إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الانحراف في الأمة الإسلامية عن الطريق المستقيم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • GAYSH AL GHADAB
    مشرف
    • 13-12-2009
    • 1797

    الانحراف في الأمة الإسلامية عن الطريق المستقيم

    الـعقـائــد

    والخلاف فيها كبير بين علماء الإسلام السنّة والشيعة وغيرهم. كما أنّ السنة افترقوا فيها إلى معتزلة وأشاعرة ([1])، واختلف علماء كل فرقة فيما بينهم، ولعل الخلاف الرئيسي بين فرق المسلمين يدور حول الإمامة والقيادة الدينية والدنيوية بعد النبي <ص> لهذه الأمّة.
    ثم جرّ هذا الخلاف خلافات عقائدية أخرى كان سببها أنّ الشيعة يرجعون في عقائدهم إلى أوصياء النبي <ص> المعصومين <ع>، والسنة يرجعون إلى استدلالات عقلية كما يدّعون والتي تعارضها عقول قوم آخرين .
    كما حصل في مسألة الجبر والتفويض، التي وقع الخلاف فيها بين الأشاعرة والمعتزلة فجاء جواب آل النبي <ع> بأنّه: (لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين) ([2]).
    أو كقضية خلق القرآن، التي استغلها كفار بني العباس للخوض في دماء المسلمين وأعانهم على ذلك بعض أئمة الضلال السامريين ([3]).
    فجاء ردّ أهل القرآن آل النبي المصطفى بأنّ القران كلام الله لا غير ([4])، ليدع الناس السفسطة والجدل الشيطاني الذي لا طائل وراءه إلاّ حب الظهور والعلو على الناس بلقب العالم.
    كما وقع خلاف واسع في توحيد الخالق سبحانه وصفاته، أو ما سمّي بـ (علم الكلام).
    والحقيقة إنّ علم الكلام ما هو إلاّ شكل آخر من الفلسفة اليونانية المشائية أو الاستدلالية، فمن تتبع الفلسفة اليونانية القديمة يعلم أن فيها طريقين رئيسيين، وإنّ كليهما يبحث في الوجود:
    الأول: الاستدلالي. أو ما يسمى بـ (المشائي)، ويعتمد على الأدلة العقلية.
    والثاني: الإشراقي. ويعتمد على تصفية النفس من رذائل الأخلاق، وبالتالي يكون الإنسان أهلا لإشراق الحقائق في نفسه.
    وقد تأثر علماء المسلمين بالفلسفة اليونانية المشائية بعد ترجمتها، وأعادوا كتابتها كل بحسب ما يعتقد. وبدأ يظهر ما يسمى بـ (الفلسفة الإسلامية المشائية) أو(الاستدلالية) التي اشتق منها علم الكلام، الذي يبحث في وجود الخالق وتوحيده وصفاته. وربما يلحق به مباحث العدل والمعاد والنبوة والإمامة وغيرها.
    وإنّ ما سمي بـ (علم الكلام) كونه يبحث حول أشرف موجود سبحانه، فالألف واللام لاستغراق الصفات، فلعلهم أرادوا القول إنّ هذا العلم فيه أشرف كلام، والله اعلم.
    وكان لعلم الكلام أو لخوض علماء المسلمين في الفلسفة اليونانية دور كبير في تناحر فرق المسلمين، حتى وصل الأمر إلى تكفير بعضهم بعضاً، وأصبح علماء كل فرقة يتأولون آيات القرآن وفق أهوائهم لتوافق القواعد الفلسفية أو العقلية التي يعتقدونها. فجعلوا أنفسهم أئمة الكتاب لا أنّ الكتاب إمامهم، وتقدّموا الكتاب بعد أن تقدموا العترة ([5])، فضلوا .
    وأي ضلال بعد أن أعرضوا عن وصية رسول الله <ص> في حديث الثقلين المشهور بأن لا ئيتقدّموهما ([6]).
    لقد ضيع المسلمون الحق المبين واتبعوا من لم يزده علمه إلاّ خساراً بعدم رجوعهم إلى آل النبي <ع> واعتمادهم على الأدلة العقلية والفلسفية اليونانية، أو علم الكلام المستند إليها والمشتق منها، مع أنّ في الفلسفة كثيراً من السفسطة والمغالطات والمجادلات، وقالوا وقلنا التي لا تنتهي، والتي لا يعدو كثير منها اللغو، وليس وراءه طائل ولا ثمرة علمية أو عملية.
    والحق أنه ليس لنا - ونحن المغروسين في المادة، وليس لكثير منا حظ من العقل إلاّ ظلة - أن نتكلم عن الحي القيوم جل شأنه، إلاّ بحدود ما ورد في القرآن وحديث النبي <ص> وآله الأطهار<صع>، وهو عن الله سبحانه وتعالى وما هو إلاّ وحي يوحى، وقد صرح بهذا المعنى الملا صدرا (رحمه الله) في الشواهد الربوبية.
    وليعلم أولئك الذين يدعون الحجج العقلية وهم مختلفون، أنهم لو كانوا عقلاء بالمعنى الحقيقي
    لما اختلفوا؛ لأنّ العقل واحد، وهو الحق المطلوب من ابن آدم الوصول إليه، ليعقل نفسه ويعرف ربه، وهو عالم كلي لا تنافي فيه. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ([7]).
    أمّا الذي يشترك فيه جميع بني آدم فهو ظل لذلك العقل، أو النفس الإنسانية لا العقل الحقيقي. وهذه النفس موجودة في عالم الملكوت وهو عالم متـنافيات تماماً كعالم الشهادة، إلاّ أنه مجرّد من المادة.
    قال المصطفى <ص> ما معناه: (لولا إنّ الشياطين يحومون حول قلب ابن آدم لنظر إلى ملكوت السماوات) ([8])، أي إنّ ابن آدم لو أخلص لله لنظر إلى ملكوت السماوات.
    وبما أنّ اللّب الذي بين جنبينا هو ظل للعقل، فيكون الإنسان قادراً على إدراك كثير من قوانين عالم المادة، وربما شيئاً من عالم الملكوت ولكنه غير قادر على معرفة عالم العقل؛ لأنّه فوقه إلاّ بالوصول إليه. ولا يصل إلاّ العبد المخلص لله المجيب لدعاء (أقبِل) بعد أن أدبر وغرس في عالم المادة ([9])، فإذا عرفنا هذا عرفنا خطأ من ادعى العقل ابتداءً لكل بني آدم، ثم جعل المشرّع سبحانه من جملة العقلاء جل شأنه خالقنا وخالق عالم العقل الذي لا يصله إلاّ المقرّبون، ﴿كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ([10])، مع أنّ ما ادعاه عقلاً ما هو إلاّ ظل له وصورة له تختلف باختلاف المرآة التي انعكست عليها والنفس التي انطبعت فيها، ففي النفوس المنكوسة تنطبع الصورة معكوسة، قال أمير المؤمنين علي ع: (وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج الدرة من بين حب الحصيد) ([11]).
    ومن هنا فإن اتفق عشرة على أمرٍ معين خالفهم عشرة آخرون، ولو رجعوا إلى كنـز التوحيد محمد وعلي وآلهما <ع> وتدبروا كلامهم لأراحوا واستراحوا، فالصواب أن يكون علم الكلام في الإسلام مستنداً إلى القرآن والسنّة الصحيحة عن النبي وآله الأطهار <ع>. ولا بأس بالاستدلالات العقلية كسند ثانوي للعقائد الإسلامية المستقاة من القرآن والسنّة الصحيحة.
    روي أنّ الإمام الصادق ع قال ليونس بن يعقوب: (وددت أنك يا يونس تحسن الكلام. فقال له يونس: جعلت فداك، سمعتك تنهى عن الكلام وتقول ويل لأهل الكلام، يقول هذا ينقاد وهذا لا ينقاد وهذا ينساق وهذا لا ينساق وهذا نعقله وهذا لا نعقله. فقال أبو عبد الله ع: إنما قلت ويل لهم إذا تركوا قولي وصاروا إلى خلافه )([12]).
    وقال الإمام الصادق ع: (حاجوا الناس بكلامي، فإن حجوكم فأنا المحجوج) ([13]).
    وقال الصادق ع: (من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال ولم يزل) ([14]).
    وقالع: (إياكم والتقليد، فإنّه من قلّد في دينه هلك، إنّ الله تعالى يقول: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ([15])،فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً، وقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون) ([16]).
    وقال ع: (من أجاب ناطقاً فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله تعالى فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان) ([17]).
    أمّا العرفان في الإسلام، فقد أرجعه بعضهم إلى الفلسفة اليونانية الإشراقية، والعرفان عند الشيعة إلى السنة.
    وقالوا: إنّ أول من بحث في العرفان هو (ابن عربي) أو غيره من علماء السنة.
    والحقيقة إنّ هذا خطأ ومغالطة، لا تنطلي على من تفحّص الأديان الإلهية والشرائع السماوية، حيث إنّ السلوك العرفاني أو العمل لمعرفة الله هو الذي جاء به الأنبياء، بل هو الفطرة التي فطر عليها الإنسان، قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ([18]). وقال تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ([19]).
    فالآيات في الأنفس لمن زكّاها، وفي الآفاق لمن أراد الاستدلال بالعقل ولمن زكّى نفسه. كما أنّ النبي <ص> والأوصياء <صع> نبهوا المؤمنين في أحاديث كثيرة إلى هذا الطريق وضرورة سلوكه وعدم التواني في تطبيق الشريعة، واجبها و مستحبها و محرّمها و مكروهها. والتي هي وهي فقط الطريق الموصل إلى الله لا الألفاظ ولا المصطلحات و تخرّصات بعض الذين كتبوا في العرفان وما يسمونه بمجاهدات ما أنزل الله بها من سلطان.
    فمعرفة الله إنما تتم بتزكية النفس، وتزكية النفس لا تتم إلاّ بتطبيق الشريعة والزهد في الدنيا، والإنفاق في سبيل الله، والتحلّي بمكارم الأخلاق، والحب في الله والبغض في الله، والشدّة في ذات الله والغلظة مع الكافرين والمنافقين، والرحمة مع المؤمنين. قال تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ([20]).
    والحمد لله وحده، ﴿وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ([21]).



    [1]- قيل أن سبب تسميتهم بهذا الاسم ـ معنزلة ـ هو: إنّ واصل بن عطاء كان يجلس إلى الحسن البصري، فلما ظهر الاختلاف وقالت الخوارج بتكفير مرتكب الكبائر، وقال آخرون بأنّهم مؤمنون وإن فسقوا بالكبائر، فخرج واصل بن عطاء عن الفريقين، وقال إنّ الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر منزلة بين منزلتين، فطرده الحسن عن مجلسه فاعتزل عنه، وجلس إليه عمرو بن عبيد فقيل لهما ولأتباعهما معتزليون. لاحظ : أوائل المقالات للشيخ المفيد: ص146، وفيات الأعيان: ج6 ص8.
    كما أنّ الأشاعرة سمّوا أشاعرة نسبة لأبي الحسن الأشعري المولود عام 260 ه‍، والمتوفى عام 324 ه‍، وهو من أحفاد أبي موسى الأشعري، فالأشاعرة هم اتباعه. ظلال التوحيد للسبحاني: ص101.
    [2]- الكافي: ج1 ص160، الاعتقادات للصدوق: ص29، توحيد الصدوق: ص206، عيون أخبار الرضاع: ج2 ص114، بحار الأنوار: ج5 ص12. والحديث عن الإمام الصادق ع.
    [3]- من بين الأحداث المهمة التي عاصرها الإمام الرضا ع هي فتنة خلق القرآن، وهي مسألة عقائدية، نشأت في أواخر الدولة الأموية، وأول من أثارها هو الجعد بن درهم، معلم مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وأذاعها في دمشق فطلبته السلطة فهرب منها ثم نزل الكوفة فتعلم منه الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الطائفة الجهمية.
    ويقول ابن الأثير: إن هشام بن عبد الملك قبض على الجعد وأرسله مخفوراً إلى خالد القسري أمير العراق وأمره بقتله، فحبسه خالد ولم يقتله فبلغ الخبر هشاماً فكتب إليه يلومه ويعزم عليه بقتله، فأخرجه خالد من الحبس في وثاقه، فلما صلى العيد يوم الأضحى قال في آخر خطبته: انصرفوا وضحوا يقبل الله منكم، فاني أريد أن أضحي اليوم بالجعد، فإنه يقول : ما كلم الله موسى، ولا اتخذ الله إبراهيم خليلاً، تعالى الله عما يقول الجعد، ثم نزل وذبحه الكامل في التاريخ: ج5 ص263.
    وظلت هذه الفكرة بعد مقتل الجعد تحت الخفاء وفي طي الكتمان إلى دور هارون الرشيد، وعندما ظهر أمر المعتزلة، وانتشرت أفكارهم أعلنوا القول بخلق القرآن، ولما ولي الحكم المأمون نشطت الحركة وأخذت الفكرة بالنمو والاتساع وتبنى المأمون القول بخلق القرآن، وقرّب المأمون أبا هذيل محمد بن الهذيل العلاف وهو من أئمة المعتزلة، كما وقرّب أبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظام وهو أيضاً أحد رؤوس المعتزلة المشهورين. وحمل المأمون الناس على القول بها فمن خالفها تعرض للنقمة والعذاب. حيث كتب إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب صاحب الشرطة يأمره أن يدعو الناس إلى القول بخلق القرآن، وكان ممن تعرّض للأذى من المأمون هو أحمد بن حنبل، فقد سيق مكبلاً بالأغلال للمثول بين يدي المأمون بطوس، ولكن بلغه في الطريق موت المأمون. وتولى المعتصم فسجن ابن حنبل ثمانية وعشرين شهراً لامتناعه عن القول بخلق القرآن، وأطلق سنة 220 ه‍ـ. ولم تكف الدولة عن إيذاء أحمد بن حنبل إلاّ في عهد المتوكل.
    وعندما حقق المأمون بعض أهدافه السياسية البعيدة المدى، وصفّى وجود المخالفين للحكم العباسي وغيرهم بهذه الحجة، ثم عاد إلى مذهب الآباء معتبراً الروافض والمعتزلة والخوارج من أعلام جهنم، ينقل ابن حجر في لسان الميزان: إنّ المأمون قال لحاجبه يوماً: انظر من بالباب من أصحاب الكلام ؟ فخرج وعاد إليه، فقال: بالباب أبو الهذيل العلاف، وهو معتزلي، وعبد الله بن أباض الأباضي، وهشام بن الكلبي الرافضي. فقال المأمون : ما بقي من أعلام جهنم أحد إلاّ حضر. قال ابن حجر : يعني أنّ الهذيل رأس المعتزلة، وهشاماً رأس الرافضة، وابن أباض رأس الخوارج. لسان الميزان لابن حجر : ج5 ص413.
    وقد بيّن الإمام الرضا u القول الفصل في هذه الفتنة، فقد روى الشيخ الصدوق : عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال : كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا u إلى بعض شيعته ببغداد : (بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أنّ الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلاّ الله عز وجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون) أمالي الصدوق : ص640، بحار الأنوار : ج89 ص118.
    وعن سليمان بن جعفر الجعفري : قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) : يا بن رسول الله، ما تقول في القرآن؟ فقد اختلف فيه من قبلنا، فقال قوم إنه مخلوق وقال قوم إنه غير مخلوق، فقال u : (أمّا أنا لا أقول في ذلك ما يقولون، ولكني أقول إنّه كلام الله عزّ وجل) أمالي الصدوق : ص647، بحار الأنوار : ج89 ص118.
    [4]- لاحظ قول الإمام الرضا u في الهامش السابق .
    [5]- قال أمير المؤمنين u في خطبة طويلة: (... وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله. وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه، ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر. فقد نبذ الكتاب حملته، وتناساه حفظته. فالكتاب يومئذ وأهله منفيان طريدان، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو. فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا. فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا عن الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه، ولا يعرفون إلا خطه وزبره. ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة، وسموا صدقهم على الله فرية، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة وإنما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم وتغيب آجالهم، حتى نزل بهم الموعود الذي ترد عنه المعذرة، وترفع عنه التوبة، وتحل معه القارعة والنقمة) نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص30، الكافي: ج8 ص388.
    [6]- روى الطبراني في المعجم الكبير: عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول <ص>: (إني لكم فرط وإنكم واردون علي الحوض عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. فقام رجل فقال : يا رسول الله وما الثقلان؟ فقال رسول الله <ص>: الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي وإنهم لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذاك ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم) المعجم الكبير: ج3ص65، ولاحظ كنز العمال: ج1 ص188.
    وروى العياشي : عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه قال : خطب رسول <ص> يوم الجمعة بعد صلاة الظهر انصرف على الناس فقال: (يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير انه لن يعمر من نبي إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله، واني لأظنني أوشك أن ادعى فأجيب، واني مسؤول وإنكم مسؤولون، فهل بلغتكم فما إذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد بأنك قد بلغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله عنا خيراً، قال : اللهم اشهد، ثم قال : يا أيها الناس ألم تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق من بعد الموت قالوا: [اللهم] نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال : يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ألا من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم قال : أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون على الحوض وحوضي اعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة الأواني، سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني، قالوا : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيدي الله وطرف في أيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تذلوا والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يتفرقا حتى يلقياني، وسئلت الله لهما ذلك فأعطانيه فلا تسبقوهم فتضلوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، فلا تعلموهم فهم اعلم منكم) تفسير العياشي: ج1 ص4.
    وروى الشيخ الطوسي في الأمالي: عن رافع مولى أبي ذر، قال : صعد أبو ذر (رضي الله عنه) على درجة الكعبة حتى أخذ بحلقة الباب، ثم أسند ظهره إليه، فقال : أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله<ص>يقول: (إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تركها هلك)، وسمعت رسول الله<ص>يقول: (اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين) أمالي الشيخ الطوسي: ص482، بحار الأنوار: ج23ص121.
    [7]- غافر : 67.
    [8]- بحار الأنوار: ج56 ص163، مستدرك سفينة البحار: ج8 ص572، العلم في الكتاب والسنة: ص120.
    [9]- يشير u بهذه الكلمة لما روي عن أهل البيت u، فقد روى الشيخ الكليني بسنده عن أبي جعفر u قال: (لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر . ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب) الكافي : ج1 ص10.
    [10]- العلق : 6- 8.
    [11]- نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج3 ص73، بحار الأنوار: ج33 ص475.
    [12]- تصحيح الاعتقاد للمفيد: ص70، الكافي: ج1 ص171، وفيه : أن تركوا ما أقول وذهبوا إلى ما يريدون. وكذا في وسائل الشيعة: ج16 ص197. الإرشاد: ج2 ص194، بحار الأنوار: ج23 ص9.
    [13]- تصحيح الاعتقاد للمفيد: ص70، الاعتقادات في دين الإمامية للصدوق: ص43، وفيه : فإن حاجوكم كنت أنا المحجوج لا أنتم.
    [14]- تصحيح الاعتقاد للمفيد: ص72، الفصول المهمة للعاملي: ج1 ص125، وفي الكافي: ج1 ص7 باختلاف يسير.
    [15]- التوبة :31.
    [16]- تصحيح الاعتقاد للمفيد: ص72، تفسير البرهان: ج10 ص120.
    [17]- تصحيح الاعتقاد للمفيد: ص73، الكافي: ج6 ص434 باختلاف يسير.
    [18]- فصلت : 53.
    [19]- الذاريات : 20 – 21.
    [20]- النور : 35.
    [21]- يونس :82.


    من كتاب العجل الجزء الثاني
    للسيد احمد الحسن اليماني ع


    sigpic
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎