إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

العصمة مابين السهو والغلو

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Habibi-Ahmed
    عضو نشيط
    • 26-02-2010
    • 914

    العصمة مابين السهو والغلو

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا



    مع الاسف الشديد اغلبية الشيعة الان وقعوا في لغط كبير و خاضوا في امور لا تعنيهم وشرقوا وغربوا بمسائل لا علاقة لها بالغرض من وجود المعصوم بيننا.
    فإذا كان الهدف هو إثبات ضرورة وجود من يقود البشرية إلى بر الأمان، وعلى وفق المنهج الإلهي، فالمقدار الذي يفي بهذه الحاجة هو أن يكون القائد معصوماً، بمعنى أن لا يدخلنا في باطل ولا يخرجنا من حق. أما الحديث عن كون المعصوم لا يسهو ولا ينسى فهو أمر فضلاً عن كونه يخالف عشرات النصوص القرآنية والحديثية، فهو حديث زائد عن مقدار الحاجة.

    عن الهروي، قال: قلت للرضا : يابن رسول الله، إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي (ص) لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: (كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو)

    وعن الفضيل، قال : ذكرت لأبي عبد الله السهو فقال: (وينفلت من ذلك أحد ؟ ربما أقعدت الخادم خلفي يحفظ عليّ صلاتي)

    وهذه الروايات تنص على وقوع السهو من المعصوم، وأن من لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو، فما الذي دفع بعض العلماء إلى القول بخلاف ما نصت عليه ؟

    وإليك الآن بعض أقوال كبار العلماء في العصمة والسهو:

    الشيخ الصدوق بعد أن ينقل رواية سهو النبي وصلاته الظهر ركعتين، يقول: (قال مصنف هذا الكتاب (رحمه الله): إن الغلاة والمفوضة (لعنهم الله) ينكرون سهو النبي (ص) ويقولون: لو جاز أن يسهو (ص) في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ؛ لأن الصلاة عليه فريضة كما أن التبليغ عليه فريضة. وهذا لا يلزمنا، وذلك لأن جميع الأحوال المشتركة يقع على النبي (ص) فيها ما يقع على غيره، وهو متعبد بالصلاة كغيره ممن ليس بنبي، وليس كل من سواه بنبي كهو، فالحالة التي اختص بها هي النبوة والتبليغ من شرائطها، ولا يجوز أن يقع عليه في التبليغ ما يقع عليه في الصلاة؛ لأنها عبادة مخصوصة والصلاة عبادة مشتركة، وبها تثبت له العبودية وبإثبات النوم له عن خدمة ربه من غير إرادة له وقصد منه إليه نفي الربوبية عنه؛
    لأن الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو الله الحي القيوم، وليس سهو النبي (ص) كسهونا؛ لأن سهوه من الله ، وإنما أسهاه ليُعلم أنه بشر مخلوق فلا يُتخذ رباً معبوداً دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا، وسهونا من الشيطان وليس للشيطان على النبي(ص) والأئمة صلوات الله عليهم سلطان ﴿إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ وعلى من تبعه من الغاوين .... الى ان يقول.. وقد أخرجت عن أخبار في كتاب وصف القتال (كذا) القاسطين بصفين. وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله يقول: أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي (ص)، ... الى نهاية حديثه)

    وينقل البحراني عن كتاب الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري، قوله: (إن أكثر أصحابنا قد تبعوا جماعة من المخالفين من أهل الرأي والقياس ومن أهل الطبيعة والفلاسفة وغيرهم من الذين اعتمدوا على العقول واستدلالاتها، وطرحوا ما جاءت به الأنبياء (ص) حيث لم يأت على وفق عقولهم، حتى نقل أن عيسى (على نبينا وآله وعليه السلام) لما دعا أفلاطون إلى التصديق بما جاء به أجاب بأن عيسى رسول إلى ضعفة العقول، وأما أنا وأمثالي فلسنا نحتاج في المعرفة إلى إرسال الأنبياء. والحاصل أنهم اعتمدوا في شيء من أمورهم إلا على العقل، فتابعهم بعض أصحابنا وإن لم يعترفوا بالمتابعة، فقالوا: إنه إذا تعارض الدليل العقلي والنقلي طرحنا النقلي أو تأولناه بما يرجع إلى العقل. ومن هنا تراهم في مسائل الأصول يذهبون إلى أشياء كثيرة قد قامت الدلائل النقلية على خلافها. لوجود ما تخيلوا أنه دليل عقلي، كقولهم بنفي الإحباط في العمل تعويلا على ما ذكروه في محله من مقدمات لا تفيد ظنا فضلا عن العلم، وسنذكرها إن شاء الله تعالى في أنوار القيامة. مع وجود الدلائل من الكتاب والسنة على أن الإحباط الذي هو الموازنة بين الأعمال وإسقاط المتقابلين وإبقاء الرجحان حق لا شك فيه ولا ريب يعتريه، ومثل قولهم: إن النبي (ص) لم يحصل له الاسهاء من الله تعالى في صلاة قط، تعويلاً على ما قالوه من أنه لو جاز السهو عليه في الصلاة لجاز عليه في الأحكام، مع وجود الدلائل الكثيرة من الأحاديث الصحاح والحسان والموثقات والضعفاء والمجاهيل على حصول مثل هذا الاسهاء، وعلل في تلك الروايات بأنه رحمة للأمة؛ لئلا يعير الناس بعضهم بعضا بالسهو)

    واضح من كلمات من نفوا السهو والنسيان عن المعصوم أنهم انطلقوا من فكرة أن وظيفة المعصوم هي أن يهدي الأمة، فإذا ما سها أو نسي فإنه سيُضل الأمة، وهذا خلاف المفروض، وعليه تقتضي الضرورة أن لا ينسى ولا يسهو.
    ولكن هذه النتيجة أكبر بكثير من غرضهم، إذ يكفيهم لتحقيقه أن يجوزوا السهو والنسيان على المعصوم ويوافقوا بذلك القرآن والسنة، على أن يلاحظوا أنه يستدرك بعد سهوه أو نسيانه، واستدراكه هذا جزء من عصمته، بمعنى أنه - وهو المعتصم بالله تعالى - يعصمه الله ويُذكّره فلا يُدخل الأمة في ضلال ولا يُخرجها من هدى.

    والحمد لله رب العالمين
  • Habibi-Ahmed
    عضو نشيط
    • 26-02-2010
    • 914

    #2
    رد: العصمة مابين السهو والغلو

    مصادر النصوص

    ما نقل عن الشيخ الصدوق :: - من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق: ج1 ص359 – 360.


    قول البحراني :: - الحدائق الناضرة - المحقق البحراني: ج1 ص126 وما بعدها.

    Comment

    • فأس ابراهيم
      عضو مميز
      • 27-05-2009
      • 1051

      #3
      رد: العصمة مابين السهو والغلو

      جزاكم الله خير واضيف هذا الحديث عن الامام الرضا عليه السلام
      ابن بابويه ،قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان ، قال: حدثنا أبو حامدعمران بن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن بن قاسم الرقام ، عن القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، قال: سألت الرضا (عليهالسلام) عن قول الله عز وجل:(نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ).
      فقال:«إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنما ينسى ويسهوالمخلوق المحدث،
      ألا تسمعه عز وجل يقول:
      (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهمأنفسهم ، كما قال الله عز وجل: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)
      وقوله عز وجل: (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا».
      التوحيد: 159/1، عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 125/ 18.
      Last edited by فأس ابراهيم; 07-02-2012, 11:24.

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎