إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

فك لغز إنسان النياندرتال

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    فك لغز إنسان النياندرتال

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصل الله عل محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما


    في البحار ومشارق النوار عن الإمام السجاد(ع):

    "أتظن أن الله تعالى لم يخلق خلقاً سواكم؟ بلى والله لقد خلق الله ألف ألف عالم وألف ألف آدم وانتم والله في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين"

    وفي كتاب التوحيد وكتاب نور المقلين عن الباقر (ع) قال:

    "لعلك ترى أن الله تعالى إنما خلق هذا العالم الواحد أو ترى أن الله لم يخلق بشراً غيركم؟ بلى والله لقد خلق الله تبارك وتعالى ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنتم والله في آخر تلك العوالم"
    .

    من هو إنسان نياندرتال ؟












    جال إنسان نيانديرتال طوال عشرات الآلاف من السنين السهول المكشوفة في أوروبا، يواجه الدببة والماموث والشتاء المتجمد في عصر الجليد.
    وبعد ذلك اختفى. فأثار اختفائه جدالا وتوقعات دامت لأكثر من قرن، وما زال الغموض يكتنفه حتى اليوم

    وهو أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى. أول آثار نياندرتال البئية ظهرت في أوروبا تعود لحوالي 350,000 سنة مضت.

    انقرض إنسان نياندرتال في أوروبا قبل حوالي 24,000 سنة مضت

    عاش إنسان نيندرتال في أوروبا وآسيا الغربية (المساحة الممتدة من أسبانيا وحتى أوزبكستان في فترة تزامنت مع العصر الجليدي الذي شاب معظم ارجاء أوروبا وآسيا قبل مائتان وثلاثون الف سنة.
    وأحدث الدراسات كشفت عن وجود هذا الأنسان في فلسطين وليبيا بالقرب من بلدة بلغراي تؤكد معاصرة هذا الإنسان للإنسان المعاصر ويعتقد العلماء بأن اجسامهم القصيرة والممتلئة والقوية هي من أهم أسباب بقائهم في العصر الجليدي وبمراجعه أدواتهم المكتشفة معهم عرفوا بأنهم صيادون ماهرون ويتغذون على طاردتهم.
    ويسجل العلماء بأنهم كانوا يصطادون في جماعات وفرق مما أدى إلى مواجهة مصاعب الصيد والحيوانات المفترسة الأخرى. يسجل لهذا الإنسان مقدرته على الكلام ولكن يلاحظ عليه افتقاره لتركيب الكلمات المعقدة أو تكوين مفاهيم أكثر تعقيدا كالفن وغيره فقد ظلوا بدائيين جدا. کان معدل حجم مخ النیاندرتال البالغ أكبر من معدل حجم المخ للإنسان الحالي بنسبة 10% تقریبا.
    لا يعرف إلى الآن سبب انقراض هذا النوع من البشر وهناك فرضیات عدیدة لانقراضهم سنتوالها لاحقا.

    تشير المستحاثات إلى ان الإنسان الحالي لم يكن الوحيد على الأرض، وإنما الأخير فقط، إذ عاش قبله أنواع أخرى من البشر. ومن المثير ان الإنسان الراهن عاصر إنسانا آخر لفترة حوالي 15 الف عام هو الإنسان المسمى: النيندرتال، وحدث هذا قبل حوالي 35 الف سنة فقط. هذا الامر يطرح عدة تساؤلات: متى انفصل النيندرتال عن الشجرة الرئيسية، ولماذا فشل إنسان النيندرتال في حين نجح الإنسان الحالي في تجربة "الصراع على البقاء" لتحقيق مبدأ " البقاء للافضل"؟

    تمكن العلماء من وضع خريطة الجينوم لجزء كبير من مورثات النيندرتال، بواسطة تكنيك جديد. الفرق بين مورثات النيندرتال ومورثات الإنسان الحالي ستستخدم لمعرفة السر خلف نجاح الإنسان الحالي وفشل الإنسان السابق، ولتحديد الجينات التي تميزنا ودراستها.

    منذ عام 1856، حيث تم اكتشاف مستحاثة إنسان النيندرتال لاول مرة، تحيط بهذا الإنسان الكثير من الاسرار. إلى ماقبل سنة واحدة كان الاعتقاد سائداً وسط العلماء باستحالة وضع خريطة كاملة لجينوم هذا الإنسان، ولكن العلماء الأمريكيين والسويديين والالمان يقومون بوضع هذه الخريطة الآن. خلف هذا النجاح يقف تكنيك جديد يسمح بفك شفرة كود المورثات بسرعة تزيد بمئة مرة كما كان الوضع عليه في السابق. الخارطة كاملة ستكون جاهزة بعد حوالي سنتين من الآن.
    النيندرتال سيكون هو الكائن المنقرض الأول الذي وضعت له خريطة جينوم، مما سيمكن من إعطاء الكثير من المعلومات لفك احجية هذا الإنسان، والاكثر اهمية، انه سيحدثنا عن انفسنا. من خلال مقارنة الحمض الجيني للنيندرتال مع حمضنا الجيني ليمكن ان نتعرف على المورثات التي جعلتنا نتفوق على الاخرين.
    مانعرفه اليوم ان النيندرتال عاش في أوروبا عندما كانت تختلف اختلافا كبيرا عن أوروبا الحالية. لقد كانت أوروبا تمر بفترة العصر الجليدي وتملك من الحيوانات مايمكن مقارنته بأفريقيا اليوم، ولكن في جو بارد. كانت سهول أوروبا مملوءة بقطعان من البيزون والاحصنة المتوحشة إضافة إلى الماموث ووحيد القرن ذو الصوف، جميعهم كانوا يعيشون جنبا إلى جنب مع الاسود والضباع والنمور

    النيندرتال الأوروبي هو فرع من الشجرة التي ظهر منها الإنسان الحالي، وقد جاء من أفريقيا في وقت مبكر. كان إنسان النيندرتال ذو بنية قوية وقصيرة وهو صياد ماهر، يتقن إشعال النار وصناعة الرماح، كما يقوم بدفن موتاه.

    قبل حوالي 150 الف سنة، وعندما كان إنسان النيندرتال منتشر في عموم أوروبا وفي اقسام من آسيا الداخلية، نشأ جنس الإنسان الهومو سابينس لاول مرة من الجد الأقدم لإنسان النيندرتال، الباقي في أفريقيا.

    عندما وصل الإنسان الجديد إلى أوروبا شكل تحدياً لوجود النيندرتال وبدأ العد التنازلي لقدرته على البقاء ومنافسة الإنسان الجديد. لااحد يعرف بالضبط كيف حدث هذا، ولكن المستحاثات واللقى التي عثر عليها في أنحاء متفرقة من أوروبا تشير إلى ان الإنسان الجديد وصل إلى أوروبا من الشرق والجنوب الشرقي قبل حوالي 45 الف سنة، وعاصرا الإنسان الأقدم لفترة تقترب من 15 الف سنة، وهي الفترة التي يصبح فيها إنسان النيندرتال الأخير محشورا في منطقة شبه جزيرة الايبر، حيث تقع حاليا إسبانيا والبرتغال.

    لايوجد مايدل على حدوث إبادة جماعية، ولربما خسروا الصراع على الطعام أو لربما ذابوا اثنياُ مع الإنسان الجديد، ولكن الاحتمال الأخير يفترض ان يكونوا قد تركوا آثارهم الجينية في الإنسان الحالي، فهل فعلوا؟

    تكنيك خريطة الجينوم يتحسن قد يظهر للبعض استحالة إمكانية استخراج الخارطة الجينية من مستحاثة لها من العمر حوالي 40 الف سنة، وهو نفس الاعتقاد الذي كان، قبل سنة واحدة فقط، يملئ العلماء الذين يجرون إعداد الخريطة اليوم وهم العالم السويدي Svante Pääbo, من معهد ماكس بلانك الألماني في لبيزيغ، وزميله الأمريكي Edward Rubin, من مختبر بيركلي في كاليفورنيا.

    تكنيك تحديد المورثات جرى تطويره بشكل كبير في السنوات الأخيرة واليوم أصبح اسرع وارخص. الهدف من التطوير كان للوصول إلى إمكانية ان يتمكن كل طبيب من معالجة المرضى على خلفية خريطتهم الجينية الخاصة. حاليا تجري شركات البيوتكنيك تطوير مالايقل عن 20 طريقة جديدة لوضع خريطة الجينيوم. الشركة المسماة 454 Life Sciences, مثلا استخرجت طريقة متطورة تجعل العملية اسرع بمئة مرة من السابق من خلال القيام بعدة تحاليل في وقت واحد وبشكل متوازي.


    هذا الامر اعطى العالم السويدي Svante Pääbo, فكرة وضع خريطة الجينوم لإنسان النيندرتال، ليبدء بجمع عينات العظام من متاحف العالم الطبيعية، حيث يوجد 300 لقية عظمية، ليتمكن في النهاية مع زميله الأمريكي من تقديم خارطتين الأولى تحوي على مليون والثانية على 65 الف زوج جيني لنيندرتال.

    نتائج كلا الخريطتين تتفقان مع بعضهم البعض ويكشفان للمرة الأولى ان العظام تعود لرجل. إضافة إلى ذلك تظهر النتائج ان خط تطور الإنسان والنيندرتال قد افترقا قبل حوالي 500 الف سنة. وأيضا اظهرت النتائج ان كلا النوعين لم يختلطا جينيا، ولكن العلماء حذرين في استخلاص النتائج النهائية، انطلاقا من أن المليون زوج جيني ليسوا إلا نقطة في بحر، بالمقارنة مع ان الجينوم العام يبلغ ثلاث مليارات زوج جيني. إضافة إلى ذلك تعطي معلومات عن فرد واحد فقط، ومن الممكن ان يكون هناك اختلاف بين المجموعات في المناطق المتعددة. الجواب الأخير على فيما إذا كان النيندرتال يستطيع التزواج مع الإنسان يمكن الحصول عليه عندما ينتتهي إنشاء خريطة الجينوم كاملة، ويفضل ان تكون من عدة عينات من مناطق مختلفة.

    وعلى كل حال فهذا أحد السؤالين الكبيرين فقط، فالسؤال الثاني هو: لماذا اختفى النيندرتال. وإذا لم يكن قد اختفى بسبب ذوبانه جينيا في الهومو سابينس (الإنسان الحالي)، أو بسبب إبادة جماعية فلا يبقى إلا احتمال واحد ممكن: لقد فشل في المنافسة على الموارد وبالتالي في الصراع على البقاء، امام الإنسان الجديد، حسب توضيح العالم Richard Klein, من جامعة ستينفورد الأمريكية.

    حيث ان كلا الإنسانين كانوا يعيشون على الصيد وجمع النباتات، ولكن الإنسان الجديد عندما جاء إلى أوروبا كان يملك تكنيكاً أكثر تطورا وعلى الأغلب يملك أيضا بنية اجتماعية مختلفة وسلوك مختلف، ساعده على استغلال الطبيعة بشكل أكثر فعالية.

    الإنسان الجديد يملك قدرات أفضل العالم كلين يعتقد ان النيندرتال انقرض بسبب الجوع، وان هذا الامر جرى بشكل سريع، حوالي مئتين من السنوات لكل مجموعة. هذا التوضيح يتطابق مع الصورة التي تظهر ان الإنسان الجديد كان يمر بمرحلة ازدهار إبداعي في فترة ماقبل 70 الف سنة، رافقتها انتشار سريع في مختلف المناطق اجبرت الأنواع الأخرى من البشر على الانحسار. فكرة " الانفجار أو الازدهار الابداعي" تجد جذورها في العديد الملاحظات، ليس اقلها معرفتنا بان الإنسان الجديد لم يبدأ بالهجرة والتوسع بالانتشار إلا قبل 60-70 الف سنة، بالرغم من أن المستحاثات التي عثر عليها وتعود له، تظهر انه كان موجودا كنوع منذ 200 الف سنة. مالذي جعله يتأخر بالانتشار؟

    وقت هجرته تتطابق مع فترة بدء ظهور زخم أكبر من الادوات المتطورة والمنتجات الفنية، وإضافة إلى ذلك يظهر تحليل مورثات الإنسان الحالي ان جميع البشر خارج أفريقيا ينتمون إلى المجموعة نفسها التي تعيش في شرق أفريقيا. هذا يقدم لنا صورة عن حدوث تغيير نوعي عند الاجداد الأوائل جعلهم أكثر قدرة على الابداع مما مهد الطريق لانتشارهم بفترة قصيرة والتضييق على الأنواع الأخرى وإخراجها من حلبة المنافسة خاسرة.

    هذا التغيير النوعي هو الأساس الذي جعل نوعنا متفوقا على بقية الأنواع الإنسانية وهو الذي ميز الإنسان الحالي وهو الذي خلق القدرة لدينا للابداع في الصيد والزراعة والثقافة، والفرق الجيني بيننا وبين النيندرتال يمكنه ان يهدينا إلى هذه الجينات تحديداً.

    ثلاثة ملايين اختلاف يفرق بيننا منذ الآن يعرف العلماء جزء من الاختلافات الجينية التي تجعل الإنسان متميزاً بالمقارنة مع اقرب كائن حي قريب لنا: الشمبانزي، والذي يجمعنا جد مشترك معه قبل حوالي 5 ملايين سنة. مع تحديد الفروقات الجينية بيننا وبين النيندرتال يمكن الوصول إلى دقة أكبر في قراءة أسباب إنسانيتنا، إذ بينما يفرقنا عن الشمبانزي 35 مليون اختلاف جيني تشير التوقعات الاحصائية إلى انه يوجد حوالي 3 ملايين اختلاف جيني فقط بيننا وبين النيندرتال.
    نتائج التحاليل الأولية تشير إلى اننا نتشارك مع النينيدرتال فيما بين 99,5 - 99,9% من الحوض الجيني. إضافة إلى ذلك سيتمكن العلماء من رؤية فيما إذا كانت الفروقات بيننا وبين الشمبانزي تفرقنا عن القرود فقط ام انها ذاتها التي فرقتنا عن النيندرتال أيضا. في مثل هذه الحالة سيكون من المثير دراسة هذه الجينات لمعرفة مالذي جعل الإنسان إنساناً.

    خريطة الجينوم للنينيدرتال لوحدها لايمكنها كشف مالذي يجعلنا مميزين. هذه المعلومة نحصل عليها من خلال المزيد من الابحاث التي تظهر وظيفة الجينات التي تفرق بيننا. هذا يعني انه لا زال هناك الكثير من الجهود التي يجب بذلها لتحليل وظيفة كل جين، ولكن جينوم النيندرتال وسيلة لاتعوض، إذ يشبهها العلماء بحجر الرشيد الذي عثر عليه في مصر والذي كان مفتاحا للغة الهيروغليفية.






    فك ألغاز إنسان النياندرتال

    تمكن العلماء من تحليل الحامض الوراثي -دي أن أي- لإنسان النياندرتال للمرة الثالثة في محاولة لفك ألغاز تاريخ الإنسان المبكر
    وكانت نتيجة التحليل هي أن إنسان النياندرتال، كما هو الحال مع الإنسان العصري، قد بدأ بأعداد قليلة من الأفراد

    ولم يتمكن العلماء من العثور على أي دليل على أن إنسان النياندرتال قد تزاوج مع الإنسان العصري في أي مرحلة سابقة، وهي نظرية كانت دائما موضع جدل بين الخبراء

    وقد أُخذ الحامض الوراثي من بقايا إنسان النياندرتال، عُثر عليها في كهف فينديا في كرواتيا، وهذه هي المرة الثالثة التي يُحلل فيها الحامض النووي الوراثي من بقايا إنسان النياندرتال

    التحليل الأول كان لبقايا عثر عليها في كهف فيلهوفر في ألمانيا الغربية والثاني لبقيا طفل نياندرتال عثر عليه في كهف مزمياسكايا في شمال القوقاز



    وقام العلماء بمقارنة الحامض النووي الوراثي للنياندرتال مع الحوامض النووية الوراثية للإنسان والقرود والغوريلا

    ويقول رئيس فريق البحث العلمي الذي أجرى الاختبارات، البروفيسور سافانتي بابو، وهو أستاذ علم الوراثة والتطور في معهد ماكس بلانكس للتطور الوراثي في ليبزيج ألمانيا، إن هذه الاختبارات سوف تمكن العلماء من معرفة حجم التنوع الوراثي الموجود بين أنواع النياندرتال

    وقال البروفيسور بابو لبي بي سي أونلاين إن السؤال الرئيسي هو هل أن النياندرتال، هو كالإنسان العصري، لا توجد بين أنواعه اختلافات وراثية شديدة؟ أم أن هناك اختلافات كبيرة بين أنواعه كما هو الحال مع الشمبانزي وباقي أنواع القرود؟

    وبالرغم من أن تحليل عظام ثلاث جثث لإنسان النياندرتال يعتبر قليلا لكي تعتبر نتائجه شاملة، فإن النتائج تشير إلى أن النياندرتال هو كالإنسان الحالي من جهة قلة تنوعه الوراثي، وليس كالقرود التي تتميز بتنوع وراثي كبير

    وقد يعني ذلك أن النياندرتال قد تكاثر من عدد قليل كما هو الحال مع الإنسان الحالي


    وقد تفك اختبارات الحامض النووي الوراثي لغزا قديما آخر حول احتمال حصول تزاوج في السابق بين الإنسان العصري والنياندرتال

    ويقول البروفيسور بابو إنه لا يمكن استبعاد حصول درجة من التزاوج بين الإنسان العصري والنياندرتال، إلا أن النتائج التي توصل إليها فريق البحث لم تقدم أي دليل على حصول مثل هذا التزاوج

    لذلك فإن المطلوب هو دراسة المزيد من بقايا إنسان النياندرتال، بالإضافة إلى بقايا الإنسان الحالي في العصور المبكرة، بهدف تحديد التاريخ الوراثي لكلا المجموعتين عندما عاش كلا النوعين معا

    فقد عاش إنسان النياندرتال في أوروبا قبل مئة وثلاثين ألف عام إلى ثلاثين ألف عام، غير أن عمر العظام التي أُجري عليها التحليل يقدر باثنين وأربعين ألف عام


    ويقول البروفيسور كريس سترينجر، رئيس شعبة أصول الإنسان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، إن دراسات الحامض النووي قدمت للعلماء بعض المعلومات التي يمكن من خلالها معرفة التركيب الوراثي للنياندرتال

    ويضيف البروفيسور سترينجر أن الاختبارات للأحماض الوراثية تشير إلى أن النياندرتال يختلف عن الإنسان العصري، وهو بعيد من الناحية الوراثية عن الإنسان الأوروبي كما هو بعيد عن الإنسان الأفريقي

    وقال إن التنوع الوراثي للنياندرتال يشير إلى أن عدد الأفراد تناقص في بعض المراحل التاريخية ربما بسبب تغير في المناخ، لكنه على خلاف الإنسان، الحالي لم يتمكن من التغلب كليا على الظروف المناخية

    لذلك فإن النياندرتال انقرض كليا، ومما ساعد في ذلك هو الأعداد القليلة التي عاشت في المراحل التاريخية المختلفة


    Last edited by نجمة الجدي; 16-07-2015, 14:39.
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
  • الرؤيا الصادقة
    عضو نشيط
    • 24-08-2010
    • 281

    #2
    رد: فك لغز إنسان النياندرتال

    الأسباب التي أدت الى انقراض النياندرتال !
    صحيفة الاتحاد


    الصنف الوحيد من البشر الذي عاش في أوربا وأجزاء أخرى من العالم وجال طوال عشرات الآلاف من السنين في السهول الواسعة المكشوفة ضمن أماكن تواجده وهو يواجه الدببة والماموث العملاق في فصل الشتاء البارد برياحه العاتية أثناء العصور الجليدية على مدار أجيال غابرة حيث أحتار العلماء في كشف أسرار ذالك المخلوق البسيط ومقدرته العالية في التفوق بجدارة على الصعوبات التي كانت تعترض مسيرة حياته الشاقة. واختفى على وجه الأرض بشكل مفاجئ مما أثار جدالاً وتوقعات متناقضة وأحياناً متباينة دامت لأكثر من قرن وما زال الغموض يكتنفه حتى يومنا هذا.


     بدأ النياندرتال بالانقراض بشكل تدريجي والى الأبد قبل حوالي ثلاثين الى خمسة وثلاثين ألف سنة وفي تلك الفترة ظهر نوع جديد وحديث من البشر يعرف بالإنسان المعاصر الذي يحمل الشكل السائد للبشر الحالي ويعرف بـ (هومو سابينس) وما زال الجدال دائرا حول صلته بالنياندرتال ؟

    وهل تعايشوا بسلام أم كانوا على خصام؟

    وهل اتبع كل منهم مسار منعزل خاص به؟


    وفي خضم بحوث وتوقعات العلماء المستمرة بالاعتماد على أحدث التقنيات المعاصرة لا تزال الظنون تكبر عند البعض منهم بالذهاب الى القول بأن الإنسان المعاصر كان وراء إبادة نسلهم بشكل جماعي باقتحامهم لمناطق النياندرتال.

    وبعض العلماء لايعتقدون ذالك لعدم توفر الأدلة الراسخة التي تسند صحة تحليل التوقعات النظرية لزملائهم فمن الأرجح وهو ما يستقر عليه رأي الأكثرية من العلماء بأن مجاميع انفرادية صغيرة من النياندرتال كانت تراوغ وتبتعد هنا وهناك ضمن مناطق حيوية غير نافذة ناهيك عن مآزق شرائط الحياة الجديدة القاسية التي أوقعتهم في فخ النهاية والانقراض حيث لم يكن بوسعهم المفر أو النجاة منه، أي أنهم كانوا ضحية المتغيرات المناخية التي أصبحت دافئة وتأقلمهم معها كانت في غاية الصعوبة نظراً لأنهم تعودوا على الطقس البارد لفترات زمنية طويلة. أما الإنسان الذي جاء من بعدهم فقد تكيف مع الجو الدافئ بشكل تام.

    وفريق آخر من العلماء يجزمون بأن الجنس البشري الجديد الـ(هومو سابينس) ربما تجانسوا مع النياندرتال وامتصوا منههم الجينات الوراثية لتصبح صلة القرابة والتوافق بينهم متينة.

    في سنة 1979 م اكتشف الخبير الفرنسي (فرانجويس اينيكو) في كهف (ساينت سيزار) الواقع في غرب فرنسا قبرا عثر فيه على هيكل عظمي يعود تاريخه لقبل حوالي ستة وثلاثين ألف سنة وظهرت عليه ملامح إنسان النياندرتال بشكل غير قابل للجدل ما يعتبره الخبراء بأنه الدليل القاطع الذي يبرهن على أنهم عاشوا هناك لبضعة آلاف من السنين جنب الى جنب مع الـ (هومو ساب ينس)كما واستطاع فرانجويس من خلال الجمجمة أن يميز علامات النياندرتال الدالة من خلال شكل وجهه المعروف بجبينه المنتفخ وحنكه القصير الذي يختلف كلياً عن الآخرين من البشر، هذا ويعود تأريخ الهيكل العظمي الى العصر الحجري المتوسط، ومن الغرابة أيضا، فقد عثر معه في القبر على أدوات تعود لعصر حضارة الـ(أورجنازين) التي عاش الإنسان أثناءها فقط ضمن منطقة (كاتر بيلونين) و(آوفيرجن) في فرنسا قبل حوالي خمسة وثلاثين الى اثنين وثلاثين ألف سنة وكانوا قد بدأوا حياتهم في قارة أوربا، لذا فمن خلال التقارب في أساليب ومستلزمات الحياة والتشابه الحضاري لعصرين مختلفين ضمن فترات زمنية مشتركة يمكن اعتبارها أدلة ساطعة تثبت بأن تعايشاً مشتركاً حصل بين النياندرتال و الـ(هومو ساب ينس) بوئام تام وامتزجت بينهم الجينات الوراثية لعدة آلاف من السنين قبل انقراض الأول، لذا فأن التقارب الخلقي والعملي بين الجنسين المختلفين يعارض بشكل مطلق فرضية خصال النياندرتال العدائية الذي يبني عليها بعض العلماء اعتقاداتهم بأنهم انتهوا على يد الإنسان الحديث الـ (هوموسابينس)وأبادوهم بشكل تام عندما غزا الأخير أوربا.


    أكتشف خبراء الآثار جزءا من فك أسفل الجمجمة لإنسان قديم في منطقة(سافايا)جنوب اسبانيا يعود تأريخه الى نفس الفترة التي عاش فيها النياندرتال مع الإنسان الحديث في أوربا لعشرة آلاف عام على أقل تقدير وتتمخض عنها أسئلة هامة وهي..

    كيف أستطاع نوعان مختلفان من البشر الانسجام مع البعض رغم الاختلاف الكبير في الشكل والتصرف والطبيعة الخلقية بينهما إضافة الى اختلاف حضارتهما؟

    وكيف كانت نوعية العلاقة الاجتماعية بينهما؟

    وهل نافس النياندرتال الإنسان الجديد في عمليات الصيد التي تمرس فيها جيداً؟


    وهل كان الإنسان الحديث ممتناً للنياندرتال الذي تأمل في أن يضع تحت تصرفه الخبرة التي تنهي بها حياته ؟.


    يؤكد بعض من خبراء الآثار في تقاريرهم بأن النياندرتال كانوا قد ابتعدوا عن المنافسة ووضعوا خطاً حاجزاً للفصل بينهم في بعض المسائل التي كانت تأجج فيهم روح العداء وقد استوثقوا ذلك من خلال حلي زينة التي كانوا يتقلدونها وقد عثروا عليها في كهف (اجريسور) مما يزيد من قوة الاقتناع لديهم بأن النياندرتال كانوا يهتمون بالأشياء التي تزوق الإنسان وتزيد محياه أي أنهم كانوا يستطيبون بالحياة مما جعلتهم يتفننون في صنع القلادات ووسائل التبرج الأخرى من عظام الحيوانات وعاج الفيلة والماموث وزادت من اطمئنانهم بما يوحي بالصدق بأن استخدام النياندرتال التكنيك في حرفة جديدة كانوا قد اقتبسوها من خبرة الإنسان الحديث وأتقنوها بشكل جيد وليس من المستبعد أنه جرى بينهم تبادل في الخبرات ومختلف الأمور الاجتماعية ربما تفننت فيها مجموعة دون الأخرى.

    يشرح (روجر ليفين) مؤلف كتاب أصل الإنسان باللغة الألمانية بأن بعض آثار النياندرتال تتحدث عن نفسها بحكم السلوك الذي اتبعوه آنذاك لأجل مواصلة حياتهم والسير قدماً نحو الأفضل بالتعاون مع الإنسان الحديث (هومو سابينس)ويحتمل أيضاً بأن الإنسان الحديث أخذ أيضاً فكرة الذوق في دفن الموتى بإتباع طقوس سيرمونية بدائية من أقرانهم النياندرتال الذين بدأوا بممارستها لأول مرة في تأريخ البشرية في كهف شاندر بكردستان العراق إضافة الى استحضار الأدوية من الأعشاب البرية وتجارب أخرى في جوانب الحياة المختلفة مع حرصهم الكامل على تتابع مداولتها جيل بعد جيل.


    في سنة 1998 ـ 1999م عثر العلماء على جمجمة طفل يعود تاريخها الى حوالي 25000 ألف سنة وقد زاد من حدة النقاش العلمي بينهم، فالعالم الأمريكي (ايريك ترنكاوس) يتحدث في كتابه الصادر باللغة الألمانية تحت عنوان النياندرتال مرآة البشرية يقول عنه بأنه طفل فسيفساء (موزائيك) تتوافر فيه شكل النياندرتال والإنسان الحديث معاً وبمعنى أدق أنه طفل مركب من تجانس نوعين مختلفين من البشر ليخرج منه شكل (النياندرتال الحديث) مع فقدانه لبعض خصوصياته النياندرتالية المعروفة، وهناك من العلماء من يعتقد بأن الـ(هومو سابينس)الحديث كانوا ينظرون الى النياندرتال كأب لهم لأنهم اكتسبوا وتعلموا منهم الكثير من الأمور النافعة في مسيرة الحياة ثم أضافوا إليها بعض الشيء، ويواصل أيريش ترنكاوس بأن كلاهما كانا يؤمنان بتناسخ الأرواح أي انتقال الروح بعد الممات والدليل على ذلك هو دفن حلي الزينة ومختلف المقتنيات الخاصة التي كانت تعود للشخص الميت معه في القبر.

    وكما سبق ذكره بأن بعض العلماء يعتقدون بأن النياندرتال كانوا يرغبون في سفك دماء الجنس الحديث الذي ظهر قبل حوالي خمسة وثلاثين ألف سنة لكن الأكثرية منهم لا يتفقون معهم أبداً لأن الفترة أو العصر الذي يفترض اعتباره حقبة الإنسان الدموية لا يمكن درجها في صفحات التأريخ القديم لأنها كانت لازالت مبكرة بشكل عام.

    يضيف خبير الآثار الأمريكي رالف سوليكي في كتابه (شانه ده ر) الصادر لسنة1971م دليل آخر على حتمية التعايش بين النياندرتال والإنسان الحديث لآلاف السنين بمرونة وسلام جاءت من خلال اكتشافه لهيكلين عظميين أحدهم يعود لإنسان الـ(هومو سابينس) الحديث والآخر للنياندرتال القديم في طبقة واحدة ضمن المرحلة الثالثة من تنقيباته التي بدأها في سنة 1953 م وانتهى منها في سنة 1960 م وهو ما يثبت على أنهم عاشوا معاً لفترة لا تقل عن عشرة آلاف سنة قبل أن ينقرض الأخير، ويضيف سوليكي بأن الأدوات الحجرية التي عثر عليها ضمن نفس الطبقة فهي أيضاً تعود لحضارتين مختلفتين ويعد دليلاً آخراً على إن الجنسين المختلفين عاشا معاً وتزاوجا فيما بينهما، ومن المعلوم فأن الإنسان المعاصر ظهر أولاً في أفريقيا وأخذ بعدها بالانتشار التدريجي في الشرق الأدنى منها أرض كردستان العراق ثم هاجر الى أوربا وأخذ يتآلف مع النياندرتال وتعلم منه الكثير مثل دفن الموتى حيث يعتبر النياندرتال أول إنسان تفنن في دفن موتاه والذي نسميه اليوم بمراسيم الدفن الخاصة، واختفى النياندرتال تماماً ولم يبق منهم احد حياً لكنهم لم يختفوا عن وجه الأرض ذلك لأنهم نقلوا جيناتهم الى الإنسان المعاصر وتحول صغارهم الى أسلاف لأوربا المعاصرة أي أن الإنسان المعاصر يتقاسم نسبة معينة من الجينات مع النياندرتال ونتقاسم كذلك مع الشمبانزي نسبة معينة من المواد الجينية وهو ما يعني أننا نتقاسم الكثير مع النياندرتال رغم انعدام وغياب حالة التهجين بيننا. هذا وقد تمكن العلماء من تحليل الحامض الوراثي) DNA (لفك ألغاز تاريخ الإنسان القديم وكانت النظرية موضع جدل ونقاش بين العلماء ومن خلال مقارنة الحامض النووي الوراثي للنياندرتال مع الحوامض النووية الوراثية للإنسان العصري وقرود الشمبانزي والغوريلا تبين أن النياندرتال كان يشبهها بشتى الوسائل ولكن هل كان يشبهها من ناحية التفكير؟

    وأكتشف العلماء بأن جمجمة النياندرتال لها صلة الشبه مع جمجمة الإنسان العصري إلا من بعض الاختلافات في المزايا الخلقية ضمن المعدل العام، النياندرتال مثلاً كان له جبهة منخفضة وأهداب عالية وفتحات أنفه واسعة الى جانب الذقن القصير المنحدر غير المدبب الذي يعتبر صفة خلقية لدى غالبية البشر في يومنا هذا.

    أما الصفة التفضيلية التي كان النياندرتال يتميز بها هي صلابة العضلات والقوة حيث كان يزن أكثر من الإنسان الحالي بنسبة 30% وبنفس الدرجة للرشاقة البدنية لكليهما.

    هكذا وبعد ستين ألف سنة وتحديداً في أواسط القرن العشرين مثلت زهور وأعشاب وصخور أرض كردستان العراق التي أحبها الإنسان القديم بكل عواطفه أمام محكمة الإنسان المتحضر لتعلن للبشرية براءة ساحة النياندرتال من تهم غير منصفة ألصقت بهم لسنوات طويلة وأعادت إليهم اعتباراتهم الإنسانية.

    وكان لاكتشافات خبير الآثار الأمريكي رالف سوليكي في كهف شاندر دور أساسي في طوي ملف النياندرتال بشكل ايجابي مع التأكيد في نفس الوقت بأنهم عاشوا مع جنس بشري آخر ولسنوات طويلة بغير عداوة طبقية من منظور مبدأ التكافؤ والود المتبادل بين البشر ونبذ البغض والكره.
    قال يماني آل محمد الامام احمد الحسن (ع) ..أيها الأحبة تحملوا المشقة واقبلوا القليل من الحلال واقلوا العرجة على الدنيا ولا تداهنوا الطواغيت وأعوانهم فان فرج آل محمد وفرجكم قريب إن شاء الله إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎