إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

السر الثالث : رواية في حلقات تتحدث عن مولانا صاحب العصر والزمان (ع) الحلقة 4

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابو ابراهيم
    عضو جديد
    • 29-10-2011
    • 8

    السر الثالث : رواية في حلقات تتحدث عن مولانا صاحب العصر والزمان (ع) الحلقة 4

    السر الثالث ح4 : حسين كاظم الزاملي
    رواية : تتحدث عن الرجل الموعود والذي سيأتي قبل فوات الأوان ليعيد للإنسان كرامته

    السلام على بقية الله في أرضه وحجته على عباده صاحب العصر والزمان

    الفصـل السادس

    كان بيت العجوز سايمسيوس قريبا من قبر مارسل سيمون ، كان بيته متواضع جدا ، دخل الملك بعدما خرج ولده الكبير وأذن لهما بالدخول ، لم يكن ذلك الشاب قد شاهد الملك من قبل ، إلا أن لديه ذوق وحكمة مما جعله يحسن التصرف ، كان سايمسيوس كبير السن وكان قد التقى بالملك اوقيدمو عدة مرات سواء كان ذلك في حياة أبيه أو في عهده ، نهض ما إن وقع نظره على الملك ، عانقه سايمسيوس بحرارة وقبله أكثر من مرة ، جلس الملك في جنبه ، إصفر وجه سايمسيوس ، هو يعلم أن القرية تقع على طريق الصومعة والصومعة تعني الكثير لمن هم في حجم سايمسيوس ، كان يدرك العجوز أن الملك اوقيدمو هو الملك الأخير من السلالة الطيبة الحاكمة وربما ذهبت أفكاره التحليلية من أن الملك اوقيدمو ربما سيتجه للصومعة وهذا يعني بداية عهد جديد ، قال العجوز.
    ـ سيدي أخشى أن تكون قد توجهت للصومعة ؟.
    تبسم الملك ، قال.
    ـ نعم هي الصومعة يا سايمسيوس .
    ـ إذا أقترب الزمان سيدي؟.
    ـ جئت أودعك سايمسيوس .
    أردف الملك " لا أدري ما يصنع بي ولكن أظن أن الوقت قد حان " .
    بكى سايمسيوس ، أجهش بالبكاء قال وهو يبكي.
    ـ إلى أين تتجه الناس من بعدك سيدي ؟، واضيعتاه.
    حدثه الملك ، أوصاه بالناس خيرا ، أعطاه بعض الأكياس الذهبية ، قال له " من رأيته محتاجا أدفع له " ، بقى عنده ساعة تحدث معه الملك عن أشياء كثيرة وهناك من يقول أن الملك حدد له خريطة المستقبل البعيد وكشف له عن أغوارها ولم يشاهد سايمسيوس بعد ذلك مبتسما ولم يتحدث عن تلك الأمور بصورة معلنة ولكن من الإنصاف القول أنه كان على إطلاع ببعض الأمور ذات الأهمية المستقبلية فقد نقل عنه أنه قال ستكون هنا جمعة يذهب بها معظم شباب القرية وتعلق رؤوسهم على الأشجار وتحدث أيضا ذات يوم عن طريقة قتله ، ويبدوا أن التسريبات تلك كانت ثمرة ذلك اللقاء ، نهض الملك اوقيدمو متوجها لصومعة الرب بعدما عانق المبلغ سايمسيوس للحظات.
    الفصـل السابع

    حينما وصل الملك اوقيدمو إلى جبل الرمان وهو جبل متوسط الارتفاع يقع في سلسلة جبال القديس موريان كانت الشمس قد مالت إلى العصر قليلا ، هذا الجبل يسمى أيضا بجبل القديسين حيث صومعة الرب في وسطه تقريبا وهو جبل وعر تنتشر فيه نباتات ليانا والقيصوم وخاصة عند مدخل الصومعة وكان عليه أن يترك العربة في السفح عند أشجار الصندل وأشجار البلسم والبلوط والبتولا الكثيفة جدا، كما ترك الشاب كامادي يمسك مقبض سيفه ويراقب الطريق بينما راح العجوز تومالين يساير الملك وهو يشق طريقه بصعوبة بالغة نحو الصومعة والتي كانت عبارة عن كهف واسع ، حينما ترجل الملك من العربة ونظر إلى أعالي الجبل وهم بالصعود قال لتومالين " دع سائق العربة يتوارى خلف الأشجار ودع كامادي يراقب الطريق ريثما ننهي عملنا وأنت تعال معي" كانت الصخور ملساء جدا وحادة الأطراف وتتفاوت ألوانها بين الأبيض والأصفر الباهت إلا أن معظمها يميل إلى الاحمرار ، تعثر تومالين فأصيبت قدمه بجراح وراح الدم يسيل على الصخور ،قال الملك.
    ـ بهدوء سيد تومالين.
    ـ نعم سيدي ، هذا شرف لي أتمنى أن اقطع في حبكم إربا إربا.
    ـ وفقك الله يا تومالين ، لقد كنت نعم الأخ .
    ـ سيدي قبل أن تصل إلى الصومعة هناك في نفسي شيء أحب أن أقوله .
    تبسم الملك، قال.
    ـ قل ، فإن كنا لا نسمعك فمن نسمع .
    ما زال تومالين والملك اوقيدمو يصارعان مرارة الصعود وقد ابتعدا كثيرا عن السفح قال تومالين.
    ـ سيدي إذا ما أدركت مرادك اذكرني في الدعاء ، إنني أخشى من التيه بعدك وأن مجيئك إلى هنا أرقني وزاد من تفكري ، فمنذ قولك لي تهيئ فلا بد أن نذهب إلى الصومعة لقد دعيت وعلي أن أجيب منذ ذلك الوقت لم يغمض لي جفن ولا هدأ لي بال خوفا من عواقب الأمور فأنا ادري إنك يا سيدي لا عقب لك حتى الآن وان الأمور بدأت تصعب وها أنت تمضي إلى الصومعة وبينك وبينها أمتارا ، وأنا اعرف ما تعني هذه الصومعة فلقد جئت مع أبيك إلى هنا، وحينما خرج لم يخبرني أي شيء ، لقد بقى نصف نهار ثم خرج مهموما حزينا ولم يتكلم حتى بلغنا القصر إلا انه حينما وصل إلى القصر وترجل من العربة قال لي أردت يا تومالين أن تستفهم حول ما جرى هناك ، إن الأمر اكبر من تحملكم لذا كتمته عنك ففهم يرحمك الله ، سيدي لا ادري ما يخفي القدر لك ولهذه الأمة المرحومة بك وقد بلغني قولك للسيدة آنيتا وللسيد سايمسيوس وقبل ذلك قولك لي مرارا كيف بك إذا فقدتني ولم تدري أي واد سلكت ورأيت هذا الأمر بيد المخنثين والبغايا ولا رادع ولا مانع لكم منهم وتهربون من ذكري هروبكم من النار المتقدة ، وكيف بكم إذا جاء من يسخر منكم لأنكم تنتظرون رجوعي إليكم ، كل ذلك يا سيدي جعلني أحب أن أسألك إلى أين تتجه الأمور.
    قال الملك بعد لحظات من الصمت والاستراحة على طرف صخرة كبيرة داكنة اللون.
    ـ يا تومالين حينما خلق الله أبينا ادم وأمر ملائكته أن يسجدوا له وامتنع إبليس قائلا أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وكان عاقبة ذلك أن طرده الله من جنته فقال دعني أعيش إلى يوم يبعثون فقال له الله سأدعك تعيش إلى يوم الوقت المعلوم ففرح إبليس وظن انه تمكن من الله ولكنه جهل أن الله لم يقصد بالوقت المعلوم هو يوم البعث والنشور انه يوم أخر وهو اليوم الذي تحكم في إرادة الرب على كل شيء ، لقد قال لي أبي إنني المدخر والمنتظر لأقامت الأمت والعوج وسأغيب عن الناس ثم يقتل كل من يسمعونه يقول باسمي ، لذا جئت إلى الصومعة ، في الصومعة سأتعرف على أشياء كثيرة ومهمة جدا ، إن إحساسي يقول إن الأمور بدأت تتجه إلى ذلك اليوم ، هل تدري ما هو سيد تومالين .
    ـ سيدي سمعت أبيك يوما يقول على نفس هذا الحديث انه لابد من بقية منكم يكون في يوم تحكم فيه إرادة الرب كل الأرض ولا يبقى شيء على الأرض إلا ويدين لله بالعبودية المطلقة.
    قال الملك.
    ـ نعم انه اليوم الذي تكون فيه مملكة الرب على هذه الأرض إنه يوم الاستخلاف العظيم ، به يحكم الفقراء والمساكين ويرثون ملكوت الله ، إن الأمور بدأت تتجه إلى ذلك اليوم سيد تومالين.
    صمت الملك قليلا ، قال .
    ـ هل بقى لديك ماء؟.
    ـ نعم سيدي تفضل.
    قال الملك .
    ـ بقى أمامنا خطوات حتى نصل.
    قال ذلك بعد أن شرب قليلا من الماء.
    قال تومالين.
    ـ نعم سيدي هي هناك.
    قال الملك" صومعة الرب كم أنا مشتاق إليها ".
    الفصـل الثامن

    الصومعة ، أو صومعة الرب على حد تسميات السلالة الحاكمة أنشئت منذ زمن الرسالات الأولى ، هناك اعتقاد تقليدي لدى معظم الناس إن مكان الصومعة لا يعرف به احد وهي عندهم مثل عين الحياة التي يخرج منها ماء الحياة ومن يشربه يبقى خالدا لا يموت أبدا ، هي عبارة عن كهف كبير جدا ، تحيطه من أعلاه نباتات ليانا والقيصوم الكثيفة وبابه صغير بشكل ملحوظ ، أغلق بصخرة بيضاء بحيث انك إذا سرت بقربه واسترحت على هذه الصخرة لم تعرف إن ورائها تماما يقع كهف الإلهيين والذي دخل إليه كل أصحاب الرسالات السماوية ليعرفوا من الرب مجريات الأمور الخطيرة منها وليس كل الأمور ، هنا مثلا ذات يوم قال الملاك لنوح النبي " لقد مر عليك وأنت معهم تسعة قرون ونصف قرن ، إنه زمن طويل جدا إلا إنهم لم يعبدوا الله وتفانوا في عبادة سواعا ويغوث ويعوق ونسرا لقد انتظرنا حتى يبلغ أخر صبيانهم حدا يعقل فيه الأمور ويختار ، لأنه لا ينبغي أن يعذب الصغير بذنب الكبير قلنا لك اذهب إليهم فلما ذهبت سخروا منك وكفروا كآبائهم وطلبت منا أن نمهلهم بعض الأيام وفعلنا ذلك وها نحن نقول لك إنهم لن يؤمنوا بك وعليك أن تصنع السفينة التي تحمل بها من آمن بك فقط ، ستصنعها ونحن نراقبك وأحمل بها من كل ما يتنفس الهواء زوجين اثنين واترك امرأتك لأنها معهم وسيصيبها ما أصابهم ، إن الأرض ستغرق وسوف لن يكون هناك شيء يرى أبدا إلا سفينتك ومكان بيت الرب ، حتى إن الجبال العظيمة سيرتفع فوقها الماء كثيرا " وهنا أيضا قال الملاك للنبي لوط "إن أهل سدوم وعامور وصنما وداروما حانت نهايتهم إن موعدهم الصبح اخرج مع اهلك إلى الجبل البعيد واترك امرأتك معهم ولا تنظر إلى الخلف لأنه سيكون عذابا مخيفا" يقولون إن سيد الملائكة هو الذي اختار هذا المكان بأمر من الرب وذلك قبل الطوفان العظيم بخمسين عام ، حينما تقف في منتصف الجبل وتنظر إلى جهة الشرق سترى وادي كبير جدا تغطيه الخضرة في معظم أوقات السنة وهناك من يسميه بوادي النمل ، بل إن معظم الناس تسميه بذلك الاسم ، هم يدعون إن النبي سليمان حينما كلم النملة إنما كلمها في هذا الوادي .

    الفصـل التاسع

    حرك الملك اوقيدمو الصخرة بعد أن أشعل تومالين السراج ووضعه على جانبه الأيمن ، أراد أن يعينه تومالين إلا أن الملك قال له .
    ـ عليك أن تنتظر هناك سيد تومالين صلي من أجلي ، لا ينبغي لك أن تحرك هذه الصخرة معي لأنك لو وضعت يدك عليها سوف لن تتحرك أبدا .
    قال العجوز.
    ـ نعم سيدي اعرف ذلك لكنني أحببت أن تمنعني أنت لا امتنع من ذاتي .
    حينها ذهب السيد تومالين إلى الجهة الأخرى ينظر إلى الوادي حيث يمكن لك أن تلمح عبر الأفق البعيد بعض الرعاة ينتشرون في الوادي من جهة الشرق وهي الجهة الوحيدة التي يمكن أن يرى من خلالها الأفق البعيد إذ أن أسفل الجبل تغطي معظمه غابات الصنوبر وبعض الأشجار الكثيفة ، جلس السيد تومالين مبتعدا عن باب الكهف على نحو الثلاثين متر بينما دخل الملك اوقيدمو إلى الكهف وقد ارجع الصخرة ، هب نسيم عذب ما إن دخل الملك إلى الكهف ، كان نسيم مختلف تماما شعر به العجوز تومالين كان يحمل نكهة التفاح ، نهض العجوز ابتهاجا بروعة ذلك النسيم ، راح ينظر إلى الكهف حيث أغلقت الباب ، حينما تكون في الكهف وهذا ضرب من المستحيل سترى أن الكهف يبدأ بعد المدخل الصغير جدا بستة أمتار عرضا ثم يتسع كلما توغلت فيه حتى يصل إلى الباحة الكبيرة حيث الساحة تصل إلى الخمسين متر عرضا وهي في الطرف الأخير من الكهف الذي يبلغ طوله مئتي متر ، هذه الباحة مدرجة بشكل دائري إلى الأعلى وبشكل هندسي رائع هذا التدرج يأخذك إلى المكان المقدس الذي يكون مساحته عشرون متر تقريبا وهو مفروش بقش الحنطة ، هذا الفراش هكذا هو منذ القديم ولم يتغير بل لم يتأثر بعوامل الزمان والمكان وكأنه فرش توا ، أما التجويف الأعلى للكهف فيرتفع بأشكال وارتفاعات مختلفة إلا إنه يمكن القول إن أعلى نقطة هي تلك التي تقابل المكان المقدس وتكون على شكل مخروطي وتمتد إلى مئة متر في أعلى الجبل ، سار الملك اوقيدمو عبر منحنيات الكهف ، الطريق الوحيد يأخذك حيث ينبغي أن تكون ، كان يرى عبر السراج الذي حمله بيده اليمنى بعض الكتابات التي كتبت على جدران الكهف حيث الصخر الأبيض والأصفر وهو السمة الطاغية على ألوانه ، قرأها وهو يسير ، كانت تتحدث عن الشخصيات التي زارت هذا المكان ، حينما وصل إلى الباحة ، رأى على الجانب الأيسر مكانا مخصصا لوضع السراج ، وضع السراج وراح يصعد ، كان يفتقد الضوء كلما صعد ، كان عرض المرقاة الواحدة نصف متر ، حينما وصل كان قد اجتاز أربعين مرقاة ، جلس الملك اوقيدمو على القش بعد أن أدار وجهه يمينا وشمالا ، نظر إلى الأعلى كان انعكاس الضوء يصل إلى الأعلى ، سجد الملك قال بصوت مرتفع قليلا .
    ـ إلهي ذلت لعظمتك الأرباب ، وتاهت عند تأمل عزيز سلطانك أولوا الألباب وقصدك السائلون لعلمهم بأنك جواد وهاب ، فقصدتك يا إلهي لمعرفتي بأنك تجيب الداعين ، وتسمع سؤال السائلين ، وتقبل ببرك ومعروفك على التائبين ، فقبضت إليك كفا هي من عقابك خائفة وبما جنت من الخطايا عارفة ، وشخصت إليك بعين هي من هيبتك ذارفة ، ودعوتك بلسان نغماته لشكرك واصفة ، وأذللت بين يديك نفسا لم تزل على المعاصي عاكفة ، فيا من يعلم سريرتي ، ارحم ضعفي ومسكنتي ، وتغمدني بعفوك وسترك في دنياي وآخرتي ، ولا تكلني إلى سواك فأنت رجائي وأملى . يا عدتي عند الشدائد ، يا من لا يضجره سائل سأل ، ولا يثقل عليه ملح بالدعاء مبتهل ، بابك للطارقين مفتوح ، وبرك للمنيبين ممنوح ، فأنت مشكور ممدوح ، أللهم إنك قلت وقولك الحق " ادعوني أستجب لكم " فأسألك باسمك الذي دعاك به آدم صلى الله عليه فأوجبت له الجنة ، وأسألك باسمك الذي دعاك به شيث ابن آدم فجعلته وصي أبيه بعده أن تستجيب دعاءنا وأن ترزقنا إنفاذ كل وصية لأحد عندنا ، وأن نقدم وصيتنا أمامنا ، وأسألك باسمك الذي دعاك به إدريس فرفعته مكانا عليا أن ترفعنا إلى أحب البقاع إليك ، وتمن علينا بمرضاتك ، و تدخلنا الجنة برحمتك ، وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح فنجيته من الغرق ، و أهلكت القوم الظالمين أن تنجينا مما نحن فيه من البلاء وأسألك ...."
    حينما أنهى الملك اوقيدمو دعائه سمع صوتا يشبه صوت الريح ، أحس ثمة ضوء اجتاح المكان ، رفع رأسه كان الضوء في كل مكان ، كأنه شمس الصباح ، ثمة رجال يقفون هناك ، كانوا يرتدون ملابس ضبابية اللون ، كانوا ثلاثة كلهم على هيئة الشباب وجوههم جميلة ومميزة وتحيطهم هالة من نور ، تقدم احدهم وبقى الآخران ولم يتقدما خطوة واحدة ، ما زال الملك اوقيدمو جالسا إلا انه نهض ما إن رأى ذلك الشاب يقترب إليه ، راح ينظر إلى ذلك النور الذي أضاء الكهف كله ، كان يبحث عن مصدره ، وقف الشاب الذي تقدم على مقربة من الملك قال.
    ـ سلام عليك سيدي ، نحن رسل ربك فلا يصلوا إليك بسوء ، أنا من كلمك في المنام.
    ـ وعليك السلام رسل الرب .
    قال الملاك .
    ـ جئنا نحدد لك الطريق القادم ، يقول لك الرب لقد أجبت دعوتي ولم تظلم سنسمع منك وهكذا نصنع بكل من يساوي بين الرعية ولا يظلم.
    قال اوقيدمو .
    ـ إلهي وسيدي وملاي دلني على الطريق ، لأنك أنت النور الذي يقهر ظلمات النفس والشيطان.
    قال الملاك.
    ـ سيدي ولهذا أرسلنا إليك الرب .
    قال الملك اوقيدمو.
    ـ سأصغي لكم.
    قال الملاك.
    ـ إن أمر مملكتك سينتهي يوم الاثنين في اليوم العاشر من العام الجديد ، لطالما كان هذا اليوم حزينا عند الرب لقد قتل فيه يحي وقطع رأسه وأهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل وقتل فيه جدك ، وسينتقم فيه الرب من أولائك الذين انتهكوا حرمته .
    قال اوقيدمو بلغة حزينة وبعد لحظات من الصمت.
    ـ تسليما بقضائك ربي ، هذا يعني أمامنا اثنان وعشرون يوم فقط .
    صمت ، أردف بصوت شجي .
    ـ والناس ماذا سيصنع بهم ؟.
    قال الملاك.
    ـ من صنفوه على حبكم سيقتل ويشرد وينكل به وتهدى رؤوسهم من حكومة إلى أخرى.
    قال اوقيدمو.
    ـ هل يمكن أن نصنع لهم شيء؟.
    قال الملاك.
    ـ سيعذبون وينكل بهم وبشكل لم يسبق له مثيل لا تبديل لأمر الله .
    صمت الملاك وكذلك الملك اوقيدمو ، راحت قطرات من الدمع تنساب من عيني ثم تنحدر على لحيته السوداء وهناك قليل من الشيب المتناثر هنا وهناك، كان يفكر في تلك آلاف الآلاف التي تحبه وتعشق آبائه ، قال الملك بعد ذلك الصمت.
    ـ إني حزين يا أخي على شعبي ومتألم جدا .
    قال الملاك بعد أن صمت دقائق" يقول لك الرب وعزتي وجلالي لأظهرن بك ديني ولأعلين بك كلمتي ولأطهرن الأرض بك من أعدائي ولأملكنك مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن لك الرياح ولأذللن لك السحاب الصعاب ولأرقينك في الأسباب ولأنصرنك بجندي ولأمدنك بملائكتي حتى تعلن دعوتي وتجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكك ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة " قال الملك اوقيدمو وهو ساجد "ـ إلهي تسليما بقضائك ولا اعتراض على حكمك ،اللهم أرزقنا حكمتك وألهمنا الصبر وثبت أقدامنا وانصرنا ولا تتركنا طرفة عين ".
    يتبع إن شاء الله
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎