.
                            وبقدر تعلق الأمر بهذا المبحث، فإن من الراجح حقاً أن نستدل نتيجة تتعلق باحتجاج السيد أحمد الحسن ( صاحب الوصية ).
                            فمن المعلوم أن الأئمة السابقين عليه يسبق في كل منهم إعلان من أبيه أو إشارة تدل على أنه الوصي والإمام اللاحق، بينما لا يتحصل شيء من هذا بالنسبة لأحمد بسبب غيبة الإمام المهدي (ع)، ومن هنا فالوصية تدلٌّ الناس عليه، وهذا سبب إضافي يحملنا على الاعتقاد بانعدام إمكانية انتحالها من قبل المبطلين.


                            وختاما نأمل من الله تعالى ان قد بيّنا للقارئ شيئا قليلا عن هذه الدعوة المباركة ..
                            ونسأل الله المغفرة عن التقصير والقصور.

                            والحمد لله وحده.
                            [/RIGHT]
                            Last edited by حجج الله; 21-05-2011, 01:21.
                            من كلمات الامام أحمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع و اليماني الموعود:
                            نقلا عن التوراة:


                            1- توكل علي بكل قلبك 2- لا تعتمد على فهمك 3-في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك
                            4-لا تحسب نفسك حكيماً 5- أكرمني 6-أدب نفسك بقولي .


                            Comment

                            • ابومصطفى
                              عضو مميز
                              • 10-10-2008
                              • 1712

                              #15
                              رد: نبذة من أدلة الدعوة اليمانية المباركة

                              = السلام =

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

                              بحث جيد و موفق بإذن الله
                              لكم مني أجمل تحيّه

                              هذه ورده ذهبيّه لمدير المنتدى المحترم



                              جعله الله في ميزان أعمالك

                              أخوكم \ أبومصطفى
                              sigpic

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎