إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تفسير سورة النبأ وخواصها في كلام الائمه الاطهار وفي كلام يمانيهم احمد الحسن ع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    تفسير سورة النبأ وخواصها في كلام الائمه الاطهار وفي كلام يمانيهم احمد الحسن ع

    1. بسم الله الرحمن الرحيم عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
    2. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ
    3. الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
    4. كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
    5. ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
    6. أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا
    7. وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا
    8. وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا
    9. وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا
    10. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا
    11. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا
    12. وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا
    13. وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا
    14. وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا
    15. لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا
    16. وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا
    17. إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا
    18. يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا
    19. وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا
    20. وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا
    21. إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا
    22. لِلطَّاغِينَ مَآبًا
    23. لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا
    24. لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا
    25. إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا
    26. جَزَاء وِفَاقًا
    27. إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا
    28. وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا
    29. وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا
    30. فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا
    31. إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا
    32. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا
    33. وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا
    34. وَكَأْسًا دِهَاقًا
    35. لّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا
    36. جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا
    37. رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا
    38. يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا
    39. ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا
    40. إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا



    خواص سورة النبا
    في خواص القرآن عن النبي (ص) انه قال : من قرا هذه السورة وحفظها لم يكن حسابه يوم القيامة الا بمقدار سورة مكتوبة حتى يدخل الجنة , ومن كتبها وعلقها عليه لم يقربه قمل وزادت فيه قوة عظيمة
    وفيه عن الصادق (ع) : من قراها لمن اراد السهر سهر, وقراءتها لمن هو مسافر بالليل تحفظه من كل طارق باذن الله تعالى.
    وفي المصباح عن الصادق (ع) : من ادمن قراءتها في كل يوم لم تخرج سنته حتى يزور البيت الحرام.
    المصدر كتاب اكسير الدعوات لعبد الله الزاهد ص 296



    ومن كتاب البرهان في تفسير القرآن
    سورة النبأ

    فضلها


    1- ابن بابويه: بإسناده ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، [قال‏]: «من قرأ عم يتساءلون ، لم تخرج سنته - إذا كان يدمنها في كل يوم - حتى يزور بيت الله الحرام إن شاء الله تعالى».[559]

    2- ومن (خواص القرآن): روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة وحفظها ، لم يكن حسابه يوم القيامة إلا بمقدار سورة مكتوبة ، حتى يدخل الجنة ، ومن كتبها وعلقها عليه لم يقربه قمل ، وزادت فيه قوة عظيمة».[560]

    3- وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من قرأها وحفظها كان حسابه يوم القيامة بمقدار صلاة واحدة ، ومن كتبها وعلقها عليه لم يقربه قمل ، وزادت فيه قوة وهيبة عظيمة».[561]

    4- وقال الصادق (عليه السلام): «من قرأها لمن أراد السهر سهر ، وقرائتها لمن هو مسافر بالليل تحفظه من كل طارق بإذن الله تعالى».[562]

    قوله تعالى:

    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ- إلى قوله تعالى- ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ 1- 5)

    1- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن أبي عمير أو غيره ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: قلت له: جعلت فداك ، إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) قال: «ذلك إلي ، إن شئت أخبرتهم ، وإن شئت لم أخبرهم- ثم قال:- لكني أخبرك بتفسيرها». قلت: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)؟ قال: فقال: «هي في أمير المؤمنين (عليه السلام) ، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما لله عز وجل آية هي أكبر مني ، ولا لله من نبأ أعظم مني».[563]

    2- ورواه الصفار في (بصائر الدرجات) وفي آخر روايته: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما لله آية هي أكبر مني ، ولا لله من نبأ أعظم مني ، ولقد فرضت ولايتي على الأمم الماضية ، فأبت أن تقبلها».[564]

    3- وعنه: عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن ارومة ومحمد بن عبد الله ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) ، قال: «النبأ العظيم: الولاية». وسألته عن قوله تعالى: (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ)[565] ، قال: «ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)». [566]

    4- علي بن إبراهيم ، قال: حدثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، في قوله تعالى: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) ، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما لله نبأ أعظم مني ، وما لله آية هي أكبر مني ، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها ، فلم تقر بفضلي».[567]

    5- محمد بن العباس: عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن هاشم ، بإسناده ، عن محمد بن الفضيل ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) ، قال أبوعبد الله (عليه السلام): «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما لله نبأ هو أعظم مني ، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية باختلاف ألسنتها».[568]

    6- وعنه ، قال: حدثنا أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد ، عن أبان بن تغلب ، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) ، قال: «هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس فيه خلاف».[569]

    7- ابن بابويه ، قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، قال: حدثني أبي ، قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم ، فيما كتب إلي في تسع وثلاثمائة ، قال: حدثني أبي ، عن ياسر الخادم ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) ، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي ، أنت حجة الله ، وأنت باب الله ، وأنت الطريق إلى الله ، وأنت النبأ العظيم ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت المثل الأعلى. يا علي ، أنت إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وخير الوصيين ، وسيد الصديقين. يا علي ، أنت الفاروق الأعظم ، وأنت الصديق الأكبر. يا علي ، أنت خليفتي[570] ، وأنت قاضي ديني ، وأنت منجز عداتي. يا علي أنت المظلوم بعدي. يا علي ، أنت المفارق. يا علي أنت المهجور[571]. أشهد الله ومن حضر من أمتي أن حزبك حزبي وحزبي حزب الله ، وأن حزب أعدائك حزب الشيطان».[572]

    8- ومن طريق المخالفين: ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثنى عشر ، في تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) يرفعه إلى السدي ، قال: أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال: يا محمد ، هذا الأمر من بعدك لنا أم لمن؟ قال: «يا صخر ، الإمرة[573] من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى» فأنزل الله: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) منهم المصدق بولايته وخلافته ، ومنهم المكذب بها ، ثم قال: (كَلَّا) وهو رد عليهم (سَيَعْلَمُونَ) سيعرفون خلافته إذ يسألون عنها في قبورهم ، فلا يبقى يومئذ أحد في شرق الأرض ولا غربها ، ولا في بر ولا بحر ، إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين وخلافته بعد الموت ، يقولان للميت: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ومن إمامك؟.[574]

    9- وذكر صاحب (النخب) بإسناده إلى علقمة: أنه خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام ، وعليه سلاح ، وفوقه مصحف ، وهو يقرأ: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) فأردت البراز إليه ، فقال لي علي (عليه السلام): «مكانك» وخرج بنفسه فقال له: «أتعرف النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون؟». قال: لا. فقال له علي (عليه السلام): «أنا- والله- النبأ العظيم الذي فيه اختلفتم ، وعلى ولايته تنازعتم ، وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم ، وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم ، ويوم الغدير قد علمتم ، ويوم القيامة تعلمون ماعلمتم» ثم علاه بسيفه ، فرمى برأسه ويده.[575]

    10- وفي رواية الأصبغ بن نباتة: أن عليا (عليه السلام) قال: «والله ، أنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ، كلا سيعلمون ، ثم كلا سيعلمون حين أقف بين الجنة والنار ، وأقول: هذا لي ، وهذا لك».[576]

    قوله تعالى:

    (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً- إلى قوله تعالى- وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً 6- 10)

    1- علي بن إبراهيم ، قوله: ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) ، قال: يمهد فيها الإنسان مهدا (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) أي أوتاد الأرض (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) ، قال: يلبس على النهار.[577]

    2- ابن بابويه: بإسناده ، عن يزيد بن سلام ، أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخبرني لم سمي الليل ليلا؟ قال: «لأنه يلايل[578] الرجال من النساء ، جعله الله عز وجل ألفة ولباسا ، وذلك قول الله عز وجل: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً». قال: صدقت.[579]

    قوله تعالى:

    (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً- إلى قوله تعالى- وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً 13- 16)

    1- علي بن إبراهيم: (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) ، قال: الشمس المضيئة.[580]

    2- محمد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: ذاكرت أبا عبد الله (عليه السلام) فيما يروون من الرؤية؟ فقال: «الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب ، والحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الستر ، فإن كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب».[581]

    3- علي بن إبراهيم: (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) ، قال: من السحاب (ماءً ثَجَّاجاً) ، قال: صب على صب. قوله: (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) ، قال: بساتين ملتفة الشجر.[582]

    قوله تعالى:

    (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً 18)

    1- (جامع الأخبار): عن ابن مسعود ، قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال: «إن في القيامة خمسين موقفا ، كل موقف ألف سنة ، فأول موقف خرج من قبره [جلسوا ألف سنة عراة حفاة جياعا عطاشا ، فمن خرج من قبره مؤمنا] بربه ، مؤمنا بجنته وناره ، مؤمنا بالبعث والحساب والقيامة ، مقرا بالله ، مصدقا بنبيه وبما جاء [به‏] من عند الله عز وجل نجا من الجوع والعطش ، قال الله تعالى: (فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) ، من القبور إلى الموقف [أمما] ، كل أمة مع إمامهم» وقيل: جماعة مختلفة.[583]

    2- وعن معاذ ، أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن القيامة؟ فقال: «يا معاذ ، سألت عن أمر عظيم من الأمور[584] ، وقال: تحشر عشرة أصناف من أمتي: بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم على وجوههم منكسون ، أرجلهم فوق رءوسهم ليحبوا[585] عليها ، وبعضهم عميا ، وبعضهم صما بكما ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلات على صدورهم ، يسيل منها القيح ، يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من النار ، وبعضهم أشد نتنا من الجيفة ، وبعضهم ملبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم. فأما الذين على صورة القردة فالعتاة من الناس ، وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت ، وأما المنكسون على وجوههم فأكلة الربا ، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم ، وأما الصم والبكم فالمعجبون بأعمالهم ، والذين يمضغون ألسنتهم العلماء والقضاة الذين خالفت أعمالهم أقوالهم ، وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران ، وأما المصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان ، وأما الذين أشد نتنا من الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات ، ويمنعون حق الله في أموالهم ، وأما الذين يلبسون جبابا من نار ، فأهل الكبر[586] والفخر والخيلاء[587] ».[588]

    قوله تعالى:

    (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً- إلى قوله تعالى- لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً 19- 23)

    1- قال علي بن إبراهيم: قوله تعالى: (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) ، قال: تفتح أبواب‏ الجنان ، قوله تعالى: (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) قال: تسير[589] الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفاوز ، قوله تعالى: (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) قال: قائمة (لِلطَّاغِينَ مَآباً) أي منزلا ، قوله: (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) ، قال: الأحقاب: السنين ، والحقب: سنة[590] ، والسنة: ثلاث مائة وستون يوما ، واليوم كألف سنة مما تعدون. [591]

    2- وقال علي بن إبراهيم: أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن درست بن أبي منصور ، عن الأحول ، عن حمران بن أعين ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً) ، قال: «هذه في الذين لا يخرجون من النار».[592]

    3- ابن بابويه: عن أبيه ، قال: حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن جعفر بن محمد بن عقبة ، عمن رواه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز وجل: (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) ، قال: «الأحقاب: ثمانية أحقاب ، والحقب: ثمانون سنة ، والسنة ثلاثمائة وستون يوما ، واليوم: كألف سنة مما تعدون».[593]

    قوله تعالى:

    (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً - إلى قوله تعالى- وَكَواعِبَ أَتْراباً 24- 33)

    1- علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً) ، قال: البرد: النوم ، وقوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) ، قال: يفوزون ، قوله تعالى: (وَكَواعِبَ أَتْراباً) قال: جوار أتراب لأهل الجنة.[594]

    2- ثم قال: وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «أما قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) فهي الكرامات ، وقوله تعالى: (وَكَواعِبَ) الفتيات النواهد».[595]

    قوله تعالى:

    (وكأسا دهاقا - إلى قوله تعالى- لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن‏ وقال صوابا 34- 38)

    1- علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: (وَكَأْساً دِهاقاً) قال: ممتلئة (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) ، قال: الروح: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل ، [و] كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مع الأئمة (عليهم السلام).[596]

    2- محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) ، قال: قلت: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) ، الآية؟ قال: «نحن والله المأذون لهم يوم القيامة ، والقائلون صوابا». قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: «نحمد[597] ربنا ، ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا».[598]

    3- أحمد بن محمد بن خالد البرقي: عن أبيه ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية بن وهب ، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) ، قال: «نحن والله المأذون لنا[599] في ذلك اليوم ، والقائلون صوابا». قلت: جعلت فداك ، وما تقولون؟ قال: «نحمد[600] ربنا ، ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا».[601]

    4- محمد بن العباس: عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن سعدان بن مسلم ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: سألته عن قول الله عز وجل: (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) ، قال: «نحن والله المأذون لهم يوم القيامة ، والقائلون صوابا». قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: «نحمد ربنا ، ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا».[602]

    وروي عن الكاظم (عليه السلام) مثله.

    5- عنه: عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد ، عن أبي خالد القماط ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه (عليهما السلام) ، قال: «إذا كان يوم القيامة ، وجمع الله الخلائق من الأولين والآخرين في صعيد واحد ، خلع قول لا إله إلا الله من جميع الخلائق إلا من أقر بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وهو قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً».[603]

    6- الطبرسي ، قال: روى معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: سئل عن هذه الآية ، فقال: «نحن والله المأذون لنا[604] يوم القيامة ، والقائلون صوابا». قلت: جعلت فداك ، ما تقولون؟ قال: «نحمد[605] ربنا ، ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا».[606]

    قال: رواه العياشي مرفوعا.

    7- وقال الطبرسي في معنى الروح: روى علي بن إبراهيم في (تفسيره) بإسناده ، عن الصادق (عليه السلام) ، قال: «هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل».[607]

    قلت: قد تقدم معنى الروح ، في قوله: (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)[608] وفي قوله تعالى (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا).[609]

    قوله تعالى:

    (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا 40)

    1- علي بن إبراهيم ، قوله تعالى إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً) ، قال: في النار ، قوله تعالى: (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) ، قال: ترابيا أي علويا. قال: وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)[610] المكني أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا[611] تراب.[612]

    2- محمد بن العباس ، قال: حدثنا الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب ، عن خلف بن حماد ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير وعن سعيد السمان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «قوله تعالى: (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) يعني علويا يوالي أبا تراب».[613]

    شرف الدين النجفي ، قال: روى محمد بن خالد البرقي ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة وخلف بن حماد ، عن أبي بصير ، مثله.

    3- قال: وجاء في باطن تفسير أهل البيت (عليهم السلام) ما يؤيد هذا التأويل في تأويل قوله تعالى: (أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى‏ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً)[614] ، قال: «هو يرد إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فيعذبه عذابا نكرا ، حتى يقول: يا ليتني كنت ترابا ، أي من شيعة أبي تراب ، ومعنى ربه أي صاحبه».[615]

    4- ابن بابويه ، قال: حدثني أحمد بن الحسن القطان ، قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن يحيى بن زكريا ، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال: حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، قال: حدثنا أبو الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران ، عن عباية بن ربعي ، قال: قلت لعبد الله بن عباس: لم كنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض ، وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها ، وإليه سكونها ، ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «إنه إذا كان يوم القيامة ، ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة ، قال: يا ليتني كنت ترابا ، أي من شيعة علي ، وذلك قول الله عز وجل: (يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)».[616]

    الهوامش :


    [559] ثواب الأعمال: 121.

    [560] خواص القرآن: 27 ، 56 «مخطوط».

    [561] ..........

    [562] خواص القرآن: 12 «مخطوط».

    [563] الكافي 1: 161/ 3. [.....]

    [564] بصائر الدرجات: 96/ 3.

    [565] الكهف 18: 44.

    [566] ....... الكافي 1: 346/ 34.

    [567] تفسير القمّي 2: 401.

    [568] تأويل الآيات 2: 758/ 2.

    [569] تأويل الآيات 2: 2: 758/ 3.

    [570] زاد في المصدر: على امتي.

    [571] في المصدر: أنت المحجور بعدي.

    [572] عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 6/ 13.

    [573] في «ج»: الأمر. [.....]

    [574] اليقين: 151.

    [575] مناقب ابن شهر آشوب 3: 79.

    [576] مناقب ابن شهر آشوب 3: 80.

    [577] تفسير القمّي 2: 401.

    [578] قال المجلسي (رحمه اللّه): يظهر منه أن الملايلة كان في الأصل بمعنى الملابسة أو نحوها ، وليس هذا المعنى فيما عندنا من كتب اللغة. «البحار 9: 306».

    [579] علل الشرائع: 470/ 33.

    [580] تفسير القمّي 2: 401.

    [581] الكافي 1: 76/ 7.

    [582] تفسير القمّي 2: 401.

    [583] جامع الأخبار: 176.

    [584] زاد في المصدر: ثمّ أرسل عينيه.

    [585] في المصدر: يسحبون.

    [586] في «ج»: الكبائر.

    [587] في المصدر: والفجور والبخلاء.

    [588] جامع الأخبار: 176.

    [589] في نسخة من «ط ، ج ، ي»: تصير.

    [590] في المصدر: ثمانون سنة ، ويطلق الحقب في اللغة على السنة ، وعلى الدهر ، وعلى الثمانين سنة.

    [591] تفسير القمّي 2: 401.

    [592] تفسير القمّي 2: 402.

    [593] معاني الأخبار: 220/ 1. [.....]

    [594] تفسير القمّي 2: 402.

    [595] تفسير القمّي 2: 402.

    [596] تفسير القمّي 2: 402.

    [597] في المصدر: نمجّد.

    [598] الكافي 1: 361/ 91.

    [599] في المصدر: لهم.

    [600] في المصدر: نمجّد.

    [601] المحاسن: 183/ 183.

    [602] تأويل الآيات 2: 760/ 8.

    [603] تأويل الآيات 2: 761/ 9.

    [604] في المصدر: لهم.

    [605] في المصدر: نمجّد.

    [606] مجمع البيان 10: 647.

    [607] مجمع البيان 10: 647.

    [608] تقدّم في تفسير الآية (85) من سورة الإسراء.

    [609] تقدّم في تفسير الآيتين (52 ، 53) من سورة الشورى.

    [610] زاد في «ط ، ج» والمصدر: قال.

    [611] في المصدر: أبو.

    [612] تفسير القمّي 2: 402.

    [613] تأويل الآيات 2: 2: 761/ 10.

    [614] الكهف 18: 87.

    [615] تأويل الآيات 2: 761/ 11.

    [616] علل الشرائع: 156/ 3.

    [617] ثواب الأعمال: 121.

    [618] ........



    والحمد لله رب العالمين
    Last edited by اختياره هو; 05-03-2012, 16:18.
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

  • د. توفيق المغربي
    مشرف
    • 13-02-2012
    • 259

    #2
    رد: سورة النبا (عم يتساءلون) خواصها وتفسيرها

    مجموعة من تفاسير الامام احمد الحسن (ع) في سورة النبا :

    * * *
    السؤال/ 70: ما المقصود بسورة النبأ ؟ قوله تعالى: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم * عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾([92]) صدق الله العظيم.
    ما المقصود بقوله تعالى: ﴿كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون﴾ ؟
    المرسل: ميساء جعفر السعدي
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ ([93]).
    هذه قصّة تتكرّر في كل زمان يبعث فيه خليفة من خلفاء الله في أرضه وسمائه، فهي قصة اختلاف الخلق في حجة الله عليهم - من الأنبياء والأوصياء المرسلين (ع) - ، أو كما سماه تعالى : ﴿النَّبَأِ الْعَظِيمِ﴾([94])، فأوّل خليفة من خلفاء الله سبحانه النبي آدم (ع)، اختلف فيه الملائكة بين مطيع لأمر الله في قبول خليفته والسجود له وهم الملائكة، وبين عاصٍ لأمر الله ورافض لخليفته ومتكبّر عليه وهو إبليس (لعنه الله)([95])، الذي كان بحسب طاعته السابقة من الملائكة وبحسب أصله من الجن ([96]).
    وقد توعّد إبليس (لعنه الله) بني آدم بإضلالهم وجعلهم يتابعونه في التكبر على خليفة الله سبحانه في كل زمان، وهكذا فإنّ الناس ينقسمون في كل زمان بين متابع للملائكة في طاعتهم لخليفة الله، وبين متابع لإبليس (لعنه الله) في التكبّر على خليفة الله. وسيعلم من تابعوا إبليس لعنه الله في التكبّر على خلفاء الله أي منقلب ينقلبون ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾([97]).
    ﴿كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ أي في القيامة الصغرى (قيام القائم).
    ﴿ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ أي في القيامة الكبرى، والعاقبة للمتقين ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً﴾([98])، الذين آمنوا بخلفاء الله وأطاعوهم وساروا على صراطهم المستقيم، الذين عرفوا الله بخليفته. وكيف لا يكون خليفة الله هو ﴿النَّبَأِ الْعَظِيمِ﴾ ؟! وهو باب معرفة الله، وكيف لا تكون خلافة الله هي النبأ العظيم ؟! وقد تمخضت عن محمد وآل محمد (ع)، وهم وجه الله وأسماؤه الحسنى، وظهور الله في فاران وبهم عُرِفَ الله، فأي نبأ أو خبر أحق أن يسمى بالنبأ العظيم من نبأ وخبر تأسيس قانون معرفة الله، ومن نبأ تأسيس قانون معرفة خليفة الله، ومن نبأ تأسيس خلافة الله التي ستتمخض عن محمد (ص) (ظهور الله في فاران)، أو الله في الخلق أو صورة الله ؟!!
    وفي القرآن هذا البيان للنبأ العظيم، وفيه ذكرى لمدكر وعبرة لمعتبر، لعله يعلم ويكون ممن يعلمون ويسجدون، ولا يبقى على جهله وتكبره، فيكون ممن يُنذرون بقوله تعالى: ﴿كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾، وبقوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ انْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ........ وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾([99]).
    * * *



    [92]- النبأ: 1 – 5.
    [93]- النبأ: 1 – 5.
    [94]- عن علي بن أبي طالب، قال: (أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله (ص) فقال: يا محمد، هذا الأمر بعدك لنا أم لمن ؟ قال: يا صخر، الأمر بعدي لمن هو بمنزلة هارون من موسى. قال: فانزل الله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) منهم المصدق بولايته وخلافته، ومنهم المكذب بهما، ثم قال: كلا، ورد هو عليهم سيعلمون خلافته بعدك انها حق، ثم كلا سيعلمون، ويقول: يعرفون ولايته وخلافته إذ يسألون عنها في قبورهم فلا يبقى ميت في شرق ولا غرب ولا في بر ولا في بحر إلا ومنكر ونكير يسألانه عن الولاية لأمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميت من ربك وما دينك ومن نبيك ومن إمامك)مناقب آل أبي طالب - لابن شهر آشوب: ج2 ص276.
    وعن سدير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: قلت له: قول الله تبارك وتعالى: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) وقوله تعالى: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) قال: (الذين أوتوا العلم الأئمة، والنبأ الإمامة)بحار الأنوار: ج32 ص203.
    وعن عبد الله بن كثير، عن أبي عبد الله (ع)، في قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) قال: (النبأ العظيم الولاية. وسألته عن قوله: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ)، قال: ولاية أمير المؤمنين (ع)) بحار الأنوار: ج42 ص352.
    وعن أبي الحسن الرضا (ع)، في قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) قال: (قال أمير المؤمنين (ع): مالله نبأ أعظم مني وما لله آية أكبر مني، وقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي) مستدرك سفينة البحار - للشيخ علي النمازي: ج9 ص509. (المعلق).
    [95]- عن الصادق (ع)، قال: (أُمر إبليس بالسجود لآدم فقال: يا رب وعزتك إن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها. قال الله جل جلاله: إني أحب أن أطاع من حيث أريد) بحار الأنوار: ج2 ص262. (المعلق).
    [96]- عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن إبليس أكان من الملائكة ؟ وهل كان يلي من أمر السماء شيئاً؟ قال: (لم يكن من الملائكة، ولم يكن يلي من السماء شيئاً، كان من الجن وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة تراه أنه منها، وكان الله يعلم أنه ليس منها، فلما أُمر بالسجود كان منه الذي كان) بحار الأنوار: ج11 ص119. (المعلق).
    [97]- الشعراء: 227.
    [98]- النبأ: 31.
    [99]- ص: 68 – 88.

    يتبع

    Comment

    • د. توفيق المغربي
      مشرف
      • 13-02-2012
      • 259

      #3
      رد: سورة النبا (عم يتساءلون) خواصها وتفسيرها

      المتشابهات الجزء الثاني

      ******
      سؤال/ 47: في سورة الذاريات: ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ * قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ ([126]). ما معنى قوله تعالى في هذه الآيات؟
      الجواب:
      ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً﴾: الملائكة.
      ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴾: قيام القائم.
      ﴿وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ﴾: القيامة الصغرى وحسابه (ع) للناس.
      ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾: ذات التنظيم والدقة والسير بطريق مستقيم وصلاح سكانها، وإنهم أي الملائكة يعملون بدقة متناهية فلا يختلفون ولا يخطئون، ويظهرون أمر الله بالآيات والبينات بالرؤية والكشف والآيات السماوية والمعجزات.
      ﴿إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ﴾: أي مختلفون في القائم (ع) جماعة يقولون هو، وجماعة يقولون ليس هو، وهذه الآية في سورة النبأ: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ ([127]).
      ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾ : الإفك القلب رأساً على عقب، ومعنى هذه الآية: أنه ينقلب عن القائم ويعرض عن القائم، ولا يتبع القائم من هو مقلوب رأساً على عقب أي منكوس الفطرة.
      ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾: أي هلك المكذبون الذين يكذبون دون أن يحيطوا علماً بالشيء، وهم
      الذين يكذبون بالقائم (ع) دون أن يحيطوا علماً بأمره أو ما صدر عنه؛ لأن قيام القائم أصلاً يناقض أهواءهم وتوجهاتهم الدنيوية وطموحهم للرئاسة الدينية الباطلة.



      [124]- نهج البلاغة : الخطبة الأولى.
      [125]- بحار الأنوار : ج53 ص407.
      [126]- الذريات : 4 – 10.
      [127]- النبأ : 1 – 3.

      Comment

      • د. توفيق المغربي
        مشرف
        • 13-02-2012
        • 259

        #4
        رد: سورة النبا (عم يتساءلون) خواصها وتفسيرها

        المتشابهات الجزء الرابع في جواب عن السؤال رقم 164

        ((وفي آية أخرى: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ ﴾ ([293])، أي هو المهدي الأول واليماني .
        ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾: أي إنه القرآن الناطق؛ لأن أول المهديين ﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾: لا يعرف شيئاً من حقيقته إلا المطهرون، وهم الثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب الإمام المهدي (ع).
        ))

        وفي بيان الحق والسداد من الاعداد الجزء الثاني في جواب عن عالم بما يسمى علم الحروف
        ((فتبين لك أنّ أحمد الحسن هو الرسول المبين المذكور في سورة الدخان، وبالإثبات العلمي الرياضي الذي سميته أنت بـ (سيد الأدلة).
        فهل كل هذا صدفة يا من لا تقرّ الصدفة في كتابك ؟؟!!!
        · ما سم وصي المهدي = أحمد الحسن
        م ا س م و ص ي ا ل م هـ د ي
        4 + 1 + 6 + 4 + (16) + (9) = 40
        ا ح م د ا ل ح س ن
        1 + 8 + 4 + 4 + 1 + 3 + 8 + 6 + 5 = 40
        ·سابغات: وهي درع داود، وهي النجمة السداسية، أو نجمة الصبح.
        س ا ب غ ا ت
        9 + 1 + 2 + 1 + 1 + 4 = 15
        وهو رقم المهدي الأول بعد أربعة عشر معصوماً في الإسلام، هم محمد وعلي وفاطمة والأئمة من ولد علي، وعددهم جميعاً (14) معصوماً، ثم يأتي المهدي الأول وهو رقم (15).
        وهو درع داود، وشعاره درع داود، ودرع داود في القرآن وصفت بأنها سابغات:
        ﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ ([15]).
        · مَن نجمة داود = أحمد الحسن
        م ن ن ج م ت د ا و د
        4 + 5 + 5 + 3 + 4 + 4 + 4 + 1 + 6 + 4 = 40.
        ا ح م د ا ل ح س ن
        1 + 8 + 4 + 4 + 1 + 3 + 8 + 6 + 5 = 40
        ·من هو أحمد = 37
        ·ما هو كتاب الله = 37
        هو رسول المهدي = 37 هو القرآن الكريم = 37
        النبأ العظيم = 37
        من هو أحمد = ما هو كتاب الله = هو رسول المهدي = هو القرآن الكريم = هو النبأ العظيم.
        واعلم أنّ الحجة على الخلق هو كتاب الله في كل زمان، وإنّ الحجة من آل محمد هو القرآن الناطق في كل زمان، وإنّ وصي رسول الله محمد (ص) علي بن أبي طالب (ع) هو النبأ العظيم.
        وفي هذا الزمان فإنّ وصي الإمام المهدي (ع) هو النبأ العظيم؛ لأنّ النبأ العظيم فيه خصومة وخلاف: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ @ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ @ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَأِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾([16]).
        والخصومة والخلاف تكون على باب، فعلي باب رسول الله محمد (ص)، ووصي المهدي (ع) هو باب الإمام المهدي (ع)
        .))

        Comment

        • د. توفيق المغربي
          مشرف
          • 13-02-2012
          • 259

          #5
          رد: سورة النبا (عم يتساءلون) خواصها وتفسيرها

          في المتشابهات الجزء الرابع في جواب عن سؤال 175
          ((﴿جَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ﴾: وهي الجبال، وهي من ضمن اليوم الأول في العالم الجسماني، أي إنها (الجبال)، تجلت فيها (في الأرض)، من فوقها ( أي من السماء)، وإلا فإن الظاهر على سطح الأرض، أي فوقها من الجبال أقل بكثير من الغائر في باطن الأرض، فأكثر من ثلثي الجبل غائر في باطن الأرض، ولذا عبر عنها (رواسي)، أي هي سبب إرساء الأرض، فكأنها أوتاد للأرض تثبتها ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ ([368])، أي تثبت سطح الأرض وتمنعه عن الحركة مع حركة باطن الأرض المستمرة، قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ ([369])، أي هي متحركة ولكنها مع حركة الأرض فتمنع سطح الأرض عن الاختلال والانفصال عن باطن الأرض، فتكون حركة الأرض متزنة.))

          [368]- النبأ : 7.
          [369]- النمل : 88.

          Comment

          • اختياره هو
            مشرف
            • 23-06-2009
            • 5310

            #6
            رد: سورة النبا (عم يتساءلون) خواصها وتفسيرها

            السؤال/ 59: ما تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً﴾([22]) ؟
            المرسل: إبراهيم رغيل

            الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
            يد الإنسان تَبْيضّ مع العدل وتَسْودّ مع الظلم في ملكوت السماوات، وهذا ما أظهره الله سبحانه وتعالى مع موسى (ع) في هذه الحياة الدنيا ﴿وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾([23]). ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى﴾([24]).﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ﴾([25]). ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ﴾([26]). والجناح والجيب ملاصق للصدر، وهو موضع اتصال روح الإنسان بجسده، أي: كأنّه يخرج ما في روحه من عدل وقدس وطهارة للناس في يده ليريهم حاله.
            وأيام الله قريبة عند الله وعند أولياء الله، وبعيدة عند الكافرين ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾([27])،([28]). وهي يوم قيام القائم ويوم الرجعة ويوم القيامة الكبرى ([29])، وعندها يرى الإنسان ويرى الناس ما في يد كل إنسان من عدل أو ظلم عندما تتكشف الحقائق لهم ([30])، ويرون ما لم يكونوا يرونه، عندها يندم المبطلون الظالمون، ويقولون: يا ليتنا جئنا بالولاية لولي الله وحجته على خلقه ﴿… يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً﴾([31]). وعلي ابن أبي طالب (ع) هو صاحب الولاية الكبرى، وهو أبو تراب ([32]).


            *****

            النبأ: 40.
            [23]- الأعراف: 108، و الشعراء: 33.
            [24]- طـه:22.
            [25]- النمل: 12.
            [26]- القصص: 32.
            [27]- المعارج: 7.
            [28]- وجاء في الدعاء عنهم (ع): (... اللهم وسر نبيك محمداً (ص) برؤيته، ومن تبعه على دعوته، وارحم استكانتنا بعده، اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره، وعجل لنا ظهوره، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان، برحمتك يا أرحم الراحمين ...) بحار الأنوار: ج35 ص96 ، وأغلب كتب الأدعية. (المعلق).
            [29]- عن أبي جعفر (ع) يقول: (أيام الله ثلاثة يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيامة) بحار الأنوار: ج15 ص50. (المعلق).
            [30]- ولذلك ترى أن الله تعالى يوم القيامة الكبرى يُظهر الكافرين والمنافقين على حقيقتهم السوداء المظلمة فتكون وجوههم سوداء كالحة وإن كانت في الدنيا بيضاء ناعمة، ويظهر المؤمنون بالولاية بوجوه بيضاء نيرة، وإن كانوا في هذه الدنيا بوجوه مغبرة من العناء والبلاء والاستضعاف من قبل الظالمين، ففي عالم الملكوت كل يظهر على حقيقته وباطنه.
            عن جعفر بن محمد (ع) قال: (يحشر يوم القيامة شيعة علي رواءاً مرويين مبيضة وجوههم، ويحشر أعداء علي يوم القيامة وجوههم مسودة ظامئين) ثم قرأ: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ). بحار الأنوار: ج7 ص194.
            وعن أبي جعفر (ع) قال: (إن رسول الله (ص) قال - وعنده نفر من أصحابه وفيهم علي بن أبي طالب (ع) - قال: إن الله تعالى إذا بعث الناس يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن، وعليهم نعال من ذهب، شراكها - والله - من نور يتلالؤ، فيؤتون بنوق من نور عليها رحال الذهب قد وشحت بالزبرجد والياقوت، أزمة نوقهم سلاسل الذهب، فيركبونها حتى ينتهوا إلى الجنان، والناس يحاسبون ويغتمون و يهتمون وهم يأكلون ويشربون، فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): من هم يا رسول الله ؟ قال: هم شيعتك وأنت إمامهم، وهو قول الله تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً) بحار الأنوار: ج7 ص194. (المعلق).
            [31]- النبأ: من الآية40.
            [32]- عن عباية ابن ربعي، قال: قلت لعبدالله بن عباس: لم كنى رسول الله (ص) علياً (ع) أبا تراب ؟ قال: لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول الله (ص) يقول: إنه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال: يا ليتني كنت ترابا - يعني من شيعة علي - وذلك قول الله عزوجل: (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً) علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج1 ص156.
            وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (قوله تعالى: (يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً) يعني علوياً أتوالى أبا تراب) بحار الأنوار: ج7 ص194. (المعلق).
            السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

            Comment

            • اختياره هو
              مشرف
              • 23-06-2009
              • 5310

              #7
              رد: سورة النبا (عم يتساءلون) خواصها وتفسيرها

              ******
              من كتاب المتشابهات الجزء الرابع

              سؤال/ 139: ما المراد من قوله تعالى: ﴿فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ﴾ ([97]) ؟

              الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
              والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
              الفطور هي الأبواب التي تُفتح في السماء للملائكة عند ظهور القائم (ع)، قال تعالى: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً﴾ ([98])، ونزول ملائكة السماء لنصرة الحق، ودين الله سبحانه وتعالى. وفي نهاية سورة المُلك: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾ ([99])، أي في الغيبة يرتفع عنكم العِلم، فلا يبقى في حوزتكم إلا الجهل ([100])، فيأتيكم داعي الحق بالعلم الإلهي. وهو الماء المعين ([101]).

              ***[97]- الملك : 3.
              [98]- النبأ : 19.
              [99]- الملك : 30.
              [100]- فقد ورد أن العلم يأزر أي يفقد ويختفي بين الناس؛ لجحودهم حق الإمام المهدي (ع) ووصيه، فعن أمير المؤمنين (ع) قوله: (اللهم إنه لا بد لك من حجج في أرضك، حجة بعد حجة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلمونهم علمك كيلا يتفرق أتباع أوليائك ... ولهذا يأزر العلم إذا لم يوجد له حملة يحفظونه ويروونه، كما سمعوه من العلماء، ويصدقون عليهم فيه، اللهم فإني لأعلم أن العلم لا يأزر كله ولا ينقطع مواده وإنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك، ظاهر ليس بالمطاع، أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم؟ وكم هم؟ أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً ) الكافي : ج1 ص339.
              وعن أيوب بن نوح، عن أبي الحسن الثالث (ع)، قال: (إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم) الكافي : ج1 ص 341. والكثير من الأحاديث في هذا الشأن، فراجع.
              [101]- عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (ع) في قول الله عز وجل: " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين "، قال: (إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بامام جديد) الكافي : ج1 ص340 ح14.
              السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

              Comment

              • المهتدية بأحمد
                مشرف
                • 27-04-2012
                • 631

                #8
                رد: تفسير سورة النبأ وخواصها في كلام الائمه الاطهار وفي كلام يمانيهم احمد الحسن ع

                جزاكما الله خير جزاء المحسنين على هذه المجموعة المباركة في تفسير سورة النبأ
                sigpic
                قال الامام احمد الحسن ع:
                لنفتح صفحة جديدة ونقول نحن من الان نحب في الله ونبغض في الله لنكون بذلك احب الخلق لله سبحانه.



                Comment

                • نجمة الجدي
                  مدير متابعة وتنشيط
                  • 25-09-2008
                  • 5278

                  #9
                  رد: تفسير سورة النبأ وخواصها في كلام الائمه الاطهار وفي كلام يمانيهم احمد الحسن ع

                  جزاكما الله خير جزاء المحسنين على هذه المجموعة المباركة في تفسير سورة النبأ
                  قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

                  Comment

                  Working...
                  X
                  😀
                  🥰
                  🤢
                  😎
                  😡
                  👍
                  👎