إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

أين مالك؟لو كان حجرآ لكان صلدا

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • الشمس المضيئة
    عضو نشيط
    • 25-09-2008
    • 111

    أين مالك؟لو كان حجرآ لكان صلدا

    أين مالك ؟..لو كان حجَراً لكان صَلْدا

    مُساهمة من طرف و ما توفيقي إلا بالله

    بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على محمد وآله الأئمة و المهديين

    مالك الأشتر

    النسب، واللقب، والحسب
    هو مالك بن الحارث بن عبد يَغوث بن سَلِمة بن ربيعة... بن يَعرُب بن قحطان.

    لُقّب بـ « الأشتر » لأن إحدى عينيه شُتِرَت ـ أي شُقّت ـ في معركة اليرموك، حين كان يشارك في حروب المسلمين ضدّ الروم والفرس.

    * قال ابن أبي الحديد المعتزلي: ولَعمري لقد كان الأشتر.. شديد البأس، جواداً رئيساً حليماً، فصيحاً شاعراً، وكان يجمع بين اللين والعنف؛ فيسطو في موضع السطوة، ويرفق في موضع الرفق.

    المولد السعيد

    لا تذكر المصادر التاريخية تاريخاً محدّداً لولادة مالك الأشتر رحمه الله، ولكن توجد قرائن تاريخيّة نستطيع من خلالها معرفة ولادته على وجهٍ تقريبيّ تخمينيّ.. إذ تُقدّر بين سنة 25 ـ 30 قبل الهجرة النبويّة الشريفة، بعد أن ذكره ابن حجر في (الإصابة) في عداد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ووصفه معاوية مع جماعة بأنّهم ذوو أسنان وألسنة، أي متقدّمون في السنّ والخطابة ـ كما في (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد.

    وقائع مهمّة في حياةالأشتر
    ذُكر مالك الأشتر في جملة المحاربين الشُّجعان الذين خاضوا معركة اليرموك، وهي المعركة التي دارت بين المسلمين والروم. وثمّة اشارات تدلّ على أنّ مالكاً رضوان الله عليه كان قبل اليرموك يشارك في فتوح الشام ويدافع عن مبادئ الإسلام وقيمه السامية، ويدفع عن كيان الإسلام وثغور المسلمين شرور الكفّار.

    وحينما كان المسلمون في الشام يقاتلون الروم، كان إخوانهم يقاتلون الفرس في جهة العراق، لذا احتاجوا إلى المَدد لمجابهة كسرى، فكان المدد الذي توجّه إلى الشام ألفَ فارس.. فيهم هاشم بن عُتبة بن أبي وقّاص، وقيس بن هُبيرة المُراديّ، ومالك الأشتر، فالتحقوا بجيش اليرموك الذي خفّ عبؤه بعد فتح دمشق، فتوجه إلى العراق ليحسم معركة القادسيّة هناك.

    قال ابن الأثير: سَيَّر أبو عبيدة بن الجرّاح جيشاً مع مَيسَرة بن مَسروق العَبْسيّ، فسلكوا درب (بغراس) من أعمال أنطاكية إلى بلاد الروم... فلقي جمعاً للروم معهم عربٌ من قبائل غسّان وتَنُوخ وإياد يريدون اللَّحاق بهرقل، فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، ثمّ لحق به مالك الأشتر النَّخَعيّ؛ مدداً من قِبل أبي عبيدة وهو بأنطاكية.

    فيما نقل ابن أعثَم في (الفتوح) أنّ الأشتر تزعّم جيشاً قوامُه ألف فارس ليفتح (آمُد) و (مِيافارقين)، فلمّا رأى مالك حصانةَ حصنِ آمُد أمر جيشَه بالتكبير وتعالت أصواتهم بالتكبير، فظنّ العدوّ أنّهم عشرة آلاف، فأرسلوا إلى الأشتر في طلب الصلح، وكذلك فعل أهل ميافارقين حيث صالحوه وانتهى الأمر بنصر المسلمين.

    وحين دبّ الخلاف والاختلاف بين المسلمين، بسبب مخالفة البعض لتعاليم القرآن الكريم وسنة النبيّ الأمين.. لم يَسَع الأشترَ السكوتُ وقد كُسِر ضلع عبدالله بن مسعود الصحابيّ الجليل، وأُخرج بالضرب من المسجد النبويّ، ونال عمّارُ بن ياسر من العنف والضرب ما ناله وهو الصحابيّ الشهم المخلص المضحّي، ولقي أبو ذرّ ما لقي من النفي والتشريد وقطع عطائه والتوهين بكرامته وهو الذي مُدح مدحاً جليلاً على لسان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    فسار مالك الأشتر ـ وهو المسلم الغيور ـ في مائتي رجل، وفيهم كثير من الصحابة الأتقياء والتابعين بإحسان، فعرضوا مطاليبهم ومعارضتهم لهذه الانتهاكات الواضحة، إلاّ أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام أرجعهم؛ توقّياً من الفتنة، وحفظاً لدماء المسلمين من أن تُراق، بل حفاظاً على الإسلام من ارتداد الناس عنه. فلمّا رجع المعترضون أمسكوا في الطريق بغلام معه كتاب من عثمان يأمر فيه عامله بالتنكيل ببعض المعترضين وحبس بعضهم وقتل البعض الآخر، فغضبوا ورجعوا إلى المدينة وحاصروا دار الحكومة، ومِن هناك سَرَت نيران الثورة، فكان ما كان.

    مواقفه الشامخة في حكومة إمامهع

    وفي خلافة الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وحكومته، كانت مواقف الأشتر واضحةً جَليّة المعالم، فهذا العملاق الشجاع.. أصبح جُنديّاً مخلصاً لأمير المؤمنين لم يفارقه قطّ، كما كان من قبل تسلّم الإمام لخلافته الظاهريّة، فلم يَرِد ولم يصدُر إلاّ عن أمر الإمام عليّ سلام الله عليه.. حتّى جاء مدحه جليلاً على لسان أمير المؤمنين عليه السّلام، فكان أن كتب في عهده له إلى أهل مصر حين جعله والياً على هذا الإقليم:

    أمّا بعد: فقد بَعثتُ إليكم عبداً من عباد الله، لا ينام أيّامَ الخوف، ولا يَنكُل عن الأعداء ساعاتِ الرَّوع، أشدُّ على الفُجّار من حريق النار، وهو مالك بن الحارث أخو مَذْحِج، فاسمَعوا له وأطيعوا أمرَه فيما طابَق الحقّ، فإنّه سيفٌ من سيُوف الله، لا كليلُ الظُّبّة، ولا نابي الضَّريبة. فإن أمَرَكم أن تَنفِروا فانفِروا، وإن أمَرَكم أن تُقيموا فأقيموا؛ فإنّه لا يُقدِم ولا يُحجِم ولا يُؤخِّر ولا يُقدِّم إلاّ عن أمري.

    وكتب عليه السّلام له يوماً: وأنت مِن آمَنِ أصحابي، وأوثقِهم في نفسي، وأنصحِهم وأرآهُم عندي.
    ولهذا القول الشريف مصاديق مشرقة، إذ كان للأشتر رضوان الله تعالى عليه هذه المواقف والأدوار الفريدة:

    1 ـ قيل: إنّه أوّل مَن بايَعَ الإمامَ عليّاً عليه السّلام على خلافته الحقّة، وطالب المُحجِمين عن البيعة بأن يقدّموا ضمانة على أن لا يُحدِثوا فِتَناً، لكنّ أمير المؤمنين عليه السّلام أمره بتركهم ورأيَهُم.
    2 ـ زَوَّد أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السّلام بالمقاتلين والإمدادات من المحاربين في معركة الجمل الحاسمة، مستثمراً رئاسته زعامته على قبيلة مِذحج خاصّة والنَّخَع عامة، فحشّد منهم قوّاتٍ مهمّة. فيما وقف على ميمنة الإمام في تلك المعركة يفدّيه ويُجندِل الصَّناديد، ويكثر القتل في أصحاب الفتنة والخارجين على طاعة إمام زمانهم.

    3 ـ وفي مقدّمات معركة صفّين.. عمل مالك الأشتر على إنشاء جسر على نهر الفرات؛ ليعبر عليه جيش الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فيقاتل جيش الشِّقاق والانشقاق بقيادة معاوية بن أبي سفيان. ثمّ كان مالك رحمه الله المحوَر الفعّال في إدارة المعركة، فأزال ـ هو والأشعث ـ أبا الأعور السُّلَميّ عن مشرعة الماء بعد أن استولى عليها. وقاد في صفّين أيضاً جيشاً من الفُرسان والمشاة تعداده أربعة آلاف مقاتل، وكان له بَلاء حَسَن يوم السابع من صفر عام 37 هـ حين أوقع الهزيمة في جيش معاوية.

    ولمّا رفع أهل الشام المصاحف، يخدعون بذلك أهل العراق ويستدركون انكسارهم وهلاكهم المحتوم، انخدع الكثير، بَيْد أن مالكاً لم ينخدع ولم يتراجع حتّى اضطرّه الإمام عليّ عليه السّلام إلى الرجوع، كما اضطُرّ إلى قبول صحيفة التحكيم ـ وكان لها رافضاً ـ خضوعاً إلى رضى إمامه عليه السّلام.




    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما


    يا خير المنعمين يا خير المتصدقين
    يا متصدق على السماوات السبع والارضين السبع
    تصدق علينا بظهور حجتك المهدي وانعم على شعبك الضعيف المستضعف
    بالبهجة والسرور بظهور حجتك المهدي
    واجعل العبوس والذل والخزي بالقوم الظالمين المكذبين
    بظهور حجتك المهدي .. اللهم انصره وانتصر به واعزه واعزز به
    واجعله خيمة لشعبك الضعيف يا ارحم الراحمين
  • يازهراء فداك
    عضو نشيط
    • 23-09-2008
    • 188

    #2
    رد: أين مالك؟لو كان حجرآ لكان صلدا

    رد: أين مالك ؟..لو كان حجَراً لكان صَلْدا
    من طرف و ما توفيقي إلا بالله

    تتمة

    الأشتر شاعراً

    لمّا كان مالك الأشتر صاحب تلك المواقف الشامخة.. حاول بعضهم أن يهملوا شعره ويطمسوه، لكنهم لم يفلحوا في إطفاء الشمس
    فالزركليّ في (الأعلام) يذكر: ولمالك شعر جيّد، وقد اختار له أبو تمّام في (ديوان الحماسة) شعراً. وذكره الآمديّ في (المؤتلِف والمختلِف) في عداد الشعراء، وذكر له البحتري في حماسته شعراً، وعدّه ابن حَجَر في (الإصابة) من فحول الشعراء.. أما ابن أبي الحديد المعتزليّ فقد قال في شرح النهج: كان مالك شديد البأس، جواداً حليماً، فصيحاً شاعراً.
    هذا، إلى كثير من المصادر والموسوعات الأخرى، ما يجعلنا نطمئنّ إلى ما في شعره من متانة وسموّ مايستحقّ به الإعجاب والتقدير والدراسة، فضلاً عن الجمع والتبويب، والنشر. لا سيّما وأنّه مليء بمعاني الإسلام والسُنّة النبويّة، والقيم المستوحاة من القرآن والرسالة وروح الدين، وقد انعكس ذلك على ألفاظه وعباراته التي صاغها صياغة جميلة، وأعطاها بُعداً مُبتكَراً، ممّا يدلّ على ارتباطه الوثيق بكتاب الله.
    هذا، ومن خصائص شعر مالك الأشتر أنّ الغالب عليه غرضُ الحماسة والبطولة، وهو انعكاس للصراع الخطير والمرحلة التاريخية الحسّاسة التي كان يمرّ بها الإسلام، وقد جادت به قريحته النابضة الحيّة فيه، ولعلّ الشعر البطوليّ هو الغالبَ العامّ في قصائده، بما يمتاز به من سلاسة وروعة.
    ثمّ إنّه نحا في شعره منحى الوفاء لإخوانه في العقيدة، الذين شاركهم وشاركوه ذكريات الجهاد، فذكَرَهم ذِكراً جميلاً، وكان يشتاق إلى اللحاق بهم.. وذلك واضح في ذِكره لعمّار بن ياسر وهاشم المِرقال وعبدالله بن بُديل الخُزاعيّ.
    ومن الجوانب البارزة في شعر الأشتر، والتي تحتلّ منه مكانة مرموقة، هو الفخر الأصيل الذي لا يصطدم بالمبادئ ولا يخرج على الالتزام الخُلُقيّ الدينيّ، ففخر في المعارك بنفسه وبقومه فهو زعيمهم ورأس حَربتهم، وهو لسانهم والحامل لهمّتهم ، وكانت له شخصيّة طموحة أبيّة عالية، فأنِفَ أن يمدح أحداً أو يفضّله، إلاّ عليّاً أمير المؤمنين عليه السّلام، فكان يتلذّذ بمدحه ونشر فضائله، فيقول:

    هذا عليٌّ في الدُّجى مصباحُ نحن بذا في فضلِه فِصاحُ

    ويقول أيضاً:

    مَـن رأى غُرّةَ الإمام عليٍّ إنّه في دُجى الحَنادِسِ نُورُ
    إنّـه والـذي يَحُجّ له النّا سُ سِراجٌ لدى الظلام منيرُ
    مَن رضاه إمامُه دخلَ الـ ـجَنَّة عَفْواً، وذَنبُه مغفورُ

    الأشتر خطيباً
    وإلى موهبته الشاعريّة الهادفة.. كان الأشتر رضوان الله عليه ذا قوّه خطابيّة فائقة مشفوعة بحجّة واضحة، وقدرة نادرة على تقديم البراهين المقنعة والأجوبة المُفحِمة.
    وقد كان له الأثر البالغ والتأثير العميق على قومه ـ وهو سيّدهم ـ بلباقة خطابته التي جذبت القلوب إلى الحقّ، وعرّفت العقول طريق الصواب والفلاح.
    وحول قدرته الأدبيّة وبلاغته يقول الزركليّ: إنّه من العلماء الفصحاء. ويقول الذهبيّ: كان سيّد قومه وخطيبهم. ووصفه السيّد محسن الأمين فقال: هو خطيب مِنبر، وقائد عسكر، وشاعر ناثر، وقد استطاع أن يُخمد بذلاقة لسانه من الفتن العمياء ما أعيا السيفَ إطفاؤُه.
    وكان من خطبه في أحد أيّام صفّين قوله:
    الحمد لله الذي جعلَ فينا ابنَ عمّ نبيّه، أقدَمُهُم هجرة، وأوّلُهم إسلاما، سيفٌ من سيوف الله صَبَّه على أعدائه، فانظروا إذا حمِيَ الوَطيسُ، وثار القَتام، وتكسّر المُرّان، وجالَت الخيلُ بالأبطال، فلا أسمع إلاّ غَمغمةً أو همهمة، فاتّبِعوني وكوني في أثري.
    وهكذا جمع الأشتر بين مختلف الكمالات، من: شجاعة مشهودة إلى سياسة نبيلة، ومن شعر مع خطابة، ومن حزم مع عقل وتدبير ولين، ودين وكرم، ورئاسة في تواضع.
    بلوغ المراد
    وبعد حياة حافلة بالعزّ والجهاد، وتاريخ مشرق في نصرة الإسلام والنبوّة والإمامة.. يكتب الله تعالى لهذا المؤمن الكبير خاتمةً مشرّفة، هي الشهادة على يد أرذل الخَلْق.
    لقد أمضى مالك حياته يخدم الدين والمسلمين، فكان مدّةً في سُوح الجهاد في سبيل الحقّ، ومدّة والياً لأمير المؤمنين عليه السّلام على الموصل ونَصيبينَ ودارا وسِنجار وآمُد وهِيت وعانات، وغيرها من المدن والولايات.
    وكان لأعداء الله طمع في مصر، لقربها من الشام ولكثرة خراجها، ولتمايل أهلها إلى أهل البيت وكراهتهم لأعدائهم، بادر معاوية بإرسال الجيوش إليها وعلى رأسها عمرو بن العاص ومعاوية بن حديج ليحتلّها. فكان من الخليفة الشرعيّ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أن أرسل مالكَ الأشتر والياً له على مصر.. فاحتال معاوية في قتله، داسّاً إليه سُمّاً بواسطة الجايستار ـ وهو رجل من أهل الخراج، وقيل: كان دهقان القُلْزُم ـ وكان معاوية قد وعد هذا ألاّ يأخذ منه الخراج طيلة حياته إن نفّذ مهمّته الخبيثة تلك، فسقاه السمّ وهو في الطريق إلى مصر، فقضى رضوان الله عليه شهيداً، فقال عمرو بن العاص مُعرِباً عن شماتته: إنّ لله جنوداً من عسل!
    وقال معاوية: إنّه لكان لعليّ بن أبي طالب يدان يمينان: قُطِعت إحداهما بصِفِّين ـ يعني عمّار بن ياسر ـ وقُطعت الأُخرى اليوم ـ يعني مالك الأشتر.
    وكانت شهادته رحمه الله عام 38 هجريّة، بعد أن امتدّ العمر به فنال ما كان يتمنّاه أن يقضي مظلوماً على أيدي أعداء الله وقد حاربهم جهده، فاستجاب الله دعوته واُمنيّته، إذ كان يقول:


    ياربِّ جنّبْني سبيـلَ الفجَرهْ
    ولا تُخيّبْنـي ثوابَ البـررَهْ
    واجعَلْ وفاتي بأكفِّ الكفرَهْ

    أمّا أمير المؤمنين سلام الله عليه.. فجعل يتلهّف ويتأسف على فقدان الأشتر ويقول: للهِ دَرُّ مالك! وما مالك ؟! لو كان جَبَلاً لكان فِنْدا، ولو كان حجَراً لكان صَلْدا، أمَا واللهِ ليَهُدّنّ موتُك عالَما، ولَيُفرِحَنّ عالَما، على مِثل مالكٍ فلْتَبكِ البواكي. وقال عليه السّلام: كان لي مالك كما كنت لرسول الله صلّى الله عليه وآله.

    الحمد لله رب العالمين
    الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

    Comment

    • يازهراء فداك
      عضو نشيط
      • 23-09-2008
      • 188

      #3
      رد: أين مالك؟لو كان حجرآ لكان صلدا

      رد: أين مالك ؟..لو كان حجَراً لكان صَلْدا
      مساهمة من طرف حجر داوود

      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليماً

      ويلتقي الجيشان في صفين!..

      ويُنظّم الإمام عليه السّلام جيشه، فيسند قيادة الخيّالة إلى مالك الأشتر، أما الرجّالة فعليهم عمار بن ياسر. وتبدأ المعركة بالمبارزة، يُقتلُ فيها الفارس.. وتتطور إلى مناوشاتٍ يُقتلُ فيها بضعُ عشراتٍ من الجنود.. وتنتهي بالتحاماتٍ، تتقصّف فيها رماح، وتتكسّر سيوفّ..
      وتبلغ المعركة أوجَها « ليلة الهرير »: الأشتر في الميمنة، وعبدالله بن عباس في الميسرة، وفي القلب علي أميرالمؤمنين عليه السّلام.. وكانت ليلةً طحنت من الفرسان آلافاً!.. وقد بلغ فيها القتلُ والقتالُ ذُرويتهما. أما النتيجة فسجال، إذ لا منتصرٌ ولا منهزمٌ!.
      ولا يقبل الأشتر ذلك، أو يرضى به، فيطلب إليه فرسان قبيلته بني مذحج، فيأتونه ملبّين..
      ويصيح فيهم: « كيف ذلك ؟! وأنتم أبناءُ الحرب، وأصحابُ الغارات، وفتيانُ الصياح، وفرسان الطِراد، وحتوفُ الأقران! والَّذي نفسي بيده، ما من هؤلاء ( وأشار إلى أهل الشام) رجلٌ على مثل جناح بعوضةٍ من دِين! »
      ويكرُّ.. ويكرون، فلم يقصد كتيبةً إلا كشفها ( أي: هزمها ) ولا جمعاً إلاّ حازه، وما زال ذلك دأبُه حتّى أوشك أن يصل إلى السرادق الذي فيه معاويةُ وعمرو بن العاص!.. ودعا معاوية بفرسه فركبها، يطلبُ لنفسه النجاة، ثم طأطأ برأسه قليلاً، يفكرُ، ولمح وزيرَه عمرو بن العاص يرميه بنظراتٍ حِداد، فيها من المعاني ما فيها!
      فترجّل عن الفرس وعاد..
      عند ذلك قال عمرو: اليوم صبر، وغداً فخر!..
      وعند ارتفاع ضحى الجمعة، يترجّلُ الأشتر عن صهوة جواده، ويزحف بأصحابه نحو الأعداءِ زحفاً شاقاً، بطيئاً، وكأنه يخوض في غابةٍ من السلاح. فأهل الشام مستميتون دفاعاً. ويشجع الأشتر أصحابه بقوله: إزحفوا قيد هذا الرمح. ويتم له ذلك.
      ثم يقول: إزحفوا قيد هذا القوس.
      فإن فعلوا سألهم مثل ذلك!.
      ويضيق مالك بذلك ذرعاً، وكذلك أصحابه يضيقون، إنّ حرباً بطيئة كهذه لَتُزلزل الأعصاب!. فيعتلي جواده، ويصيح بمن حوله:
      ـ « من يشتري نفسه ويقاتل مع الأشتر ؟ »
      فاجتمع له خلقٌ كثير، وسلَّم الراية لحيَّان النخعي، وصاح:
      ـ « شدوا شدَّةً، فدىً لكم خالي وعمي.. تُرضون بها الربّ. وتعزّون بها الدِّين.

      ثم نزل، وضرب وجه دابته، وقال لصاحب رايته: أقْدِم بها.
      وحمل على القوم يقاتل كالأسد الهصور. فلمّا رأى الإمام عليٌّ عليه السّلام تقدّمَه أمدَّه بالرجال، فتقدم بهم، لا يثنيه شيء..
      ولاح النصر إلى جانب علي عليه السّلام وأصحابه..
      وبان الانكسار في معسكر أهل الشام، وارتسمت على وجوههم علائم الخذلان المبين!
      وإذا بالمصاحف، يرفعها أهل الشام على أسنّة رماحهم، قائلين:
      ـ هذا كتاب الله بيننا وبينكم!..
      فتتوقف فئة من جيش الإمام عن القتال، يطلبون من الإمام وقف القتال، فكيف يقاتلون من يطالبهم بالاحتكام إلى القرآن، والنزول على أحكامه ؟!
      فيجيبهم أميرالمؤمنين علي عليه السّلام: إنّها كلمةُ حق يُراد بها باطل.


      ويأمرهم بمواصلة القتال حتى النصر أو الشهادة، وها هو الأشتر يوغلُ في صفوف الأعداء قُدُماً، فيمزقهم تمزيقاً، ويزيحهم عن مواقعهم،
      فيتراجعون القهقرى!
      ويصرون على إيقاف القتال، وعلى دعوة الأشتر للكف عن متابعة الزّحف.
      وينقسم عسكر الإمام،
      وتدُبُّ الفتنةُ بين صفوفه.



      فخيار الجند، وأكثرهم صلاةً، وأشدهم عبادةً، قد تمردوا على إمامهم، في أشد الساعات حرجاً..
      فياله من جيش، كل فردٍ فيه قائد!
      ولا يجدُ أميرالمؤمنين بُداً من الطلب إلى الأشتر بالعودة.
      ويرسل إليه، أمام القوم، رسولاً يحمل إليه طلبه، بالعودةِ والكف عن متابعة الزحف. ويُفاجأ الأشتر بذلك. فيتباطأ!..
      ثم يرسل له رسولاً آخر يقول له: « أقبل إليَّ فإنَّ الفتنة قد وقعت ».
      ويرى الأشتر بأن مكيدة الأعداء قد انطلت على أصحابه، وإنها لفعلة عمرو بن العاص الداهية. فيقول للرسول الذي أنصت ينتظر جواباً:
      ـ « ألا ترى إلى الفتح ؟! ألا ترى ماذا يلقون ؟!
      وعندما علم بأن الإمام أصبح بين يدي المتمردين من جيشهِ كالرهينة، عاد إليه على عجلٍ. ويُقبلُ الأشتر، فإذا بالقوم مجتمعون حول الإمام..
      وبعينين تقدحان شرراً، ينظر إلى هؤلاء الخارجين على أرادة إمامهم ورأيه، وقد فرضوا رأيهم عليه فرضاً، ويدورُ بينه وبينهم هذا الحوارُ الملتهب:
      الأشتر: يا أهل العراق، يا أهل الذل والوهن.. أحِينَ علوتُم القوم، وظنوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها.. وهم والله قد تركوا ما أمر الله به، فيها، وسنّة من أنزلت عليه، فأمهلوني فُواقاً ( وهي المدة ما بين حلب الناقة وحلبها ثانية. إنها في حدود الساعتين تقريباً )، فإنّي قد أحسست بالفتح!..
      الخارجون: لا.
      الأشتر: أمهلوني عَدْوَ الفرس، فإني قد طمعتُ بالنصر!.
      الخارجون: إذن ندخل معك في خطيئتك.
      الأشتر: خبّروني عنكم، متى كنتم محقين؟! أحين تقاتلون وخياركم يُقتَلون، فأنتم الآن إذا أمسكتم عن القتال مبطلون، أم أنتم الآن محقون وقتلاكم الذين لا تنكرون فضلهم، وهم خيرٌ منكم، في النار؟!
      الخارجون: دعنا منك يا أشتر!. قاتلناهم لله، وندعُ قتالهم لله!
      الأشتر: يا أصحاب الجباه السود!.. كنا نظنُّ صلاتكم زهادةً في الدنيا، وشوقاً إلى لقاء الله، فلا أرى مرادكم إلا الدنيا!.. ألا قبحاً يا أصحاب النيب الجلاّلة، ما أنتم برائين بعدها عزاً أبداً. فابعدوا كما بَعُد القوم الظالمون! ويغلظ لهم قولاً! فتثور ثائرتهم للاذع القول، وكأنه طعن المُدي!. فيسبّونه!.
      ويضرب وجوه دوابهم.. ويضربون وجه دابته!.
      ويتملئ صدر الإمام علي عليه السّلام غماً وهماً وهو يشهد رجاله ينقلبون عليه يتمردون. ويشفق من فتنةٍ تثور في عسكره، فتأتي على البقية الباقية منه.. إنّه لا يدري ماذا يفعل، وقد أُوقع في يده، فاعتراه حزن ثقيل مظلم، فلا رأي لمن لا يطاع!..
      وكالبركان انفجر في وجوههم، وهو يتميز غيظاً وحنقاً:
      ـ كُفُّوا!..
      فكفوا!..
      تُرى، هل دار في خَلَدِ أحدٍ من هؤلاء المتمردين على إمامهم، والخارجين عن طاعته بأنهم هم « الخوارج » المارقون، الذين قيل فيهم أنهم « كلاب أهل النار »؟!
      ويتم التحكيم.. إنِ الحُكمُ إلا لله!
      ويختار أهل الشام عمرو بن العاص ممثلاً لهم.
      ويكون الإلحاح على الإمام علي عليه السّلام على القبول بأبي موسى الأشعري حَكَماً من طرفه.
      وتُكتبُ بذلك صحيفةٌ، تهافتوا على التوقيع عليها،

      وعندما دُعي مالك الأشتر للتوقيع عليها، شاهداً، قال:

      لا صحبتني يميني، ولا نفعتني شمالي، إن خُطّ لي في هذه الصحيفة اسم على صلحٍ و موادعةٍ.
      أوَ لست على بينة من ضلال عدوي؟! أو لستم قد رأيتم الظفر؟!
      ويبتسم أميرالمؤمنين ابتسامة إعجابٍ واعتزاز لقولٍ يصدر عن رجلٍ لا كالرجال العاديّين!!!!!!
      الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

      Comment

      • istdar alfalak
        مشرف
        • 22-08-2010
        • 826

        #4
        رد: أين مالك؟لو كان حجرآ لكان صلدا

        أمّا أمير المؤمنين سلام الله عليه.. فجعل يتلهّف ويتأسف على فقدان الأشتر ويقول: للهِ دَرُّ مالك! وما مالك ؟! لو كان جَبَلاً لكان فِنْدا، ولو كان حجَراً لكان صَلْدا، أمَا واللهِ ليَهُدّنّ موتُك عالَما، ولَيُفرِحَنّ عالَما، على مِثل مالكٍ فلْتَبكِ البواكي. وقال عليه السّلام: كان لي مالك كما كنت لرسول الله صلّى الله عليه وآله.

        سلام الله على مالك الاشتر وهنيئا له هذه الشهاده من أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ع
        قال يماني ال محمد ع

        ( أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم أقرئوا, ابحثوا, دققوا, تعلموا, واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم اخرتكم فتندموا غدا حيث لا ينفعكم الندم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) هذه نصيحتي لكم فو الله إنها نصيحة مشفق عليكم رحيم بكم فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب)

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎