إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين (2)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya_allah313
    عضو جديد
    • 31-07-2012
    • 3

    التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين (2)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا على كل حال
    اللهم صل على محمد و ال محمد الامة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    في المقال السابق نشره بتاريخ 28 يناير 2013، ذكر أن "التطور يتم بالاختلافات الطفيفة (خطوات الانتخاب التراكمي) في اجنة الاجيال المتعاقبة. هذه الاختلافات تتم على مستوى ما يسمى بالجينات (التي تحتوي علي المادة الوراثية ( حمض د أن أ))". يعني هذا أنه بصورة أدق يكون هذا الانتخاب التراكمي على مستوى د أن أ. و على مستوى الد أن أ سأوجز في هذا المقال بفضل من الله تعالى، بعضا مما عرضه "ريتشارد دوكنز" في كتاب " صانع الساعات الأعمى"، و لكن بصيغتي الخاصة ايضا حيث اترك المشاركة و النقاش للقارئ الكريم.
    ان سعة اختزان المعلومات الوراثية في د أن أ للخلية البشرية الواحدة هي ثلاثة او اربعة اضعاف الموسوعة البريطانية باجزائها الثلاثين، و أن 1 في المائة من هذه المعلومات هي ما يستخدم! أم باقي ال99 في المائة فلا يعرف الكاتب ما سبب وجودها ؟ و كما للكمبيوتر الالكتروني ذاكرة تسمى روم، فان الد أن أ هو روم المعلومات في الاشياء الحية، حيث ان هذا النوع من الذاكرة للقراءة فقط، فبعد ان كتبت المعلومات اول مرة لا يمكن تبديلها، فالد ان أ هنا تتم كتابته عند تكون الخلية الاولى (النطفة) ولا يتبدل ابدا خلال حياة الفرد (الا نادرا جدا بتلف عشوائي) حيث يتم نسخه فقط بشكل متضاعف بانقسام الخلية (أي نمو النطفة الى جنين).
    هناك عنوان و محتوي لكل موضع في ذاكرة الروم، و الد أن أ لكل خلية ينتظم على شرائط خيطية كشرائط طويلة للكمبيوتر تسمى "كروموسومات" حيث انه يكون لكل د أن أ أيضا موقعه او عنوانه الخاص به على طول كروموسوم معين و بمحتوى خاص. فمثلا عنوان يسمى 321762 لد أن أ لشخص ما على كروموسوم معين يوجد بالضبط عنوان يقابله عند شخص اخر و هو 321762، و لكن ليس بالضرورة بنفس المحتويات لهذين العنوانين المتماثلان لهذين الشخصين. فالكائنات البشرية لها نفس العناوين لد أن أ و لكن قد تكون او لا تكون بنفس المحتويات وهذا هو " السبب الرئيسي في أننا نختلف عن بعضنا". و الكائنات الاخرى ليس لها نفس عناوين الد أن أ كالبشر. فافراد النوع الواحد لها نفس العناوين المتقابلة لد أن أ و لكن بمحتويات مختلفة.
    و كما هي المعلومات في ذاكرة الروم في الكمبيوتر الالكتروني "تنسخ" او تدخل في "فعل" ما. فان الد أن أ "ينسخ" او يدخل في "فعل" ما. الد أن أ ينسخ وينقل باتجاهين: اتجاه خلايا دون خلايا التكاثر في الجسم (أي من خلية الى خلية جديدة بالانقسام كخلايا الكبد أو الكلية مثلا)، فيكون ذلك باتجاه النمو. و الاتجاه الثاني يكون باتجاه خلايا التكاثر (أي التي تصنع الحيوانات المنوية والبويضات)، و من ثم الى الجيل التالي و بالتالي الى اجيال المستقبل، و بهذا يكون الد أن أ هنا "د أن أ المحفوظات" فهو خالد لا يموت. اما الفعل فهو عندما ينعكس الد أن أ على المظهر و هذا ما يسمى "تأثير المظهر". فأن أ كما سلف الذكر في المقال السابق، لا يعني شيء دون ان يترجم الى بروتينات، حيث انه بشكل عام تترجم شيفرات الد أن أ المتعددة الى بروتينات مختلفة. و حيث انه يوجد نفس الجينات الحاملة لنفس الد أن أ في كل خلايا الجسم، فكيف ان خلايا الجسم ليست متشابهة ؟. الجواب هنا ان ما يتم ترجمته (الى بروتينات) من د أن أ في خلية ما هو ما ينعكس على شكل و سلوك الخلية. فمثلا ما يترجم في خلايا الكبد من د أن أ يختلف عن ما يترجم في خلايا الكلية فبالتالي شكل و سلوك خلايا الكبد يختلف عن شكل و سلوك خلايا الكبد.
    هنا وجب ان نقف قليلا عند ما ذكره الكاتب في هذا الخصوص من "تاثير المظهر". فهذا التاثير لا يكون في الواقع على مستوى الخلايا فقط (كما في المثال السابق ذكره)، بل بطبيعة الحال ينعكس بالتالى على الشكل الخارجي للجسم، فمثلا في النمور هناك جين معين (يحمل د أن أ) فلنرمز له س يؤثر على نمو الاسنان بحيث تكون أحد، هذا الجين يتنافس مع جين اخر فلنرمز له س́ له نفس التأثير و لكن بنوع اسنان اقل حدة. و بطبيعة الحال فان النمر ذو الاسنان الحادة يستطيع ان يقتل فريسته بكفاءة اكثر فيكون له سلالة اكثر (عنصر البقاء)، و بالتالى بالانتخاب الطبيعي فان س سيكون اكثرانعكاسا على اجساد النمور من س́. و بهذا يكون معيار نجاح تنافس جين ما (حاملا د أن أ ما) هو ليس بالانتقال في محفوظات نوع ما على قدر ما هو نجاحه ب "الفعل" او التاثير على الجسم الحامل له.
    و بمثال اوضح على مستوي النوع البشري يمكن ان نفهم اكثر ما طرحه عالم الوراثة الشهير في القرن الماضي "جريجور ماندل"، في شأن" فعل" الجين من انه بالتكاثر فاننا "لا نمزج ميراثنا من والدينا بل نتلقى ميراثنا هذا في جسيمات مميزة". لو تزوج شخص طويل مع قصير او شخص اسود مع ابيض، يكون على الاغلب لسلالتهما مظهر مزج خارجي مأثرا على الجسم، و هذا التاثير يكون انعكاس لمحصلة تاثيرات صغيرة لعدد كبير من الجسيمات ( التي عرفت فيما بعد بالجينات). لكن الجسيمات نفسها تبقى منفصلة عند نقلها الى الجيل التالي....
    العالم ملئ باشياء لها القدرة على البقاء، و ان لم يكن لها هذه القدرة ما كانت لتوجد على شكل سلالات من نسخ متعددة. هذه القدرة هي وراء الانتخاب التراكمي الذي سبق عرضه في المقال السابق و الذى هو على مستوى الد أن أ في هذا المقال. فالد أن أ له مقومات هذا الانتخاب التراكمي أي بصورة أشمل، له مقومات الحياة. فبالدرجة الاولى ان الد أن أ له القدرة على " نسخ الذات" و هذا هو المقوم الأساسي للانتخاب التراكمي. حيث انه نتيجة للقوانين الفيزيائية لا بد من أن يأتي الى الوجود كائنات قادرة على نسخ الذات و ذلك للاستمرارية. و لو فرضنا أن شيء او نسخة جديدة تتجمع و تنشأ من مواد اولية (خام) تتخبط من حول مكان نشأة او نسخ هذا الشيء، فهذا الشيء او النسخة بعد أن تنشأ تعمل كقوالب بحيث أن نفس العناصر الأولية تتجمع معا بطريقة تصنع نسخة اخرى جديدة، ثم تنفصل هذه النسخة الجديدة و تتحرر لتعمل كقالب لنسخة أخرى جديدة و هكذا....،يمكن بهذا تكوين و انتاج كم من الناسخات و لكن الامداد بالمواد الأولية هو عامل التحديد لأعداد هذه الناسخات. و بناء على المقوم الأساسي للانتخاب التراكمي و هو نسخ الذات، هناك مقومان اخران ينشان بصورة تلقائية من هذا المقوم الأساسي هما: النسخ بدقة عالية (أي الاقلال من الأخطاء) و كفاءة نسخ الذات (أو السلطة).
    فالمقوم الاول هنا وهو الدقة العالية في نسخ الذات له وجهين حسب ما طرح الكاتب، الوجه الأول هو أن في مجموعة من الناسخات قد لا تكون متجانسة نتيجة لبعض الاخطاء في نسخ الذات، بعضها سيفقد خاصية نسخ الذات و البعض سيحتفظ بها و لكن بصنع نسخ مختلفة عن الاصل. الوجه الاخر هنا، هو ان هذا الخطأ قد ينتج عنه تحسين، على سبيل المثال طرح الكاتب مثال طريف هو ان كثير من الاطباق الرائعة الجديدة كانت نتيجة ان طاهي ما قد ارتكب خطأ ما في محاولة اتباع وصفة ما. هنا يكون المعنى ان قلة من النسخ المختلفة عن النسخة الاصلية قد تثبت انها حتى “أفضل" من هذه النسخة الأصلية.
    الأفضلية هنا تسوقنا الى المقوم الثاني ألا و هو السلطة او كفاءة نسخ الذات، فكما سبق الشرح اعلاه أنه بنسخ الذات لا بد أن تتحرر النسخة الجديدة من قالب النسخ، فالوقت الذي يستغرقه هذا التحرر يتأثر بخاصية تعرف ب"اللزوجة" و هي بطبيعة الحال لزوجة القالب القديم. هنا ان القالب القديم (أو النسخة القديمة) اذا كانت لزجة جدا ستمسك بالنسخة الجديدة لزمن قد يزيد عن الساعة قبل ان تنطلق النسخة الجديدة. أما اذا كان ذلك القالب ذو لزوجة قليلة ستنطلق النسخة الجديدة خلال جزء من الثانية. بالتالي تنتج النسخة اللزجة عدد قليل جدا من النسج الجديدة، بينما تنتج النسخة الغير لزجة بما يزيد عن الالاف، و من ثم يكون الاتجاه التطويري نحو اللزوجة الأقل. فالسلطة هنا هي نواتج الناسخات المؤثرة على مستقبلها مهما كانت نواتج غير مباشرة. وهنا فان طول السلسلة غير مهم بين السبب و النتيجة، النتيجة التي تكون خاضعة للانتخاب الطبيعي. و قد سرد الكاتب قصة طريفة توضح هذه الفكرة رأيت انه من المناسب ان الخصها في نهاية المقال كما فعل الكاتب في نهاية الفصل. هذه القصة مفترضة بحيث انها بنيت على استنتاجات لبحث طبق على الديدان وبالتالي طبقت على القنادس.
    المتعارف عليه ان القنادس تبني السدود المائية من الخشب. هذا السلوك ينتج عن اتصالات معينة للخلايا العصبية في مخ القندس. بافتراض انه حدث تغيير او طفرة في جين ما، فان هذا التغيير يؤدي الى حدوث تغيير و ان كان طفيفا في هيكل التوصيلات لهذه الخلايا العصبية، و بالتالي في هذا السلوك المتعلق للقندس. و بما ان البقاء هو عامل الانتخاب الطبيعي، فانه لابد من ان التغيير هذا الجين يعزز البقاء، هذا الجين بطفرته يجعل القندس يرفع راسه في الماء بمستوى اعلى و هو يسبح بقطعة الخشب بين فكيه (أي اعلى من ذلك القندس الذى لم تحدث فيه هذه الطفرة)، و بالتالي يقلل من احتمالية غسل ما يعلق بالخشب من لزوجة بالماء, تلك اللزوجة التي تجعل البناء اكثر تماسكا و اشد احكاما و اقل عرضة للانهيار، و بالتالي اكثر امانا ضد الحيوانات المفترسة و هكذا تزيد عدد السلالة المزعومة للقنادس بشكل كبير و بنجاح. بطبيعة الحال عندما تتطور سلالة القنادس الحاملة لهذا الجين المتغير أو يلك الطفرة الوراثية فإنها لا تصبح طفرة بل تصبح جزءا من الخريطة الجينية للقنادس التي تحسنت سدودها المائية بشكل كبير.....
    و في النهاية...
    " اي تأثير يحدثه تغيير الجين في نسخه لنفسه هو بمثابة اللعبة المتاحة للانتخاب الطبيعي. ان الامر كله بسيط بساطة تامة، غير متعمد و تلقائي على نحو مبهج ، ان شيئا كهذا يكون محتوما بمجرد أن يظهر للوجود المقومات الاساسية للانتخاب التراكمي، الا و هي التناسخ و الخطأ و السلطة. لكن كيف حدث هذا؟ كيف أتت هذه المقومات للوجود على الأرض قبل أن تكون هناك حياة؟"
    ريتشارد دوكنز



  • يمانيون
    مشرف
    • 16-02-2012
    • 89

    #2
    رد: التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين (2)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    وفقكم الله لكل خير وجزاكم خير الجزاء على هذا الجهد في قراءة وشرح هذه المصادر المهمة التي يعتمد عليها الملحدون في اثبات نضرياتهم اسال الله ان تكون فيها فائدة لمن يريد التصدي او على الاقل فهم المطروح لكي يتسنى فهم ماسيطرجه الامام ع في كتابه الذي نامل ان يصدر قريبا لترى الناس النور الذي ماراته البشرية قبل هذا الزمان ... هنيئا للعامل بين يدي حجة الله واساله سبحانه ان يوفقنا وكل الانصار للعمل بين يديه ع وان يرزقنا الاخلاص في هذا العمل والارتفاع عن الانا والعجب وحب الظهور .
    والحمد لله رب العالمين

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎