إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ليلة الضربة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • بوعلي
    عضو نشيط
    • 16-10-2008
    • 557

    ليلة الضربة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما




    أعزي سيدي و مولاي الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) ووصيه الركن الشديد أحمد الحسن (ع) بمصابهم و مصابنا بليلة الضربة حيث ضرب أمير المؤمنين (ع) بسيف مسموم على رأسه الشريف الطاهر .
    عظم الله اجوركم يا مؤمنين في مشارق الارض و مغاربها

    اللهم العن عبدالرحمن بن ملجم اشقى الاشقياء



    اللهم صل على فاطمة و أبيها وبعلها و بنيها و السر المستودع فيها
  • بوعلي
    عضو نشيط
    • 16-10-2008
    • 557

    #2
    رد: ليلة الضربة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما




    المشهور عند الشيعة ان سيد الاوصياء أمير المؤمنين (ع) ضرب بيد أشقى الناس إبن ملجم المرادي في الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة عند الفجر و فاضت روحه المقدسة الى رياض القدس و الجنان في ليلة (21) من شهر رمضان , و كان عمره الشريف ستا و ستين سنة .

    و لما بعث النبي (ص) كان عمره (ع) عشر سنين فآمن به , و كان معه بعد البعثة ثلاث عشر سنة في مكة , و لما هاجر النبي (ص) الى المدينة كان معه أيضا عشر سنين .

    ثم ابتلى بعدها بمصيبة ارتحال رسول الله (ص) , و بقي بعده ثلاثين سنة , سنتين و اربعة اشهر في خلافة أبي بكر , و احدى عشرة سنة في خلافة عمر و اثنتي عشرة سنة في خلافة عثمان .

    و كانت مدة خلافته الظاهرية خمس سنين تقريبا , و كان مشغولا فيها بقتال المنافقين و المردة , و أصبح (ع) مظلوما بعد رسول الله (ص) , و كان يظهر مظلوميتة أحيانا , و قد ضاق صدره من عناد الناس و نفاقهم و تمردهم حتى رجا الله أن يعجل في موته .

    و قد أخبر مرارا عن استشهاده بيد ابن ملجم و كان يقول و قد مسح لحيته (( ما يحبس أشقاها أن يخضبها عن أعلاها بدم ؟ )) و صعد المنبر في شهر رمضان الذي استشهد فيه و أخبر أصحابه بأنهم سيحجون هذا العام و لا يكون هو فيهم .

    و كان (ع) يبيت في ذلك الشهر ليلة عند الامام الحسن و ليلة عند الإمام الحسين و ليلة عند زينب (ع) و كانت في بيت زوجها عبدالله بن جعفر , و كان يفطر عندهم و لم تتجاوز لقماته الثلاث , فسئل عن سبب ذلك ؟ فأجاب (ع) انه قد دنا أجله و يريد لقاء ربه و هو خميص ( ضامر البطن ) .

    و قيل أن عليا (ع) كان جالسا ذات يوم على المنبر فانتبه الى ابنه الحسن فسأله عن شهر رمضان كم يوم مضى منه , فأجابه ثلاث عشر يوما , ثم انتبه الى ابنه الحسين فسأله عن شهر رمضان كم يوم بقي منه , فأجاب سبعة عشر يوما , فوضع يده على لحيته الشريفة و قد اشتعلت شيبا , ثم قال : (( و الله ليخضبها بدمها اذا انبعث اشقاها )) .
    ثم أنشد (ع) :
    أريد حياته و يريد قتلي ------ عذيرك من خليلك من مراد

    أما كيفية مقتله (ع) فهو ما نقله جمع من المؤرخين , ان نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة بعد وقعة النهروان منهم عبدالرحمن بن ملجم , فتذاكروا الامراء فعابوهم و عابوا أعمالهم , و ذكروا أهل النهروان و ترحموا عليهم , و كان هذا دأبهم كل يوم , و قالوا : أن عليا و معاوية قد أفسدا هذه الامة فلو قتلناهما أرحنا العباد و البلاد منهما .

    فقال رجل من بني اشجع : و الله عمرو بن العاص لا يقل عنهما , بل هو اصل الفساد و أساس الفتنه , فاجتمع رأيهم على قتل هؤلاء الثلاثة .

    قال اللعين ابن ملجم : أنا أكفيكم عليا , و قال الحجاج بن عبدالله المعروف بالبرك : أنا أكفيكم معاوية , و قال دادوية المعروف بعمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص .

    فتعاهدوا على ذلك و تواثقوا على الوفاء به , و ان يقتلوهم في ليلة واحدة بل في ساعة واحدة فكان موعدهم شهر رمضان في الليلة التاسعة عشر منه حين صلاة الفجر , فتفرقوا بعد ذلك وأخذ البرك طريق الشام , و سافر عمرو إلى مصر , و ذهب ابن ملجم اللعين الى الكوفة , و قد طالوا سيوفهم بالسم الناقع و كتموا أمرهم و أنتضروا وصول يوم الميعاد .

    فلما كانت الليل التاسعة عشرة دخل البرك بن عبدالله المسجد متقلدا سيفة المسموم , ووقف خلف معاوية فلما ركع معاوية و قيل حينما سجد ضربه بالسيف على فخذه فصاح معاوية ووقع في الحراب .

    فاضطرب الناس و قبضوا على البرك و أخذوا معاوية الى بيته , و جاؤوا بطبيب حاذق لمداواته , فلما رأى الطبيب الجرح قال : انها ضربة بسيف مسموم و قد أثر في عرق النكاح , فلو أردت البرء و عدم انقطاع النسل فعلاجه الكي و الا فالدواء و لكن ينقطع نسلك .

    فقال معاوية : اني لن أتحمل و لا أطيق حر الحديد المحماه , و يكفيني من النسل ابناي يزيد و عبدالله , فداووه بالعقاقير حتى برأ و لكن انقطع نسله , و أمر بعدها ببناء مقصورة في المسجد ووضع الحراس عليها ليحرسوه .

    ثم أمر باحضار البرك و حكم عليه بضرب عنقه , فقال البرك : الامان و البشارة يا معاوية , قال ما هي تلك البشارة ؟ قال : ان خليلي ذهب لقتل علي , فاحبسني الان حتى يأتيك الخبر , فاذا قتل عليا فاصنع بي ما تشاء و الا اطلقني كي أذهب فأقتل عليا و أقسم بالله ان آتيك حتى تفعل بي ما تشاء , فحبسه معاوية على قول فلما وصل اليه خبر قتل أمير المؤمنين (ع) سرح البرك فرحا بهذا الخبر .

    أما عمرو بن بكر فانه لما دخل مصر صبر الى ليلة التاسعة عشر , فدخل مسجد الجامع مع سيفه المسموم و انتضر مجيئ عمرو بن العاص لكن عمرو لم يحضر للصلاة لعلة اصابته فاستخلف مكانه خارجة بن حبيبة قاضي مصر .

    فوقف خارجة للصلاة و ظن عمرو بن بكر انه عمرو بن العاص , فسل سيفه و ضرب خارجة به فصرعه و تخبط بدمه و هرب عمرو بن بكر الا انهم اسروه و جاؤوا به الى عمرو بن العاص فأمر بقتلة .

    فأخد عمرو بالبكاء و الجزع و النحيب فقيل له : ما هذا البكاء عند الموت ؟ فان من يصنع مثل ما تصنع لا يخاف من الموت , فقال : لا و الله أني لا أهاب الموت لكن أبكي على عدم توفيقي لقتل عمرو بن العاص , و الحال ان شركائي البرك و ابن ملجم وصلوا الى أمنيتهم بقتل علي و معاوية .

    فأمر عمرو بقتله ثم ذهب في اليوم الثاني الى عيادة خارجة و كان به رمق من الحياة فقال : يا ابا عبدالله قصدك الرجل , فقال عمرو : لكن الله أراد خارجة .

    أما عبدالرحمن ابن ملجم فانه توجه الى الكوفة و نزل في محله بني كندة , موضع اجتماع القاعدين من الخوارج , و كتم أمره عن أصحابه , فكان في انتظار الموعد , ثم انه زار رجلا من أصحابه ذات يوم فصادف عنده قطام بنت الأخضر التميمية , و كانت من أجمل نساء زمانها و كان أمير المؤمنين (ع) قتل اباها و أخاها بالنهروان فكانت شديدة الحقد و النصب عليه .

    فلما رآها ابن ملجم و رأى جمالها شغف بها و اشتد اعجابه بها , فسأل عن نكاحها و خطبها فقالت له : ما الذي تسمي لي من الصداق ؟ فقال لها : احتكمي بذلك , فقالت له : أنا محتكمة عليك بثلاثه الاف درهم ووصيفا و خادما و قتل علي بن أبي طالب .

    فقال لها : لك جميع ما سألت فاما قتل علي بن أبي طالب فأنى لي بذلك , فقالت : تلتمس غرته ثم تقتله , فان انت قتلته شفيت نفسي , و هنأك العيش معي , و ان انت قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا , فلما رأى ابن ملجم موافقة تلك الملعونة له في الرأي قال لها : أما و الله ما أقدمني هذا المصر الا ما سألتيني من قتل علي بن أبي طالب .

    فقالت قطام : فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك نت قومي , فبعثت الى وردان بن مجالد و كان من قبيلتها , و طلبت منه مساعدة ابن ملجم , فعزم بعد ذلك ابن ملجم على فعله و لقي شبيب بن بحرة من بني أشجع و كان على مذهبه فقال له ؟
    يا شبيب هل لك في شرف الدنيا و الاخرة ؟
    قال : و ما ذاك ؟
    قال : تساعدني على قتل علي بن أبي طالب .

    وكان شبيب على رأي الخوارج ، فقال له : يا ابن ملجم هبلتك الهبول لقد جئت شيئا إدا ، وكيف تقدر على ذلك ؟ فقال له ابن ملجم : نمكن له في المسجد الاعظم فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به ، فإن نحن قتلناه شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا ، فلم يزل به حتى أجابه ، فأقبل معه حتى دخلا المسجد الاعظم على قطامة وهي معتكفة في المسجد الاعظم قد ضربت عليها قبة ، فقالا لها : قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل ، فقالت لهما : إذا أردتما ذلك فائتياني في هذاالموضع ، فانصرفا من عندها ، فلبثا أياما ثم أتياها ومعهما الآخر ليلة الاربعاء لتسعة عشرة ( ليلة ) خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم ، وتقلدوا أسيافهم ، ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الاشعث ابن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أميرالمؤمنين عليه السلام ، وواطأهم على ذلك وحضر الاشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه ، وكان حجر ابن عدي في تلك الليلة بائتا في المسجد ، فسمع الاشعث يقول : يا ابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فأحس حجر بما أراد الاشعث ، فقال له : قتلته يا أعور ! وخرج مبادرا ليمضي إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ليخبره الخبرو يحذره من القوم ، وخالفه أميرالمؤمنين عليه السلام من الطريق فدخل المسجد .

    فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف .

    وأقبل حجر والناس يقولون : قتل أميرالمؤمنين عليه السلام .

    اما احوال أمير المؤمنين (ع) في تلك الليلة :

    قالت ام كلثوم بنت أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : لما كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قدمت إليه عند إفطاره طبقا فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح جريش ، فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره ، فلما نظر إليه وتأمله حرك رأسه وبكى بكاءا شديدا عاليا ، وقال : يا بنية ما ظننت أن بنتا تسوء أباها كما قد أسأت أنت إلي ، قالت : وماذا يا أباه ؟ قال : يا بنية أتقدمين إلى أبيك إدامين في فرد طبق واحد ؟ أتريدين أن يطول وقوفي غدا بين يدي الله عزوجل يوم القيامة أنا اريد أن أتبع أخي وابن عمي رسول الله صلى الله عليه واله ما قدم إليه إدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله ، يا بنية ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلا طال وقوفه بين يدي الله عزوجل يوم القيامة ، يا بنية إن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وقد أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله أن جبرئيل عليه السلام نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الارض وقال : يا محمد السلام يقرؤك السلام ويقول لك : إن شئت صيرت معك جبال تهامة ذهبا وفضة ، وخذ هذه مفاتيح كنوز الارض ولا ينقص ذلك من حظك يوم القيامة ، قال : يا جبرئيل وما يكون بعد ذلك ؟ قال : الموت ، فقال : إذا لا حاجة لي في الدنيا ، دعني أجوع يوما وأشبع يوما ، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع إلى ربي وأسأله ، واليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده ، فقال له جبرئيل : وفقت لكل خير يا محمد .

    ثم قال عليه السلام : يا بنية الدنيا دار غرور ودار هوان ، فمن قدم شيئا وجده ، يا بنية والله لا آكل شيئا حتى ترفعين أحد الادامين ، فلما رفعته تقدم إلى الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش ، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قام إلى صلاته فصلى ولم يزل راكعا وساجدا ومبتهلا ومتضرعا إلى الله سبحانه ، ويكثر الدخول و الخروج وهو ينظر إلى السماء وهو قلق يتململ ، ثم قرأ سورة " يس " حتى ختمها ، و كان يقول :

    (( اللهم بارك لنا في لقائك )) و يكثر من قولة (( انا لله و انا اليه راجعون )) و (( لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم )) و يصلي على انبي و أله و يستغفر الله كثيرا .

    منتهى الآمال للشيخ عباس القمي ص 329 الى 335

    اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎