إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الوصية والوصي أحمد – الجزء الثاني

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    الوصية والوصي أحمد – الجزء الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    قد تبيّن مما سبق أن الوصية هي الأساس في الخلافة وبها يعرف الحجة بعد الحجة ولا يمكن لأحد أن يدعي الإمامة إذا لم يُنص عليه بوصية عن نبي أو إمام عن الله تعالى.
    وبعد نبي الله آدم استمرت الوصية من وصي إلى وصي حتى وصلت إلى نبي الله نوح (ع) الذي بشّر به آدم (ع) قبل وفاته وذكره باسمه وصفاته في الوصية واستلم الوصية من آدم (ع) ابنه هبة الله (ع) كما سبق ذكره.
    عن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) : إن أول وصي كان على وجه الأرض هبة الله إبن آدم وما من نبي مضى إلا وله وصي وكان جميع الأنبياء مائة ألف نبي وعشرين ألف نبي منهم خمسة أولي العزم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام وإن علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد ووارث علم الأوصياء وعلم من كان قبله أما أن محمداً ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين .. (الحديث) )) إثبات الهداة 1 / 83 .
    وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إن قابيل أتى هبة الله عليه السلام فقال : إن أبي قد أعطاك العلم الذي كان عنده وأنا كنت أكبر منك وأحق به منك ولكن قتلت ابنه فغضب عليَّ فآثرك بذلك العلم عليَّ وإنك والله إن ذكرت شيئاً مما عندك من العلم الذي ورثك أبوك لتتكبر به عليَّ وتفتخر عليَّ لأقتلنك كما قتلت أخاك واستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل ولذلك يسعنا في قومنا التقية لأن لنا في ابن آدم أسوة قال : فحدث هبة الله ولده بالميثاق سراً فجرت والله السنة بالوصية من هبة الله في ولده يتوارثونها عالم بعد عالم فكانوا يفتحون الوصية كل سنة يوماً فيحدثون أن أباهم قد بشرهم بنوح عليه السلام قال : وإن قابيل لما رأى النار التي قبلت قربان هابيل ظن قابيل إن هابيل كان يعبد تلك النار ولم يكن له علم بربه فقال قابيل : لا أعبد النار التي عبدها هابيل ولكن أعبد ناراً واقرب قرباناً لها فبنى بيوت النيران ) بحار الأنوار 11 / 241.
    وكذلك نوح (ع) عندما دنا أجله أمره الله تعالى أن يعيّن وصيه من بعده ويدفع إليه الوصية ومواريث الأنبياء عليهم السلام ويبشّرهم بنبوة نبي الله هود (ع).
    عن أبي عبد الله (ع) قال : ( عاش نوح (ع) خمسمائة سنة بعد الطوفان ثم أتاه جبرائيل فقال : يا نوح قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك فادفعها إلى ابنك سام فاني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويعرف به هداي ويكون نجاة فيما بين مقبض النبي ومبعث النبي الآخر ولم أكن أترك الناس بغير حجة لي وداعٍ إلي وهادٍ إلى سبيلي وعارف بأمري فأني قضيت أن أجعل لكل قوم هادياً أهدي به السعداء ويكون حجة لي على الأشقياء إلى أن قال : وبشّرهم نوح بهودٍ عليهما السلام وأمرهم بأتباعه وأمرهم أن يفتحوا الوصية في كل عام وينظروا فيها ويكون عيداً لهم ) إثبات الهداة 1 / 98 .
    انظر أيها العاقل إلى أهمية الوصية بحيث أوصى بها آدم (ع) أن تفتح كل عام وتقرأ ويكون ذلك اليوم عيداً للمؤمنين وبشر بها بمجيء نبي الله نوح (ع). وكذلك نبي الله نوح (ع) أوصى بها بمثل ما أوصى آدم (ع) وبشر بها بنبوة هود (ع).
    عن أبي عبد الله (ع) قال : ( أوصى موسى عليه السلام إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع إلى ولد هارون .. إلى أن قال : وبشّر موسى ويوشع بالمسيح (ع) فلما أن بعث الله المسيح قال المسيح إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل يجيء بتصديقي وتصديقكم وعذري وعذركم . وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين إنما سمّاهم الله المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب يعلم به كل شئ الذي كان مع الأنبياء .. إلى أن قال : فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد (ص) فلما بعث الله محمدا (ص) أسلم له العقب من المستحفظين وكذّب به بنو إسرائيل (الحديث). إثبات الهداة 1 / 151 ، الكافي 1 / 325 .
    وعن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء إن آدم ( عليه السلام ) سأل الله عز وجل أن يجعل له وصياً صالحاً فأوحى الله عز وجل إليه: أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء. ثم أوحى الله عز وجل إليه : يا آدم أوصِ إلى شيث فأوصى آدم إلى شيث وهو هبة الله بن آدم وأوصى شيث إلى ابنه شبان ( شتبان ) وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا وأوصى شبان إلى مجلث ( محلث) وأوصى مجلث إلى محوق وأوصى محوق إلى غثميشا (عثميشا) وأوصى غثميشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي ( عليه السلام ) وأوصى إدريس إلى ناحور ( ناخور ) ودفعها ناحور إلى نوح النبي ( عليه السلام ) وأوصى نوح إلى سام وأوصى سام إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برعيثاشا ( برعيثاثا ) وأوصى برعيثاشا إلى يافث وأوصى يافث إلى برة وأوصى برة إلـــى جفسيه ( جفيسه ) وأوصى جفسيه إلى عمران ودفعها عمران إلى إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل وأوصى إسماعيل إلى إسحاق وأوصى إسحاق إلى يعقوب وأوصى يعقوب إلى يوسف وأوصى يوسف إلى بثرياء ( يثريا ) وأوصى بثرياء إلى شعيب ( عليه السلام ) ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران ( عليه السلام ) وأوصى موسى بن عمران ( عليه السلام ) إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع بن نون إلى داود ( عليه السلام ) وأوصى داود ( عليه السلام ) إلى سليمان ( عليه السلام ) وأوصى سليمان ( عليه السلام ) إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريا ( عليه السلام ) ودفعها زكريا ( عليه السلام ) إلى عيسى بن مريم ( عليه السلام ) وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر وأوصى منذر إلى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ودفعها إلي بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا شديداً الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار والنار مثوى الكافرين ) – الأمالي- الشيخ الصدوق ص 486.
    وعن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) قال : قضى إليه بالوصية إلى يوشع بن نون وأعلمه أنه لم يبعث نبياً إلا وقد جعل له وصياً وإني باعث نبياً عربياً وجاعل وصيه علياً . قال ابن عباس رضي الله عنه: فمن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يوصِ فقد كذب على الله وجهل نبيه وقد أخبر الله نبيه بما هو كائن إلى يوم القيامة. وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) – تفسير فرات الكوفي- ص 316 .
    وربما يقول قائل: إن بين نبي الله عيسى (ع) وبين محمد (ص) خمسمائة عام فمن الذي سلّم الوصية للرسول محمد (ص) ؟!
    والجواب : إن الذي سلّم الوصية للرسول هو أبو طالب (ع) عم الرسول محمد (ص) الذي كان هو آخر مستحفظ لوصايا الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .
    عن درست بن أبي منصور انه سأل أبا الحسن الأول (ع) (أكان رسول الله (ص) محجوجاً بأبي طالب ؟ قال : لا ولكنه كان مستودعاً للوصايا فدفعها إليه عليه وآله السلام فقلت : ودفع الوصايا إليه على أنه محجوج به ؟ فقال لو كان محجوجاً لما دفع إليه الوصية قلت : فما كان حال أبي طالب ؟ قال : أقر بالنبي (ص) وآمن به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه ) . إثبات الهداة 1 / 152 .


    ( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 30 – السنة الثانية – بتاريخ 15-2-2011 م – 11 ربيع الأول 1432 هـ.ق)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎