إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya_allah313
    عضو جديد
    • 31-07-2012
    • 3

    التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا على كل حال
    اللهم صل على محمد و ال محمد الامة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    علي ضوء التعليق الذي نشر في جريدة الصراط المستقيم تحت عنوان "التحدي العلمي الكبير" بواسطة رئيس التحرير الفاضل، و ذلك بتاريخ 29/12/2012، يعلن سيدي و مولاي الامام أحمد الحسن عليه السلام التحدي العلمي الكبير مرة أخرى، و ذلك باستنفار أقصى طاقات الامة الاسلامية للتصدي و الرد على خطر ما يكتبه و ينشره مشاهير علماء الطبيعة المعاصرون والملحدين من معتقدات علمية الحادية من أمثال عالم التطور البيولوجي ريتشارد دوكنز صاحب كتاب "الجينة الانانية-1976" و العديد من المؤلفات منها "صانع الساعات الاعمى-1986" و مؤخرا كتاب "الوهم الالهي-2006" و كذلك عالم الفيزياء ستيفن هوكنج الذي له العديد من المؤلفات والذي مؤخرا أصدر مع العالم الفيزيائي ليونارد ملوديناو كتاب "التصميم الكبير او العظيم-2011".
    و كما تفضل مولاي الامام أحمد الحسن (ع) ان مثل هذه الافكار الالحادية المعتنقة من قبل هؤلاء العلماء هي في الواقع نتائج لتجارب مثبتة علميا حيث تبرهن عن عدم ضرورة وجود الخالق سبحانه لخلق الكون على ما هو عليه الان، و ان القوانين الطبيعية وحدها تكفي لان تعمل في اتجاه الخلق لهذا الكون. و استنادا على هذه الادلة و البراهين العلمية لا يمكن ان يواجه و يدرأ خطر هذه الافكار العلمية الالحادية لمثل هؤلاء العلماء دون الدراسة الدقيقة و الإلمام بما يطرحه هؤلاء العلماء، هنا وجب استيعاب وتحليل هذه المفاهيم بفكر متفتح و يقظ استعدادا لما سيطرحه و يشرحه حضرة الامام أحمد (ع) من اجابات شافية على سياق ما طرحه و اثبته هؤلاء العلماء، و بالتالي التصدي لهؤلاء العلماء و للخطر الذي ينشرونه، و ذلك بعلم مولاي الامام أحمد (ع) الذي هو علم السماء، علم رب العالمين، علم الله جل جلاله. فيا الله اسالك التوفيق لخدمتك و خدمة مولاي الامام أحمد (ع) و الفرج لمحمد و ال محمد الطيبين الطاهرين.
    بفضل الله تعالى، و في مستهل دراستي (اعوذ بالله من نفسي) لبعض علوم الطبيعة المعاصرة في مؤلفات سبق ذكر بعضا منها اعلاها، الهمني ربي سبحانه ان اشرك القراء الكرام في بعض تلك المفاهيم و الافكار التي ادرسها و احاول ان اتمعن فيها، ذلك لفتح ابواب للنقاش لتبادل الافكار و ترسيخ المعاني حتي تتسني الاستفادة للجميع بعون الله تعالى. فأسال الله سبحانه ان يوفقنا في هذا العمل الذي هو من اجله سبحانه.
    اوجز فيما يلي بعضا مما قرات و فهمت في كتاب " صانع الساعات الأعمي" ل"ريتشارد دوكنز" و ذلك بصياغتي الخاصة علما ان الكتاب استخدم برامج حاسوب الي (كمبيوتر) و معادلات رياضية افتراضية يطول شرحها، فوجدت انه لتبسيط الشرح الاجدى اضع بين يدي القارئ ملخص استنتاجات هذه البرامج و المعادلات، و ذلك مع عدم التعليق، حيث اترك للقارئ الكريم ان يطرح تساؤلاته للنقاش ان شاء الله تعالى.
    ان تواجد الاشياء الحية (الموجودة التي نعرفها) و التي هي علي درجة عالية من جمال و دقة التصميم، و كذلك علي درجة قليلة جدا من احتمالية الوجود (من التواجد)، لا يمكن ان تكون قد تواجدت بطريق الصدفة. بل ان هذه الاشياء الحيه يمكن تعزيز وجودها بما طرحه داروين بان عملية التطور تتم عبر خطوات تدريجية بسيطة تبدأ أو تنشأ من مواد اولية بسيطة تتدرج في التغير إلى أن تبلغ ما هي عليه الان بحيث لا يمكن ان تكون قد أوجدت بالصدفة.
    و بالأخذ بعين الاعتبار مدى دقة و تعقيد هذه الاشياء الحية على ما هي عليه الان بالنسبة للمواد الاولية التي تطورت منها، سوف نستنتج ان لا بد ان يكون هناك ما يسمي خطوات تراكمية أدت الى تطور هذه الاشياء الحيه. هذه العملية التراكمية للتطور هي غير عشوائية وهي ما يمكن ان تسمي بالانتخاب التراكمي.
    و حيث ان هناك انتخاب تراكمي (عدة خطوات) لتكون الشيء الحي لابد لهذا الشي الحي ان ينشئ في البداية من انتخاب اولي (خطوة واحدة اولى). فكما هو واضح فالانتخاب الاولي يتم بخطوة واحدة اولية يتم فيها اختيار وفرز لشي حي ما لأول مرة من مواد اولية، ثم يكون بعد ذلك التكاثر ليبدأ الانتخاب التراكمي و الذي يكون للتطور لكن دون هدف على المدى الطويل. فلذا كان التطوريحدث دون هدف على المدى الطويل، و لذا كان الانتخاب الطبيعي التراكمي ليس له هدف و لا يرى الهدف بل و لا يرى المستقبل، فهو اعمى و دون هدف على المدى الطويل.
    هنا نستطيع ان نربط هذا المفهوم الذي شرحه الكاتب بعنوان كتابه. فكما هي دقة صانع الساعات في صنع الساعة و ذلك بصياغة و تجميع تروسها و زنبركاتها، فان الانتخاب الطبيعي له نفس هذه القدرة. و لا بد من الاشارة هنا ان هذه القدرة للانتخاب الطبيعي تتم عن طريق قوى طبيعية تتبع قوانين فيزيائية. و لكن هناك فرق شاسع بين صانع الساعات وهذه القوى الفيزيائية، الا و هو ان صانع الساعات يعمل بعقل و بهدف فهو يخطط و يصمم الساعة و امامه هدف مستقبلي الا و هو انجاز صنع الساعة التي بين يديه. اما القوانين الفيزيائية الطبيعة فهي تعمل بلا عقل و لا تخطيط ولا هدف مستقبلي لها، بل ليس لها رؤية و لا بصيرة اطلاقا. و لهذا كان عنوان الكتاب لتوضيع هذه الفكرة للكاتب.
    و ليس من الضروري ان كل شيء ينشئ في الطبيعة لأول مرة (انتخاب اولي) يكون قابل ان يتطور بالانتخاب التراكمي. فمثلا السحب تنشأ بفعل قوى الريح (قوة فيزيائية) باشكال مختلفة وبصورة عشوائية، و قد تتخذ هذه الاشكال صور مالوفة كحصان البحر مثلا او الابراج الفلكية كالعقرب او الاسد، و لكن هذا الانتخاب الاولي لاشكال السحب جاء بخطوة واحدة او بمصادفة واحدة، فليس هناك اي مكانيكية لتكاثر اشكال معينة للسحب لإنتاج نفس اشكالها، كأن تتكاثر سحابة حصان البحر لتنتج ذرية من احصنة البحر مثلا! و بالتالي ليس هناك قابلية للسحب للتطور.
    من هنا نستنتج ان لكي يحدث التطور لا بد ان للشئ الجديد المنتخب المجمع بصورة اولية ان يكون قابل للتحسين (و لو بفروق بسيطة) بخطوات متوالية حيث ان نتاج كل خطوة هو بداية الخطوة التالية لتحسين هذا النتاج. هذه الخطوات تتم عن طريق التكاثر او التوالد لانتاج اجيال متعاقبة و محسنة بغض النظر عن عنصر الوقت او الزمن المستغرق لحدوث هذا التحسين. و ما يحدد هنا هذا الانتخاب التراكمي (أو التغيير) عبر الاجيال المتعاقبة هو عامل البقاء حسب ما وضحه الكاتب.
    بالمقارنة في ما سبق ذكره من مثال السحب فان اشكال الاشياء الحية المختلفة قابلة للتطور بالتكاثر. هذا التطور يتم بالاختلافات الطفيفة (خطوات الانتخاب التراكمي) في اجنة الاجيال المتعاقبة. هذه الاختلافات تتم على مستوى ما يسمى بالجينات (التي تحتوي علي المادة الوراثية ( حمض د أن أ)) ، و حيث ان تلك الجينات هي شيفرة او وصفة لنمو الجسم الحي، فان هذه الاختلافات التحسينية (ان وجدت) للجسم الحي تتم باختلاف هذه الشيفرات اي الجينات.
    فعندما تتكون النطفة او الخلية الاولية للجنين فانها تنقسم الي خليتين و بدورها كل من الخلتين تنقسم الي خليتين اخرتين (لتصبح اربع خلايا) ثم كل خلية الي اثنتين، وهكذا الي ان يتكون الجنين من انقسام خلايا هن بالاصل من فرعين لخليتين يعود اصلهما لخلية واحدة. و كما هو متعارف فان هذه الخلايا تحمل الجينات و التي بدورها تحدث تأثير على النمو الجنيني و في نفس الوقت تستقر في خلايا هذا الجنين لتورث نفسها (أي الجينات) لأجيال المستقبل. التغييرات التي تحدث للجينات هنا هي ما تسمي (طفرات وراثية) و ان كانت بسيطة فهي عشوائية و طفيفة حيث تأثر على نمو الجسم الحي.
    و لكن الجينات بحد ذاتها لا تعني شي الي ان تترجم الي بروتينات (اي الي ان تفك الشيفرة الوراثية و ذلك ببناء البروتينات تلك التي تكون الجسم و تلك التي تعمل بوظائف في الجسم) و بالتي تؤثر على بناء جسم الجنين ككل. لهذا يكون التطور هو تكرار غير متناهي من التكاثر الذيبواسطته يتم نقل طفرات جينية وراثية (احتمالية حدوث هذه الطفرات اقل من مليون) من جيل الي جيل. وبحساب هذه الطفرات من الاجداد الاوائل لحيوان ما مثلا تكون التغييرات المتراكمة عبر الخطوات المتوالية هائلة جدا. لكن هذه التغييرات او الطفرات بحد ذاتها عشوائية بعكس انتخاب ايا من هذه التغييرات سيذهب قدما الي الجيل التالي الذي هو غير عشوائي.
    هنا تاتي فكرة داروين من ان ليست الجينات هي مقياس الانتخاب الطبيعي بل ان مقياس هذا الانتخاب هي اشكال الاجسام الظاهرة و المنعكسة من تأثير هذه الجينات خلال النمو. و بحسب ما مر سابقا، فان البقاء هو العامل المحدد للانتخاب الطبيعي فيكون بهذا تضفي الجينات علي الاجساد التي تحتويها ما تحتاجه للبقاء و بالتالي لبقاء تلك الجينات التي تحتويها حيث يحدث ذلك اوتوماتيكيا.
    بالنظر الى مخطط رقم (1) الموضح لتاريخ تطور عبر أجيال متعاقبة عددها 29 جيل (الاجيال موضحة في الشكل هي علي الخطوط الرئيسية للمخطط)، نجد ان الجيل الاول او الاجداد الاوائل عبارة عن شكل نقط في اول المخطط، و هذا الشكل يبدأ بالتغير التدريجي الى ان ياخذ شكل العنكبوت في الجيل 29 في اسفل المخطط. و اذا تمعنا بهذا التغيير التدريجي لشكل النقطة و ذلك بالنظر قدما الى الاباء و الابناء ثم الاخوة و الرجوع مرة اخرى الى الاجداد الاوائل و اجداد الاجداد، نجد ان الاجيال قد اتخذت اشكال مختلفة قليلا عن الاباء و الاخوان و اكثر اختلافا عن الاجداد و اكثر فاكثر عن اجداد الاجداد.

    شكل رقم (1)-ملف مرفق
    (المصدر: كتاب صانع الساعات الاعمى لريتشارد دوكنز)
    هذا المخطط (شكل رقم 1) يعكس الانتخاب التراكمي القادر على انتاج اشكال لا متناهية من صور لأشكال تشبه الحياة البيولوجية و التي موضح امثلة قليلة جدا منها في شكل رقم (2).
    شكل رقم (2)-ملف مرفق
    (المصدر: كتاب صانع الساعات الاعمى لريتشارد دوكنز)

    نستنتج هنا انه يمكن للانتخاب التراكمي ان ينتج كم لا متناهي من صور للاشكال الحية او المخلوقات (يجب الاشارة هنا ان الكاتب يعني ان هذه المخلوقات هي نتاج للطبيعة ليس الا، و الكثير الكثير منها يمكن ان يكون خيالي و قد تخلقه الطبيعة في المستقبل وذلك بناء علي برنامج في الكمبيوتر). وهذه المخلوقات اللامتناهية هي في فضاء و لها ابعاد، حيث ان كل مخلوق له موضعه الخاص (اي جيناته الخاصة به) به في هذا الفضاء، سمي هذا الفضاء بال"فضاء الوراثي".
    فمثلا في هذا الفضاء، المخلوقات القريبة من بعضها هي مخلوقات تختلف عن بعضها بطفرة وراثية واحدة كالإباء والابناء ثم الاخوة، و بعد ذلك يتوسع الاختلاف عبر الاجيال (انظر مخطط رقم 1). ففي الفضاء الوراثي تكون المسافة بين المخلوقات المتجاورة و المتاربقة جينيا صغيرة (الاباء و الابناء) بينما تلك المسافة للمخلوقات المتباعدة جينيا كبيرة (الابناء و الاجداد الاوائل).
    مثلا لو فرضنا ان هناك حشرة ما تتطور لتصبح عقرب فانه حسب ما سلف الذكر فانها سوف تقفز الى ما يليها لاحد جيرانها المباشرين بطفرة جينية واحدة، و ليس الى العقرب مباشرة بخطوة واحدة و بتراكم كبير للطفرات الوراثية !. و هنا ياتي السبب الذي يعالج فكرة عدم عشوائية القفزات في الطبيعة. و هي انه اذا كانت الاحتمالية لهذه الحشرة ان تقفز مباشرة لتصبح عقرب هي نفس احتمالية قفزها لتصبح واحدة من جيرانها المباشرين و كذلك نفس احتمالية ان تصبح ايا من المخلوقات في الفضاء الوراثي، فان لم يكن احتمالية حدوث اي قفزة هي الاكثر بين هذه الاحتمالات فانه نسبة احتمالية القفز الي اي مخلوق تكون صغيرة جدا بحيث يمكن اهمالها، و التالي لا يحدث التطور!
    و ان كان عدد اوجه الحياة البيولوجية على الارض هو نصف ترليون، فبالانتخاب العشوائي (اي بقفزة عملاقة بطفرات عديدة) تكون الاحتمالية ضد حدوث اي قفزة هي نصف ترليون الي واحد، لذا كانت فكرة الكاتب عن عدم امكان حدوث القفز المباشر لهذه الحشرة لعقرب حيث ان نسبة الاحتمالات ضد النجاح هي عالية جدا، لذا كانت سلسلة الخطوات الصغيرة المتراكمة هي المجدية بغض النظر عن الزمن المستغرق. يجب الاحاطة مرة اخرى ان ليس للحشرة هدف لان تتطور الى عقرب بل ان العقرب جاء نتاج للتغييرات الجنينية المتراكمة من اجل بقاء هذه الحشرة.
    هذه التغييرات التراكمية حدثت من اجل البقاء الذي هو عكس الموت. فمثلا بقاء حيوان ما الى مرحلة البلوغ و التكاثر يدل على ان جيناته كفئ لهذا البقاء، و اذا طفر ابن هذا الحيوان طفرة واحدة قد يكون افضل من ابيه بالنسبة للبقاء، اما اذا كان الابن قد طفر طفرات وراثية كبيرة بحيث انه قطع مسافة طويلة عن الاب في الفضاء الوراثي فان نسبة احتمالية ان هذا الابن افضل بالبقاء من ابيه هي قليلة جدا. ففرصة البقاء للقفزة الكبيرة العشوائية (الطفرات) في الفضاء الوراثي تكون فرصة كبيرة جدا للموت، و كلما كانت القفزة اصغر قلت احتمالية الموت و زادت احتمالية التحسين. فالوجود الميت له طرق مختلفة، هي طرق اكثر بكثير من طرق الوجود الحي.
    للتطبيق على سبق شرحه، وجدت ان افضل مثال هو العين البشريه ذلك ان الكاتب ركز عليها خلال الكتاب كما ركز عليها بعض السابقين في علم النشوء و الارتقاء اولهم شارلز داروين و كذلك وليم بالي.
    فلا يمكن للعين البشرية ان تكون نشأت من لا عين على الاطلاق بخطوة واحدة. و اذا كان كذلك فان هذه الاحتمالية تحتاج قفزة عملاقة في الفضاء الوراثي مما يجعل هذه الاحتمالية ضعيفة جدا جدا لدرجة التلاشي. هنا يكون ان العين البشرية قد نشأت من شئ يختلف عنها بدرجة بسيطة او بدرجة قليلة جدا بما يكفى لان تنشأ العين البشرية من هذا الشئ و ذلك بخطوة واحدة، و لنسمي هذا الشي المختلف عن العين البشرية اختلافا بسيطا ب"س". فيكون ان س ايضا قد نشأ من شئ يختلف عنه اختلافا بسيطا كافيا لان ينشأ ( س من س́ ) و هكذا اذا تتبعنا سلسلة من السينات كل منها يختلف عن ما سبقها من س اختلافا بسيطا عبر سلسلة من الخطوات (س من س́ من س̋ من............و هلم جر).
    هنا بتتبع عدد كبير من السينات (مثلا 10,000) الى ان نصل الى مرحلة لا عين على الاطلاق. يجب التذكير هنا ان هذا الاختلاف البسيط بين كل س و ما يتبعها من س (مثلا بين س̋ و ما بعدها من س́ ) يكون بطفرة عشوائية قابلة للانقياد في اتجاه معين محدثا للتغيير. هذا التغيير عبر سلسلة كبيرة جدا من السينات يستلزم وقت كافيا لأحداث سلسلة من التدرجات الدقيقة التي تربط العين البشرية بلا عين على الاطلاق. هنا الجدير بالذكر "ان عدد الاجيال التي تفصلنا عن أقدم أسلافنا هي بالتأكيد مما يقاس بالاف الملايين".
    و بناء على ما سبق الذكر فان كل س في سلسلة نشوء العين البشرية هي في الواقع شئ او كائن حي قد كان كفئا للبقاء و العمل بل و التكاثر بشكل كافي مما ادى الى نشوء العين البشرية. فخلال هذه السلسلة المتصلة من السينات هناك " تحسن ضئيل في جلاء الصورة، ابتداءا من الضباب العائم حتى الرؤية البشرية الكاملة، هو مما يزيد على نحو معقول من فرص بقاء الكائن الحي". ففي مستوى التطور و ابتدءا من لا عين يكون نشوء جزءا من عين افضل من لا عين قي سبيل بقاء الكائن الحي. " فالابصار بخمسة في المائة لأفضل من عدم الابصار على الاطلاق، و السمع بخمسة في المائة لأفضل من عدم السمع على الاطلاق"،.......و هكذا. فمثلا وجود هذه النسبة الضئيلة جدا من الابصار (خمسة في المائة) كافية لحيوان بري ان يكتشف شكل ضبابي لحيوان مفترس يقترب باتجاهه ليتخذ هذا الحيوان البري اجراءاته للبقاء من هروب مثلا.
    عند هذه النقطة نتطرق الى ما يسمى التوسطيات اي تلك السينات التي تربط بين مرحلة الاعين و مرحلة العين البشرية الحديثة مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذا لا يمنع من تواجد و ان كان البعض من هذه السينات في الوقت الحاضر.
    فبعض الكائنات الوحيدة الخلية لها نقطة حساسة للضوء يوجد خلفها صبغة تعمل كستار و ذلك على صفحة مسطحة، تلك الستار هي لحمايتها من الضوء و في نفس الوقت لمنحها القدرة على ايجاد اتجاه هذا الضوء و لو بقدر بسيط. يوجد نفس هذا التنظيم عند بعض الحيوانات التعددة الخلايا مثل بعض الديدان و المحارات، و لكن بدلا من هذه النقاط الحساسة للضوء تكون خلايا حساسة للضوء و التي خلفياتها توجد في قدح ضحل بدلا من صفحة مسطحة، مما يعطي افضلية علي ايجاد اتجاه الضوء و لو بقدر بسيط. و على مستوى اعقد من القدح الضحل، يوجد حيوان رخوي يشبه الحبار و يعيش في محارة يسمى "نوتيلس"، له عينين كل منها تتبع نفس مبدأ القدح و لكن هنا القدح اعمق مع قلب الجوانب علي هذا القدح ( ليصبح ككاميرا ذات ثقب دقيق و بلا عدسة). عيني النوتيلس هنا كامرتين ذاتا ثقبين دقيقين يكونا صور محددة و لكن لا يوجد اي عدسة لهما. و يتساءل الكاتب هنا ما سر عدم اتخاذ حيوان النوتيلس عدسة للعينين على مر الاجيال المتعاقبة، و التي ستكون لها فائدة كبيرة بالنسبة لنوع شبكية العينين و التي تقع عليها الصورة!
    وجد ان أقارب النوتيلس من الحبار و الاخطبوط لديهم عدسة حقيقية تشبه عدسة العين البشرية الى حد كبير، فالعدسة هنا مسؤولة عن تغيير البعد البؤري حيث تتحرك اماما و وراءا كعدسة الكاميرا، وبالتالي يتجمع الضوء و يتركز فوق منطقة اصغر من الشبكية مما يزيد من تحديد الصورة بشكل كبير اي تحسين الصورة. من الواضح هنا ان اسلاف الحبار و الاخطبوط قد طوروا ما يحملون من عين بما فيها من عدسة حقيقية بشكل مستقل عن تطور العين البشرية. هناك ايضا العين المركبة كتلك التي تحملها الحشرات "بنك من الاعين الصغيرة جدا".
    هنا نرى انه يمكن لخطين من التطور ان يبدان من نقطتين مختلفتين ثم يتلاقيان في نفس نقطة النهاية. فعيون الحبار و الاخطبوط مثلا تشبه العين البشرية الى حد كبير لكن هناك اختلاف في اتجاه اسلاك العصب البصري (حزمة من اسلاك معزولة تقرب ما يعادل ثلاثة بلايين سلك) التي تخرج من الخلايا الضوئية. ففي الاخطبوط لا تتجه هذه الاسلاك اماما ناحية الضوء، بينما في العين البشرية فإنها تتجه ناحية الضوء او الجانب الاقرب للضوء بينما تلك الخلايا الضوئية المرتبطة بها فانها مثبته للخلف بعيدا عن الضوء.
    هنا عبر الكاتب ان بالنسبة لهذا الاختلاف بين عين الاخطبوط و العين البشرية فان عين الاخطبوط مصممة ب"معقولية"، بينما في حالة العين البشرية فانه لم يعرف التفسير الصحيح لتواجد الخلايا الضوئية بعيدا عن الضوء و اسلاكها قريبة من الضوء حيث ينتقل السلك فوق سطح الشبكية ثم يغوص في نقطة في الشبكية تسمى بالنقطة العمياء مما يجعل السلك يمر في "غابة" من اسلاك التوصيل بحيث يؤدي الى بعض الاضعاف و التشويه في الصورة. فالنسبة للكاتب يكون التصميم الهندسى "غير معقول" في حالة العين البشرية ! و قد يكونالتصميم الهندسى المعقول كحالة عيني الاخطبوط هو من التوسطيات التي لم تحدث في تطور العين البشرية (المستقل عن تطور عين الاخطبوط) و الذي لو حدث لكان هو الافضل !.
    كل عضو او جهاز نراه في الوقت الحاضر هو نتاج مسار متدرج في الفضاء الوراثي حيث ان كل طور توسطي قد ساعد على البقاء و التكاثر، حيث انه طبقا للانتخاب الطبيعي فان وجود جزءا من س افضل من لا س على الاطلاق و جزئين من س افضل من جزء من س و هذا ما ينطبق على ما سبق شرحه من مثال الاعين.
    في هذا الصدد اختم هذا المقال بما كتبه داروين في كتاب (اصل الانوع):
    "لو امكن اثبات انه يوجد اي عضو مركب لا يمكن احتمال تكوينه بتغييرات ضئيلة عديدة متوالية لانهارت نظريتي انهيارا مطلقا"

    الملفات المرفقة
  • يمانيون
    مشرف
    • 16-02-2012
    • 89

    #2
    رد: التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    جزاكم الله خير الجزاء على هذا الجهد الرائع اسال الله سبحانه ان يكلله بالنجاح والتوفيق وان يقبله ويثبت اجركم ....
    قال السيد اليماني ع : (( ولهذا فقد كتبت كتابا هو مكتمل الان تقريبا وناقشت فيه أهم النظريات العلمية المثبتة تجريبيا أو رياضيا ونظريا وان شاء الله سوف أنشره عندما أجد ان هناك من هم مؤهلين معرفيا لفهم ما كتبت لانه يحتاج اطلاعا لابأس به على علوم مثل الجيولوجيا التاريخية (او تاريخ الأرض) والتاريخ القديم والاركيولوجي (علم الاثار) وعلم الاحياء التطوري والفيزياء النظرية والكوزمولوجي (علم الكون) والانثروبولوجي وعلم الهندسة الجينية والطب والفلسفة وغيرها. )) انتهى كلامه ع
    اسال الله سبحانه ان يجعلكم من المعجلين في نشر هذا الكتاب الذي ننتظره بفارغ الصبر وان تكونوا من المؤهلين معرفيا لفهمه ونشره وبالتالي الدفاع عن دين الله دين محمد وال محمد ع بما تتعلموه من قائم ال محمد ع امام هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وخلو الساحة معرفيا الا من هؤلاء الملحدين ....
    والحمد لله وحده وحده وحده

    Comment

    • نجمة الجدي
      مدير متابعة وتنشيط
      • 25-09-2008
      • 5279

      #3
      رد: التصدي العلمي للإلحاد و الملحدين

      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ya_allah313 مشاهدة المشاركة
      و بالأخذ بعين الاعتبار مدى دقة و تعقيد هذه الاشياء الحية على ما هي عليه الان بالنسبة للمواد الاولية التي تطورت منها، سوف نستنتج ان لا بد ان يكون هناك ما يسمي خطوات تراكمية أدت الى تطور هذه الاشياء الحيه. هذه العملية التراكمية للتطور هي غير عشوائية وهي ما يمكن ان تسمي بالانتخاب التراكمي و حيث ان هناك انتخاب تراكمي (عدة خطوات) لتكون الشيء الحي لابد لهذا الشي الحي ان ينشئ في البداية من انتخاب اولي (خطوة واحدة اولى). فكما هو واضح فالانتخاب الاولي يتم بخطوة واحدة اولية يتم فيها اختيار وفرز لشي حي ما لأول مرة من مواد اولية، ثم يكون بعد ذلك التكاثر ليبدأ الانتخاب التراكمي و الذي يكون للتطور لكن دون هدف على المدى الطويل. فلذا كان التطوريحدث دون هدف على المدى الطويل، و لذا كان الانتخاب الطبيعي التراكمي ليس له هدف و لا يرى الهدف بل و لا يرى المستقبل، فهو اعمى و دون هدف على المدى الطويل.]
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
      وفقكم الله على هذا الجهد الرائع
      رتشارد دوكنز والملحدون يقرون بان التطور غير عشوائي ولكنهم يصرون بانه غير هادف وهذا هي نقطة الخلاف الرئيسية
      نسال الله سبحانه ان يعجل في صدور كتاب وهم الالحاد الذي ننتظره بفارغ الصبر وان نكون من المؤهلين معرفيا لفهمه ونشره وبالتالي الدفاع عن دين الله دين محمد وال محمد ع
      قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎