إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قراءة في آية إكمال الدين – الحلقة الثالثة ( القسم الأول )

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    قراءة في آية إكمال الدين – الحلقة الثالثة ( القسم الأول )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    الطريق الثاني : تفسير الآية في ضوء الروايات الشريفة
    إنّ الأحاديث والروايات الشريفة الواردة في شأن نزول هذه الآية الشريفة كثيرة، وقد ذكر العلاّمة الأميني في كتابه القيّم الغدير هذه الروايات مع الأبحاث المتعلّقة بها بصورة واسعة، فقد أورد حديث الغدير في هذا الكتاب من مائة وعشرة راوٍ من أصحاب النبي مضافاً إلى ذلك فقد نقله من ثمانين شخصاً من التابعين،
    وقد ذكر العلاّمة الخبير الأحاديث المتعلّقة بهذه الحادثة التاريخية من ثلاث مئة وستين من المصادر الروائية والتاريخية لدى المسلمين وبعضها من مصادر أهل السنّة والبعض الآخر من مصادر الشيعة، ولكنّ الملاحظة المهمة هنا هي أنّ جميع هذه الروايات التي تتحدّث عن واقعة الغدير العظيمة لا ترتبط ببحثنا هذا بل الروايات التي تتحدّث عن نزول هذه الآية الشريفة هي التي ترتبط ببحثنا، ولحسن الحظّ أنّ عدد هذه الروايات ليس بالقليل فقد ذكر المحقّق العلاّمة الأميني في كتابه المذكور ستة عشر رواية في هذا المجال، ونحن نشير إلى بعضها فيما يلي :
    1 ـ ما أورده السيوطي وهو من علماء أهل السنّة وكان يعيش في مصر ويعدّ من كبار علماء أهل السنّة، فقد ذكر هذه الرواية في كتابه :
    «يقول أبو سعيد الخدري: لَمَّا نَصَبَ رَسُولُ اللهِ (ص) عَلِيّاً (ع) يَوْمَ غَديرِ خُمٍّ فَنادَى لَهُ بِالوِلاَيَةِ، هَبَطَ جَبْرَئيلُ بِهذِهِ الآيَةِاَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾.
    وطبقاً لهذه الرواية الواردة في كتب أهل السنّة يكون المراد من كلمة اليومفي الآية الشريفة هو يوم الغدير، والآية مورد البحث تتحدّث عن ولاية وخلافة أميرالمؤمنين (ع).
    2 ـ وقد أورد هذا العالم السنّي رواية اُخرى عن أبي هريرة الراوي المقبول لدى أهل السنّة. «يقول أبو هريرة: لَمّا كان يَوْمَ غَديرِ خُمٍّ وَهُوَ يَوْمُ ثَماني عَشَرَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ، قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، فَاَنْزَلَ اللهُاَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).
    وهذه الرواية أيضاً تدلّ بوضوح على المطلوب.
    .3 ـ وروى الخطيب البغدادي وهو أحد علماء أهل السنّة في القرن الخامس الهجري في كتابه المعروف تاريخ بغدادنقلاً عن أبي هريرة حيث قال: قَالَ رَسُولُ الله (ص) مَنْ صامَ يَوْمَ ثَمانَ عَشَرَةَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ كُتِبَ لَهُ صِيامُ سِتّينَ شَهْراً وَهُوَ يَوْمُ غَديرِ خُمٍّ لَمّا أَخَذَ النَّبِيُّ (ص)بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أبَى طالِب فَقَالَ:أَلَسْتُ وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا : بَلى يا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَولاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ خَطّاب: بَخٍّ بَخٍّ لَكَ يَابْنَ أَبي طالِب أَصْبَحْتَ مَوْلايَ وَمَوْلاي كُلِّ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَة، فَأنْزَلَ اللهُ ﴿الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾.
    4 ـ وذكر أبوحافظ النعيم الاصفهاني في كتابه «مانزل من القرآن في عليّ» عن الصحابي المعروف أبي سعيد الخدري أنّ النبي الأكرم نصب في يوم غدير خم علي بن أبي طالب وصياً وخليفة له وقبل أن يتفرّق الناس في غدير خم نزلت الآية الشريفة(اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)،وهنا قال: اَللهُ أَكْبَرُ عَلى اِكْمالِ الدّينِ واِتْمامِ النّعْمَةِ وَرِضَى الرَّبِّ بِرِسالَتي وَبِالْوِلايَةِ لِعَلِيٍّ مِنْ بَعْدي، ثُمَّ قال : مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعِليٌّ مَوْلاهُ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عادَاهُ وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
    والنتيجة هي أن الروايات التي وردت في هذا المجال توحي بصورة جليّة أنّ آية إكمال الدين نزلت في واقعة الغدير وتدلّ بوضوح على إمامة وخلافة الإمام عليّ (ع).
    كلام الآلوسي العجيب:
    وعلى رغم القرائن والشواهد البيّنة في هذه الآية الشريفة التي سبق ذكرها والروايات المتعددة الواردة في مصادر الشيعة والسنّة فإنّ بعض المحدّثين وبسبب التعصّب والعناد قد فسّروا الآية الشريفة وفقاً لميولهم النفسانية وخرجوا عن منهج البحث المنطقي، ومن هؤلاء الآلوسي المفسّر السنّي المعروف كاتب تفسير روح المعانيفقد ذكر في تفسير الآية (67) من سورة المائدة عن واقعة الغدير وقال: فقد اعتنى بحديث الغدير أبوجعفر بن جرير الطبري فجمع فيه مجلدين أورد فيهما سائر طرقه وألفاظه وصاغ الغث والسمين والصحيح والسقيم على ما جرت به عادة الكثير من المحدّثين، فإنهم يوردون ما وقع لهم في الباب من غير تمييز بين الصحيح والضعيف، وكذلك الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة (ولكننا نقبل من الأحاديث التي ذكرها إلاّ ما كان لا يتحدث عن خلافة علي)روح المعاني : ج 6، ص 195..
    وهذا الكلام يثير العجب والحيرة لدى كلّ إنسان منصف.
    فهل يمكننا الإعراض عن كتاب بأجمعه بسبب وجود بعض الأحاديث الضعيفة وغير معتبرة فيه ؟
    ألا توجد روايات ضعيفة وأحاديث غير معتبرة في المصادر الحديثية لأهل السنّة ؟
    هل يصحّ أن ترفض جميع هذه المصادر بهذه الذريعة الواهية ؟
    الإنصاف أن هذا الكلام هو كلام مضحك ولكن ما هو أسوأ منه هو كلامه عن روايات ابن عساكر الذي يحكي عن منتهى العناد والتعصّب والعداوة مع الحقّ والحقيقة وأهل البيت (عليهم السلام)، ففي أيّ مكان من العالم يقول أحد الأشخاص : إنني أقبل فقط كلّ ما يتفق مع ميولي وهوى نفسي ولا أقبل ما يخالف ذلك ؟
    هل يقبل هذا الكلام من الإنسان العادي فكيف يقبل من عالم كبير مثل الآلوسي ؟

    صحيفة الصراط المستقيم



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎