إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جزاء الصابرات – الجزء الثاني

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    جزاء الصابرات – الجزء الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    ((والتي احصنت فرجها فنفخنا فيهامن روحنا وجعلنا ها وابنها ايه للعالمين )) سورة الأنبياء ايه 91
    مريم بنت عمران :
    ان لهذه القصة شأنا عظيما و تحديا صعبا لهذه السيدة حيث نجد ان في هذه القصة العظيمة عدة امور منها :
    ايمانها القوي الذي قادها الى التسليم المطلق لامر الله سبحانه و تعالى و صبرها على الاذى من قبل الكهنة منذ صغرها و التجائها الى الله والتزامها بامر الله حتى وان كان ذلك الامر مخالف لاهوائها،
    كابتعادها عن امها و عينها في المعبد و كانت تعيش بعيدة عن قرابتها و كان انيسها الله وحده في مكانها الذي تسكن فيه و هذا جعلها نموذج يستحذى به للسائرات على طريق الحق فكان صراعها مع علماء السوء في ذلك الزمان المتمثلين بالكهنة و هذا كان اكثر الامور حساسية بالنسبة لها كأنثى و التي كانت تعتبر نفسها امام قومها رائدة الطهر و العفة و التي نشأت و ترعرعت في المعبد و عاشت بين العلماء ( الكهنة ) و هذا لم يؤثر في نفسها شيء فلم تهادن على اي صغيرة او كبيرة من الامور التي تحصل من اخطاء و تظليل للمجتمع الخارجي و عندما لبت نداء الله لم تبالي باتهام كبار قومها و قد جاءت اليهم و هي لم تملك وسيلة تدافع بها عن نفسها فكيف لامرأة تأتي قومها بمولود لها ثم تزعم لهم انها لم تقارب اثما و لا علاقة لها مع رجل و تزعم انها لم يمسها بشر و تصر على انها طاهرة وعفيفة بل لا تقبل اي تأويل بل و حتى المرأة المتزوجة في ايامها الاولى بعد الولادة تكون خجلة امام الناس و المقربين منها فكيف اذا كانت تأتي قومها بطفل تحمله من غير اب او زواج معلن و لم يهتز ايمانها لمواجهة الكل فنرى وقوفها بثبات و شدة وعلى يدها المعجزة الالهية و المبشر بولادته وظهوره ذلك النبي الذي ينتظره الجميع في ذلك الزمان لم تخشى ان تقابلهم و تزلزل عروشهم و تكون هي الحاملة لخليفة الله الذي صدع بكلمات الله و عرفهم بنفسه وطهارة امه (قال اني عبد الله اتاني الكتاب و جعلني نبيا. و جعلني مباركا اين ما كنت و اوصاني باصلاة و الزكاة ما دمت حيا . و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا . و السلام علي يوم ولدت ويوم اموت و يوم ابعث حيا.)سورة مريم…
    فكان ذلك الموقف ليس بشيء يسير لو لا تسليمها لامر الله لم تستطع ان تقوم بذلك الدور الرسالي فلم تتراجع و لم تبادر الى اخفاء هذا الطفل و لا الى ابعاده من التبرئة بل قبلت ورضيت و صبرت وتحملت في سبيل الله سبحانه كل التهم فكانت نعم السيدات الصابرات و اثبتت بكل ثقة و جدارة دورها لانها صدقت بكلمات الله و كانت انسانة موحدة في جميع تفاصيل حياتها فلم تستسلم مع انها امرأة و لم تضعف امام الناس وكما نعلم انها لم تواجه الطبقة الضعيفة او قليلة المعرفة بل كان تحديها لعلماء ذلك الزمان و انتصار دين الله على يد صاحبة المبدأ و المسلمة لامر الله ، ان من كان الله حسبه فسيكفيه وحده.
    ( واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفك و طهرك و اصطفك على نساء العالمين ) الاية 42 سورة ال عمران


    ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 32 – السنة الثانية – بتاريخ 1-3-2011 م – 25 ربيع الأول 1432 هـ.ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎