إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اسماء الله سبحانه وتعالى ومراتبها

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • العائد
    عضو جديد
    • 15-11-2008
    • 24

    اسماء الله سبحانه وتعالى ومراتبها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهمصلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    من كتاب شيء من تفسير سورة الفاتحة للسيد اليماني عليه السلام:


    إضاءة على أسمائه سبحانه :

    في الحقيقة إنه لا يوجد له سبحانه وتعالى اسم يظهره من الغيب إلى الشهادة أو المعرفة التامة بكنهه وحقيقته , بل جميع الأسماء الكريمة المقدسة هي أسماء لصفاته الذاتية أو الفعلية .
    ويختص أسم الله بأنه اسم لجميع الصفات الكمالية الذاتية والفعلية المتفرعة منها .

    وبيان ذلك :-

    إن اسم الرحمن وضع لصفة الرحمة فهو راحم برحمته والرحمة ذاته واسم قادر وضع لصفة القدرة فهو قادر بقدرته والقدرة ذاته . كما روي عنهم (ع) - راجع توحيد الصدوق – .
    وهذه الذات الموصوفة بهذه الصفات والمعروفة بهذه الأسماء هي غير كنهه وحقيقته سبحانه التي لا يعرفها غيره والتي نثبتها بالهاء المضافة إلى كلمة ذات عندما نقول ذاته ونعلن غيبتها بالضمة ,
    وبعبارة أخرى ضمير الغائب ( هو ) فالهاء للثبوت , والواو للغيبة .
    فعن الباقر (ع) :-
    ( أنزل الله تبارك وتعالى قل هو الله أحد, فالهاء تثبيت الثابت والواو إشارة إلى الغائب ) .
    يجب الالتفات أن الذات والكنه إنما تختلف في مقام المعرفة والتجلي ( أي الظهور) وإلا فهو سبحانه حقيقة واحدة بسيطة لا جزء له ولا تركيب فيه, والنور الذي فتح لمحمد (ص) في مثل سم الإبرة إنما هو الذات الموصوفة ــ الله ــ لا الحقيقة والكنه الغائبة عن جميع خلقه محمد (ص) وما دونه , كما روي عنهم (ع) فهم يعرفون نيف وسبعون حرفاً من الاسم الأعظم , وحرف أستأثر به سبحانه في علم الغيب عنده. وورد هذا المعنى في الدعاء عنهم (ع) وتكرر في أكثر من دعاء هذا المعنى
    ( الاسم المكنون المخزون الذي لم يخرج منك إلى غيرك)
    وفي الحديث عن الصادق (ع) قال :
    ( إن الله تبارك وتعالى خلق أسماً بالحروف غير منعوت, وباللفظ غير منطق, وبالشخص غير مجسم, وبالتشبيه غير موصوف, وباللون غير مصبوغ, منفي عنه الأقطار , مبعد عنه الحدود, محجوب عنه حس كل متوهم, مستتر غير مستور . فجعله كلمة تامة على أربع أجزاء معاً, ليس منها واحد قبل الآخر, فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها. وحجب منها واحد وهو الاسم المكنون المخزون. فهذه الأسماء الثلاثة التي ظهرت. فالظاهر هو الله تعالى, وسخر سبحانه لكل أسم من هذه الأسماء أربع أركان..... إلى آخر الحديث ) .
    ولكل أسم من أسمائه سبحانه وتعالى ظل في خلقه , فظل الذات أو مدينة الكمالات الإلهية, أو اسم الله هو محمد (ص) أو مدينة العلم,وظل الرحمن الذي هو باب مدينة الكمالات الإلهية هو علي (ع) الذي هو باب مدينة العلم, وظل الرحيم الذي هو باب مدينة الكمالات الإلهية فاطمة (ع) أو باب مدينة العلم. وهكذا بقية الأركان الأثنى عشر لهذه الأسماء الثلاثة, والاسم الوحيد الذي لا ظل له في الخلق هو الحقيقة أو الكنه, بل أن ظله الذات الإلهية. ولذلك فالعبادة الحقيقية هي عبادة الكنه والحقيقة ولا يعرفها في أعلى درجاتها إلا محمد (ص) الذي فاز بالسباق وأستحق أن يشهد له جميع الخلق بأنه عبده , قال أمير المؤمنين (ع) :
    ( … وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه , لشهادة كل صفة إنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف إنه غير الصفة … )
    وعن الرضا (ع) قال :-
    ( ولا معرفة إلا بالإخلاص, ولا إخلاص مع التشبيه, ولا نفي مع إثبات الصفات للتشبيه) .
    وهذا المقام مقام محمد (ص). وقال أمير المؤمنين (ع) :-
    ( وبالذات التي لا يعلمها إلا هو عند خلقه معروفاً ) .
    أي بظهور الذات وتجليها في الخلق بمحمد (ص) , فالله عرف بمحمد ولا يعرف محمد (ص) تمام معرفته إلا الله الذي خلقه , ولذلك قال أمير المؤمنين (ع), التي لا يعلمها إلا هو, فلا يعلم الذات أي الله إلا هو سبحانه, كما لا يعلم ظل الذات أو تجليها وظهورها في الخلق إلا هو سبحانه, بلا باب المدينة يعلم أكثر ما في المدينة لا كل ما في المدينة, فعلي وفاطمة يعرفان محمد (ص) لكن لا كما هو يعرف نفسه وكما يعرفه الله. قال أمير المؤمنين : ( لو كشف لي الغطاء .... )
    بينما رسول الله (ص) كشف له مثل سم الإبرة كما ورد في الحديث.
    فكمال عبادته والإخلاص له سبحانه هو عبادة الكنه والحقيقة , والتوجه إليه هو سبحانه وتعالى لا إلى الذات التي لا يخلوا التوجه إليها من الطمع في تحصيل الكمال على أقل تقدير . ومن هنا نعرف مقام الرسول السيد الكريم محمد (ص) لما اعتبر بقائه ذنباً ووجوده خطيئة استغفر منها وطلب العفو منه سبحانه فجاءه الجواب من أكرم الكرماء سبحانه برفع شيء من الحجاب فظل يخفق حتى أشتبه على السادة الكرام ملائكة الله نوره (ص) بنور الله سبحانه وتعالى علواً كبيرا, ففي حديث المعراج عن الصادق (ع) قال :-
    ( إن الله عرج بنبيه (ص) إلى سمائه سبعاً أما أُولهن فبارك عليه والثانية..... إلى أن قال : ثم عرج به إلى السماء الدنيا فنفرت الملائكة إلى أطرف السماء , ثم خرت سجدا فقالت سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرائيل (ع) : الله أكبر , الله أكبر . فسكنت الملائكة , وفتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة ثم جاءت فسلمت على النبي (ص) أفواجا , ثم قالت يا محمد كيف أخوك؟ قال: بخير . قالت : فإن أدركته فاقرأ له منا السلام . فقال النبي : أتعرفونه ؟ فقالوا : كيف لم نعرفه وقد أخذ الله عز وجل ميثاقك وميثاقه منا وأنا لنصلي عليك وعليه .... ثم عرج به إلى السماء الثانية , فلما قرب من باب السماء تنافرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا فقال جبرائيل (ع) : أشهد أن لا إله إلا الله , أشهد أن لا إله إلا الله.... إلى آخر الحديث ) .




    مراتب أسماءه سبحانه: -

    1- المرتبة الأولى من أسمائه سبحانه هي مرتبة الحقيقة أو الكنه :-
    وهي مرتبة كلية لا يتميز لنا منها اسم ولا رسم سوى ما ورد في بعض الروايات من الإشارة إليها بضمير الغائب (هو) ولأنه يشير إلى المرتبة الأعظم من أسماؤه سبحانه وتعالى, أطلق عليه الاسم الأعظم ، الأعظم ، الأعظم .

    2- المرتبة الثانية هي مرتبة الذات :-
    وهي مرتبة تفصيلية منها الفيض وبها واجه خلقه سبحانه , وأقول خلقه وأعني محمد (ص) فقط , لأنه هو فقط من رأى آيات ربه الكبرى , وفتح له من حجاب الذات فظل يخفق . واسم الله يشير إلى هذه المرتبة فبها تحيرت العقول وبها هامت القلوب . واسم الرحمن الرحيم باب الذات ، ومنه وبه يفاض على الخلق :-
    ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الإسراء: 110 .

    3- المرتبة الثالثة هي مرتبة الإنسان :-
    فالذات الإلهية تجلت وظهرت للخلق في الإنسان الكامل كما ورد في الحديث ما معناه ( خلق الله ادم على صورته) وقال تعالى ( علم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) والتعليم هنا يتجاوز اللفظ والمعنى إلى شيء من الحقيقة الخارجية والتأثير, والأسماء هي أسمائه الذاتية .. الله , الرحمن , الرحيم , العليم , العزيز , الحكيم , ... الخ. والفعلية الخالق , البارئ , المصور , الرازق.. الخ . وما يتعلق بها من ظهور وتجلي سواء في أعلى الساحات النورانية القدسية , كالأنبياء والأئمة والصالحين والملائكة ,أو في أدنى الظلمات المادية كالبساط الذي تجلس عليه كما ورد في الحديث عن الإمام المعصوم (ع) . وهذا العلم كان سبب أفضلية آدم على الملائكة فوعاء الإنسان الفطري كبير وسعة الأفق الذي يمكن أن ينظر فيه عظيم . وليس للملائكة الكرام إلا الشيء اليسير من هذه القدرة التي أودعها الله في الإنسان الفطري وائتمنه عليها لهذا أُمِروا بالسجود له والخضوع بين يديه إذا أطاع الله وذلك لأنه انطوى على معرفة الله سبحانه وتعالى وأصبح تجلي وظهور لأسمائه سبحانه وتعالى , وفي الرواية عن الإمام الرضا (ع) عن ابائه (ع) عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) :-
    ( ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني, قال علي (ع) فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل (ع) ؟ فقال : يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك وأن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا , يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا , يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله تقديسه , لأن أول ما خلق الله عز وجل خلق أرواحنا نورا واحداً أستعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منـزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وإنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن تعبد معه أو دونه, فقالوا : لا إله إلا الله. فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به, فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العز والقوة قلنا لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله , فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته فقالت الملائكة : الحمد لله . فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده . ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه. فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون.وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرائيل مثناً مثنى وأقام مثناً مثنى ثم قال لي : تقدم يا محمد, فقلت له : يا جبرائيل أأتقدم عليك ؟ فقال : نعم لأن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة. فتقدمت فصليت بهم ولا فخر, فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرائيل : تقدم يا محمد وتخلف عني فقلت: يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال : يا محمد إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عز وجل إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله, فزج بي في النور زجة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه فنوديت يا محمد. فقلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت, فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فأعبد وعلي فتوكل فأنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي لك ولمن اتبعك خلقت جنتي ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي. فقلت : يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمد أوصيائك المكتوبون على ساق عرشي, فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت إثنا عشر نوراً في كل نور سطر أخضر عليه أسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم مهدي أمتي (ع) فقلت : يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحجتي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأمكننهم مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي ويجتمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة ) .
    وعن الصادق (ع) قال :
    ( كان جبرائيل إذا أتى النبي (ص) قعد بين يديه قعدة العبد وكان لا يدخل حتى يستأذن ) .
    حديث ثاني وللالتفات إلى كنه وحقيقة معرفة الرسول(ص) بالذات الإلهية سبحانه وتعالى وتجليها وظهورها فيه(ص) للخلق . يتدبر هذا المثل وهو الفرق بين علم من عرف النار برؤيتها فقط ومن احترق في النار حتى أصبح هو نار وهذا هو مقام الرسول الكريم (ص) عندما فتح له مثل سم الإبرة فهو بين حالين حال فناء ولا يبقى له منها اسم ولا رسم ولا يبقى إلا الله الواحد القهار وحال يعود فيها إلى الأنا والشخصية وإذا لم تكتفِ بحديث المعراج السابق أعرج بك على سورة الفتح قال تعالى :-
    ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً) (الفتح1-2) .
    وليس المراد فتح مكة في هذه الآية وإن كان فتح مكة من لوازم هذا الفتح لأن الفتح في الملكوت يتبعه فتح في الشهادة فما بالك إن كان الفتح في عالم اللاهوت بين الذات الإلهية ومحمد (ص) وهو إماطة شيء من الحجاب وقصر الآية على فتح مكة تعسف وميل بالآية عن المراد منها حيث استخدم صيغة الماضي ( إنا فتحنا ) أي إن الفتح تحقق في فترة سبقت نزول الآية أو أثناء نزولها بينما فتح مكة تحقق بعد عامين من نزول الآية ثم إن هذا الفتح كان سبب لمغفرة ذنب الرسول الملازم له ( تقدم وتأخر ) وهذا الذنب كما مر هو تشوبه (ص) بالظلمة التي لا يخلوا منها مخلوق لأنه هو سبحانه وتعالى فقط نور لا ظلمة فيه.
    فعن هشام بن سالم قال دخلت على أبي عبد الله (ع) فقال : أتنعت الله ؟ فقلت : نعم . قال (ع) : هات . فقلت : هو السميع البصير . فقال (ع) : هذه صفة يشترك فيها المخلوقين. قلت : فكيف تنعته؟ فقال (ع) :-
    (( هو نور لا ظلمة فيه ... )) .
    وبسبب إماطة الحجاب والفتح المبين وفناء الرسول الكريم في الذات الإلهية أصبح هو وجه الله وكلمته التامة وبتعبير آخر أصبح هو أسم الله في خلقه وأسماؤه الحسنى في خلقه ، وهذه هي المرتبة الثالثة لأسمائه سبحانه وتعالى وكذلك حجج الله صلوات الله عليهم من أئمة وأنبياء وأوصياء ومرسلين كل بحسب مرتبته وقربه يمثلون وجه الله وأسمائه الحسنى ، منهم المرآة التي انعكست فيها الأسماء الحسنى وهم الذين تخلّقوا بأخلاق الله سبحانه وتعالى .
    روي الصدوق في التوحيد وفي العيون عن الهروي . قال : قلت لعلي بن موسى الرضا (ع) يا ابن رسول الله (ص) فما معنى الخبر الذي روي أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله؟ فقال (ع) : يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبيائه ورسله وحججه (صلوات الله عليهم) .
    روي الكليني في أصول الكافي عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله (ع) في قوله عز وجل : ( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها )
    قال (ع) :-
    ( … نحن والله الأسماء الحسنى ، التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا )
    والأخبار في هذا المعنى كثيرة ومستفيضة.


    بقي أن نعرف :-

    إن كل مرتبة أدنى هي تجلي وظهور لمرتبة أعلى لأسمائه سبحانه وتعالى, فأسم الله أو الذات الإلهية هو تجلي وظهور للحقيقة أو الكنه أو الاسم الأعظم أو هو. ومحمد (ص) هو تجلي وظهور للذات الإلهية في الخلق أو أسم الله في الخلق. إما الرحمن الرحيم فهما أسم واحد معبر عن الرحمة ولا يفترقان, بلا بينهما تمايز في السعة والشدة فقط وهما باب الذات الإلهية أو أسم الله وتجليها أو ظهورهما في الخلق هما علي وفاطمة (ع) باب مدينة العلم أو محمد (ص), قال تعالى :
    ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) (الإسراء: 110)
    والرحيم منطوي في الرحمن فهذه الأسماء الثلاثة الله الرحمن الرحيم هي أركان الاسم الأعظم , ولهذا برحيل علي (ع) من هذا العالم إلى جوار ربه نادى جبرائيل ( تهدمت أركان الهدى ) أي في هذا العالم بعودة ثالثها علي (ع) بعد أن سبقه محمد (ص) وفاطمة (ع) , ولأهمية هذه الأسماء الثلاثة بل ولقيام الخلق والسماوات والأرض ببركتها فتحت بها سورة الفاتحة بل القرآن أو الكتاب التدويني كما فتح بها الكتاب التكويني , فأول ما خلق الله سبحانه نور محمد وعلي وفاطمة (ع) كما ورد في الروايات وهما كما تبين نور الله الرحمن الرحيم على التوالي والله أعلم وأحكم. وما أوتينا من العلم إلا قليلا.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎