إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

Collapse
This is a sticky topic.
X
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    المحاظرة رقم : - 1

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ان شاء الله سنتكلم وحسب عنوان المحاضرة عن المسلم في عالم الاقتصاد من خلال وضع بعض الاسئلة والتي سنجيب عليها من خلال سلسلة محاضرات الغاية منها الوصول الى معرفة هل الله وضع منهج ونظام اقتصادي مثلما وضع منهج دستور نظام للحاكم على هذه الارض ؟؟؟ ام تركها عبثا وترك امرها للعباد يقولوا فيها ماشاؤا ؟؟؟

    وان شاء الله ستكون هذه السلسلة من الحاضرات تحمل في طياتها الاجابة على تلك الاسئلة ونبدأ على بركة الله ....

    هناك واقع مرير تمر به الشعوب فمن فقر ومجاعة وانتهاك لكرامة الانسان الى قتل وقتال وصولا به اليوم الى اكبر ازمة اقتصادية عالمية تعصف بالرأسمالية مثلما عصفت وهدمت اركان الاشتراكية وفي ظل هذا الواقع يحتم علينا نحن انصار الله انصار الامام المهدي محمد بن الحسن ع انصار يماني ال محمد احمد الحسن عليهم السلام ان نبشرهم بالحل الامثل والخلاص من كل هذه الازمات والظلم والجور والحرمان التي تحصل من خلال الازمات الاقتصادية التي تعصف بالأمم، فنحن معنيون به لأننا نعيش في هذا العالم وذلك على ضوء ما عندنا من اقتصاد اسلامي ندّعي انه الاكمل والأفضل، فكيف يكون ذلك ؟؟؟

    وهل الحل الذي نقدمه سيكون في منأى عن الازمات الاقتصادية الخانقة ؟؟؟

    وهل الحل الذي نقدمه سيصل بنا الى العدل والرحمة والإنصاف لبائسي الارض ؟؟؟

    ان ما نصبوا اليه بغض النظر عن معتقدنا وما تصبوا اليه الشعوب –حسب ما يدعون - هو دولة عدل تنصف المظلوم وتشبع الجائع وتعيد الكرامة للأرامل وتعيد حق اليتامى وبائسي الارض او ما يصبوا اليه الجميع العدالة في التوزيع، وهذا لا يتحصل إلا في ظل امام وقائد عادل منصب من قبل الله لان الايمان بهذا القائد له أثر، والقرآن الكريم يبين (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، اذن الايمان بالذي نصبه الله قائداً عادلاً ومن ثم التقوى له مدخلية في الآثار الوضعية ونزول الخيرات من السماء وإخراج الارض بركاتها .

    ان الاقتصاد حسب تصور المنظرين هو عصب الحياة ، وله مدخلية في كل جوانب الحياة، وبالتالي فان تركيز البشرية عموماً من بدايتها الى يومنا هذا على مسائل الاقتصاد، لذلك نجد التطرف في جعل الجانب الاقتصادي والعامل الاقتصادي هو العامل الاول والأساس في مشكلة الإنسانية والبشرية.

    ولا حيلة للناس حسب تصورهم – للمفهوم الاقتصادي الوضعي – غير ان يتقبلوا ما يمليه عليهم هؤلاء المنظرون لأنهم اعرف منهم بالحلول رغم ان المتقدمين للحل دائما يضعون اللوم على الاجهزة المنفذة لنظرياتهم ومناهجهم الوضعية وعلى اجهزة الرقابة والفساد الاداري التي تصل باقتصادات الدول للركود والكساد ومن ثم للانهيار الاقتصادي، ولا يضعون اللوم على انفسهم الامارة بالسوء ووضعهم لمناهج بعيدة كل البعد عما يريده خالقهم، واليوم يمر الاقتصاد الرأسمالي بموجة تعصف به وسينهار لا محال عاجلاً ام اجلاً كما انهار النظام الاقتصادي الاشتراكي سابقاً.

    يقول مالك بن نبي( ) في كتابه "المسلم في عالم الاقتصاد"

    ان العاملين على وضع خطة معينة لإنقاذ المجتمع الإسلامي من مشاكله الاقتصادية قد وضعوا أنفسهم أمام مجال ضيق للاختيار حين حصروا خياراتهم بالمسلمات الآتية:

    1- الاختيار من ضمن ما هو موجود من مذاهب اقتصادية قائمة, وتطبيق ذلك المذهب على مجتمعاتنا.

    2- حصر النشاط في صورة استثمار, تنظمه وتشرف عليه قطاعات خاصة أو استثمار تهيمن عليه سلطة سياسية فيما يسمى القطاع العام.
    فالمسلمة الأولى تضطره إلى أن يختار بين الرأسمالية والشيوعية فإن جنح للرأسمالية فسرعان ما يصطدم بإباحيتها. وليس هذا فحسب بل إنه سيجد أن في الرأسمالية ما يتعارض مع مبادئ دينه وأهم تلك الأمور الربا التي يقوم الاقتصاد الرأسمالي عليها. فيسعى جاهدا لتخليص الرأسمالية من الربا لأنه محرم في شريعته, وهو إن نجح في ذلك فسيكون قد حصل نظاما اقتصاديا منزوع الروح أو لنقل أنه ركب روحا إسلامية لجسد رأسمالي فذلك الجسد لن يتقبل تلك الروح وسيفشل ذلك النظام.

    فإن أدرك عقم مسعاه مع الرأسمالية التفت باتجاه الشيوعية _ التي يُلَطِّفُ اسمها فيسميها الاشتراكية _ وذلك الالتفات لا لما في الشيوعية من مبادئ وإنما لأنها الخيار الوحيد المتبقي بعد فشل التجربة الرأسمالية. وهو سيعاني مع الاشتراكية كما عانى مع الرأسمالية فلن يستطيع تقبل الاشتراكية بما فيها من إلغاء للملكية الخاصة, بغض النظر عن التعارض الكبير بين مبادئ الشيوعية والدين الإسلامي. وفي كلا الحالين نراه يحاول تركيب روح إسلامية على جسد أجنبي يرفضه ويرفضها( ).

    ومن هنا فإن مالك بن نبي يقرر أن كل مبدأ اقتصادي لا يمكن أن ينتج أثره ويظهر مقدرته الحقيقة في النجاح أو الفشل إلا ضمن المحيط الذي قد وضع أساسا له فلا فائدة من نظام اقتصادي قد اجتث من أصله وزرع في أرض غريبة عنه وفي بيئة لا تتناسب معه, إن هذا النظام في تلك البيئة سيفشل؛ لأنه قد وضع في بيئة لا يصلح لها. ولذلك وجب على المفكرين السياسيين والاقتصاديين مراعاة ظروف مجتمعاتنا حين وضع أي نظام اقتصادي معين.

    ويظن اكثر المفكرين والمحللين الاسلامين بان الحل الناجع للاقتصاد بوضع منهج اسلامي يستمد من استنباط الاحكام والاجتهاد في وضع منهج اسلامي يخالف المناهج الغربية.

    ونظرًا لان حكام البلدان الإسلامية لا يعتدّون بقيم الحلال والحرام في المجال الاقتصادي، وُجِدَ أن المؤسسات الدولية التي تقدم استشاراتها لهذه الدول لا تقيم هي الأخرى وزنًا لمباديء الدين، ففي عام 1988 صدر تقريرًا عن عجز الموازنات العامة لدول جنوب آسيا، واقترح التقرير أن تقوم حكومات هذه الدول بتحصيل ضرائب على ممارسة البغاء باعتباره عملاً لا تُحصَّل عليه ضرائب، وكان من بين الدول المعنية في هذا التقرير ماليزيا وإندونيسيا!!!

    فمتى كان البغاء عملاً بالمعايير الاقتصادية والشرعية ؟؟؟

    ولكن كانت الطامة الكبرى أن يصدر عن المحكمة الدستورية في بنجلاديش اعتبار ممارسة البغاء من الأعمال التي يعتبرها القانون عملاً اقتصاديًّا !!! فلا حول ولاقوة الا بالله

    اذن المحصلة هي الحصول على المال بشتى الطرق فالغاية تبرر الوسيلة وان تعارض مع دين الله الحق .

    قال تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ، لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)

    فلننصت لقول يماني ال محمد عليهما السلام وهو يسطر كلمات قليلة في الاموال التي تصرف بغير مجاريها ؟؟؟

    فقد وجه السيد احمد الحسن عليه السلام كلمة في معنى الخمس وموارد صرفه بايجاز :

    إذا تستقرئ أنظمة الدول الاقتصادية تجدها تفرض ضريبة وهي تقريباً بقدر الخمس في كثير من الدول، والضريبة لا أجر فيها ولا ثواب لمن يدفعها، فالذين يكفرون بخليفة الله في أرضه والذين يؤمنون بحاكمية الناس يدفعون رغم أنوفهم؛ لأنّ الدول والحكومات تجبرهم على دفع الخمس تحت عنوان الضريبة ولكنهم يدفعون أموالهم ثم تكون حسرة عليهم؛ لأنهم دفعوها لإقامة حاكمية الناس على الأرض ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ الأنفال: 36.

    بينما الله ومن رحمته فرض على المؤمنين أن يدفعوا هذه الأموال نفسها - أي الخمس - وفي نفس الوقت يثيبهم على دفعها ويطهرهم بدفعها ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ التوبة: 103.
    الإنسان بإمكانه أن يجعل كل حياته على هذه الأرض عبارة عن طاعة، ويمكنه أن يجعل كل حياته على هذه الأرض عبارة عن معصية، الفرق فقط أن يتبع خليفة الله أو أن يعرض عنه ويلتوي عليه.

    وأعلم سددك الله أن الخمس مهم جداً في إقامة الاقتصاد الإسلامي العادل، فالإسلام لا يؤمن بالرأسمالية أو الاشتراكية بل يجعل خمس الاقتصاد بيد شخص مقطوع بأنه زاهد عادل حكيم في التصرف، وبهذا : -

    يضمن في الاقتصاد الإسلامي المواساة بين المؤمنين وبين بلاد المؤمنين فلا يكون هناك بلد إسلامي متخم وآخر يئن أهله من وطأة الفقر والحاجة، وبهذا تصلح أمور الفقراء والأيتام والأرامل المالية، ولا يبقى جائع أو عارٍ أو شخص يعيش في العراء، وهذا ينعكس إيجاباً على الحالة الاجتماعية للمجتمع المسلم، فالتخمة والفقر كلاهما له أثر اجتماعي سلبي أقل ما فيه أنه قد يؤدي إلى تدني الأخلاق الكريمة كالكرم والمواساة والإيثار وبروز أخلاق لئيمة كالفساد الجنسي والحرص الخ.
    ولن يبقى المتخم يرتاح لتخمته وبتخمته وهو يرى أنّ هناك فقيراً أو محتاجاً بعد أن يرى هو والمجتمع ككل أنّ هناك شخصاً هو خليفة الله في أرضه ينفق أمواله وهي خمس الأموال لمصلحة عامة الناس وإعالة المحتاجين، وبهذا يكون خليفة الله بإنفاقه أموال الخمس قدوة - بزهده وابتعاده عن زخرف الدنيا رغم امتلاكه لها - يذكر كل متخم ويجعله يحس بالنقص والقصور والصغر وهو ينغمس في زخرف الدنيا ويعيش حياة الترف في حين أنّ هناك فقيراً ومحتاجاً يعاني شظف العيش. وهذا مهم جداً لإصلاح الناس اقتصادياً كبديل عن القدوة السيئة في المجتمع الإنساني كما هو اليوم - وكما كان دائماً في دولة الطاغوت - الثري المترف الذي يحرص على جمع الأموال – بكل صورة وبلا حدود - ليحقق بها رغباته الشخصية، وبالتالي يكون المجتمع بفقرائه وأغنيائه وللأسف مثله كمثل كلاب تتهارش على جيفة يتخم منها القوي ويجر الضعيف ذيله حولها وهو يعوي من ألم الجوع.
    خليفة الله في أرضه كما انه مهم كقدوة دينية وأخلاقية واجتماعية أيضاً هو مهم جدا كقدوة اقتصادية يصلح الله بها أحوال الناس فعند إيمانهم به سيصلح حالهم اقتصاديا ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ الأعراف: 96. فهذه الآية لا تعني فقط المدد الإلهي الغيبي فحسب بل تعني ما قدمتُ من سبب طبيعي مادي لصلاح أحوال الناس الاقتصادية وهو خليفة الله في أرضه وتصرفه العادل والحكيم بخمس المال الذي هو ملك شخصي له وإعطاؤه مثلاً أعلى في الزهد والابتعاد عن الترف وتوفير حاجة المحتاجين.
    هذا محور أساسي في الاقتصاد الإسلامي أو الإلهي وأحد أهم أسباب اختلافه عن أي اقتصاد وضعي آخر.
    الاقتصاد الإسلامي مرتكز على خليفة الله وبدونه لا يمكن أن يكون هناك شيء اسمه اقتصاد إسلامي أو إلهي يهدف لتحقيق العدالة بين الناس)( ).
    احمد الحسن 1433 ه.ق ... رسالة في الخمس –


    اذن كان للامام احمد الحسن قول في الجانب الاقتصادي وقول في الجانب الديني وقول في الجانب السياسي وقول في الجانب العلمي مثل نظرية دارون ونظرية ام وغيرها من النظريات العلمية فالحق ان ننصت بانصاف لهذا الرجل الذي لايريد منا جزاءً ولاشكورا .

    قال تعالى(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) سورة الانعام اية 32.

    وقال تعالى (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت 64.

    اذن الله يصيح بنا منذ الالف السنين بان هذه الدنيا دار ممر وليس دار قرار ودار امتحان وليس دار لعب وجمع اموال وبناء القصور !!!

    قال عيسى عليه السلام (لا يقدر احد ان يخدم سيدين. لأنه اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال. لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. انظروا الى طيور السماء. انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم انتم بالحري افضل منها. ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة. ولماذا تهتمون باللباس. تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل) متى الاصحاح السادس.

    فبعض النظريات الاساسية، التي ترجمت على ارض الواقع وأصبحت هي الاساس في تنظيم الحياة الاقتصادية في معظم بلدان العالم وان اختلفت بعض الشيء هنا أو هناك ومنها نظرية الاقتصاد الاشتراكي التي تبناها الحزب الشيوعي، ثبت فشلها، ولعل خير مثال ما آل اليه الاتحاد السوفيتي من التفكك والانقسام الى دويلات اتجه الكثير منها الى سياسة السوق الحر بمعاونة الدول الاوربية ومعاونة راعية الرأسمالية والسوق الحر امريكا ظنا منهم انه الحل الامثل لإنقاذ شعوبهم من الفقر والبطالة والدكتاتورية.

    بالمقابل فان النظرية الرأسمالية بمجمل جوانبها وما آل اليه الوضع العالمي الحالي من تدهور فان اغلب البلدان الفقيرة التي تحاول ركوب امواج هذه النظرية وتطبيقها في بلدانهم دون معرفتهم بأصول السباحة غرقوا فيها واحتاجوا ليد العون فتمسكوا بقشة لعلها تنجيهم من الغرق فطلبوها ممن وضعهم على تلك الامواج فغرقوا اكثر وذلك بالتعاون مع ما يسمى صندوق النقد الدولي ، وما يمليه من شروط مجحفة وقاسية لكل من يقترض الاموال لحل مشكلة معينة يمر بها البلد فيصبح في ازمة كبيرة لا حل لها سوى الرضوخ للهيمنة العالمية المتمثلة بإدارة هذا الصندوق من الدول الرأسمالية المتنفذة وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي هي اول من اسس هذا الصندوق وهو يدار في بيتها وما افرزته القوانين الوضعية مثل منظمة التجارة الحرة وإلغاء قانون بريتون المتمثل بسعر الصرف فهنالك العديد من الدول ومازالت خاصة منذ فترة 1944 – 1971 تعتمد نظام سعر الصرف الثابت والذي يعرف على انه ( التدخل الحكومي المستمر في سوق العملات للحفاظ على استقرار العملة والحيلولة دون ارتفاع السعر أو انخفاظه عن السعر المحدد ) قانون بريتون (اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods) الاسم الشائع لمؤتمر النقد الدولي الذي انعقد من 1 إلى 22 يوليو 1944 في غابات بريتون في بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد حضر المؤتمر ممثلون لأربع وأربعين دولة. وقد وضعوا الخطط من أجل استقرار النظام العالمي المالي وتشجيع إنماء التجارة بعد الحرب العالمية الثانية. وتمنى الممثلون إزالة العقبات على المدى الطويل بشأن الإقراض والتجارة الدولية والمدفوعات. وقد رفع مؤتمر غابات بريتون خططه إلى منظمتين دوليتين هما: صندوق النقد الدولي (IMF).والبنك الدولي للإنشاء والتعمير. كما ثبت النظام العملات في نظام ثابت للصرف الأجنبي بنسبة تذبذب 1% للعملة بالنسبة للذهب أو الدولار وقد عمل الصندوق على تشجيع الاستقرار المالي الدولي وذلك من خلال توفير المساعدات قصيرة الأجل لمساعدة الأعضاء الذين يواجهون عجزًا في ميزان المدفوعات، وساد هذا النظام في الفترة السابقة نتيجة اتفاقية بريتون وودز والذي حدد بموجبه أسعار تبادل العملات بعضها ببعض وربطها بالذهب والذي بدوره يمكن تحويله الى دولار والذي كان انذاك العملة الوحيدة القابلة للتحويل الى ذهب وبالعكس ونظام بريتون هو الاتفاق الذي من خلاله تم إنشاء أسعار صرف ثابتة للعملات الاساسية لكي يتيح للبنوك المركزية التدخل في أسواق المال.

    كيف يتم تثبيت اسعار الصرف exchange rates ؟

    لو افترضنا ان دولة ما تتعامل بالدرهم تثبت عملتها مقابل الدولار عند مستوى 3,60 درهم، ولنفرض ان الاستثمارات الاجنبية زادت في هذه الدولة مما ادى الى زيادة عرض الدولارات مما يؤدي الى انخفاض قيمة الدولار اي انخفاض سعر صرف الدولار الى 3,50. ولكن نظرا لتثبيت سعر الصرف الذي حددته الحكومة فلن تسمح بهذا الانخفاض ويتم تجنب ذلك بقيام البنك المركزي لهذه الدولة ببيع كمية من الدراهم مقابل شراء الدولارات فيرتفع مستوى الطلب على الدولار ويقل المعروض وصولا الى المبلغ المحدد لسعر الصرف المثبت.

    والعكس في حالة افتراض انه ونتيجة لزيادة الإقبال على شراء السلع الاجنبية التي تتعامل بالدولار سيرتفع الدولار ، ويرتفع سعر الصرف وينخفض الدرهم وللحيلولة دون حدوث ذلك سيقوم البنك المركزي بشراء الدرهم وبيع الدولار وهذا يعني يزداد المعروض ويقل الطلب على الدولار وصولا الى المبلغ المحدد لسعر الصرف المثبت.

    وايضا في حالات الازمات الاقتصادية ينتج عنها تقلب اسعار الصرف فتلجأ الدولة متمثلة ببنكها المركزي بالحيلولة دون حدوث ارتفاعات او انخفاظات في سعر الصرف .

    ولاستمرار هذا النظام لابد من وجود احتياطي كاف من العملات الاجنبية لدى البنك المركزي لتلك الدول التي تتبع هذا النظام .

    تعويم العملة

    وعكس نظام تثبيت العملة تعويم العملة بمعنى عدم تثبيت سعر الصرف وجعل السوق هو المتحكم بسعر الصرف ويحدد سعر الصرف بناء على قوى العرض والطلب .

    وقد استمرت اتفاقية بريتون حتى عام 1971 ومن بعدها تم الغاءها من قبل الولايات المتحدة الامريكية فلا استقرار لأسعار الصرف ويعني ذلك عدم ثبات الأسعار ووجود تقلبات غير طبيعية في المستوى العام للأسعار مما يؤدي لعدم الاستقرار وبقرارها هذا ادخلت دول العالم بنظام التعويم كي تكون صاحبة القرار في هذا النظام العالمي فهي اليوم تعتبر القطب الاوحد المتحكم بمقدرات العالم لكننا نرى الناس تنظر الى ديمقراطية امريكا على أنها الحل السحري لمشاكلها ولو تتبعنا نشوء الولايات المتحدة الامريكية( ) وما احدثته بالعالم وبمن يقف بالضد لها لما تجرأ احد بان يقول بان النظام الامريكي الرأسمالي الديمقراطي هو نظام يدافع عن حريات الفرد ويدعو لرفاهه ونظرة سريعة سنجد عكس ما يراه الناس !!!

    فالرغبة الأمريكية في السيطرة على العالم وبالذات على منابع الطاقة لا تنبع من حجم مساهمته في الاحتياجات النفطية الأمريكية، بقدر ما هو السبيل لجعل الولايات المتحدة الامريكية تحتفظ بمفاتيح الطاقة العالمية في يدها، وما يعنيه ذلك من التحكم في حركة منافسيها العالميين. وبسط الهيمنة على واحد من أهم مصادر الطاقة في العالم كي تكتمل مقومات الإمبراطورية الأمريكية المزمع بناؤها، وليس أدل على ذلك مما ورد في" إستراتيجية الطاقة القومية "National Energy Policy‏ أو ما يعرف بـ"تقرير تشيني Cheney Report " الذي يشير إلى ضرورة أن يكون هناك قواعد عسكرية على رأس جميع منافذ النفط في العالم بدءا من "كازاخستان"، وانتهاء بأنجولا في أفريقيا. كما تشير تلك الوثيقة أيضًا إلى أنه بحلول عام 2020م فإن النفط الخليجي سيساهم بما يتراوح بين 54 و67% من معروض النفط العالمي الخام "، وهو ما يجعل هذا الإقليم حيويًّا بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة..." هكذا يقول التقرير حرفيًّا، كما تشير بعض التقديرات إلى أن السعودية التي تصل طاقتها الإنتاجية حاليًا إلى نحو 10.5 ملايين برميل يوميًّا، والعراق بنحو 2.5 مليون برميل يوميًّا، سوف ترتفع طاقتاهما الإنتاجيتان كي تصل إلى نحو 22.1 و10 ملايين برميل يوميًّا لكل منهما على التوالي، خلال الـسبعة عشر عامًا القادمة.

    وفي ظل الشعار الميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة" الذي اصبح منهج عمل للحكومات والشركات الكبيرة وحتى على صعيد الافراد، لا عجب أن تزداد الهوة بين الفقراء والاغنياء ليصبح البقاء للاقوى.

    يقول سيد قطب سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي :

    إن معاوية وزميله عمرو بن العاص لم يغلبا علياً لأنهما اعرف منه بدخائل النفوس واخبر منه بالتصرف المناسب، ولكن لإنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لايملك علياً أن يتدلى إلى هذا الدرك الاسفل. فلا عجيب ينجحان ويفشل، وأنه لفشل اشرف من كل نجاح.

    على أن غلبة معاوية على علي كانت غلبة جيل على جيل وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه، كان مد الروح الاسلامي العالي قد أخذ ينحسر وارتد الكثيرون من العرب الى المنحدر الذي رفعهم منه الاسلام، بينما يبقى عليٌ في القمة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار من هنا كانت هزيمته وهي هزيمة اشرف من كل إنتصار.

    ويذكر ايضا في كتابه (كتب وشخصيات) ان "ميكافيلي" ليس هو مؤسس الغاية تبرر الوسيلة بل قد سبقه الى ذلك معاوية بقرون حيث يقول:
    فروح "ميكافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل ميكافيلي بقرون وهي التي تسيطر على أهل هذا الجيل وهم اخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها لأنها روح "النفعية" التي تظلل الافراد والجماعات والأمم والحكومات!

    وبعد فلست شيعيا لاقرر هذا الذي اقول إنما انا انظر الى المسألة من جانبها الروحي والخلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن الوصولية الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو بن العاص، إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة. ويذكر سيد قطب لقد كان انتصار معاوية هو اكبر كارثة دهمت روح الاسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس كتاب (كتب وشخصيات) تأليف سيد قطب الشاذلي..

    كالفن المؤسس الفعلي للراسمالية

    اكملت الشريعة المسيحية الشريعة اليهودية، كما جاء على لسان عيسى ع: (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لإُ كمّل) انجيل متي الاصحاح 5-17.

    وكانت هذه الشريعة قد حرّمت الربا على اليهود، في نصوص واضحة من الكتاب المقدس، منها ما جاء في سفر الخروج الاصحاح الثاني والعشرون: (ان اقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي.لا تضعوا عليه ربا).

    وفي سفر تثنية الاشتراع الاصحاح الثالث والعشرون 20: (للاجنبي تقرض بربا ولكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها).

    فاليهودي كان يؤمن بالملكية الشخصية، إلا أن الملكية الشخصية لديه ما كانت لتنفصل عن واجب التضامن، تضامن الغني مع الفقير من أبناء قومه فقط، فكان كل من يملك شيئاً يعتبر نفسه بمثابة وكيل لدى الله. الا ان العلماء غير العاملين اسسوا الربا واحلوه لكن بطرق شتى يقبلها الكثير ويرفضها القليل الا انها اصبحت سائدة على انها مما حلله الله فجاء عيسى ع ليبين للناس ما ال اليه مصيرهم بسبب اتباع هؤلاء المحرفين لكتاب الله وسنته بقوله الواضح الجلي :

    (اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) لوقا 6/35.

    وساد تعليم الكنيسة لقرون بشأن تحريم الربا، وكثيراً ما ذكر هذا التحريم في العديد من المجامع المسكونية والمحلية، والكنسية.

    واستمر تحريم الربا حتى جاء من وضع اسس الفائدة على اموال الانتاج وكان المفكر البروتستانتي (كالفان)( ) (1509-1564) أول مفكر مسيحي نظر للمال على أن له دوراً في فعالية الحياة الاقتصادية، وأنه ليس ملكية جامدة، بل ملكية متحركة ومنتجة، يتوقف عليها الاقتصاد كله. وهو يرى أن ما قاله السيد المسيح في الآية المذكورة (اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) (لوقا 6/35)، إنما يعني به ضرورة الوقوف إلى جانب الفقير والمعوز. وما عدا ذلك، فللمال قوة إنتاجية مثله مثل سائر السلع التجارية. وبذلك ميّز (كالفان) بين قرض الإعانة الذي يريده مجانياً على نحو دائم، وقرض الإنتاج الذي يفسر ويبرّر الفائدة، وبالتالي يبيح الربا، ولكن بفائدة معقولة.

    وكان أن انتقلت هذه النظرية إلى المفكرين الكاثوليك، ومن ثم إلى الكنيسة الكاثوليكية. ومن ثم الى بقية المذاهب، والمعروف أن نظرية كالفان هذه كانت إحدى أهم منطلقات الرأسمالية الغربية.

    وصولا الى يومنا الحاضر والتي يعتبر مفكري اليوم بان الراسمالية انتصرت على الاشتراكية وستسود العالم ومن بينهم فرانسيس فوكوياما ...
    كتب فوكوياما( ) عن نهاية التاريخ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الدائرة بركبه (أن الأفكار الليبرالية انتصرت بصورة لا تقبل الشك، هي وحدها الرأسمالية من امتلكت وتملك الحلول الاقتصادية للعالم، من خلال اقتصاد السوق الحر ).

    وتحت عنوان نهاية التاريخ قال : إن نهاية تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية قد ولى وانتهى إلى دون رجعة مع انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين ، لتحل محله الليبرالية( ) وقيم الديمقراطية الغربية. وقد قصد فوكوياما أن يعارض فكرة نهاية التاريخ في نظرية كارل ماركس، المادية التاريخية والتي يعتبر فيها ماركس أن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني سينتهي عندما تزول الفروق بين الطبقات( ) .

    أراد فوكوياما والمؤسسات الرأسمالية الداعمة له نهايةً للتاريخ، بتفرد اقتصاد السوق الحر وحده كحل وحيد وابدي للعالم !!!

    وهذا فوكوياما يذكر في مقالة بعنوان "نهاية التاريخ"، مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية عام 1989م: أن اللبرالية هي "نقطة النهاية للتطور الإيديولوجي البشري" وأنها "الشكل النهائي للحكومة البشرية"، التي ستملأ الأرض قسطا وعدلا. وأنه لم يبق للوصول إلى أرض الميعاد سوى التخلص بالصواريخ "الديمقراطية" الأميركية المجنحة من نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والأنظمة الاستبدادية، التي ملأت الشرق الأوسط ظلما وجورا، وعندها سيصبح كل شيء على ما يرام واذا اردنا التحدث عن الأزمات الاقتصادية المتتابعة ، وعن تأميم البنوك العملاقة ، في عقر الرأسمالية (الذي هو تدخل سافر، يعتبر جريمة بمنظور اقتصاد السوق الحر) سيطول بنا المقام ولكن ليقرأ ويطالع معنا فوكوياما هذا الحل الوحيد والابدي للعالم الذي تمناه كيف يتهاوى صرحه وتعصف به الريح بلا رجعة فماذا سيقول فوكوياما ؟؟؟

    هناك سؤال جوهري نختم به محاضرتنا وان شاء الله سنكمل هذه السلسلة من المحاضرات حول انهيار الاقتصاد العالمي بزعامة امريكا بالحلقات اللاحقة ان شاء الله .

    ورب سائل يقول لماذا اقتصاد امريكا هو اقوى اقتصاد في العالم ؟

    ولننصت لقول يماني ال محمد عليهم السلام

    كيف علت امريكا وكيف حصلت على هذه القوة الاقتصادية ستجد ان هناك سراً إلهياً في غاية الاهمية قلما يلتفت اليه احد إلا من ارتبط بالسماء!!!

    في حوار حول اقتصاديات العالم و سأذكر ما مضمونه ؛ قلت الى الامام احمد الحسن عليه السلام:

    ما السر في القوة الاقتصادية التي تمتلكها امركيا ؟؟؟
    قال (ع): هل لديك عملة دولار
    قلت: نعم
    قال ع : انظر الى الشعار الموضوع في ورقة الدولار ؟؟؟
    قلت : اي شعار
    قال : نحن نثق بالله IN COD WE TRUST
    قلت :سبحان الله !!!
    قال(ع): يمثل الدولار في يومنا هذا رأس الهرم للاقتصاد العالمي وحقيقة الامر هم لم يصلوا الى هذا المستوى إلا لأمر غيبي فأمريكا تضع شعاراً على ورقة الدولار نحن نثق (نؤمن)، (انظر الى العملة النقدية الدولار مكتوب عليها IN COD WE TRUST) نحن نثق بالله او ثقتنا بالله.
    العملة تمثل اقتصاد البلد وهذا القول حتى وان كان لا يمثل حقيقة امريكا ولكنه يعبر عن اعتراف ضمني بان الله مهيمن على هذه القوة الاقتصادية وهم يثقون بهذه القوة فوضعت على نقودهم .
    فأين المسلمين من هذه العبارة قولا وعملا ؟؟؟

    قلت : هذا الشعار لا علاقة له بالرأسمالية؟
    قال ع: نعم هذا الشعار الموجود في الدولار هو شعار إلهي ولا علاقة له بالرأسمالية او غيرها من الشعارات الاخرى هو يبين ان لا قوة إلا بالله ولكن بكل تأكيد هم الان انحرفوا عن هذا الشعار ولابد لهم من نهاية كما كانت نهاية قارون .
    وعلى الناس ان يلتفتوا في حساباتهم المادية وان لا يحجبوا السماء المتمثلة بالغيب المرتبط بالله من حساباتهم والا نتيجتهم ستكون نتيجة قارون واليوم فرعون وهامان وقارون متمثلة بأمريكا وأذيالها.

    قلت :فكيف ذلك ؟؟؟
    قال (ع) : بالنسبة الى امريكا ومن تبعها ايضاً يظنون بأنهم قادرون
    قال تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يونس:24.. انتهى كلامه عليه السلام .

    لا اريد ان اقول إلا اننا في وادٍ وخلفاء الله في وادٍ اخر هم يريدون منا الرجوع الى السماء ونحن نريد الحلول الدنيوية (المادية) هم لا يستبعدون معادلات السماء في حساباتهم سواء الدنيوية او الاخروية ونحن لا نفكر إلا بمنظار اعيننا التي لا ترى إلا المادة طريقاً للرفاهية وإشباع الرغبات التي لا يشبعها إلا الموت.

    والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    المصدر : بقلم الاستاذ " اميري حسين "

    المصدر الصوتي : المسلم في عالم الاقتصاد

    والحمدلله رب العالمين
    Last edited by Be Ahmad Ehtadait; 17-08-2012, 19:13.



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
  • ya fatema
    مدير متابعة وتنشيط
    • 24-04-2010
    • 1738

    #2
    رد: المسلم في عالم الاقتصاد

    جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المميز
    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

    Comment

    • oumali
      عضو نشيط
      • 17-08-2009
      • 124

      #3
      رد: المسلم في عالم الاقتصاد

      بسم الله الرحمن الرحيم

      والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الله يوفقكم أخي بأحمد إهتديت و أخونا أميري حسين على هذا الموضوع الجيد ٠٠٠حقيقة يتضح أمور كثيرة قد تكون مغيبة عن الكثير ٠٠٠ اللهم سدد خطاكم ونسأل الله التمكين للمصلح العالمي الإمام أحمد الحسن ع
      من كلام النور اليماني : إن العذاب في جهنم هو فقط كشف الغطاء
      عن الإنسان ليرى اختياره لهذه الدنيا .

      Comment

      • ansari
        مشرف
        • 22-01-2011
        • 9069

        #4
        رد: المسلم في عالم الاقتصاد

        احسنتم موضوع يستحق التقييم والتثبيت جزاكم الله كل خير

        Comment

        • Be Ahmad Ehtadait
          مشرف
          • 26-03-2009
          • 4471

          #5
          رد: المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

          المحاظرة رقم : - 2

          لمحة تاريخية للفكر الاقتصادي الوضعي

          في المحاضرة السابقة تكلمنا اجمالا عن المنهج او النظام الاقتصادي الوضعي وكنا نرد على بعض الاسئلة التي يراد من خلالها الوصل الى المنهج الحق في الاقتصاد المرضي عند الله .

          اليوم ناخذ نبذة تاريخية عن بدايات التحليل الاقتصادي الوضعي ومن هم اهم مؤسسيه فالنبدا على بركة الله

          كانت هناك بعض الأفكار الاقتصادية عن مكونات التحليل الاقتصادي في بعض المراحل التاريخية، فقد قدم أفلاطون في كتابه الجمهورية، الذي عرض فيه تحليله الشهير للمدينة المثالية، العديد من الأفكار الاقتصادية، وكان من ذلك رأيه بضرورة وضع ضوابط للملكية الفردية أو الخاصة، وأنها يجب ألا تكون مطلقة.

          وقد اقتفى أثر أفلاطون تلميذه أرسطو إلا أن آراءه كانت - في الغالب - تحمل وجهات نظر متباينة مع آراء أستاذه، فقد كان أرسطو مناديا ومحبذا للملكية الخاصة بشكل مطلق، ولكل أفراد المجتمع دون استثناء، ولكل فرد حرية تملك المال والتصرف والاستعمال والاستغلال، واعتبر الملكية حقًّا طبيعيًّا للفرد، وكان لذلك أبلغ الأثر في أوربا فيما بعد.

          بدايات اسس الفكر الاقتصادي الوضعي.

          وذلك عن طريق أفكار تتمثل فيما يلي:

          1. فكرة القانون الطبيعي : حيث تقول هذه الفكرة بوجود قانون ليس من خلق الإنسان ولكنه من خلق الطبيعة يحكم العلاقات الاقتصادية، وله صفة الدوام والعمومية، وقد ساد هذا الاعتقاد في القرن الثامن عشر لدى مدرسة الطبيعيين وكذلك لدى المدرسة الكلاسيكية وفي مقدمتهم آدم سميث

          ومن القائلين بان الطبيعة هي غريزة تنشأ مع الانسان هو جون لوك الذي صاغ النظرية الطبيعية الحرة حيث يقول عن الملكية الفردية: "وهذه الملكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة تنشأ مع نشأة الإِنسان، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة.

          2. فكرة المذهب الفردي: وتتضمن هذه الفكرة حق كل شخص في أن يعقد ما شاء من العقود، وكذلك الصفة المطلقة لحق الملكية، وأن يترك النشاط الاقتصادي حرا بدون تدخل من الدولة، وتعتبر هذه الفكرة أساس النظام الرأسمالي الذي ظهر واستقر منذ القرن السادس عشر حتى اكتمل بناؤه في القرن التاسع عشر .

          كارل ماركس والشيوعية :

          عارض بعض الكتاب الفكرة التي تقول إن المنافسة تقود للنماء الاقتصادي، وكان من أكثرهم تأثيرًا كارل ماركس وهو فيلسوف ألماني عاش في القرن التاسع عشر، ففي كتابه "رأس المال" فسر ماركس التاريخ البشري الحديث بأنه صراع بين الطبقة التي تملك الصناعة والطبقة العاملة، وأعلن أن الاقتصاد الحر سيقود إلى كساد يتزايد بشكل خطير، وفي نهاية المطاف يؤدي إلى وقوع ثورة يقوم بها العمال. وفي البيان الشيوعي حث ماركس وصديقه فريدريك أنجلز العمال على التمرد على أرباب أعمالهم، وبشرا باقتصاد تمتلك فيه الطبقة العاملة كل الممتلكات، وقد وفرت نظريات ماركس الأساس لبناء الشيوعية.

          ومفهوم الفكر الاشتراكي من خلال الصراع الطبقي وصولا للشيوعية ينافي أيضًا أسس النظام الإسلامي التي تقوم على البر والإحسان والتكافل الاجتماعي ولا تقوم على التناحر والتقاتل والصراع الطبقي، والتي من شأنها أيضًا ألا تجعل العلاقات الإنتاجية محورًا للعلاقات الإنسانية الاجتماعية، وإنما تجعل علاقات الإنتاج خاضعة للعلاقات الإيمانية الإنسانية بين المسلم وأخيه المسلم، كما جاء في هدي الرسول صلى الله عليه واله وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، وقوله صلى الله عليه واله وسلم: "مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى".

          وقد أدى الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي إلى أن يشرع الاقتصاديون في البحث عن تفسير جديد لفترات الكساد، وهاجم الاقتصادي البريطاني جون ماينرد كينز الأفكار التي تقول إن الأسواق الحرة تقود دائمًا إلى الرخاء، ففي كتابه (النظرية العامة للتوظيف والفائدة والمال) لمَّح كينز إلى أن الحكومات بوسعها المساعدة في إنهاء الكساد وذلك بزيادة إنفاقها.

          وخلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الميلادي، رفضت مجموعة من الاقتصاديين تسمى النقديين الكثير من نظريات كينز وأتباعه، وخلافًا لما نادى به كينز حث النقديون الحكومات على زيادة كمية الأموال المعروضة بمعدل ثابت، وذلك من أجل المحافظة على استقرار الأسعار وتشجيع النمو الاقتصادي، وأصبح ميلتون فريدمان،وهو اقتصادي أمريكي ـ الرائد الرئيسي للمدرسة النقدية.

          وبين نظرية هنا واطروحة هناك تمر الشعوب بين حين واخر بازمات خانقة في ظل هذه الاقتصادات الوضعية لاتخرج من واحدة حتى تدخل في اخرى ،فانهيار الاشتراكية لايعني بان الراسمالية هي المنهج الحق فاليوم المحللون يتوقعون انهيار الرأسمالية؛ لأنها ليست بأفضل كثيرًا من الاشتراكية فكلاهما متطرف؛ إذ تقف الرأسمالية على أقصى اليمين بينما وقفت الاشتراكية على أقصى اليسار كرد فعل لمساوئ الرأسمالية، ويبقى الاقتصاد الإسلامي المتثل بمرتكز اساسي هو خليفة الله في ارضه الذي يمثل المنهج الحق بين الموقفين المتطرفَين للرأسمالية والاشتراكية، هو الحل الامثل والناجع لحلول كل هذه الازمات التي تعصف بالامة، والفرصة اليوم متاحة أمام هذا المنهج الالهي ليقدم الحلول للمشكلات التي تعاني منها البشرية.

          النظم الاقتصادية الاسلامية الوضعية

          الحديث عن الاقتصاد الإسلامي والقيم باعتبارها مكونه الأساسي مثير للجدل، سواء على الصعيد الأكاديمي أو العملي، فعلى الصعيد الأكاديمي لا يزال البعض يرفض أن يُوصَف علم الاقتصاد بأنه إسلامي بحجة أن علم الاقتصاد علم مجرد، وإلا جاز لنا أن نسمي: اقتصاد مسيحي أو يهودي أو بوذي وهكذا…

          يقول مالك بن نبي في كتابه "المسلم في عالم الاقتصاد"

          ان العاملين على وضع خطة معينة لإنقاذ المجتمع الإسلامي من مشاكله الاقتصادية قد وضعوا أنفسهم أمام مجال ضيق للاختيار حين حصروا خياراتهم بالمسلمات الآتية:

          1- الاختيار من ضمن ما هو موجود من مذاهب اقتصادية قائمة, وتطبيق ذلك المذهب على مجتمعاتنا.

          2- حصر النشاط في صورة استثمار, تنظمه وتشرف عليه قطاعات خاصة أو استثمار تهيمن عليه سلطة سياسية فيما يسمى القطاع العام.

          فالمسلمة الأولى تضطره إلى أن يختار بين الرأسمالية والشيوعية فإن جنح للرأسمالية فسرعان ما يصطدم بإباحيتها. وليس هذا فحسب بل إنه سيجد أن في الرأسمالية ما يتعارض مع مبادئ دينه وأهم تلك الأمور الربا التي يقوم الاقتصاد الرأسمالي عليها. فيسعى جاهدا لتخليص الرأسمالية من الربا لأنه محرم في شريعته, وهو إن نجح في ذلك فسيكون قد حصل نظاما اقتصاديا منزوع الروح أو لنقل أنه ركب روحا إسلامية لجسد رأسمالي فذلك الجسد لن يتقبل تلك الروح وسيفشل ذلك النظام.

          فإن أدرك عقم مسعاه مع الرأسمالية التفت باتجاه الشيوعية _ التي يُلَطِّفُ اسمها فيسميها الاشتراكية _ وذلك الالتفات لا لما في الشيوعية من مبادئ وإنما لأنها الخيار الوحيد المتبقي بعد فشل التجربة الرأسمالية. وهو سيعاني مع الاشتراكية كما عانى مع الرأسمالية فلن يستطيع تقبل الاشتراكية بما فيها من إلغاء للملكية الخاصة, بغض النظر عن التعارض الكبير بين مبادئ الشيوعية والدين الإسلامي. وفي كلا الحالين نراه يحاول تركيب روح إسلامية على جسد أجنبي يرفضه ويرفضها.

          ومن هنا فإن مالك بن نبي يقرر أن كل مبدأ اقتصادي لا يمكن أن ينتج أثره ويظهر مقدرته الحقيقة في النجاح أو الفشل إلا ضمن المحيط الذي قد وضع أساسا له فلا فائدة من نظام اقتصادي قد اجتث من أصله وزرع في أرض غريبة عنه وفي بيئة لا تتناسب معه, إن هذا النظام في تلك البيئة سيفشل؛ إلا أن فشله لا يعني كون ذلك النظام فاشلاً بحد ذاته, بل لأنه قد وضع في بيئة لا يصلح لها. فقد يكون ذلك النظام الاقتصادي نظاما ناجحا في بيئته الأصلية ولذلك وجب على المفكرين السياسيين والاقتصاديين مراعاة ظروف مجتمعاتنا حين وضع أي نظام اقتصادي معين.

          ويظن اكثر المفكرين والمحللين الاسلامين بان الحل الناجع للاقتصاد بوضع منهج اسلامي يستمد من استنباط الاحكام والاجتهاد في وضع منهج اسلامي يخالف المناهج الغربية.

          وادعاء ان الاقتصاد الوضعي محايد وموضوعي وعام ادعاء لا يقوم عليه دليل، ولما كانت الأمة الإسلامية لها منهجها المستمد من الشريعة الإسلامية فلا بد أن يكون لها منهج اقتصادي مغاير للاقتصادات الوضعية الأخرى التي تتخذ من الإنسان مرجعًا.

          اما المناهج الاسلامية الوضعية فهي لا تقل خطورة عن المناهج الوضعية الغربية لوجود الاجتهاد بالقواعد العقلية التي اوصلت المسلمين الى نتيجة إن هذا يحرم وذاك يحلل. وخير دليل على ذلك البنوك الاسلامية في يومنا الحاضر وما تنهجه من اساليب ربوية ولكن بطريقة اسلامية كما يحلو لهم ان يسموها وما استطاع هؤلاء المؤسسين لتلك البنوك الا بفتاوى من فقهاء الدين – رجال الدين غير العاملين – الذين وضعوا انفسهم موضع خلفاء الله وحججه في ارضه فضلوا واضلوا.

          يعترف الشيخ حامد بن عبدالله العلي:

          وهو احد الباحثين في البنوك الاسلامية المقامة حاليا بالدول الاسلامي بتطبيقها النظام الربوي ولكن بحيلة شرعية وبفتوى من فقهاء مسلمين تبيح لهم ذلك حيث يقول :

          البنوك الاسلامية ومنهجها المبطن بالربا بفتوى شرعية ( حيلة شرعية ) :

          لجأت البنوك الاسلامية إلى حيل توفر عليها الجهد ، وتعجل الفائدة ، مثل توسيع الأمر في نظام المرابحة ، وقد وسعت بعض البنوك الإسلامية أرباحها من هذا المصدر ، لأنها وجدته أسهل وأسرع في تحصيل الربح المضمون ، ذلك أنها جعلت نظام البيع بالمرابحة، ما هو إلا جعل البنك الإسلامي نفسه وسيطا بين البائع أو التاجر والعميل ، فهو لا يحتاج إلا إلى أوراق وطاولة وموظف ، ثم يقوم الزبون (المشتري) بالتوقيع على اوراق الشراء لدى البنك ولكن بسعر اعلى من سعرها الحقيقي المتعارف في السوق ، ثم يتصل البنك الإسلامي بالشركة التي تبيع السلعة ، وبالهاتف يقول للبائع هناك اشترينا منك السلعة الفلانية ، قل : بعت ، فيقول البائع هناك بعت ، ويعطي البنك الإسلامي ثمن السلعة نقدا للبائع، ويقاسط الزبون (المشتري)على سعر الحاجة المشتراة مضاف لها الفوائد ، هكذا دون أي عناء،سوى توقيع واتصال هاتفي فقط، ويسمون هذا بيعا شرعيا،ومضاربة شرعية للأسف .

          وأنت إذا تأملت في هذه العملية وجدت أن البنك الإسلامي ، لم ينفع أحدا إلا نفسه ، ولم يزد شيئا في السوق، ولم يقم بأي دور في الاقتصاد العام للمجتمع ، وإنما حمل الزبون دينا مع زيادة الفوائـــد ، وهي نفس فكرة المرابي الذي يقول : أنا لا أريد أن أعمل ، إنما أجلس وأعطي نقودا ، وآخذ نقودا زيادة ، فلا أدخل السوق ولا أوفر فرصا للعمل ، وهو أسلوب سهل لكسب المال دون تعب ، ولكنه يؤدي إلى تكديس الأموال بيد المرابي ، وتكديس الديون على الناس .

          والمرابحة بالطريقة توسعوا فيها، قد ظهرت صورتها النهائية، نفس صورة العملية الربوية، ونتائجها هي نفس نتائجها، وهي جعل المجتمع مدينا، وجعل البنك هو الدائن العام لأفراد المجتمع ولا حول ولا قوة إلا بالله.

          هذه لمحة تاريخية عن اهم الافكار الاقتصادية الوضعية واهم مؤسسيها والتي من خلالها تم بناء نظم اقتصادية اشتراكية كانت ام راسمالية او ما تسمى نظم اقتصادية اسلامية .

          والحق ان لنا مرجعية خاصة هي خليفة الله المنصب من قبله سبحانه متمثلة بقوله (اني جاعل في الارض خليفة) (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس...) ولكن الناس ابت الا مجانبة الحكمة والذهاب الى السفه.

          وقفة سريعة مع الاقتصاد الاشتراكي

          الاشتراكية

          يطلق لفظ الاشتراكية Socialism للتعبير عن الكثير من المعاني المختلفة، فأحياناً يطلق على مجرد تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، وبذلك تكون الاشتراكية نقيضاً لسياسة الحرية الاقتصادية. كما يطلق، أحياناً، للتعبير عن تدخل الدولة في حياة العمال، والطبقات الفقيرة، بهدف سن التشريعات الاجتماعية، والاقتصادية. إلا أن الاشتراكية، من الناحية العلمية، تعني النظام الذي تؤول فيه ملكية مواد الإنتاج، والأراضي، والآلات، والمصانع للدولة.

          بمعنى آخر، فإن الاشتراكية، على خلاف ما تقتضيه الرأسمالية، تقوم على الملكية الجماعية لعناصر الإنتاج المختلفة.

          الاقتصاد الاشتراكي

          المتأمل في النظرية الاقتصادية الاشتراكية السائدة ـ اليوم ـ يراها تقوم على أصل مضاعفة الإنتاج الذي يعتبره رجال الاجتماع والاقتصـاد الحل الوحيد للمشكلات الاقتصادية، وما في ذلك من إنكار ذات الفرد في المجتمع وإنكار ملكيته وتحديد الدخل القومي للمجتمع بأسره باسم القضاء على الطبقات لتحل محل ذلك المساواة -المزعومة-... كي تصبح السلطة في يد الدولة ـ الحاكمة ـ وهي عبر العصور والازمنة تكون بيد المتسلطين والانتهازيين الذين لايفكرون الا بمصلحتهم الشخصية فيتجرع مرارة ذلك الحرمان الشعب المغلوب على أمره... وقد وضع الاقتصاديون الاشتراكيون لذلك خطة تمشيا مع التفسير المادي للتاريخ الذي يرون فيه أنه نتيجة للصراع الطبقي.

          فهم يعتمدون على التحليل المادي للتاريخ: فيزعمون أن التطور المادي في مكان ما هو وحده الذي يفرض نظام المجتمع الواجب الاتباعِ .

          وايضا على إنكار كيان الفرد، ومحاربة الحوافز الفردية ووجوب تغيير نظام المجتمع القائم على هذا الأساس.

          ويؤسس الاقتصاديون النظام الاشتراكي على أساس التفسير المادي للتاريخ... فهم يفسرون الصراع الطبقي في الحياة بأنه نتيجة للحالة الاقتصادية لدى الأفراد والجماعات التي يحتاجها الإنسان، وضربوا لذلك مثلا بتأمين المأكل، والمشرب، والمسكن، والجنس... فإذا اشترك الناس جميعا في هذه الأمور فقد تمت المساواة بينهم، ولا محل للصراع والشقاء في نظرهم ولو سألناهم:

          لماذا قتل قابيل هابيل فهل كان هناك صراع طبقي ام ان هناك مسألة اخرى غير الصراع الاقتصادي الذين يزعمون بانها هي السبب؟

          هذا ما سنعرفه في نهاية الكتاب عند وضع القانون الالهي الذي بسببه قتل قابيل هابيل.

          وعلى اساس هذا المنطلق الذي وضعوه قرروا ما يلي:

          1.إنكار كيان الفرد في المجتمع ومحاربة الحوافز فيه، ضرورة تغيير نظام المجتمع.

          2.إلغاء الملكية الفردية لجميع وسائل الإنتاج.

          أن إلغاء الملكيةَ الفرديةَ وهدم كيان الفرد وقتل الحوافز لدى الأفراد والجماعات، حتى تصبح السلطة الرئيسية للدولة، وبالتالي تكون هي المسيطرة على الحالة الاقتصادية في البلاد بزعم المساواة في الطبقات وما ذهبوا إليه لحل المشاكل الاقتصادية التي اصطنعوها ويودون حلها بهذه الفكرة، إنما هي في الحقيقة كلمة حق يراد بها باطل للمنهج الإلهي العادل وفي جهة من جهاته، ومخالف للفطرة الإنسانية السليمة فالدولة هنا متمثلة بيد متسلطين انتفاعيين لايرون الا مصالحهم بينما الدولة في المنهج الالهي تكون بيد خليفة الله العالم العادل الحكيم فهو لايهدم كيان الفرد ولايقتل الحوافز بل يشيع حالة الغاء الانانية وحب الذات والتوجه لحب الجماعة والتحلي بالاخلاق الكريمة واهمها الايثار (...َيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)( ) .وهو ما نريد ان نثبته في نهاية هذا البحث.

          فالاشتراكية التي يتحدثون عنها وينظرون لها قد نسفوها فعليا بافعالهم وخير دليل على ذلك ثورة الفلاحين بعد ان غُصبت اراضيهم واصبحت بيد الدولة فثار هؤلاء الفلاحون وعندها رضخ هؤلاء الانتهازيون والانتفاعيون الجالسون على سدة الحكم باقرار الملكية الفردية للفلاحين وبهذا نقضوا بايديهم اليوم مابنوه بالأمس فاصبحوا كما قال تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)( ).

          3. إلغاء الدولة عندما يصبح الناس فيها اشتراكيين وصولا للمجتمع الشيوعي ويتضمن هذا القضاء على الطبقات- هذه أفكار المذاهب التجريبية عند الاشتراكيين والشيوعيين -وتلك هي الفلسفة المادية التي جعلت المجتمع الذي يرزح تحت سيطرتها طبقة واحدة من الفقراء والبؤساء، فلا هي تركت الفقير يعالج مشكلاته الاقتصادية على أساس من حرية الكدح والاكتساب المشروع لتنمية وتغطية احتياجاته الاقتصادية في هذا الصدد، ولا هي تركت الغني يعيش في مستواه الطبيعي ويستثمر مدخولاته لتنمية مورده الاقتصادي في هذا المجال.

          فاين ايمانهم بالغاء الملكية الفردية وقد اقرت بجرة قلم بمجرد ان ثار الفلاحون فحصلوا على ملكية فردية وهكذا وصولا ليومنا الحاضر بدأت الثورات على الاتحاد السوفييتي الذي اراد ان يصل -بحسب مفهومه للشيوعية – الى الدولة اللاطبقية فكانت النتيجة ان هذا الاتحاد انفصل الى دويلات تاركين وراء ظهورهم النظام الاقتصادي الاشتراكي وراحوا يركضون وراء سراب اخر وهو النظام الاقتصادي الراسمالي الذي قالوا عنه بانه سينتهي نتيجة الصراع الطبقي وتحل محله الشيوعية.

          فالاقتصاد الاشتراكي حاليا ليس له مفهوم محدد المعالم بين الدول التي اختارت ان تنهج هذا المنهج، ولذا كثرت أنواع الاقتصاد الاشتراكي في عالم اليوم، ومن المعلوم أن تضارب المفاهيم دليل على شلل الفكرة وعدم انسجامها مع واقع الحياة وبالنهاية فشلها .

          فمهما حاول البعض ان يصل الى منهج ونظام يختلف عن غيره ساعيا لارساء العدل والمساواة في التوزيع تجده يضع اسس ما تلبث ان تتهدم مع واقع لايقبل بتلك الاسس والمناهج لانها بعيدة عن حسابات السماء (.... وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً).

          والنتيجة انقلاب الجماهير على الانظمة الحاكمة التي تدعم المفهوم الاشتراكي للحكم والاطاحة بالحكومات التي تتبنى المذهب الشيوعي .

          وغير بعيد عنكم الثورات العربية لخلع حكامها واغلبهم ينهج في اقتصاد بلده النظام الاشتراكي او النظام القائم على تحكم الدولة بكل مفاصل حياة الشعوب فقد خُلع وسيخلع الكثير من بعد حاكم تونس ومن بعده حاكم مصر وليبيا واليمن وسوريا وسيلحقهم الاخرون ولكن هل سيجدون الحل الامثل لخلاصهم بالتاكيد لا يمكن ذلك الا اذا امنوا بما نقدمه لهم من حلول اقتصادية من خلال هذا البحث والا النتيجة ستكون معروفة فكما حصل لمن طلق النظام الاشتراكي وتزوج النظام الرأسمالي فاصبح وبالاً عليه سيكون وضع العرب اسوء من قبل ما لم ينصتوا طائعين للمنهج الالهي الذي اعده لهم الله فبه لا بغيره ترزقهم السماء وبه لا بغيره تخرج الارض بركاتها .

          وقفة مع كتاب اقتصادنا

          يذكر السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) : تنتهي المرحلة الاشتراكية، إلى المرحلة النهائية التي يولد فيها المجتمع الشيوعي، ويحشر البشر إلى الفردوس الأرضي الموعود في نبوءات المادية التاريخية.

          وللشيوعية ركنان رئيسيان :

          الأول: محو الملكية الخاصة، لا في مجال الإنتاج الرأسمالي فحسب، بل في مجال الإنتاج بصورة عامة ، وفي مجال الاستهلاك أيضا ، فتؤمم كل وسائل الإنتاج وكل البضائع الاستهلاكية.

          والثاني: محو السلطة السياسية وتحرير المجتمع من الحكومة بصورة نهائية .

          وتقوم الفكرة في تعميم التأميم: على افتراض أن المجتمع يبلغ بفضل النظام الاشتراكي درجة عالية من الثروة ، كما تنمو القوى المنتجة نموا هائلا ، فلا يبقى موقع للملكية الخاصة لبضائع الاستهلاك ، فضلا عن ملكية وسائل الإنتاج لأن كل فرد سيحصل في المجتمع الشيوعي على ما يحتاج إليه ، ويتوق إلى استهلاكه في أي وقت شاء . فأي حاجة له في الملكية الخاصة ؟ ! . وعلى هذا الأساس يقوم مبدأ التوزيع في المجتمع الشيوعي على قاعدة ان لكل حسب حاجته لا حسب عمله اي ان كل فرد يعطى قدر ما يشبع رغبته ويحقق سائر طلباته، لان الثروة التي يملكها المجتمع قادر على اشباع كل الرغبات.

          ونحن لا نعرف فرضية أكثر إمعانا في الخيال وتجنيحا في آفاقه البعيدة، من هذه الفرضية التي تعتبر: ان كل إنسان في المجتمع الشيوعي قادر على إشباع جميع رغباته وحاجته إشباعا كليا ، كما يشبع حاجاته من الهواء والماء ، فلا تبقى ندرة ولا تزاحم على السلع ، ولا حاجة إلى الاختصاص بشيء. ويبدو من هذا، أن الشيوعية كما تصنع المعجزات في الشخصية الإنسانية، فتحول الناس إلى عمالقة في الإنتاج، بالرغم من انطفاء الدوافع الذاتية والأنانية في ظل التأميم . . كذلك تصنع المعجزة مع الطبيعة نفسها، فتجردها عن الشح والتقتير، وتمنحها روحا كريمة تسخو دائما بكل ما يتطلبه الإنتاج الهائل ، من موارد ومعادن وأنهار . ومن سوء الحظ أن قادة التجربة الماركسية ، حاولوا ، يخلقوا الجنة الموعودة على الأرض ففشلوا ، وظلت التجربة تتأرجح بين الاشتراكية والشيوعية، حتى أعلنت بصراحة عجزها عن تحقيق الشيوعية بالفعل ، كما تعجز كل تجربة تحاول اتجاها خياليا يتناقض مع طبيعة الانسان. فقد اتجهت الثورة الاشتراكية في بادئ الأمر اتجاها شيوعيا خالصا إذ حاول لينين أن يكون كل شيء شائعا بين المجموع . فانتزع الأرض من أصحابها وجرد الفلاحين من وسائل إنتاجهم الفردية فتمرد الفلاحون وأعلنوا إضرابهم عن العمل والإنتاج ، فنشأت المجاعة الهائلة التي زعزعت كيان البلاد ، وأرغمت السلطة على العدول عن تصميمها ، فردت للفلاح حق التملك ، واستعادت البلاد حالتها الطبيعية ، إلى أن جاءت سنة 1928 -1930 فحدث انقلاب آخر أريد به تحريم الملكية من جديد ، فاستأنف الفلاحون ثورتهم واضرابهم ، وأمعنت الحكومة في الناس قتلا وتشريدا وغصت السجون بالمعتقلين ، وبلغت الضحايا - على ما قيل - مائة ألف قتيل ، باعتراف التقارير الشيوعية ، واضعاف هذا العدد في تقدير أعدائها . وراح ضحية المجاعة الناجمة عن الاضراب والقلق سنة 1932 ، ستة ملايين نسمة باعتراف الحكومة نفسها ، فاضطرت السلطة إلى التراجع ، وقررت منح الفلاح شيئا من الأرض وكوخا وبعض الحيوانات للاستفادة منها ، على أن تبقى الملكية الأساسية للدولة ، وينضم الفلاح إلى جمعية ( الكلخوز الزراعية الاشتراكية ) التي تتعهدها الدولة ، وتستطيع أن تطرد أي عضو منها متى شاءت .انتهى كلام السيد محمد باقر الصدر (رح)

          نحن وبكل تاكيد -كما بينا سابقا - نقول ان ماذهبت اليه النظرية الاقتصادية الاشتراكية وصولا الى الشيوعية (المجتمع الشيوعي) نظرية منقوضة رغم ما فيها من فكرة ان يصل المجتمع لمرحلة الاشباع لوفرة الانتاج وان يكون المجتمع وحدة واحدة لا طبقي لا لانها لم تحقق مطالبها ولا لانها لم تنجح على ارض الواقع بل لانها تعارض المنهج الالهي الواضح فلابد لهذه الامة ان يقودها شخص منصب من عنده سبحانه المتمثل بخليفة الله في ارضه الذي يقود الامة وصولا بهم الى هذه المرحلة كما حصل لقوم النبي يوسف عليه السلام فانقذهم من كارثة اقتصادية كانت ستعصف بهم .

          ولا اعرف لماذا قال السيد محمد باقر الصدر (رح) بان ماذهبوا اليه وصولا للمجتمع المثالي يعتبر خيالي وغير واقعي حسب قوله (ويحشر البشر إلى الفردوس الأرضي الموعود ) وايضا يقول (ونحن لا نعرف فرضية أكثر إمعانا في الخيال وتجنيحا في آفاقه البعيدة، من هذه الفرضية....كذلك تصنع المعجزة مع الطبيعة نفسها، فتجردها عن الشح والتقتير، وتمنحها روحا كريمة تسخو دائما بكل ما يتطلبه الإنتاج الهائل، من موارد ومعادن وأنهار)

          ربما لم يقارن السيد محمد باقر الصدر (رح) ما سعى اليه النظام الاشتراكي وما سيحصل في ظل حكم القائم (المهدي) عليه السلام وكيف تخرج الارض بركاتها وكيف لا يبقى سائل او طالب حاجة في ظل حكومة القائم (المهدي) عليه السلام ومجتمعه فهل يعتبره خيالياً ام غير واقعي ام لانه يريد ان ينقض فكرة يعارضها – ونحن بكل تأكيد نعارضها - فينفيها من اساسها رغم ان لها جذور واصول دينية بمعتقده؟

          نحن نقول ان الخطا الذي وقع فيه النظام الاشتراكي وغيره من الانظمة الوضعية انهم وضعوا اراءهم وعقولهم واسسوا مناهج مقابل المنهج الالهي الحق فضلوا واضلوا وهنا يكمن الخطا وليس هناك خيال بالفكرة التي يريدون الوصول اليها للمجتمع المثالي وبنفس الطريقة وقع في هذا الخطأ السيد الصدر (رح) فبعد ان نقض على المناهج الوضعية من اشتراكية أو رأسمالية وضع نظام اقتصادي من خلال منهج عقلي ومقاييس واراء وان اشار هنا وهناك لبعض الايات والروايات ومن خلال فهمه للايات القرآنية والروايات والمفروض ان لانخوض في مواضيع سواء كانت شرعية ام سياسية ام اقتصادية دون اللجوء لمن نصبهم الله مفسرين وناطقين بالحق فهم الأدلاء اليه سبحانه وبيدهم الحلول الناجعة بالمقابل قد نهانا اهل البيت عليهم السلام ان نخوض في القران وفي رواياتهم مفسرين ومؤولين تلك الايات والروايات بارائنا .

          نهى الله سبحانه عن القول بغير علم، قال سبحانه: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ ، فقد ورد في بيانها عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ، عن آبائه ، قال: (ليس لك أن تتكلم بما شئت لأن الله عز وجل يقول: "ولا تقف ما ليس لك به علم" ) .

          وعن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر قال: (ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، إن الرجل لينتزع الآية يخرّ فيها أبعد ما بين السماء والأرض) .

          بل أوضح أئمة الهدى أنّ الوقوف عند عدم العلم هو من حقه سبحانه على عباده، عن زرارة ابن أعين قال: سألت أبا جعفر ما حق الله على العباد ؟ قال: (أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون) .

          عن عبد الرحمن السلمي: أنّ علياً مرّ على قاض فقال: (أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، فقال: هلكت وأهلكت، تأويل كل حرف من القرآن على وجوه).

          وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال: (من فسَّر القرآن برأيه، إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ خر أبعد من السماء).

          وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (ليس شيء أبعد من عقول الرجال عن القرآن) .

          وعن أبي جعفر ، أنه قال في حديث: (ما يعرف القرآن إلا من خوطب به) .

          وعنه قال: (.. يا جابر ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية يكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل متصرف على وجوه) .

          ولذلك نقول بان من يضع المنهج الحق هو خليفة الله في ارضه وبدون قيادة حكيمة عليمة منصبة من قبل الله ومجتمع مؤمن بهذا الخليفة ومتبع لاوامره لا يمكن ان نصل بالارض ومن عليها للمثالية ولا يمكن ان تخرج الارض بركاتها.

          يروي الشافعي عن أبي سعيد الخدري عن الرسول ـ ص ـ :"تتنعم أمتي ( في عصر المهدي ) نعمة لم يتنعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدرارا ولا تدع الارض شيئا إلا اخرجته".

          وفي عقد الدرر عن النبي ـ ص ـ "وتزيد المياه في دولته وتمد الانهار وتضاعف الارض أكلها".

          وعن امير المؤمنين علي ع: يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعاً وكرهاً، ويملأ الأرض عدلا وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها حتى لا يبقى كافرٌ إلاّ آمن ولا طالح إلاّ صلح ويصطلح في ملكه السباع وتخرج الأرض بركاتها وتنزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاماً، فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه .

          واذا كان حكم القائم (المهدي) عليه السلام لم يتحقق على ارض الواقع ولا يراه الناس حقيقة فقد تحقق في زمن يوسف ع ما هو خيالي اذ بنى اقتصاد دولة على طريق رؤيا "غيب" بل تحقق ما هو ابعد من الخيال ولا يمكن للعقل تصديقه، ورغم ان اغلب الباحثين المسلمين ومن بينهم السيد محمد باقر الصدر (رح) يؤمنون بقصص الانبياء التي ذكرت بالقران ولكنهم عندم وضعوا مناهجهم الاقتصادية يضعون عنصر الغيب جانبا ولايعتبرونه شيء يذكر في الاقتصاد ويتحدثون عن المنهج الواقعي في الاسلام - حسب تصور السيد الصدر (رح) للواقعية الذي يشير اليها في كتابه اقتصادنا – فقد وقع ما هو ابعد من الخيال في قوم موسى ع حيث عبر بهم البحر ووصل بهم الى صحراء لا كلأ ولا ماء وكان الله من يرسل اليهم المن والسلوى ولايحتاجون الى عمل ولا انتاج كما سنبينه في الفصل الخامس فهل يعتبروه خيالياً وغير واقعي وان كانوا لايعتبرونه خيالياً لماذا لم يضعوه في منهاجهم الاقتصادية ؟؟؟

          المصدر : بقلم الاستاذ " اميري حسين "

          المصدر الصوتي : http://alyamani-center.com/uploads/134530307713.mp3

          والحمد لله رب العالمين
          Last edited by Be Ahmad Ehtadait; 23-08-2012, 11:18.



          متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

          ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

          أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

          كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

          ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

          خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

          Comment

          • Be Ahmad Ehtadait
            مشرف
            • 26-03-2009
            • 4471

            #6
            رد: المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

            بسم الله الرحمن الرحيم

            اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

            المحاظره رقم : - 3

            تكلما في المحاضرة السابقة عن لمحة تاريخية ونبذة مختصرة عن بدايات نظم الاقتصاد الوضعي وسنكمل اليوم في قراءة هذه الانظمة الوضعية ومنها ما يعرف بالرأسمالية

            الرأسمالية :

            سميت " رأسمالية ". لأن الفرد بوسعه أن يمتلك رأس المال وما يلحق به مثل المصانع والشقق السكنية والسكك الحديدية، وتشجع الرأسمالية حرية العمل التجاري والاقتصاد الحر؛ لأنها تسمح للناس بأن يباشروا أنشطتهم الاقتصادية بصورة مباشرة ومتحررة إلى حد كبير من التدخل والتحكم الحكوميين.

            وكان الاقتصادي الأسكتلندي آدم سميث أول من طرح مباديء النظام الرأسمالي، وذلك في القرن الثامن عشر الميلادي، وقد آمن سميث بأن الحكومات ينبغي عليها ألا تتدخل في معظم الأعمال، وكان يعتقد أن رغبة رجال الأعمال في تحقيق الأرباح إذا ما تمَّ تنظيمها وتقنينها وتأطيرها بالمنافسة، فستعمل مثل اليد الخفية لإنتاج مايرغبه المستهلكون، وتُعرَف فلسفة سميث بعبارة "دعهُ يعمل" (عدم التدخل).

            الاقتصاد الراسمالي


            الرأسمالية نظام اقتصادي وضعي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية يقوم على أساس تنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها، متوسعاً في مفهوم الحرية. حيث يفتح السوق المنافسة الصرفة بين الأفراد.

            وبما ان الرأسمالية تعزز الملكية الفردية، فإنها تقلص الملكية العامة، ويوصف دور الحكومة فيه على انه دور رقابي فقط. بيد أن الاقتصادي البريطاني جون كينز الذي جاء بالنظرية الاقتصادية المنسوبة اليه في منتصف الثلاثينات والتي إقترح فيها ان الاقتصاد الرأسمالي غير قادر على حل مشاكله بنفسه كما في النظرية الكلاسيكية، بل ان هناك اوقات كساد اقتصادي (كالكساد الاقتصادي في أمريكا في الثلاثينات والحالي( )). تحتم على الحكومة بأن تحفز الاقتصاد. توصف نظريته -التي يتبعها كبار الرأسماليين في أمريكا- بأنها وضعت الرأسمالية في محل اقرب إلى الاشتراكية.

            بحسب رأي العالم الإجتماعي ماكس ويبر قد كان للكالڤينية دور أساسي في نشوء العقلية الرأسمالية وهذا بسبب الإعتقاد القائل بأن النجاح في الحياة الماديّة هو علامة نعمة إلهية وإختيار سابق للخلاص.

            الجذور الفكرية للرأسمالية

            تقوم جذور الرأسمالية على شيء من فلسفة الرومان القديمة ؛ يظهر ذلك في رغبتها في امتلاك القوة وبسط النفوذ والسيطرة .

            لقد تطورت متنقلة من الإقطاع إلى البروجوازية إلى الرأسمالية وخلال ذلك اكتسبت أفكاراً ومبادئ مختلفة تصب في تيار التوجه نحو تعزيز الملكية الفردية والدعوة إلى الحرية ، قامت في الأصل على أفكار المذهب الحر والمذهب الكلاسيكي .

            إن الرأسمالية تناهض الدين متمردة على سلطان الكنيسة أولاً وعلى كل قانون أخلاقي أخيراً.

            لا يهم الرأسمالية من القوانين الأخلاقية إلا ما يحقق لها المنفعة ولاسيما الاقتصادية منها على وجه الخصوص.

            إن إيمان الرأسمالية بالحرية الواسعة أدى إلى فوضى في الاعتقاد وفي السلوك مما تولد عنه هذه الصراعات التي تجتاح العالم معبرة عن الضياع الفكري والخواء الروحي .

            إن انخفاض الأجور وشدة الطلب على الأيدي العاملة دفع الأسرة لأن يعمل كل أفرادها مما أدى إلى تفكك عرى الأسرة وانحلال الروابط الاجتماعية فيما بينها .

            كثير من دول العالم تعيش في جو من التبعية إما للنظام الشيوعي وإما للنظام الرأسمالي ، وتتفاوت هذه التبعية بين التدخل المباشر وبين الاعتماد عليها في الشؤون السياسية والمواقف الدولية مما يجعلها مشلولة سياسيا وبالتأكيد ستكون مشلولة اقتصاديا .

            كالفن المؤسس الفعلي للراسمالية

            اكملت الشريعة المسيحية الشريعة اليهودية، كما جاء على لسان عيسى ع: (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لإُ كمّل) .

            وكانت هذه الشريعة قد حرّمت الربا على اليهود، في نصوص واضحة من الكتاب المقدس، منها ما جاء في سفر الخروج الاصحاح الثاني والعشرون: (ان اقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي.لا تضعوا عليه ربا).

            وفي سفر تثنية الاشتراع الاصحاح الثالث والعشرون 20: (للاجنبي تقرض بربا ولكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها).

            فاليهودي كان يؤمن بالملكية الشخصية، إلا أن الملكية الشخصية لديه ما كانت لتنفصل عن واجب التضامن، تضامن الغني مع الفقير من أبناء قومه فقط، فكان كل من يملك شيئاً يعتبر نفسه بمثابة وكيل لدى الله. الا ان العلماء غير العاملين اسسوا الربا واحلوه لكن بطرق شتى يقبلها الكثير ويرفضها القليل الا انها اصبحت سائدة على انها مما حلله الله فجاء عيسى ع ليبين للناس ما ال اليه مصيرهم بسبب اتباع هؤلاء المحرفين لكتاب الله وسنته بقوله الواضح الجلي :

            (اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) .

            وساد تعليم الكنيسة لقرون بشأن تحريم الربا، وكثيراً ما ذكر هذا التحريم في العديد من المجامع المسكونية والمحلية، والكنسية.

            واستمر تحريم الربا حتى جاء من وضع اسس الفائدة على اموال الانتاج وكان المفكر البروتستانتي (كالفان) (1509-1564) أول مفكر مسيحي نظر للمال على أن له دوراً في فعالية الحياة الاقتصادية، وأنه ليس ملكية جامدة، بل ملكية متحركة ومنتجة، يتوقف عليها الاقتصاد كله. وهو يرى أن ما قاله السيد المسيح في الآية المذكورة (اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) (لوقا 6/35)، إنما يعني به ضرورة الوقوف إلى جانب الفقير والمعوز. وما عدا ذلك، فللمال قوة إنتاجية مثله مثل سائر السلع التجارية. وبذلك ميّز (كالفان) بين قرض الإعانة الذي يريده مجانياً على نحو دائم، وقرض الإنتاج الذي يفسر ويبرّر الفائدة، وبالتالي يبيح الربا، ولكن بفائدة معقولة.

            وكان أن انتقلت هذه النظرية إلى المفكرين الكاثوليك، ومن ثم إلى الكنيسة الكاثوليكية. ومن ثم الى بقية المذاهب، والمعروف أن نظرية كالفان هذه كانت إحدى أهم منطلقات الرأسمالية الغربية.

            مفهوم الرأسمالية

            كثيراً ما يصف علماء الاقتصاد المجتمعات الغربية "بمجتمعات رأسمالية"، ويعنون "بالرأسمالية" مجتمعاً يستطيع الناس فيه شراء وبيع البضائع والمنازل والأراضي والأسهم و..و ... بحرّية ؛ وإذا ما رغبوا في ذلك، أن يغامروا بوفوراتهم في سوق الأوراق المالية "البورصة". ولكنهم ينسون بأن مصطلح رأس مال قد أصبح مصطلحاً شائعاً من خلال ماركس والماركسية، وأنه في التعابير الماركسية يعني شيئاً آخر. ففي اللغة والنظرية الماركسية، الرأسمالية هي نظام اجتماعي يستعبد جميع الناس، عن طريق الإطباق عليهم في مخالبه – ليس فقط العمال ولكن، أيضاً الرأسماليين؛ فجميعهم مرغمون بآلية الرأسمالية لعمل ما يجب أن يعملوا، وليس ما يرغبون في عمله، إنهم مرغمون على ذلك. وتفسر الرأسمالية كآلية اقتصادية لها آثار أقصى ما تكون بشاعة، ولا يمكن الانعتاق منها: شقاء متواصل للعمال. ففي صراع المنافسة "يقوم رأسمالي بقتل كثيرين غيره" كما يقول ماركس. ويصبح رأس المال مُركّزاً في أيدي قليلة جداً – عدد قليل من أصحاب الثراء الفاحش، تقابلهم أعداد هائلة من طبقة البروليتاري ( Proletariat ) البائسة والجائعة.

            بشاعة الرأسمالية


            لقد تطرفت الرأسمالية في تضخيم شأن الملكية الفردية كما تطرفت الشيوعية في إلغاء هذه الملكية. الرأسمالية نظام وضعي يقف على المساواة مع الاشتراكية وغيرها من النظم التي وضعها البشر بعيداً عن منهج الله الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني الإنسان والمدقق لهذا النظام الوضعي يجد:

            الأنانية: حيث يتحكم فرد أو أفراد قلائل بالأسواق تحقيقاً لمصالحهم الذاتية دون تقدير لحاجة المجتمع أو احترام للمصلحة العامة .

            الاحتكار: إذ يقوم الشخص الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها حتى إذا ما فقدت من الأسواق نزل بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز به المستهلكين الضعفاء .

            المزاحمة والمنافسة: إن بنية الرأسمالية تجعل الحياة ميدان سباق مسعور إذ يتنافس في سبيل إحراز الغلبة ، وتتحول الحياة عندها إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف ، وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى إفلاس المصانع والشركات بين عشية وضحاها وهذا ما هو حاصل اليوم.

            ابتزاز الأيدي العاملة: ذلك أن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب مما يجعل العامل معرضاً في كل لحظة لأن يستبدل به غيره ممن يأخذ أجراً أقل أو يؤدي عملاً أكثر أو خدمة أفضل .

            البطالة: وهي ظاهرة مألوفة في المجتمع الرأسمالي وتكون شديدة البروز إذا كان الإنتاج أكثر من الاستهلاك مما يدفع بصاحب العمل إلى الاستغناء عن الزيادة في هذه الأيدي التي تثقل كاهله.

            الحياة المحمومة : وذلك نتيجة للصراع بين طبقتين إحداهما مبتزة يهمها جمع المال من كل السبل وأخرى محرومة تبحث عن المقومات الأساسية لحياتها ، دون أن يشملها شيء من التراحم والتعاطف المتبادل .

            الاحتلال : ذلك أن الرأسمالية بدافع البحث عن المواد الأولية ، وبدافع البحث عن أسواق جديدة لتسويق المنتجات تدخل في غمار احتلال الشعوب والأمم احتلالاً اقتصادياً أولاً وفكرياً وسياسياً وثقافياً ، وذلك فضلاً عن استرقاق الشعوب وتسخير الأيدي العاملة فيها لمصلحتها وان لم ينفع ذلك استخدمت القوة وضمن القانون الدولي الوضعي لاحتلال البلدان عسكرياً. البلدان.

            نظام مخالف لاوامر الله: إن النظام الرأسمالي يقوم على أساس ربوي ، ومعروف أن الربا هو جوهر العلل التي يعاني منها العالم أجمع .

            الانسان والماكنة متوازيان: إن الرأسمالية تنظر إلى الإنسان على أنه كائن مادي وتتعامل معه بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، داعية إلى الفصل بين الاقتصاد وبين الأخلاق (الدين).

            هدر الموارد: تعمد الرأسمالية إلى حرق البضائع الفائضة، أو تقذفها في البحر كما حصل للحنطة الامريكية خوفاً من أن تتدنى الأسعار لكثرة العرض، وبينما هي تقدم على هذا الأمر تكون كثير من الشعوب أشد معاناة وشكوى من المجاعات التي تجتاحها.

            الدعايات للمواد الكمالية: يقوم الرأسماليون بإنتاج المواد الكمالية ويقيمون الدعايات الهائلة لها وتستخدم المرأة في هذا المجال اسوء استخدام كسلعة تباع وتشترى مع السلع الكمالية المراد بيعها وما يرافقه من خلاعة وتعري دونما التفات الى الاخلاق او الدين او إلى الحاجات الأساسية للمجتمع ذلك أنهم يفتشون عن الربح والمكسب أولاً وآخراً .


            الفصل الثالث


            انهيار الاقتصاد العالمي وشيك فما هو الحل ؟؟؟

            (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) .

            الكلام في الاقتصاد من خلال الكتب السماوية مستهجن لدى القوم لانه لا يحوي في طيات صفحاته النيرة اسماء بنظر الناس لامعة مثل مارتن لوف او جاك كيلو او ادم بوسن وغيرهم من المنظرين والمحللين الاقتصاديين الذين لهم الكلمة الفصل في تحديد اقتصاديات عالم اليوم والانصات لهم مهم!

            لقد كان حرياً الانصات لقول الله ولقول من ارسله الله وهم حججه على خلقه، ولكن الواقع يقودنا لمآل مخزي وحزين لما آلت اليه تطلعات الناس فلنسمع اقوال هؤلاء المنظرين ومن بعدها نسمع قول الله وقول محمد وآل محمد عليهم السلام في التنظيم الاقتصادي الناجع لحل جميع المشكلات والازمات التي يمر بها العالم.

            يعود سبب حدوث الأزمات الاقتصادية في الدول الرأسمالية إلى أن طبيعة عمل النظام الرأسمالي يرفض أن تتدخل الدولة للحد من نشاط الأفراد في الميدان الاقتصادي.

            فأصحاب رؤوس الأموال أحرار في كيفية استثمار أموالهم وأصحاب الأعمال أحرار فيما ينتجون كماً ونوعاً. وهذا ما يمكن أن نسميه فقدان المراقبة والتوجيه. وتستتبع الحرية الاقتصادية حرية المنافسة بين منتجي النوع الواحد من السلع. كما أن إدخال الآلة في العملية الاقتصادية من شأنه أن يضاعف الانتاج ويقلل من الحاجة إلى الأيدي العاملة. وبالتالي فإن فائض الإنتاج يحتاج إلى اسواق للتصريف. وعندما تختل العلاقة بين العرض والطلب في ظل انعدام التوجيه تحدث فوضى اقتصادية تكون نتيجتها الحتمية أزمة داخل الدولة الرأسمالية .

            كتب فوكوياما عن نهاية التاريخ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الدائرة بركبه (أن الأفكار الليبرالية انتصرت بصورة لا تقبل الشك، هي وحدها الرأسمالية من امتلكت وتملك الحلول الاقتصادية للعالم، من خلال اقتصاد السوق الحر ).

            وتحت عنوان نهاية التاريخ قال : إن نهاية تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية قد ولى وانتهى إلى دون رجعة مع انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين ، لتحل محله الليبرالية( ) وقيم الديمقراطية الغربية. وقد قصد فوكوياما أن يعارض فكرة نهاية التاريخ في نظرية كارل ماركس، المادية التاريخية والتي يعتبر فيها ماركس أن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني سينتهي عندما تزول الفروق بين الطبقات .

            أراد فوكوياما والمؤسسات الرأسمالية الداعمة له نهايةً للتاريخ، بتفرد اقتصاد السوق الحر وحده كحل وحيد وابدي للعالم !!!

            واذا اردنا التحدث عن الأزمات الاقتصادية المتتابعة ، وعن تأميم البنوك العملاقة ، في عقر الرأسمالية (الذي هو تدخل سافر، يعتبر جريمة بمنظور اقتصاد السوق الحر) سيطول بنا المقام ولكن ليقرأ ويطالع معنا فوكوياما هذا الحل الوحيد والابدي للعالم الذي تمناه كيف يتهاوى صرحه وتعصف به الريح بلا رجعة فماذا سيقول فوكوياما ؟؟؟

            الان لنعطي الكلمة للمنظرين والمحللين الرأسماليين الذين ابتعدوا عن الحل الالهي الذي يخرجهم من جميع الازمات !!!

            الكساد العظيم قادم


            يقول المحلل الاقتصادي مارتن وولف وهو كبير الخبراء الاقتصاديين في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية الشهيرة :

            ينظر العالم في هلع إلى منطقة اليورو وإلى احتمال أن تكون على وشك إطلاق موجة من الديون السيادية والأزمات المصرفية. وإذا كان الأمر كذلك، فلن تكون المرة الأولى التي تجلب فيها الحماقة الأوروبية الدمار للعالم.

            ويُبرز جاك كيلو، كبير اقتصاديي شؤون أوروبا في RBS،( The Royal Bank of Scotland ( رويال بنك أوف أسكتلند (آر بي أس) قد أعلن عن خسائر البنوك البريطانية لشهر تموز ابتداءً من سنة، 2008م خسائر بلغت 691 مليون جنيه إسترليني (1.35 مليار دولار) وحتى النصف الأول من العام 2009م. والخسائر مستمرة ليومنا هذا فالى اين سيكون المصير بعد ان اعلنت الكثير من اكبر البنوك الامريكية والاوربية افلاسها .

            وقد أعرب المحلل الاقتصادي المعروف مارتن وولف عن اعتقاده بأن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بالاتحاد الأوروبي قد تدفع بقادة الاتحاد الاوربي إلى اللجوء إلى خيار طباعة مزيد من الأوراق النقدية ردا على إحجام الأسواق عن شراء السندات الحكومية للدول المأزومة.

            وأضاف وولف أن الأوضاع الراهنة تدفع باتجاه تبني هذا الخيار رغم المحاذير المرتبطة به, إذ ينظر إليه بوصفه "خيارا نوويا" اقتصاديا، موضحا أن البديل لذلك سيكون ما سماه "عقدا مفقودا" (Lost Decade) من النمو الاقتصادي, في إشارة إلى توقف نمو الاقتصاد الياباني في عقد التسعينيات لعشر سنوات.

            وقال وولف -الذي يعد أحد أكثر المعلقين الاقتصاديين تأثيرا في العالم- إن الأفق يحتشد بنذر ركود اقتصادي جديد في بريطانيا ودول أوروبية أخرى بعد أقل من أربع سنوات من "الركود العظيم" الذي هز العالم عام 2008م.

            وأضاف أنه إذا ما وقع هذا الركود، فسيكون كارثة محققة على ملايين العاملين الذين سيفقدون وظائفهم, وأولئك الباحثين عن فرص عمل, والطامحين في بناء مستقبل مشرق.

            والكارثة حاصلة اليوم فهذه كبرى الشركات تقوم بالاستغناء عن آلاف العاملين وهذا ما قامت به شركة ابل وغيرها من الشركات العملاقة واذا اضفنا لها اعلان افلاس كبرى Bankruptcy شركات العقار في امريكا وافلاس كبرى البنوك فالخطر وشيك والانهيار قادم لا محال وان غطته بعض الاعلانات من هنا وهناك للتهدئة وعدم بيان ما هو مستور .

            ويشير وولف إلى أن الخطر الأكبر لاقتصاد بريطانيا ودول القارة عموما هو حدوث هبوط حاد في أسعار العقارات، وهو ما سيخلق مشكلات مالية عميقة للأسر والمصارف. ويضيف "في حال غرق اقتصاد القارة في ركود ثان، فستكون أولى ضحاياه الثقة الهشة في قطاع الأعمال التي لا تزال تقل بنسبة 20% عن مستوياتها ما قبل الأزمة الراهنة.

            يقول آدم بوسن عضو اللجنة السياسة النقدية الأوروبية:

            مع بلوغ إجراءات التقشف الاقتصادية العامة ذروتها لتصل إلى مستويات "انتحارية"، ومع استنفاذ خيارات السياسات النقدية التقليدية، تصبح طباعة النقود (التيسير الكمي) خيارا محتوما.

            المحصلة سوف تقودنا الى الكساد العظيم.

            يشير وولف إن وقوع ركود ثان سيحدث مشكلات هيكلية وسيكون أطول وأكثر كلفة (من حيث الإنتاج الضائع) من "الكساد العظيم" الذي ضرب الاقتصاد العالمي في ثلاثينيات القرن الماضي، وستكون تأثيراته عميقة .

            ويضيف وولف بالقول إن الخطر الأكبر هو أن يستمر ضعف الطلب، وهو ما سيقود حتما إلى إضعاف العرض وزيادة مستويات البطالة والفقر في البلاد ومفاقمة الدين العام, قائلا إن "الخطر الداهم، باختصار، أن تتكرر التجربة اليابانية وتجد أوروبا نفسها أمام "عقد مفقود" من النمو الاقتصادي، علينا التحرك الآن لكي لا يحدث ذلك .

            بالحقيقة كل ما يقوم به القائمون والمتسلطون على رقاب الناس ومستشاروهم الاقتصاديون عبارة عن تجارب ونظريات لا نهاية لها كما هي التجارب على فئران المختبرات وكلها تتجه بالبشرية الى الدمار وهم يظنون بانهم يحسنون صنعا أو كأن الإنسان يملك من العمر المديد ما يمكنه من التضحية بنصف منه لتجارب هؤلاء المحللين والمنظرين الذين لا يملكون ضماناً بتحقق النتائج لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد، ليتمتع بالنصف الآخر! ثم إن المسألة ليست مسألة حياة دنيا فقط، ولكنها آخرة أيضاً، ومن أين لهؤلاء القاصرين عن معرفة قشور الدنيا أن يقودوا البشرية في طريق الآخرة؟

            ويقول جاك كيلو كبير اقتصاديي شؤون أوروبا في (رويال بنك أوف أسكتلند ) RBS:

            وهو يتهم زعماء منطقة اليورو بأنهم فشلوا في فهم حجم وطبيعة الأزمة، وتحركوا دون توجه سليم باتجاه المؤسسات المحلية، وركزوا على وضع الشريرين في المناصب.

            فماذا سيقول فوكوياما وماذا سيرد على هذا الانهيار ؟؟؟ ربما سيغير عنوان كتابه نهاية التاريخ الى بداية تاريخ جديد ؟؟؟ او ربما يخرج علينا بعنوان آخر يغير وجه التاريخ !!! الايام القادمة ستخبرنا بذلك !!!.

            نعم هي نهاية تاريخ ديمقراطية امريكا ورأسماليتها وبداية عصر جديد يتبنى المنهج الالهي الحق وهو منهج قائم ال محمد عليهم السلام منهج المصلح العالمي التي تنشده الشعوب المحرومة.

            لنركز على العبارة الاخيرة (وضع الشريرين في المناصب ).

            قال عيسى (ع) (وهذه هي الدينونة إن النور قد جاء الى العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة ، لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ، ولا يأتي الى النور لئلا تُوَّبخ أعمالُه وأما من يفعل الحق فيُقبل الى النور ، لكي تظهر أعماله إنها بالله معمولة ) [إنجيل يوحنا الاصحاح الثالث 19:3] .

            ان الوضع الراهن في السوق العالمية يعني ان النظام الراسمالي اثبت عدم فعاليته وانما هي اخر ازمه للرأسماليه بمعنى انه يجب ايجاد نظام جديد بديل للنظام الرأسمالي الآيل للسقوط.

            وهذا ما شهد به الاقتصاديون والمفكرون الغربيون أنفسهم، منهم على سبيل المثال:

            أستاذ الاقتصاد الفرنسي جاك أوستري الذي يؤكد في كتابه (الإسلام والتنمية الاقتصادية) أنَّ طرق الإنماء الاقتصادي ليست محصورة بين الاقتصاديين المعروفين الرأسمالي والاشتراكي بل هناك اقتصاد ثالث راجح هو الاقتصاد الإسلامي الذي سيسود المستقبل. لأنه ـ على حد تعبير أوستري ـ أسلوبٌ كامل للحياة، يحقق المزايا ويتجنِّب كافة المساوئ. ذلك أنَّ الإسلام هو نظام الحياة والأخلاق الرفيعة، وهاتان الوجهتان مترابطتان لا تنفصلان أبداً .

            ويقول ليون روشي في كتابه (ثلاثون عاماً في الإسلام) لقد وجدت فيه - الإسلام - حلّ المسألتين الاجتماعية والاقتصادية اللتين تشغلان بال العالم طراً :

            الأولى: في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}الآية، فهذه أجمل المبادئ للتعاون الاجتماعي.

            والثانية: فرض الزكاة في مال كل ذي مال، بحيث يحق للدولة أن تستوفيها جبراً إذا امتنع الأغنياء عن دفعها طوعاً.

            ويؤكِّد جاك أوستري هذه الحقيقة بقوله: إنَّ المسلمين لا يقبلون اقتصاداً علمانياً، فالاقتصاد الذي يستمد قوته من وحي القرآن يصبح بالضرورة اقتصاداً أخلاقياً. وهذه الأخلاق تقدر أن تعطي معنى جديداً لمفهوم القيمة أو تملأ الفراغ الذي ظهر نتيجة آلية التصنيع.

            أما البروفيسور الروسي وسلوزيجيريسكي فيقول: لقد أدهشتني النظم الاجتماعية والاقتصادية التي يقررِّها الإسلام وعلى الأخص الزكاة وتشريع المواريث وتحريم الرِّبا.

            ويؤكد ذلك روجيه جارودي المفكر الفرنسي بقوله:

            إنَّ الاقتصاد الإسلامي الصادر عن مبادئ الإسلام هو نقيض النموذج الغربي الذي يكون فيه الإنتاج والاستهلاك معاً غاية بذاتها، أي إنتاج متزايد أكثر فأكثر، واستهلاك متزايد أسرع فأسرع، لأي شيء، مفيداً أو غير مفيد، دون نظر للمقاصد الإنسانية. إنّ الاقتصاد الإسلامي لا يخضع للآليات العمياء، فهو متسق ومحكوم بغايات إنسانية ومقاصد إلهية مترابطة.

            هذه بعض شهادات من باحثين ومفكرين واقتصاديين وعلماء غربيين، يشهدون بما شرعه الإسلام من عدالة اقتصادية واجتماعية.

            المصدر : بقلم الاستاذ " اميري حسين "

            المصدر الصوتي :

            والحمدلله رب العالمين



            متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

            ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

            أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

            كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

            ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

            خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

            Comment

            • ثورة اليماني
              مشرف
              • 07-10-2009
              • 1068

              #7
              رد: المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

              احسنتم جزاكم الله خير الجزاء
              قال الامام أحمد الحسن (ع) : أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم ، إقرؤوا ، إبحثوا ، دققوا ، تعلموا ، واعرفوا الحقيقة بأنفسكم ، لا تتكلوا على أحد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غداً حيث لا ينفعكم الندم ، وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ، هذه نصيحتي لكم ، ووالله إنها نصيحة مشفق عليكم ، رحيم بكم ، فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب .

              Comment

              • Be Ahmad Ehtadait
                مشرف
                • 26-03-2009
                • 4471

                #8
                رد: المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

                بسم الله الرحمن الرحيم

                اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

                تكلمنا في المحاضرة السابقة عن الانظمة الاقتصادية الغربية الوضعية نتكلم اليوم عن الانظمة الوضعية الاسلامية

                الاقتصاد الاسلامي كما يراه بعض المنظرين الاسلاميين

                خرجت من هنا وهناك بعض الدراسات الاسلامية التي حاول اصحابها اللجوء الى الشريعة الاسلامية كما يصفون ذلك وكلاً حسب فرقته ومذهبه وليس من المنبع الاصلي وهو القرآن وسنة النبي وعترته الطاهرة بل من احاديث الرجال والتفسيرات الوضعية للقرآن التي هي موضع خلاف العالم الاسلامي اجمع علماً انهم اكدوا في كتاباتهم بان علم الاقتصاد علم حديث لم يعرفه المسلمون فوقعوا في الخطأ لعدم معرفتهم بدينهم الذين يدينون به والذي قص لهم القصص عبر القران الكريم وعبر الكتب السماوية عن اصل الاقتصاد ومن هو واضعه ونتيجة لذلك حاولوا ان يوفقوا بين النظريات الوضعية بان يأخذوا من هذه بعض المفاهيم ويطرحوا من تلك البعض الاخر فرقعوا الاقتصاد الاسلامي بواقع غربي وان كانت شعارتهم تحمل طابعاً اسلامياً فوقعوا في المحظور من حيث يشعرون او لايشعرون .

                وقفة مع د. حسين شحاته


                يقول دكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر : للنظام الاقتصادي الإسلامي ذاتيته المميزة والخاصة، والتي تختلف في كثير من الجوانب عن النظم الاقتصادية الوضعية سواء أكانت رأسمالية أو اشتراكية، ولذلك فأنه من أفدح الأخطاء الذي يظن أن النظام الاقتصادي الإسلامي يأخذ بالمنهج الاشتراكي أو يأخذ بالمنهج الرأسمالي، أنه ساء ما يظنون جهلا وتجاهلا، فشتان بين نظام اقتصادي يقوم على أسس مستنبطة من شريعة الله الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وبين نظم اقتصادية تقوم على أسس من وضع البشر المخلوق الذي لا يعلم ماذا يكسب غدا ولا يعلم بأي أرض يموت.

                مايقوله دكتور حسين شحاته هو غاية مايريده الله ولكنه وقع بالمحظور عندما وضع منهجاً يتصوره المنهج الذي يريده الله ولنقرا ما كتبه في اهم شيء بالاقتصاد الاسلامي :

                يتمثل مقصد النظام الاقتصادي الإسلامي في إشباع الحاجات الأصلية للائتمان وتوفير حد الكفاية الكريم ليحي الناس حياة طيبة رغدة وليعينهم على تعمير الأرض وعبادة الله عز وجل، وبذلك فهو يهدف إلي تحقيق الإشباع المادي والروحي للإنسان وأساس ذلك قول الله عز وجل: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) ( هود "61")، وقوله كذلك : (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) ( الذاريات"56") .

                أما مقاصد النظم الاقتصادية الوضعية هي تحقيق أقصى إشباع مادي ممكن وتكوين الثروات، بدون أي اعتبار إلي الإشباع الروحي .
                اذن دكتور حسين شحاته يتصور بان النظام الاقتصادي يتمركز حول اشباع الرغبات المادية للبشر ومعها الروحية وهو يسوق الاية (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) فاين نجد الاشباع المادي والروحي في هذه الاية وسابقتها ؟؟؟

                ومتى كان المنهج الالهي والغاية من الخلق هو الاشباع المادي والروحي ؟؟؟

                وقفة مع السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله)

                يشير السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله ) في كتابه اقتصادنا إلى ان الاقتصاد الاسلامي مبني على امرين الواقعية والاخلاقية ومن خلال هذين الامرين تكون مفاصل الاقتصاد الاسلامي وبتتبع شرع الله ما حرم وما حلل من خلال الكتاب والعترة نؤسس منظومة فكرية لبناء الاقتصاد الاسلامي وما لم نجده بالقران والسنة النبوية نجتهد فيه ونستنبط الاحكام وصولا للاقتصاد الاسلامي الحق.

                لا اعرف كيف استطاع ان يحدد بان اساس الاقتصاد الاسلامي مبني على الواقعية والاخلاقية هل يوجد لديه دليل؟؟؟

                فاين عنصر الغيب في المنظومة الاسلامية ومن هو المعبر لذلك الغيب ؟؟؟

                وقد ناقض بقوله (وما لم نجده بالقران والسنة النبوية نجتهد فيه ونستنبط الاحكام)!!!

                رغم ان الله وضع منهجاً صريحاً وقاطعاً بقوله: (...وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ) ؟؟؟

                وعن أبان قال: "قلت لأبي عبد الله (ع): ما تقول في رجل قطع إصبعاً من أصابع المرأة كم فيها؟ قال: عشرة من الإبل. قلت: قطع اثنين؟ قال: عشرون. قلت: قطع ثلاثاً؟ قال: ثلاثون. قلت: قطع أربعاً؟ قال: عشرون.
                قلت: سبحان الله يقطع ثلاثاً فيكون عليه ثلاثون، ويقطع أربعاً فيكون عليه عشرون؟ إن هذا كان يبلغنا ونحن بالعراق فنتبرأ ممن قاله، ونقول: الذي قاله شيطان.
                فقال(ع) : مهلاً يا أبان إن هذا حكم رسول الله (ص)، إن المرأة تعاقل الرجل إلى ثلث الدية، فإذا بلغت الثلث رجعت المرأة إلى النصف. يا أبان إنك أخذتني بالقياس، والسنة إذا قيست محق الدين ) .

                فكيف يريد – رحمه الله – ان يقيس في دين الله وان يستنبط الاحكام؟؟؟

                بل يوجد ما يخالفه كما اشرنا في تقديمنا لهذا الكتاب وما سوف نشير اليه في الفصل القادم من هذا البحث فلم يلتفت (رحمه الله) الى عنصر الغيب الذي على اساسه بنى النبي يوسف عليه السلام منهجاً اقتصادياً قبل ان يكون هناك اشتراكية او راسمالية او واقعية اخلاقية .

                واذا كان يقصد بالواقعية بانها حكم الله الواقعي القطعي فمن اين له ان يعرف ذلك؟؟؟ وقد اكد اهل البيت عليهم السلام بان هذا الحكم الواقعي لايعلمه الا هم !!!

                عن جعفر الصادق (ع) : " قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ وَ جَعَلَ فِيهِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ جَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَ لِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلًا لَا يَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ أَنْ يَأْخُذُوا فِيهِ بِهَوًى وَ لَا رَأْيٍ وَ لَا مَقَايِيسَ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ خَصَّهُمْ بِهِ وَ وَضَعَهُ عِنْدَهُمْ كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ أَكْرَمَهُمْ بِهَا وَ هُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ وَ هُمُ الَّذِينَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَقَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَ يَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ أَرْشَدُوهُ وَ أَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا يَهْتَدِي بِهِ إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ إِلَى جَمِيعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَ هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْغَبُ عَنْهُمْ وَعَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَعَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِي أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ فِي عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِي أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّكْرِ وَالَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَأَمَرَ بِسُؤَالِهِمْ وَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَآرَائِهِمْ وَمَقَايِيسِهِمْ حَتَّى دَخَلَهُمُ الشَّيْطَانُ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الْإِيمَانِ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ كَافِرِينَ وَجَعَلُوا أَهْلَ الضَّلَالَةِ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنِينَ وَحَتَّى جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَرَاماً وَجَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَلَالًا فَذَلِكَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ" ( ).

                ويبدأ يضع السيد الصدر (رحمه الله) منهجاً اقتصادياً في اغلبه مبني على احكام ظنية ويخوض في طريقة التوزيع وغيرها من الامور التي تحتل مجمل كتابه والذي يقول فيه باننا لا نملك سنداً تاريخياً عن الاقتصاد الاسلامي كي يتم تحليله ودراسته ومن ثم استخلاص النتائج منه لوضع المنهج السليم.

                وايضا هنا السيد الصدر (رحمه الله) يقع بالخطأ نفسه سابق الذكر متناسيا بان القرآن والتوراة والانجيل حافلة بالقصص التي تشير الى الجانب الاقتصادي بل للمنهج الاقتصادي السليم الذي ما ان طبقه المجتمع اكل من فوقه ومن تحته وايضا السيد الصدر (رح) تمسك بالفروع وتناسى الاصل الذي لولاه لا وجود للاقتصاد الاسلامي وهو حجة الله وخليفته في ارضه الذي من خلاله تدار دفة الاقتصاد.

                وهناك الكثير من الوقفات في كتاب اقتصادنا يطول البحث فيها التي جانب فيها السيد محمد باقر الصدر(رح) اقتصاد الله متجها دون قصد الى اقتصاد الناس وذلك بادعائه ان بإمكان الفقهاء ان يضعوا المنهج الصحيح للاقتصاد الاسلامي من خلال الجد والاجتهاد واستنباط الاسس الاسلامية من الشريعة، فاذا نقض الاصل الذي اسس من خلاله الاقتصاد الاسلامي الوضعي فلا حاجة للدخول في نقض الفروع.

                وقفة مع د. علي الصلابي

                يقول الدكتور علي الصلابي في كتابه فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم:

                إن الذي يخطط له يوسف عليه السلام هو مضاعفة الإنتاج وتقليل الاستهلاك، لأن الأزمات والظروف الاستثنائية تحتاج إلى سلوك استثنائي، ولأن سلوك الناس في الأزمات غير سلوكهم في الظروف العادية، استرخاء وبطالة، فإن هذه الأمة تكون في حالة خلل خطير يحتاج إلى علاج ومعالج خبير.

                إن الأمم ينبغي أن توجه طاقاتها لتوفير ضرورات الحياة، وأن لا تسرف في استهلاك الموارد دون الضرورات، إن الاستهلاكية التي تنجبها المادية العمياء وتجري بها التسويقية في خبط عشواء، إنها تسلب من الشعب المناعة الكافية لمواجهة طوارئ الفقر والأزمات. إن عبقرية يوسف تجلت حين رأى الملك المنام، والمنامات لن تتكرر، ولكن عبقرية يوسف تركت معالم بارزة وأنوارا وضاءة لمن يعطي للرؤية المستقبلية حقها حتى تكون بمثابة رؤيا المنام، فإن الأزمات بعد الأزمة التي شهدها عصر يوسف لن يسبقها رؤيا ملك، ولكن الرؤية المستقبلية يمكن أن تسبق الأزمات فتلوح لها بوادر أزمة فتلجأ إلى تأويل يوسف فتناشد القوم إلى مضاعفة الجهود في الإنتاج والاعتصام بحبل الاقتصاد، وتحذر من التوغل في الإسراف .والاقتصاد في الاستهلاك ينبغي أن يكون سلوكا ثابتا في الأمم، فإنه من يدري متى سيأتي سبع شداد فلا يجدن ما يقدم لهن ليأكلن، فيغضبن على البشر المقصّرين فتحدث كوارث؟؟؟ .

                اذن الدكتور علي صلابي فهم من قصة رؤيا الملك في زمن يوسف النبي ع هو الاقتصاد بمعنى عدم الاسراف بالاستهلاك لانك لاتدري متى ستاتي سبع شداد ؟؟؟

                وان كان معنى من معاني القصة فيه جانب يشير الى القصد في الماكل ولكنه ابدا لم يكن هو الجانب الاساسي من الرؤيا.

                والمغزى الحقيقي الذي يريد الله ان نلتفت اليه بل ان ما اراده الله هو التوجه للغيب بادق التفاصيل حتى وان كانت تمثل حياتنا المعاشية (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) وايضا (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) والاهم من ذلك الالتفاف حول حجة الله وخليفته في ارضه ان يفسر ويؤول لنا الرمز من ذلك الغيب سواء كان بالرؤيا او الكشف فحجة الله قطب الرحى التي تدور به الاشياء وبدونه ينكسر اهم عمود وهو المحرك الاساسي لكل الاشياء.

                ويقول الدكتور علي صلابي ايضا :

                تشير الآيات القرآنية إلى المعلومات اليقينية التي بنى عليها يوسف عليه السلام خطته, قال تعالى: (...ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ)

                إن من معالم الخطة السياسية والاقتصادية الناجحة أن تكون مبنية على معلومات يقينية صادقة حقيقية لا على الخيال الشعري المجنح الذي لا يرتبط بالواقع، ومن هنا صارح يوسف عليه السلام الشعب بالشدائد التي تنتظره، لكنها ليست المصارحة التي تثبط أو تقعد عن العمل, ولكنها التي تدفع للعمل وتزيد الهمة وتضاعف من الجهد والطاقة.

                لقد وضع الدكتور الصلابي منهجاً للخطط الاقتصادية المستقبلية بان تكون واقعية حقيقية صادقة مبنية على الواقع وليس الخيال الشعري المجنح الذي لا يرتبط بالواقع كما يسميه ولا اعرف كيف تثبت الرؤيا بالنسبة للدكتور علي الصلابي، لو كان في زمن يوسف عليه السلام، بانها يقينية واقعية حقيقية علماً ان اغلب الملأ من قوم الملك ومستشاريه والعارفين اخبروه بانها اضغاث احلام وانها ليست واقعاً بل خيال شعري مجنح وهل اليوم في العالم الاسلامي الذي يؤمن بيوسف عليه السلام ويعتبرون الرؤيا واقعية وحقيقية ومن خلالها يبنى الاقتصاد، هل هناك التفاته واحدة في كل من نظّر للاقتصادات الوضعية علمانية كانت ام اسلامية يضع في تنظيره الرؤيا او عنصر الغيب من ضمن الاسس الواقعية الحقيقية اليقينية عندما يريد التخطيط للاقتصاد؟؟؟

                هذا مانريد من الدكتور علي الصلابي ان يجيبنا عليه بصدق ؟؟؟

                نعم بكل تأكيد ان الخطة تكون صادقة حقيقية يقينية من خلال رؤيا لمن يؤمن بالغيب ويؤمن بان هناك حجة من حجج الله وهو يوسف عليه السلام في زمانه يفسر ويوؤل ذلك الغيب وهو الذي يضع الخطط المناسبة لكل زمان ومكان ولكل حادث حديث.

                المصدر : بقلم الاستاذ " اميري حسين "

                المصدر الصوتي :

                والحمدلله رب العالمين



                متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

                ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

                أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

                كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

                ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

                خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

                Comment

                • Be Ahmad Ehtadait
                  مشرف
                  • 26-03-2009
                  • 4471

                  #9
                  رد: المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

                  المحاظره رقم : - 5


                  اسباب الانهيار الاقتصادي

                  ما هو السبب في الوضع الحالي الذي تمر به الشعوب ؟

                  قال الله في محكم كتابه الكريم (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (يونس:35).

                  ان الوضع الحالي الذي تمر به الشعوب والبلدان تحت ظل الحكومات التي توالت عبر التاريخ معظمهما حكومات وضعية تكالبت على شعوبها بالنهب والسلب والاستعباد وجعلت شعوبها طبقات متسلطين ومستضعفين حتى يتمكنوا من إحكام قبضتهم على هذه الشعوب وان تدوم سلطتهم وملكهم مادام هذا التميز موجوداً قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:4).

                  اذا استثنينا منها حكم بعض الانبياء مثل النبي داود وسليمان عليهم السلام وجزء من حكم نبي الله يوسف على في مصر ونبي الله محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة السلام والتي كانت على نطاق محدود من هذه الارض فان هذه الشعوب لا تعرف خلاصها ولا تعرف اين الطريق الى خلاصها لعدة اسباب نذكر منها على الاجمال لا الحصر :

                  1.تقديس السلطان

                  تسلط الحكام الطغاة على مقدرات البلدان واعتبروها ملكاً لهم ولاولادهم والله يقول في محكم كتابه الكريم: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26).

                  فتضفى على الملك (السلطان) في المجتمعات المبتلية بالاستبداد هالة من القدسية ولذلك يجب أن يطاع وان يقدس كما يعبد الله ويطاع.

                  يقول الكواكبي: (يرى عوام الناس البسطاء كبراءهم وسلاطينهم شركاء مع الله في كثير من الصفات والألقاب التي يخلعونها عليهم بشكل لا يمكن للبشر العادي أن يصل إليها، فكيف يمكن التمييز بين الملك الفعال لما يريد وبين الرب وما هو الفرق بين الله الذي لا يسأل عما يفعل وبين الملك الغير مسؤول الذي يتمتع بالحصانة الدستورية فلا يخضع للمساءلة، أو بين سابغ النعم الحقيقي وبين ولي النعم، وهكذا بين لقب صاحب الجلالة وبين جل شأنه، وبذلك عظمت منزلة الملوك والجبابرة في نفوس الناس وصاروا يعبدونهم وكأنهم آلهة) .

                  يقول سيد قطب :

                  فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وانقيادها، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة، ولاسلطاناً، وإنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب !!! وتمد له اعناقها فيجر، وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة فيطغى.

                  والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة، وخائفة من جهة اخرى، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ، فالطاغية – وهو فرد – لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو انها شعرت بانسانيتها، وكرامتها، وعزتها، وحريتها .

                  2. لافرق بينهم وبين الانعام

                  الاعم من الناس لايريد من العيش سوى ان يأكل ويشرب وينام ولا فرق بينه وبين البهائم ان اعطت اكلت وان لم تعطَ سكتت والله يقول: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) .

                  والمضحك المبكي لو سألت هؤلاء الاشخاص وقلت لهم لماذا انتم هكذا وهل خلقكم الله ولم يفرق بينكم وبين الحيوان يقولون لك لا علاقة لنا بالسياسة نحن نريد ان نعيش بهذا الشكل افضل وهم ممن وصفهم الله في قوله: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44).

                  (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (لأنفال:22).

                  3. فلاسفة ومنظرون وضعيون

                  سلموا امورهم بايد اشخاص ظناً منهم بان هؤلاء الاشخاص هم الذين يمتلكون العصا السحرية لخلاصهم مما هم عليه وهؤلاء الاشخاص الذين يعتبرون من الفلاسفة والمنظرين الذين وضعوا لهم النظريات والقوانين الوضعية وطرحوها بانها افضل ما توصل اليه العقل البشري لا هم لهم من الدنيا الا حب انفسهم وطرح اهوائهم التي هي النكراء وليس من العقل بشيء (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)

                  ونتيجة لهذه القواعد والاسس الوضعية العقلية سادت المجتمعات علاقات ما انزل الله بها من سلطان تحكمها شروط وقوانين وضعية هي ليست من الأخلاق بشيء و لم تسمح بها كافة الأديان السماوية كما هو في حالة زواج الاجناس المتماثلة والذي كان سبباً في انتشار الكثير من الامراض التي ابتلى بها الانسان اضافة الى التفسخ الإجتماعي الذي تعاني منه المجتمعات، وانعكس هذا بشكل كبير ومؤثر على حياة الإنسان اليومية التي تتأثر بالقوانين والأنظمة الوضعية التي تحدد العلاقات البشرية وكانت من اثار فصل الأخلاق عن الدين ان الانظمة الوضعية اخذت الإنسان بعيداً عن الإيمان وعن الهدف الذي خلق من أجله واصبح الاستمرار بالحياة والحصول على المادة الهدف الرئيسي حتى نسي الناس إن الدنيا دار فناء و ليست دار بقاء وأصبحت النزعة الدنيوية في عصرنا الحاضر تصبغ سلوك معظم الناس بعد أن تجردوا من الدين ومن الأخلاق الإلهية التي ميزتهم عن بقية خلق الله. و هنا انقلبت اهداف وموازين الحياة بالنسبة لهؤلاء الناس وأصبح سبب خلقهم و وجودهم هو الكفاح من أجل البقاء إلى الأبد وأصبحت نظرة بعضهم إلى الموت تصوره على أنه مصدر تحد و يجب على الناس أن يقاوموا أسبابه إلى آخر لحظة وحاولوا تناسي ان معركتهم خاسرة و أن أشكال الاحتياطات الصحية ومقاومة الأمراض لن تأتي بالخلود لكنها كثيرا ما تطيل أمد المعاناة!
                  يقول السيد احمد الحسن ع في تعريفه للعقل:

                  (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (البقرة:151)

                  ومن قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة: من الآية282)

                  فلايمكن حذف الله سبحانه وتعالى من معادلة تحصيل المعلومة عند الانسان لان الانسان قائم بالله سبحانه وتعالى.

                  اي ان تدخل الله سبحانه وتعالى موجود ومستمر لان العقل والانسان وكل الموجودات هي خلقه سبحانه وهي قائمة ومستمرة في وجودها به سبحانه وتعالى. وبالتالي فان حقائق الاشياء به سبحانه تُكشف وتُعرف وتُعلم وتُحَصَّل وبارادته تمتنع فتُجهَل.

                  1- يجب اولا تعريف العقل والوقوف على حقيقة الموجود عند كل الناس، ومن ثم بيان العقل الحقيقي الذي خُلق الناس ليصلوا له ، وبيان ان الفطرة الداعية الى الصلاح ونبذ الفساد انما هي صورة العقل وظل العقل والمرآة التي انعكس فيها العقل فبالاستمرار في توجيهها الى العقل والارتقاء حتى الوصول الى العقل الحقيقي في السماء السابعة الكلية تتبدل حقيقة هذه الصورة ( ظل العقل ) الى حقيقة (عقل ) بعد الوصول الى الحقيقة التي كانت ظاهرة فيها وبيان ان ظل العقل يمكن ان ينكسه الانسان فيوجهه الى عكس جهة العقل فيسير به الى التسافل حتى تتبدل حقيقته فيمسي النكراء والشيطنة ويمسي داعياً الى الفساد ونبذ الصلاح. اذن فالمحصلة يمكن ان يمسي العقل الذي يدعونه للانسان يرى المقاييس مقلوبة والحق باطلاً والباطل حقاً والمنكر معروفاً والمعروف منكراً وقد حذر رسول الله (ص) ان الناس في اخر الزمان سيمسون يرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً

                  وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) عن هكذا زمان وحذر منه كما في رواية الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ فقال: نعم وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً، والمنكر معروفاً.

                  اذن كيف يمكن الاعتماد على العقل المدعى لكل انسان ان يميز الحسن والقبيح وهو يمكن ان ينكس رأسا على عقب فيرى الامور منكوسة ( المنكر معروفاً، والمعروف منكراً، والحسن قبيحاً ، .........وهكذا )

                  واذا استنكروا بالقول هل يمكن ان يكون هناك انتكاس جماعي لغالبية المجتمع ؟؟

                  فاظن القرأن يتكفل الاجابة بكلامه عن الكثرة والقلة (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (واكثرهم للحق كارهون) (وقليل من عبادي الشكور).

                  طبعا لا يمكن ان يكون انتكاس لكل الناس ولكن القلة التي تقف على الحقيقة دائما متهمة بالسفه والتوهم وكونها قلة ، والكثرة ( ومنهم السادة المُنَظِّرون لحجية العقل الانساني في التشريع وكشف الحسن والقبح بشكل كامل ) يتوهمون انفسهم الحق ويعتبرون ان القلة شواذ لايعتد بها ( مع العلم ان اعتبار القله شواذ وبالتالي لا تنقض القاعدة التي وضعوها ، امر معتبر عندهم دائما ) فهم يعتبرون ان الكثرة قاعدة وقانون والقلة شواذ ويعتمدون اعتماداً كلياً على هذا القرار !!!!

                  مع ان هذا القرار بحد ذاته منقوض بالقرآن ، وايضا في واقع الرسالات الالهية .

                  اذن من يؤمن بالقرآن عليه ان يعيد حساباته على اساس ما في القرآن وقوله تعالى فيه وايضا على اساس واقع الرسالات الالهية، لا على اساس وواقع عامة الناس وكتب الاصول والفلسفة (التي كتبها اناس غير معصومين ويحتمل ان يكون بعض ما سطروه هو الضلال بعينه) .

                  2- لابد من بيان حدود العقل الذي يمتلكه كل الناس وبيان مجال عمله ليكون منتجا ، فلا يمكن اننا ننتظر من معمل حلويات مثلا ان ينتج ملابس عندما نضع في مكائنه بدلا عن السكر ،القطن او الصوف فكوننا وضعناها فيه لا يجعله معمل ملابس . وكذا بالنسبة للعقل الذي يملكه جميع الناس فعندما نحتكم اليه في امور خارجه عن حدود قدرته فلن يكون منتجا وسيكون الانتاج المحصل وهما وليس حقيقيا يعبر عن الواقع ، سيكون انتاجاً مشوهاً ومسخاً .

                  3- كون العقل الموجود عند كل الناس آلة يمكنها البحث وتمييز الجيد من الرديء في بعض الاحيان لا يجعل للعقل القدرة المطلقة على تمييز كل ما هو جيد حسن وكل ماهو رديء قبيح .
                  فلابد من بيان النقص الذي يعتري العقل فهو ليس كاملاً ليوضع ميزاناً للكمال ولاشك ان المقصود بالحسن هو الكمال المرضي عند الله . فلا يمكن ان يكون العقل ( الذي عند كل الناس) الناقص ميزاناً لبيان الكمال المرضي عند الكامل المطلق.

                  مع إن ما ادعوه عقلاً ما هو إلا ظل له ، وصورة له تختلف باختلاف المرآة التي انعكست عليها ، والنفس التي انطبعت فيها ، ففي النفوس المنكوسة تنطبع الصورة معكوسة ، قال أمير المؤمنين علي (ع) : (( وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج الدرة من بين حب الحصيد )) . انتهى كلام السيد احمد الحسن (ع).


                  يتبع ...



                  متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

                  ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

                  أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

                  كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

                  ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

                  خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

                  Comment

                  • Be Ahmad Ehtadait
                    مشرف
                    • 26-03-2009
                    • 4471

                    #10
                    رد: المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

                    قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82).

                    علماً بان مايطرحه هؤلاء المنظرون الذين يشهدون على انفسهم بقولهم باننا نظن بان الذي توصلنا اليه هو الافضل والله يقول (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)

                    (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (يونس:36)

                    4. المتلبسون بلباس الدين

                    وهؤلاء اخطر حلقة وهم رجال الدين غير العاملين او المتلبسون بلباس الدين من جميع الاديان السماوية وهؤلاء هم الذين حرفوا دين الله قال تعالى(اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (التوبة:9)

                    وحرفوا الامة عن الصراط المستقيم المتمثل بحجة الله وخليفته في ارضه ونصبوا انفسهم بديلاً عن الخليفة المنصب من قبل الله بل ازدادوا في طغيانهم واعتبروا انفسهم هم الخلفاء في دين الله ومن اراد الوصول الى الله يجب عليه المرور عن طريقهم والا اعتبروه كافراً ومصيره الى جهنم ووضعوا القواعد والاسس والنظريات الوضعية ليلبسوا الحق بالباطل قال تعالى (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:42)

                    (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (آل عمران:71).

                    (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام:159).

                    وهؤلاء لا يدعون الامة تقود نفسها باتباعها خليفة الله للخلاص من السلاطين والملوك المتسلطين بل يعملون على تقديسهم ومحاباتهم والجلوس حول موائدهم (اذا رأيت رجال الدين امام ابواب السلاطين فقل ان الدين قد فسد).

                    فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، 27وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، 28كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ"( إنجيل متى 20: (25 - 28) .

                    [/COLOR]ويرى العلامة النائيني: ( بأن هذه الأمراض المستعصية كالجهل والأمية المستشرية في الأمة تحت تأثير طبيعة النظم الاستبدادية ترجع بأجمعها إلى ثقافة (تقديس السلطان) أو (عبادة الملوك) التي توغلت في نفوس أبناء الأمة حتى غدت وكأنها من جملة طبائعهم التي قد جبلهم الله عليها، علماً بأن مبادئ الشريعة المقدسة وضروريات الدين الإسلامي تؤكد حرمة التعاون مع الحكام الغاصبين واعانة الطواغيت والظلمة، إلا أن بعض رجال الدين يتشبثون بالمغالطات في دفاعهم عنهم ويصورون ذلك دفاعا عن الدين، وهم في الواقع إنما يبيعون أنفسهم ويشوهون مبادئ الدين الحنيف ويروجون الصنمية وعبادة الأوثان من حيث لا يشعرون.( النائيني، تنبيه الأمة، ص109 ).

                    5. الانتفاعيون والانتهازيون

                    المنتفعون من اولئك المتسلطين والمتحكمين بمقدرات الشعوب وهولاء همهم الوحيد ارضاء اسيادهم ومرؤسيهم لانهم ربطوا انفسهم بهم فببقاء الحكام الطغاة ورجال الدين الخونة بقاءهم لذلك تراهم يضعون ايديهم بيد الشيطان ويستخدمون دهاءهم بجملة من الامور من بينها توجيه الآلة الاعلامية الضخمة التي تزيف الحقائق بل تقلب الحقائق وهم يستخدمون اموال الشعوب التي سلبها بالباطل اولئك المتسلطون لخلق صورة مثالية عن هؤلاء المتسلطين لكي يوهموا الشعوب المغلوبة على امرها بان هذا هو الطريق القويم ومن سلكه فقد امن ومن لايسلكه ووقف بوجههم وتصدى لهم فهو يسبح عكس التيار ويصفونه بالرجعية مرة وبالتخلف مرة ثانية وبتشويه سمعته مرة ثالثة فان لم يستجب لذلك تاتي مرحلة التصفية الجسدية وهو ما يحصل اليوم بمرأى ومسمع الجميع.

                    هذه اهم الاسباب لتدهور الاوضاع المعيشية والسياسية والامنية والاخلاقية والاقتصادية والاهم الدينية فمن لادين له يوجهه الى السماء فله شيطان يوجهه نحو المادة والتمسك بها وجعلها جل همه وهو يظن بان الاشباع المادي وصولاً للرفاهية المادية غاية مطلبه وهو حاله حال السكارى قال تعالى: (.... وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج: من الآية2) .

                    ولعمري لو انهم اخرجوا انفسهم من دائرة قول امير المؤمنين علي عليه السلام (فيا عجبي ومالي لا اعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يتقصون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي،ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب، المعروف ماعرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا، وكل امرئ منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ … )( الوسائل ج18 ص117 ) ، (....ولا تفرحوا بتزين الدنيا لكم وإقبالها عليكم فإنه كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء…) ولا تكونوا: (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ).( البقرة -17 ) ، وارجعوا إلى حكم الكتاب والعترة.

                    وجميع الأنبياء والمرسلين والائمة عليهم السلام أرسلوا لإصلاح الفساد العقائدي والتشريعي والأخلاقي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحججهم بسيطة خالية من التعقيد لا تحتاج إلى النظر الكثير والتحقيق الخطير ليتضح إنها الحق المبين ولكنها عندما تلقى على قوم لوثوا فطرة الله وصبغوا أنفسهم بغير صبغة الله تصبح في غاية التعقيد والإبهام لأنها ألقيت على قوم لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها.

                    ولو انهم اتعظوا باحوال الانبياء والمرسلين واصحابهم منذ خلق الله الخلق وبالعبر التي فيها من القصص (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ( يوسف -111 ). والتي يستطيع ان يعرفها القاصي والداني فما احتاجوا للرجوع الى علماء تضع العراقيل والعقبات لمحاولة صد الناس عن تلك الحقائق التي عرفها اصحاب الانبياء والمرسلين ببساطة ودون عناء بدراسة الفلسفة والمنطق وجميع كتب التفاسير الوضعية وبها تستطيع معرفة الحق بل الحق اقول انه من تواضع لله واعترف بعجزه امام الله وسلم اموره له سبحانه هو من اصحاب البصيرة فجل اصحاب الانبياء هم من العاملين فهذا الصياد وذاك النجار وهناك التمار والسمان والراعي والخادم وهذا ابي ذر الغفاري رضي الله عنه بينهم عرف الحق وسار في الطريق دون اللجوء الى فلاسفة العصر وقال الحق ولم يخشَ لومة لائم فاينكم من أولئك الذين سطر التاريخ اسماءهم بأحرف من نور ؟؟؟
                    ومن اين لهؤلاء الذين يدعون العلم ان يعرفوا خفايا الامور عند الناس ومايضمروه للمستقبل لكي يضعوا لنا قواعد واسس المستقبل ؟؟؟

                    ينقل عن السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله): (وكل مجتمع لأية أمة من الأمم الغابرة والحاضرة لم يتبع الفكر والتشريع الرباني في بنائه فهو مجتمع فرعوني في درجة من الدرجات الفرعونية)( المجتمع الفرعوني ص14. ).

                    وقال أيضا : (ان من مستلزمات العمل بالاحكام هو وجود المجتمع الاسلامي والحاكم الشرعي في اعلى قمة هرمه ولذا في المجتمع الفرعوني يجب على الفقيه من موقعه القيادي وعلى المسلمين من موقعهم الجماهيري ان يتحركوا بجميع الوسائل والأساليب الناجحة لاقامة المجتمع الإسلامي واقامة أحكام الله تعالى على عباده وبلاده من واجب الخلافة الربانية)( المجتمع الفرعوني ص195 ).

                    وقال ايضا (رحمه الله) : ( ان نظام الحكم في الاسلام يتميز عن جميع انظمة الحكم التي وصفها الانسان بمميزات خطيرة اضافة الى كونه تشريعاً من الله العليم الحكيم (وهذا يكفي)، فمن هذه الميزات ان الحاكم الشرعي في دولة الاسلام الذي يعود القرار الفاصل في جميع قضايا الامة يجب ان يكون افضل الناس في جميع النواحي الشخصية الانسانية، ولذلك كان الانبياء (ع) هم الحكام في اممهم اعترف الناس بذلك ام لم يعترفوا، وبعد الانبياء (ع) هم الاولياء المعصومون والاوصياء المنصوص عليهم، وهم الائمة وهم يتولون القيادة الرسالية الرشيدة في شعوبهم ومن بعدهم الفقهاء …)( المجتمع الفرعوني ص 182 ).

                    وهنا وقع السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) في الخطأ حيث اعطى الصلاحية في قيادة الامة من بعد الانبياء والاوصياء الى قيادة الى الفقهاء فمهما كانت درجتهم العلمية ومهما كان قربهم من الانبياء والاوصياء وحتى في زمن الغيبة لا يحق لاحد الجلوس في هذا المكان، وهذا امير المؤمنين يقول لشريح القاضي ياشريح ما جلس مجلسك هذا الا نبي او وصي او شقي وهنا دليل واضح بان ادارة دفة الحكم لا تكون الا لنبي او وصي .

                    يخاطب علي بن ابي طالب عليه السلام كميل فيقول :

                    يا كميل الدين لله فلا يقبل الله من أحد القيام به إلا رسولا أو نبيا أو وصيا. يا كميل هي نبوة ورسالة وإمامة وليس بعد ذلك إلا موالين متبعين أو عامهين مبتدعين، إنما يتقبل الله من المتقين.

                    عَنْ محمد الباقر(ع) قَالَ:" قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِيَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ دَانَتْ بِوَلَايَةِ كُلِّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَنْفُسِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً"( الكافي ج : 1 ص : 376 ).

                    لذلك من يضع لنا القواعد واسس المستقبل يجب ان يعرف النيات وما تخفي الانفس وأنى يكون لاحد غير المنصب من الله وهو حجته على خلقه وخليفته في ارضه فهو الوحيد الذي له اتصال بالسماء وهو الوحيد الذي يعرف ما ستؤول اليه الامة ولا احد سواه !!!.

                    فهي معركة بين اهل الحق وبين اهل الباطل وسينتصر اهل الحق كما وعدنا سبحانه فهل المعركة التي يريدها المصلح العالمي معركة هداية ام معركة قتل ؟

                    يقول السيد احمد عليه السلام :

                    المعركة هي معركة هداية بالنسبة للمهدي (ع)، وليست معركة قتل وسفك دماء، فإبليس (لعنه الله) يريد أن يأخذ أكبر عدد ممكن معه ليدخلهم إلى جهنم، ويحقق وعده بغوايتهم، أمّا المهدي (ع) فيريد أن يأخذ أكبر عدد ممكن معه إلى الجنة بهدايتهم إلى الحق والتوحيد الخالص له سبحانه وتعالى .


                    المصدر : بقلم الاستاذ " اميري حسين "

                    المصدر الصوتي : http://www.4shared.com/music/ltQtkGvL/_____2_-__.html

                    والحمدلله رب العالمين
                    Last edited by Be Ahmad Ehtadait; 25-09-2012, 19:19.



                    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

                    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

                    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

                    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

                    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

                    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

                    Comment

                    • نجمة الجدي
                      مدير متابعة وتنشيط
                      • 25-09-2008
                      • 5278

                      #11
                      رد: المسلم في عالم الاقتصاد - متجدد

                      جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المميز
                      قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

                      Comment

                      Working...
                      X
                      😀
                      🥰
                      🤢
                      😎
                      😡
                      👍
                      👎