إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

سيعلم المتولي ظلم حامتنا يوم القيامة أنى سوف ينقلب

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • اختياره هو
    مشرف
    • 23-06-2009
    • 5310

    سيعلم المتولي ظلم حامتنا يوم القيامة أنى سوف ينقلب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    و الحمد لله رب العالمين

    و صلى الله على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين وسلم تسليما

    فداك سيدتي فداك و فدا أبيك و بعلك و بنيك صلوات ربي عليكم......اللهم مكن للإمام القائم أحمد (ع)





    من كتاب البرهان في تفسير القرآن

    قوله تعالى:
    فَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 38





    - الطبرسي: عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله (عليه السلام): أنه لما نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله) أعطى فاطمة (عليها السلام) فدك وسلمه إليها.[1]

    - محمد بن العباس ، قال: حدثنا علي بن العباس المقانعي ، عن أبي كريب ، عن معاوية بن هشام ، عن فضل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال: لما نزلت: فَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ ، دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) ، وأعطاها فدك.[2]

    - علي بن إبراهيم ، قال: حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى ، وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «لما بويع لأبي بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها ، فجاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر ، فقالت: يا أبا بكر ، منعتني ميراثي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر الله؟!

    فقال لها: هاتي على ذلك شهودا. فجاءت بأم أيمن ، فقالت: لا أشهد حتى أحتج- يا أبا بكر- عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقالت: أنشدك الله- يا أبا بكر- أ لست تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة؟ قال: بلى. قالت: فأشهد أن الله أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله): فَآتِ ذَا الْقُرْبى‏ حَقَّهُ فجعل فدكا لفاطمة (عليها السلام) بأمر الله. وجاء علي (عليه السلام) فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتابا برد فدك ، ودفعه إليها ، فدخل عمر ، فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال أبو بكر: إن فاطمة ادعت في فدك ، وشهدت لها ام أيمن وعلي ، فكتبت لها بفدك. فأخذ عمر الكتاب من فاطمة (عليها السلام) فمزقه ، وقال: هذا في‏ء للمسلمين ، وقال: أوس بن الحدثان ، وعائشة ، وحفصة يشهدون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ، وإن عليا زوجها يجر إلى نفسه ، وام أيمن فهي امرأة صالحة ، لو كان معها غيرها لنظرنا فيه.

    ج‏4 ، ص: 347

    فخرجت فاطمة (عليها السلام) من عندهما باكية حزينة ، فلما كان بعد هذا جاء علي (عليه السلام) إلى أبي بكر وهو في المسجد ، وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال: يا أبا بكر ، لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال أبو بكر: هذا في‏ء للمسلمين ، فإن أقامت شهودا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعله لها ، وإلا فلا حق لها فيه. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا بكر ، تحكم فينا بخلاف حكم‏ الله في المسلمين! قال: لا. قال: فإن كان في يد المسلمين شي‏ء يملكونه ، ادعيت أنا فيه ، من تسأل البينة؟ قال: إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين. قال: فإذا كان في يدي شي‏ء وادعى فيه المسلمون ، تسألني البينة على ما في يدي ، وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وبعده[3] ، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوا علي شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟ فسكت أبو بكر ، ثم قال عمر: يا علي ، دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حججك ، فإن أتيت بشهود عدول وإلا فهو في‏ء للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه.

    فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا بكر ، تقرأ كتاب الله؟ قال: نعم. قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً[4] ، فيمن نزلت ، أ فينا أم في غيرنا؟ قال: بل فيكم.

    قال: فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة (عليهم السلام) بفاحشة ، ما كنت صانعا؟ قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر المسلمين. قال: كنت إذن عند الله من الكافرين. قال: ولم؟ قال: لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها فدك وقبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بوال على عقبيه ، مثل أوس بن الحدثان ، وأخذت منها فدك ، وزعمت أنه في‏ء للمسلمين ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): البينة على المدعي ، واليمين على من ادعي عليه- قال- فدمدم الناس ، وبكى بعضهم ، فقالوا: صدق- والله- علي. ورجع علي إلى منزله».

    قال: «ودخلت فاطمة المسجد ، وطافت بقبر أبيها (عليه وآله السلام) وهي تبكي ، وتقول:
    إنا فقدناك فقد الأرض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب[5]
    قد كان بعدك أنباء وهنبثة[6] لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب‏
    قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا فغاب عنا وكل الخير محتجب‏
    وكنت بدرا ونورا يستضاء به عليك تنزل من ذي العزة الكتب‏
    تقمصتها رجال واستخف بنا إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب‏
    فكل أهل له قربى ومنزلة عند الإله على الأدنين مقترب‏
    أبدت رجال لنا فحوى صدورهم لما مضيت وحالت دونك الكثب[7]
    فقد رزينا[8] بما لم يرزه أحد من البرية لا عجم ولا عرب‏
    فقد رزينا به محضا خليقته صافي الضرائب والأعراق والنسب‏



    ج‏4 ، ص: 348
    فأنت خير عباد الله كلهم وأصدق الناس حين الصدق والكذب[9]
    فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت منا العيون بتهمال لها سكب[10]
    سيعلم المتولي ظلم حامتنا[11] يوم القيامة أنى سوف ينقلب».



    قال: «فرجع أبو بكر إلى منزله ، وبعث إلى عمر ، فدعاه ، فقال: ما رأيت مجلس علي منا اليوم؟ والله لئن قعد مقعدا مثله ليفسدن أمرنا ، فما الرأي؟ قال عمر: الرأي أن تأمر بقتله. قال: فمن يقتله؟ قال: خالد بن الوليد. فبعثا إلى خالد ، فأتاهما ، فقالا: نريد أن نحملك على أمر عظيم. قال: احملاني على ما شئتما ، ولو قتل علي بن أبي طالب. قالا: فهو ذاك. قال خالد: متى أقتله؟ قال أبو بكر: إذا حضر المسجد ، فقم بجنبه في الصلاة ، فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه. قال: نعم.

    فسمعت أسماء بنت عميس ذلك ، وكانت تحت أبي بكر ، فقالت لجاريتها: اذهبي إلى منزل علي وفاطمة فأقرئيهما السلام ، وقولي لعلي: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ[12] ، فجاءت إليهما ، فقالت لعلي (عليه السلام): إن أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام ، وتقول: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ. فقال علي (عليه السلام): قولي لها: إن الله يحيل بينهم وبين ما يريدون.

    ثم قام وتهيأ للصلاة ، وحضر المسجد ، وصلى خلف أبي بكر[13] ، وخالد بن الوليد إلى جنبه معه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهد ندم على ما قال ، وخاف الفتنة ، وشدة علي (عليه السلام) وبأسه ، ولم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس أنه قد سها ، ثم التفت إلى خالد ، فقال: يا خالد ، لا تفعل ما أمرتك به ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا خالد ، ما الذي أمرك به؟ قال: أمرني بضرب عنقك. قال: وكنت فاعلا؟ قال:

    إي والله ، فلولا أنه قال: لا تفعل ، لقتلتك بعد التسليم- قال- فأخذه علي (عليه السلام) ، فضرب به الأرض ، واجتمع الناس عليه ، فقال عمر: يقتله ، ورب الكعبة. وقال الناس: يا أبا الحسن ، الله الله ، بحق صاحب هذا القبر. فخلى عنه ، فالتفت إلى عمر ، وأخذ بتلابيبه ، وقال: يا بن صهاك ، لولا عهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكتاب من الله سبق ، لعلمت أينا أضعف ناصرا ، وأقل عددا ثم دخل منزله».[14]



    و الحمد لله وحده
    وما توفيقي الا بالله






    [1]مجمع البيان 8: 478.


    [2]تأويل الآيات 1: 435/ 5.


    [3]في «ج ، ط»: قال: فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يديها و قد ملكته في حياة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و بعده.


    [4]الأحزاب 33: 33. [.....]


    [5]في البيت إقواء بيّن ، إذ أنّ حرف الروي في القصيدة مرفوع و هنا مجرور ، و روي في مصادر اخرى: «فاشهدهم قد انقلبوا» ، و روي أيضا: «فأشهدهم فقد نكبوا».


    [6]الهنبثة: واحدة الهنابث ، و هي الأمور الشداد المختلفة. «لسان العرب- هنبث- 2: 199».


    [7]الكثيب من الرمل: هو ما اجتمع و احدودب ، و الجمع: كثب. «لسان العرب- كثب- 1: 702».


    [8] الرّزء: المصيبة. «لسان العرب- رزأ- 1: 86».


    [9] في هذا البيت إقواء وكذا الذي قبله.


    [10] في «ط»: همال وهي تنسكب ، و في «ي»: بتهمال و تنسكب.


    [11]الحامّة: خاصّة الرجل من أهله و ولده و ذي قرابته. «لسان العرب- حمم- 12: 153» ، و هي بتشديد الميم ، و خفّفت هنا للضرورة.


    [12]القصص 28: 20.


    [13]في المصدر: المسجد و وقف خلف أبي بكر و صلّى لنفسه.




    [14]تفسير القمّي 2: 155.
    السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎