إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

من علم الامام احمد الحسن ع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • لن ننساك يا حسين
    عضو جديد
    • 25-12-2009
    • 5

    من علم الامام احمد الحسن ع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل هناك ارتباط بين قصة أصحاب الكهف وموسى (ع) والعالم (ع) أو ذي القرنين وبين القائم (ع) أو علامات ظهوره أو زمان ظهوره أو أصحابه وأنصاره أو أعداءه ؟.

    الجواب:

    قصة أصحاب الكهف معروفة وهي باختصار قصة رجال مؤمنين عددهم سبعة كفروا بالطاغوت في زمانهم، والمتمثل بجهتين:
    الأولى: هي الحاكم الظالم الجائر الكافر.
    والثانية: هي علماء الدين الضالون الذين حرفوا دين الله وشريعته.
    فكل من هذين الطاغوت نصب نفسه إله يُعبد من دون الله، الحاكم الجائر نصب نفسه إله يُعبد من دون الله في أمور الدنيا ومعاش العباد وسياستهم، والعلماء غير العاملين الضالون نصبوا أنفسهم آلهة يعبدون من دون الله في أمور الدين والشريعة.
    وهكذا تحرر هؤلاء الفتية من عبادة الطاغوت، وكفروا بالطاغوت. وهذا الكفر بالطاغوت هو أول الهدى. فزادهم الله هدى، بأن عرّفهم طريقه سبحانه، والإيمان به، والعمل لإعلاء كلمته سبحانه وتعالى، ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدى )، ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً )[1].
    وأصحاب الكهف في زمان قيام القائم (ع) هم فتية في الكوفة وفتية في البصرة، كما في الروايات عن أهل البيت (ع)، ورأس الحسين بن علي (ع) نطق مرات عديدة، وفي أكثر من مرة سُمع يكرر هذه الآية: ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً )[2]،وسُمع يقرأ منها فقط: ( أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً).
    وذلك لأن أصحاب الكهف – وهم أصحاب القائم (ع) – هم الذين يأخذون بثأر الحسين (ع)، وينتقمون من الظالمين، ويقلبون أمر الظالمين رأساً على عقب ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) أيضاً يقرأ: ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).
    وكذلك أصحاب القائم (ع) قوم عابدون مخلصون لله سبحانه وتعالى، لا يرون القوة ( إلا بالله )، يؤمنون بالله وعليه يتوكلون ويقارعون أكبر قوى الظلم والاستكبار على الأرض، وهي المملكة الحديدية التي أكلت وداست كل الممالك على الأرض كما أخبر عنها دانيال، وهي متمثلة الآن بأمريكا دولة الشيطان[3]، ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) يقرأ أيضاً: ( لا قوة إلا بالله )، لأنه لن يأخذ بثأره إلا من كانوا مصداقاً لهذه الآية الكريمة: ( لا قوة إلا بالله )، وفي رواية: ( أنهم لما صلبوا رأسه على الشجر سُمع منه: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وسُمع أيضاً صوته بدمشق يقول: لا قوة إلا بالله. وسُمع أيضاً يقرأ: أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً. فقال زيد بن أرقم: أمرك أعجب يابن رسول الله )[4].
    وروى الشيخ المفيد ( رحمه الله ): إن زيد بن أرقم سمع الرأس الشريف ينطق بآية سورة الكهف، وروى عن المنهال بن عمرو أنه سمع رأس الحسين يقول: أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي، أما ما روي أن أصحاب الكهف الذين يبعثون مع القائم (ع) هم بعض المخلصين من أصحاب رسول الله (ص)، وأصحاب أمير المؤمنين علي (ع) كمالك الأشتر،فليس المقصود هم أنفسهم، بل المراد في هذه الروايات هو نظائرهم من أصحاب القائم (ع)، أي أن هناك رجل من أصحاب القائم (ع) هو نظير مالك الأشتر في الشجاعة والحنكة والقيادة والشدة في ذات الله وطاعة الله والأخلاق الكريمة وكثير من الصفات التي امتاز بها مالك الاشتر فلذلك يصفه الأئمة بأنه مالك الأشتر، وهذا ليس ببعيد عن الفصحاء والبلغاء وساداتهم أهل البيت (ع)، كالشاعر الحسيني يصف نزول علي الأكبر إلى ساحة المعركة فيقول ما معناه: إن محمداً (ص) نزل إلى ساحة المعركة وذلك لشدة شبه علي الأكبر خَلقاً وخُلقاً برسول الله محمد (ص)، مع أن أصحاب الأئمة الذين محضوا الحق محضاً يعودون ويكرون في الرجعة بعد الإثني عشر مهدياً، وفي زمن آخرهم وهو آخر قائم بالحق من آل محمد (ع) الذي يخرج عليه الحسين بن علي (ع)، وهذا المهدي الأخير أو القائم الأخير لاعقب له ولا ولد له.
    أما قصة العالم (ع) مع موسى (ع) فهي أن موسى (ع) وقع في نفسه ما أتاه الله من العلم بعد أن كلمه الله سبحانه وتعالى على طور سيناء، فأمر الله سبحانه وتعالى جبرائيل (ع) أن يدركه ويأمره باتباع العالم (ع). فارتحل موسى (ع) ويوشع (ع) في طلب العالم (ع)، وكانت القصة التي وردت في القرآن وفيها ثلاث أمور هي:
    1- قصة السفينة وأصحابها:
    وهي سفينة لجماعة من المؤمنين المخلصين، وهم مساكين الله سبحانه وتعالى، أي مستكينين في العبادة بين يديه لا مساكين بمعنى محتاجين فمن يملك سفينة ليس بفقير. فكيف يكون مسكيناً[5]، والمسكين من لا يملك لا قليلاً ولا كثيراً.
    فهؤلاء المؤمنون مساكين الله، كانوا يتضرعون إلى الله ويدعونه أن يجنبهم الملك الطاغية وجنوده الذين كانوا يأخذون السفن ويسخرونها للعمل لصالح الآلة الإجرامية لهذا الملك، فهؤلاء المساكين كانوا لا يريدون أن يكونوا سبباً في إعانة هذا الطاغوت، وذلك عندما يسخر سفينتهم لصالح اجرامه وكانوا لا يريدون أن يفقدوا سفينتهم ولهذا أرسل الله لهم العالم (ع)، ليعمل على نجاتهم وسفينتهم من هذا الطاغية، فجعل فيها عيباً ظاهراً علم أنه سيكون سبباً لإعراض الملك عنها وتركها تجوب البحر.
    2- قصة الغلام:
    وهو فتى كان أبواه مؤمنين صالحين مخلصين لله سبحانه وتعالى، وكانا يكثران من التضرع والدعاء إلى الله أن يهبهما ذرية صالحة بارة بهما، وأن يعيذهما من عقوق الأبناء، وكان هذا الفتى ظاهراً صالحاً، وهو ابن مؤمنَين فيلحقهما من حيث الطهارة الظاهرية أو زكاة النفس الظاهرية، ولهذا قال موسى (ع) عنه ( نفساً زكية ) أي بحسب الظاهر لأنه ابن مؤمنَين وفي الوقت الحالي لأنه لم يظهر الكفر والفساد، ولكن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في نفس هذا الفتى من ( الأنا ) والتكبر على أمر الله وحججه (ع).
    فهذه النفس الخبيثة هي من أعداء الأنبياء والمرسلين، ولهذا أرسل الله سبحانه وتعالى العالم (ع) ليحقق لهذين المؤمنَين أملهما بالذرية البارة المؤمنة الصالحة، ولم يكن هناك سبيلاً لتفريقهم إلا بقتل الغلام، فقتله العالم (ع) بأمر الله سبحانه واستجابة لدعاء أبويه. وفي الشرائع السابقة كان للأب أن يقتل ولده تقرباً إلى الله سبحانه، وقصة إبراهيم (ع) وهو نبي مع ولده حين أراد ذبحه، وقصة عبد المطلب (ع) وهو وصي مع ولده حين أراد قتله قربة لله، ليست ببعيدة، فلما جاء الإسلام نسخ هذا الحكم وأصبح الأب لا يستطيع أن ينذر ولده للذبح لوجه الله، ولكن إذا قتله فإنه لا يقتل به، وهذا الحكم يعرفه المسلمون، فالقاتل يقتل إلا إن كان أباً. ولهذا فإن الذي طلب قتل الغلام هو أبوه من حيث لا يشعر، فإن دعاءه كان طلباً لهلاك ولده، فهو القاتل الحقيقي، والذي أمر بقتل الغلام هو الله سبحانه، والذي نفذ هو العالم (ع) فلا يوجد أي مخالفة للشريعة الظاهرية في هذه المسألة كما توهم بعضهم أنه قصاص قبل وقوع الجناية، لأن قتل الغلام وقع بطلب من أبيه وإن كان لا يعلم أن مقتضى دعاءه هو قتل ولده وهلاكه.
    كما إن هناك عدة أمور ربما تحل كثيراً من التساؤلات حول قصة موسى (ع) مع العالم إذا عُرِفَتْ وهي:
    1/ كان العالم يرى الحال والمستقبل في الباطن، وموسى (ع) يرى الباطن ولكن في الحال فقط.
    2/ إن العالم لو قتل الغلام أمام الناس لما تركوه يذهب، فلم يكن الناس يرون العالم كما كان موسى (ع) يراه.
    3/ إن مسألة قتل الغلام هي كما يقبض ملك الموت الروح، أو أن يقلب ملك سيارة شخص وهو يقودها في الشارع، فيموت الشخص بسبب الحادث، فحال العالم (ع) كان كحال الملائكة (ع).
    4/ كان الأمر الموجه من الله سبحانه إلى العالم إجمالياً ولم يكن تفصيلياً. وكمثال هكذا: ( أحفظ السفينة لهؤلاء المساكين )، ولم يأمره الله سبحانه وتعالى أن يحفظها بإعابتها ولهذا نسب العيب لنفسه، قال تعالى: ( هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ). (ص:39) .
    وفي الرواية عنه (ص): ( إن الله لم ينظر إلى الأجسام منذ خلقها ).

    3- قصة الجدار:
    وهو جدار بيت لغلامين يتيمين، ( أي إنهما صالحان، واليتيم هو الفرد في قومه الذي لا يلحقه أحد في الصلاح والتقوى والطاعة )، والكنـز الذي تحت الجدار كان أموالاً وذهباً ادخرها لهما أبوهما، وكتب لهما نصيحة وادخرها لهما مع الكنـز، ولهذا فإن أهل البيت (ع) كانوا يعتبرون هذه النصيحة هي الكنـز الحقيقي لا أن المال والذهب هو الكنـز، والنصيحة هي كما قال الإمام الصادق (ع): ( إني أنا الله لا إله إلا أنا من أيقن بالموت لم يضحك سنه ومن أقر بالحساب لم يفرح قلبه ومن آمن بالقدر لم يخشَ إلا ربه )[6].
    وهذه الحكمة والنصيحة هي حرب على بخل أهل هذه القرية الذين أبوا أن يطعموهم وهذا سبب آخر لبناء الجدار.
    وفي بناء الجدار آية أخرى للمتوسمين - وهم آل محمد (ع) - وهي أنه حاجز ومانع بين أهل القرية وبين الأخلاق الكريمة أو كنـز الغلامين اليتيمين. وفي الحقيقة أن الذي بنا الجدار هو بخل أهل هذه القرية. وفي بناء الجدار آيات لا يعقلها إلا العالمون.
    ويبقى أن نعرف:
    إن عمل العالم (ع) كان كعمل الملائكة لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، فكان منفذاً لأمر الله سبحانه وتعالى، وجميع الأعمال الثلاثة التي قام بها كانت بأمر من الله، وكانت بطلب من أصحابها الذين عُملتْ لأجلهم. فهي استجابة لدعائهم، فالسفينة خُرقت بطلب من أصحابها، والفتى قُتل بطلب من والديه، والجدار أقيم بطلب من والد الغلامين، وكل هذه الطلبات كانت بدعاء وتضرع إلى الله من أناس مؤمنين مخلصين لله سبحانه وتعالى. وكل أعمال العالِم (ع) عادت بالخير الكثير على أصحابها، فالسفينة حُفظت ولم يضطر أهلها لمعونة الظالم، والغلام العاق ذو الباطن الأسود قُتل وأُبدل أبويه بفتاة صالحة بارة ولدت الأنبياء، والجدار حَفظ المال والذهب والحكمة من أن تصل لغير أهلها.
    وقال الصادق (ع): ( وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعاوية، وكان مثل الغلام فيكم قول الحسن بن علي (ع) لعبيد الله بن علي لعنك الله من كافر. فقال له: قد قتلته يا أبا محمد، وكان مثل الجدار فيكم علي والحسن والحسين (ع) )[7].
    ولزمان القائم (ع) سفينة وغلام وجدار تحته كنـز أيضاً، أما السفينة وهي لأصحاب القائم (ع) فتعاب لتحفظ من الطواغيت ( يظهر في شبهة ليستبين )، أي القائم (ع)، كما ورد عنهم (ع)،[8] وأما الغلام فيقتل لأن باطنه أسوداً ومصاباً بداء إبليس (لعنه الله): ( أنا خير منه )، وقد ورد عنهم (ع): إن القائم (ع) يقتل أحد من يعملون بين يديه ومن المقربين منه (ع)، وأما الكنـز فيخرج من تحت الجدار ويبث في الناس، وهو علم آل محمد (ع)، عن الصادق (ع):
    ( العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً )[9].
    أما قصة ذي القرنين فقد بيّنها أهل البيت (ع) في الروايات، وأهم ما فيها أن ذا القرنين في هذا الزمان هو القائم (ع)، سُئل أمير المؤمنين (ع) عن ذي القرنين أنبياً كان أم ملكاً ؟ فقال: ( لا نبياً ولا ملكاً بل عبداً أحب الله فأحبه ونصح لله فنصح له فبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ثم بعثه الثانية فضربوه على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ثم بعثه الثالثة فمكن الله له في الأرض وفيكم مثله )[10].
    عن الباقر (ع) قال:
    ( إن ذا القرنين قد خُيّر بين السحابين وأختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب. قال: قلت: وما الصعب ؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه أما أنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضين السبع خمس عوامر وإثنتان خراب )[11].
    قول أمير المؤمنين (ع): ( وفيكم مثله )، يعني القائم فإنه يدعو الناس فيقولون له أرجع يا ابن فاطمة، ثم يدعو الناس في الثانية فيقولون ارجع يا ابن فاطمة، وفي الثالثة يُمكنه الله من أعناقهم، فيقتل فيهم حتى يرضى الله سبحانه وتعالى، وحتى يقول له أحد المقربين منه إنك تجفل الناس إجفال النعم، وحتى يقول الناس هذا ليس من آل محمد (ع) لو كان من آل محمد لرحم، كما ورد في الروايات عنهم (ع).
    وأرجو أن يكون ما ذكرته نافعاً للمؤمنين وإن كان في هذه القصص الثلاث أسراراً كثيرة جداً لم أسلط الضوء عليها. والنتيجة التي أريد أن أبينها هي أن هذه القصص الثلاث مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع القائم (ع) ومع أصحابه ومع علامات ظهوره.

    [1] - الكهف:16.

    [2] - الكهف:9.

    [3] - فصل السيد بعض القول في هذه النقطة في كتاب ( الجواب: المنير عبر الاثير ) وموجود في كتاب ( وصي الإمام المهدي في التوراة والانجيل والقرآن ) فراجع.

    [4] - بحار ج 45 ص304.

    [5] - المسكين المادي هو من سكنت جوارحه لعدم امتلاكه لا قليل ولا كثير.

    [6] - بحار الأنوار ج13 ص312 .

    [7] - بحار الأنوار ج13 ص307.

    [8] - مختصر بصائر الدرجات: ص 179، وفي البحار: ج 53: ص 3.

    [9] - بحار الأنوار ج 53 ص3.

    [10] - بحار الأنوار ج12 ص178.

    [11] - بحار الأنوار ج12 ص183 عن بصائر الدرجات.


    الرابط لكتب السيد احمد ع:





Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎