Tweet
دراسة في علم سلوك الحيوان تثبت أنّ طائر الغراب قادر على تمييز الأسباب الخفيّة وراء بعض الأحداث.
Arab Science Network - شبكة العلوم العربيّة
أحد الأمور المذهلة التي ظننّا مسبقًا أنّها فريدة وخاصّة بالجنس البشري هي قدرتنا على إدراك وفهم الأسباب والعلل، على إقامة فرضيّات ونظريّات تفسّر وتربط بين الأسباب والنّتائج، حتّى عندما تكون المسبّبات مخفيّة عن أعيننا وحواسّنا. هذه القدرة هي بالضّبط ما يمدّنا بالأدوات الرّئيسيّة لنمارس البحث العلمي والتّكنولوجي، كما أنّها تشكّل قاعدة لكثير من أنماط التّفكير الدّينيّة.
ولكن ماذا عن الحيوانات الأخرى؟ هل بإستطاعة بعض الأنواع الحيّة الأخرى فهم وإدراك السّبب والنّتيجة، حتّى عندما تكون المسبّبات مخفيّة؟ تجارب مسبقة أظهرت أنّ بعض الحيوانات قادرة على فهم وإدراك نتائج أحداث عرضيّة، ولكنّ القدرة على بناء إستنتاجات عن آليّات سببيّة مخفيّة بقيت علامة مميّزة للجنس البشري - حتّى غيّر بحثٌ نشر هذا العام كلّ ذلك.
في دراسةٍ مثيرة، قامت مجموعة من الباحثين بإختبار هذه الظّاهرة مع مجموعة من الطّيور المعروفة بذكائها: غربان كاليدونيا الجديدة. هذه الغربان تتميّز بقدرتها على إستعمال وصناعة آلات بسيطة تساعدها على إستخلاص الطّعام من الأماكن الضّيقة، قدرة تدلّ على ذكاء إستثنائي.
التّجربة الرّئيسيّة التي أجراها الباحثون اشتملت على سيناريوهيْن: الأوّل هو دخول شخص مساعد على مرأى من الغراب واختبائه وراء ستارة مثقوبة - حيث استخدم عصا طويلة ووجّهها لفترة قصيرة نحو المكان الذي سيستخلص منه الغراب طعامه ومن ثمّ غادر مخبأه، على مرأى من الغراب أيضًا. في السّيناريو الثّاني، دخل الشّخص المساعد من مكان آخر حيث لم يره الغراب، وأعاد نفس السّيناريو الأوّل.
لقد أظهرت التّجربة أنّه في السّيناريو الأوّل، بعد مغادرة المساعد من وراء السّتارة، انطلق الغراب بكلّ ثقة ليستخلص طعامه بدون تردّد أو خوف - مدركًا أنّ المساعد الذي اختبئ وراء السّتارة كان هو المسبّب وراء العصا المتحرّكة. ولكن في السّيناريو الثّاني، عندما توقّفت العصا عن الحركة وتمّ سحبها إلى خلف السّتارة، التفت الغراب أكثر من مرّة نحو الثّقب، متخوّفًا من ظهور العصا مرّة أخرى.
لقد وجد الباحثون أنّه في السّيناريو الأوّل الغراب لم يكن خائفًا من العصا ذاته، إنّما من المسبّب الخفي وراء السّتارة (المساعد)، ممّا يدلّ على أنّ هذا الطّائر يستطيع أن يفهم ويبني إستنتاجات حول المسبّبات الخفيّة لبعض الاحداث.
المصادر (لمزيد من القراءة والمعلومات):
Comment