إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

علي الاكبر طبيعة المردود .وأثر المفقود

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    علي الاكبر طبيعة المردود .وأثر المفقود

    بقلم / مجاهد منعثر منشد .

    قال تعالى :ـ {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }1.
    بقول الامام المهدي (عليه السلام) :ـ أشهد انك من الفرحين بما أتاهم الله منفضله وهذه منزلة كل شهيد فكيف منزلة الحبيب
    الى الله القريب الى رسول الله زادك الله من فضلة في كل لفظةولحظة وسكون وحركة مزيداً يغبطه به أهل عليين يا كريم الجد يا كريم الأب يا كريمالنفس2.

    العنوان غريب بعض الشيء لكن عشاق الحسين (عليه السلام) يفهمونه .وحب الحسين (عليه السلام )الى علي الاكبر كحب يعقوب ليوسف (عليهما السلام).

    وخير دليل قول الامام الحسين (عليه السلام) عندما استشهد علي الاكبر:ـ ((والله لا طاقة على حمله)) 3.

    لم تَرَ عينٌ نَظَــــرتْ مِثلَهُ ...مِنمُحتَفٍ يمشي ومن ناعـِلِ

    كان إذا شُبَّت له نـــــارُهُ... أوقدَهابالشـــرفِ القابـلِ

    كيما يراها بائسٌ مُرْمــــِلٌ.. أو فردُ حــيٍّ ليسبـالآهلِ

    لا يُؤْثرُ الدنيا عــــلى دينهِ... ولا يبيعُ الحــــقَّبالباطلِ

    أعني ابن ليلى ذا النَّدى والسُّدى .. أعني ابنَ بنتِ الحسَبِالفاضلِ

    ذكر الشيخ المفيد (قدس سره) في الإرشاد كانت ولادته بعد خلافة جدهامير المؤمنين الامام علي ( عليه السلام ) بسنتين.وولادته في المدينة المنورة . فيالحادي عشر من شهر شعبان, فيكون له يوم الطف ما يقارب سبعاً وعشرين سنة.

    والده السبط سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) .ووالدتهالرشيدة الجليلة ذات القدرالسامي والمنزلة العاليةالمكانة تسمى ليلى الثقفية .ونسبها إلى بني ثقيف العرب الاصلاء. بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي.

    وجدّته لأبيه سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السّلام.( وأمّاجدّه الأعلى أشرف الخلائق أجمعين سيّد الأنبياء والمرسلين ابو القاسم محمّد المصطفىالأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين .

    كان سيد الثقات مؤرخالرسالة الاسلامية بدمه الامام المعصوم سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليهالسلام) يرى في ولده عليٍّ صورةَ جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإذابرز للقتال ظهيرة عاشوراء.. لم يكن من أبيه الحسين إلاّ أن يرفع شيبتَه المقدّسةنحو السماء، ثمّ يقول مخاطباً ربَّه جلّ وعلا:

    ((اللهمّ اشهدْ على هؤلاءالقوم، فقد بَرَز إليهم غلامٌ أشبَهُ الناس خَلْقاً وخُلُقاً ومنطِقاً برسولك محمّدصلّى الله عليه وآله وسلّم، وكنّا إذا اشتَقنا إلى وجهِ رسولك نَظَرنا إلىوجهه)).ذلك أنّ مُحيّا عليّ الأكبر كان يحكي مُحيّا جدّه المصطفى صلّى الله عليهوآله وسلّم.. وكان (علي الأكبر) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً). 4.

    واول من بين لنا المنزلة العظيمة في قدر علي الاكبر عن طريق الثأر له هوسيف الله تعالى المختار (رضوان الله عليه )الذي ارضى الله تعالى ورسوله بعملهالمبارك .و كان سيفا بتارا لقتل قتلة الحسين وال الحسين (عليهم السلام) .

    ذلك هو العبد الصالح المختار بن يوسف الثقفي .ويتضح ذلك في قتله لعمر بنسعد .

    كان المختار قد سئل في أمان عمر بن سعد ، فآمنه على شرط ألاّ يخرج منالكوفة ، فإن خرج منها هدر دمه .

    فقال رجل لعمر بن سعد : إنّي سمعت المختاريحلف ليقتلنّ رجلاً ،والله ما أحسبه غيرك ! فلمّا سمع ذلك خرج عمر حتّى أتى الحمّامـ الذي سمّي فيما بعد بحمّام عمر ـ فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار ! فرجعليلاً ، ثمّ أرسل ولده حفصاً إلى المختار الذي دعا أبا عمرة وبعث معه رجلين ،فجاءوا برأس عمر بن سعد فتأسّف حفص وتمنّى أن يكون مكان أبيه ،فصاح المختار يا أباعمرة ، ألحقه به ، فقتله .
    فقال المختار بعد ذلك : عمر بالحسين ، وحفص بعلي بنالحسين ـ أي علي الأكبر ـ ولا سواء !

    وقول المختار (رحمة الله عليه ) دلالةواضحة على منزلة وقدر علي الاكبر بعد ابيه الحسين (عليه السلام) اذ جعل ثأر عليالاكبر له خصوصية خاصة .

    لقد شهد اعداء الامام الحسين (عليهم السلام) بشجاعة علي الاكبر ,فذاك معاوية لعائن الله عليه يعترف بحق الخلافة ويقول :ـ ((.. لا .. ان أولى الناس بهذا الأمر: علي بن الحسين بن علي (عليه السلام)، جده رسولالله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفيه شجاعة بني هاشم )) 5.

    ويقول الشاعر :ـ

    في بأس (حمزة) في شجاعة (حيدر).. بإبا (الحسين) وفي مهابة (أحمد)

    وتراه فـي خلـق وطـيب خلائـق ..وبليـغ نطـق كالنبـي (محمـد)

    و جاءفي حديث مأثور عن الإمام الباقـر(عليه السلام) أن علي الأكبر كان أول شهيد من بنيهاشـم يوم عاشوراء 6.

    وكذلك قال المؤرخيين أبو الفرج الاصفهاني وغيره:ـكان أول من قتل بالطف من بني هاشم بعد أنصار الحسين ( عليه السلام ) علي بن الحسين ( عليهما السلام ) .

    في فجر العاشر من محرم صلّى الحسين (عليه السّلام) بأصحابه صلاة الصبح ، ثمّ خطبهم قائلاً : (( إنّ الله قد أذن في قتلكم فعليكمبالصبر ))7.

    وبعد استشهاد انصار الحسين (عليه السلام) وتقدّم الهاشميّونيودّع بعضهم البعض ، وأوّل مَنْ تقدّم منهم للحرب أبو الحسن علي الأكبر (عليهالسّلام) ، فلمّا رآه الحسين (عليه السّلام) رفع شيبته نحو السماء وقال : (( اللّهمّ اشهد على هؤلاء القوم ، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاًومنطقاً برسولك محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وكنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولكنظرنا إلى وجهه . اللّهمّ فامنعهم بركات الأرض ، وإن متّعتهم ففرّقهم تفريقاً ،ومزّقهم تمزيقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترضِ الولاة عنهم أبداً ؛ فأنّهمدعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا يُقاتلونا ويقتلونا )) .

    ثمّ صاح الحسين (عليه السّلام) بعمر بن سعد : (( ما لك ؟! قطع الله رحمك , ولا بارك لك في أمرك ،وسلّط عليك مَنْ يذبحك على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (صلّىالله عليه وآله) )) .ثمّ رفع صوته وقرأ : إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاًوَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَامِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 8.

    ثمّ حمل علي بن الحسين (عليهالسّلام) وهو يقول :ـ

    أنا علي بن الحسين بن علي

    نحن ورب البيتأولى بالنبي

    تا لله لا يحكم فينا ابن الدعي

    أضرب بالسيف أحامي عنأبي

    ضرب غلام هاشمي علوي...

    فلم يزل يُقاتل حتى ضجّ أهل الكوفةلكثرة مَنْ قُتل منهم ، حتى روي أنّه قتل على عطشه مئة وعشرين رجلاً ، ثمّ رجع إلىأبيه وقد أصابته جراحات كثيرة , فقال : يا أبه ، العطش قد قتلني ، وثقل الحديد قدأجهدني ، فهل إلى شربة ماء من سبيل أتقوّى بها على الأعداء ؟

    فبكى الحسين (عليه السّلام) وقال : (( يا بُني ، عزّ على محمّد وعلى عليّ وعلى أبيك أن تدعوهمفلا يجيبونك ، وتستغيث بهم فلا يغيثونك . يا بُني , هات لسانك )) . فأخذ لسانهفمصّه ، ودفع إليه خاتمه وقال له : (( خذ هذا الخاتم في فيك ، وارجع إلى قتال عدوّك؛ فإنّي أرجو أن لا تُمسي حتّى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً )) 9.

    فرجع الاكبرعلي بن الحسين إلى القتال ، وحمل وهو يقول :

    الحرب قد بانت لها حقائقْ.. وظهرت من بعدها مصادقْ.

    والله ربّالعرش لا نفارقْ .. جموعكم أو تُغمد البوارقْ.

    وبمجرد أن رأى أعداءهالموتورون أن البطل قد صـرع، أحتوشوه وانهالوا عليه ضرباً بالسيوف، فاعتنق عليالأكبر فرسه، ومن عادة الأفـراس العربية أن تفهم إشارة الاعتناق وتعيد بالفرسانعندها إلى موطن آمن، ولكن الجيش المعادي كان قد أحاط بعليّ الأكبر، وتدفق الدم منرأسه على عيني الجواد منعه من الاهتداء إلى معسكر الحسين، فحمله إلى عسكر الأعداءالذين دعاهم الحقد واللئامة إلى أن ينهالوا عليه بسيوفهم ويقطعوه إرباً إرباً. 10.

    فـي هـذه الفترة العصيبة، لم يطلب علي النجدة من أبيه، وتحمّل كل تلكالطعنات بصبر ويقين، ولكن عندما بلغت روحه التراقي قال رافعاً صوته: يا أبتاه، هذاجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدهاأبداً، وهو يقول: العجل العجل! فـإن لك كأساً مذخورة حتى تشربها الساعـة 11.

    فيقول الامام الحسين (عليه السلام) : يعز على جد ك وعمك وأبيك ان تدعوهمفلا يجيبوك وتستغيث بهم فلا يغيثوك 12.

    ثم أخذ بكفه من دمه الطاهر ورمى بهإلى السماء فلم يسقط منه قطرة 13.

    فصاح الحسين (عليه السّلام) : (( قتلالله قوماً قتلوك يا بُني ، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله ! علىالدنيا بعدك العفا ))14.

    الشهيد علي الاكبر أعضاء مقطعة و أشلاء موزعةوالامام الحسين (عليه السلام) قال ((والله لا طاقة على حمله)) , )و اهاته في صدرةوعبرته تختنق والحسرات محبوسة يكفكف بقايا دموعه محتسباً صابراً..وبعد ساعات منمصرع فلذة كبده سيلحقه .ويعلم ذلك علم اليقين لكن السيدة زينب كيف تخنق العبرة وكيفتحبس الحسرات وعلى أي استشهاد او واقعة تكفكك الدموع على جدها رسول الله (صلى اللهعليه واله ) او على امها الصديقة الطاهرة في كسر ظلاعها او اغتصاب حقها او علىابيها المطبر في راسه المغصوب حقه الامو على سم الحسن او على قطع كفين ابو الفضلالعباس او على انصار الحسين او على الهاشميين او على اول الهاشميين في الطف عليالاكبر او على اخيها الحسين او على السبي واهانة بنات رسول الله والامام المعصومزين العابدين,

    فكيف بعقيلة الهاشميين ؟ وقيل أنها خرجت تندبه وتنادي باسمه , فعن أبي جعفر الطبري، عن شاهد عيان - حميد بن مسلم الأزدي - جاء هذاالقول(وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة، تنادي يا أُخيّاه،ويا ابن أخاه.. قال فسألت عنها، فقيل لي هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم)) 15.

    وقال الطبرسي 16خرجت زينب تصيح يا ابن أخاه..

    وكانت زينب الكبرى (عليها السلام) تراقب المعركة عن كثب، فلما سقط عليالأكبر وسمعت صوته، خرجت تنادي: يا حبيباه، يا ثمرة فؤاداه، يا نور عيناه، فأقبلتحتى وصلت إلى جثمان الشهيد فانكبت عليه، فجاء الحسين (عليه السلام) فأخذ بيدهافردها إلى الفسطاط 17. . فأخذ الإمام بيدها وأرجعها إلى الخيمة 18

    لهفي علىعقائل الرسالــة .. لـما رأيـنه بتـلك الحالة

    عـلا نـحيبهن والصيـاح ..فاندهش العقـول والأرواح

    ناحت على كفيلها العـقائل ..والـمكرمات الغروالفضائل

    لـهفي لها إذ تندب الرسولا ..فـكادت الجبـال ان تزولا

    لـهفي لها مذ فقدت عميدها ...وهـل يـوازي احد فقيدها

    ومـن يـوازيشرفاً وجاهاً ..مـثال يـاسين شـبيه طاها

    يـا سـاعد الله أباه مذخبا... نيره«الأكبر» فـي ظل الضبا

    رأى الخليل في منى الطفوف ..ذبـيحة ضـريبةالـسيوف

    واقبل الإمام الحسين إلى فتيان بني هاشم وقال: «إحملوا أخاكم»،فحملوه من مصرعه، فجاؤوا به حتـى وضعوه عند الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه.. 19.

    يال بيت النبي (صلى الله عليه واله ) قد فاق صبركم صبر نبي الله ايوبويعقوب (عليهما السلام).

    السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابننبي الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن الحسين الشهيدالسلام عليك أيها الشهيد بن الشهيد السلام عليك أيها المظلوم لعن الله امة قتلتكولعن الله امة ظلمتك ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به السلام عليك يا ولي اللهوابن وليه لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وإليك منهم في الدنيا والآخرة .

    المصادر والهوامش

    1. الرعد24.

    2. مزار البحار ص 173 .

    3. وسيلة الدارين : ص 291 .

    4. لواعج الأسجان للسيد الأمين : ص 136 .

    5. ابو الفرج الاصفهاني مقاتل الطالبيين : 80 .

    6. بحار الأنوار: 45/44. .

    7. كامل الزيارات / 73.

    8. آل عمران / 33 – 34 ..

    9. بحار الأنوار: 45/45.وكذلك مقتل العوالم ص 95 .

    10.بحار الأنوار: 45/43..

    11.بحار الأنوار: 45/43ـ44..

    12.مقتل العوالم ص 95 .

    13.كامل الزيارة لابن قولويه ص 222 .

    14.مقتل الحسين (عليه السّلام) ـ للخوارزمي 2 / 31 .

    15.الطبري: ج 4 ، ص 341

    16.أعلام الورى ص 145

    17.بحار الأنوار: 45/44

    18.مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج 2 ، ص 31 .

    19.بحار الأنوار: 45/44. و تاريخ ابن الأثير: 3/293.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎