إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ومضات كربلائية : لاتعيدوا الكرة يا أهل الكوفة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    ومضات كربلائية : لاتعيدوا الكرة يا أهل الكوفة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما




    12محرم الحرام سنة 61هجري قمري
    وصول سبايا آل محمد ص نبي الأمة الى الكوفة

    ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون أيّ كبد لرسول الله فريتم ؟ وأيّ كريمة له أبرزتم ؟ وأيّ دم له سفكتم ؟ وأيّ حرمة له انتهكتم ؟ لقد جئتم شيئاً إدّاً


    ولمّا اُدخلت بنات أمير المؤمنين إلى الكوفة ، اجتمع أهلها للنظر إليهم
    فصاحت اُمّ كلثوم : يا أهل الكوفة ، أما تستحون من الله ورسوله أنْ تنظروا إلى حرم النّبي (ص) ؟ .
    وأشرفت عليهنّ امرأة من الكوفيّات ورأتهن على تلك الحال التي تشجي العدوّ الألد فقالت : من أي الاُسارى أنتم ؟ قلن : نحن اُسارى آل محمد .
    وأخذ أهل الكوفة يناولون الأطفال التمر والجوز والخبز ، فصاحت اُمّ كلثوم وهي زينب الكبرى : إنّ الصّدقة علينا حرام . ثمّ رمت به إلى الأرض .

    خطبة زينب
    ------------

    يقول الراوي : لمّا أومأت زينب ابنة علي (ع) إلى النّاس ، فسكنت الأنفاس والأجراس ، فعندها اندفعت بخطابها مع طمأنينة نفس وثبات جأش ، وشجاعة حيدريّة ، فقالت (صلوات الله عليها) :
    "الحمد لله والصلاة على أبي محمّد وآله الطيّبين الأخيار
    أمّا بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر ، أتبكون ؟! فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنّة ، إنّما مثَلكم كمثَل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً ، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم ، ألا وهل فيكم إلاّ الصلف النطف والعجب والكذب والشنف وملق الإماء ، وغمز الأعداء ؟! أو كمرعى على دمنة أو كقصّة على ملحودة ، ألا بئس ما قدّمتْ لكم أنفسكم أنْ سخط الله عليكم ، وفي العذاب أنتم خالدون .
    أتبكون وتنتحبون ؟! إي والله فابكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً ؛ فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ، وأنّى ترحضون قتْل سليل خاتم النبوّة ومعدن الرسالة ، ومدرة حجّتكم ومنارمحَجّتكم ، وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، ألا ساء ما تزرون .
    فتعساً و نكساً وبُعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السّعي وتبّت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ورسوله ، وضُربت عليكم الذلّة والمسكنة .
    ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون أيّ كبد لرسول الله فريتم ؟ وأيّ كريمة له أبرزتم ؟ وأيّ دم له سفكتم ؟ وأيّ حرمة له انتهكتم ؟ لقد جئتم شيئاً إدّاً ، تكاد السّموات يتفطّرن منه ، وتنشقّ الأرض ، وتخرّ الجبال هدّاً . ولقد أتيتم بها خرقاء شوهاء كطلاع الأرض وملء السّماء .
    أفعجبتم أنْ مطرت السّماء دماً ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا يُنصرون ، فلا يستخفنّكم المهل ، فإنّه لا يحفزه البدار ، ولا يخاف فوت الثار ، وإنّ ربّكم لَبِالمرصاد" .

    فقال لها الإمام السّجاد (ع) : (( اسكتي يا عمّة ، فأنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة ، وفهِمة غير مفهَّمة )) . فقطعت العقيلة الكلام ، وأدهشت ذلك الجمع المغمور بالتمويهات والمطامع ، وأحدث كلامها إيقاظاً في الأفئدة ولفتة في البصائر ، وأخذت خطبتها من القلوب مأخذاً عظيماً ، وعرفوا عظيم الجناية ، فلا يدرون ما يصنعون .
    وخطبت فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) فقالت :
    -------------------------------
    "الحمدلله عدد الرمل والحصى ، وزنة العرش إلى الثرى ، أحمده واُؤمن به وأتوكّل عليه ، وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمداً عبده ورسوله ، وأنّ أولاده ذُبحوا بشطّ الفرات ، من غير ذحل ولا ترات .
    اللهمّ إنّي أعوذ بك أنْ أفتري عليك ، وأنْ أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود والوصيّة لعلي بن أبي طالب المغلوب حقّه ، المقتول من غير ذنب كما قُتل ولده بالأمس ، في بيت من بيوت الله تعالى ، فيه معشر مسلمة بألسنتهم ، تعساً لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته ، حتّى قبضه الله تعالى إليه محمود النّقيبة طيّب العريكة ، معروف المناقب مشهور المذاهب ، لَم تأخذه في الله سبحانه لَومة لائم ولا عذل عاذل ، هديته اللهمّ للإسلام صغيراً ، وحمدت مناقبه كبيراً ، ولَم يزل ناصحاً لك ولرسولك ، زاهداً في الدنيا غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة ، مجاهداً لك في سبيلك ، رضيته فاخترته وهديته إلى صراط مستقيم .
    أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، فإنّا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا . فجعل بلاءنا حسناً ، وجعل علمه عندنا وفهمه لدنيا ، فنحن عَيبة علمه ، ووعاء فهمه وحكمته ، وحجّته على الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضّلنا بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) على كثير ممَّن خلق الله تفضيلاً ، فكذّبتمونا وكفّرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً ، وأموالنا نهباً ، كأنّنا أولاد ترك أو كابل ، كما قتلتم جدّنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدّم ، قرّت لذلك عيونكم ، وفرحت قلبوكم افتراءً على الله ومكراً مكرتم
    والله خير الماكرين ، فلا تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ، ونالت أيديكم من أموالنا ، فإنّ ما أصابنا من المصائب الجليلة ، والرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرأها ، إنّ ذلك على الله يسير ؛ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ، والله لا يحبّ كلّ مختال فخور .
    تبّاً لكم فانظروا اللعنة والعذاب ، فكأنّ قد حلّ بكم وتواترت من السّماء نقمات ، فيسحتكم بعذاب ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثمّ تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة ؛ بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين .
    ويلكم ! أتدرون أيّة يد طاعنتنا منكم ؟ وأيّة نفس نزعت إلى قتالنا ؟ أم بأيّة رِجل مشيتم إلينا ؟ تبغون محاربتنا ، قست قلوبكم وغلظت أكبادكم وطبع الله على أفئدتكم ، وختم على سمعكم وبصركم وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم ، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون .
    تبّاً لكم يا أهل الكوفة ، أيّ ترات لرسول الله قِبلَكم ، وذحول له لديكم ؟ بما عندتم بأخيه على بن أبي الطالب جدّي وبنيه وعترته الطيّبين الأخيار ، وافتخر بذلك مفتخركم .
    نحن قتلنا علياً وبني علي بـسيوف هنديّة ورماح
    وسبينا نساءهم سبي ترك ونـطحناهم فـأيّ نطاح
    بفيك أيها القائل الكثكث والأثلب افتخرت بقتل قوم زكّاهم الله وطهّرهم وأذهب عنهم الرجس فأكضم وأقع كما أقعى أبوك فإنّما لكلّ امرىء ما اكتسب وما قدّمت يداه .
    حسدتمونا ويلاً لكم على ما فضّلنا الله تعالى ، ذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء والله ذوالفضل العظيم . ومَن لَم يجعل الله له نوراً فما له من نور" .

    فارتفعت الأصوات بالبكاء والنّحيب وقالوا : حسبكِ يا ابنة الطاهرين فقد حرقت قلوبنا وأنضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا ، فسكتت.

    خطبة اُمّ كلثوم
    --------------
    وقالت اُمّ كلثوم :
    "صه يا أهل الكوفة ، تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم ، فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل الخطاب .
    يا أهل الكوفة ، سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه وانتهبتم أمواله ، وسبيتم نساءه ونكبتموه ؟! فتبّاً لكم وسحقاً .
    ويلكم ! أتدرون أيّ دواهٍ دهتكم ؟ وأيّ وزر على ظهوركم حملتم ؟ وأيّ دماء سفكتم ؟ وأيّ كريمة أصبتموها ؟ وأيّ صبيّة أسلمتموها ؟ وأيّ أموال انتهبتموها ؟ قتلتم خير الرجالات بعد النّبي ، ونُزعت الرحمة من قلوبكم ، ألا إنّ حزب الله هم المفلحون ، وحزب الشيطان هم الخاسرون" .

    فضجّ النّاس بالبكاء ، ونشرن النّساء الشعور ، وخمشن الوجوه ولطمن الخدود ، ودعون بالويل والثبور . فلَم يرَ ذلك اليوم أكثر باك .

    خطبة السجّاد (ع)
    -----------------
    وجيء بعلي الحسين (ع) على بعير ضالع ، والجامعة في عنقه ، ويداه مغلولتان إلى عنقه ، وأوداجه تخشب دماً فكان يقول :

    يا اُميّة السّوء لا سقياً لربعكُمُ يـا اُمـّة لَم تراع جدّنا فينا
    لَـو أنّنا ورسول الله يجمعنا يوم القيامة ما كنتم تقولونا
    تسيّرونا على الأقتاب عارية كـأنّنا لـم نشيّد فيكم دينا

    وأومأ إلى النّاس أنْ اسكتوا ، فلمّا سكتوا ، حمد الله وأثنى عليه وذكر النّبي فصلّى عليه ، ثمّ قال :
    (( أيّها النّاس ، مَن عرفني فقد عرفني ، ومَن لَم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أنا ابن من انتُهكت حرمته ، وسُلبت نعمته وانتهب ماله ،
    وسُبي عياله ، أنا ابن المذبوح بشطّ الفرات من غير ذحل ولا ترات ، أنا ابن من قُتل صبراً ، وكفى بذلك فخراً .
    أيّها النّاس ناشدتكم الله هل تعلمون أنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهود والميثاق والبيعة ، وقاتلتموه ؟
    فتّباً لكم لِما قدّمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم ، بأيّة عين تنظرون إلى رسول الله ؟ إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من اُمّتي )) .

    فارتفعت الأصوات بالبكاء وقالوا : هلكتم وما تعلمون .

    ثمّ قال (عليه السّلام) :
    (( رحم الله امرءاً قبِل نصيحتي ، وحفظ وصيّتي في الله وفي رسوله وأهل بيته ، فإنّ لنا في رسول الله اُسوة حسنة )).

    فقالوا بأجمعهم : نحن يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنّا حرب لحربك ، وسِلم لسلمك ، نبرأ ممَّن ظلمك وظلمنا .

    فقال (عليه السّلام) :
    (( هيهات هيهات أيّها الغدرة المكرة ، حِيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إليَّ كما أتيتم إلى أبي من قبل ؟ كلاّ وربّ الراقصات ، فإنّ الجرح لمّا يندمل ، قُتل أبي بالأمس وأهل بيته ، ولَم ينس ثكل رسول الله وثكل أبي وبني أبي ، إنّ وجده والله لبين لهاتي ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصّته تجري في فراش صدري ))

    يا أحد يا صمد يارب محمد اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعدائهم بددا وأحصهم عددا ولاتدع على ظهر الأرض منهم أحدا ولاتغفر لهم أبدا
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎