إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • هيئة الاشراف العلمي للحوزة
    هيئة الاشراف العلمي العام على الحوزات المهدوية
    • 07-02-2012
    • 74

    تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    هذه الصفحة مخصصة للدروس المكتوبة لــ
    المادة : تفسير وعلوم الدعوة ـ مختارات من الجواب المنير القسم 1
    المرحلة : الاولى ـ اسابيع 13 ـ 24
    المدرس : دكتور توفيق
    Last edited by اختياره هو; 04-09-2012, 14:30.
  • د. توفيق المغربي
    مشرف
    • 13-02-2012
    • 259

    #2
    الدرس الاول : س 309 الجزء الرابع
    التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنــا
    تتمة المحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنــا


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين

    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

    الدرس 1.

    الأسئلة العقائدية : شبهات السنة على المذهب الحق وعلى دعوة الحق

    السؤال/ 309، ج4


    الشبهة المطروحة : القول في الصحابة وهل يوجد عقيدة في غير الحجج (ع) ؟


    س1: ماذا تقول عن الصحابة ؟





    ج س1:

    إن شاء الله سؤالك تقصد به من آمنوا بالرسول محمد (ص) ونصروه ونصروا دين الله بكل ما خولهم ربهم حتى ختم لهم بخير وماتوا على ولاية ولي الله وحجة الله وخليفة الله في زمانهم، وهؤلاء لا شك أنهم خيرة أهل زمانهم، أما إن كنت تقصد كل من آمن بالرسول محمد (ص) فترة من الزمن فاعلم أن من الذين آمنوا بالرسول محمد (ص) من ارتدوا في حياته ومنهم من ارتد بعد وفاته ومنهم من أظهر ارتداده ومنهم من أضمر عدم إيمانه، وفي القرآن بيان لحال المنافقين وفي كتب السير عند السنة والشيعة ذكر للمرتدين.

    واعلم وفقك الله أن الدنيا كلها جهل إلا مواطن العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً، والإخلاص على خطر عظيم حتى ينظر المرء ما يختم له. فعليك إن كنت تريد معرفة الحق أن تلتزم بقانون الله الذي أسسه منذ اليوم الأول الذي خلق فيه آدم (ع) وهو خلافة الله في أرضه:
    ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾([1])،
    فتؤمن بخلفاء الله وتنصرهم بكل ما خولك ربك، أما سواهم من الناس فلست مكلفاً بالإيمان بهم سواء كانوا صحابة رسول الله محمد (ص) أم غيرهم فلن يسألك الله إلا عن الإيمان بخلفائه في أرضه، فإن ختم لك بخير وآمنت بخلفاء الله في أرضه حتى آخرهم في زمانك فقد نجوت وإلا فالنار أعاذك الله منها، وهذا قانون الإيمان كما أنزله تعالى فهل تجد فيه الإيمان بأصحاب الرسل - خلفاء الله في أرضه - قال تعالى:
    ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾([2])،
    فعليك الإيمان بخاتم الرسل من الله محمد (ص) والأئمة خلفاء الله في أرضه الذين هم رسل محمد (ص) للناس، وهم (12) إماماً و(12) مهدياً كما في وصية نبيكم محمد (ص) التي نقلها الشيخ الطوسي (رحمه الله) ولم ينقل أحد غيره وصية لرسول الله (ص) ليلة وفاة غيرها، والقرآن أوجب الوصية عند حضور الموت في قوله تعالى:
    ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾([3])،
    فلا مناص من قبول هذه الوصية اليتيمة ومن يردها سواء من السنة أم الشيعة يتهم رسول الله محمداً (ص) بمخالفة القرآن وحاشاه (ص) من أن يخالف قول الله سبحانه.
    والكلام في الوصية طويل ولكن فقط اسأل نفسك وليسأل كل منصف نفسه السؤال الحتمي
    بعد معرفة ما روي في كتب المسلمين أن رسول الله محمداً (ص) عندما مرض بمرض الموت طلب ورقة وقلم ليكتب كتاباً وصفه رسول الله محمد (ص) بأنه كتاب يعصم الأمة التي تتمسك به من الضلال إلى يوم القيامة، فمنعه عمر وجماعة معه من كتابة هذا الكتاب في حادثة رزية الخميس المعروفة (راجع رزية الخميس في البخاري مثلاً)،
    فالسؤال هو:
    هل يقبل أحد أن يتهم رسول الله محمداً (ص) أنه قصَّر في كتابة هذا الكتاب المهم والذي يعصم الأمة من الضلال بعد أن كانت عنده فرصة لأيام قبل وفاته يوم الاثنين ليكتبه ؟
    ثم إذا علمنا أن هذا الكتاب يجب كتابته وإهماله غير جائز؛ لأنه الوصية التي أمر الله رسوله بكتابها، بقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ﴾
    فهل يمكن أن نقول إن الرسول ترك كتابة هذا الكتاب أو الوصية التي أمره الله بكتابتها لاعتراض عمر وجماعة معه ؟ مع أن الرسول تألم لاعتراضهم وطردهم من المجلس كما هو مذكور في حادثة الرزية (رزية الخميس)،
    أرجو أن تنصفوا أنفسكم وترحموها وتجيبوا على هذا السؤال لتنجوا جميعاً بقبول وصية رسول الله محمد (ص).

    ...................................................................... ......................................



    اسئلة للتمرين :

    • 1. اعط مفهوم الصحابة ؟
    • 2. هل كل الصحابة على خير ؟
    • 3. ما هي العقيدة في الاشخاص في الدين الالهي ؟
    • 4. ما هو قانون الايمان الذي يعرف من خلاله الحق ؟
    • 5. لماذا يجب على كل المسلمين قبول راوية الشيخ الطوسي للوصية ؟
    • 6. لماذا الوصية الواجبة هي نفسها او بعض منها الكتاب العاصم ؟
    • 7. هل مجرد وجود الوصية او كتابتها عاصم للامة من الضلال ؟
    • 8. بين كيف ان رواية الشيخ الطوسي للوصية مصداق للكتاب العاصم للامة الى يوم القيامة ؟
    • 9. كيف ترد على من يشكل على كون رواية الشيخ الطوسي لا تعطي كل وصية رسول الله (ص)




    ملاحظة :
    بالاضافة الى الاسئلة في آخر الدرس يمكن للطالب ان يعلق (بما فهمه ) على كل ما تحته سطر في اجوبة الامام (ع) في الدرس ويعزز برواية او آية ان احتاج المقام لذلك.





    [1]- البقرة: 30.

    [2]- البقرة: 285.

    [3]- البقرة: 180.

    [4]- الكهف: 21.
    Last edited by ya fatema; 27-08-2012, 23:05.

    Comment

    • د. توفيق المغربي
      مشرف
      • 13-02-2012
      • 259

      #3
      رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

      بسم الله الرحمن الرحيم

      والحمد لله رب العالمين

      وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

      مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

      الدرس 2.

      الأسئلة العقائدية : شبهات السنة على المذهب الحق وعلى دعوة الحق

      السؤال/ 309، ج 4
      تتمة

      الشبهة المطروحة : التبرك بالقبور ومسالة السب



      س: هل يجوز التبرك بالقبور ؟



      جواب:

      أما قضية التبرك بالقبور باعتبارها أماكن ضمت أجساد أولياء الله وبالتالي فهي نافذة لأرواحهم المقدسة إلى هذا العالم فقد أقرها القرآن وحث عليها، قال تعالى:
      ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً﴾([4])،

      فلو كان باطلاً قول من أرادوا وبنوا مسجداً على قبور أصحاب الكهف لأنكره الله وبين بطلانه،

      فإهماله والحال هذا يكون إغراء بالباطل وحاشاه سبحانه أن يغري ويخدع عباده بالباطل،

      فتبين أن قول: ﴿الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً﴾ هو الحق من الله،

      وإن التبرك بالقبور من دين الله

      ولا قيمة ولا اعتبار لأي حديث أو رواية إن خالفت نصاً قرآنياً محكماً بيناً لكل ذي لب سليم وفهم مستقيم.




      * * *

      ...................................................................... .....................................................




      السب والشتم


      س3: ... بعض الشيعة يلعنون ويسبون الصحابة وعائشة أم المؤمنين زوجة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، فهل أنت أيها الإمام ممن تلعن وتسب الصحابة ؟ ...


      جواب :

      أما بالنسبة للسب والشتم فليست من أخلاقنا
      وأسأل الله أن يمن عليّ ويجعلني ممن يغفرون لمن يسيء لهم، وأعوذ بالله أن يجعلني جباراً شقياً،

      وقد نهيت المؤمنين والمؤمنات عن الخلق السيئ الذي يسيء لهم أولاً وللإسلام الذي جاء به محمد (ص) ثانياً باعتبارهم محسوبين عليه (ص)،

      وطلبت منهم أن يتحلوا بأخلاق القرآن، ويعلم كثير منهم كم مرة طلبت منهم قراءة بعض السور التي تبين الأخلاق الإلهية والعمل بها،

      فالاستهزاء والسب والشتم والتنابز بالألقاب والتعرض لأعراض الناس وكل خلق لا يرضاه الله فهو منبوذ مرفوض رفضاً قاطعاً عندنا لا نقبله ولا نقبل أن يتخلق به أحد من المؤمنين والمؤمنات.


      * * *

      ...................................................................... .....................................................


      اسئلة للتمرين :

      10. اعط الدليل على جواز التبرك بالقبور وفصل الاستدلال.
      11. ما هو امر الامام احمد الحسن في مسالة السب والشتم ؟
      12. هل يمكن معارضة آية محكمة من القرآن بالروايات ؟
      13. متى يكون سكوت الله عن امر اقرار له وبيان انه حق ؟

      ملاحظة :
      بالاضافة الى الاسئلة في آخر الدرس يمكن للطالب ان يعلق (بما فهمه ) على كل ما تحته سطر في اجوبة الامام (ع) في الدرس ويعزز برواية او آية ان احتاج المقام لذلك.

      Comment

      • د. توفيق المغربي
        مشرف
        • 13-02-2012
        • 259

        #4
        رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

        الدرس الثاني : س 110 الجزء الثاني
        التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنــا


        بسم الله الرحمن الرحيم
        والحمد لله رب العالمين
        وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

        مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

        الدرس 3.

        الأسئلة العقائدية : شبهات السنة على المذهب الحق وعلى دعوة الحق

        السؤال/ 110، ج2

        الشبهة المطروحة : الأنبياء لا يورثون واغتصاب حق الزهراء (ع) وحق خلفاء الله (ع)

        س /: ...توجد عندنا روايات عن الصادق (ع) ما مفاده إنّ الأنبياء لا يورثون فكيف نقول إنّ هذه الرواية موضوعة ؟


        الجواب:

        1- الأنبياء (ع) لا همَّ لهم في الدنيا وجمع تراثها، ولكن ربما حصل لسبب ما، أن يكون شيءٌ من تراث الدنيا في حوزتهم؛ ولذا فهم في الغالب لا يتركون لورثتهم شيئاً من تراث الدنيا، فهم لا يورثون، أي: إنّهم لا يهتمون بجمع شيء من تراث الدنيا لورثتهم.

        2- إنّ ما يورثونه الأنبياء (ع) من العلم والحكمة وخلافة الله في أرضه لمن يخلفهم من أوصيائهم، لا يترك لما يورثونه من تراث الدنيا لورثتهم قيمة مهما كان كبيراً عند المقارنة.

        3- ثم هل يصح في قضية فدك أن يرث المسلمون محمداً (ص)، ولا ترثه ابنته فاطمة (عليها السلام) ؟
        فإن لم تصح وراثة فاطمة بنت محمد (عليها السلام) لأبيها محمد (ص) عندهم، فبأي آية من كتاب الله وبأي رواية عن رسول الله (ص) صححوا وراثتهم بأجمعهم لرسول الله (ص) ؟ وكيف صححوا وراثة عائشة لحجرة رسول الله (ص)، وجعلوا من حقها أن تسمح بدفن أبيها وعمر فيها ، وتمنع دفن الحسن بن فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص) فيها ؟

        فإن كانت الحجرة تورث، فلفاطمة (عليها السلام) حصة فيها وللحسن (ع) حصة من أمه فاطمة (عليها السلام)، فكيف منعته وبأي حق منعته عائشة أن يدفن في ملكه ؟!

        4- قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾([1]).

        وقال تعالى في قصة زكريا (ع): ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً @ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً﴾([2]).

        فماذا أراد الله بهذه الآيات ؟ ماذا ورث سليمان من داود ؟ وماذا ورث يحيى من زكريا (ع)؟

        فهل أنّ بني إسرائيل ورثوا تراث داود وزكريا دون سليمان ويحيى (ع) ؟! والله يقول: ﴿وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾([3]).

        وإن قالوا: إنّها النبوة والعلم والحكمة وخلافة الله في أرضه فقط لا غير. إذن كيف تقمَّصوا الخلافة دون الحسن والحسين وهما ولدي رسول الله (ص) من فاطمة ؟ وقد ورث هذه الخلافة الإلهية عيسى (ع)من داود (ع)، وهو ولده من مريم (عليها السلام)، والله يقول: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾([4]).

        وكيف تقمصوها دون علي (ع) ؟ وقد تيقنوا أنّها في ولد هاشم خاصّة من ذرية إبراهيم (ع) بعد أن بعث محمد (ص) إن كانوا مؤمنين ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾([5]).

        وكيف تقمصوها دون علي (ع) وهو أعلمهم وأحكمهم، إن كان فيهم من يحمل شيئاً من العلم والحكمة ؟

        على كل حال فإنّ الله سبحانه بيَّن أنّ الأنبياء (ع) يوَرِّثون ويورَثون، وكيفما فسّروا هذه الوراثة تبيّن بطلان تنحيتهم لعلي والحسن والحسين (ع) وبطلان اغتصابهم لحق فاطمة (عليها السلام).


        * * *
        ...................................................................... ................

        اسئلة للتمرين :
        • 1. اذكر مثالا من الروايات الواردة في كتب الشيعة التي تذكر ان "الانبياء لا يورثون".
        • 2. وضح المعنى المقصود من الروايات.
        • 3. بين لماذا حق وراثة المؤمنين مفروض من الله ومطلق ولا يمكن اخراج احد من ذوي الحقوق الشرعية الا بدليل قطعي.
        • 4. بين سبب قول الامام (ع) ((...هل يصح في قضية فدك أن يرث المسلمون محمداً (ص)...))
        • 5. بين المقصود من قوله (ع) ((فبأي آية من كتاب الله وبأي رواية عن رسول الله (ص) صححوا وراثتهم بأجمعهم لرسول الله (ص) ؟)) بذكر استدلال ابي بكر في حادثة فدك ثم بين الخلل فيه.
        • 6. اعط دليلا روائيا ودليلا واقعيا على قول الامام (ع) على كون عائشة ورثت حجرة رسول الله (ص) وان الحسن (ع) منع من الدفن بجانب رسول الله (ص).
        • 7. بين المقصود من قوله (ع) ((فماذا أراد الله بهذه الآيات ؟ ماذا ورث سليمان من داود ؟ وماذا ورث يحيى من زكريا (ع)؟)) حيث ان داود نبي وسليمان ورثه وهو نبي وكذلك يعقوب ويحيى فصح توريث الانبياء للاموال والاملاك وصحت وتريث خلافة الله (النبوة).
        • 8. ثبت ان داود (ع) كان نبيا وملكا وكذلك سليمان (ع) فهل ورث بنو اسرائيل داود (ع) ملكه او سليمان (ع) ؟
        • 8. اعط الدليل ان من بين ما يورث الانبياء (ع) هو العلم والحكمة وخلافة الله؟
        • 9. ان حصروا ما يورثه الانبياء (ع) في العلم والحكمة وخلافة الله فاين ينبغي ان تكون الخلافة قطعا ؟ وهل يصح خلافة رسول الله في غير اولي رحم رسول الله ولماذا ؟
        • 10. اعط مثالا من اقوال علماء السنة الذين انكروا على ابي بكر اغتصابه لارث فاطمة (ع).
        • 11. اعط روايات تبين ان علي (ع) هو (أعلمهم وأحكمهم ) بعد رسول الله (ص).




        ملاحظة :
        بالاضافة الى الاسئلة في آخر الدرس يمكن للطالب ان يعلق (بما فهمه ) على كل ما تحته سطر في اجوبة الامام (ع) في الدرس ويعزز برواية او آية ان احتاج المقام لذلك.


        [1]- النمل: 16.

        [2]- مريم: 5 – 6.

        [3]- الأنفال: 75.

        [4]- آل عمران: 34.

        [5]- النساء: 54.



        Last edited by ya fatema; 27-08-2012, 23:04.

        Comment

        • د. توفيق المغربي
          مشرف
          • 13-02-2012
          • 259

          #5
          رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

          الدرس الرابع : س 111 الجزء الثاني
          التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنــا

          بسم الله الرحمن الرحيم
          والحمد لله رب العالمين
          وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

          مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

          الدرس 4.

          الأسئلة العقائدية : شبهات السنة على المذهب الحق وعلى دعوة الحق

          السؤال/ 111، ج2

          الشبهة المطروحة :إذا كانت هناك قائمة محددة بأسماء الأئمة، لماذا يتحيّر الشيعة بعد وفاة كل إمام ؟


          س /: ... إذا كان القائم (ع) محدّد أنّه التاسع من ولد الحسين لماذا ظن بعض الشيعة المقرّبين أنّه الإمام الكاظم (ع)، وإذا كانت هناك قائمة محددة من رسول الله والزهراء بأسماء الأئمة، لماذا يتحيّر الشيعة بعد وفاة كل إمام حتى إنّ زرارة بن أعين مات ولم يومن بإمامة الإمام الكاظم (ع)؟

          الجواب:
          قبل الإجابة يجب أن تعلمي أنّ زرارة بن أعين كان مريضاً بمرض الموت قبل شهادة الإمام الصادق (ع)، ولبث بعد الصادق (ع) أياماً لم تجز الشهرين ثم مات بمرضه، ومات مؤمناً موالياً لأهل البيت (ع) ولم يكفر بإمامة الكاظم (ع) (1 ).
          أمّا كفر الناس بالأنبياء والأوصياء رغم ذكر من سبقهم لهم، فهو ليس من مختصات من ادعى مشايعة الأئمة (ع)، بل هذا سبيل كثير من بني آدم في متابعة إبليس (لعنه الله) في التكبر على حجة الله وخليفته سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾(2 ).
          ألم يُذكر محمد (ص) في التوراة والإنجيل وباسمه وصفته، بل إنّ اليهود أسسوا المدينة المباركة لانتظاره، وكانوا يعلمون أنّها موضع هجرته، ومع هذا كفر به معظم اليهود والنصارى إلاّ القليل ممن وفوا بعهد الله.
          ألم يُذكر عيسى (ع) في التوراة باسمه وصفته، ومع هذا كفر به معظم اليهود.
          إنّ مسألة الكفر بالأنبياء والأوصياء (ع) حمل شعارها العلماء غير العاملين في كل زمان، وتابعهم عبيدهم الذين يرفضون أن يكونوا أحراراً.
          وأنا أنصحك بقراءة وصية رسول الله (ص) وعشرات الروايات الدالة على المهديين الإثني عشر وعلى أولهم وهو مذكور باسمه وصفته، فلماذا كفر به علماء آخر الزمان ؟ فحجج العلماء غير العاملين اليوم هل تعتقدين أنّها كانت مستعصية على علي بن حمزة البطائني عندما أنكر إمامة الإمام الرضا (ع) وادعى الوقوف عند الإمام موسى بن جعفر(ع)، وإنّه القائم، ولم يكن هذا الإدعاء إلا لحب الدنيا وحب الرئاسة الباطلة من علي بن حمزة البطائني وأشباهه.
          ثم هناك كثير من الروايات عن الرسول (ص) التي وردت في مصادر السنّة، منها حديث الغدير الذي أمر به رسول الله المسلمين بمبايعة علي (ع)، وبايعه أبو بكر وعمر، ومنها حديث الوصية وأحاديث مدحه (ص) شيعة علي (ع)، ومع هذا لم يؤمن السنّة أنّ علياً (ع) هو وصي رسول الله (ص) وخليفة الله سبحانه بعد رسول الله (ص)، وتأولوا المولى بأنّه الناصر لا غير، وإنّهم هم شيعة علي الممدوحون، وإنّ الوصية تخص الميراث ودَينه (ص) لا غير ....، وتأولوا حديث: إنّ علياً (ع) من رسول الله (ص) كهارون (ع) من موسى (ع) ...، وتأولوا ...، وتأولوا.
          ثم هم يصححون ما ورد عن رسول الله (ص): (إنّ فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين) ثم لا يجدون حرجاً في تصحيح عمل عمر وجماعة من المنافقين في الهجوم على بيت فاطمة (ع)، حتى إنّهم يفتخرون بأشعارهم بما فعله عمر من الهجوم على دار فاطمة (ع) فلذة كبد محمد (ص)، وهذه أبيات لحافظ إبراهيم المعروف بشاعر النيل:
          وقولـه لعلي قـالها عمر أكرم بسامعها أعظم بملقيها
          حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
          ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنان وحاميها
          وأنا أقول لحافظ إبراهيم صدقت في هذا، ما كان أحد يجرؤ على حرق بيت فاطمة (عليها السلام)؛ لأنّه بيت محمد (ص)، إلاّ عمر أبو حفصة، وصدقت ياحافظ إبراهيم عندما وصفت عمر في صدر بيتك:
          قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها بنعمة الله حصناً من أعاديها
          فأنت صادق في هذا، فقد كان عمر أعدى أعداء رسول الله (ص)، ولكن متى كان عمر حصناً من أعاديها ؟
          هل عندما فر في أحد وهو يصرخ بالمسلمين ويخذّلهم عن نصرة رسول الله، وترك رسول الله (ص) وعلياً (ع) في أرض المعركة ؟
          أم
          لما رجع عن فتح خيبر خوفاً من اليهود وهو يجبن أصحابه ؟
          أم أنّك تراه حصناً من أعاديها لما هجم على بيت فاطمة بنت محمد (ص) وعصرها خلف الباب وأسقط جنينها وضربها، وأراد حرق دارها ؟؟
          نحن لم نسمع أنّ عمر بارز الفرسان أو قتل الشجعان من كفار قريش وغيرهم، ولكننا سمعنا وأيقنا أنّ عمر قتل فاطمة بنت محمد (ص) وجنينها المحسن (ع)، والله تعالى يقول: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾(3 )، فهل من عاقل فينقذ نفسه من النار. ولا أقول إلا كما قال رسول الله (ص): (إنّ المفتتن ملقى حجته حتى تلقيه فتنته في النار).
          وإن كانت صاحبة الإشكالات تطلب الحق، فهذا قانون معرفة الحجة من القرآن الكريم، وهذا نص شرح له كتبته في كتاب إضاءات من دعوات المرسلين ج3 القسم الثاني، والكتاب منشور ويمكنها قراءته.....

          تم ترك قانون معرفة الحجة لدرس الاضاءات وكذا درس الحوار القصصي...
          اسئلة للتمرين :


          · 1. ما هي علة عدم اظهار زرارة علمه بامامة الكاظم (ع).

          · 2. هل يعتبر كفر او توقف الناس عن الايمان بالحجج اللاحقين اشكالا يمكن ان ينقض عقيدة النص عليهم (ع) من الله ومن الحجج السابقين ؟

          · 3. اعط الدليل على قوله (ع) ((ألم يُذكر محمد (ص) في التوراة والإنجيل وباسمه وصفته، بل إنّ اليهود أسسوا المدينة المباركة لانتظاره، وكانوا يعلمون أنّها موضع هجرته، ومع هذا كفر به معظم اليهود والنصارى إلاّ القليل ممن وفوا بعهد الله. ألم يُذكر عيسى (ع) في التوراة باسمه وصفته، ومع هذا كفر به معظم اليهود.))

          · 4. اذكر باختصار قصة علي بن حمزة البطائني مع المصدر.

          · 5. ما هي الشبهة التي اضل بها البطائني الشيعة وجعلهم يتوقفون عن امامة الرضا (ع) ؟

          · 6. اعط دليلا من كتب السنة على قوله (ع) ((هل عندما فر في أحد وهو يصرخ بالمسلمين ويخذّلهم عن نصرة رسول الله، وترك رسول الله (ص) وعلياً (ع) في أرض المعركة ؟ ))

          · 7. اعط دليلا من كتب السنة على قوله (ع) ((أم لما رجع عن فتح خيبر خوفاً من اليهود وهو يجبن أصحابه ؟))

          · 8. اعط دليلا من كتب السنة على قوله (ع) (( أم أنّك تراه حصناً من أعاديها لما هجم على بيت فاطمة بنت محمد (ص) وعصرها خلف الباب وأسقط جنينها وضربها، وأراد حرق دارها ؟؟))

          ملاحظة : بالاضافة الى الاسئلة في آخر الدرس يمكن للطالب ان يعلق (بما فهمه ) على كل ما تحته سطر في اجوبة الامام (ع) في الدرس ويعزز برواية او آية ان احتاج المقام لذلك.

          هوامش :
          1 - والدليل على ذلك ما روي عن الإمام الرضا (ع): عن إبراهيم بن محمد الهمداني - رضي الله عنه - قال: (قلت للرضا (ع): يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك (ع) ؟ فقال: نعم، فقلت له: فلم بعث ابنه عبيداً ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) ؟ فقال: إن زرارة كان يعرف أمر أبي (ع) ونص أبيه عليه وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي (ع) هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه وأنه لما أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قوله في أبي (ع) فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف، وقال: اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليهما السلام) كمال الدين وتمام النعمة: ص75.
          2 - الأعراف: 11.
          3 - الشورى: 23.

          Last edited by د. توفيق المغربي; 01-10-2012, 17:43.

          Comment

          • د. توفيق المغربي
            مشرف
            • 13-02-2012
            • 259

            #6
            رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

            بسم الله الرحمن الرحيم
            والحمد لله رب العالمين
            وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

            التسجيل الصوتي للمحاضرة- للاستماع و التحميل اضغط هنا

            مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

            الدرس 5.

            الأسئلة العقائدية : شبهات السنة على المذهب الحق وعلى دعوة الحق

            السؤال/ 75، ج2:

            الشبهة المطروحة : لماذا لم يأمر بالردّ إلى أولي الأمر إن كانوا هنا معصومين

            س/...في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، لماذا لم يأمر بالردّ إلى أولي الأمر إن كانوا هنا معصومين ؟

            الجواب:

            1- بعد هذه الآية بآيات في نفس السورة قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً﴾( 1)، وفي هذه الآية أمر الله بالرد إلى أُولي الأمر (ع) وفي هذا كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.

            2- الرد إلى الرسول (ص) من بعده يعني الردّ إليهم (ع)؛ لأنّهم الامتداد لدعوته الإلهية وإلاّ لماتت هذه الآية: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾( 2) بموت رسول الله (ص) ولم يكن هناك حاكم يحكم بأمر الله يرد إليه عند التنازع، فينتفي عندها الردّ إلى الرسول والى الله سبحانه.

            3- حاشاه سبحانه وتعالى من أن يُضيع عباده، فلماذا يضع لهم من يرجعون إليه عند تنازعهم في زمن ثم يهملهم في آخر، وهل هذا هو العدل الإلهي في نظرهم ؟!!

            وإن قالوا نرجع إلى القرآن وسنّة الرسول (ص) من بعده، فقد لجّوا في العناد والمكابرة، أولم يكن قبل نزول هذه الآية قرآن منزل وسنّة للرسول (ص)، فلماذا لم يأمر سبحانه بالاكتفاء بها، بل إنّ لكل حادث حديثاً، ولكل مستجد حكماً من الله يعلمه رسول الله وأُولو الأمر آل محمد (ع) الأئمة والمهديون الذين أمر الله بطاعتهم ؟

            وإن قالوا إنّ بعد محمد (ص) تم الدين بالقرآن والسنّة النبوية التي عندهم ولا تنازع بعده (ص).

            فأنّا لا أنقلهم إلى تنازعهم في الأحكام منذ مئات السنين، فهذا يحلل وذاك يحرّم نفس الشيء، بل كفّر أئمتهم بعضهم بعضاً في مسألة خلق القرآن المعروفة. لكن أريد طرح مصيبة اليوم التي هم فيها مختلفون، وهي مصيبة تحليل إرضاع الكبير الذي افترت عائشة على رسول الله (ص) أنّه جوزه، وحاشاه صلوات الله عليه وعلى آله من هذا الفساد الذي افترته عائشة بنت أبي بكر ولم تعمل به معها إلاّ حفصة بنت عمر، ولم يرتدعا عندما ضرب الله لهما مثلاً امرأتي نوح(ع) ولوط (ع)، ولم يزدهما هذا المثل إلاّ طغياناً ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾(3 ). والطامة الكبرى أنّهم يعتبرون هذا الحديث صحيحاً ورواه البخاري ومسلم.
            وإليك نص هذه المصيبة، فقد أفتى رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر بجواز إرضاع الكبير:
            (حيث أفتى د. عزّت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أنّه يجوز للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعاً للخلوة المحرّمة، إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة لا يفتح بابها إلاّ بواسطة أحدهما).
            (وأكد عطية لـ « العربية. نت » أن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات وهو يبيح الخلوة ولا يحرّم الزواج، وإن المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالباً توثيق هذا الإرضاع كتابة ورسميًا ويكتب في العقد أنّ فلانة أرضعت فلاناً.
            وفي تصريحات لـ «العربية. نت» قال عضو مجلس الشعب خلف الله: إن الخطأ في هذا الموضوع أنّه لم يتم تناوله بطريقة علمية أو أكاديمية، فلو حدث ذلك لاختلفت المسألة، لكنّها أثيرت إعلامياً بطريقة ساخرة كأنّ هناك من يحبون أن تشيع الفاحشة.
            إلّا أنّ الشيخ السيد عسكر الوكيل الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، وهي أعلى هيئة فقهية بالأزهر، والنائب عن جماعة الإخوان المسلمين بالبرلمان، رفض هذا الرأي مؤكداً إنّه خروج على إجماع علماء الأمة ولا يجوز القياس على حالة خاصة، ومطالباً بالتصدي لذلك؛ لأنّه يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين.
            وكان د. عزّت عطية صرّح لجريدة «الوطني اليوم» الناطقة باسم الحزب الحاكم الذي يهيمن أعضاؤه على مجلس الشعب، إنّ إرضاع الكبير يضع حلاًّ لمشكلة الخلوة؛ لأن حماية الأعراض من المقاصد الأصيلة للشريعة، ويبني عليها كثير من الأحكام. مطالباً بتوثيق الإرضاع كتابة ورسمياً، ويكتب في العقد أنّ فلانة أرضعت فلاناً ونشهد الله على ذلك ونحن من الشاهدين». ثم كرّر ذلك في لقاء مع قناة النيل الثقافية التابعة للدولة.
            وأضاف أنّ السيدة حفصة التي بعثت ابن أخيها سالم بن عبد الله بن عمر يرضع من أخت السيدة عائشة حتى يدخل عليها، فرضع ثلاث مرّات وتعبت ولم يتم خمس رضعات فلم تدخله السيدة عائشة وماتت قبل أن يحدث ذلك).
            هذا بعض ما ورد في وسائل الإعلام حول هذه الفتوى في شهر (5/ 2007) ويستطيع أي أحد الاطلاع على الفتوى والجدل حولها في وسائل الإعلام وفي شبكة الإنترنت.


            وانظري إلى ما يقول الشيخ السيد عسكر الوكيل الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية: (... ومطالباً بالتصدي لذلك؛ لأنّه يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين)، وكأنّه لم يلتفت إلى أنّ هذا الذي يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين، ورد في البخاري ومسلم ومن افترته على الرسول (ص) هي عائشة، ولكنّه هل يستطيع أن يقول إنّ ما قامت به عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر كما هو مروي في البخاري ومسلم (يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين).

            على كل حال هذه المصيبة وأنا اعتبرها مصيبة، ولكنّهم يعتبرونها مسألة خلافية وهم متنازعون فيها، إلى من يردّونها ؟! فلتفتهم الأخت السنيّة لعلها تفض نزاع القوم. فإن قالت إلى الله وتعني بذلك القرآن؛ لأنّه لا يوجد بين القوم نبي ولا وصي وإلى الرسول، وتعني بذلك السنة أو الحديث الذي رواه كل من البخاري ومسلم، فإنّها بذلك تؤيد د. عزّت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في فتواه؛ لأنّ القوم لم يجدوا في القرآن ما يحرّم إرضاع الكبير ووجدوا في البخاري ومسلم ما يجوز إرضاع الكبير ووجدوا أنّ عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر عملتا بحديث إرضاع الكبير المفترى (4 ).
            كما أنّ القوم يتشاورون في الرجوع إلى البرلمان المصري ليحل نزاعهم أو الضغط على عطية ليتراجع عن فتواه بالقوّة فأرجو أن تستعجل في إفتائهم إلى من يرجعون !!!
            وأنا انتظر جواب الأخت السنيّة صاحبة الإشكالات المذكورة، وأرجو أن تكون منصفة في الجواب إن كانت تطلب الحق، واذكرها بقول رسول الله (ص) لأبي ذر.
            قال أبو ذر الغفاري: قال لي حبيبي رسول الله (ص): (قل الحق يا أبا ذر وقد قلت الحق وما أبقى لي الحق من خليل).

            4- عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ (عز وجل): ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾. قَالَ: (إِيَّانَا عَنَى أَنْ يُؤَدِّيَ الْأَوَّلُ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ الْكُتُبَ وَالْعِلْمَ وَالسِّلَاحَ. وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ، الَّذِي فِي أَيْدِيكُمْ. ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، إِيَّانَا عَنَى خَاصَّةً أَمَرَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِطَاعَتِنَا، فَإِنْ خِفْتُمْ تَنَازُعاً فِي أَمْرٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، كَذَا نَزَلَتْ وَكَيْفَ يَأْمُرُهُمُ اللَّهُ (عز وجل) بِطَاعَةِ وُلَاةِ الْأَمْرِ وَيُرَخِّصُ فِي مُنَازَعَتِهِمْ، إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِلْمَأْمُورِينَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)( 5). في هذه الرواية بيان لنزول الآية من الله سبحانه وتعالى.


            اسئلة للتمرين :
            · 1. اذكر ثلاث نقاط تبين ان الله امر بالرد الى اولي الامر بعد رسول الله (ص) ؟ (دون التطرق للشبهات)

            · 2. رد على من يقول ان الآية تامر بطاعة الله وطاعة الرسول فقط وان المراد من (اولي الامر منكم) هو ان اولوا الامر مامورين ايضا مخاطبون بقوله (يا ايها الذين آمنوا) وليس لهم طاعة.

            · 3. يقول البعض ان التنازع في الآية (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) هو بين الناس وبين اولي الامر. رد على قولهم واستشهد برواية لآل محمد (ع).

            · 4. رد على من يقول ((نرجع إلى القرآن وسنّة الرسول (ص) من بعده)) وليس الى اولي الامر.

            · 5. رد على من يقول ((بعد محمد (ص) تم الدين بالقرآن والسنّة النبوية التي عندهم فلا تنازع بعده (ص)))

            · 6. اذكر امورا اخرى متنازع فيها بين المسلمين السنة غير قضية رضاع الكبير.

            · 7. ما هو الاشكال في مسالة رضاع الكبير هل هو نفس الحليب وما يترتب على شربه من احكام شرعية او الى عملية الارضاع ؟

            · 8. اذكر روايتين لاحتجاج ال محمد (ع) بايه الطاعة لاولي الامر ردا على من يطالبكم باثبات ذلك من كتب الشيعة.

            · 9. رد على من يقول ان الرد في هذه الآية هو خاص بحالات الحرب وما يشبهها ﴿(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً﴾)

            · 10. رد على الاشكال التالي :

            قال الامام (ع) ((حاشاه سبحانه وتعالى من أن يُضيع عباده، فلماذا يضع لهم من يرجعون إليه عند تنازعهم في زمن ثم يهملهم في آخر، وهل هذا هو العدل الإلهي في نظرهم ؟!!)) فاين هو مصداق اولي الامر في زمن الغيبة ؟!




            ملاحظة : بالاضافة الى الاسئلة في آخر الدرس يمكن للطالب ان يعلق (بما فهمه ) على كل ما تحته سطر في اجوبة الامام (ع) في الدرس ويعزز برواية او آية ان احتاج المقام لذلك.

            هوامش :



            1- النساء: 83.
            2- النساء: من الآية 59.
            3 - التحريم: 10.
            4- لقد تم الرد على هذه البدعة بالتفصيل في كتاب (بدعة رضاع الكبير ...). أحد أصدارات أنصار الإمام المهدي (ع)، فمن أراد التفصيل فعليه مراجعة الكتاب. (المعلق).
            5- الكافي: ج1 ص276.


            Last edited by ya fatema; 02-07-2012, 19:21.

            Comment

            • د. توفيق المغربي
              مشرف
              • 13-02-2012
              • 259

              #7
              رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

              الدرس السادس: س 111 الجزء الثاني
              التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنــا
              التسجيل الصوتي لتكملة المحاضرة : شبهة صحبة الغار ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
              بسم الله الرحمن الرحيم
              والحمد لله رب العالمين
              وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا


              مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

              الدرس 6.

              الأسئلة العقائدية : شبهات السنة على المذهب الحق وعلى دعوة الحق



              الشبهة المطروحة :إ
              آيات يستدلون بها على مدح الصحابة وعلى الامر باتباعهم وانتهاج نهجهم.


              ـ ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)
              ـ ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
              ـ ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾

              رد الشبهة من خلال جواب الامام احمد الحسن (ع) على السؤال 535 وايضا السؤال 530 من الجواب المنير الجزء السادس.

              قال الامام احمد الحسن (ع)
              ((بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
              ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾.
              ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
              الآيتان أعلاه كلاهما في حاكمية الله
              وبيان رضى الله عمن يبايعون خليفة الله في أرضه في زمانهم، ومدحهم بسبب هذا الفعل المبارك
              وليس كما يفهمها بعض السنة بصورة مقلوبة فيعتقدون أن فيهما تزكية لكل من حضر البيعة وإن فعل ما فعل بعدها.
              فقوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾
              هو مدح المبايعين حال مبايعتهم
              وإن الله رضي عنهم لمبايعتهم لخليفته في أرضه في زمانهم،

              فالرضا مشروط
              بالبيعة لخليفة الله في أرضه محمد (ص) ﴿إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ فرضى الله عنهم؛ لأنهم بايعوا خليفة الله في أرضه في زمانهم،

              فلو أنهم ارتدوا عن هذا القانون الإلهي وهو مبايعة خليفة الله في زمانهم فلا رضى عنهم بل سينقلب الأمر إلى سخط الله عليهم،

              ولهذا فالمفروض على من بقوا أحياء بعد محمد (ص) أن يبحثوا عن خليفة الله ويبايعوه ليدوم إيمانهم ووفائهم بالعهد والميثاق ولا يكونوا قد انقلبوا على قانون التنصيب الإلهي المذكور في القرآن بكل وضوح: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، ولتنطبق عليهم الآية القرآنية بعد وفاة محمد (ص) أيضاً ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ﴾.
              قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾.
              وأقل ما يفهم بجلاء من هذه الآية أن الرضى في الآية المتقدمة إنما هو رضى مشروط بالبيعة ودوامها والوفاء بعهد الله لا بالبيعة فقط ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾، وبالتالي فلا رضى مطلق ولا رضى أبدي ولا رضى دائم،
              بل هو رضى متعلق بحدث معين ومشروط،
              فلابد أن يوصل الوفاء بالعهد، ولابد أن يوصل عدم نقض الميثاق وهذا لا يتحقق بعد وفاة خليفة الله السابق إلا ببيعة الخليفة اللاحق ليكون المبايع أوفى بالعهد ولم ينقض الميثاق حقاً.
              قال تعالى: ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ * ....... وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.
              قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. هذه الآية دليل على استمرار خلافة الله في أرضه بعد رسول الله (ص)،

              فالمراد باتباع المهاجرين والأنصار
              ليس بأشخاصهم؛ لأنهم غير معصومين،
              ولا بأفعالهم جميعهاً، فأكيد أن من أفعالهم ما هو مذموم أشد الذم ويجب اجتنابه، كعبادة بعضهم للأصنام قبل الإيمان، وشرب بعضهم للخمر بعد الإيمان،

              وبالتالي المراد هنا اتباعهم في أهم أمر أسبغ عليهم هذه الأسماء - السابقون الأولون المهاجرين والأنصار - وهو إيمانهم بمحمد (ص) باعتباره حجة الله في زمانهم وخليفة الله في أرضه،
              فهم ممدوحون بلحاظ فعلهم وهو الإيمان بحجة الله في زمانهم وسبقهم للإيمان به وليس لهم فضل على من يُخلق بعدهم؛ لأن سبقهم إنما يكون على أهل زمانهم، فمدحهم - باعتبارهم سابقين - هو مقارنة بأهل زمانهم؛
              لأن تفضيلهم على من يُخلق بعدهم من القرون مطلقاً هو ظلم لمن تأخروا عنهم،
              بل قول يخالف العدل الإلهي وفطرة الإنسان التي فطر عليها وتؤهله دائماً وأبداً أن يكون من خيرة الخلق ويتقدم على من سبقوه،
              ومن الطبيعي أنك تقول عن شخصين موجودين في زمن النبي محمد (ص) وآمنا به واحد تلو الآخر أنّ فلان سبق فلان للإيمان بمحمد (ص)، ولكن غير صحيح أن تقول عن شخصين خُلقا في زمانين مختلفين أن فلان سبق فلان للإيمان بمحمد (ص)؛ لأن أحدهما تقدم على الآخر في الوجود في هذا العالم، سواء كان أحدهما في زمن الرسول أو أن كلاهما متأخران عن زمنه(ص)، وذلك لأن السبق الممدوح إنما يكون عن منافسة وتقدم بالعمل والإخلاص على الآخرين وليس مجرد تقدم زمني.
              وبالتالي فالمراد من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ هو اتباعهم في الإيمان بخليفة الله في كل زمان، فالذين اتبعوهم بإحسان هم كل أناس يؤمنون بخليفة الله في زمانهم وينصرونه إلى يوم القيامة، وأيضاً هم لهم فضلهم بحسب سبقهم وعملهم وإخلاصهم فهذه الصفة (السابقين) لا تنتهي،
              بل ولا تنتهي أيضاً صفة الهجرة والنصرة إلى يوم القيامة، فالتابعين ليسوا نفر في القرن الأول أو الثاني أو الثالث، بل التابعين هم الفرقة الناجية إلى يوم القيامة.
              وأما القول بأنهم نفر معين محصور بقرن أو قرنين أو ثلاثة فهو ظلم وإجحاف لحق المؤمنين في الأزمنة المتأخرة، الذين ربما يكونون أفضل من الأوائل بإخلاصهم، فالسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار صفة للمخلصين المؤمنين بخليفة الله في كل زمان، فهم مع محمد (ص) من آمنوا به وكل له فضله بحسب سبقه وعمله وإخلاصه، وهم مع علي (ع) أيضاً، وهكذا فالأمر مستمر ولكل زمان سابقون أولون مهاجرون وأنصار.
              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
              أحمد الحسن
              محرم الحرام/ 1432 هـ))
              * * *


              ................................

              شبهة صحبة الغار

              قال الامام احمد الحسن (ع)
              ((بسم الله الرحمن الرحيم
              والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
              ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.
              هذه الآية ليس فيها مدح لمن رافق النبي (ص) في الغار بل فيها ذم واضح لمن رافق النبي (ص)، فالسكينة في هذه الواقعة نزلت فقط على الرسول ﴿فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾، والملائكة جنود الله نزلوا لتأييد الرسول فقط ﴿وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا﴾، وهذا يعني إخراج المرافق للرسول (ص) من ربقة الإيمان؛ لأن السكينة قد نزلت على بعض المسلمين أو المؤمنين في مواضع أخرى كان فيها كثير من المسلمين مع الرسول (ص) ولم يخصص الرسول (ص) بها، وبهذا علمنا أنه لم يكن في الغار من يستحق التأييد بالسكينة والجنود غير الرسول (ص)، وهذه نصوص قرآنية تبين لك كيف أن السكينة كانت تنزل على الرسول والمؤمنين الذين معه وكيف أن الجنود ينزلون تأييداً للرسول والمؤمنين الذين معه ولم تخصص بالرسول (ص):
              ﴿ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ﴾([48]).
              ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾([49]).
              تدبروا هذا الأمر جيداً: في هذه المواضع لما كان هناك مؤمنون مع رسول الله (ص) وهم بعض من كانوا معه (بعض من كانوا معه وليس كلهم) نزلت عليهم السكينة؛ لأنهم يستحقونها، فلو كان الذي في الغار مؤمناً لكان لزاماً أن تنزل عليه السكينة كما نزلت على المؤمنين مع رسول الله في مواضع أخرى.
              أما إن كان هناك من يعتقد أن قول الرسول لمرافقه ﴿لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾ هو مدح للمرافق فهذا شطط من القول، فانظر إلى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾([50])، وهذا يبين لك أن الله مع الكل سواء التفتوا أو لم يلتفتوا ﴿وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ﴾، وهذه حقيقة ثابتة يعرفها المؤمنون الموقنون وبالتالي يتبين أن ذلك الشخص في الغار كان غافلاً ولهذا ذكره الرسول بهذه الحقيقة لعله يعيها، ولكن تكملة الآية تبين أنه لم يعِ هذه الحقيقة ولم يلتفت من غفلته ولهذا لم تنزل عليه السكينة بل نزلت على الرسول فقط، وأيضاً اختص التأييد بالجنود الرسول فقط، في بيان واضح أنه لم يكن هناك مؤمن في الغار غيره (ص).
              أما وصفه بأنه صاحبه فهذا لا أظن أن عاقلاً يعتبره مدحاً بعد كل ما تقدم، فالرسول صاحب قومه الذين كفروا به ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾([51]).
              وقد عبّر القرآن في غير موضع عن الكافر بأنه صاحب المؤمن الذي كان ينصحه: ﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً﴾([52]).
              ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً﴾([53]).
              ففي أحسن الأحوال إن لم تكن تلك النصيحة التي في الغار ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾ كهذه التي في الآيات المتقدمة باعتبار أن كلاهما نصيحة للصاحب وتذكير له بالله ومحاولة لانتزاعه من الغفلة التي هو فيها فإنها لن تكون بأي حال من الأحوال دليلاً على مدح للصاحب فضلاً عن أن تكون منقبة له كما يدعي بعضهم.
              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
              أحمد الحسن
              محرم الحرام/ 1432 هـ
              ))


              Last edited by د. توفيق المغربي; 01-10-2012, 17:45.

              Comment

              • د. توفيق المغربي
                مشرف
                • 13-02-2012
                • 259

                #8
                رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

                الدرس السابع : س 49 الجزء الاول
                التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
                التسجيل الصوتي لتتمة المحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
                بسم الله الرحمن الرحيم
                والحمد لله رب العالمين
                وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

                مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

                الدرس 7.

                الأسئلة العقائدية ــ السؤال/ 49، جزء 1:
                الشبهة المطروحة : طلب المعجزة


                السؤال/ لماذا دائماً تحاجج العلماء وتقول أنك سوف تظهر المعجزة في حال وجودهم، ولماذا لا ترسل هذه الحجة إلى عوام الناس كي يتبعوك كما فعل رسول الله، وإن قلت إنّ موسى u حاجج فرعون أولاً، فالجواب على ذلك إنّ فرعون كان يمتلك قدرة عسكرية باستطاعته إبادة بني إسرائيل، باعتبار أنهم كانوا تحت حكمه، على العكس من العلماء لا يوجد هذا لهم، أخيراً أطلب وجود صورة لك للتعرف عليك. وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                محمد الهلالي - العراق/ العمر26 سنة
                5/ جمادي الأول/ 1426 هـ . ق

                الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين
                1- عوام الناس عبيد أم أحرار ؟
                فإذا كانوا أحراراً فتوجد الآن أدلة كثيرة جدّاً على صدق الدعوة وأحقيتها تأخذ برقبة كل طالب حق، هي بعينها أدلة رسول الله محمد ، ومنها أمور معجزة وإخبارات غيبية كثيرة جدًا حصلت مع الأنصار، وجمع شيء يسير منها طبع ونشر ([1]).

                2- وهل المعجزة يجب أن يراها كل الناس ؟!
                فلم يرَ تسبيح الحصى في يد رسول الله إلاّ حذيفة، ولم يكلم الذئب إلاّ اليهودي، ولم يسمع حنين الجذع على رسول الله إلاّ أصحابه وأنصاره، ولم ير تحرك الشجرة إلاّ القليل من كفرة قريش، وكذلك در شاة أم معبد وغيرها من معاجزه ([2])، وشبيه بهذه الأمور حصلت في هذه الدعوة.
                ومن المعاجز أني العبد المسكين المستكين بين يدي ربّه مسحت على عيني بعض شيوخ الحوزة العلمية بالنجف في بداية الدعوة في عهد صدام الكافر (لعنه الله) وكشف عنهم الغطاء وأصبحوا يرون الملائكة وملكوت السماوات، وحصلت مع بعضهم معجزات مادية، وبعد مدّة كفروا وقالوا ساحر و يحضر الجن و …و.. وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى: ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾([3]). والآن بعضهم عاد وبايع من جديد بعد أن ارتد عن الدعوة فيما مضى، فيا أخي ملأتم كبدي قيحاً كما ملأ أسلافكم كبد أمير المؤمنين u قيحاً.
                أحمد الحسن
                جمادي الأول/ 1426 هـ . ق


                [1]- يشير (ع) إلى كتاب كرامات وغيبيات، وهو أحد إصدارات أنصار الإمام المهدي (ع)، فقد ذُكر فيه غيض من فيض تلك الكرامات التي منّ الله بها على أنصار الإمام أحمد الحسن روحي فداه.
                [2]- راجع كتاب العجل: الجزء الأول؛ فقد ذكر السيد أحمد الحسن (ع) بعضاً من تلك المعاجز التي جاءت على يد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله).
                [3]- الحجر: 14.

                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                مناقشة الدرس :

                س/ هل المعجزة دليل على صدق حجة من حجج الله ؟

                ـ المعجزة الالهية دليل وقد بين الامام احمد الحسن (ع) هذا الامر في نفس الجواب اعلاه حيث قال (ع) ((فتوجد الآن أدلة كثيرة جدّاً على صدق الدعوة وأحقيتها تأخذ برقبة كل طالب حق، هي بعينها أدلة رسول الله محمد ، ومنها أمور معجزة وإخبارات غيبية كثيرة جدًا حصلت مع الأنصار)) اي ان المعجزات والاخبارات الغيبية دليل كافي (اذا وجدت) للايمان وايضا وجودها حجة على المكلفين الذين سمعوا بها وتحققوا من وقوعها

                س/ هل المعجزة شرط في صدق حجة من حجج الله ؟

                ـ المعجزات والآيات ممكن تحصل بامر الله سبحانه وتعالى ولكن يمكن ان لا تحصل فهي دليل من الادلة التي يمكن ان تتخلف وليست كالقانون الالهي الواجب الذي لا يتخلف ابدا عن اي دعوه من دعوات خلفاء الله (ع) .

                س/ هل من حق الانسان ان يطلب المعجزة للتاكد من صدق الدعوة ؟

                الدعوة اليمانية فيها امور معجزة كثيرة وآيات كثيره واخبارات غيبية ومن يسال عن المعجز يعطى له مثال منها
                واما اشتراط حصول المعجزة لكل خليفة لله فهو امر غير صحيح ...نعم خل خلفاء الله ياتون بمعجزة العلم ولكن المعجزة المادية ليست شرطا كما تقدم.
                اذن من حقه ان يسال عن المعجز وليس من حقه ان يشترط حصوله كشرط للايمان

                س / هل يجوز الاشتراط في نوع وماهية وتوقيت المعجزة ؟

                من يطلب المعجزة الشخصية او القاهرة ويدعي ان الحجة لابد ان ياتي بها ويشترط كيف تكون المعجزة ومتى تكون وبحسب طلب الناس فبكل بساطة يبين له سفه طلبه ومعارضته للقرآن وللحكمة.

                ـ من القرآن :

                الله سبحانه وتعالى رد على مثل هذا الطلب :
                قال الله تعالى : ((وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ)) [الأنعام : 109]
                وقال تعالى : ((وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ )) [العنكبوت : 50]
                هؤلاء الذين رد عليهم الله سبحانه وتعالى بين حالهم وبين ما يطلبون فهم يفرضون حصول الآية ويشترطونها والله سبحانه وتعالى رد عليهم بكل وضوح ((...قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ)) فالمرسل (النذير المبين) لا يشترط في تصديقه ان ياتي بالآية وليس هو من يقرر ان ياتي بالاية بل هي بيد الله سبحانه وتعالى ((إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ)) ان شاء اجراها وان لم يشاء لم يجرها. اذا الآيات ليست شرطا في معرفة صاحب الحق والا فما معنى قوله ((وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ)) ؟؟!!
                وهؤلاء الذين تكلم عنهم الله سبحانه يدعون انها ان حصلت الآية سيؤمنون بها قطعا ((وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا )) اي انهم يصورون الآية التي يجب ان ياتي بها المرسل قاهرة على الايمان او يحددون نوعها.
                والله سبحانه وتعالى رد عليهم وبين لهم ان الآية حتى ان حصلت ـ مع انها ليست شرطا لتبين من احقية الدعوة ـ فهي لن تكون كما هم يفرضونها ويشترطونها اي لن تكون قاهرة على الايمان ((وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ)) وبين سبحانه وتعالى ان الآية فيها لبس وهذا الامر هو الموافق للقرآن والحكمة والا فالمعجزة القاهرة والتي لا تبقي مساحة للغيب وللامتحان ان حصلت فلن يقبل معها الايمان مثل المعجزة التي عاينها فرعون وآمن بعد أن رأى ولمس بيده ماء البحر الذي كان كالطود العظيم !!
                وهم في الحقيقة يطلبون آية على هواهم او بالوقت الذي يطلبون اي انهم يشخصون الآية وكيفيتها ووقتها و..و..و .ولذلك هم جازمين انه اذا اتى بها المرسل سيؤمنون بل هم يقسمون على ذلك ((وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا)). فرد قولهم سبحانه وتعالى ان الايات بيد الله وهو ياتي بها كيفما يشاء وان الامر يبقى معه مساحة للايمان او الكفر واما غير ذلك فيكون مجانبا للحكمة وللقرآن.
                فمن يطلب منكم الآية القاهرة بعد ان نقدم له امثلة على آيات الدعوة اليمانية المباركة فهو يخالف بطلبه هذا القرآن والحكمة ويفضح نفسه. وكذلك من يطلب ويشترط الآيات الشخصية وهذا امر عقائدي يقره علماء العقائد الشيعة والسنة.

                المعجزة الاقتراحية مسالة عقائدية مرفوضة عند علماء الشيعة والسنة


                لا يشترط العلماء ان يكون المعجز بطلب واقتراح الناس بل كل ما يشترطونه في المعجزة ان يكون خارقا للعادة باقترانه بدعوى النبوة او الحجية والتحدي (يمكن مراجعة كتب العقائد المعتبرة عند الشيعة او السنة)



                بلى يمكن ان يطلب الانسان من الله سبحانه ان يبين له بما يراه هو سبحانه مناسبا بآية غيبية وليس بالضرورة ان يستجيب له سبحانه مع ذلك ! فاذا استجاب له فذلك فضل منه سبحانه وشهادة لصاحب الحق.
                ايضا المعجزات والآيات ان حصلت في دعوة الهية فلحكمة ولغاية وهي ان يترتب عليها هداية الخلق وليس لارضاء اهواء الناس او تمنياتهم. فمثلا الشخص الذي طلب الله فاحيي له ابنه الذي سقط في النهر فالله سبحانه وتعالى اجرى هذه المعجزة ليشهدها الناس وتنقلها فضائيات وتكون ربما سببا لهداية بعض الغافلين عن الله فيرحمهم سبحانه وهي معجزة للاب وللعائلة كما هي معجزة حجة لكل من بلغته وقد بلغت خلقا كثيرا وآمنوا بالدعوه الحق !!!!

                بعض اقوال علماء الشيعة :

                ـ الشيخ الطوسي : (( والمعجز يدل على ما قلناه بشروط:
                أولها أن يكون خارقا للعادة،
                والثاني أن يكون من فعل الله أو جاريا مجرى فعله، والثالث أن يتعذر على الخلق جنسه أو صفته المخصوصة، والرابع أن يتعلق بالمدعي على وجه التصديق لدعواه.
                وإنما اعتبرنا كونه خارقا للعادة لأنه لو لم يكن كذلك لم يعلم أنه فعل للتصديق دون أن يكون فعل بمجرى العادة. ألا ترى أنه لا يمكن أن يستدل بطلوع الشمس من مشرقها على صدق الصادق ويمكن بطلوعها من مغربها، وذلك لما فيه من خارق العادة.
                واعتبرنا كونه من فعل الله لأن المدعي إذا ادعى أن الله تعالى يصدقه بما يفعله فيجب أن يكون الفعل الذي قام مقام التصديق من فعل من طلب منه التصديق وإلا لم يكن دالا عليه، وفعل المدعي كفعل غيره من العباد لأنه لا يدل على التصديق، وإنما يدل فعل من ادعى عليه التصديق...
                الى ان يقول
                .... فعلى هذا لا يلزم أن يظهر الله على يد كل إمام معجزا، لأنه يجوز أن يعلم إمامته بنص أو طريق آخر، ومتى فرضنا أنه لا طريق إلى معرفة إمامته إلا المعجز وجب إظهار ذلك عليه وجرى مجرى النبي سواء، لأنه لا بد لنا من معرفته كما لا بد لنا من معرفة النبي المتحمل لمصالحنا.
                ولو فرضنا في نبي علمنا نبوته بالمعجز أنه نص على نبي آخر لأغنى ذلك عن ظهور المعجز على يد النبي الثاني، بأن نقول: النبي الأول أعلمنا أنه نبي كما يعلم بنص إمام على إمامته ولا يحتاج إلى معجز.
                وليس لأحد أن يقول: تجويز إظهار المعجز على يد من ليس بنبي ينفر عن النظر في معجز النبي. وذلك أن المعجز لا يكون إلا عقيب الدعوى، فإن كانت الدعوى للنبوة وجب النظر فيما يدعيه من المعجز، فإن كان صحيحا قطعنا [على صدقه وإن لم يكن صحيحا قطعنا] 1) على كذبه. ولا يجوز أن يكون نبيا ولا إماما إذا ادعى الإمامة فمثل ذلك وليس ههنا موضع يظهر المعجز مع ادعائه النبوة ويجوز كونه إماما، فيكون فيه تنفير. على أن تجويزنا كونه إماما ليس بأكثر من تجويزنا كونه محرفا كذابا، ومع ذلك يلزمنا النظر في معجزه فكيف يقال أن ذلك منفرا عنه.
                فأما وجوب النظر في معجزه فإن كان مدعيا للنبوة فإنه يلزمنا ذلك لأنا لا نأمن كونه صادقا، وكذلك إن ادعى كونه إماما يلزمنا مثل ذلك، لأن لنا في معرفة الإمام مصالح وربما لا نعلم كثيرا من الشريعة إلا بقوله، وإن كان مدعيا للصلاح لا يجب علينا النظر في معجزه وإن كان لا يحسن ذلك، لأن وجه وجب النظر في معجزه ولأنه لا يلزمنا معرفة كونه صالحا...)) الاقتصاد - الشيخ الطوسي - الصفحة ١٥٥ http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/2...لصفحة_172

                تعليق : اذا متى ما ظهر المعجز مع ادعاء الحجية وجب النظر ولا يجوز عند العلماء اهمال البحث او طلب واقتراح معجزات غير ما ظهر.....وان كان في هذه الكلمات نقاش ولكن نكتفي بهذا الالزام.

                ـ العلامة الحلي : ((أقول: لما ذكر صفات النبي وجب عليه ذكر بيان معرفة صدقه وهو شئ واحد وهو ظهور المعجز على يده، ونعني بالمعجز ثبوت ما ليس بمعتاد أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة ومطابقة الدعوى، لأن الثبوت والنفي سواء في الإعجاز فإنه لا فرق بين قلب العصا حية وبين منع القادر على رفع أصغر الأشياء. وشرطنا خرق العادة لأن فعل المعتاد أو نفيه لا يدل على الصدق، وقلنا مع مطابقة الدعوى لأن من يدعي النبوة ويسند معجزته إلى إبراء الأعمى فيحصل له الصمم مع عدم برء العمى لا يكون صادقا.
                ولا بد في المعجز من شروط:
                أحدها: أن يعجز عن مثله أو ما يقاربه الأمة المبعوث إليها.
                الثاني: أن يكون من قبل الله تعالى أو بأمره.
                الثالث: أن يكون في زمان التكليف، لأن العادة تنتقض عند أشراط الساعة.
                الرابع: أن يحدث عقيب دعوى المدعي للنبوة أو جاريا مجرى ذلك، ونعني بالجاري مجرى ذلك أن يظهر دعوى النبي في زمانه وأنه لا مدعي للنبوة غيره ثم يظهر المعجز بعد أن ظهر معجز آخر عقيب دعواه فيكون ظهور الثاني كالمتعقب لدعواه لأنه يعلم تعلقه بدعواه وأنه لأجله ظهر كالذي ظهر عقيب دعواه.
                الخامس: أن يكون خارقا للعادة.)) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الآملي) - العلامة الحلي - الصفحة ٤٧٥

                تعليق : اذا لا يوجد شرط ان تكون المعجزة اقتراحية او بتحديد من المكلفين وهذه الشروط الذكورة موجودة في معجزات الامام احمد الحسن (ع) اما مسالة التحدي فهي موضع اختلاف بين العلماء وهل التحدي عام او لابد ان يكون التحدي خاص بالآية او المعجزة واجراء هذا الشرط (على فرض كونه خاصا) مشكل في معجزات الانبياء (ع) وعلى اي حال ليس هذا هو موضوع النقاش لان القدر المتيقن هو ان التحدي متضمن في نسبة الفعل الى الاعجاز تصديقا لدعوى الشخص (نبيا كان او وصي )

                ((يقول محمد مهدي الخرسان : (...من المحققين من يرى أنّ القرآن هو المعجزة الفريدة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وهم يلحظون في هذا الحكم التعريف اللفظي للمعجزة من أنّها خارق للعادة مقرون بالتحدّي، ولم يعرف هذا التحدّي إلّا بالقرآن، وقد ملنا إلى قريب من هذا الرأي لا بالنظر إلى التعريف اللفظي للمعجزة، بل بالنظر إلى القيمة الذاتية للخوارق الأُخرى بالنسبة إلى الأهداف الرفيعة التي جاء بها الإسلام...) مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس (لـ محمد مهدي الخرسان)))
                ـ قال اايضا العلامة الحلي :
                (إن المعجزة مع الدعوى مختصٌّ بالنبي صلى الله عليه وآله فإذا ظهرت المعجزة على شخص فإما أن يدّعي النبوة أو لا، فإن ادّعاها علمنا صدقه إذ إظهار المعجزة على يد الكاذب قبيح عقلاً، وإن لم يدّع النبوة لم يحكم بنبوته، فالحاصل أن المعجزة لا تدل على النبوة ابتداءً، بل تدلُّ على صدق الدعوى فإن تضمّنت الدعوى النبوة دلَّت المعجزة على تصديق المدّعي في دعواه ولا يلزم إظهار المعجزة على كل صادق إذ نحن إنما نجوّز إظهارها على مدعي النبوة أو الصالح إكراماً لهما وتعظيماً وذلك لا يحصل لكل مخبر بصدق وإنّ امتياز النبي صلى الله عليه وآله يحصل بالمعجزة واقتران دعوى النبوة، وهذا شيء يختصُّ به دون غيره ولا يلزم مشاركة غيره له في المعجز مشاركته له في كل شيء، وكما لا يلزم الإهانة وانحطاط مرتبة الإعجاز مع ظهور المعجز على جماعة من الأنبياء كذا لا يلزم الإهانة مع ظهوره على الصالحين) شرح تجريد الاعتقاد: 351.
                اذا متى ما ظهرت المعجزة مع ادعاء الحجية وجب النظر فيها دون اقتراح !!
                ـ المحقق السبحاني ـ: ((مفاد الآيات النافية للمعجزة
                لا شك أنّ المعجزة إحدى الطرق لاِثبات دعوى النبي ، نعم الاِعجاز أحد الطرق لا الطريق الوحيد ، وقد قرّر في الاَبحاث الكلامية بأنّ هناك طريقين آخرين لاِثبات دعوى النبوة :
                الاَوّل : تصريح النبي السابق بنبوة النبي اللاحق ، كما ورد التصريح في التوراة والاِنجيل بنبوّة النبي الخاتم ( صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ) ، وحكاه سبحانه في القرآن الكريم بقوله : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الاَمِّيَّ الّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التّوَراةِ وَالاِِنجِيل ). (1)
                وقوله سبحانه : ( وَإذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنّي رَسُولُ اللّه إِلَيْكُمْ مُّصَدِقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوراةِ وَمُبَشّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالبَيِّناتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ). (2)
                والآيتان تشيران إلى تنصيص الكتب السابقة على نبوة النبي الخاتم ، فعلى من يريد الاهتداء فعليه أن يرجع إلى تلكم الكتب التي تحتوي على بيان صفات النبي وخصوصياته حتى يكون ذا بصيرة في الاَمر ، فالآيتان تنبهان بهذا الطريق الذي هو إحدى الطرق.
                الثاني : ملاحظة القرائن والشواهد ، من حياة مدّعي النبوة وشريعته ومحتوى كتابه وأصحابه وأخلاقه وسوابقه وممارساته ، إلى غير ذلك من القرائن ، التي لو تضافرت لاَفادت اليقين بصدق دعوى المدّعي للنبوّة وأنّه صادق في ادّعائه ، وهذا الطريق هو المتعارف في المحاكم القضائية لتمييز المحق من المبطل ، وهو الطريق الاَتقن والاَكثر اطمئناناً.
                وقد سلكنا هذين الطريقين في إثبات نبوّة نبينا في أبحاثنا الكلامية.
                وعلى ذلك فالاِعجاز أحد الطرق ، لا الطريق الوحيد ، ومع الاعتراف بهذه الحقيقة ، يجب إلفات نظر القارىَ إلى النقاط التالية :
                الاَُولى : هل يجب على النبي القيام بكل ما يقترحه الناس عليه من معاجز أو أنّه يجب أن يتمتع بالدلائل المثبتة لصدق دعواه وبالمعجزات الساطعة التي تفيد القطع لكل من يريد الحقيقة ويتحرّاها دون غرض أو مرض ، سواء أطابقت تلك المعاجز مقترحات من بعث إليهم أم خالفتها؟
                وبعبارة أُخرى : يجب أن تبلغ معجزات النبي حداً يوجب طمأنينة النفس واستيقانها برسالته لكل من يطلب الحقيقة ويتوخّاها ، ولا يجب على النبي حتماً أن يقوم بالاِتيان بكل ما يطلب منه.
                إنّ العقل لا يوجب أكثر من أن تكون دعوى النبوة مقترنة بالدلائل والشواهد التي تُثبت صلة النبي باللّه سبحانه ، وتكون كافية في إفادة الاِذعان بصدقه ، وأمّا قيامه بكل ما يطلب منه ، فلا دليل على وجوبه لا من العقل ولا من الشرع. ومن هنا يتبين أنّ اللازم على النبي هو القيام بإقناع الناس من حيث المجموع ، وأمّا قيامه بإقناع كل فرد فرد على حدة وتنفيذ طلبات آحاد الناس فلا دليل عليه ، وتشهد على ذلك حياة الاَنبياء ، فقد أعطى سبحانه لموسى الكليم تسع آيات بيّنات ، وللمسيح ما آتاه من المعجزات الواردة في قوله سبحانه : ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّين كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُوُنُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبرِىَُ الاََكْمَهَ وَالاََبْرَصَ وَأُحْيي المَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئَكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُوَمِنينَ )....)) المحقق جعفر السبحاني ـ مفاهيم القرآن الجزء الرابع.
                ـ الشيخ مكارم الشيرازي : ((...3 - المعجزات الإقتراحية:
                كانت أساليب المخالفين للأنبياء دائما هي اقتراحهم المعجزات التي يرتأونها، وكانوا بعملهم هذا يحاولون أن يحطوا من قيمة المعجزات وعظمتها ويجروها إلى الابتذال من جهة، وأن تكون في أيديهم ذريعة إلى عدم قبول دعوة الأنبياء من جهة أخرى، لكن الأنبياء لم يستسلموا لهذه المؤامرات أبدا.. وكما رأينا في إجابتهم آنفا، فإن المعجزة ليست باختيارهم لتكون مطابقة " لميلكم وهوسكم " كل يوم وكل ساعة نأتي بمعجزة كما تريدون... بل المعاجز هي بأمر الله فحسب، وهي خارجة عن أمرنا....)) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٢ - الصفحة ٤٣٦
                ـ المحقق الخوئي : ((وحاصل جميع ما ذكرناه في هذا المبحث امور :
                1 - إنه لا دلالة لشئ من آيات القرآن على نفي المعجزات الاخرى سوى القرآن ، بل وفي جملة من الآيات دلالة على وجود هذه المعجزات التي يدعي الخصم نفيها .
                2 - إن إقامة المعجزة ليست أمرا اختياريا للرسول صلى الله عليه وآله وإن ذلك بيد الله سبحانه .
                3 - إن اللازم في دعوى النبوة هو إقامة المعجزة التي تتم بها الحجة ويتوقف عليها التصديق . وأما الزائدة على ذلك ، فلا يجب على الله إظهارها ولا تجب على النبي الاجابة إليها .
                4 - إن كل معجزة يكون فيها هلاك الامة وتعذيبها ، فهي ممنوعة في هذه الامة . ولا تسوغ إقامتها باقتراح الامة ، سواء أكان الاقتراح من الجميع أم كان من البعض .
                5 - إن المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وآله التي تحدى بها جميع الامم إلى يوم القيامة ، إنما هي كتاب الله المنزل إليه ، وأما غيره من المعجزات ، فهي وإن كثرت إلا أنها ليست معجزة باقية ، وهي في هذه الناحية تشارك معجزات الانبياء السابقين .
                )) السيد الخوئي ـ البيان في تفسير القرآن- السيد الخوئي ص 101 : -
                ـ فتوى عقائدية من مركز الابحاث العقائدية التابع للسيستاني :
                ((س : ما هي شروط المعجزة ؟
                الجواب:
                الأخ السيد علي المحترم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                ننقل لكم نص عبارة الشيخ الطوسي (رحمه الله تعالى) في كتابه ( الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد ـ ص : 250 ) حول شروط المعجز وهي :
                1- أن يكون خارقاً للعادة .
                2- أن يكون من فعل الله تعالى أو جارياً مجرى فعله .
                3- أن يتعذّر على الخلق جنسه أو صفته المخصوصة .
                4- أن يتعلق بالمدّعى على وجه التصديق لدعواه .
                وإّنما اعتبرنا كونه خارقاً للعادة، لأنه لو لم يكن كذلك لم يعلم أنّه فعل للتصديق دون أن يكون فعل بمجرى العادة ، ألا ترى إنّه لا يمكن أن يستدل بطلوع الشمس من مشرقها على صدق الصادق ويمكن بطلوعها من مغربها وذلك لما فيه من خرق العادة .
                واعتبرنا كونه من فعل الله، لأن المدّعى إذا أدّعى أنّ الله يصدّقه بما يفعله فيجب أن يكون الفعل الذي قام مقام التصديق من فعل من طلب منه التصديق، وإلاّ لم يكن دالاً عليه وفعل المدّعي كفعل غيره من العباد لأنه لا يدل على التصديق وإنّما يدل فعل من ادّعى عليه التصديق .
                وانما اعتبرنا أن يكون متعذّراً في جنسه أو صفته، لأنّا متى لم نعلمه كذلك لم نأمن أن يكون من فعل غير الله وقد بيّنّا لابد أن يكون من فعله ....)) مركز الابحاث العقائدية التابع للسيستاني
                Last edited by د. توفيق المغربي; 05-09-2012, 10:28.

                Comment

                • د. توفيق المغربي
                  مشرف
                  • 13-02-2012
                  • 259

                  #9
                  رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  والحمد لله رب العالمين
                  وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا



                  مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)

                  الدرس 8.
                  التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
                  الأسئلة العقائدية :
                  الاستخارة




                  23 من السؤال/ 236، ج3

                  س/ :

                  سيدي، لقد خرجت بعض الاستخارات بآيات تبدو سيئة وحاشاك فما معناها ؟ وهل هناك مانع في كثرة الاستخارة في أمرك أم لا بأس بذلك ؟


                  جواب السؤال / :


                  الاستخارة هي سؤال الله سبحانه وتعالى

                  فلابد من عقد العزم فيها على أمور:

                  الأول: إنك لا ترجح في نفسك طرفاً على آخر بل تساوي الأمرين في نفسك.

                  والثاني: أن تكون مستعداً لقبول جواب الله بشكل كامل ولا يوجد في نفسك أي رفض للجواب ولا مناقشة ممكنة لما يأتيك من الجواب.

                  والثالث: أن تقبل الجواب وتعتبره نعمة الله الكبرى عليك أن كلمك الله وأجابك،

                  هذه الأمور الثلاثة كحد أدنى ضرورية لتكون أنت فعلاً قد استخرت الله.


                  أمّا أن يأتي شخص وهو متردّد في قبول جواب الله له ثم يستخير ويعتبر أن ما فعله استخارة، فالحق إنّ مثل هذا الشخص ربما ينعم عليه الله الكريم ويجيبه ولكن يا له من خزي لهذا وأمثاله وهو لا يرضى أن يستشيره أحد ثم يذهب لخلاف مشورته وكأنه استشاره ليخالف قوله، فكيف يرضى أن يفعل هذا مع الله سبحانه، والله إنّ هذا لأمر عظيم وتجرّأ كبير على الله سبحانه وتعالى، ومع هذا الخبث الصادر من الناس فأنّ الله يعاملهم برأفة ورحمة.



                  ....................................................

                  اسئلة الدرس :


                  1. اذكر الامور التي بينها الامام احمد الحسن (ع) كحد ادنى ليكون الانسان فعلا قد استخار الله.
                  2. هل يجوز الاستخارة عدة مرات لمعرفة هل الدعوة حق ؟
                  3. اعط مثالا من الجواب المنير وجه الامام احمد الحسن (ع) السائل للعمل فيه بالاستخارة في موضوع غير احقية الدعوة.
                  4. هل الاستخارة في معرفة خليفة الله في زمانه تعتبر دليل ويقبل الايمان بهذا الطريق ؟
                  6. هل يؤخذ تشريع او عقيدة من الاستخارة ؟ اعط مثالا من جواب الامام احمد الحسن (ع) على العمل بالاستخارة في حكم شرعي.
                  Last edited by ya fatema; 01-10-2012, 20:48.

                  Comment

                  • د. توفيق المغربي
                    مشرف
                    • 13-02-2012
                    • 259

                    #10
                    رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    والحمد لله رب العالمين
                    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا



                    مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)
                    التسجيل الصوتي لتكملة الدرس 8 + الدرس 9 ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
                    الدرس 9.

                    الأسئلة العقائدية :
                    الدعوة لقسم البراءة كدليل على احقية صاحب الدعوة الالهية.


                    وفيه جوابين


                    الاول :

                    رقم 24 من السؤال/ 236، ج3


                    سيدي هناك من أقسم قسم البراءة ولا زال حياً ولم يحدث له شيء وأيضاً المباهلة، فقد روي لي بأنّ شخصاً ادعى باطلاً ويقول أنّه المهدي فباهل وتهدّم المسجد الذي باهل فيه خصمه فكيف ذلك ؟


                    الجواب :

                    أمّا القسم، فما هم بمدعين ليقسموا

                    إنما الذي يقسم صاحب الدعوة، وقد عرضت نفسي للناس للقسم.

                    وأمّا المباهلة فهي بين طرفين فمن باهلوا وأنا لم أباهلهم هؤلاء الذين تدعي إنهم باهلوني،

                    أمّا العذاب فهو ينزل حتماً على من يباهل كاذباً ولو بعد حين، والشك في هذا هو شك بكتاب الله، بل هو شك في وجود الله سبحانه،

                    وقد باهل حيدر مشتت فاسأل عمّا جرى له، وقد ظلمنا عبد العزيز الحكيم وابنه فاسأل عمّا جرى لهم، وقد ظلمنا جيش المرجعية وجيش مقتدى فاسأل عمّا جرى لهم وليس بعد فترات طويلة بل لم يمهلهم الله جميعاً غير أيام قلائل، فحيدر مشتت تصرّف كالمجنون ثم دخل السجن في إيران بتصرّفات رعناء وبعدها هلك في العراق بعد أن ختم عمله بنشر قسم براءة بجريدته الرسمية على أني غير محق. وأمّا عبد العزيز وابنه فلما اعتدوا على المكتب قبل عامين لم تمضِ سوى أيام حتى أهان الأمريكان عميلهم عمار ابن عبد العزيز وادخلوه السجن ولو كان ضدهم لكان هذا فخر، ولكنه منبطح لهم ومسالم معهم تماماً، وقد زار عبد العزيز البيت الأسود بعد ذلك وتصافح مع بوش عدو الله بكل حرارة، وهذا تصرّف يدل على فقدان العقل والخزي الدنيوي، وقبل عام أي قبل أحداث المحرّم اجتمع علينا الجميع فعبد العزيز الحكيم وابنه قاموا باغلاق المكتب الثاني لنا قرب ضريح أمير المؤمنين u بعد فتحه بأيام واعتقلوا عدداً كبيراً من الأنصار ظلماً وعدواناً، ومن ثم كمل جيش المرجعية الشيطانية وجيش مقتدى الجريمة وقاموا بقتل وهدم دور عبادتنا في كل أنحاء العراق فما كانت النتيجة وبعد أيام قلائل ؟؟؟ عبد العزيز الحكيم مصاب بالسرطان، وهذا عذاب وخزي الدنيا قبل الآخرة، وجيش مقتدى وجند المرجعية تذابحوا بينهم في حدث غير مسبوق ولم يكن الأمر أن قتل طرف الآخر أو انتصر على الآخر، بل قام جيش مقتدى بقتل عدد كبير من جند المرجعية، ثم انقلبت الأمور ليحصد جند المرجعية جيش مقتدى.
                    أليس كل هذه آيات أم ماذا يفعل الله لكي تؤمن الناس ؟ أيرسل لكل واحد منهم ملكاً فوق رأسه يضربه، وإذا سأله لماذا ضربتي يقول له لأنك لم تؤمن بأحمد الحسن، هل هذا ما يريدون ؟ لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.
                    أحمد الحسن


                    .............................................................

                    السؤال (ص) 304، ج4:

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                    أخي الكريم .. سأل أحد الإخوة الأنصار بخصوص قسم البراءة ما يلي:
                    من المعلوم أن أحد أدلة القضية هو قسم البراءة والسؤال: ما هي شروطه ؟ هل يحتاج إذن السيد أم لا ؟ فيما إذا طلب الخصم أن يقسم هل نوافق على ذلك ؟ هل هلاكه يكون في الحال أو ممكن أن يتأخر ؟ وهل من الممكن أن لا يحصل له شيء بعد قسمه ؟
                    ثم يقول: سألت عن ذلك لما رأيت بعض الإخوة الأنصار يقفون عن الإجابة عندما يتكلمون في مجلس ويصر الخصم على القسم ويعتبر أن سكوتنا دليل على صحة كلامه في رفضه للحق.
                    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.


                    الجواب:

                    قسم البراءة طرحته لهم على أني أقسم لكبرائهم (مراجعهم) إن طلبوا ذلك مني بشرط التصديق بالدعوة،

                    وهذا أكيداً يتحقق إن كانوا يؤمنون بقسم البراءة ونزول العذاب بالكاذب خصوصاً إن كان الأمر ادعاء الإمامة التي ورد أن الهلاك حصة مدعيها كذباً وإن بعد حين حتى بدون أن يقسم؛ لأن في إمهاله إغراء للناس، خصوصاً مع إيراده الأدلة والحجة، ولذا قال تعالى تأكيداً لهذا الأمر: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾([1]).

                    فإذا كان مدعي المنصب الإلهي يهلكه الله إن كان متقولاً كاذباً، فكيف مع قسمه قسم البراءة

                    هذا ما ابتغينا إفهامهم إياه كدليل على الحق وصاحب الحق،

                    فمع شدة طلبهم وكثرة من يعينهم - ومعلوم أن حتى أمريكا معهم أخزاهم الله - فقد نجانا الله من القوم الظالمين بفضله، ووالله أقسم بعزة ربي وجلاله أن لقاء ربي أحب شيء إلى قلبي وأن الموت عندي كشربة ماء بارد في شدة الحر والعطش.

                    هذا ما أردته من القسم أو قسم البراءة بالخصوص أي أن أقسم لهم.


                    [1]- الحاقة: 44 – 46.


                    ....................................................................


                    اسئلة الدرس :

                    1. ما الفرق بين قسم البراءة وبين المباهلة ؟
                    2. من الذي يقسم قسم البراءة ؟
                    3. ما هو وجه الحجية (المذكور من الامام ع) في قسم البراءة ؟
                    4. هل تعتبر المباهلة بين المخالف المنكر للدعوة وبين انصار الامام المهدي (ع) طريق مقرر للحكم على الدعوة ؟
                    5. هل يعتبر قسم احد المخالفين قسم البراءة ببطلان الدعوة (بزعمه) طريق يعرف من خلاله احقية الدعوة ؟



                    Last edited by ya fatema; 01-10-2012, 20:49.

                    Comment

                    • د. توفيق المغربي
                      مشرف
                      • 13-02-2012
                      • 259

                      #11
                      رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      والحمد لله رب العالمين
                      وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا



                      مادة المختارات من الجواب المنير للامام احمد الحسن (ع)
                      التسجيل الصوتي للمحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
                      التسجيل الصوتي لتتمة المحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
                      التسجيل الصوتي لتكملة المحاضرة ـ للاستماع والتحميل اضغط هنـا
                      الدرس 10.

                      الأسئلة العقائدية :

                      امتناع ادعاء النص الالهي التشخيصي الموصوف انه عاصم لمن تمسك به من الضلال من المبطل.

                      السؤال :
                      "وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ " سورة الزخرف

                      ما معني هذا الأية و هل لها علاقة باصحاب المهدي عليه السلام أو المهديين ؟

                      عبدالله هاشم / مصر


                      http://vb.al-mehdyoon.org/showthread.php?t=15206
                      الجواب :

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      والحمد لله رب العالمين
                      وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
                      ((وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) [الزخرف : 57-61 ]
                      قريش والعرب كانوا يجادلون بمغالطة يصيغونها على أنها سؤال يطلبون جوابه من محمد (ص) وسؤالهم يقارن بين ألوهية أصنامهم التي يدعونها وألوهية عيسى التي يدعيها المسيحيون لعيسى (ع) في حين أن المسؤول صلى الله عليه وآله الذي ينكر عليهم تأليه الأصنام أيضا لا يقر بألوهية عيسى (ع) المطلقة بل يقول إن عيسى (ع) إنسان وعبد من عباد الله وخليفة من خلفاء الله في أرضه ولهذا وصف الله حالهم بأنهم مجادلون حيث أن السؤال مبني على فرض غير صحيح ولا يقره ولا يقول به المسؤول، وهذا الأسلوب يستخدمه أئمة الكفر دائما عندما يجدون أن أدلة الدعوة الإلهية قد أخذت بأعناقهم فيصيغون سؤالا مبنيا على مغالطة وفرض غير صحيح لا يقره ولا يقول به المسؤول ليشكلون على الدعوة الإلهية ويطلبون جواباً لمغالطتهم وسؤالهم الخاطئ والمبني على الخطأ وهؤلاء جوابهم يكون في بيان أن السؤال مبني على فرض خاطئ ليتضح أنهم مجرد مجادلين كما وصفهم القرآن (( مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ))، ومن ثم انتقل النص الإلهي إلى القول ((وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ)): أي لو نشاء لجعلنا منكم خلفاء - كالملائكة معصومين أنقياء أطهار - يخلفون الله سبحانه وتعالى بعد محمد (ص) ويخلفون محمداً (ص) بعد انتقاله إلى الملأ الأعلى ويخلف بعضهم بعضا كما انه سبحانه جعل قبل هذا عيسى (ع) عبد الله خليفة لله في أرضه فالله سبحانه وتعالى قال عن عيسى (ع) : (وَجَعَلْنَاهُ)) ثم قال (( لَجَعَلْنَا مِنكُم)) والجعل فيهما واحد، ((إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم ....)) أي جعل عيسى (ع) مثالا وقدوة وقائدا يقتدي به ويتبعه بنو إسرائيل ولو شاء الله لجعل منكم خلفاء في هذه الأمة تقتدون بهم وتتعلمون منهم وتتخذونهم مثالا يحتذى به كما جعل الله عيسى (ع) (( مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ )).
                      وحقيقة إن العجب لا ينقضي ممن يسمون أنفسهم مفسري القرآن ويقولون أن المراد هنا هو بدلا منكم فلو كان يمكن أن تقلب المعاني بهذه الصورة القبيحة بإضافة ألفاظ تغير معنى الكلام تماما بحيث يقلب النفي إيجابا والإيجاب نفيا، لما بقي للكلام معنى فكيف لعاقل أن يقول إن معنى (منكم) هو (بدلا منكم) هذا كمن يقول إن معنى (نعم) هو (لا) ومعنى (لا) هو (نعم)؟!!!! في حين أن عد فرد من الجن أو الإنس بأنه من الملائكة لسبب، كمشابهتهم في الطاعة أو نقاء وطهارة باطنه أو لارتقائه معهم في السماوات، قد ذكر في القرآن، فالله قد عد إبليس من الملائكة لأنه كان قبل أن يعصي وبحسب ارتقائه في السماوات يحسب من الملائكة ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى)) [طه : 116] ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)) [البقرة : 34].
                      والجعل في الآيات المتقدمة هو نفسه الجعل الأول لآدم (ع) خليفة الله في أرضه ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) [البقرة : 30]، وهو نفسه جعل الله لداود (ع) خليفة في الأرض ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)) [ص : 26 ]
                      فلو رتبنا الآيات وقرأناها بالتوالي سنجد أن القرآن ينص بوضوح أن أمر الاستخلاف بدأ بآدم (ع) وهو مستمر بعد محمد (ص) ((.... وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...... يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ........ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ....... وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ)).
                      وقد شاء سبحانه وتعالى وفعل ما أراد وجعل ملائكة في الأرض يخلفون بعد محمد (ص) كما انه جعل عيسى سابقا قبل محمد (ص) وهؤلاء هم آل محمد (ع) الأئمة والمهديون لهذا أتم سبحانه بقوله ((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)) : أي إن هذا الجعل الإلهي ((لَجَعَلْنَا مِنكُم )) - والذي نقل بنص وصية محمد (ص) الوحيدة ليلة وفاته - علم يعرف به دين الله الحق إلى يوم القيامة أي كما وصفه رسول الله (ص) بأنه كتاب عاصم من الضلال أبدا ((وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ))، والله يقول هو كذلك فلا تشكوا بأنه عاصم لكم من الانحراف والضلال عند ساعة القيامة الصغرى وظهور من يحتج بهذا النص فمن يحتج بهذا النص فهو صاحبه وإلا لما صح ان يوصف النص بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به، فلو لم يكن محفوظا من الله أن يدعيه الكاذبون المبطلون حتى يدعيه صاحبه لكان وصفه بأنه عاصم من الضلال كذبا وإغراء للمكلفين بإتباع الباطل وهذا أمر لا يصدر من العالم الصادق القادر الحكيم المطلق سبحانه، إذن فلا تشكوا أنها ساعة القيامة الصغرى عندما يرفع هذا الكتاب صاحبه ((فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا)) فمن يرفع هذا الكتاب فهو صاحبه، فإذا كنتم تريدون النجاة من الضلال والانحراف اتبعوا محمدا (ص) بقبول وصيته التي أوصاها ليلة وفاته والتي فيها العلم الذي يكفيكم للنجاة أبدا وفيها علم الساعة ومعرفة الحق عند القيام، وتشخيص المدعي عندما يرفع هذا الكتاب الموصوف بأنه عاصم من الضلال ((وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) أي اتبعوا محمدا (ص) في نصه من الله على من يخلفونه من بعده.
                      والوصية كتاب كتبه رسول الله (ص) في آخر لحظات حياته امتثالا لقوله تعالى ((كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)) [البقرة : 180]، ووصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به أبدا، وأُؤكد في آخر لحظات حياته لأنه نبي يوحى له فما يقوله في آخر لحظات حياته هو خلاصة رسالته وما يحفظ الدين بعده، فما بالك إذا كان مع شدة مرضه وأوجاع السم التي كانت تقطع كبده مهتما أشد الاهتمام أن يكتب هذا الكتاب ويصفه بأنه عاصم من الضلال، فهذا الكتاب من الأهمية بمكان بحيث أن الله سبحانه وتعالى الذي كان يرحم محمدا (ص) إلى درجة انه يشفق عليه من كثرة العبادة التي تتعب بدنه فيخاطبه بقوله (( طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)) نجده سبحانه مع شدة رحمته بمحمد (ص) وإشفاقه عليه يكلف محمدا (ص) في آخر لحظات حياته أن يملي كتابا ويصفه بأنه عاصم من الضلال على رؤوس الأشهاد رغم ما كان يعانيه محمد (ص) من آلام السم الذي كان يسري في بدنه ويقطع كبده .
                      وهذه بعض النصوص التي وصف فيها الرسول محمد (ص) كتاب الوصية بأنه عاصم من الضلال وفي آخر لحظات حياته ففي يوم الخميس أراد كتابته لكل الأمة وأراد أن يشهد عليه عامة الناس ولكن منعه جماعة وطعنوا في قواه العقلية وقالوا انه يهجر (أي يهذي ولا يعرف ما يقول) فطردهم وبقي رسول الله بعد يوم الخميس إلى يوم وفاته الاثنين فكتب في الليلة التي كانت فيها وفاته وصيته وأملاها على علي (ع) وشهدها بعض الصحابة الذين كانوا يؤيدون كتابتها يوم الخميس:
                      في كتب السنة:
                      عن ابن عباس قال : (( يوم الخميس وما يوم الخميس ، اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال : ائتوني اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي نزاع ، فقالوا ما شأنه ؟ أهجر ، استفهموه ، فذهبوا يردون عليه فقال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصاهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم و سكت عن الثالثة أو قال فنسيتها)) صحيح البخاري (4/4168)
                      عن ابن عباس قال: (( يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن رسول الله يهجر)) صحيح مسلم - كتاب الوصية.
                      في كتب الشيعة:
                      عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان يقول : ((سمعت علياً (ع) بعد ما قال ذلك الرجل (عمر) ما قال وغضب رسول الله (ص) ودفع الكتف : ألا نسأل رسول الله (ص) عن الذي كان أراد أن يكتبه في الكتف مما لو كتبه لم يضل أحد ولم يختلف اثنان ......)) كتاب سليم بن قيس 398.

                      عن سليم بن قيس الهلالي قال الإمام علي (ع) (( لطلحة : ألست قد شهدت رسول الله (ص) حين دعا بالكتف ليكتب فيها مالا تضل الأمة ولا تختلف ، فقال صاحبك ما قال : ( إن نبي الله يهجر) فغضب رسول الله (ص) .......)) كتاب سليم بن قيس 211.
                      عن سليم بن قيس إن عليا (ع) قال ((لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين و الأنصار بمناقبهم و فضائلهم يا طلحة أ ليس قد شهدت رسول الله ص حين دعانا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة بعده و لا تختلف فقال صاحبك ما قال إن رسول الله يهجر فغضب رسول الله ص و تركها قال بلى قد شهدته)) الغيبة للنعماني ص81.
                      وفي كتاب الغيبة للطوسي نقل النص الوحيد المروي للكتاب العاصم من الضلال الذي أراد رسول الله (ص) كتابته كما ثبت في اصح كتب السنة البخاري ومسلم ومن نقل الوصية عن الرسول محمد (ص) هم آل محمد (ع):
                      عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه: عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك. يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين (وفي مصادر أول المهديين) له ثلاثة أسامي : اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين.)) كتاب الغيبة – الشيخ الطوسي رحمه الله.
                      ووصف الرسول له بأنه عاصم من الضلال أبدا يجعل من المحال أن يدعيه مبطل، ومن يقول أن ادعاءه من المبطلين ممكن فهو يتهم الله سبحانه بالعجز عن حفظ كتاب وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به أو يتهم الله بالكذب لأنه وصف الكتاب بأنه عاصم من الضلال أبدا ومن ثم لم يكن كذلك أو يتهم الله بالجهل لأنه وصفه بوصف لا ينطبق عليه جاهلا بحاله وحاشاه سبحانه من هذه الأوصاف وتعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجاهلون.
                      فلابد أن يحفظ العالم القادر الصادق الحكيم المطلق سبحانه النص - الذي وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به - من ادعاء المبطلين له حتى يدعيه صاحبه ويتحقق الغرض منه وإلا لكان جاهلا أو عاجزا أو كاذبا مخادعا ومغريا للمتمسكين بقوله بإتباع الباطل. ومحال أن يكون الله سبحانه جاهلا أو عاجزا لأنه عالم وقادر مطلق ويستحيل أن يصدر من الحق سبحانه وتعالى الكذب لأنه صادق وحكيم ولا يمكن وصفه بالكذب وإلا لما أمكن الركون إلى قوله في شيء ولانتقض الدين.
                      ونص خليفة الله في أرضه على من بعده مع وصفه بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به - نصا إلهيا - لابد أن يكون محفوظا من الله أن يدعيه الكاذبون المبطلون حتى يدعيه صاحبه وإلا فسيكون كذبا وإغراءً للمكلفين بإتباع الباطل وهذا أمر لا يصدر من العالم الصادق القادر الحكيم المطلق سبحانه.
                      فلو قال لك إنسان عالم بالغيب ومآل الأمور إذا كنت تريد شرب الماء فاشرب من هنا وأنا الضامن انك لن تسقى السم أبدا من هذا الموضع. ثم انك سُقيت في ذلك الموضع سماً فماذا يكون الضامن؟ هو أما جاهل وأما كاذب من الأساس أو عجز عن الضمان أو اخلف وعده فهل يمكن أن يقبل من يؤمن بالله أن يصف الله بالجهل أو بالكذب أو العجز أو خلف الوعد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
                      وقد تكفل الله في القرآن وفيما روي عنهم (ع) بحفظ النص الإلهي من أن يدعيه آهل الباطل، فأهل الباطل مصروفون عن ادعائه، فالأمر ممتنع كما قال تعالى: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46))) [الحاقة].
                      ومطلق التقول على الله موجود دائما ولم يحصل أن منعه الله وليس ضروريا أن يُهلك الله المتقولين مباشرة بل انه سبحانه أمهلهم حتى حين وهذا يعرفه كل من تتبع الدعوات الظاهرة البطلان كدعوة مسيلمة، فأكيد ليس المراد في الآية مطلق التقول على الله بل المراد التقول على الله بادعاء القول الإلهي الذي تقام به الحجة، عندها يتحتم أن يتدخل الله ليدافع عن القول الإلهي الذي تقام به الحجة وهو النص الإلهي الذي يوصله خليفة الله لتشخيص من بعده والموصوف بأنه عاصم من الضلال حيث أن عدم تدخله سبحانه مخالف للحكمة، ومثال هذا القول أو النص وصية عيسى (ع) بالرسول محمد (ص) ووصية الرسول محمد (ص) بالأئمة والمهديين (ص) فالآية في بيان أن هذا التقول ممتنع وبالتالي فالنص محفوظ لصاحبه ولا يدعيه غيره، وتوجد روايات تبين أن الآية في النص الإلهي على خلفاء الله بالخصوص فهو نص إلهي لابد أن يحفظه الله حتى يصل الى صاحبه، فهو نص الهي محفوظ من أي تدخل يؤثر عليه سواء كان هذا التدخل في مرحلة نقله إلى الخليفة الذي سيوصله أم في مرحلة - أو مراحل - وصوله إلى الخليفة الذي سيدعيه وهناك روايات بينت هذه الحقيقة وهي أن التقول في هذه الآية هو بخصوص النص الإلهي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (ع) : (( قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ قَالَ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِأَفْوَاهِهِمْ قُلْتُ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ قَالَ وَ اللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ...................... قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ قَالَ يَعْنِي جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ فِي وَلَايَةِ عَلِيٍّ (ع) قَالَ قُلْتُ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ قَالَ قَالُوا إِنَّ مُحَمَّداً كَذَّابٌ عَلَى رَبِّهِ وَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهَذَا فِي عَلِيٍّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِذَلِكَ قُرْآناً فَقَالَ إِنَّ وَلَايَةَ عَلِيٍّ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا مُحَمَّدٌ بَعْضَ الْأَقاوِيلِ. لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ)) الكافي ج1 ص 434.

                      كما أن الإمام الصادق (ع) يقول: (إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره) الكافي للكليني ج 1 ص 372، فالمبطل مصروف عن ادعاء الوصية الإلهية الموصوفة بأنها تعصم من تمسك بها من الضلال أو أن ادعاءه لها مقرون بهلاكه قبل أن يظهر هذا الادعاء للناس، حيث أن إمهاله مع ادعائه الوصية يترتب عليه إما جهل وإما عجز أو كذب من وعد المتمسكين به بعدم الضلال وهذه أمور محالة بالنسبة للحق المطلق سبحانه ولهذا قال تعالى: (لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) وقال الصادق (ع): (تبر الله عمره)، وللتوضيح أكثر أقول إن الآية تطابق الاستدلال العقلي السابق وهو أن الادعاء ممتنع وليس ممكنا فإن قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ)، معناه أن الهلاك ممتنع لامتناع التقول أي انه لو كان متقولاً لهلك، والآية تتكلم مع من لا يؤمنون بمحمد (ص) والقرآن، وبالتالي فالاحتجاج بالكلام في الآية ليس بها كونها كلام الله لأنهم لا يؤمنون بهذا، بل الاحتجاج هو بمضمون الآية أي احتجاج بما هو ثابت عندهم عقلا وهو أن النص الإلهي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به لا يمكن أن يدعيه غير صاحبه لأن القول بأنه يمكن أن يدعيه غير صاحبه يلزم منه نسب الجهل أو العجز أو الكذب لله سبحانه وتعالى، إذن فلا يمكن - عقلاً وقرآناً وروايةً - أن يحصل ادعاء النص الإلهي التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به أي أن النص محفوظ من الادعاء حتى يدعيه صاحبه ليتحقق الغرض من النص وهو منع الضلال عن المكلف المتمسك به كما وعده الله سبحانه.
                      وللتوضيح والتفصيل أكثر أقول إن مدعي المنصب الإلهي:
                      إما أن يكون مدعياً للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به فهذا المدع محق ولا يمكن أن يكون كاذباً أو مبطلاً لان هذا النص لابد من حفظه من ادعاء الكاذبين والمبطلين وإلا فسيكون الله قد أمر الناس بالتمسك بما يمكن أن يضلهم ورغم هذا قال عنه بأنه عاصم من الضلال أبدا وهذا كذب يستحيل أن يصدر من الله.
                      وإما أن يكون مدعياً للمنصب الإلهي ولكنه غير مدع للنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به وهذا المدعي إما أن يكون ادعاؤه فيه شبهة على بعض المكلفين لجهلهم ببعض الأمور وهذا ربما يمضي الله به الآية ويهلكه رحمة بالعباد وإن كان بعد ادعائه بفترة من الزمن رغم انه لا حجة ولا عذر لمن يتبعه، وإما انه لا يحتمل أن يشتبه به احد إلا إن كان طالبا للباطل فيتبع شخصاً بدون نص تشخيصي كما بينت، ومع هذا تصدر منه سفاهات كثيرة ويجعل الله باطله واضحاً وبيناً للناس وهذا لا داعي أن تطبق عليه الآية بل ربما أمهل فترة طويلة من الزمن فهو يترك لمن يطلبون الباطل بسفاهة. وهذا تقريب ليتوضح الأمر أكثر: نفرض أن هناك ثلاث دوائر بيضاء ورمادية وسوداء فالدائرة البيضاء محمية من آن يدخل لها كاذب وبالتالي فكل من دخلها فهو مدع صادق ويجب تصديقه فالآية (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) واجبة التطبيق في هذه الدائرة ، والرمادية غير محمية من أن يدخل لها الكاذب فلا يصح الاعتماد على من كان فيها وتصديقه ورغم هذا فيمكن أن تحمى بعض الأحيان من الكاذب بعد دخوله رحمة بالعباد رغم أنهم لا عذر لهم بإتباع من كان في هذه الدائرة فالآية ممكنة التطبيق على هذه الدائرة وليس واجبة التطبيق، والثالثة سوداء غير محمية من أن يدخل لها الكاذب بل هي دائرة الكاذبين وواضحة بأنها دائرة الكاذبين فلا داع لحمايتها أصلا من الكاذبين لا قبل دخولهم ولا بعد دخولهم فالآية ليس موضعها هذه الدائرة.
                      فلابد إذن من الانتباه إلى أن كلامنا في منع ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال وليس في ادعاء المنصب الإلهي عموما، فادعاء المنصب الإلهي أو النبوة أو خلافة الله في أرضه باطلا بسفاهة ودون الاحتجاج بالوصية (النص التشخيصي) حصل كثيرا وربما بقي حيا من ادعى باطلا فترة من الزمن ومثال لهؤلاء مسيلمة الكذاب ادعى انه نبي في حياة رسول الله محمد (ص) وبقي مسيلمة حيا بعد موت رسول الله محمد (ص) فالادعاء بدون شهادة الله ونص الله وبدون الوصية لا قيمة له وهو ادعاء سفيه فمن يصدق هكذا مدع مبطل لا عذر له أمام الله، إذن فالمقصود ليس منع أهل الباطل من الادعاء مطلقا بل منعهم من ادعاء النص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم لمن تمسك به من الضلال وهو وصية خليفة الله للناس وهذا المنع الذي أثبتناه عقلا وأكد عليه النص القرآني والروائي يؤكده أيضا الواقع فمرور مئات السنين على النص دون أن يدعيه احد كاف لإثبات هذه الحقيقة فقد مر على وصايا الأنبياء في التوراة ووصية عيسى (ع) مئات السنين ولم يدعِها غير محمد (ص) وأوصيائه من بعده كما ولم يدعِ وصية النبي غير الأئمة (ع) وقد احتج الإمام الرضا (ع) بهذا الواقع على الجاثليق فبعد أن بين النص من الأنبياء السابقين على الرسول محمد (ص) من التوراة والإنجيل احتج الجاثليق بأن النصوص يمكن أن تنطبق على أكثر من شخص فكان احتجاج الإمام الرضا (ع) على الجاثليق انه لم يحصل أن ادعى الوصايا المبطلون وهذا هو النص موضع الفائدة قال الجاثليق: ((......... ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا فأما إسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون إنه محمدكم ......... فقال الرضا (ع) : (إحتججتم بالشك فهل بعث الله من قبل أو من بعد من آدم إلى يومنا هذا نبيا اسمه محمد ؟ وتجدونه في شئ من الكتب التي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمد ؟) فأحجموا عن جوابه)) [إثبات الهداة ج1 : ص 194 – 195 ]
                      فاحتجاج الأوصياء السابقين بهذا النص حجة على من يؤمن بهم وقد احتج عيسى ومحمد صلوات الله عليهما به، فعيسى (ع) احتج بنص الأنبياء السابقين عليه رغم عدم مباشرتهم له ومحمد (ص) كما في القرآن احتج بنص عيسى (ع) عليه ونص الأنبياء قبل عيسى (ع) عليه قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ [الصف : 6])) ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 157])) والله بين في القرآن أن ادعاء محمد (ص) لو كان باطلا - وحاشاه - لما تركه يدعيه لأن الله متكفل بحفظ النص وصونه من ادعاء المبطلين أو يمكن أن نقول إن الله متكفل بصرفهم عن النص (( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52 )) [ الحاقة].
                      وها هو كتاب الوصية الذي كتبه الرسول محمد (ص) ليلة وفاته موجود منذ أكثر من ألف عام في الكتب ويستطيع أي إنسان أن يقرأه ويطلع عليه ولكن لم يتمكن مبطل من ادعائه مع كثرتهم فالله صرف عنه كل مدع كاذب حيث ادعى كثيرون النبوة والإمامة والمهدوية ولكن أبدا لم يتمكن احدهم من خرق حجاب الله المضروب على هذا الكتاب فيدعيه وهذا الواقع يؤكد ما بينته فيما تقدم من أن وصف هذا الكتاب بأنه عاصم من الضلال بذاته يعني انه لا يدعيه غير صاحبه الذي ذكره الرسول محمد (ص) ومن يدعيه فهو صادق وهو صاحبه وهذا كاف كدليل تام وحجة قائمة على أحقية هذه الدعوة فمن أراد الحق ومعرفة أحقية هذه الدعوة تكفيه الوصية وادعائي أني المذكور فيها، وهناك أدلة كثيرة غيرها كالعلم بدين الله وبحقائق الخلق والانفراد براية البيعة لله وأيضا النص من الله مباشرة بالوحي لعباده، بالرؤيا وغيرها من سبل شهادة الله عند خلقه لخلفائه في أرضه فكما شهد للملائكة بخلافة آدم (ع) بالوحي فقد شهد الله عند عدد كبير من الناس المتفرقين بحيث يمتنع تواطؤهم على الكذب بان أحمد الحسن حق وخليفة من خلفاء الله في أرضه وقد قال تعالى : ((وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )) [النساء : 79 ]
                      وقال تعالى: (( لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )) [النساء : 166].
                      وأيضا بالنسبة للمسلمين السنة فقد حثهم رسول الله (ص) على نصرة المهدي واسماه خليفة الله المهدي كما في الروايات الصحيحة في كتب السنة، وقد جئتهم واسمي يواطئ اسم رسول الله (ص) احمد واسم أبي يواطئ اسم أب رسول الله إسماعيل كما نصت الروايات والرسول (ص) قال أنا ابن الذبيحين عبد الله وإسماعيل، وقد جئتكم بالنص التشخيصي الموصوف بأنه عاصم من الضلال لمن تمسك به وجئت بالعلم والانفراد براية البيعة لله فاتقوا الله يا امة محمد (ص) وأذعنوا للحق واتبعوا خليفة الله المهدي الذي دعاكم رسول الله (ص) لنصرته ولو زحفا على الثلج وآمنوا بوصية نبيكم الوحيدة لتنجوا في الدنيا والآخرة.
                      أحمد الحسن
                      شوال / 1433 هـ
                      Last edited by ya fatema; 01-10-2012, 20:51.

                      Comment

                      • د. توفيق المغربي
                        مشرف
                        • 13-02-2012
                        • 259

                        #12
                        رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        والحمد لله رب العالمين
                        وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        حول امتحان مادة مختارات من الجواب المنير
                        تسجيل : حول امتحان مادة مختارات من الجواب المنير + ايضاحات حول الامتحانات لاجتياز المرحلة الاولى

                        بالنسبة لامتحان مختارات من الجواب المنير هناك امور :
                        ـ لستم مطالبين الا بمتن الجواب المنير عبر الاثير يعني فقط بكلام الامام احمد الحسن (ع).
                        والهوامش الموجودة هي للفائدة ولكنكم لستم مطالبين بها في امتحان نهاية المرحلة الاولى.
                        ـ بالنبسة لنوع الاسئلة المطروحة فهي :
                        · الاسئلة الموجهة للامام احمد الحسن (ع)
                        · الاسئلة الموجودة بآخر الدروس. (وممكن ان تكون مع اختلافات بسيطة)

                        اسال الله سبحانه لكم التوفيق والنجاح.
                        والحمد لله وحده
                        استاذ المادة.
                        Last edited by ya fatema; 01-10-2012, 21:56.

                        Comment

                        • ya fatema
                          مدير متابعة وتنشيط
                          • 24-04-2010
                          • 1738

                          #13
                          رد: تفسير وعلوم الدعوة : مختارات من الجواب المنير ـ دكتور توفيق ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة

                          حل التمارين التابعة للدروس

                          مراجعة الدرس الاول
                          مراجعة الدرس الثاني + الثالث
                          مراجعة الدرس الرابع + الخامس


                          Last edited by ya fatema; 09-10-2012, 12:10.
                          عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
                          : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

                          Comment

                          Working...
                          X
                          😀
                          🥰
                          🤢
                          😎
                          😡
                          👍
                          👎