إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

بحوث عن الإمام المهدي وعصر الظهور – الحلقة الخامسة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    بحوث عن الإمام المهدي وعصر الظهور – الحلقة الخامسة

    بسم الله الرحمن الرحیم

    اللهم صل علی محمد وآل محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما

    السفياني:

    وردت شخصية السفياني في الروايات بدون الاشارة الى التسلسل الزمني للاحداث بل ان وردت شخصية السفياني ضمن تسلسل زمني معين للاحداث نراها تناقض روايات اخرى لا تعطي نفس ذلك التسلسل كما سيتضح مما لا يتيح فهم كون حركته تابعة لشخص واحد، ولذلك فان اعتبار السفياني شخصا واحدا امر مستحيل لعدة امور وردت في الروايات وهذه بعض جهات الاختلاف التي تؤكد ذلك:



    1- تقديم و التأخير عن الظهور المقدس:

    اصبح من المسلمات إن السفياني علامه للظهور وان ذلك قطعي لالبس فيه فهو يسبق ظهور الامام (ع) بل هو من العلامات الحتمية الخمس التي تسبق الامام (ع) فكيف نفسر الروايات التي تذكرتقدم ظهور الامام (ع)على السفياني ومن هذه الروايات.

    عن أمير المؤمنين: (المهدي اقبل جمد بخده خال يكون مبدأه من قبل المشرق واذا كان ذلك خرج السفياني). بشارة الاسلام ص160.

    عن علي ابن الحسين (ع): (فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك). بشارة الاسلام ص122.

    مما يدل على ان المهدي المقصود في هذه الروايات هو ليس الامام المهدي (ع) لتناقض النتيجة المتحصلة من هذه الروايات مع النتيجة المتحصلة من روايات العلامات الحتمية التي تجعل السفياني سابقاً للمهدي وعلامة له لا لاحقاً له فأذا سلمنا بأن المهدي الاول هو المقصود بروايات استباق المهدي على السفياني فليس غريباً ان يزامنه السفياني فيكون قتالهما يحمل المعنيين اذ ان المهدي الاول (اليماني) سيكون ممثلا للامام المهدي (ع) فمن حارب المهدي الاول سيكون محارباً ومعادياً للامام المهدي (ع) بالنتيجة فتصدق الروايات جميعاً و لايكون هنالك تعارض في المعنى.

    عن ابو عبد الله (ع) (إنّا وآل ابي سفيان اهل بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله وقالوا كذب الله قاتل ابو سفيان رسول الله (ص) وقاتل معاوية امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (ع) والسفياني يقاتل القائم (ع) ) بحار الانوار ج33 ص165

    2- مدة حكم السفياني:

    ورد الاختلاف في مدة حكمه فهي مرة ثمانية اشهر وتسعة ومرة اثناعشر شهراً مما يرجح تعدد السفيانيين تبعاً لذلك:

    عن أبي جعفر (ع): (كم تعدون بقاء السفياني فيكم؟ قال فقلت حمل امرأة تسعة اشهر قال ما اعلمكم يا أهل الكوفة). بشارة الإسلام ص137.

    وعن ابي عبد الله (ع) (ان السفياني يملك بعد ظهوره الكور الخمسة حمل امرأة ثم قال استغفر الله حمل جمل وهو من الأمر المحتوم لابد منه (حمل جمل اثناعشر شهراً) بشارة الاسلام ص173.

    عن ابا عبد الله(ع): عندما سئل عن السفياني اجاب (ع): (اذا ملك كور الشام الخمس:دمشق وحمص وفلسطين و الاردن وقنسرين فتوقعوا الفرج. قلت يملك تسعة اشهر؟ قال (ع) لا ولكن يملك ثمانية اشهر لايزيد يوماً..)الموسوعةللسيدالصدرج3 ص160) 3- بيعة السفياني ومكانه:

    تذكر اغلب الروايات انه يبايع من قبل اهل الشام فلا يكون له هم الا التوجه الى العراق وتذكر الروايات انه يستبيح الكوفة ويقتل مقتلا ً عظيماً.

    عن الامام الباقر (ع): (ثم لايكون له همة الا الاقبال نحو العراق يمد جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها…ويبعث السفياني جيشاًالى الكوفة وعدتهم (70) الف فيصيبون من اهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً…) غيبة النعماني ص180.

    بينما تذكر غير تلك الروايات كلام آخر تماماً مثل بيعة اهل الكوفة له وأنه قائد فيهم.

    عن علي بن الحسين (ع) يقتل القائم (ع) من اهل المدينة حتى ينتهي الى الاجفر وتصيبهم مجاعة شديدة، قال فيصبحون وقد نبتت لهم غره يأكلون منها… ثم يسير حتى ينتهي الى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني…) بشارة الاسلام ص 334.

    عن ابي عبد الله (ع): (يقدم القائم حتى يأتي النجف فيخرج اليه جيش السفياني واصحابه والناس معه…) بشارة الاسلام ص 335.

    وكلمة الناس هنا تعني عامة الناس من اهل النجف فهم غير جيشه واصحابه..

    عن امير المؤمنين (ع): (… وسلط الله عليهم (والكلام عن العراق) رجلا من اهل السفاح لا يدخل بلداً إلا اهلكه واهلك اهله ((ثم يذكر انه يخرب البصرة وواسط وبغداد)) ثم يخرج هو والذي ادخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما…. ويدخل جيش السفياني الكوفة فلا يدعون احداً إلا قتلوه…) بشارة الاسلام ص 83.

    والواضح من الرواية ان السفياني منع ان ينبش قبر امير المؤمنين (ع) وقاتل وانتصر من اجل ذلك.. وهذا منافي لهدف السفياني وبغضه لأمير المؤمنين (ع) واتباعه.. فأي سفياني هذا؟.. ثم ان السفياني اذا دخل العراق استولى على السلطة في كل العراق وهذا السفياني سلطته كما هو واضح اقليمية محدودة بالنجف بدليل ان المدعو من اهل السفاح اسقط مناطق شاسعة من جنوب العراق حتى يصل بغداد ثم يتوجه الى النجف فيقاتله جيش السفياني ويغلبه بينما تقرأ في رواية اخرى ان السفياني يدخل مصر ويستبيح اهلها وهو ما ينافي خط سير سفياني الشام الذي يبدأ من الشام ويتوجه الى الكوفة ويكون مقتله هناك.

    عن حذيفة (اذا دخل السفياني ارض مصر اقام فيها اربعة اشهر يقتل ويسبي اهلها…) الملاحم والفتن لابن طاووس ص 50.

    4- جهة انتساب السفياني:

    تراه ينتسب في رواية الى اهل البيت (ع) أي انه سيد.عن ابي جعفر (ع): (اذا بلغ السفياني ان القائم قد توجه اليه من ناحية الكوفة فيتجرد بخيله حتى يلقى القائم فيخرج فيقول اخرجوا لي ابن عمي...) بشارة الاسلام ص 335.

    عن بشر بن غالب: (يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب) بشارة الاسلام ص 161.

    وعن عمار بن ياسر (ورجل من بيت ابو سفيان يخرج من كلب) الموسوعة للسيد الصدر ج3 ص 162.

    عن علي بن الحسين (ع): (السفياني من ولد عتبة بن ابي سفيان) بحار الانوار ج 52 ص212.

    وهذا التعدد في الانتساب يوجب التناقض اذا كان اعتبار السفياني شخصا واحدا ولا يحل هذا التناقض الا بتعدد السفيانيين.

    5- مقتل السفياني:

    تذكر بعض الروايات مقتل السفياني مع جيشه في المدينة اثناء الخسف..

    عن امير المؤمنين (ع): (اذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة اشهر يخرج بالشام فينقاد له اهل الشام… ويأتي المدينة بجيش جرار حتى اذا انتهى الى بيداء المدينة خسف الله به…) الموسوعة ج3 ص 161.

    بينما تذكر بعض الروايات انه يقتل في الشام..

    في كلام للمفضل مع الامام الصادق (ع) قال المفضل: ثم ماذا يفعل المهدي سيدي؟ فقال (ع): يثور سرايا على السفياني الى دمشق فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة…) الرجعة للاسترآبادي ص 100

    بينما تذكر طائفة من الروايات مقتله في الكوفة وبيد الامام (ع).

    عن أبو جعفر (ع): (ثم يدخل(يقصد القائم (ع)) الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها…ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذا الطاغية فيدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) فيعطيه السفياني من البيعة سلماً فيقول له كلب وهم أخواله: ما هذا؟ ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا أبداً فيقول ما أصنع؟ فيقولون استقبله فيستقبله ثم يقول له القائم صلوات الله عليه: خذ حذرك… فيمنحهم الله أكتافهم ويأخذ السفياني أسيرا فينطلق به ويذبحه بيده…) بشارة الإسلام ص 305.

    وفي رواية إن نهايته في الحيرة:

    عن أبي جعفر (ع): (يهزم المهدي (ع) السفياني تحت شجرة أغصانها مدلاة في الحيرة طويلة) بحار الانوار ج52 ص 386.

    وتعدد النهايات التي تذكرها الروايات لشخص السفياني وجيوشة تدل ايضاعلى نفس المطلب أي تعدد السفيانيين.

    6- لون رايته:

    عن أمير المؤمنين (ع): (وخروج السفياني براية حمراء وأميرها رجل من بني كلب) بحار الانوارج52 ص272.

    عن امير المؤمنين (ع): (وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب) بحار الانوار ج53 ص 81

    النتيجة:

    هذا الموجز مما تيسر لنا من الروايات التي سلطت الضوء على إبعاد حركة السفياني وخطة سيره وصفاته وهي تبين بما لايقبل الشك إن المقصود بالسفياني ليس شخص واحد بل هم مجموعة من السفيانيين ولعل ما يقطع الشك باليقين هو ما ورد في الملاحم والفتن لابن طاووس ص50 فيما ذكره نعيم قال حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن ارطأة قال (في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن كل قوم انه ضرب ما يليهم)

    رابعا: الدجـال:-

    نفس الكلام الذي جرى على السفياني يجري على الدجال ففي الروايات ان هناك ثلاثون دجالاً، عن النبي محمد (ص): (سيكون بعدي ثلاثون دجالاً يظهرون عند اقتراب الساعة) الخرايج ص 881.

    والمقام لايتسع للبحث في التفاصيل ولكن الملاحظ والله اعلم ان لفظة الدجال والسفياني عندما تطلق على شخصية بعينها فان ذلك يعني ان سلوك تلك الشخصية قد انتقل إلى الحالة التي يستوجب فيها اطلاق تلك التسمية عليها فكون الفقهاء مثلا غير عاملين شيء ومناصبتهم العداء للإمام (ع) أو من يمثله شيء آخر ينقلهم الى احدى المرتبتين أما اختلاف التسميتين فهذا مما لاداعي للخوض فيه إذا ما علمنا مضمون اللفظين فالدجال بالمعنى العام هو الذي يتصف بالكذب والخديعة وظهار عكس ما يبطن والسفياني هو الذي يتصف بمجاهدته ومناصبته العداء لأهل البيت (ع) ويكون في عدائه الشيء الكثير من الاستعداد للقتل والبطش… وعلى هذا فان أي من أعداء حركة الامام (ع) ممكن ان يتصف بتلك الصفتين على انفراد او ربما اشتراكهما فيه والله اعلم مع العلم ان الموصوف قد يكون لم يحمل ذلك الاستعداد قبل حركة الظهور او حتى اثنائها ويكون معادياً لها اثناء سيرها في المجتمع وتهديدها لبعض مصالحه الدنيوية او قل اظهار بطلانه وزيف هيبته القدسية الزائفة (بسبب ظهور دعوة الحق).

    وعليه فان طرح الروايات لمثل تلك الشخصيات في اثناء سرد علامات الظهور ربما يحمل اكثر من دلالة.. فقد يرد وصف لنفس الشخص في رواية على انه رجل صاحب راية او انه علوي او حسني او خراساني او غيرها بدون الاشارة الى عاقبته، او ما يؤول اليه امره، ثم قد يكون هذا المقصود في الرواية من المحاربين للامام (ع) او من يمثله في مراحل لاحقة فيستوجب وصفه نفسه بصفة اخرى منافية للصفة الاولى اي في رواية اخرى بأنه الدجال او السفياني او المرواني او صاحب رايات المغرب او غيرها، وبهذا يكون هناك تعدد كثير جداً للشخصيات مع احتمال ان تكون بعضها مطابقة للبعض الآخر مع اختلاف المسميات او الكنى.. والله اعلم.

    وكمثال ان من مصاديق الدجال التي اكدتها الروايات دجال ميسان الذي حارب الدعوة بضراوة علماً انه في بداية الأمر كان من أنصارها والدعاة اليها.

    وحركة الدجال الاكبر (ومصداقها امريكا) كما اشار الى ذلك السيد احمد الحسن(ع)، وقد قالت بحقها الروايات ما معناه ان الدجال يدخل من جبل سنام ومعه جبل من طعام وجبل من نار فمن وضع يده في جبل الطعام فقد دخل النار ومن وضع يده في جبل النار فقد دخل الجنة ، وهذا مثال بسيط لتعدد مصاديق الدجال وكما أسلفت فقد ورد في الروايات تعدد الدجالين في ايام الظهور مما يجعل التشخيص صعباً فتكون النتيجة شبهة في تحديد المصداق، وبالتالي تؤثر هذه الشبهة على المعرفة الكلية في الفهم العام لسياق الاحداث لترابطها مع بعضها.




    ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 42 – السنة الثانية – بتاريخ 10/5/2011 م -7 جمادى الثانى 1432 هـ.ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎