إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أهي سايكولوجيا الكاتب أم الموضوع؟؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • المحارب الوحيلي
    عضو جديد
    • 06-02-2013
    • 19

    أهي سايكولوجيا الكاتب أم الموضوع؟؟

    المقال منقول ~للدكتور علي كتابي~قراءة في مقالة (في سيكولوجيا ظهور الغائب...) للكاتب د. عامر صالح
    بدءا لابد من الإشارة إلى أن دخول الأكاديميين إلى ميدان القراءة لمواضيع وقضايا شائكة مثل (قضية الإمام المهدي(ص) أو المخلص أو المنقذ) بحسب تعدد مسمياتها في الديانات المنتظرة لهذا الموعود يعد ملمحا إيجابيا مشجعا ، بعد أن كان الوسط الأكاديمي يعد الخوض في مثل تلك القضايا المهمة والخطيرة هو ضرب من الخوض في العبث والأساطير والخرافات ـ بحسب ما يزعمون ـ أما اليوم فنجدهم قد تخلوا عن تلك النفسية المتعالية وبدؤوا يتحسسون أن تلك القضايا أعظم أثرا في الواقع من تلك النفوس المتعالية التي أتعبها البناء في الهواء فما وجدت لها أثرا على الأرض.
    غير أن الأكاديميين بدخولهم إلى تلك الأجواء لم يحسنوا الدخول من الأبواب التي تهيئ لهم القراءة المتوازنة والموضوعية كما تفرض عليهم روح البحث العلمي ـ التي تدعي الحيادية وعدم الانحياز ـ ولدينا شاهد حاضر أمامنا وهو مقال الدكتور عامر صالح ، فهو في قراءته لهذا الموضوع الكبير والمؤثر في النفس البشرية تأثيرا بالغا دخل من باب سبقه فيه غيره من الساسة والعلمانيين والمتفلسفين (المفكرين) وغيرهم الكثير ممن هو عالة على القلم والقرطاس ، وهو مدخل الظلم والجور الذي سببه خلل توزيع الثروات وجعل الناس طبقات فقيرة وأخرى متوسطة وأخرى غنية ، وهذا التنويع الطبقي هو تنويع تكويني ـ للأسف ـ إلى الآن لم يدرك الناس بما فيهم من يزعمون أنهم مثقفون ما سره وما علته؟؟!! وما حرمهم من فهم علته هو نظرتهم المتعالية إلى ما يقول رسل الله وأنبياؤه وأوصياؤه(ع) ، وهذا التعالي غير المبرر هو الذي جعلهم يتخبطون في قراءة المعضلات ولا يستبينون لها سبيلا للحل!!
    إن التنويع الطبقي في البشر ليس هو المشكلة الباعثة على انتظار الغائب المصلح ، بل الباعث هو حركة تلك الطبقات في الواقع على خلاف منظومة الحركة التي جعلها لها الله سبحانه ونزل بها أبو البشر آدم(ع) وهو أول مخلوق بشري على هذه الأرض ، وهذا الأول هو أول نبي من الله وخليفة الهي على هذه الأرض ، وهذا الأمر المهم غادره الكثير للأسف وهم يقرؤون المسيرة البشرية فلم يسأل أحد منهم : لماذا أول مخلوق يكون نبيا وخليفة لله سبحانه؟؟!! فالجواب على هذا السؤال كان كفيلا بحل كل المعضلات التي تعيشها وعاشتها البشرية خلال مسيرتها التاريخية.
    إن كون المخلوق البشري الأول على هذه الأرض نبيا وخليفة لله سبحانه يبين بوضوح لا لبس فيه أن لمرسله سبحانه منظومة إدارية لهذه الأرض بموجوداتها وسيد موجوداتها البشر وهذه المنظومة الإدارية كفيلة بتنظيم حركة التنوع التكويني الذي يكون عليه البشر فيما بعد ، مثلما يفعل العاملون في ميدان التخطيط اليوم عندما يخططون لبناء الدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، فهم يبدؤون من حيثيات الواقع وصولا إلى حيثيات إدارة الواقع ‘ فكل تلك التفاصيل مأخوذة بعين النظر في تشييد ذلك البناء الذي اسمه الدولة ، ولذلك تراهم يقرؤون ويبحثون في كل الحيثيات والتفاصيل التي تمكنهم من وضع منظومة إدارية للدولة قادرة على معالجة كل التنويعات التكوينية فيها وإدارتها إدارة ناجحة ، مع الالتفات إلى أن أولئك المخططين ليسوا هم المالكون للدولة ، فلماذا تستنكرون على المالك الحق ما تسوغونه لمن هم رعايا في ملكه سبحانه؟؟!!
    فما بالك بمالك الملك هل من الحكمة أن يترك ملكه هكذا عبثا من دون منظومة إدارية تكفل لتنوعاته التكوينية العمل والعيش بعز وكرامة كما أراد لها واهبها الوجود؟؟!! إذن فالمدخل الذي اختاره (الدكتور صالح) لمعالجة مشكل موضوعه هو مدخل مطروق بل للأسف استغله حتى بعض الطواغيت للسخرية من اعتقاد الناس بتلك العقيدة (التي هي عقيدة إلهية وليست من صنع البشر ـ كما يحاول أن يصور صاحب المقال ـ فالبشر حيال تلك العقيدة ممتحنون) ، فالمخلوع حسني مبارك قال نفس قول صاحب المقال : إن اعتقاد الناس بالمهدي هو نتيجة شعورهم بالفقر والجوع والمرض وشيوع البطالة ، ولذلك هم يبحثون في أوهامهم عن جهة خلاص!!!
    لذا أدعو الأخ صالح وغيره من الأخوة الأكاديميين بما أنهم سمحوا لأنفسهم التخلي عن روح التعالي الأكاديمي على الواقع أن يحسنوا اختيار المداخل في معالجة تلك القضايا الكبرى والنظر لها بروح علمي بعيد عن الاتهام المبطن إذا ما أدخلتهم مسيرة البحث إلى المواطن الرخوة التي لم يحسن من سبقهم قراءتها ومعالجتها معالجة حقيقية واقعية تفضي إلى نتائج تكون كفيلة بتهيئة القارئ تهيئة إيجابية ، ومن تلك المواطن الرخوة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ ما حصل من انقلاب تحدث عنه القرآن قبل وقوعه وحذر منه ولكن الأمة لم تستمع إلى التحذير الإلهي ومضت إلى ما تريد ، فما حصل إبان رحيل النبي(ص) إلى ربه شهيدا مسموما عندما جمع الناس ليكتب لهم كتابا عاصما من الضلال إلى يوم القيامة ، وبدء حركة الانقلاب عندما رفض مهندسو السقيفة أن يعطى رسول الله(ص) الكتف والدواة لكتابة الكتاب العاصم مما دفع بالرسول(ص) إلى طرد المنقلبين ، ومن الثابت المعلوم أن رسول الله(ص) هو رحمة مهداة إلى العالمين مثلما هم رسل الله وأنبياؤه(ع) في كل زمان ، وطرد المنقلبين من حضرة الرسول(ص) هو طرد من رحمة الله ، مع العلم أن رسول الله(ص) في كل مسيرته المباركة الطاهرة ما عُرِفَ عنه طرد الناس ، حتى حكى قوله القرآن{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}(الشعراء/114) هذه سنة رسول الله(ص) فلما طرد أولئك الذين منعوا تقديم الكتف والدواة له بين بفعله هذا ـ وفعله سنة ـ أن أولئك المطرودين ليسوا مؤمنين ، وهذا ما تفرضه علينا القراءة المنصفة عند الدخول إلى تلك المناطق الرخوة ليتبين للناس حقيقة تلك المناطق ، وأنها صارت رخوة بفعل الأقلام المداهنة على حساب الحقيقة العلمية والبحث الموضوعي.
    للأسف فالدكتور صالح لما دخل تلك المواطن الرخوة راح يتعامل معها بنفس لسان القائلين : (سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين) وهذا اللسان بنظر الأكاديمي الباحث المنصف يبعث على الأسى ، بل يضحك الثكلى ـ كما يقال ـ فالتجرد والإنصاف يدعونا إلى تسمية الأشياء بمسمياتها وليس بما يحب الجمهور فهذا الجمهور هو الذي انحاز إلى المنقلبين عن دين محمد(ص) وهو نفسه اليوم المسبب الرئيس في هذه الإساءات التي تخرج من هنا وهناك بحق شخص الرسول الكريم(ص).
    ومن المحزن فعلا أن نجد شخصا أكاديميا يُتوسم فيه الموضوعية ينزلق إلى منزلق الإسفاف عندما يحاكم قضية كبيرة بحجم قضية الإمام المهدي(ص) بلسان ما قاله العلامة المجلسي (الذي من علمية الباحث يدس له الاتهام بالصفوية دسا باسم العلم) ، فقضية المهدي(ص) ليست من بنات أفكار المجلسي حتى يكون هو المعول عليه بالنظر لها ، بل هو ناظر لها كما نظر لها من سبقه من الباحثين وينظر لها اليوم من أمثال الدكتور عامر صالح ، فهل يجوز أن أقيّم قضية الإمام المهدي(ص) بناء على فهم عكسه الدكتور صالح لتلك القضية؟؟!!
    الآن نأتي إلى مصطلح (الميكانزم العقلي) أو بلسان أهل العربية (الدافع العقلي) في قضية انتظار الغائب ، فمادام الغائب ميكانزم عقلي ثابت وهو ـ بحسب تعبير الدكتور ـ وسأنقل نص قوله من مقالته : (أما السيناريو الديني في ' الظهور ' فهو سيناريو ليست واقعي ملموس من رحم البيئة المحيطة ولا موضوعي يستهدف الكشف عن مسببات المشكلات والبحث عن سبل العلاج, على الرغم من انسجام آليته مع الفطرة الإنسانية وميكانيزم العقل في فكرة البحث عن الخلاص من الظلم ونشر العدل, إلا أنه يستند في تفاصيله ومجمله إلى الغيب المطلق.) إذا كان هذا السيناريو ـ كما تسميه ـ منسجم مع الفطرة ومع الميكانزم العقلي ، فما نقضك عليه؟؟!! هل استناد هذا السيناريو ـ كما تسميه ـ إلى الغيب المطلق (وهو الله سبحانه) يعد مثلبة أو عيبا أو منقصة؟؟!! هل يعني جهل الباحث بالغيب المطلق وبمعرفة حكمته سبحانه ينقض هذا السيناريو المنسجم مع الفطرة ومع الميكانزم العقلي؟؟!! هل صار جهل الناس حجة تنقض الحكمة الإلهية؟؟ هل يقول بقولك عاقل يا (دكتور)؟؟!!
    وهنا من باب الإنصاف للدكتور أقول : نعم قراءته للواقع في شيوع الظلم والفقر والمرض وغيرها من معوقات الحياة الكريمة على الأرض هو وصف صحيح ولكنه أخطأ في جعل علة تلك المعوقات هو الجانب المادي ، والجهل المادي حسب ، نعم الحضارة المادية قدمت للبشرية معطيات مادية مهولة ولكن قبال تلك المعطيات أخذت ثمناً باهظاً ، بل المؤكد أنها أخذت أضعاف اضعاف ما قدمت ، والدليل الواقعي أمام أعين الناس ؛ فالقتل المجاني والإبادة الجماعية يتم بفعل تلك العقول (التي مجدها وصلى في محرابها الدكتور صالح للأسف) ، فالقنبلة النووية التي حصدت نفوس عشرات الالاف في ثواني معدودة لم تكن من صنع (السيناريو الديني) ، والملايين التي قضت فضلا عمن بقي منهم حيا من الملايين شرد وهجر وانتهكت كرامته في الحرب العالمية الثانية لم يكن من صنع (السيناريو الديني) ، وهذه التهديدات والهوس النووي لدى الناس والعالم اليوم يجلس على فوهة بركان هائل ليس من صنع (السيناريو الديني) ، وهذا الفساد الأخلاقي والقيمي وهذا الانهيار والسقوط الاقتصادي ليس من صنع (السيناريو الديني) ، و... و... والقائمة طويلة تبدأ ولا تكاد تنتهي لجردة البلاءات والمصائب (السيناريو الديني) بريء منها براءة الذئب من دم يوسف(ع).
    الغريب أن الباحث الأكاديمي (د. صالح) يتعامل مع نصوص القرآن بعيدا تماما عن الروح العلمي في البحث ، حيث ذكر لنا نصين كريمين ومنهما سوق اتهامه بأن النص الديني هو من وجَّه لهذا السيناريو الفانتزي ، ولو انتبه الباحث وقرأ الآيتين قراءة منصف لنفسه لوجد أن الغيب المشار إليه في الآيتين هو مما سيقع وليس كلاما في الهواء ولذلك سماها في الآية الثانية (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك) أي هذا علم نزل إلى الأرض يستحيل الحصول عليه إلا من الغيب الذي ينبأ به الرسل(ع) ، فهل يريد (د. صالح) أن يقطع الصلة بين الله سبحانه وعباده؟؟!! عجيب هذا المنطق الذي لا يشي بغير التخلف الذي صار مألوفا في هذا الزمان ـ للأسف ـ ونجد لهذا التخلف لسانا يدعي النطق بواقعية وبحكمة وهو بعيد تماما عن الاثنين ، بل هو ينطلق من الوهم المريض ليصل إلى ساحة الجهل المرير.
    ولا أدري هل من الإنصاف ومن العلمية (يا دكتور) أن ترمي الأمور هكذا على عواهنها وتستسلم لمقولة (الجمهور عاوز كده) لتكون ممن ينضم إلى ركب المتهمين زورا وبهتانا ، فهل تتصور قضية بعظمة قضية الإمام المهدي(ص) تكون من إفرازات واقعكم المريض الذي شيدتموه على استجهال الناس واستلابهم بهذه الطنطنة والجعجعة التي لم نر من ورائها طحينا؟؟!! هل كلفت نفسك وقرأت شيئا أو بحثت كما هو واجبك الذي الزمتك به شهادتك الأكاديمية في ما أصدرته دعوة (أحمد بن الحسن) ـ كما تسميها ـ وأنت لا تعرف حتى اسم صاحبها؟؟!! هل من العلمية والموضوعية وضع البيض الفاسد مع البيض الصالح في سلة واحدة يا (دكتور)؟؟؟ هل احتج عليكم جهيمان بعلم أو بنص كما يحتج عليكم اليوم اليماني أحمد الحسن(ع)؟؟ هل من العلم أن تستند في حكمك على معلومات فبركها الطرف المعادي للدعوة ـ ويا ليتك أخذتها من طرف إعلامي محايد ـ لتبني عليه حكما أنت تجهل حيثياته ومصدره ومنشأه؟؟!!
    مرة أخرى للأسف الشديد يقع الأكاديميون في فلك حاولوا التصوير للقارئ أنهم يفرون منه وينأون بأنفسهم عنه ، وليت (الدكتور) تأمل في كلمات أولئك الذين هم جزء من الحضارة المادية التي ما فتئت كلمات (الدكتور) تصور صلاته في محرابها وتقديسه غير المبرر لها سوى أنها اضافت له منتجا أراح بدنه ولكن بالمقابل أخذ ثمن تلك الراحة أضعاف روحه وقربه من يوم يحاول جاهدا إنكاره!! أقول ليت (الدكتور) تأمل في قول رسل وإنشتاين وبرناردشو ، فهؤلاء لو كان لديهم ولو احتمال واحد بالمائة أن ما يفعلونه هو مصداق من مصاديق الظهور التي توهمها الدكتور لما قالوا ما قالوا ، فبأقوالهم ثلاثتهم وهم عينة من كثير (ينتظرون مخلصا ومنقذا عادلا) ، والعدل معناه إعادة الأمور إلى نصابها ، وحتى تعود الأمور إلى نصابها وتعود المنظومة الإلهية في تنظيم حركة المخلوقات على الأرض كما أراد لها مالكها الحق لابد من وجود ذلك الشخص الذي اجتهد (الدكتور) في إقصائه من الفطرة والميكانزم العقلي والذاكرة البشرية ، ولكن للأسف لم يفلح في ذلك حاله حال من سبقوه وليسجل موقفا يشهد عليه واقعنا اليوم بأنه زائغ عن جادة الصواب.
    ولذا ما عرضه الاخ الكاتب إنما هو تعبير عن سيكولوجيا نفسه ؛ أي تركيبته النفسية التي جعلته يتعاطى مع هذا الموضوع الحيوي تعاطيا لم يخرج فيه عن تلك المسيرة الطويلة التي تفترض افتراضات لا وجود لها إلا في وهم مفترضيها ، وحتى التصور الذي ينتقده وهو كون الغائب سوبرمان ، نعم هو سوبرمان ولكن ليس بالمنظور المادي الذي تتوهمونه ، بل هو رجل خارق في مواجهة نفسه ومحاربة شهواتها ورغباتها وخوفها مما دون الله وغضبها لغير الله سبحانه فهو خارق في بناء تلك الشخصية القدوة التي على الناس التخلق بأخلاقها وإلا سيلتهمهم طمعهم وشهوتهم وحرصهم على الدنيا ليجدوا أنهم في نهاية المطاف كمن كان يعمل في مصنع لخدمة الحياة وهو يتوهم أنه مصنع لصناعة الموت!!!
  • بك أكون
    عضو نشيط
    • 22-09-2012
    • 99

    #2
    رد: أهي سايكولوجيا الكاتب أم الموضوع؟؟

    بارك الله فيك

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎