إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الغيبة والظهور / الجزء التاسع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    الغيبة والظهور / الجزء التاسع

    بسم الله الرحمان الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    اَلْحَمْدُ للهِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الاِْصْباحِ، دَيّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمينَ، قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ،اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الاَْرْضُ وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما

    اخوتي المؤمنين ... اخواتي المؤمنات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لقد بينا في الجزء السابع والجزء الثامن من سلسلة الغيبة والظهور ماجرى من امر علة غيبة الامام الحجة محمد بن الحسن ع وتأكيد روايات آل البيت الأطهار ع وبداية غيبته الصغرى وماجرى قبلها من احداث مبتدئة بوفاة الامام العسكري ع وادعاء جعفر الامامة وصلاة الامام الحجة محمد بن الحسن ع على ابيه ع ووفود الوفد القمي وبيان كذب ادعاء جعفر للإمامة ومحاولة السلطة في البحث عن الامام الحجة محمد بن الحسن ع في بيت الامام بوشاية عمه وغيبته ع عن اعين الظلمين ومعاناة امه ع من جراء ذلك وصبرها على عدم افشاء السر وتوبة جعفر. وفي هذه الجزء وهو التاسع نستكمل واياكم ماجرى من امر الغيبة الصغرى للامام الحجة محمد بن الحسن ع


    بدأ عصر الغيبة الصغرى ، بوفاة الإمام العسكري عليه السلام ، في الثامن من شهر ربيع الأول عام 260 كما قلنا ، وانتهت بوفاة السفير الرابع أبي الحسن علي بن محمد السمري في النصف من شعبان ، عام 329 . وهي سبعون عاماً حافلة بالأحداث الجسام والتقلبات العظام انتقل فيها عمر التاريخ الإسلامي من عقده الثالث إلى عقده الرابع.

    وانتقلت الوكالة الخاصة أو السفارة عن الإمام المهدي عليه السلام بين أربعة من خيار خلق الله وخاصته، هم عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد بن عثمان ، والحسين بن روح ، وعلي بن محمد السمري ، رضي الله عنهم وانتقلت الخلافة بين ستة من خلفاء بني العباس ، بينهم المعتمد الذي عاصر وفاة الإمام العسكري عليه السلام .

    وهؤلاء الوكلاء الأربعة الذين أمسكوا بأزمة الأمور في هذه الفترة كانوا همزة الوصل بين الامام وقواعده الشعبية ،فهم كانوا في غاية الورع والصلاح ، ملتزمين بخط الإمام ع من كونهم وكلائه الخاصين، او سفراؤه، وهم أشخاص يتصفون بدرجة من الإخلاص عظيمة، بحيث يكون من المستحيل عادة أن يشقوا بالإمام المهدي (ع) ، أو أن يخبروا بما يكون خطراً عليه ولو مزق لحمهم ودق عظمهم . ولا يتوخى بعد ذلك أن يكون السفير هو الأعمق فقهاً أو الأوسع ثقافة، فإن السفارة عن الإمام عليه السلام لا تعني إلا التوسط بينه وبين الآخرين ،ولا دخل للأفضلية الثقاقية فيه، ومن هنا قد تسند الوكالة الخاصة إلى المفضول من هذه الجهة ، توخياً لتلك الدرجة من الإخلاص.

    وهذا هو الذي ذكر في بعض الروايات ، حيث اعترضوا على أبي سهل النوبختي، فقيل له : كيف صار هذا الأمر "أي السفارة " إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك ؟ فقال : هم اعلم وما اختاروه . ولكن انا رجل القى الخصوم واناظرهم ، ولو علمت بمكانه كما علم ابو القاسم وضغطتني الحجة ، لعلي كنت ادل على مكانه وابو القاسم ، فلو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه .

    هذا من جهة اما مسألة قبض المال وتوزيعه فتتم بواسطة هؤلاء السفراء او غيرهم . والمال المقبوض يكون عادة من الحقوق الشرعية التي يعطيها اصحابها من الموالين للامام عليه السلام ،في مختلف البلاد الاسلامية فكان اذا اجتمع عند قوم اموال من هذه الحقوق ،ارسلوها بيد احد امنائهم الى الناحية وقد يكون المال المقبوض هبة شخصية للامام عليه السلام ،من قبل احد مواليه ،عيناً او ثوباً او غير ذلك . وقد يكون المال موصى به من قبل احد الأشخاص للإيصال إلى الإمام (ع) بعد موته ، أو غير ذلك من الوجوه. وهذه الأموال منها ما يصل إلى الإمام مباشرة ، ومنها ما يبقى في يد الوكيل، يوزعه بحسب نظر الإمام وقواعد الإسلام.

    كما أن حامل الأموال إلى الإمام ، قد يوفق إلى دفعها إلى السفير مباشرة . وقد لا يستطيع حتى ذلك ، بل يؤمر بوضع المال في مكان معين، يذهب بعده في حال سبيله، وذلك بحسب اختلاف الظروف والأحوال التي يعيشها السفراء بشكل خاص والقواعد الشعبية الموالية بشكل عام .

    اما أجوبته عليه السلام على الأسئلة التي كان إيصالها إلى الإمام (ع) من أهم مهام السفراء. والتي كانت تجتمع عند السفراء بكثرة من مختلف طبقات الموالين . والجواب قد يكون توقيعاً أي جملة مختصرة مكونة من بعض كلمات، وقد يكون مطولاً مسهباً ، بحسب ما يراه الامام المهدي ع من مصلحة السائل والمجتمع.

    وتندرج في ذلك الأسئلة الفقهية والعقائدية التي كانت توجه إليه والطلبات الشخصية كاستئذان بالحج وسؤاله عن ميلاد الوالد او التوفيق بين زوجين متشاكين . كما يندرج في ذلك مناقشاته للشبهات التي كانت قد تنجم بين الموالين ، وللدعاوي الكاذبة بالسفارة عنه عليه السلام ولعن المدعي وكشف اتجاهاته المنحرفة. كما يندرج في ذلك . ما خرج عنه عليه السلام ، من الترحم على السفير الاول وتعزية ولده السفير الثاني . وما خرج في بيان انقطاع السفارة بعد السمري السفير الرابع.

    وهنا يمكن بلورة الاتجاه العام للسفراء حيث يتلخص الاتجاه العام للسفراء الأربعة ، في حياتهم الاجتماعية الاسلامية ، في عدة نقاط:

    اولا: الاضطلاع بقيادة قواعدهم الشعبية الموالية للامام المهدي عليه السلام ،من الناحية الفكرية والسلوكية طبقاً لاوامره عليه السلام ،أو بتعبير آخر: التوسط في قيادة المهدي (ع) للمجتمع وتطبيق تعاليمه فيه ، طبقاً للمصالح التي يراها ويتوخاها.

    ثانيا: الاخلاص في السفارة عن المهدي عليه السلام، وفي خدمة قواعدهم الشعبية المفتقرة إلى قيادتهم ، وسفارتهم كل الافتقار .. والتضحية في سبيل ذلك بالغالي والنفيس.

    ثالثا: أن لا يكون عملهم ملفتاً للنظر ، وأن تكون حياتهم وتجارتهم طبيعية جداً ، غير مثير لأي تساؤل أمام الدولة وعملائها وقواعدها الشعبية .

    رابعا : التزامهم بمسلك التقية: مهما أحوجهم الأمر إلى ذلك .. ويجعلونه طريقاً لتهدأة الخواطر عليهم وإبعاد النظر عنهم لكي تنفسح لهم فرصة أوسع ومجال أكبر للعمل ، مما إذا كانوا مراقبين ومطاردين بشكل مستمر أكيد.

    وعلى أي حال ، فمن المحرز المتيقن أن هذا الاتجاه الذي كان يسير عليه السفراء ، قد استقوا خطوطه العامة من المهدي عليه السلام بحسب ما يرى من المصالح في ذلك الحين والظروف التي كانت تعيشها قواعده الشعبية تجاه الدولة والآخرين .وكان كل سفير منهم يطبقه بمقدار ظروفه وشكل تطور الحوادث في زمنه.

    ظهر مما تقدم أن فترة الغيبة الضغرى دامت على التحديد تسعاً وستين عاماً وستة أشهر وخمسة وعشرين يوماً. شغل منها السفير الأول: عثمان بن سعيد ، حوالي الخمس سنوات ، أي أنه لم يتعد فترة خلافة المعتمد، فكما عاصر هذا الخليفة وفاة الإمام العسكري (ع) عاصر أيضاً وفاة السفير الأول رضي الله عنه.

    وشغل السفير الثاني: محمد بن عثمان حوالي الأربعين عاماً منها عاصر فيها خلافة المعتمد ، ثم خلافة المعتضد ، ثم خلافة المكتفي ثم عشر سنوات من خلافة المقتدر ، حين توفي عام 305 من الهجرة .

    وشغل السفير الثالث: الحسين بن روح، بعد وفاة سلفه ، أحد وعشرين عاماً ، عاصر فيها بقية خلافة المقتدر، وقسماً من خلافة الراضي حيث خلفه السفير الرابع علي بن محمد السمري، حيث بقي في السفارة ثلاث سنين، وتوفي عام وفاة الراضي نفسه ، وإن عاصر خلفه المتقي مدة خمسة أشهر وخمسة أيام. وبوفاة السفير الرابع انتهت الغيبة الصغرى وبدات الغيبة الكبرى.

    هناك ثلاثة أسباب رئيسية لإنتهاء السفارة والغيبة الصغرى وهي :
    اولا : استيفاء الغيبة الصغرى لأغراضها . وهو تهيئة الذهنية العامة لغيبة الإمام (ع) ،وهو مما قد حصل بالفعل خلال هذه الفترة ..فإنها فترة كافية لحصول ذلك ، وخاصة بعد أن تزايد احتجاب الإمام بالتدريج حتى انحصرت رؤيته بشخص واحد هو السفير نفسه ، ولم يبق بعد ذلك إلى أن يحتجب الإمام (ع) عن كل أحد على الإطلاق .

    ثانيا : وهو صعوبة الزمان وازدياد المطاردة والمراقبة من قبل الجهاز الحاكم ومن إليه ، للقواعد الشعبية الموالية للإمام المهدي (ع) بل لكبرائهم ولعلمائهم ، ولم ينج من هذا الضيق حتى السفير نفسه ، إلى حد لم يستطع السفير الرابع بالذات أن يقوم بعمل اجتماعي ذي بال ، ولم يرو لنا من أعماله إلا ما هو قليل وبسيط . ولم يكن من المتوقع زوال ذلك الحال في زمن قريب.

    ثالثا : عدم إمكان المحافظة على السرية الملتزمة في خط السفارة ، لو طال بها الزمن أكثر من ذلك ، وانكشاف امرها سيئاً فشيئاً فإنه لو صار عزم الإمام المهدي (ع) أن يديم أحد السفارة ويسلسلها بين الأشخاص على مدى الزمان فإن ذلك سوف ينتج حتماً انكشاف أمر السفارة والسفير واشتهار ذكرهما في المجتمع على لسان المؤمن والمنحرف والحكام والمحكومين .

    ولئن استطاع السفراء أن يخفوا سفارتهم لمدة سبعين عاماً ، فإنه لن يكون ذلك مستطاعاً إلى الأبد ، وسوف ينكشف – بحسب طبيعة الأشياء- أمر السفير .ومعه يتعذر عليه العمل ، إن لم يؤد به إلى التنكيل به تحت سياط السلطات ، وقد يؤدي إلى جعل المهدي (ع) نفسه في مورد الخطر.إذن فلا بد من قطع السفارة ، تلافياً لما قد يحدث من مضاعفات .

    فلكل هذه الأسباب ولعلم الأمام ع بما سيحدث لاحقا، أعلن الإمام المهدي عليه السلام ، في توقيعه الذي أصدر إلى السفير الرابع قبل موته ، بانتهاء عهد السفارة وانقطاع الغيبة الصغرى وصلة الناس بإمامهم وقائدهم عن طريق سفرائه . وبدء الغيبة الكبرى وهي الزمان الذي يبدأ بانتهاء الغيبة الصغرى ، بالإعلان الذي أعلنه الإمام المهدي عليه السلام ، عام 329 للهجرة ، بانتهاء السفارة وبدء الغيبة التامة وأنه لا ظهور إلا بإذن الله عز وجل. وهو الذي ينتهي بيوم الظهور الموعود الذي يبزغ فيه نور الإمام المهدي عليه السلام ، وتسعد البشرية بلقائه ليخرجها من الظلمات إلى النور ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً (كتاب مو سوعة الامام امهدي ع- تاريخ الغيبة الصغرى) للسيد محمد محمد صادق الصدر

    بعد ان تعرفنا على ما جرى من امر الغيبة الصغرى وعمل السفراء في تلك الفترة وانقضاء مدة الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى والتي تنتهي بيوم الظهور الموعود نستكمل واياكم بدايات عصر الظهور والتمهيد لذلك

    16. عصر الظهور
    قبل التطرق الى عصر الظهور أي انتهاء الغيبة الكبرى لابد من الإلتفات الى هاتين الروايتين:
    الرواية الاولى: روى السيد البرزنجي عن أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال : لصاحب هذا الأمر – يعني المهدي عليه السلام – غيبتان . إحداهما تطول (المقصود الغيبة الكبرى) حتى يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب . ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره . وهذا تمهيد على انه هناك من سيلي ألامر من بعده ع ولاتنتهي الامور بوفاة الامام الحجة بن الحسن ع وتحقيق دولة العدل الالهي اذ لابد لهذه الدولة ان تطول ويتمتع بعدلها المؤمنون الصابرون ولاتخلو الارض من حجة فلو توفي الامام الحجة محمد بن الحسن لساخت الأرض باهلها ولاتكون هناك دولة عدل الهي وهل سيتمتع المؤمنون والصابرون لفترة بسيطة بعد هذا الصبر والعناء لان اكثر الروايات تشير الى ان الامام الحجة محمد بن الحسن ع يتوفى بعد اربعين سنة من الحكم في دولة العدل الالهي على اقصى تقدير في الروايات وهل هذه المدة كافية لدولة كهذه ينتظرها مئة اربع وعشرون الف نبي وملايين الصابرين ومنذ خلق آدم ع وامر الله للملائكة بالسجود اليه ع. (كتاب مو سوعة الامام امهدي ع- تاريخ مابعد الظهور) للسيد محمد محمد صادق الصدر

    الرواية الثانية: وأخرج النعماني بإسناده عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد (ع) يقول : للقائم غيبتان إحداهما طويلة والأخرى قصيرة . فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته . والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه . وهذا اثبات آخر على ان خاصته من شيعته هم من يلتقون به في عصر الغيبة الكبرى لان كثيرون يدعون انه لا يوجد من يرى او يتصل بالامام الحجة محمد بن الحسن ع في عصر غيبته الكبرى(كتاب مو سوعة الامام امهدي ع- تاريخ مابعد الظهور) للسيد محمد محمد صادق الصدر

    الرواية الاولى واضحة جداً كوضوح الشمس ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره وهنا سؤال من هو هذا المولى الذي يلي امره وكما هو معروف ان امر الامامة لابد ان تكون محصورة في آل البيت ع وحسب وصية رسول الله ص الى وصيه علي بن ابي طالب ع وهذا يعني ان المولى الذي يلي أمر الامام محمد بن الحسن ع هو من آل بيته والأصح من ولده. وهنا سيثور كثيرون ويقولون هل الامام الحجة محمد بن الحسن ع متزوج وله ذرية حتى قلتم هذا القول! نقول وما الشك والاستغراب في ذلك اليس هو أحق الناس بسنة جده المصطفى ع الذي يحث صلى الله عليه وآله على هذه السنة لما فيها من صون للنفس؟ اليس الامام الحجة محمد بن الحسن ع وهو الامام المفترض الطاعة.

    سيبدأ المشككون في اثارة مثل هذه الأقاويل وسيطلبون الدليل واليكم وصية الرسول الاعظم ص الى وصيه علي بن ابي طالب ع في ليلة وفاته ص:
    أخرج في البحار نقلاً عن غيبة الشيخ عن أبي عبد الله الصادق (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين(ع) ، قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته ، لعلي : يا أبا الحسن ، أحضر صحيفة ودواة .فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى (إلى) هذا الموضع .فقال : يا علي: ،إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثني عشر مهدياً .فأنت يا علي أول الإثنا عشر إمام ... وساق الحديث ، إلى أن قال : وليسلمها الحسن (يعني الإمام العسكري (ع) إلى ابنه محمد ( يعني الامام الحجة بن الحسن ع) المستحفظ من آل محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم. فذلك اثني عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً. فإذا حضرته الوفاة ( يعني الامام الحجة بن الحسن ع تحضره الوفاة) فليسلمها إلى ابنه أول المهديين (المقربين: نسخة الغيبة). له ثلاثة أسامي:اسم كإسمي واسم أبي، وهو عبد الله ،وأحمد، والإسم الثالث: المهدي . وهو أول المؤمنين . (كتاب الغيبة) للشيخ الطوسي ص 150 (كتاب بحار الانوار) للشيخ المجلسي ج 53 ص 147 (كتاب غاية المرام) ج2 ص 142

    في الوصية اثبات بأن الامام الحجة محمد بن الحسن ع عند وفاته سيعهد امر الأمة الى ابنه وهو المقرب اليه واول المؤمنين بقضية الامام الحجة ع ولايمكن لاحد ان يشكك او يقول ان الرسول ص لم يوص او ليست له وصية لكون الرسول ص هو القدوة والمُنفذ الأول لتعاليم الله سبحانه وتعالى فكيف له ان لا يوص قال تعالى: (كتب عليكم اذا حضر الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقاً على المتقين) البقرة : 180

    سيعود المشككون ويقولون نعم هناك وصية ولكنها وصية شرعية للوالدين والاقربين اي ميراث او ما يتركه الرسول ص بعد وفاته وتوزيع ذلك او دفع ديون الى ماشابه ونقول لا لان مثل هذه الامور لاتخفى على سيد الوصيين علي بن ابي طالب ع كونه الحاكم الشرعي بعد رسول الله ص فهل تخفى عليه مثل هذه الامور الشرعية البسيطة المهم في وصية الرسول ص هي من يلي الامر من بعده والى نهاية الزمان لكي لا تكون الارض والناس بلا حجة
    وهناك البعض من يشكك في الكتب والروايات ويريد ادلة اخرى على ان المولى الذي يلي امر الامام الحجة محمد بن الحسن هو من ولده وكما جاء في وصية رسول الله ص ونقول:

    في عدد من الأدعية الواردة في المصادر الإمامية الدعاء لهؤلاء الأولياء الصالحين (ع) بعد الدعاء للمهدي (ع) والسلام عليه . وفي بعض الأدعية المكرسة للدعاء للمهدي (ع) والثناء عليه ، يقول في آخره : اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وزد في آجالهم ، وأعز نصرهم وتمم لهم ما اسندت إليهم من أمرك وثبت دعائمهم ، واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً ... الخ الدعاء . (كتاب مفاتيح الجنان) للشيخ عباس القمي

    وفي دعاء آخر يذكر فيه المهدي (ع) ويثني عليه طويلاً، ويقال في آخره: اللهم صل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده ومد في اعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم اقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة .إنك على كل شيء قدير. إلى غير ذلك من الادعية. وهذه الادعية موجودة في كتب الادعية كمفاتيح الجنان والمصباح .

    وعليه فان إن الإمام المهدي (ع) لن يهمل أمر الأمة الباقية بعده ،لا لمجرد أن لا تبقى رهن الإنحلال والضياع ، وإن كان هذا صحيحاً كل الصحة، بل لأكثر من ذلك، وهو أن إحدى الوظائف الرئيسة للمهدي (ع) بعد ظهوره هو تأسيس القواعد العامة المركزة والبعيدة الأمد لتربية البشرية في الخط الطويل ، تربية تدريجية لكي تصل إلى المجتمع المعصوم .وهذه التربية لا يمكن أن يأخذ بزمام تطبيقها إلا الإنسان الصالح الكامل حين يصبح رئيساً للدولة العادلة ، ومثل هذا الرجل لا يمكن معرفته لأحد غير الإمام المهدي نفسه ولعله يوليه التربية الخاصة التي تؤهله لهذه المهمة الجليلة .وأما احتمال تعيينه بالإنتخاب فهو غير وارد.

    ومن هنا سيقوم الإمام (ع) بتعيين ولي عهده أو خليفته ،خلال حياته وربما في العام الأخير ، ليكون هو الرئيس ألأعلى للدولة العالمية العادلة بعده والحاكم الاول لفترة حكم (الأولياء الصالحين) والمقصود اول المهديين الاثنا عشر المذكور في وصية رسول الله ص.

    اخوتي المؤمنين واخواتي المؤمنات هذا ماجرى من امر الغيبة الصغرى للامام الحجة محمد بن الحسن ع ونهايتها وبداية الغيبة الكبرى والتمهيد ليوم الظهور الموعود مشفوعاً بوصية رسول الله ص و بروايات آل البيت الأطهار ع

    نكتفي بهذا القدر في الجزء التاسع من سلسلة الغيبة والظهور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
  • عابرة سبيل2005
    عضو نشيط
    • 22-07-2011
    • 265

    #2
    رد: الغيبة والظهور / الجزء التاسع



    بارك الله بكم

    في ميزان حسناتكم
    [CENTER][/CENTER][IMG]http://www.noraletra.com/vb/images/smilies/fatee7a.gif[/IMG]

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎